
بوتين «ينتقم».. وموسكو تكشف أسباب رفض تسلم «جثامين» الأوكرانيين
لم يكن هناك من راودته الشكوك فى أن العملية العسكرية الأوكرانية الأخيرة ضد المواقع الروسية ومنها الاستراتيجية، يمكن أن تمر دون رد من الجانب الروسى ورغم أن هذه العملية، لم تغير من موازين القوى بين الطرفين المتحاربين، فقد أسفرت عن تكبد روسيا خسائر ملحوظة على الصعيد الإعلامي، تؤكد حتمية الرد، وهو ما لم يتأخر كثيرا. وها هى القوات الروسية تنفذ عمليتها الانتقامية، ليس فقط بقدراتها الصاروخية التى دمرت بعض ما تسلمته أوكرانيا من منظومات الدفاع الجوى الأمريكية، بل وبالتوغل داخل مقاطعة «دنيبروبيتروفسك» فى أعقاب ما استولت عليه من أراضى المناطق العازلة التى قررت إقامتها فى مقاطعتى خاركيف وسومى المتاخمتين للحدود الروسية. ويذكر المراقبون أن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، «المنتهية ولايته» منذ مايو 2024 ،سارع عقب تلك العملية إلى إعلان مسئوليته عن تدبيرها والوقوف وراء منفذيها فى إطار محاولاته المستميتة لإثبات وجوده، سعيا من جانبه وراء استمرار تدفق الدعم المادى والعسكرى من جانب الدول الغربية التى لم تتوقف بعد، عن مخططاتها العدائية لروسيا ورئيسها بوتين.
وكان الرئيس بوتين عند وعده بتوجيه ضرباته الانتقامية للكثير من المواقع والمصانع العسكرية ومراكز صناعة القرار ومخازن الأسلحة فى العاصمة كييف، و14 من كبريات المدن الأوكرانية فى غرب وجنوب أوكرانيا بما فيها أوديسا «الروسية» على ضفاف البحر الأسود. واعترفت المصادر الأوكرانية والغربية، بما أعلنته وزارة الدفاع الروسية حول الهجوم الروسى الهائل الذى استخدمت فيه القوات الروسية صواريخ إسكندر وغيرها من الصواريخ المجنحة متوسطة وبعيدة المدى، وما يزيد على 400 من المسيرات مختلفة الأنواع فى قصفها للمرافق والمواقع العسكرية.
ومن اللافت فى هذا الصدد أن الصواريخ الروسية ومنها صواريخ «اسكندر»، استهدفت الكشف عن مواقع بطاريات الدفاع الجوى ومنها «منظومات باتريوت»، فى الوقت الذى اقتصرت فيه هذه العملية الانتقامية على الأهداف العسكرية فقط، ومنها مكاتب التصميمات والمصانع العسكرية والمؤسسات التعليمية ومراكز التدريب والمستودعات ومخازن الأسلحة فى مختلف أرجاء أوكرانيا. ونقلت وسائل الإعلام الأجنبية عن المصادر الأوكرانية ما قالته حول الأضرار التى لحقت بالبنية التحتية المدنية. وقامت بإصابة محطات توليد الطاقة، وانقطاع الكهرباء عن الضفة اليسرى بأكملها لنهر دنيبر. وتحدثت روسيا عن هجوم على مصنع محركات طائرات لوش، الشركة المصنعة الوحيدة لمحركات مقاتلات ميج 29 التابعة للقوات الجوية الأوكرانية. وأعلنت المصادر الأوكرانية عن تدمير بطارية باتريوت واحدة على الأقل بواسطة صاروخ X-31 N مصمم خصيصا لمكافحة أنظمة الدفاع الجوي. وتقول المصادر إن هناك ما يشير إلى أنه يجرى التحضير لهجمات جديدة وأكثر خطورة على كييف وإن «التدابير الانتقامية» ليلة الجمعة الماضية لن تكون الأخيرة. وان صواريخ «إسكندر» تم التضحية بها للكشف عن مواقع «باتريوت»، من خلال إشارات الرادار الخاصة بها والتى ساهمت فى تدميرها.
