
كفر السنابسة تبكي فلذات أكبادها في مشهد حزين
مع نسمات صبح جديد، لم يكن لأحد أن يتخيل أن الشمس التي أشرقت على قرية كفر السنابسة ستغيب معها 19 زهرة من بناتها، يوم عادي بدأ بأحلام بسيطة ضحكات على عتبة الأبواب، ووداع معتاد بين الأمهات وبناتهن الخارجات إلى العمل، لكن الطريق الإقليمي الذي اعتاد أن يبتلع الأرواح كان على موعد مع دم جديد.
تصادم بلا رحمة، ومشهد ينكسر أمامه القلب في لحظة خاطفة، ودون إنذار، باغتت شاحنة نقل ميكروباص يقل 19 فتاة، تتناثر الأجساد على الأسفلت، وتتحول الأحلام إلى صمت أبدي، وتنزف الدماء من بين الضحايا، 18 فتاة من قرية واحدة، وكأن الموت أدار بوصلة الفاجعة نحو كفر السنابسة وحدها، ليكتب في سجلاتها يومًا لا يُنسى.
جنازات جماعية وقرية يسودها الحزن ووقف أهلها بين الصدمة والدموع على ساحة المسجد الكبير، اصطفت النعوش البيضاء في مشهد لا يُصدق، الآلاف حضروا الجنازة، وجميعهم يبكون بنات القرية، كأن كل بيت فقد ابنة، مشهد الأمهات المنهارات، والآباء المذهولين، وصغار يسألون عن أخواتهم الغائبات، جسد المشهد مأساة وطن، لا مجرد حادث سير عابر.
الطريق القاتل والرقابة الغائبة، هذه ليست الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة على هذا الطريق المميت، ما دامت الرقابة غائبة والمحاسبة منعدمة، شاحنات متهورة، وسائقون بلا ضمير، وحمولة زائدة، ومسؤولون يتحدثون بعد الفاجعة، ثم يصمتون حتى الفاجعة التي تليها وهنا سؤال يطرح نفسه أيها الوطن من ينقذ أبناءنا.
ما حدث في كفر السنابسة ليس حادثًا، بل جريمة مشتركة تتحمل مسؤوليتها منظومة كاملة، من ترك الطرق بلا أمان، ومن لم يُحاسب المتسببين في الجرائم السابقة، ومن اعتاد دفن القصص دون أن يغير الواقع.
كيف لأم فقدت ثلاث بنات أن تعود لحياتها؟ كيف لعائلة أن تُكمل أيامها بعد أن خطف الطريق فرحتها؟ من يُعيد الطمأنينة لقرى تودع أبناءها عند كل شروق؟ ومتى يتحرك الضمير قبل فوات الأوان؟ دماء الفتيات لم تجف، فهل تجف الأحزان في طرقات الموت؟ كفر السنابسة دفنت فلذات أكبادها، لكن الوطن كله مطالب بأن لا يدفن معها الحقيقة.
آن الأوان أن تتحول الفاجعة إلى يقظة، فكم من أم سترتدي السواد بعد، وكم من زهرة أخرى في الطريق إلى لقاء هذا المصير المجهول في التوقيت لكن معلوم بالأجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، نعلم أن لكل أجل كتاب، لكن ألا يجب أن نحاسب من يعجل بهذا الأجل؟ ألا يستحق هذا الوطن أن نحمي فيه أرواح شبابه وبناته؟.. ألم يحن الوقت أن تتحول هذه الفواجع إلى يقظة وطنية ومحاسبة حقيقية؟.. كفر السنابسة دفنت بناتها، لكن لا يجب أن تدفن معها الحقيقة، فالدم ما زال على الأسفلت والضمير الغائب يحتاج من يوقظه قبل أن ترتدي أم أخرى السواد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 17 دقائق
- الدولة الاخبارية
انقلاب ميكروباص على الطريق الأوسطي يُصيب 6 أشخاص.. وإحالة الواقعة للتحقيق
الأحد، 29 يونيو 2025 01:31 مـ بتوقيت القاهرة أصيب 6 أشخاص بإصابات متنوعة بين كسور وجروح متفرقة، في حادث انقلاب سيارة ميكروباص أعلى الطريق الأوسطي بمحافظة الجيزة. وتلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بمديرية أمن الجيزة بلاغًا بوقوع الحادث ووجود مصابين، فانتقلت قوات الأمن مدعومة بسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ. وتبين من المعاينة الأولية أن عجلة القيادة اختلت بيد السائق، ما أدى إلى انحراف السيارة وانقلابها، وأسفر الحادث عن إصابة 6 ركاب تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأحالت النيابة العامة الواقعة للتحقيق.


