logo
السعودية تعلن ترشحها لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات

السعودية تعلن ترشحها لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات

شبكة عيون١٧-٠٦-٢٠٢٥
الرياض – مباشر: أعلنت المملكة العربية السعودية عن ترشّحها للاستمرار في عضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، وذلك خلال أعمال دورة مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات 2025 المنعقدة في مدينة جنيف بسويسرا، حيث يأتي هذا الترشح تأكيدا على الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في دعم قطاع الاتصالات والتقنية على المستوى الدولي .
وأكّدت المملكة في كلمتها، التي ألقاها محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المكلف، هيثم العوهلي، أمام المجلس، التزامها العميق تجاه التعاون الدولي لردم الفجوة الرقمية، مشيراً إلى أهمية مضاعفة وتيرة الجهود العالمية في ربط غير المتصلين، ومواجهة تحديات العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأوضح العوهلي، أن العالم اليوم يربط نحو 200 مليون شخص سنوياً، وبناءً على هذا المعدل سيستغرق ربط 2.6 مليار إنسان أكثر من 13 عاماً، وهو ما يتطلب نهجاً مبتكراً لتسريع وتيرة الربط وتقليص المدة إلى أقل من النصف .
وأضاف العوهلي، أن المملكة العربية السعودية تفخر بكونها من الدول الرائدة التي تقلّصت فيها الفجوة الرقمية في الربط إلى أقل من 1%، حيث سخّرت التقنية لبناء نماذج ذكية ومبتكرة في التعليم، والصحة، والطاقة، والخدمات الحكومية .
وأوضح أن المملكة أطلقت بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات إطار جاهزية الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون شاملاً، ويضع الإنسان في مركز الاهتمام، مع التركيز على تمكين الشباب والمرأة .
وقال العوهلي: "الحل يوجد اليوم بين أيدينا من خلال التعاون لبناء نموذج قائم على الابتكار والشراكة لمضاعفة وتيرة الربط وتقليص الوقت المطلوب لسد الفجوة الرقمية إلى أقل من النصف، مما يعني ربط العالم غير المتصل خلال 5 سنوات أو أقل لأن الفرق ليس في الزمن فقط، بل في اغتنام الفرص وتحقيق الشمولية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، خاصة للدول النامية.
وأشار إلى أن المملكة ضاعفت أعداد المواهب الرقمية من 150 ألفًا في 2018 إلى أكثر من 380 ألفًا في عام 2024، ورفعت نسبة مشاركة المرأة في قطاع الاتصالات والتقنية من 7% إلى 35%، متجاوزة المتوسط العالمي ومتوسط مجموعة العشرين.
وأفاد نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المكلف، أن المملكة تبنت نهج التنظيم الرقمي المبتكر، ما مكّنها من تحقيق المرتبة الثانية في مجموعة العشرين في مؤشر التنظيم الرقمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، كما أطلقت برامج دولية لرفع النضج الرقمي التنظيمي في أكثر من 100 دولة، تأكيداً على أن الأطر التنظيمية المرنة والداعمة للابتكار والتي تمثل ركيزة لتحقيق التحول الرقمي الشامل .
وأكد العوهلي، أن كل ما تحقق من منجزات رقمية ومبادرات ابتكارية جاء بدعم وتمكين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أن المملكة ستواصل تسخير إمكاناتها وخبراتها لدعم مسيرة الاتحاد والمجتمع الدولي في بناء مستقبل رقمي مستدام .
وفي سياق التعاون المستمر مع الاتحاد، واستضافة المملكة للندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR) خلال الفترة 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر 2025م في مدينة الرياض، تحت شعار: "التنظيم من أجل التنمية الرقمية المستدامة"، دعا العوهلي الدول الأعضاء للمشاركة في هذا الحدث المهم، الذي يجسد الشراكة الفعالة بين المملكة والاتحاد، ويؤكد حرص المملكة على بناء أطر تنظيمية داعمة للابتكار والاستثمار والوصول الشامل .
يشار إلى أن مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات يضم 48 دولة من ضمنها المملكة، وذلك من أصل 194 دولة عضو في الاتحاد، ويقوم المجلس بتسيير أعمال الاتحاد في الفترات التي تقع بين مؤتمرات المندوبين المفوضين، ويتولى مهمة توجيه أعمال الاتحاد ومتابعة تنفيذ سياساته وميزانيته، مع اعتماد الخطط التشغيلية والمالية، ومراقبة البرامج، وتقديم التوصيات بشأن السياسات العامة لتطوير القطاع، مما يجعله أداة محورية لضمان كفاءة واستمرارية عمل الاتحاد .
حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا
لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات :
"ساما" يرخص لشركة "مدفوع العربية" لمزاولة نشاط الدفع الآجل بالمملكة
" طيران الرياض" توقع طلبية لشراء 50 طائرة إيرباص خلال معرض باريس الجوي
" أوبك": إنتاج السعودية من النفط الخام يقفز 177 ألف برميل يومياً خلال مايو
مبيعات الأسمنت بالسعودية ترتفع 14% خلال مايو.. وتتجاوز 22 مليون طن في 5 أشهر
Page 2
الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً
Page 3
في مشهد يعكس المأساة المتكررة في قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 51 فلسطينيًا، وجُرح أكثر من 200 آخرين، بينما كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات إنسانية في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بحسب وزارة الصحة في غزة ومستشفى ناصر المحلي.
والشهداء لم يسقطوا في ساحة معركة، بل على أبواب المساعدات، حيث كان الجوعى والمُنهكون ينتظرون لقمة العيش. والحشد كان ينتظر شاحنات تحمل طعامًا من الأمم المتحدة وجهات تجارية، لكن انتظارهم تحول إلى كمين دموي.
إطلاق مباشر
ووفق روايات شهود عيان لوكالة «AP»، استهدفت غارة إسرائيلية منزلًا قريبًا، أعقبها إطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال باتجاه الحشد. وقال الشاهد يوسف نوفل: «رأيت جثثًا ممددة، ودماءً تسيل، والرصاص يلاحق الفارين... كانت مجزرة». فيما وصف محمد أبو قشفة المشهد بأنه «انفجار هائل يتبعه إطلاق نار عشوائي وقصف بالدبابات».
ونُقل الضحايا إلى مستشفى ناصر، الذي أكد بدوره حصيلة القتلى المرتفعة. تقول سماهر مقداد، التي كانت تبحث عن شقيقيها وابن أخيها بين الجثث: لا نريد دقيقًا، لا نريد طعامًا... لماذا يُطلقون النار على الشباب؟ ألسنا بشرًا؟.