وقد جاء ذلك كله فى أعقاب المكالمة الهاتفية التى جرت بين الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين، والأمريكى دونالد ترامب. وكشفت هذه المكالمة، عن تغير ميول وتوجهات الرئيس الأمريكى الذى بدا وكأنه لم يعد متحمسا لاستمرار جهوده من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وإنهاء النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا. كما تشير المصادر الأمريكية إلى أن ترامب بات يبدو بعيدا عما تواصل الدوائر الغربية استمالته إليها فيما تفرضه من عقوبات جديدة ضد روسيا، فضلا عن موقفه من زيلينسكى الذى لطالما وصفه بأنه «رجل سيئ يحاول دفع العالم إلى حرب نووية»، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه لابد للرئيس الأوكرانى من «التنازل عن بعض الأراضى التى استولت عليها روسيا». وذلك فى الوقت الذى تواصل القوات الروسية تقدمها داخل الأراضى «الأوكرانية» يوما بعد يوم.
ومن اللافت بهذا الصدد أن وسائل الإعلام الغربية انتقدت موقف ترامب فى هذه المكالمة، الذى وصفته بـ»الضعيف». وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن ترامب تناول خلال مكالمته مع بوتين «القصف الأوكرانى للمطارات الروسية وإيران، لكنه لم يسعَ إلى خفض التصعيد» الذى يتواصل بين الجانبين دون اعتبار لمباحثات السلام التى تجرى فى اسطنبول. وقالت إن الرئيس الأمريكي، الذى زعم مرارًا خلال حملته الانتخابية أنه قادر على إنهاء الصراع فى أوكرانيا فى غضون 24 ساعة، لم يحاول ثنى الزعيم الروسى عن اتخاذ إجراءات انتقامية». ومن جانبها أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن ترامب ربما لم يحاول إقناع بوتين بعدم الرد، رغم أنه عبّر صراحةً عن عدائه لزيلينسكى فى محادثات خاصة».
وفى دليلٍ إضافى على تحسن العلاقات بين ترامب وبوتين، أو على الأقل توقف تدهورها، ذكر مراقبون أن أيا من الجانبين لم يتطرق خلال المكالمة الهاتفية إلى إمكانية عقد اجتماع ثلاثى يجمع الرئيسين الروسى والأمريكى مع الرئيس الأوكرانى زيلينسكي. وقد رفض الكرملين مرارًا مثل هذه المبادرة الأوكرانية. كما أن الرئيس الأمريكى لم يُلحّ على هذه المسألة خلال المكالمة الأخيرة. وتشير صحيفة «لوفيجارو» إلى أن ترامب لم يكشف عن احتمالات فرض عقوبات إضافية على روسيا.
وثمة من يشير فى الأوساط الأمريكية والغربية إلى أن ما انفجر من «مشكلات الداخل الأمريكي»، ومنها تداعيات ما نشر مؤخرا من «نزاع» مع إيلون ماسك الملياردير الجنوب إفريقى المولد، الذى كان من أشد أنصار ومعاونى ترامب فى حملته الانتخابية الأخيرة، يدفع الإدارة الجديدة إلى تغيير أولويات السياسة الأمريكية وتوجهاتها، ولاسيما بعد أن بلغ الخلاف حد «الشجار الصبياني» بين ماسك ووزير المالية سكوت بيسنت داخل البيت الأبيض، وهو ما ترك نتيجته على وجه ماسك.
