إمام المسجد النبوي: الأمن من الخوف سكينة تغمر الحياة
وأضاف أن نعمة الطعام في زمن الجوع ليست مجرد غذاء، بل هو حياة توهب، ورغيف يقيم صلبًا، وقطرة ماء تنعش روحًا، ودفء يكسو برد الحاجة، وكرامة ترمم كسور الفقر، أما حين يحرم الإنسان من ذلك فلا تجوع معدته، بل تجوع كرامته، وتذبل إنسانيته، قال تعالى: "أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ".
وأشار إلى أن نعمة الأمن من الخوف هي السكينة التي تغمر الحياة، وطمأنينة الليل التي تهنأ معها النفس، وراحة الأطفال في أحضان الأمهات، والشعور بأن الغد قادم لا يحمل الرعب يبيت المرء فلا خوف يزعجه، ويصحو فلا هم يزعجه، قال تعالى: "وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ".
وأكد على أن نعمة الأمان من أعظم النعم التي لا يشعر الإنسان بقيمتها ما دامت حاضرة في حياته، ولا يدرك قدرها إلا إذا افتقدها، أو رأى غيره يعيش في فقدانها، فعندما يعمّ الخوف أرضًا، يُسلب الناس راحة النوم، وتفقد الطمأنينة، ويصبح النهار جحيمًا، والليل كابوسًا مستمرًا، مبيناً أن سر السعادة الحقيقي، ومصدر الهناء الدائم، وراحة البال، وأجل ما يرزق به الإنسان من النعم لفتة النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله البليغ: "من أصبح منكم آمنا في سربه، مُعافى في جسده عنده قوت يومه، فَكَأَنَّما حيزت له الدنيا".
وتابع: من تمام شكر النعمة أن تُطاع لا أن تُنسى، وأن يُصان الفضل لا أن يغفل، فالشكر الحقيقي لا يختزل في كلمات تقال، بل يبدأ من إقرار في القلب، ويتجلى في نطق صادق باللسان، ويُترجم إلى عمل صالح بالجوارح، فهو صاحب الفضل سبحانه.
وقال: لا يسعنا إلا أن نستحضر بقلوب دامعة حال أهلنا في فلسطين ، وحال أمة تختنق بالوجع، شحّ الغذاء، وغاب الأمان، والمشهد ازداد ضيقًا حتى خنق الأنفاس، فالجوع بلغ أقصى مداه، وسلّ سيفه على رقاب وهنت من الألم، وذبلت أجسادها، وجفت حلوقها من الظمأ والحرمان، وفي مقابل هذا الألم، تتحرك القلوب الحية، والنفوس التي لا تزال تعرف معنى العطاء، عبر القنوات الرسمية الموثوقة، فتُمدّ الأيادي الصادقة بالطعام، والدواء، والماء، نصرةً لمن أنهكهم الجوع، ورفقًا بمن سلبوا أدنى مقومات الحياة، فهي لحظة يمتحن فيها الصدق، وتختبر فيها النوايا، فليكن لنا فيها سهم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ دقيقة واحدة
- العرب اليوم
الإنجاب والمسؤولية (1)
قبل نحو عامين، كتبت فى هذه المساحة مقالاً عنوانه «منطق حرية الإنجاب»، وتحديداً يوم 10 سبتمبر 2023. دارت الفكرة حول القنبلة السكانية التى لم تعد موقوتة، بل أصبحت تنفجر فى وجوهنا بين الوقت والآخر، وذلك بسبب قرارات إنجاب عشوائية، وهى الفكرة التى أكتب عنها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وسأستمر. اليوم، اسمحوا لى أن أعيد نشر أغلبها، وذلك لأنى تلقيت رسالة تتعلق بالمقال بعد عامين من نشره، فيها العديد من