logo
"حرروا فلسطين!".. ماكلمور يُشعل ختام مهرجان جازابلانكا

"حرروا فلسطين!".. ماكلمور يُشعل ختام مهرجان جازابلانكا

يا بلادي١٤-٠٧-٢٠٢٥
شهدت الليلة الأخيرة من النسخة الثامنة عشرة لمهرجان "جازابلانكا" أكثر من مجرد حفل موسيقي، فقد كانت احتفالا بالصوت والروح والتضامن. من أول نغمة إلى آخر أغنية "حرروا فلسطين"، تميزت الأمسية بطاقة ووحدة ولحظات لا تنسى.
افتتحت فرقة "Jupiter & Okwess" من جمهورية الكونغو الديمقراطية الأمسية بعرض مليء بالحيوية على خشبة مسرح 21 في حديقة أنفا. بقيادة الفنان الكاريزمي جوبيتر بوكندي، الملقب بـ"الجنرال المتمرد"، قدّمت الفرقة مزيجًا فريدًا من الإيقاعات الكونغولية والروك والفانك والسول، في أداء كهربائي ألهب حماس الجمهور واصطحبه في رحلة موسيقية تمزج بين الأصالة الأفريقية والنفَس العالمي.
عرض مليء بالمفاجآ
تواصلت السهرة على المسرح الرئيسي في كازا أنفا بوعد فني يجمع بين كناوة والجاز في تشكيلة موسيقية مميزة. افتتح العازف والمغني المغربي مهدي ناسولي العرض بإبداع لافت، مقدّما أداء مفعما بالحيوية، لم يخلُ من المفاجآت. أولى هذه المفاجآت كانت صعود المعلم حميد القصري إلى المسرح، مضيفا بريقا خاصا للأجواء
قال ناسولي للجمهور قبل استقبال القصري "لا يمكنكم تخيل مدى سعادتي. لقد حلمت بأن أكون مثل حميد القصري على المسرح، وها أنا الليلة بجانبه". معا، قدما نسخة مؤثرة من "لا إله إلا الله"، تلتها "مولاي حمد"، التي غناها الجمهور بشكل جماعي، كلمة بكلمة.
أما المفاجأة الثانية، فكانت حضور النجمة المغربية أوم، التي أضفت على الأمسية لمسة صحراوية مميزة. وبمرافقة مهدي ناسولي على البندير، قدّما معًا أداءً مؤثرًا لأغنيتها "تاراغالت"،
ولم يكن مهدي ناسولي قد انتهى بعد من إدهاش الجمهور، إذ وجّه دعوة خاصة إلى المغني الأميركي بلال سعيد أوليفر للصعود إلى المسرح. حضوره أضفى موجة من نغمات الـR&B والجاز والغروف، ما رفع حرارة الأجواء إلى مستوى جديد. واختُتم العرض بحالة من النشوة الجماعية مع الأداء الساحر لأغنية "لالة عائشة"، إحدى كلاسيكيات كناوة
عرض كهربائي وتضامن
ثم حلّت اللحظة التي انتظرها الجمهور طويلا: صعود النجم ماكلمور، القادم من سياتل، إلى خشبة المسرح. ارتدى الكوفية الفلسطينية، في إشارة قوية تجمع بين الفرح والتحدي ورسالة ملتزمة. استهل عرضه بأغنية "CHANT"، وهي قطعة تنبض بروح الصمود والنهضة وتدعو إلى مواجهة الخوف بشجاعة.
بعد الأغنية الافتتاحية، توجّه ماكلمور إلى الجمهور قائلا "هذا العرض ليس عني أو عن فريقي فقط، بل عنكم أنتم أيضًا. ما تقدمونه لنا، نعيده إليكم... إنها المعاملة بالمثل". بعدها، أخذ الحاضرين في رحلة نوستالجية إلى عام 2012 مع أغنيته الشهيرة "Thrift Shop". وبمعطف الفهد الشهير الذي ظهر به في الفيديو المصوّر، صرخ ماكلمور: "شكرًا!" موجهًا تحية حماسية للجمهور المغربي.