وفى الوقت الذى ينتظر العالم تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه بين الجانبين فى الجولة الثانية من مباحثات إسطنبول، ومنها تسليم جثامين الأوكرانيين البالغ عددهم ما يزيد عن ستة آلاف ممن لقوا حتفهم، يغيب الجانب الأوكرانى عن الموعد المتفق حوله لتسلم الدفعة الأولى من هذه الجثامين المجمدة التى احتفظ بها الجانب الروسى فى ثلاجات مخصصة لهذا الغرض. وقال فلاديمير ميدينسكى مساعد الرئيس ورئيس الوفد الروسى، أن ممثلى الجانب الأوكرانى لم تصل إلى المكان المتفق حوله لتسلم جثامين الأوكرانيين، وأنهم يعزون ذلك إلى أسباب مختلفة و«غريبة جدا». وأضاف أن عليهم تسلم هذه الجثامين لتسليمها إلى ذويهم لدفنها بطريقة إنسانية. كما أشار إلى أن موسكو تدعو كييف إلى الالتزام الصارم بجميع الاتفاقيات والجداول الزمنية التى تم التوصل إليها، إلى جانب دعوة الجانب الأوكرانى إلى تنفيذ الاتفاق حول تبادل زهاء 1200 من الأسرى ممن ينتظرون العودة إلى ديارهم. وأضاف أيضا تصريحه حول أن روسيا على استعداد لتنفيذ ذلك، انطلاقا من تمسكها بما جرى الاتفاق حوله فى إسطنبول فى 16 مايو الماضي، إلى جانب استعدادها لتسلم ما لديهم من جثامين للقتلى الروس فى حال وجودها. وخلص ميدينسكى إلى القول إنه سوف يجرى أيضا إضافة إلى كل ما تقدم لتبادل أسرى الحرب من الجرحى والمرضى المصابين بأمراض خطيرة، والأسرى الآخرين من المقاتلين حتى سن الخامسة والعشرين»، إلى جانب ما أشار إليه حول أن «الجانب الأوكرانى أجّل بشكل مفاجئ استلام ما توفر من جثامين، فضلا عن تبادل أسرى الحرب إلى أجل غير مسمى».
ولم يمر كثير من الوقت حتى تعالت متباينة متضاربة، آراء وتصريحات الجانب الأوكرانى بهذا الصدد، بقدر اختلاف وتضارب الآراء فى الأوساط الأوكرانية. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن أرتيوم دميتروك عضو البرلمان الأوكرانى الذى سبق أن رحل عن أوكرانيا ، تصريحه حول أن أمرا صدر عن الرئيس الأوكرانى زيلينسكى شخصيا بعدم تسلم هذه الجثامين، فى الوقت الذى تعالت فيه تصريحات أخرى صدرت عن «مركز التنسيق المعنى بمعاملة أسرى الحرب» حول أن العملية لم تبدأ بعد، بينما ظهر من يقول بتأجيل عملية التسليم إلى وقت لاحق.
ومن الأسباب التى ثمة من ساقها تبريرا لرفض استلام جثامين «ضحايا الحرب»، نشير أيضاً إلى ما صدر من تصريحات عن دميترى ميدفيديف الرئيس الروسى السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى حاليا، عزا فيها هذا الموقف إلى «عدم رغبة السلطات الأوكرانية فى «دفع تعويضات للأرامل والاعتراف بعدد الخسائر»مشيرا إلى أن هناك سببين لذلك: إنهم خائفون من الاعتراف بوجود 6000 من قتلاهم، كما أنهم لا يريدون دفع التعويضات المقررة لأرامل هؤلاء القتلى».
