logo
إبراهيم الوافي نشر في الرياض يوم 15 - 05

إبراهيم الوافي نشر في الرياض يوم 15 - 05

سعورسمنذ 7 أيام

في عالم الأدب، يبرز نوع من النصوص يحظى بانتشار واسع وقبول جماهيري لافت، سواء أكان شعراً أم رواية، ويُطلق عليه عادةً «النص الجماهيري». هذا النوع من النصوص يتميز بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من القراء، ويحقق غالباً مبيعات ضخمة وتفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأدبية. غير أن هذا النجاح الجماهيري لا يكون بالضرورة دليلاً على الجودة الفنية أو القيمة الأدبية العميقة للنص، وهو ما يفتح باباً للنقاش بين جمهور القراء والنقاد حول معايير التقييم الأدبي، إذ يعتمد في العادة على عناصر تجذب القارئ العادي، كالبساطة في اللغة، وتسارع الأحداث، ووضوح الحبكة، والتركيز على المواضيع العاطفية أو الاجتماعية التي تمس حياة الناس اليومية. كما أنه غالباً ما يتجنب التعقيد الرمزي أو الفلسفي الذي قد ينفر القارئ غير المتخصص. وهذا ما يفسر إقبال الجماهير على روايات معينة تحقق انتشاراً غير مسبوق رغم بساطتها الفنية، في حين قد تُهمل أعمال أدبية ذات عمق فكري وفني لأنها تتطلب جهداً ذهنيًا أكبر لفهمها، ولعلّ أول صورة حية وواضحة لهذا النص جاءت في أوائل الألفية من خلال رواية «بنات الرياض» التي حظيت بحضور جماهيري طاغٍ حينها، والحقيقة أنه لا يمكن إنكار أن النصوص الجماهيرية تؤدي دوراً مهماً في المشهد الثقافي، فهي تساهم في نشر القراءة، وتشجع فئات واسعة من الناس على الانخراط في عالم الكتب، خصوصاً في مجتمعات تعاني من عزوف عن المطالعة. كما أنها تواكب نبض الشارع واحتياجات الجمهور، مما يمنحها نوعاً من الحيوية والارتباط بالواقع المعاش. في المقابل، يذهب بعض النقاد إلى أن الإقبال الجماهيري لا يعني بالضرورة أن النص يحمل قيمة فنية حقيقية، إذ أن المقياس الجمالي والأدبي يتطلب أموراً تتجاوز الشعبية مثل الأسلوب، الابتكار، العمق الموضوعي، والبناء الفني، ولهذا يبدو لهم أن «النص» الجماهيري يحاول كسر هذه الأعراف والقواعد الفنية المتوارثة لكل فن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إبراهيم الوافي نشر في الرياض يوم 15 - 05
إبراهيم الوافي نشر في الرياض يوم 15 - 05