ماكلمور في جازابلانكا. / تصوير: غوينديد فايللي - يابلادي
كانت الليلة مشحونة بالتفاعل والعاطفة، ولم تخلُ من اللحظات العفوية. في إحدى المحطات، تساءل ماكلمور: «هل يعرف أحدكم لازمة Downtown؟». اغتنم المعجبان نور الدين وبيلا الفرصة، وصعدا إلى المسرح ليشاركا في أداء حماسي خطف الأنظار. لاحقا، شوهد نور الدين وهو يلتقط صور السيلفي مع الحاضرين، لا يزال تحت تأثير الأدرينالين. وقال في تصريح لـ"يابلادي": «كان الأمر مذهلا. لم أتوقع أن تكون الليلة بهذه الروعة، لكنني استمتعت بكل لحظة».
ومع تصاعد الحماس، حملت الأمسية أيضا لحظات من التأمل والجدية. ففي منتصف العرض، توقّف ماكلمور للحديث عن الحرب في غزة، قائلاً بتأثر واضح "كإنسان، شاهدت مقطع فيديو من غزة كسر قلبي. رأيت فتاة في عمر ابنتي... وفكرت: كيف يمكن أن يتكرر ذلك؟ كيف يمكن أن تحدث هذه الإبادة الجماعية مجددا؟".
أدان العنف بشدة، ودعا إلى التوحد حول مبادئ العدالة والمساواة، متسائلًا: «ألا يمكننا أن نتّحد من أجل العدالة دون أن نعكس الكراهية؟».
بلغت اللحظة ذروتها مع أداء أغنية "حرروا، حرروا فلسطين!"، التي رددها الآلاف بصوتٍ واحد، في مشهد مؤثر يعبّر عن التضامن الجماعي. التقط ماكلمور علمًا فلسطينيًا من بين الجمهور، وقدم بعدها أغنية "Hind's Hall"، التي أصبحت نشيده الموجّه لدعم القضية الفلسطينية.
لم يتوقف التواصل عند حدود المسرح؛ إذ نزل ماكلمور إلى الجمهور، مصافحا الأيادي وسط طاقة كهربائية متبادلة. وعند عودته، أطلق مسابقة رقص تفاعلية، اختار خلالها اثنين من الحاضرين — ياسين وسلمان — للتنافس على أنغام "Dance Off". ألهب كلاهما الأجواء بحركاتهما، ليختم ماكلمور ضاحكا "كنت أعلم أن المغرب يضم أفضل الراقصين"
استمرت الأمسية مع أغنيات مثل "Glorious" و"Summer Days"، كل منها قدم بفرح أغانٍ جماعية. طلب من الجمهور أن يضيء سماء كازابلانكا، وفي لحظة لا تُنسى، رفع الآلاف هواتفهم وولاعاتهم، محولين أنفا إلى بحر من النجوم.
جاء الختام مع أغنية "Good Old Days"، بينما كانت تتساقط القصاصات الورقية وترفرف الأعلام في كل الاتجاهات. لاختتام العرض، غطس ماكلمور في الجمهور مرتديا قميصا أخضر مكتوب عليه زوروا المغرب. قال بعد أن خرج من بين الجمهور: «لم يكن لدي أي فكرة عما يمكن توقعه الليلة»، مضيفًا: «لكن هذا — كان عرض الصيف. بلا تردد». هكذا انتهت الليلة، بالسلام، بالحب، ومع صرخة أخيرة: "حرروا فلسطين — حتى تعود الأمور إلى نصابها".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بحضور الفطاح عامل اقليم اسفي.. انطلاق الدورة 23 لمهرجان العيطة بشعار 'الترات الموسيقي والصناعات الثقافية'
بحضور الفطاح عامل اقليم اسفي.. انطلاق الدورة 23 لمهرجان العيطة بشعار 'الترات الموسيقي والصناعات الثقافية'

