
"فرانكلين" على نتفليكس... دراما المختصر المُفيد
من إنتاج "إيغل فيلمز"، عرضت
منصة نتفليكس
أخيراً مسلسل "فرانكلين" كتابة شيرين خوري وإخراج حسن المنباوي. منذ حلقاته الأولى، يبدو العمل بوليسيًا مشوقًا بإيقاع سريع، بعيدًا عن التطويل أو النمطية، ويكشف عن قدرة لافتة للمخرج المصري حسن المنباوي على كسر قوالب هذا النوع من المسلسلات، وفتح أفق درامي يبتعد عن التكرار المعتاد في دراما "المافيا" وتزوير الأموال.
قصة المسلسل تدور حول عالم تزوير العملة، وهي فكرة ليست جديدة كليًا، خصوصًا أن مسلسل "تحت سابع أرض" للممثل تيم حسن تناول موضوعًا مشابهًا قبل شهرين، بإخراج سامر البرقاوي. ومع ذلك، فإن "فرانكلين" يقدّم اختلافًا واضحًا في الأسلوب والتنفيذ، حيث ننتقل إلى مستوى عالمي من الجريمة المنظمة، لا يقتصر على بيئة محلية، بل يعكس دينامية "مافيوية" تتجاوز الحدود. يتنافس العمل ضمن موجة من إنتاجات المنصات العربية والعالمية، التي عادت إلى تصدير "مسلسلات الألغاز والجرائم" بعد سنوات من الغياب النسبي.
في "فرانكلين"، نجد أنفسنا أمام "آدم" (محمد الأحمد)، والد لطفلة يُجبر على العودة إلى مهنة والده (منير) – التي يجسّدها فايز قزق – في عالم تزوير العملة، وذلك بعد تهديد مباشر من الهاشم (جورج شلهوب)، زعيم العصابة الباردة والقاسية. يلتقي "آدم" مجددًا بـ"يوليا" (تؤديها دانييلا رحمه) التي تعود إلى بيروت بعد فراق طويل، لتشاركه مهمة خطيرة لإنقاذه وإنقاذ ابنته من قبضة رئيس المافيا. وتتحول يوليا إلى عنصر حاسم في مسار القصة، حيث تظهر بشخصية مختلفة كليًا عن أدوارها السابقة، أكثر قوة وإقناعًا، بعيدًا عن العاطفة والميلودراما، وتنجح منذ الحلقة الأولى في تقمّص شخصية الفتاة اللعوب، الذكية، التي تسكن منطقة رمادية بين الحب والخداع.
الإيقاع السريع للمسلسل يمنحه نضارة خاصة، ويتخلله ربط محكم بين الماضي والحاضر، لا سيما عبر شخصية منير، الأب الذي عاش طويلاً في كنف عصابة تزوير، ثم ورّث مهنته الممنوعة لابنه من دون إرادة حقيقية منه. الصراع يتصاعد مع مرض منير بالسرطان، ما يضاعف التوتر العائلي ويجعل مهمته في إنقاذ ابنه وحفيدته أكثر إيلامًا وإنسانية. في كل حلقة، تتحول المهنة المحظورة إلى عبء عائلي ينهش كرامة شخصياته ويجرّهم نحو هاوية غير مضمونة.
من أبرز خطوط العمل أيضًا شخصية زين (طوني عيسى)، الذي لا يعرف أن والده الحقيقي هو منير، ويدخل في علاقة حب مع "نسمة" (سمارة نهرا)، ما يضيف طبقة جديدة من الدراما الإنسانية وسط دوامة الجريمة والتزوير. فايز قزق بدوره يقدّم أداءً مؤثّرًا في دور الرجل المهزوم، الذي يخوض صراعًا داخليًا بين المرض والندم ومحاولات التكفير عن أخطاء الماضي. أداؤه يضيف بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا يوازن الجوانب البوليسية الباردة في السرد.
من الجيد أن تتجه الدراما العربية نحو أعمال مشوقة ومختصرة، تبتعد عن الحشو، وتُبنى على نصوص ذات قيمة فنية واضحة. "فرانكلين" نموذج لهذه المقاربة: دراما بوليسية مكثفة، بسيناريو مفهوم، وتنفيذ بصري محكم، وتصاعد درامي جذاب يعكس نضوجًا في الصناعة الدرامية العربية الحديثة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
"فرانكلين" على نتفليكس... دراما المختصر المُفيد
من إنتاج "إيغل فيلمز"، عرضت منصة نتفليكس أخيراً مسلسل "فرانكلين" كتابة شيرين خوري وإخراج حسن المنباوي. منذ حلقاته الأولى، يبدو العمل بوليسيًا مشوقًا بإيقاع سريع، بعيدًا عن التطويل أو النمطية، ويكشف عن قدرة لافتة للمخرج المصري حسن المنباوي على كسر قوالب هذا النوع من المسلسلات، وفتح أفق درامي يبتعد عن التكرار المعتاد في دراما "المافيا" وتزوير الأموال. قصة المسلسل تدور حول عالم تزوير العملة، وهي فكرة ليست جديدة كليًا، خصوصًا أن مسلسل "تحت سابع أرض" للممثل تيم حسن تناول موضوعًا مشابهًا قبل شهرين، بإخراج سامر البرقاوي. ومع ذلك، فإن "فرانكلين" يقدّم اختلافًا واضحًا في الأسلوب والتنفيذ، حيث ننتقل إلى مستوى عالمي من الجريمة المنظمة، لا يقتصر على بيئة محلية، بل يعكس دينامية "مافيوية" تتجاوز الحدود. يتنافس العمل ضمن موجة من إنتاجات المنصات العربية والعالمية، التي عادت إلى تصدير "مسلسلات الألغاز والجرائم" بعد سنوات من الغياب النسبي. في "فرانكلين"، نجد أنفسنا أمام "آدم" (محمد الأحمد)، والد لطفلة يُجبر على العودة إلى مهنة والده (منير) – التي يجسّدها فايز قزق – في عالم تزوير العملة، وذلك بعد تهديد مباشر من الهاشم (جورج شلهوب)، زعيم العصابة الباردة والقاسية. يلتقي "آدم" مجددًا بـ"يوليا" (تؤديها دانييلا رحمه) التي تعود إلى بيروت بعد فراق طويل، لتشاركه مهمة خطيرة لإنقاذه وإنقاذ ابنته من قبضة رئيس المافيا. وتتحول يوليا إلى عنصر حاسم في مسار القصة، حيث تظهر بشخصية مختلفة كليًا عن أدوارها السابقة، أكثر قوة وإقناعًا، بعيدًا عن العاطفة والميلودراما، وتنجح منذ الحلقة الأولى في تقمّص شخصية الفتاة اللعوب، الذكية، التي تسكن منطقة رمادية بين الحب والخداع. الإيقاع السريع للمسلسل يمنحه نضارة خاصة، ويتخلله ربط محكم بين الماضي والحاضر، لا سيما عبر شخصية منير، الأب الذي عاش طويلاً في كنف عصابة تزوير، ثم ورّث مهنته الممنوعة لابنه من دون إرادة حقيقية منه. الصراع يتصاعد مع مرض منير بالسرطان، ما يضاعف التوتر العائلي ويجعل مهمته في إنقاذ ابنه وحفيدته أكثر إيلامًا وإنسانية. في كل حلقة، تتحول المهنة المحظورة إلى عبء عائلي ينهش كرامة شخصياته ويجرّهم نحو هاوية غير مضمونة. من أبرز خطوط العمل أيضًا شخصية زين (طوني عيسى)، الذي لا يعرف أن والده الحقيقي هو منير، ويدخل في علاقة حب مع "نسمة" (سمارة نهرا)، ما يضيف طبقة جديدة من الدراما الإنسانية وسط دوامة الجريمة والتزوير. فايز قزق بدوره يقدّم أداءً مؤثّرًا في دور الرجل المهزوم، الذي يخوض صراعًا داخليًا بين المرض والندم ومحاولات التكفير عن أخطاء الماضي. أداؤه يضيف بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا يوازن الجوانب البوليسية الباردة في السرد. من الجيد أن تتجه الدراما العربية نحو أعمال مشوقة ومختصرة، تبتعد عن الحشو، وتُبنى على نصوص ذات قيمة فنية واضحة. "فرانكلين" نموذج لهذه المقاربة: دراما بوليسية مكثفة، بسيناريو مفهوم، وتنفيذ بصري محكم، وتصاعد درامي جذاب يعكس نضوجًا في الصناعة الدرامية العربية الحديثة.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