سعورس

timeمنذ 7 أيام

  • سعورس

إبراهيم الوافي نشر في الرياض يوم 15 - 05

في عالم الأدب، يبرز نوع من النصوص يحظى بانتشار واسع وقبول جماهيري لافت، سواء أكان شعراً أم رواية، ويُطلق عليه عادةً «النص الجماهيري». هذا النوع من النصوص يتميز بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من القراء، ويحقق غالباً مبيعات ضخمة وتفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأدبية. غير أن هذا النجاح الجماهيري لا يكون بالضرورة دليلاً على الجودة الفنية أو القيمة الأدبية العميقة للنص، وهو ما يفتح باباً للنقاش بين جمهور القراء والنقاد حول معايير التقييم الأدبي، إذ يعتمد في العادة على عناصر تجذب القارئ العادي، كالبساطة في اللغة، وتسارع الأحداث، ووضوح الحبكة، والتركيز على المواضيع العاطفية أو الاجتماعية التي تمس حياة الناس اليومية. كما أنه غالباً ما يتجنب التعقيد الرمزي أو الفلسفي الذي قد ينفر القارئ غير المتخصص. وهذا ما يفسر إقبال الجماهير على روايات معينة تحقق انتشاراً غير مسبوق رغم بساطتها الفنية، في حين قد تُهمل أعمال أدبية ذات عمق فكري وفني لأنها تتطلب جهداً ذهنيًا أكبر لفهمها، ولعلّ أول صورة حية وواضحة لهذا النص جاءت في أوائل الألفية من خلال رواية «بنات الرياض» التي حظيت بحضور جماهيري طاغٍ حينها، والحقيقة أنه لا يمكن إنكار أن النصوص الجماهيرية تؤدي دوراً مهماً في المشهد الثقافي، فهي تساهم في نشر القراءة، وتشجع فئات واسعة من الناس على الانخراط في عالم الكتب، خصوصاً في مجتمعات تعاني من عزوف عن المطالعة. كما أنها تواكب نبض الشارع واحتياجات الجمهور، مما يمنحها نوعاً من الحيوية والارتباط بالواقع المعاش. في المقابل، يذهب بعض النقاد إلى أن الإقبال الجماهيري لا يعني بالضرورة أن النص يحمل قيمة فنية حقيقية، إذ أن المقياس الجمالي والأدبي يتطلب أموراً تتجاوز الشعبية مثل الأسلوب، الابتكار، العمق الموضوعي، والبناء الفني، ولهذا يبدو لهم أن «النص» الجماهيري يحاول كسر هذه الأعراف والقواعد الفنية المتوارثة لكل فن.

«أبوظبي للكتاب» يستعرض 50 علامة فارقة في الرواية العربية الحديثة
«أبوظبي للكتاب» يستعرض 50 علامة فارقة في الرواية العربية الحديثة