مراكش الآن

timeمنذ 4 أيام

  • مراكش الآن

بحضور الفطاح عامل اقليم اسفي.. انطلاق الدورة 23 لمهرجان العيطة بشعار 'الترات الموسيقي والصناعات الثقافية'

انطلقت مساء امس الأربعاء بمدينة الثقافة والفنون بآسفي، فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان العيطة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويستمر المهرجان حتى 19 يوليو الجاري، حاملاً شعار 'التراث الموسيقي والصناعات الثقافية'، ليؤكد مكانته كملتقى ثقافي وفني بارز. انطلقت هذه الدورة، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع عمالة إقليم آسفي وجمعية أصدقاء تور هيردال، وبدعم من المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي والمكتب الشريف للفوسفاط، بإيقاعات موسيقية أصيلة من فن العيطة الحصباوي، نالت إعجاب الحضور. وقد شهد الافتتاح حضور عامل إقليم آسفي، محمد الفطاح، وممثلي وزارة الثقافة، وشخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين، إلى جانب فعاليات فنية وثقافية وجمعوية بالإقليم. المديرة الجهوية لقطاع الثقافة، أسماء لقماني، أوضحت أن فن العيطة، منذ نشأته، ارتبط تعبيرياً بالجسد وكان رغبة فردية وجماعية للتعبير عن هواجس الذات وتطلعاتها. وأضافت أن فن العيطة دعوة للانغماس في ثنايا المجتمع الذي أنبتها، وتلمس لتفاصيله وصدى لتفاعلاته وآلامه وآماله، بلغة فنية جمالية يكون فيها الجسد والمتن والإيقاع المحور والأداة. تماشياً مع نهج الدورات السابقة، أكدت المديرة الجهوية أن المهرجان في دورته 23 يسعى إلى تقديم برنامج فني متميز ومتنوع من خلال فقرات موسيقية يحييها كبار شيوخ العيطة بمختلف تلاوينها وتنوعاتها. كما يهدف إلى خلق فضاء للتواصل والتلاقي الفني بين رواد وممارسي وعشاق هذا اللون الغنائي التراثي. وأبرزت أسماء لقماني أهمية مهرجان العيطة باعتباره مناسبة للانكباب أكاديمياً وعلمياً على مختلف جوانب هذا الإرث وتحليل بنياته، من خلال ندوة علمية. كما يشكل المهرجان لحظة وفاء وإخلاص لكل من أسهم في استمرار فن العيطة وتداولها، من خلال تكريم فنانين قدموا الكثير لهذا الفن، اعترافاً بعطائهم المتميز ولمسيرتهم الطويلة ومساهمتهم الكبيرة في استمرارية هذا الفن وتقريبه من الجمهور. وتضم لائحة المكرمين الفنانين محمد المحفوظي، سعيد احريميد، كبورة النعيمي، وأمينة سوكار، وهي كوكبة من الفنانين الذين ساهموا طيلة مشوارهم الفني الحافل في التعريف بفن العيطة وضمان استمراريته. مما ميز هذه الدورة أيضاً، زيارة المعرض التراثي للآلات الموسيقية الخاصة بفن العيطة، وذلك من أجل التعريف بذخائر الثقافة الوطنية، وإعطاء فرصة للأجيال الصاعدة لاكتشاف الفن الأصيل الذي يستمد جذوره من التاريخ. وبساحة مولاي يوسف، حيث أقيمت المنصة الرسمية للمهرجان، استمتع الجمهور بأداءات فرقة الفنانة وصال العبدية، فرقة الفنان حميد السرغيني، والفنان إدريس البوعزاوي. وقد ألهبت الفرق المؤثثة للسهرة الأولى من فعاليات المهرجان حماس جمهور غصت به جنبات الساحة، لترسم لوحة فنية متفردة تعكس الخصوصيات الفنية للهوية الثقافية المغربية وغنى وأصالة الموروث الفني.

'مهرجان شواطئ اتصالات المغرب' ينطلق من المضيق في أجواء احتفالية ومشاركة جماهيرية واسعة
'مهرجان شواطئ اتصالات المغرب' ينطلق من المضيق في أجواء احتفالية ومشاركة جماهيرية واسعة

الأيام

timeمنذ 4 أيام

  • الأيام

'مهرجان شواطئ اتصالات المغرب' ينطلق من المضيق في أجواء احتفالية ومشاركة جماهيرية واسعة

انطلقت مساء الثلاثاء 15 يوليوز الجاري بمدينة المضيق فعاليات مهرجان شواطئ اتصالات المغرب، وسط أجواء احتفالية مبهجة شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً من مختلف الفئات، جاؤوا للاحتفال بانطلاق واحدة من أبرز التظاهرات الموسيقية الصيفية المجانية بالمملكة. وافتُتحت الأمسية بعرض فني مميز لمجموعة 'عيطة جبلية' القادمة من مدينة شفشاون، والتي أمتعت الحضور بمقطوعات مستلهمة من التراث الموسيقي الشمالي، قبل أن يصعد إلى المنصة الفنان المغربي سعيد موسكير، الذي تفاعل معه الجمهور بشكل كبير، مرددين أغانيه الشهيرة على طول شاطئ المضيق. وسادت الحفل أجواء ودية جمعت بين العائلات والشباب وعشاق الموسيقى، الذين أثنوا على جودة التنظيم والإعداد التقني، مما ساهم في خلق لحظات ممتعة وذكريات جميلة للمصطافين والسكان المحليين على حد سواء. ويؤكد مهرجان شواطئ اتصالات المغرب، مرة أخرى، مكانته كأكبر حدث موسيقي صيفي مفتوح بالمجان، متنقلاً بين أبرز المدن الساحلية. وتشمل محطاته المقبلة مدينة المضيق يوم الأربعاء 16 يوليوز مع الفنان مهدي ناسولي، ثم الحسيمة يوم السبت 19 يوليوز مع الفنانة سابرينا.