مساعدات تُكلف الحياة
والحادث ليس معزولًا، بل يتكرر في ظل محاولات الفلسطينيين الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء التي تديرها شبكة إغاثية مستقلة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة. ووفقًا لمسؤولين صحيين، قُتل العشرات في حوادث مماثلة خلال الأسابيع الماضية. ورغم اعتراف الجيش الإسرائيلي بإطلاق طلقات تحذيرية، إلا أن كثافة الإصابات تشير إلى استخدام قوة قاتلة ضد مدنيين يبحثون عن الطعام. نظام مساعدات محل نزاع
ويأتي الحادث وسط تصاعد الجدل حول نظام مساعدات جديد تديره مؤسسة «غزة الإنسانية»، وهي جهة خاصة مدعومة من إسرائيل، وتُتهم بمنح الاحتلال القدرة على تحديد من يتلقى المساعدات. في المقابل، تُعارض وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية هذا النظام، وتؤكد عدم وجود أدلة على تحويل المساعدات لصالح حماس.
وتحذر هذه الجهات من أن النظام الجديد لا يفي باحتياجات مليوني فلسطيني، ويُفاقم الأزمة من خلال تعقيد آلية التوزيع وتقليص نطاق العمل الإنساني المحايد. مجاعة تلوح في الأفق
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غزة تواجه خطر مجاعة وشيكة، بسبب انهيار منظومة القانون والنظام، وقيود إسرائيل العسكرية، وعمليات النهب والفوضى في ظل غياب السيطرة المدنية.
ورغم دخول بعض الشاحنات، فإن عددها لا يغطي سوى جزء ضئيل من الحاجة الفعلية. والمأساة الكبرى أن هذا الجزء القليل– في ظل نظام توزيع هش وغير آمن – يُصبح ثمنه أرواحًا تُسفك على أبوابه.
• مقتل 51 فلسطينيًا أثناء انتظار مساعدات غذائية في خان يونس.
• إطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال عقب غارة على منزل قريب.
• الشهداء مدنيون، وبينهم أطفال، كانوا بانتظار الغذاء لا القتال.
• النظام الجديد لتوزيع المساعدات يواجه انتقادات أممية واسعة.
• الأمم المتحدة تحذر من مجاعة في غزة بسبب الفوضى وانهيار الإمداد.
• المساعدات القليلة المتاحة تتحول إلى فخ قاتل للمدنيين الجوعى.
Page 4
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المؤتمر الصحفي الحكومي ال 23 يسلط الضوء على أبرز منجزات المملكة
المؤتمر الصحفي الحكومي ال 23 يسلط الضوء على أبرز منجزات المملكة

سعورس

timeمنذ 2 أيام

  • سعورس

المؤتمر الصحفي الحكومي ال 23 يسلط الضوء على أبرز منجزات المملكة

جاء ذلك خلال حديث معاليه اليوم في المؤتمر الصحفي الحكومي في نسخته ال 23، الذي عقد بمقر وزارة البيئة والزراعة والمياه، مسلّطًا الضوء على أبرز المستجدات الوطنية والمنجزات الحكومية، بمشاركة معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي؛ الذي استعرض أبرز مبادرات المملكة في حماية البيئة وتنوعها، ومستجدات الأمن الغذائي والمائي في المملكة. واستهل معالي وزير الإعلام، حديثه مستعرضًا الدور الذي تقوم به المملكة في قطاع المساعدات الإنسانية والتنموية الدولية، حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، أكثر من 30 مليار ريال، بمساعدات شملت 108 دول حول العالم، في أكثر من 3500 مشروع وبرنامج تنموي وحيوي، إضافةً إلى إجراء قرابة 230 ألف عملية جراحية، ضمن البرامج الطبية التطوعية الخارجية، بمتطوعين بلغ عددهم أكثر من 80 ألف متطوع ومتطوعة. كما بلغ إجمالي ما قدمته المملكة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أكثر من أربعة مليارات و270 مليون ريال، في أكثر من 265 مشروعًا ومبادرة تنموية، في قطاعات حيوية منها الطرق والكهرباء، والمياه والتعليم والصحة، إيمانًا منها بأن التنمية المستدامة مسؤولية تتجاوز الحدود. وفي قطاع الاتصالات، أوضح معالي وزير الإعلام، أن المملكة اليوم تصنع خوارزميات المستقبل، وتحوّل البيانات إلى قرارات، والذكاء إلى تنمية، فقد وصل حجم الاقتصاد الرقمي إلى 495 مليار ريال في 2024، مُساهمًا ب 15% من الناتج المحلّي الإجمالي، وبنمو سنوي يقارب 7 %، في حين ارتفع عدد الشركات التقنية المدرجة في السوق المالية إلى 23 شركة عام 2024، مقارنة بشركتين فقط في 2020م. وقال معاليه: إن المملكة اليوم لا تستهلك التقنية، بل تسهم في تصنيعها، بمسار قِيَمي، ورؤية إنسانية، مشيرًا إلى تحقيق المملكة المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية، الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات في 2024م. وأكد معالي الوزير، أن صدور الموافقة الكريمة، بإقامة النسخة المقبلة من المنتدى السعودي للإعلام، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بوصفه منصة وطنية تواكب الحراك الدولي بأدوات المستقبل، يأتي انطلاقًا نحو التأثير العالمي للإعلام السعودي، الذي يرسم مساره الجديد من الوسيلة إلى الرسالة، ومن نقل الخبر إلى صناعة الأثر. وتأكيدًا للنجاح في مستهدفات التعليم، أشار معالي وزير الإعلام، إلى ما حققه طلبة المملكة من منجزات، منها حصولهم على 23 جائزة في معرض "آيسف 2025"، لتحقق المملكة بذلك المركز الثاني عالميًا في عدد الجوائز الكبرى المُحصَّلة، وتحقيق الجائزة الكبرى في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025، إلى جانب فوز طلبة المملكة بست جوائز دولية، و124 ميدالية عالمية، مما يؤكد أن الاستثمار في التعليم هو استثمارٌ في الإنسان الذي سيواصل مسيرة التنمية والريادة. وأوضح معاليه أن المملكة تجاوزت مفهوم الاستضافة، لتبتكر الأنموذج، وتصنع التأثير، وتمنح أبطال الرياضات الإلكترونية مسرحًا عالميًا، في بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي يشاهدها الملايين، بجوائز مالية تزيد عن 262 مليون ريال، هي الأعلى في تاريخ الرياضات الإلكترونية. كما تطرّق معالي وزير الإعلام، إلى ما تحقق للمملكة دوليًا، في قطاع السياحة، حيث تصدّرت المملكة الترتيب العالمي في نمو إيرادات السيّاح الدوليين خلال الربع الأول من العام 2025م، حسب أحدث تقارير بارومتر السياحة العالمية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة، كما أُدرج منتجع "شيبارة"، ضمن قائمة "أعظم الأماكن في العالم لعام 2025" التي تصدرها مجلة "تايم" العالمية، وفي القطاع البيئي، قال معالي وزير الإعلام: قبل أعوام قليلة، لم يكن مفهوم "التحول الأخضر" دارجًا في تداولية القضايا البيئية، إلا أن رؤية السعودية 2030، حوّلته لواقع يوميّ عبر تنفيذ مبادرات بيئية مستدامة، وتطوير منظومة بيئية متكاملة. وفي إجابة معاليه عن سؤالٍ حول وجود خطّة لنقل وسائل الإعلام السعودية في الخارج إلى الرياض ، أسوةً بقناة العربية، أكد معاليه أن الإعلام السعودي بمؤسساته كافة، بات أقوى من أي وقت مضى، حيث يحظى قطاع الإعلام بدعم منقطع النظير من القيادة الرشيدة -أيدها الله - ولا أدلّ على ذلك من صدور الموافقة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- برعاية النسخة المقبلة من المنتدى السعودي للإعلام، ومن ناحية أخرى، يشهد قطاع الإعلام في هذا الوقت الاستثنائي تحت رؤية عظيمة، نجاحات ليست في كل يوم، بل في كل لحظة. وقال معاليه: بلا شك أنه كما ندعم هذا التوجه، إلا أننا نؤمن بقوة الرسالة السعودية وتأثيرها، وبأيدي أبنائها السعوديين، سواءً في الرياض ، أو في أي بقعة من هذا الكوكب. وفي سؤال حول إستراتيجية التحول الإعلامي، أوضح معاليه، أن الوزارة بصدد إطلاق الإستراتيجية الوطنية للإعلام قريبًا، وسيُعلن عنها في وقتها، لتكون انطلاقة قوية نحو تنظيم وتطوير القطاع بما يتوافق مع تطلعات القيادة ومستهدفات رؤية السعودية 2030. من جانبه رفع معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظهما اللّه- على ما تلقاه منظومة البيئة والمياه والزراعة من الحرص والاهتمام اللذين كان لهما أبلغ الأثر في الارتقاء بخدمات المنظومة، وتعظيم الاستفادة من جميع الممكنات التي وفرتها الدولة. واستعرض معاليه أبرز أعمال المنظومة، وما تحقق منها، وفقًا للإستراتيجيات والخطط التي تم إقرارها خلال الفترات الماضية وتُحدّث دوريًا، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030، الأمر الذي جعل المنظومة في وضع أفضل ومكّنها من العمل على تنفيذ هذه الإستراتيجيات وفقًا لخططها الزمنية المحددة. ونوه معاليه بجهود العاملين في المنظومة وإسهاماتهم في التخطيط والتنفيذ، وحُسن المتابعة لهذه الأعمال التي حققت أثرًا إيجابيًا على مستوى الوطن والمواطن. وقال معاليه:" إن وزارة البيئة والمياه والزراعة، تعد من الجهات الرئيسة المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث أسند للوزارة خمسة أهداف، من (96) هدفًا للرؤية، وهي: الحد من التلوث بمختلف أنواعه، وحماية البيئة من الأخطار الطبيعية، والمحافظة على المناطق الطبيعية وتهيئتها، وضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي، وضمان الاستفادة المستدامة من الموارد المائية". وبيّن معاليه أن الوزارة طورت إستراتيجياتها الوطنية القطاعية للبيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي، المشتملة على (17) هدفًا إستراتيجيًا، تم ترجمتها إلى واقع عملي عبر (160) مبادرة يقاس أداؤها من خلال (72) مؤشرًا إستراتيجيًا، ستسهم في رفع الخدمات المقدمة وتعزيز الاستدامة البيئية والمائية والغذائية بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة، ويدعم نمو الاقتصاد الوطني بشكل مستدام، من خلال تأسيس خمسة مراكز بيئية متخصصة تعمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للبيئة، للارتقاء بمختلف المجالات البيئية، وتأسيس صندوق البيئة الذي يعد من أكبر الصناديق المتخصصة في المنطقة، واعتماد أنظمة البيئة والأرصاد وإدارة النفايات ولوائحها التنفيذية. واستعرض معالي الوزير الفضلي أبرز ما تحقق في قطاع البيئة حيث أعيد تأهيل أكثر من (500) ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، وزراعة (151.3) مليون شجرة، للوصول إلى (2.5) مليون هكتار، وزراعة أكثر من (215) مليون شجرة بنهاية عام 2030م، ضمن مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء. كما ارتفع عدد المتنزهات الوطنية إلى (500) متنزه؛ لدعم السياحة البيئية، وقفزت نسبة المناطق المحمية البرية لأكثر من أربعة أضعاف، حيث وصلت إلى (18.1%) من مساحة المملكة، بالإضافة إلى زيادة مساحة المناطق المحمية البحرية بنسبة (260%) مقارنة بعام 2016م، إضافة إلى ما يخص حماية التنوع الأحيائي حيث تم تكثير وإعادة توطين أكثر من ثمانية آلاف كائن فطري مهددّ بالانقراض، وإطلاقها في بيئاتها الطبيعية في المحميات والمتنزهات الوطنية والمشاريع الكبرى. وشملت المنجزات تعزيز الالتزام البيئي في مختلف القطاعات التنموية، حيث أصدر أكثر من (40) ألف تصريح للمنشآت، تمثّل زيادة بمقدار (660%) مقارنة بالتصاريح البيئية التي سبقت إنشاء المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، وإجراء أكثر من (173) ألف جولة رقابية، للتأكد من الالتزام بالمعايير والاشتراطات البيئية، وإصدار (456) ترخيصًا لمقدمي الخدمات البيئية، كذلك تعزيز رصد التلوث والحد منه بزيادة محطات مراقبة جودة الهواء إلى (240) محطة في مختلف مناطق المملكة، وإطلاق برنامج لمراقبة البيئة البحرية، ورفع القدرة الوطنية للاستجابة لحوادث الانسكابات الزيتية، وزيادة التغطية الجغرافية لأنظمة الرصد والتنبؤ والاستشعار لتصل إلى (100%) من مساحة المملكة. وبيّن معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، أن المنجزات شملت إطلاق برنامج استمطار السحب، الذي يستفيد من عدة تقنيات وطائرات تقودها كوادر وطنية، حيث أجريت (711) طلعة جوية، أثمرت زيادة ملحوظة في الهاطل المطري تقدر ب (6.4) مليارات متر مكعب، تسهم في تعزيز مصادر المياه وتنمية الغطاء النباتي، وإطلاق المركز الإقليمي لدراسات التغيّر المناخي الذي يعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وإطلاق المركز الإقليمي للعواصف الغبارية بصفته رابع مركز من نوعه في العالم، كما تم الانتهاء من تطوير (21) مخططًا إستراتيجيًا لإدارة النفايات في مدن المملكة الرئيسة، في كل مناطق المملكة، وتم تصميم (335) فرصة استثمارية بقيمة تبلغ (450) مليار ريال، لاستبعاد (90%) من جميع أنواع النفايات عن المرادم بحلول عام 2040م، مما