النقاط الجديرة بالنقاش، على أن أنشر الرسالة فى المقال المقبل، ومناقشتها فى التالى. كتبت فى 10/9/23 أن الرئيس السيسى تحدث عن قنبلتنا التى لم تعد موقوتة بل منفجرة. تطرق الرئيس وقتها إلى حرية الإنجاب المكفولة لكن الواجب تنظيمها. قلت إن نسبة كبيرة من المواليد الجدد ضحايا قرارات إنجاب عشوائية، وأن المنطق السائد هو «نخلف وخلاص» «نخلف وربك الرزاق». وأشرت إلى ما كتبت على مدار عقود عن «المنطق الضائع» حيث اعتياد الإنجاب دون هوادة وترك البعض يحدث تلفاً فى بطن السفينة التى نبحر بها هو انتحار بالتلف. التلف الذى يمعن بعضنا فى إحداثه ويمعن البعض الآخر فى تفسيره بأنه تلف حميد حيث القوة البشرية ثروة والكثرة العددية عزوة تبدو آثاره واضحة جلية أمام أعيننا. قلت إن استمرار عملية ضخ العيال بجنون سيأتى على أخضر عجلة التنمية وكذلك على يابس ميراث التجريف الذى ورثناه على مدار عقود طويلة. المواطن الباحث عن تحسين دخله أو أملاً فى أن ينعم الله عليه كما أنعم على غيره من أهل قريته بفرصة عمل فى المدينة مكنته من توفير مبلغ من المال وبناء «حتة بيت» يضمه وعياله الستة على قيراط الأرض الزراعية التى يمتلكها وإخوته السبعة. وفى المدينة حيث حلم العمل خفيراً لفيلا، أو دليفرى فى سوبر ماركت، أو فرشة لعب بلاستيكية أو أدوات منزلية إلى آخر قائمة الأعمال المعروفة ثم يبدأ فى توسيع قاعدة رأس المال. رأس المال المزمع من خلال «عيل» يتم دفعه لقيادة توك توك أو فى مجال البناء أو الدليفرى أو تزويج الطفلة، يعنى حتمية تبنى الملف السكانى باعتباره قضية حياة أو موت. نحن فى حاجة إلى إنهاء قبضة الإنجاب غير المسؤول على مفاصل الدولة ومواردها وكذلك جيوب دافعى الضرائب ممن اختاروا الإنجاب المسؤول ويجدون أموالاً تذهب لتمويل عملية ضخ العيال ومحاولة إخراجهم من حلقة الفقر المفرغة. وأشرت إلى أن أصحاب المهن الهامشية يصنفون عادة فى الإحصاءات الرسمية باعتبارهم «عاطلين عن العمل» و«مستحقين للدعم» والذى يأتى من أموال دافعى الضرائب ممن اكتفوا بطفل أو طفلين وينتظرون خدمات حكومية أفضل لا تيسير إنجاب المزيد من العيال. هذا ما كتبت قبل عامين، وهذه هى الفكرة التى أكتب وأتحدث عنها على مدار ثلاثة عقود. وفى المقال التالى، أنشر نص رسالة القارئ العزيز.


الديار
منذ دقيقة واحدة
- الديار
الى السماء بالنفس والجسد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب انه عيد الانتقال او النياح او الرقاد للسيدة العذراء. اعلنه البابا بيوس الثاني عشر في تشرين الثاني 1950 ، وقال البابا حينها انها لحقيقة ايمانية اوحى الله بها، ان مريم والدة الاله الدائمة البتولية، والمنزّهة عن كل عيب، بعد اتمامها مسيرة حياتها على الارض، انتقلت بجسدها ونفسها الى المجد السماوي. العذراء مريم لم ترث الخطيئة الاصلية، لقد حبل بها بلا دنس. الخطيئة الاصلية لا يطالها الموت الذي سببه الخطيئة، وبالتالي ان الجسد الذي اخذ منه يسوع جسده، يلقى مصير يسوع بالانتقال الى السماء. يسوع صعد. العذراء انتقلت. هذا ما تقوله الماريولوجيا، اي اللاهوت المريمي، مصير الجسد الذي اخذ منه يسوع جسده كمصير جسد يسوع، لا يصيبه الموت بل تنتقل نقية الى السماء. لان العذراء نقية من الخطيئة الاصلية، فلا يصيبها الموت. ان عقيدة انتقال السيدة مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء، تعتبر من اهم العقائد المسيحية، وهذه العقيدة ظهرت في كتابات الكنيسة منذ القرون الاولى. ويقول القديس يوحنا الدمشقي "كما ان الجسد المقدس النقي الذي اتخذه الكلمة الالهي من مريم العذراء، قام في اليوم الثالث، هكذا يجب ان تؤخذ مريم من القبر وان تجتمع الام بابنها في السماء"، انها تيولوجيا الايام. القديس بطرس دميانوس يقول : "في صعودها جاء ملك المجد مع اجواق الملائكة والقديسين لملاقاتها بزفة الهية". اما نشيد الاناشيد فنجد فيه صدى لهذا الانتقال. صوم هذا العيد مدته 14 يوماً تتبعه جميع الكنائس. وفي هذا العيد تقدم بعض الكنائس من غلال كرومها، خاصة الكنيسة الارمنية، ويقول تقليد قديم ان الرسل باجمعهم اجتمعوا حولها يوم رقادها. وبعض الكنائس تقول "رقاد العذراء وليس موت العذراء". عيد مبارك لمن يحمل القاب العذراء . فالكنائس على اسم السيدة العذراء او سيدة الانتقال او سيدة الرقاد او النياح. تملأ لبنان والعالم، وانا عندي عبادة خاصة لسيدة الشبانية المنمشة الوجه، وصورتها من اجمل صور الايكونوغرافيا. فيا سيدة لبنان احفظي لبنان المكرس لك، وباركي اهله وخيرات ارضه، واشفي مرضاه، واعيدي منتشريه تحت رعايتك وحمايتك، واعطه السلام والامان، وايام خير وبركة. وفي سبحتها الوردية، جميع اسرار حياة المسيح ، ويصليها الكثير من المسيحيين، ولقد اضاف البابا يوحنا بولس الثاني على سبحتها المؤلفة من 15 بيتاً 5 ابيات جديدة اسماها اسرار النور. وانا اصلي هذه الوردية كل يوم الساعة الرابعة والنصف ساعة صلاتها من مغارة سيدة لورد في جبال البيرينه في فرنسا، واذكر جميع من طلبوا مني الصلاة لاجلهم ، واذكر جميع الغالين عليهم وعلى قلبي . انني مريمي العبادة وشربلي العبادة ، اصلي لمريم العذراء ولمار شربل ومار يوسف ورفقا. يسوع زار مراراً ارض لبنان، فلبنان ارض مقدسة. ومريم العذراء امه اتت الى عرس قانا الجليل، واتت الى بلدة مغدوشة (المنطرة) لتنتظر ابنها يسوع. لبنان كرمها وسماها على اسم رمز الارزة التي يحملها علمه. ونحن نردد ونقول "يا ارزة لبنان تضرعي لاجلنا، واحفظي لبنان، وباركي اهله واحرسيهم ، واشفي المرضى ، واعيدي المنتشرين منهم الى وطن الحضارة والثقافة والتنوع والتعدد والحرية والحب والجمال. ابنك يا مريم قلب الموازين في عظته على الجبل، كما ويوم قلب موائد الصيارفة في الهيكل. وانت قلبت الموازين عندما ظهرت في مغارة لورد في جبال البرينه في فرنسا، فاعلنت لصبية اسمها برناديت عندما سألتك عن اسمك، فقلت: "انا الحبل بلا دنس".