"خواطر سيئة"... نتفليكس واللعب مع "الشكل"
بدأت منصة نتفليكس أخيراً استكشاف مسارات جديدة في عالم الكوميديا، فتخلّت عن الصيغ التقليدية وراحت تجرّب أنماطاً مبتكرة وغريبة أحياناً. بين استضافة بودكاست "Kill Tony: إما أن تقتل أو تُقتل" ذي الصيغة الشبيهة ببرامج المسابقات، وعرض خاص لآدم راي يقلد فيه شخصية الطبيب فيل أمام الطبيب نفسه، ووصولاً إلى عروض تفاعلية مع الجمهور كما قدمها الكوميديان الشاب مات رايف، يبدو أن المنصة تفتح أبوابها لأنواع متعددة من الكوميديا. آخر هذه التجارب كان المسلسل غير النمطي "خواطر سيئة" (Bad Thoughts) للكوميديان توم سيغورا. يعتمد العمل على حلقات قصيرة مقسّمة إلى اسكتشات متصلة تنبثق جميعها من عوالم سيغورا نفسه، أو بالأدق، من داخله. أفكار سوداوية وسيناريوهات ساخرة، سبق أن قدّم بعضها على المسرح، لكنها تظهر الآن مجسّدة بصرياً، مثل النكتة الشهيرة عن ستيفن سيغال. يُضيف سيغورا طبقة أخرى من الكوميديا بتقديمه فواصل مباشرة أمام الكاميرا، تُشبه وقفات التقاط الأنفاس بين اسكتش وآخر، أو ربما محاولة لتخفيف وطأة بعض المشاهد المفرطة في عبثها أو عنفها. الشكل نفسه هو بيت القصيد، إذ يذكّرنا بالبرنامج المسائي Saturday Night Live منذ السبعينيات، ويماثل في جرأته ما قدّمه ديف شابيل في برنامجه الشهير هذا مطلع الألفية. لكن سيغورا يتمايز بأن اسكتشاته متصلة بخيط داخلي، يظهر خلالها أحياناً نسخة متخيلة من نفسه، يتحدث عن حياته، يكسِر الجدار الرابع، ويخاطب الكاميرا مباشرة. يبدو المشروع مزيجاً بين عرض كوميدي ومونولوغ داخلي مضطرب، مصاغ بنمط يصلح للتقطيع والنشر كـ"ريلز" على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التوجه الجديد – كتابةً وإخراجاً – لم يعد يكتفي بعرض العمل على الشاشة، بل يهدف أيضاً إلى ضمان انتشاره عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يبرر تفكك الحلقات، وعدم ترابط الاسكتشات عند مشاهدتها منفردة. لكن هذا ما جلب للعمل أيضاً انتقادات قاسية، بوصفه "غير مضحك" أو "مُقززاً" أحياناً، لأنه لا يقدم بناءً درامياً متماسكاً أو تسلسلاً منطقياً، بل يعتمد على النكات القصيرة والصدمة وسيلة للإضحاك. سينما ودراما التحديثات الحية منى زكي في "رحلة 404": في تمثيلها حِرفيّة تتفوّق على سابقاتها أُنتج المسلسل عبر شركة YMH التي يملكها سيغورا وزوجته، ووصفته مجلة سليت بأنه "عكس بلاك ميرور"، أي تجربة ساخرة، مرعبة ومضحكة في آن، تقف في وجه ثقافة "الصوابية السياسية"، كغيره من رفاق جو روغان في المشهد الكوميدي الأميركي. لكن هذا التوجه بدا خجولاً وغير واضح، إذ إن سيغورا يراهن على المفارقات الصادمة والعنيفة، لا على بناء خطاب نقدي حقيقي. في إحدى الحلقات، نشاهد حكاية موسيقي يختطف معجبيه ويعذبهم بحثاً عن الإلهام، بينما تأتي اسكتشات أخرى بلا أي قيمة فنية أو نقدية، بل تكتفي بإثارة الاشمئزاز، كما في الاسكتش الغريب حول لعبة أطفال تتعرض لغزو فضائي. نقطة الالتباس الكبرى تتعلق بالصّيغة: فالاسكتش القصير والسريع يتنافر مع نموذج الإفراط في المشاهدة خلال جلسة واحدة (binge watching) الذي صنع مجد "نتفليكس". هنا، لا استغراق في المشاهدة، بل إيقاع سريع يقطع التماهي، ويُعيد الكوميديا إلى منطق النكتة المنفصلة التي قد تعمل بشكل أفضل حين تُروى لا حين تُؤدى. وإن كان هذا الشكل قابلاً للتطور، إلا أن الرهان عليه ما زال مبكراً، خصوصاً حين تفشل بعض الاسكتشات في أن تكون طريفة أو حتى مثيرة للاهتمام. "خواطر سيئة" تجربة هجينة تخلط الكوميديا السوداء بالهواجس الداخلية، وتقدّم شكلاً غير معتاد في منصة لم تعتد على الاسكتش صيغةَ عرض. وبين محاولة كسر أنماط المشاهدة التقليدية، والإبحار في كوميديا مفككة تُبنى للنشر السريع، يبدو أن "نتفليكس" تخوض اختباراً غير مضمون النتائج، وربما لهذا السبب تحديداً، يستحق أن يُشاهد. ولو لمجرد اكتشاف إلى أي مدى يمكن للكوميديا أن تتحول إلى تجربة بصرية لا تُضحك لكنها تثير التفكير.