سيسهم في دعم الناتج المحلي، إضافة إلى إطلاق برنامج الحوافز والمنح من صندوق البيئة؛ بهدف تشجيع الاستثمار في قطاع البيئة، ودعم الأبحاث والابتكار من خلال شراكات مع مؤسسات أكاديمية وجمعيات بيئية متخصصة. وعرج معالي الوزير الفضلي، على أبرز ما اكتمل في قطاع المياه، حيث اختيرت المملكة من قبل لجنة الأمم المتحدة للمياه بصفتها نموذجًا عالميًا لاستدامة المياه، وتحقيق تقدم ملموس في مؤشر الإدارة المتكاملة للموارد المائية للهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وذلك بفضل اللّه ثم بدعم وتمكين القيادة الرشيدة -أيدها الله- وبقدرات وطنية وتضافر الجهود. كما شملت تنفيذ مشروعات على طول سلاسل إمداد المياه، تتجاوز قيمتها (232) مليار ريال، منها مشاريع اكتملت بقيمة (110) مليارات ريال، من ضمنها ما يزيد عن (45) مليار ريال استثمارات للقطاع الخاص لتنمية وتطوير البنى التحتية، تتضمن مشروعات محطات إنتاج المياه، ومشروعات أنظمة خطوط نقل المياه، ومشروعات الخزن الإستراتيجي، بالإضافة إلى مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي. ولمواكبة الزيادة في الطلب على المياه، واستمرار دعم وتمكين التنمية في مختلف القطاعات بالمملكة، أفاد معاليه أنه تمت زيادة الإنتاج بنسبة تقارب (100%) من (8.4) إلى (16.6) مليون متر مكعب يوميًا، كما تحتفظ المملكة بمكانتها الرائدة كونها المنتج الأعلى للمياه المحلاة في العالم، وتم العمل على خفض متطلبات الطاقة لإنتاج المياه المنتجة بالمحطات بنسبة (50%)، وتوفير مصادر مياه مستدامة لما يزيد عن (22) ألف تجمع سكاني، يقع بعضها على ارتفاعات تزيد عن (2400) متر فوق منسوب سطح البحر، وزيادة أطوال أنابيب النقل بنسبة تجاوزت (150%) من (7) آلاف كيلو متر إلى (18) ألف كيلو متر، لتغطي شبكات المياه (82.64%) من المناطق السكّانية في المملكة، وشبكات الصرف الصحي (66.50%)، ويجري العمل على زيادة هذه النسب -بإذن لله-، وزيادة سعات الخزن الإستراتيجي بنسبة (550%)، لتبلغ (28) مليون متر مكعب؛ ليرتفع مؤشر عدد أيام الخزن الإستراتيجي المتاح من أقل من يوم واحد إلى قرابة ثلاثة أيام، كما تمتلك المملكة أكبر ثلاث محطات تحلية مياه عائمة متنقلة بسعة إجمالية تبلغ (150) ألف متر مكعب يوميًا، مجهّزة بأحدث التقنيات؛ لمواجهة أي زيادة متوقعة أو طلب على المياه المنتجة. وفي إطار تعزيز الإدارة المتكاملة لموارد المياه وتعظيم الاستفادة منها، أوضح معاليه أنه تضاعفت كمية المياه المعاد استخدامها من (251) مليون متر مكعب إلى (554) مليون متر مكعب سنويًا؛ مما أدى إلى ارتفاع مؤشر نسبة إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة إلى أكثر من (32%)، كما أنه يجري العمل على إنشاء (1000) سد للاستفادة من المياه المتجددة لأغراض الشرب والري ودرء أخطار السيول، ولحصاد ما يقارب (1.5) مليار متر مكعب، إضافة لما يتم حصاده من مياه السيول حاليًا بما يقارب (2.6) مليار متر مكعب من خلال (574) سدًّا، ليصبح إجمالي الطاقة الاستيعابية لهذه السدود (4.1) مليارات متر مكعب، يضاف إلى ذلك ما تقوم به الوزارة من إجراءات تنظيمية تهدف إلى استدامة الموارد المائية غير المتجددة. في الجانب الاقتصادي، أشار معاليه إلى أن قطاع المياه يعد من أعلى القطاعات في المملكة في مؤشر المحتوى المحلي بنسبة تتجاوز (65%)، وذلك من خلال توطين العديد من التقنيات الحديثة، والمعارف والخبرات ، وامتلاك القدرات الهندسية والفنية بنسب توطين للكوادر بلغت (97%)، كما يأتي من قصص التوطين الناجحة، ما تم مؤخرًا من إنشاء أكبر مصنع متكامل لإنتاج أغشية التناضح العكسي بالشرق الأوسط. وفي إطار جهود القطاع لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية والترشيد لتحقيق الاستدامة، بيّن معاليه أن المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه نجح في تحقيق خفض استهلاكات مائية تتجاوز (120) ألف متر مكعب يوميًا، وذلك من خلال مبادرات خفض استهلاك المياه في الجهات الحكومية. وتحدث معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، عن أبرز ما اكتمل في قطاع الزراعة، حيث بلغت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي نحو (118) مليار ريال خلال 2024م، محققًا معدل نمو بلغ (39%) مقارنًة بعام 2020م، الذي يُقدر حينها بحدود (85) مليار ريال، وصاحب ذلك ارتفاع إجمالي الإنتاج الغذائي إلى نحو (12.5) مليون طن، وذلك نتيجة لحوكمة القطاع الزراعي، وصياغة السياسات المتكاملة القائمة على تشجيع استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، وسياسات الإقراض الداعمة لتوظيف التقنية والابتكار؛ لتحسين الإنتاجية، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، كما تجاوزت نسبة الاكتفاء الذاتي (100%) في العديد من المنتجات، ومنها التمور، والحليب الطازج، وبيض المائدة، وتراوحت بين (70% إلى 100%) في الخضراوات، وأكثر من (70%) في لحوم الدواجن. وبيّن معاليه أن إستراتيجيات الوزارة ومبادراتها وبرامجها القطاعية أسهمت في زيادة الإنتاج المحلي وتعزيز قدرات قطاع التصدير، وحققت المملكة حضورًا عالميًا في قطاع صادرات التمور، ووصولها إلى (111) دولة حول العالم، وتسجيل المرتبة الأولى عالميًا في قيمة صادرات التمور، بأكثر من مليار و700 مليون ريال خلال العام الماضي، بالإضافة إلى زيادة صادرات المملكة من المنتجات السمكية بأكثر من (40) ألف طن، وبقيمة (600) مليون ريال عام 2024م، فيما تعمل الهيئة العامة للأمن الغذائي على تطوير أدوات المتابعة والرصد للأزمات العالمية، وانعكاسها على القطاع الغذائي المحلي بإطلاق برنامج الإنذار المبكر للسلع الغذائية الأساسية، ومن المخطط له أن يكتمل خلال الأسابيع القادمة. وأشار معاليه إلى أن الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني "سالك" أسهمت من خلال استثماراتها المتنوعة بتوريد نحو (1.9) مليون طن من السلع الأساسية كالحبوب والأرز والدواجن واللحوم الحمراء خلال عام 2024م، من بينها (955) ألف طن من القمح، وهو ما يعادل نحو (28%) من إجمالي واردات القمح