القدس العربي
منذ 3 دقائق
- القدس العربي
علامات استفهام حول «دور إسرائيلي» في التسبب باستشهاد ستة من الجيش اللبناني في الجنوب
بيروت – «القدس العربي»: بقي التشنج مسيطراً على الوضع اللبناني غداة تكليف مجلس الوزراء الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصرية السلاح بيد الدولة، في ظل رفض متعاظم من قبل 'حزب الله' بلغ برئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد حد وصف تسليم السلاح بأنه 'انتحار '، مضيفاً 'الموت ولا تسليم السلاح ويروحوا يبلطوا البحر'. ووسط هذا التصعيد، جاء ارتقاء 6 شهداء للجيش اللبناني في انفجار وقع في بلدة مجدل زون في جنوب لبنان، بينما كانوا يفككون أحد مخازن الأسلحة ليزيد من التعقيد. والشهداء هم 4 من عداد اللواء الخامس واثنان من فوج الهندسة، فيما جرح 5 عسكريين آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات للمعالجة، وسط علامات استفهام حول 'دور إسرائيلي' في التسبب باستشهاد 6 عناصر من الجيش اللبناني في الجنوب للوقيعة بين الجيش اللبناني و'حزب الله' ووسط الجدل والاحتجاجات ضد سحب سلاح الحزب. وقد أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع منه على ملابسات الحادثة الأليمة التي وقعت في منطقة مجدل زون – وادي زبقين في قضاء صور وادّت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى العسكريين نتيجة انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة في الجيش في اثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها. ومن المهم جداً الإشارة الى أن التفجير جاء بعد أقل من 48 ساعة على نشر الكتيبة الفرنسية في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) صورة للمنشأة نفسها في وادي زبقين، والتي تضمّ، بحسب بيان 'اليونيفيل'، صواريخ وأسلحة وذخائر وأنفاقًا. ألم الرئيس وأعرب الرئيس عون عن 'ألمه لاستشهاد العسكريين'، وعزّى ذويهم والجيش بفقدهم، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى. وقال الرئيس عون: 'إن الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين. واني اذ أحيي في هؤلاء الشهداء الأبطال روح التضحية والوفاء، وأقدر تضحياتهم الجسيمة التي قدموها من أجل أمن لبنان واستقراره، اؤكد أن استشهادهم ليس نهاية المطاف، بل شعلة أمل تنير درب الأجيال القادمة وتذكرهم بأن حرية الوطن لا تُصان إلا بالتضحيات الجسيمة'. وختم الرئيس عون 'إن دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدراً، وستبقى منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل. رحم الله شهداءنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته'. كذلك، نعى رئيس الحكومة نواف سلام شهداء الجيش، وكتب على منصة 'إكس': 'بكثير من الألم يزف لبنان ابناء جيشنا الباسل الذين ارتقوا شهداء في الجنوب، وهم يؤدّون واجبهم الوطني. سإن لبنان كله، دولة وشعباً، ينحني إجلالاً أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تُعيد التأكيد أن جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية' وختم 'رحمهم الله أبطالنا'. وأقيم أمس تشييع كل من العسكريين الشهداء في الجيش: المؤهل الأول عباس فوزي سلهب، المجند محمد علي شقير، المجند إبراهيم خليل مصطفى، المجند أحمد فادي فاضل، المجند يامن الحلاق، في بلدات: رياق – زحلة، الغبيري – بعبدا، مجدلون – بعلبك، دبعال – صور. واستُهل تشييع كل منهم بتشريفات أدّتها ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش، وجرى تقليدهم أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية. بعدها نُقلت جثامين الشهداء إلى بلداتهم، حيث أقيم التأبين لكل منهم بحضور ممثل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى وقائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده. وألقى ممثلو وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش بالنيابة كلمات أكدوا فيها مناقبية الشهداء وشجاعتهم واندفاعهم في أداء الواجب، دفاعًا عن لبنان وأهله، لافتين إلى أن الجيش مستمر في تنفيذ مهماته رغم التضحيات الجسام، دفاعًا عن الوطن ووفاءً لإرث شهدائه الأبرار. وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأحر التعازي للجيش قيادة وضباطاً وأفراداً ولذوي الشهداء 'الذين سقطوا خلال تأديتهم واجبهم الوطني'، وقال 'مجدداً قدر هذه المؤسسة العسكرية الوطنية الجامعة لآمال وتطلعات اللبنانيين ان تصون الوحدة والامن والاستقرار، وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية، مقدمة المزيد من الشهداء والجرحى. اننا في هذه اللحظة الاليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه من اجل انجاز مهامه الوطنية التي اقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات'. اليد الإسرائيلية؟ ولم تخل حادثة مقتل الجنود من تساؤلات طرحها البعض حول فرضيات وجود عملية تفخيخ للموقع أو حصول استهداف إسرائيلي لعناصر الجيش للإيقاع بينه وبين 'حزب الله' ما أثار جدلاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا المجال، نفى وزير الدفاع اللواء ميشال منسى حصول تنسيق مزعوم بين الدولة اللبنانية وبين الاستخبارات الاسرائيلية لحصر السلاح بيد الدولة. جدير بالذكر أنه قبل أشهر، وقع انفجار مماثل أثناء نقل ذخائر إلى حقل تفجير على طريق بريقع، ما أدى إلى استشهاد عدد من العسكريين. ويشدد بعض المحللين على أن 'من المستحيل أن يُبقي عناصر الهندسة الصواعق داخل الذخائر أثناء نقلها، فهذا خطأ لا يمكن أن يقع فيه محترفون بهذا المستوى'، معتبرين أن ما حصل يومها كان تفجيرًا مقصودًا عن بُعد، والسيناريو نفسه يُرجّح في حادثة زبقين الأخيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاحتمال كبير بأن يكون الجيش الإسرائيلي خلف العملية. من ناحية أخرى، روجت منصات خبيثة تتبع إسرائيل أن الذخيرة التي انفجرت كانت مفخخة وأوضحت أن 'حزب الله' هو من قام بتفخيخها. وصدر عن دائرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع الوطني بيان جاء فيه: 'يتم التداول في بعض وسائل الإعلام بكلام منسوب إلى وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ردًّا على سؤال وُجّه إليه في إحدى المقابلات التلفزيونية، حول تنسيق مزعوم بين الدولة اللبنانية أو وزارة الدفاع الوطني والمخابرات الإسرائيلية لحصر السلاح بيد الدولة. يؤكد وزير الدفاع الوطني أن أي كلام عن تنسيق مع العدو الإسرائيلي هو محض اختلاق وافتراء، ولم يأت اللواء منسى على ذكر أي تنسيق مع العدو، لا من قريب ولا من بعيد. إنّ ما قصده بالتنسيق للشروع في تطبيق الآلية، إنما يتم حصرًا بين لبنان والدول الأعضاء في اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية (Mechanism)'. وأضاف 'إن الكلام عن تلقي لبنان تعليمات من العدو الإسرائيلي، هو إساءة مقصودة وتحوير لوقائع الحوار المتلفز القصير واجتزاء خبيث يهدف إلى تضليل الرأي العام في المراحل الأولى من تطبيق خطة الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية'. توتر العلاقات مع إيران إلى ذلك، شهدت العلاقات اللبنانية الإيرانية جولة جديدة من التوتر. فبعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حول ان خطة الحكومة لحصيرة السلاح ستفشل، جاء موقف مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، الذي أكد 'معارضة طهران قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، وفق ما نقلت عنه وكالة 'تسنيم' للأنباء. وقال ولايتي 'إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك'. وأضاف: 'على العقلاء في لبنان منع نزع سلاح حزب الله ومواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية'، مشيراً إلى 'أن الهدنة بين إسرائيل ولبنان يجب ألا تمنع حزب الله من الدفاع عن بلاده'. كما أكد ولايتي 'أن المقاومة في لبنان ستقف في وجه المؤامرات التي تهدف إلى نزع سلاحها'، متسائلاً: 'إذا تخلّى حزب الله عن سلاحه، فمن سيتولّى مسؤولية الدفاع عن أرواح وأموال اللبنانيين؟'. وقد ردّت الخارجية اللبنانية على ولايتي، قائلة 'تشجب وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية التصريحات الأخيرة الصادرة عن السيد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تشكل تدخلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية. وليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين الإيرانيين الرفيعين على التمادي في إطلاق مواقف مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية لا تعني الجمهورية الاسلامية بشيء. وإن هذه الممارسات المرفوضة لن تقبل بها الدولة اللبنانية تحت أي ظرف، وهي لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقًا كان أم عدواً، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية'. وذكّرت الخارجية اللبنانية 'القيادة في طهران بأن الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركزّ على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخّل في أمور لا تخصّها'، مضيفة 'إن مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي هي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم، عبر مؤسساتهم الدستورية الديمقراطية، بعيدًا عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول. وإن الدولة اللبنانية ستبقى ثابتة في الدفاع عن سيادتها، وسترد بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها أو التحريض عليها'.