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
فالنسيا يُهاجم منصة نتفليكس بسبب وثائقي فينيسيوس: "افتراء وظلم"
لا تزال قضية نجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، مع جماهير نادي ملعب الميستايا تصنع الحدث في إسبانيا، بعد صدور وثائقي أنتجته " نتفليكس " حول النجم البرازيلي، تطرّق فيه إلى القضية، الأمر الذي تسبب في غضب شديد لدى نادي فالنسيا الذي أصدر بياناً، اليوم الاثنين، أعرب فيه عن استيائه، موضحاً أن الروايات الواردة تتضمّن أكاذيب وتشويهاً للواقع. وسلّط الوثائقي الضوء، على نحوٍ موسّع، على الحادثة التي شهدها ملعب الميستايا في مايو/ أيار 2023، التي تعرّض خلالها النجم البرازيلي لهتافات عنصرية من بعض الجماهير الحاضرة، الأمر الذي استدعى توقيف المباراة حينها، وأثار جدلاً واسعاً بشأن تفشي ظاهرة العنصرية في الملاعب الإسبانية، في بيانه، طالب فالنسيا بتصحيح فوري من منتجي الوثائقي، مؤكداً أن ما عُرض "لا يعكس الحقيقة، ويسيء إلى جماهير النادي"، مضيفاً أيضاً "نحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات القانونية، لأن الحقيقة والاحترام لمشجعينا يجب أن يسودا". 🦇 Ante la injusticia y falsedades cometidas con la afición del Valencia CF, desde el Club hemos exigido por escrito una rectificación inmediata a la productora del documental por lo ocurrido en Mestalla y que no se corresponde con la realidad. La verdad y el respeto a nuestra… — Valencia CF (@valenciacf) May 19, 2025 وكشف موقع "RMC" الفرنسي أن الخلاف يتمحور حول مشهد يظهر فيه بعض الجماهير تردد كلمة "tonto" التي تعني "أحمق"، بينما ظهرت في الوثائقي على الشاشة بـ"mono"، التي تعني "قرد"، وهو ما يُعدّ إهانة عنصرية في اللغة الإسبانية، الأمر الذي اعتبره النادي الإسباني تلاعباً مقصوداً من أجل تضليل الرأي العام. من جانبه، عبّر فينيسيوس في الوثائقي عن حجم معاناته، قائلاً: "كان من المحزن جداً أن أتعرض لهذا خلال المباراة، عادةً أكون مركزاً، لكنّني فقدت الرغبة في اللعب كثيراً. الحكم وزملائي طلبوا مني البقاء"، وإلى جانب شهادة فينيسيوس، قدّم زملاؤه في ريال مدريد مداخلات داعمة، مثل المدافع إيدير ميليتاو (28 عاماً)، الذي قال: "بعد تنفيذ ركنية، أخبرني فيني أن أحدهم ناداه بـ"قرد"، كما أشار أحد أصدقائه إلى أنّه كلّما لمس الكرة، كانوا يصرخون ويشتمونه". بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية بين الهبوط والصعود: فينيسيوس يتفوق على مبابي في إدارة الأندية ورغم مرور عامَين على الحادثة، لا تزال القضية تشغل الرأي العام في إسبانيا، ويبدو أنها لن تُطوى قريباً في ظل تمسّك كل طرف بموقفه، إذ يواصل فينيسيوس سعيه للدفاع عن نفسه بعد ما تعرّض له في تلك المباراة التي شكّلت له صدمة تكررت لاحقاً في ملاعب مختلفة، في المقابل، يعمل نادي فالنسيا على اتخاذ خطوات قانونية لحماية سمعته وسمعة جماهيره، رافضاً ما اعتبره تشويهاً متعمداً لصورته في الوثائقي.