بوابة الأهرام
منذ 30 دقائق
- بوابة الأهرام
بعد حادث فتيات أشمون.. 6 توصيات عاجلة من المركز المصري لحقوق المرأة
هايدي أيمن ينعى المركز المصري لحقوق المرأة ضحايا الحادث الأليم الذي وقع بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والذي أسفر عن وفاة 18 فتاة وسائقًا الميكروباص بإجمالي 19 حالة وفاة، وإصابة أخريات، إثر اصطدام شاحنة (تريلا) بسيارة ميكروباص كانت تقل هؤلاء الفتيات إلى عملهن في مزارع العنب. موضوعات مقترحة وأوضح المركز أن هؤلاء الفتيات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و23 عامًا، خرجن فجرًا من منازلهن لمساندة أسرهن والادخار لتكاليف دراستهن في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، لكنهن لقين حتفهن بسبب إهمال مزمن في البنية التحتية، وغياب الرقابة، وانعدام وسائل النقل الآمنة، وغياب أي معايير لظروف العمل اللائق. وذكر المركز المصري لحقوق المرأة، في بيان له اليوم، النيابة العامة أكدت في بيانها أن سائق الشاحنة المتسببة في الحادث كان يتعاطى مواد مخدرة، كما أن الطريق الذي شهد الحادث" يسمي طريق الموت" فهو يعاني من إهمال منذ أكثر من عامين، ويعمل في اتجاه واحد فقط نتيجة أعمال صيانة متوقفة أو غير مكتملة، دون وجود لوحات إرشادية كافية أو دوريات مرورية منتظمة تنبه وتحمي أرواح المواطنين، خاصة في ساعات الصباح المبكرة التي تشهد حركة كثيفة للعمال والطلاب. وقال المركز المصري لحقوق المرأة إن هذه الكارثة ما هي إلا نتاج سلسلة من الإهمال والتقاعس المتراكم من قبل عدد من الجهات، بدءًا من انعدام الرقابة على عدد ركاب وسائل النقل الجماعي، فكيف لسيارة ميكروباص عدد ركبها 14 شخص أن تنقل أكثر من 19 فتاة، وصولًا إلى غياب معايير السلامة في الطرق، ومرورًا بتجاهل الظروف غير الآدمية التي يعمل فيها الأطفال والفتيات في القطاع الزراعي الموسمي. وطالب المركز المصري بعدة مطالب وهي 1. فتح تحقيق عاجل ومستقل وشامل في ملابسات الحادث ومحاسبة جميع المسؤولين، بما فيهم من سمحوا بسير شاحنة يقودها سائق تحت تأثير المخدر. 2. تحديد المسؤولية الجنائية والإدارية بدءًا من وزارة النقل وهيئة الطرق والكباري، مرورًا بالسلطات المحلية في محافظة المنوفية، ووصولًا إلى الأجهزة الرقابية والمرورية. 3. إعادة النظر في أوضاع العاملات الموسميات من الفتيات والنساء، وخاصة القاصرات، وتطبيق معايير العمل الآمن واللائق لهن. 4. تفعيل الرقابة الدورية على الطرق، خاصة في المحافظات الريفية، وتخصيص دوريات أمنية مستمرة على الطرق السريعة التي يستخدمها عمال الزراعة والطلبة. 5. فرض قيود مشددة على حركة الشاحنات الكبيرة في أوقات الذروة وعلى الطرق غير المجهزة. 6. إطلاق خطة قومية عاجلة لصيانة وتأمين شبكة الطرق خاصة الريفية، وتوفير وسائل نقل عامة وآمنة للعاملين والعاملات، خاصة من النساء. وأكد المركز المصري لحقوق المرأة أن أرواح هؤلاء الفتيات ليست مجرد أرقام تُضاف إلى سجل ضحايا الإهمال، بل هي ناقوس خطر يستدعي تحركًا عاجلًا من الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لإيقاف نزيف الطرق، وصون كرامة وحقوق العاملات المصريات، خاصة في الريف، اللواتي يتحملن أعباءً تفوق أعمارهن.


الدستور
منذ 33 دقائق
- الدستور
إصابة 5 أشخاص في انقلاب ميكروباص بترعة بأطفيح
وقع حادث انقلاب سيارة ميكروباص داخل ترعة بمنطقة أطفيح،أسفر عن اصابة 5 مواطنين وتم نقل المصابين إلى المستشفى وتم استخراج السيارة من المياه. تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغًا يفيد بسقوط سيارة ميكروباص في إحدى الترع فى منطقة أطفيح، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث. وتبين من خلال الفحص سقوط ميكروباص في ترعة بطريق القبابات في أطفيح، ونتج عنها إصابة 5 مواطنين جراء الحادث، وتم نقلهم الي المستشفي وتم استخراج السيارة من داخل الترعة.