للمملكة. وتابع معاليه استعراض منجزات القطاع الزراعي، إذ بلغ عدد المستفيدين من أعمال برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة (79) ألف مستفيد منهم (58) ألف امرأة، بالإضافة إلى توزيع (15.5) مليون شتلة، وتجاوز الدعم المقدم مليارين و500 مليون ريال منذ بداية البرنامج، واستهدف البرنامج تطوير عدد من القطاعات الإنتاجية في جميع المناطق الريفية في المملكة، فيما قُدم ما يقارب (أحد عشر مليارًا وثمانمئة مليون ريال) لدعم قطاعات صغار مربي الماشية، والاستزراع السمكي والدواجن، منذ إطلاق برنامج الإعانات الزراعية، إلى جانب تعزيز التنسيق بين القطاعات الحيوانية والنباتية والبيئية، عبر تكثيف الجهود الوقائية المرتبطة بالتطعيمات الموسمية، ومكافحة نواقل الأمراض، وتعزيز الرصد البيطري والميداني؛ مما أسهم في تقليل فجوة انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان. وأوضح معالي الوزير أن إجمالي القروض الموافق عليها من قبل صندوق التنمية الزراعية خلال العام الماضي 2024م، بلغ أكثر من (سبعة مليارات ومئة مليون ريال)، ويعد أعلى رقم للإقراض منذ إنشاء الصندوق، حيث تضاعفت القروض بأكثر من (17) ضعفًا مقارنةً بعام 2016، كما ارتفع عدد المستفيدين من (1300) مستفيد في عام 2016 إلى (14) ألف مستفيد في عام 2024م، وهو أعلى رقم للمستفيدين في تاريخ الصندوق في مختلف مناطق المملكة، وذلك نتيجة لتحديث سياسات الإقراض وإعادة التمويل في مناطق الدرع العربي لتحفيز الاستثمار في القطاع. كما شهد القطاع توسعًا في إنتاج الخضراوات من البيوت المحمية المطورة بإنتاج (796) ألف طن مقارنة ب (253) ألف طن في 2016م، وبنسبة زيادة بلغت (215%) ، بما يسهم في تحقيق كفاءة استخدام المياه وتعزيز الأمن الغذائي، فيما انخفض استخدام المياه غير المتجددة في الزراعة، من (19) مليار متر مكعب، ليصبح (9.1) مليارات متر مكعب عام 2024م، بينما ارتفع استهلاك المياه المجددة في الزراعة من (1.3) مليار متر مكعب عام 2015م، إلى (2.4) مليار متر مكعب العام الماضي، كما سجّلت المملكة رقمًا قياسيًا جديدًا في مجال الزراعة المستدامة، بدخول إحدى المزارع الإرشادية التابعة للوحدة البحثية للزراعة بالمياه المجددة بوادي (ابن هشبل) في منطقة عسير قائمة (موسوعة جينيس للأرقام القياسية)، بصفتها أكبر مزرعة في العالم بمساحة إجمالية تتجاوز (3.2) ملايين متر مربع، إلى جانب إطلاق خطة تنفيذية للبحث والابتكار؛ لتعزيز تبنّي التقنيات والممارسات المبتكرة في قطاعاتها، وفي ذلك استهدفت أكثر من (350) تقنية لمعالجة التحديات، بجانب إطلاق التحالف السعودي للتقنية الزراعية والغذائية، كونها منصة تعاونية تهدف إلى دفع عملية نشر وتطبيق الحلول التقنية الزراعية والغذائية على المستوى الوطني. وتناول معاليه نماذج لأبرز ما تحقق في مجال التخصيص والاستثمار، حيث وقّع (25) عقدًا بمشاركة مع القطاع الخاص تجاوزت تكاليفها (100) مليار ريال، تُشكّل أكثر من (60%) من إجمالي تكاليف مشاريع التخصيص على مستوى المملكة، وهي عبارة عن مشاريع نوعية في إنتاج المياه المحلاة، وأنظمة خطوط نقل المياه، والخزن الإستراتيجي، بالإضافة إلى مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي، كذلك حصر وتطوير (264) فرصة استثمارية متنوعة في قطاعات البيئة والمياه والزراعة وعرضها بمنصة "استثمر في السعودية"، وطرح (133) موقعًا على منصة (فرص) كونها فرصًا استثمارية في مجالات البيئة والمياه والزراعة، في حين تستهدف الوزارة الوصول إلى (200) فرصة مطروحة بنهاية العام الحالي، وعقدت (30) ورشة عمل بجميع مناطق المملكة؛ لعرض هذه الفرص للمستثمرين والمهتمين، واستعرضت الممكنات المناسبة لها بالشراكة مع صندوق التنمية الزراعية. كما شملت المنجزات، تطوير (37) فرصة لدعم وتطوير أعمال الشراكات من خلال "برنامج شريك" في قطاعات البيئة والمياه والزراعة، لعرضها على القطاع الخاص، وتستهدف الوزارة خلال السنوات القادمة طرح (81) مشروعًا جديدًا؛ لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في مختلف مجالات المنظومة بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص. وفي ردٍ على سؤال حول الإجراءات التي تطبقها الوزارة لمعالجة شكاوى بعض المستفيدين من ارتفاع فواتير المياه مقارنة بالاستهلاك، والإجراءات النظامية التي يجب على المستهلك اتباعها، قال معالي وزير البيئة والمياه والزراعة:" إنه حرصًا من الوزارة على معالجة شكاوى المواطنين المرتبطة بارتفاع الفواتير ورفع مستويات الخدمة، يجري التنسيق المستمر مع الهيئة السعودية للمياه وشركة المياه الوطنية لمعالجة هذه الشكاوى، واتضح أن معظم الأسباب ترجع إلى وجود تسربات داخلية لدى المستفيدين"، مناشدًا المستفيدين بأهمية الكشف الدوري عن التسربات الداخلية، وذلك عبر منصة (كشف) التي أطلقها المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه (مائي)، كما تم تبني عدد من المبادرات للحد من ارتفاع الاستهلاك، التي أسهمت في إعادة نحو (60)% من العملاء المستهدفين إلى مستويات استهلاكهم الطبيعية. وردًا على سؤال بشأن جهود الوزارة لمراقبة نسب استخدام المبيدات الزراعية في القطاع الزراعي، أوضح معاليه أن الوزارة تبنّت نهجًا متكاملًا لخفض نسبة متبقيات المبيدات والملوثات الزراعية بالمنتجات المحلية، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وذلك من خلال اعتماد الحدود المسموح بها للمبيدات المسجلة في المملكة وفق معايير (الكودكس) الصادرة من منظمة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية، وإعداد شروط والتزامات النماذج المتعلقة بفعالية المبيدات، بالإضافة إلى تنفيذ التجارب وتسجيل وتصنيف مستحضرات المبيدات حسب توصيات المنظمات العالمية ذات الصلة، وتسجيل مستحضرات المبيدات الزراعية وفقًا لنسبة نقاء المواد الفعّالة حسب توصيات المنظمات العالمية ذات الصلة، وفقًا لجودتها من خلال تجارب كفاءة الفعالية ومأمونيتها، وقصر فترة تحريمها، إلى جانب تطبيق برامج رصد متبقيات المبيدات والملوثات الميكروبيولوجية بمناطق المملكة؛ لرصد أكثر