ومن جانبه قام يفجينى باليتسكى محافظ مقاطعة زابوروجيه، التى جرى ضمها الى روسيا فى سبتمبر 2022، بنشر أسماء وطريقة التعرف على المتوفين، وأرقام الأكياس التى تحتوى على الجثامين، وأماكن الوفاة على قناته على تليجرام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 2 ساعات
- خبر صح
ضربة أوكرانية قوية تثير الفوضى في روسيا وبوتين ينقل القاذفات النووية إلى أقصى الشرق
كشفت صحيفة (ذا تليجراف) البريطانية، استنادًا إلى صور أقمار صناعية حديثة، أن روسيا قامت بنقل طائراتها الحربية الأكثر تطورًا وقيمة إلى قاعدة جوية نائية في أقصى الشرق الروسي، وذلك بعد الهجوم الكبير بطائرات مسيّرة، الذي استهدف قواعد جوية استراتيجية داخل الأراضي الروسية الأسبوع الماضي. ضربة أوكرانية قوية تثير الفوضى في روسيا وبوتين ينقل القاذفات النووية إلى أقصى الشرق من نفس التصنيف: الجيش السوداني يتهم حفتر بدعم قوات الدعم السريع في تصعيد خطير ووفقًا للتقرير، تم رصد طائرتين من طراز 'توبوليف تو-160″، وهما من أهم قاذفات القنابل النووية الاستراتيجية لدى روسيا، وقد جرى نقلهما إلى قاعدة 'أنادير' الجوية، الواقعة على بعد نحو 4000 ميل من جبهات القتال. قاعدة أنادير: ملاذ الحرب الباردة يعود للواجهة تقع قاعدة أنادير الجوية في شبه جزيرة تشوكوتكا المقفرة، على بعد حوالي 410 أميال من ألاسكا الأمريكية، وتُعتبر هذه القاعدة إرثًا من الحرب الباردة، حيث أنشأها الاتحاد السوفييتي كموقع دفاعي متقدم لمواجهة أي تهديدات نووية أمريكية محتملة. اليوم، وبعد ما يقرب من نصف قرن، تعود هذه القاعدة لتكون في صدارة المشهد العسكري الروسي كمأوى آمن لقاذفات نووية باتت تحت تهديد مباشر. هجوم أوكراني منسّق يهز العمق الروسي جاءت هذه التحركات الروسية عقب هجوم واسع النطاق شنّته أوكرانيا بطائرات بدون طيار على خمس قواعد جوية روسية استراتيجية يوم الأحد الماضي. وبحسب التقارير، فقد تم الإعداد للعملية على مدى أكثر من عام، مع ترجيحات بتنسيق استخباراتي مباشر مع واشنطن، وهو ما أشارت إليه تقارير روسية مثل منصة 'صندوق الثقافة الاستراتيجية'. استهدفت المسيّرات قاذفات نووية بعيدة المدى تُعتبر من ركائز ما يعرف بـ'الثالوث النووي' الروسي، في واحدة من أكبر الضربات التي تتعرض لها روسيا في عمقها منذ بداية الحرب في فبراير 2022. بوتين: التركيز على الثالوث النووي أولوية تعليقًا على التطورات، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن برنامج التسليح الروسي للمرحلة المقبلة يجب أن يُركز على دعم وتطوير الثالوث النووي، مؤكدًا أن هذا الثالوث هو الضامن الأول لسيادة روسيا. وأضاف بوتين، خلال اجتماع مع مسؤولي قطاع الصناعات الدفاعية بثّه التلفزيون الرسمي، أن 'الأسلحة النووية الاستراتيجية الروسية محدّثة بنسبة 95%، وهي النسبة الأعلى بين جميع القوى النووية في العالم'. ممكن يعجبك: مقتل 70 شخصًا بسبب تفشي الكوليرا في الخرطوم مع تدهور الخدمات كما شدد على أن هذه القدرات تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على توازن القوى العالمي، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها موسكو. يشير نقل القاذفات الروسية الاستراتيجية إلى أقصى الشرق إلى تغير في قواعد الاشتباك، فبينما كانت موسكو تكتفي سابقًا باستخدام العمق الاستراتيجي كدرع وقائي، باتت الآن تتعرض لضربات دقيقة وطويلة المدى، ما يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في التكتيكات الحربية. في المقابل، تسعى كييف إلى إرسال رسالة واضحة: لا ملاذ آمن داخل روسيا، حتى لأهم أصولها النووية، وهو ما قد يعيد تشكيل طبيعة الحرب في الأشهر المقبلة