صحيفة الخليج

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحيفة الخليج

«أبوظبي للكتاب» يستعرض 50 علامة فارقة في الرواية العربية الحديثة

أبوظبي - «وام» شهدت منصة «المجتمع» ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة حوارية نوعية بعنوان «خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية»، سلطت الضوء على أبرز التحديات والمعايير في اختيار أفضل الروايات العربية المعاصرة وذلك في إطار مشروع مشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية وصحيفة «ذا ناشيونال» يهدف إلى بلورة خريطة نوعية للمشهد الروائي العربي في القرن الحادي والعشرين. شارك في الجلسة كل من سعيد حمدان الطنيجي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد والدكتور محمد أبو الفضل بدران، الناقد والأكاديمي المعروف، فيما أدار الحوار الصحفي سعيد سعيد من صحيفة «ذا ناشيونال». وفي كلمته الافتتاحية، أكد الطنيجي أن المشهد الأدبي العربي يشهد تطوراً ملحوظاً واهتماماً متزايداً من قبل اللغات والثقافات الأخرى، مشيراً إلى أن إطلاق هذا المشروع من قلب معرض أبوظبي للكتاب يُعدُّ حدثاً استثنائياً يجمع أطيافاً فكرية متعددة ويعكس التزام المركز بتقديم تصور نقدي شامل للرواية العربية الحديثة. وشدد الطنيجي على أن اختيار أفضل الروايات العربية في القرن الحادي والعشرين يُعد تحدياً حقيقياً في ظل غياب مرجعية نقدية مؤسساتية واضحة، لافتاً إلى أن الجوائز الأدبية، رغم أهميتها، لا تمثل معياراً كافياً لتقييم الأعمال، بل إن التقييم يتطلب جهداً منهجياً لرصد الأثر الثقافي والفني بعيداً عن الضجيج الإعلامي والانطباعات العابرة. من جانبه، أشار الدكتور محمد أبو الفضل بدران إلى أن الرواية باتت اليوم الجنس الأدبي الأكثر جذباً للقارئ العربي، معتبراً أن الجمهور هو الفيصل الحقيقي في الحكم على جودة النص. وأكد أن المدونات والمنصات الرقمية أسهمت في توسيع قاعدة القراء وإعادة الاهتمام بالأعمال القريبة من نبض الواقع وتجارب الناس، في حين تراجع تأثير الشعر في التعبير عن تحولات الشارع العربي. بدوره، أكد الدكتور هيثم الحاج علي أهمية هذا المشروع في توثيق ملامح تطور الرواية العربية، مشيداً بمبادرة مركز أبوظبي للغة العربية في هذا المضمار. وأشار إلى أن الجوائز كانت ولا تزال عنصراً محفزاً لنمو الرواية منذ بداياتها، مستشهداً بتجربة نجيب محفوظ الذي كان فوزه بجائزة «قوت القلوب الدمرداشية» نقطة انطلاق مؤثرة في مسيرته الأدبية. ولفت الحاج علي إلى أن البيئة الرقمية الجديدة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أوجدا مساحة غير تقليدية لظهور أنماط سردية مبتكرة، مستعرضاً تجربة رواية «بنات الرياض» كنموذج لرواية انطلقت من مدونة إلكترونية وحققت حضوراً لافتاً في المشهد العربي والدولي. وفي ختام الجلسة، أكد الطنيجي أن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، يضطلع بدور استراتيجي في تعزيز التبادل الثقافي، حيث ترجم المركز أعمالاً من أكثر من 23 لغة إلى العربية، كما أطلق مساراً عكسياً لترجمة الأدب العربي المعاصر إلى لغات متعددة، في خطوة تهدف إلى توسيع الأثر الثقافي للأدب العربي. وأوضح أن تحديد خمسين رواية بارزة من القرن الحادي والعشرين يُعد عملية معقدة مقارنة باختيار الأعمال الكلاسيكية التي فرضت نفسها بمرور الزمن، مؤكداً أن المشهد الأدبي المعاصر لا يزال بحاجة إلى تراكم نقدي مؤسس يفرز الأعمال ويضعها ضمن إطار نقدي واضح يواكب تحولات الكتابة والذائقة القرائية.