من (4,500) عينة خلال عام 2024م، أسفرت عن نسبة عينات مطابقة تقدر ب (98%). وفيما يتعلق بالمنتجات الزراعية المستوردة، أشار معاليه إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تقوم بسحب عيناتها، وهناك فريق مشترك للتنسيق في هذا الإطار، كما أُطلقت علامات جودة للمنتجات الزراعية مثل "عضوي"، و"علامة التمور السعودية"، و"سعودي قاب"، وما زال العمل مستمرًا في المزارع بما يضمن تحقيق أعلى المعايير لجودة وسلامة المنتجات الزراعية، في حين شددت الوزارة على تكثيف عمليات الرقابة والامتثال للأنظمة والتشريعات على منشآت تصنيع وتداول المبيدات الزراعية والمزارع. وفي سؤال حول ما أعلنته الوزارة مؤخرًا عن بدء تنفيذ بيع الماشية الحيّة بالأوزان في أسواق النفع العام، والتنظيمات التي وضعتها الوزارة لضمان نجاح هذا التوجه، أكد معاليه أن ضوابط بيع المواشي داخل أسواق النفع العام بالوزن، تضمّنت جميع الشروط الفنية والتنظيمية التي تكفل تطبيق القرار بشكل صحيح، ومنها منع بيع المواشي الحية المعدة للذبح دون تحديد وزنها، والتزام المستثمرين داخل أسواق النفع العام بتوفير موازين حسب الاشتراطات المعتمدة، وتوفير بيئة مناسبة تضمن سلامة المواشي أثناء الوزن مع تسجيل عمليات الوزن بدقة وشفافية، وتوجيه المستثمرين والبائعين باعتماد البيع بالوزن داخل أسواق النفع العام، إضافة إلى تكثيف الجولات الرقابية للفرق المختصة للتأكد من الالتزام بالضوابط وتوفير الموازين المعتمدة داخل الحظائر، والتزام البائعين بإجراء عملية الوزن قبل إتمام البيع، وتطبيق الأنظمة بحق المخالفين. وعن تعاون المملكة مع الصين في القطاع الزراعي، أكد معاليه أن لدى الجانبين مذكرات تفاهم، واتفاقيات من شأنها زيادة تصدير المنتجات الزراعية للصين، فضلًا عن التعاون في مجال الاستمطار. وردًا على سؤال حول برنامج الاستمطار في المملكة، بيّن معاليه أن البرنامج حقق زيادة في الهاطل المطري من السحب المستمطرة بحدود 25 - 30 % من خلال أسطول طائرات يقوده شباب سعوديون، كما جرى الاستثمار مؤخرًا في طائرة أبحاث تستطيع أن تحقق كامل المعلومات المراد الوصول إليها من عملية الاستمطار.

المؤتمر الصحفي الحكومي الـ 23 يسلّط الضوء على أبرز المنجزات الوطنية ومبادرات منظومة البيئة والمياه والزراعة
المؤتمر الصحفي الحكومي الـ 23 يسلّط الضوء على أبرز المنجزات الوطنية ومبادرات منظومة البيئة والمياه والزراعة

سويفت نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • سويفت نيوز

المؤتمر الصحفي الحكومي الـ 23 يسلّط الضوء على أبرز المنجزات الوطنية ومبادرات منظومة البيئة والمياه والزراعة

الرياض – واس:أكد معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، أن المملكة تشهد قصة تحوّل، تُعزّز فيها الطموح، وتُمكّن الإنسان على كل المستويات والأصعدة، حيث لم يعد 2030 تاريخًا لعام سيأتي، بل رمزًا لطموح لا حدود له، وباتت الإنجازات السعودية محل اهتمام عالمي، مما يجعل من التزام المملكة برؤية مستقبلية طموحة، مسألة ليست مرهونة بحسابات التخطيط ومحصلات الأرقام فحسب، بل بقياس الأثر العميق في حياة الإنسانية.جاء ذلك خلال حديث معاليه اليوم في المؤتمر الصحفي الحكومي في نسخته الـ 23، الذي عقد بمقر وزارة البيئة والزراعة والمياه، مسلّطًا الضوء على أبرز المستجدات الوطنية والمنجزات الحكومية، بمشاركة معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي؛ الذي استعرض أبرز مبادرات المملكة في حماية البيئة وتنوعها، ومستجدات الأمن الغذائي والمائي في المملكة.واستهل معالي وزير الإعلام، حديثه مستعرضًا الدور الذي تقوم به المملكة في قطاع المساعدات الإنسانية والتنموية الدولية، حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، أكثر من 30 مليار ريال، بمساعدات شملت 108 دول حول العالم، في أكثر من 3500 مشروع وبرنامج تنموي وحيوي، إضافةً إلى إجراء قرابة 230 ألف عملية جراحية، ضمن البرامج الطبية التطوعية الخارجية، بمتطوعين بلغ عددهم أكثر من 80 ألف متطوع ومتطوعة.كما بلغ إجمالي ما قدمته المملكة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أكثر من أربعة مليارات و270 مليون ريال، في أكثر من 265 مشروعًا ومبادرة تنموية، في قطاعات حيوية منها الطرق والكهرباء، والمياه والتعليم والصحة، إيمانًا منها بأن التنمية المستدامة مسؤولية تتجاوز الحدود.وفي قطاع الاتصالات، أوضح معالي وزير الإعلام، أن المملكة اليوم تصنع خوارزميات المستقبل، وتحوّل البيانات إلى قرارات، والذكاء إلى تنمية، فقد وصل حجم الاقتصاد الرقمي إلى 495 مليار ريال في 2024، مُساهمًا بـ 15% من الناتج المحلّي الإجمالي، وبنمو سنوي يقارب7 %، في حين ارتفع عدد الشركات التقنية المدرجة في السوق المالية إلى 23 شركة عام 2024، مقارنة بشركتين فقط في 2020م.وقال معاليه: إن المملكة اليوم لا تستهلك التقنية، بل تسهم في تصنيعها، بمسار قِيَمي، ورؤية إنسانية، مشيرًا إلى تحقيق المملكة المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية، الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات في 2024م.وأكد معالي الوزير، أن صدور الموافقة الكريمة، بإقامة النسخة المقبلة من المنتدى السعودي للإعلام، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بوصفه منصة وطنية تواكب الحراك الدولي بأدوات المستقبل، يأتي انطلاقًا نحو التأثير العالمي للإعلام السعودي، الذي يرسم مساره الجديد من الوسيلة إلى الرسالة، ومن نقل الخبر إلى صناعة الأثر.وتأكيدًا للنجاح في مستهدفات التعليم، أشار معالي وزير الإعلام، إلى ما حققه طلبة المملكة من منجزات، منها حصولهم على 23 جائزة في معرض 'آيسف 2025″، لتحقق المملكة بذلك المركز الثاني عالميًا في عدد الجوائز الكبرى المُحصَّلة، وتحقيق الجائزة الكبرى في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025، إلى جانب فوز طلبة المملكة بست جوائز دولية، و124 ميدالية عالمية، مما يؤكد أن الاستثمار في التعليم هو استثمارٌ في الإنسان الذي سيواصل مسيرة التنمية والريادة.