يمني برس
منذ 11 ساعات
- يمني برس
أمريكا تلعب في الوقت الضائع
يمني برس – بقلم – مطهر الأشموري أمريكا حين أعلنت حاجيتها للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، فقد أعطت مهلة بسقف الشهرين للوصول إلى اتفاق وإلا فجحيم حرب أمريكية سيحل على إيران.. وفي خمس جولات من المفاوضات راوغت أمريكا حتى وصلت إلى مقترح منع تخصيب اليورانيوم إيرانياً وذلك يعني تفكيك البرنامج النووي الإيراني.. ذلك ما رفضته إيران بشكل قاطع وهو موقف متوقع وحق لإيران في القانون الدولي.. نلاحظ هنا نقطتين تم ربطهما عنوة بالموقف الأمريكي.. الأولى: تقول أمريكا إنها لم تعلن فشل المفاوضات إلا بعد اتفاق مع إسرائيل بأن لا تقوم بضرب إيران ومنشآتها النووية، وهذا يعني أن أمريكا تهدد إيران بحرب إسرائيلية في إطار ضغوطها على إيران.. الثانية: وهي مرتبطة بالأولى هي أن أمريكا طلبت من روسيا «بوتين» التوسط لدى إيران لإقناعها بالوصول إلى حل، وما دامت أمريكا طلبت التوسط فالمراد الوصول إلى حل وسط وهذا الحل الوسط هو ما لا يستطاع فهمه في ظل تعقيدات الحسابات والحساسيات ولا أعتقد أن روسيا لديها ما يسمى «حل وسط»، لأن تخصيب اليورانيوم حق لإيران ولا تقبل طرفاً ولا وسطاً أقل من ذلك.. ومع ذلك فروسيا «بوتين» قبلت بدور وسيط حتى وهي لا تمتلك أساساً صيغة لما يُعرف بالحل الوسط، فهل تريد أمريكا من روسيا حلاً وسطاً أم تريد من روسيا شهادة فقط بأن إيران هي من ترفض الحلحلة؟ ذلك يعني أن أمريكا في حال فشل الوساطة الروسية، ستشن الحرب على إيران ومع ذلك أجزم أنه لا أمريكا ولا إسرائيل قادرتان على شن حرب على إيران كما يزعمان، لأن التموضع الإيراني والوضع الدولي ومتغيراته تجاوزا إمكانية شن هذه الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى -وهي الأهم- فهذه الحرب إن شنت هي حرب خاسرة لأمريكا وإسرائيل، وأمريكا منذ حرب فيتنام لا تسير إلا في الحروب مضمونة النجاح.. بالتأكيد فالحروب هي خسائر لكل الأطراف وذلك يشمل إيران ولكن الخاسر الأكبر من إيران سيكون أمريكا وإسرائيل.. السؤال الذي يطرح هو إلى أي حد اختيار أمريكا رئيس روسيا «بوتين» لدور الوسيط وقبوله بذلك يمثل إحراجاً لإيران؟ رئيس أمريكا «ترامب» كرر التأكيد أنه حين يتولى منصب الرئيس، سيحل الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة، فيما أثبت عجزه وفشله في إنجاز ذلك منذ قرابة نصف العام.. الموضوع ليس إحراجاً ولا تحرجاً، بل موضوع حق وقرار سيادي، والموضوع يبقى فقط في التبعات لهذا القرار الحق والمحق.. البلطجة ورفض تطبيق القوانين والقرارات الدولية هما سلوك أمريكي -إسرائيلي بات من المسلمات عالمياً، وروسيا التي أنيطت بها الوساطة ودور الوسيط أكثر من شكت وتشكو من ذلك.. كل ما يعني إيران هو القياسات والحسابات ولا يوجد في موقفها ما يدعو للحرج أو التحرج أكان من روسيا أو حتى من غيرها.. أمريكا حين تكرر التهديد بحرب إسرائيلية على إيران أو لروسيا كوسيط، فإنما لأنها غير قادرة على حرب في هذا التوقيت أو لمعرفتها أنها الخاسر الأكبر إن شنت الحرب، ولذلك تظل تتعامل مع إيران بشعارها المعروف «أقصى الضغوط».. ولذلك هي تستعمل أقصى الضغوط لتحصل من إيران وبدون حرب ما لا تستطيع الحصول عليه حتى بالحرب «افتراضاً».. إجمالاً لعلي أجزم بأن الوساطة الروسية لن تنجح وأن الحرب التي طال التهديد بها لن تأتي ولن تحدث، وإن حدثت فتلك الطريقة المعروفة بين إسرائيل وإيران فيما لن تكون حرباً أمريكية ولن تشعل حرباً عالمية، وأمريكا باتت عالمياً كمن يلعب في الوقت الضائع أو حتى بدل الضائع.