«توابل» لـ«فنتازيا» أسامة المسلم
«توابل» لـ«فنتازيا» أسامة المسلم

الشرق الأوسط

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

«توابل» لـ«فنتازيا» أسامة المسلم

كان النقاش بشأن «ظاهرة» الكاتب السعودي أسامة المسلم، وجماهيريته الكاسحة مستعراً، لكنه رغم تبادل اللكمات والركلات، فَقَدَ عناصر التشويق؛ ثمة رأيٌ هنا بأن هذه الظاهرة «لم تكشف عن أن وسطنا الثقافي ما زال قادراً على إنتاج الفقاقيع السردية وإنما أيضاً على إنتاج الفقاقيع النقدية»، يقابله رأيٌ آخر، يرى عبثية النقاش مع «شخص يقول صراحة إنه لم يقرأ ومع ذلك يطلق أحكاماً متهورةً على روايات لا يعرفها، تلك والله كارثةٌ علمية وأخلاقية من مخلوقٍ (...) يجاهر بجهالته». بين الاتهام والاتهام المتبادل بين النقاد، والآراء التي تتساءل: كيف لرئيس «جائزة القلم الذهبي» أن يكون له موقف منحاز ضد أدب «الفنتازيا» والجائزة تعتمد في صلبها على روايات الفانتازيا؟! جاء الدكتور سعيد السريحي ليعطي النقاش شيئاً من التشويق. قال الناقد السريحي في مداخلة مصورة إن ظاهرة المسلم، حيث يتهافت الجمهور نحوه في معارض الكتب هي «ظاهرة من حقنا أن نتوّجسَ ريبة فيها»؛ لأنها لم تحدث لكبار الأدباء أصحاب الجماهيرية الطاغية أمثال: نزار قباني وأدونيس ومحمود درويش... فلماذا تحدث للمسلم...؟ ثم انتهى إلى أنه «يبلغ بنا التوجسُّ حدّاً أن نعتقد أن ثمة ما يمكن أن يكون دوراً لمكاتب التدشين التي تعين الكاتب على الانتشار باستجلاب جمهور مستأجر... يتدافعُ بدءاً ثم يتلوه بعد ذلك حركة الجمهور الذي يتدافعُ لأن ثمة تدافعاً». قرأتُ رأياً مشابهاً لفكرة المؤامرة التي ساقها الدكتور السريحي، فبعضهم عزا هذا الإنتاج الغزير للروائي الشاب إلى مراكز خدمات المؤلفين، التي تكتب له أعماله الأدبية، وغداً سيأتي أيضاً من يقول إنه استعان بالذكاء الاصطناعي لكتابة رواياته... لِمَ لا...؟ السجال بشأن «ظاهرة» أسامة المسلم، ليس غريباً، شهدنا نظيراً له قبل عقدين من الزمان حين أصدرت الكاتبة السعودية الشابة رجاء الصانع رواية «بنات الرياض» 2005، وأحدثت صخباً، بل ربما يمكن القول إنها أحدثت زلزالاً في المشهد الثقافي السعودي، حتى قيل إنه طبع من تلك الرواية أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، ومثَّلت الرواية على بساطة أسلوبها، صدمة في الوعي أكثر منه في الذائقة الأدبية، وكشفت المستور في عالم الفتيات المحاط بالسرية والكتمان؛ ولذلك خلقت موجات تسونامي من ردّات الفعل. لكنّ الدكتور غازي القصيبي الذي كان ذلك الوقت قد دخل عالم الرواية من خلال عدد من أعماله، أبرزها: «شقة الحرية»، و«العصفورية»، و«دنسكو» و«أبو شلاخ البرمائي»، قرأ الرواية ضمن سياقها الموضوعي، قائلاً: «تُقْدِم رجاء الصانع على مغامرة كبرى... تزيح الستار العميق الذي يختفي خلفه عالم الفتيات المثير في الرياض»، وخصص الدكتور عبد الله الغذامي سبعة مقالات نقدية، حول رواية «بنات الرياض»، وأطلق جملة مواقف مؤيدة للرواية في حوار مع جريدة «الرياض» (13 أبريل / نيسان 2006)، قال فيه: «(بنات الرياض) في ظاهرها نص بسيط، ولكني أعتقد أن البساطة الظاهرية في هذا النص تنطوي على عمق، فهي بساطة خدّاعة، والذي يراه يظنه نصاً بسيطاً يمكن كتابة مثيل له بسهولة، وهذه خدع ثقافية تنطبق على واقع العمل، فالنص معقد وإن بدا بسيطاً وتلقائياً». بين تجربة رجاء الصانع وأسامة المسلم ثمة عناصر مشتركة؛ كلاهما واجه حملات من التشكيك والارتياب والتسقيط، وأمام توجس النخبة حقق الأديبان كلاهما جماهيرية كاسحة... لكن - برأيي - أن كلتا التجربتين عبّرتا عن زمانهما باقتدار، كلا الأديبين اقتنص الفرصة الراهنة، التي يتمرد فيها وعي المتلقي على قيود النسقيات والنمطيات القديمة، كلاهما خاطب روح العصر المتوقدة في نفوس الشباب... يمكن للبعض أن يقول إنهما «فقاعة أدبية»، وربما يصدق عليهما أنهما استجابة لوعي اللحظة، أعمالهما لن تصبح من كلاسيكيات الأدب الخالدة، وربما سيطويها النسيان خلال عقد من الزمان، ولكن يحسب لهما أنهما صنعا التأثير في زمانهما، ولم يدخلا في العتمة، والمهم أن الوقوف لهما بالمرصاد مجردة تعسف ثقافي ولي عنق الحقيقة الثقافية التي تستجيب لعصرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store