وأوضح معاليه أن المملكة تجاوزت مفهوم الاستضافة، لتبتكر الأنموذج، وتصنع التأثير، وتمنح أبطال الرياضات الإلكترونية مسرحًا عالميًا، في بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي يشاهدها الملايين، بجوائز مالية تزيد عن 262 مليون ريال، هي الأعلى في تاريخ الرياضات الإلكترونية.كما تطرّق معالي وزير الإعلام، إلى ما تحقق للمملكة دوليًا، في قطاع السياحة، حيث تصدّرت المملكة الترتيب العالمي في نمو إيرادات السيّاح الدوليين خلال الربع الأول من العام 2025م، حسب أحدث تقارير بارومتر السياحة العالمية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة، كما أُدرج منتجع 'شيبارة'، ضمن قائمة 'أعظم الأماكن في العالم لعام 2025' التي تصدرها مجلة 'تايم' العالمية،وفي القطاع البيئي، قال معالي وزير الإعلام: قبل أعوام قليلة، لم يكن مفهوم 'التحول الأخضر' دارجًا في تداولية القضايا البيئية، إلا أن رؤية السعودية 2030، حوّلته لواقع يوميّ عبر تنفيذ مبادرات بيئية مستدامة، وتطوير منظومة بيئية متكاملة.وفي إجابة معاليه عن سؤالٍ حول وجود خطّة لنقل وسائل الإعلام السعودية في الخارج إلى الرياض، أسوةً بقناة العربية، أكد معاليه أن الإعلام السعودي بمؤسساته كافة، بات أقوى من أي وقت مضى، حيث يحظى قطاع الإعلام بدعم منقطع النظير من القيادة الرشيدة -أيدها الله – ولا أدلّ على ذلك من صدور الموافقة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- برعاية النسخة المقبلة من المنتدى السعودي للإعلام، ومن ناحية أخرى، يشهد قطاع الإعلام في هذا الوقت الاستثنائي تحت رؤية عظيمة، نجاحات ليست في كل يوم، بل في كل لحظة.وقال معاليه: بلا شك أنه كما ندعم هذا التوجه، إلا أننا نؤمن بقوة الرسالة السعودية وتأثيرها، وبأيدي أبنائها السعوديين، سواءً في الرياض، أو في أي بقعة من هذا الكوكب.وفي سؤال حول إستراتيجية التحول الإعلامي، أوضح معاليه، أن الوزارة بصدد إطلاق الإستراتيجية الوطنية للإعلام قريبًا، وسيُعلن عنها في وقتها، لتكون انطلاقة قوية نحو تنظيم وتطوير القطاع بما يتوافق مع تطلعات القيادة ومستهدفات رؤية السعودية 2030.من جانبه رفع معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظهما اللّه- على ما تلقاه منظومة البيئة والمياه والزراعة من الحرص والاهتمام اللذين كان لهما أبلغ الأثر في الارتقاء بخدمات المنظومة، وتعظيم الاستفادة من جميع الممكنات التي وفرتها الدولة.واستعرض معاليه أبرز أعمال المنظومة، وما تحقق منها، وفقًا للإستراتيجيات والخطط التي تم إقرارها خلال الفترات الماضية وتُحدّث دوريًا، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030، الأمر الذي جعل المنظومة في وضع أفضل ومكّنها من العمل على تنفيذ هذه الإستراتيجيات وفقًا لخططها الزمنية المحددة.ونوه معاليه بجهود العاملين في المنظومة وإسهاماتهم في التخطيط والتنفيذ، وحُسن المتابعة لهذه الأعمال التي حققت أثرًا إيجابيًا على مستوى الوطن والمواطن.وقال معاليه:' إن وزارة البيئة والمياه والزراعة، تعد من الجهات الرئيسة المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث أسند للوزارة خمسة أهداف، من (96) هدفًا للرؤية، وهي: الحد من التلوث بمختلف أنواعه، وحماية البيئة من الأخطار الطبيعية، والمحافظة على المناطق الطبيعية وتهيئتها، وضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي، وضمان الاستفادة المستدامة من الموارد المائية'.وبيّن معاليه أن الوزارة طورت إستراتيجياتها الوطنية القطاعية للبيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي، المشتملة على (17) هدفًا إستراتيجيًا، تم ترجمتها إلى واقع عملي عبر (160) مبادرة يقاس أداؤها من خلال (72) مؤشرًا إستراتيجيًا، ستسهم في رفع الخدمات المقدمة وتعزيز الاستدامة البيئية والمائية والغذائية بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة، ويدعم نمو الاقتصاد الوطني بشكل مستدام، من خلال تأسيس خمسة مراكز بيئية متخصصة تعمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للبيئة، للارتقاء بمختلف المجالات البيئية، وتأسيس صندوق البيئة الذي يعد من أكبر الصناديق المتخصصة في المنطقة، واعتماد أنظمة البيئة والأرصاد وإدارة النفايات ولوائحها التنفيذية.واستعرض معالي الوزير الفضلي أبرز ما تحقق في قطاع البيئة حيث أعيد تأهيل أكثر من (500) ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، وزراعة (151.3) مليون شجرة، للوصول إلى (2.5) مليون هكتار، وزراعة أكثر من (215) مليون شجرة بنهاية عام 2030م، ضمن مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.كما ارتفع عدد المتنزهات الوطنية إلى (500) متنزه؛ لدعم السياحة البيئية، وقفزت نسبة المناطق المحمية البرية لأكثر من أربعة أضعاف، حيث وصلت إلى (18.1%) من مساحة المملكة، بالإضافة إلى زيادة مساحة المناطق المحمية البحرية بنسبة (260%) مقارنة بعام 2016م، إضافة إلى ما يخص حماية التنوع الأحيائي حيث تم تكثير وإعادة توطين أكثر من ثمانية آلاف كائن فطري مهددّ بالانقراض، وإطلاقها في بيئاتها الطبيعية في المحميات والمتنزهات الوطنية والمشاريع الكبرى.وشملت المنجزات تعزيز الالتزام البيئي في مختلف القطاعات التنموية، حيث أصدر أكثر من (40) ألف تصريح للمنشآت، تمثّل زيادة بمقدار (660%) مقارنة بالتصاريح البيئية التي سبقت إنشاء المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، وإجراء أكثر من (173) ألف جولة رقابية، للتأكد من الالتزام بالمعايير والاشتراطات البيئية، وإصدار (456) ترخيصًا لمقدمي الخدمات البيئية، كذلك تعزيز رصد التلوث والحد منه بزيادة محطات مراقبة جودة الهواء إلى (240) محطة في مختلف مناطق المملكة، وإطلاق برنامج لمراقبة البيئة البحرية، ورفع القدرة الوطنية للاستجابة لحوادث الانسكابات الزيتية، وزيادة التغطية الجغرافية لأنظمة الرصد والتنبؤ والاستشعار لتصل إلى (100%) من مساحة المملكة.