تحيا مصر
منذ 16 ساعات
- تحيا مصر
هل زودت إسرائيل أوكرانيا بالأسلحة؟.. روسيا تكشف التفاصيل
علقت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على التصريحات التي أدلى بها السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا مايكل برودسكي أن تل أبيب أرسلت صواريخ "باتريوت" لأوكرانيا في ظل الحرب المستعرة بين كييف وموسكو. روسيا: إسرائيل لم تقم ولم تخطط لتزويد أوكرانيا بأسلحة في المستقبل وقالت زاخاروفا، إن روسيا تلقت توضيحات من بشأن تصريحات السفير الإسرائيلي حول هذا الشأن، وقالت خلال مؤتمر صحفي عقد، اليوم الأربعاء:"تلقينا توضيحا من وزارة خارجية إسرائيل يؤكد أن هذا الادعاء بأن إسرائيل زودت كييف بنظام دفاع جوي لا يتوافق مع الواقع". وأضافت، موسكو تعتمد على التأكيد (الرسمي) من تل أبيب، مشيرة إلى أن:" إسرائيل لم تقم ولم تخطط لتزويد أوكرانيا بأسلحة في المستقبل". وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن:" هذا النهج يتوافق مع المصالح الوطنية لكل من روسيا وإسرائيل، ويساهم في الحفاظ على التعاون البناء القائم بين البلدين في مختلف المجالات وتطويره". إسرائيل تنفي تزويد أوكرانيا بأسلحة وكانت إسرائيل نفت تسليم أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" لأوكرانيا، بعد أن أشار السفير الإسرائيلي في كييف إلى أنها فعلت ذلك. وذكرت صحيفة" ذات تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن وزارة الخارجية الإسرائيلية: "هذا غير صحيح. لم تنقل إسرائيل أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا". ويوم الأحد، قال السفير مايكل برودسكي في مقابلة مع قناة أوكرانية على يوتيوب: "هذه الأنظمة (باتريوت) موجودة الآن في أوكرانيا"، مضيفًا أن:"الأنظمة الإسرائيلية التي كانت في الخدمة في أوائل التسعينيات، اتفقنا على نقلها إلى أوكرانيا، وللأسف لم نتحدث عنها كثيرًا". وفي أغسطس 2024، أعلن برودسكي أن هناك مناقشات في إسرائيل حول إخراج أنظمة "باتريوت" الدفاعية القديمة من الخدمة وإرسالها لأوكرانيا، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن في ذلك الوقت. وفي مايو الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن نظام باتريوت المتمركز في إسرائيل سيتم إرساله إلى أوكرانيا بعد تجديده. فيما كشف مصدر دبلوماسي لصحيفة تايمز أوف، لم تكشف عن هويته إن إسرائيل سلمت صواريخ اعتراضية للولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، لكن أوكرانيا لم تتلق أي صواريخ منها.