اختتام فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان جازابلانكا
اختتام فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان جازابلانكا

كازاوي

time١٤-٠٧-٢٠٢٥

  • كازاوي

اختتام فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان جازابلانكا

أسدل الستار، مساء أول أمس السبت بالدار البيضاء، على فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان جازابلانكا، في أجواء حماسية من خلال عرضين موسيقيين متميزين، جمع أحدهما بين رمزين من رموز موسيقى كناوة، مهدي ناسولي وحميد القصري، فيما كان الثاني من توقيع مغني الراب الأمريكي Macklemore، الذي أبهر الجمهور الحاضر بمنصة 'أنفا بارك'. منذ الدقائق الأولى من الأمسية، تمكن المعلمان ناسولي والقصري من جذب انتباه الجمهور الحاضر، من خلال عرض موسيقي جمع بين إيقاعات 'الكمبري' وأصواتهما القوية في تناغم تام. وفي مشهد يجسد جسرا حقيقيا بين الأجيال، جاء هذا الحوار الموسيقي بين الأستاذ المعروف ومعجبه الوفي – إذ لطالما اعتبر ناسولي القصري قدوته – ليحتفي بغنى وعمق التراث الكناوي. بعد ذلك، ازدادت الأجواء حماسة بانضمام المغنية أوم، إحدى أيقونات الساحة الموسيقية المغربية، إلى الثنائي على المنصة، متبوعة بعد ذلك بالأسطورة الأمريكية Bilal Sayeed Oliver، أحد رموز الغوسبل والنيو- سول. معا على منصة واحدة، قدم هؤلاء الفنانون عرضا موسيقيا نادرا ومتفردا، جمع بين الروحانية الكناوية، والسول، والجاز، والإيقاعات المعاصرة، ليشكل إحدى أبرز اللحظات تميزا التي شهدتها دورة هذه السنة من مهرجان جازابلانكا. وفي أجواء مغايرة لكن لا تقل حماسا وتميزا، شهدت منصة أنفا بارك، احتفالية حقيقية مع وصول المغني الأمريكي Macklemore. أمام جمهور متحمس، اعتلى مغني الراب القادم من سياتل المنصة بكثير من الشغف والكاريزما، قائلا: 'انتظرت هذه اللحظة طوال السنة !'، لتنطلق موجات من التصفيقات والهتافات الصاخبة للجمهور الغفير الحاضر. بعد ذلك، بدأ مغني الراب الأمريكي في أداء أشهر أغانيه العالمية، من 'Thrift Shop' إلى 'Wings'، مرورا بـ'Downtown' و'I Wanna Be Free'، قدم هذا الفنان عرضا قويا تميز بالتنقل بين أجواء الاحتفال الجماعي والتأمل الذاتي. وبفضل تفاعل الجمهور، بصم على حفل استثنائي تميز بقربه الصادق من معجبيه. وعلى منصة 21، كان الجمهور على موعد مع أمسية متميزة بإيقاعات مختلفة مع فرقة ' Jupiter & Okwess' الكونغولية، بقيادة charismatique Jupiter Bokondji، حيث قدمت عرضا صاخبا جمع بين الروك والفانك والإيقاعات التقليدية لأفريقيا الوسطى، مؤكدين مكانتهم كأحد أبرز الفرق الأفريقية على الساحة العالمية. أما على منصة 'نفس جديد' بحديقة جامعة الدول العربية، فقد حج جمهور غفير ومتحمس لاكتشاف – أو إعادة اكتشاف – الموهبة الصاعدة سكينة فحصي، نجمة الموسيقى المغربية، التي شدت الحضور بصوتها الآسر وتألقها على الخشبة. وبين الروحانية، والمزيج الجريء للإيقاعات، والعروض المبهرة، اختتم مهرجان جازابلانكا 2025 فعالياته على إيقاع التميز، محتفيا بتنوع المشهد الموسيقي وانفتاح مدينة الدار البيضاء على الثاقفات والإيقاعات العالمية المختلفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store