وبيّن معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، أن المنجزات شملت إطلاق برنامج استمطار السحب، الذي يستفيد من عدة تقنيات وطائرات تقودها كوادر وطنية، حيث أجريت (711) طلعة جوية، أثمرت زيادة ملحوظة في الهاطل المطري تقدر بـ (6.4) مليارات متر مكعب، تسهم في تعزيز مصادر المياه وتنمية الغطاء النباتي، وإطلاق المركز الإقليمي لدراسات التغيّر المناخي الذي يعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وإطلاق المركز الإقليمي للعواصف الغبارية بصفته رابع مركز من نوعه في العالم، كما تم الانتهاء من تطوير (21) مخططًا إستراتيجيًا لإدارة النفايات في مدن المملكة الرئيسة، في كل مناطق المملكة، وتم تصميم (335) فرصة استثمارية بقيمة تبلغ (450) مليار ريال، لاستبعاد (90%) من جميع أنواع النفايات عن المرادم بحلول عام 2040م، مما سيسهم في دعم الناتج المحلي، إضافة إلى إطلاق برنامج الحوافز والمنح من صندوق البيئة؛ بهدف تشجيع الاستثمار في قطاع البيئة، ودعم الأبحاث والابتكار من خلال شراكات مع مؤسسات أكاديمية وجمعيات بيئية متخصصة.وعرج معالي الوزير الفضلي، على أبرز ما اكتمل في قطاع المياه، حيث اختيرت المملكة من قبل لجنة الأمم المتحدة للمياه بصفتها نموذجًا عالميًا لاستدامة المياه، وتحقيق تقدم ملموس في مؤشر الإدارة المتكاملة للموارد المائية للهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وذلك بفضل اللّه ثم بدعم وتمكين القيادة الرشيدة -أيدها الله- وبقدرات وطنية وتضافر الجهود.كما شملت تنفيذ مشروعات على طول سلاسل إمداد المياه، تتجاوز قيمتها (232) مليار ريال، منها مشاريع اكتملت بقيمة (110) مليارات ريال، من ضمنها ما يزيد عن (45) مليار ريال استثمارات للقطاع الخاص لتنمية وتطوير البنى التحتية، تتضمن مشروعات محطات إنتاج المياه، ومشروعات أنظمة خطوط نقل المياه، ومشروعات الخزن الإستراتيجي، بالإضافة إلى مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي.ولمواكبة الزيادة في الطلب على المياه، واستمرار دعم وتمكين التنمية في مختلف القطاعات بالمملكة، أفاد معاليه أنه تمت زيادة الإنتاج بنسبة تقارب (100%) من (8.4) إلى (16.6) مليون متر مكعب يوميًا، كما تحتفظ المملكة بمكانتها الرائدة كونها المنتج الأعلى للمياه المحلاة في العالم، وتم العمل على خفض متطلبات الطاقة لإنتاج المياه المنتجة بالمحطات بنسبة (50%)، وتوفير مصادر مياه مستدامة لما يزيد عن (22) ألف تجمع سكاني، يقع بعضها على ارتفاعات تزيد عن (2400) متر فوق منسوب سطح البحر، وزيادة أطوال أنابيب النقل بنسبة تجاوزت (150%) من (7) آلاف كيلو متر إلى (18) ألف كيلو متر، لتغطي شبكات المياه (82.64%) من المناطق السكّانية في المملكة، وشبكات الصرف الصحي (66.50%)، ويجري العمل على زيادة هذه النسب -بإذن لله-، وزيادة سعات الخزن الإستراتيجي بنسبة (550%)، لتبلغ (28) مليون متر مكعب؛ ليرتفع مؤشر عدد أيام الخزن الإستراتيجي المتاح من أقل من يوم واحد إلى قرابة ثلاثة أيام، كما تمتلك المملكة أكبر ثلاث محطات تحلية مياه عائمة متنقلة بسعة إجمالية تبلغ (150) ألف متر مكعب يوميًا، مجهّزة بأحدث التقنيات؛ لمواجهة أي زيادة متوقعة أو طلب على المياه المنتجة.وفي إطار تعزيز الإدارة المتكاملة لموارد المياه وتعظيم الاستفادة منها، أوضح معاليه أنه تضاعفت كمية المياه المعاد استخدامها من (251) مليون متر مكعب إلى (554) مليون متر مكعب سنويًا؛ مما أدى إلى ارتفاع مؤشر نسبة إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة إلى أكثر من (32%)، كما أنه يجري العمل على إنشاء (1000) سد للاستفادة من المياه المتجددة لأغراض الشرب والري ودرء أخطار السيول، ولحصاد ما يقارب (1.5) مليار متر مكعب، إضافة لما يتم حصاده من مياه السيول حاليًا بما يقارب (2.6) مليار متر مكعب من خلال (574) سدًّا، ليصبح إجمالي الطاقة الاستيعابية لهذه السدود (4.1) مليارات متر مكعب، يضاف إلى ذلك ما تقوم به الوزارة من إجراءات تنظيمية تهدف إلى استدامة الموارد المائية غير المتجددة.في الجانب الاقتصادي، أشار معاليه إلى أن قطاع المياه يعد من أعلى القطاعات في المملكة في مؤشر المحتوى المحلي بنسبة تتجاوز (65%)، وذلك من خلال توطين العديد من التقنيات الحديثة، والمعارف والخبرات، وامتلاك القدرات الهندسية والفنية بنسب توطين للكوادر بلغت (97%)، كما يأتي من قصص التوطين الناجحة، ما تم مؤخرًا من إنشاء أكبر مصنع متكامل لإنتاج أغشية التناضح العكسي بالشرق الأوسط.وفي إطار جهود القطاع لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية والترشيد لتحقيق الاستدامة، بيّن معاليه أن المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه نجح في تحقيق خفض استهلاكات مائية تتجاوز (120) ألف متر مكعب يوميًا، وذلك من خلال مبادرات خفض استهلاك المياه في الجهات الحكومية.وتحدث معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، عن أبرز ما اكتمل في قطاع الزراعة، حيث بلغت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي نحو (118) مليار ريال خلال 2024م، محققًا معدل نمو بلغ (39%) مقارنًة بعام 2020م، الذي يُقدر حينها بحدود (85) مليار ريال، وصاحب ذلك ارتفاع إجمالي الإنتاج الغذائي إلى نحو (12.5) مليون طن، وذلك نتيجة لحوكمة القطاع الزراعي، وصياغة السياسات المتكاملة القائمة على تشجيع استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، وسياسات الإقراض الداعمة لتوظيف التقنية والابتكار؛ لتحسين الإنتاجية، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، كما تجاوزت نسبة الاكتفاء الذاتي (100%) في العديد من المنتجات، ومنها التمور، والحليب الطازج، وبيض المائدة، وتراوحت بين (70% إلى 100%) في الخضراوات، وأكثر من (70%) في لحوم الدواجن.وبيّن معاليه أن إستراتيجيات الوزارة ومبادراتها وبرامجها القطاعية أسهمت في زيادة الإنتاج المحلي وتعزيز قدرات قطاع التصدير، وحققت المملكة حضورًا عالميًا في قطاع صادرات التمور، ووصولها إلى (111) دولة حول العالم، وتسجيل المرتبة الأولى عالميًا في قيمة صادرات التمور، بأكثر من مليار و700 مليون ريال خلال العام الماضي، بالإضافة إلى زيادة صادرات المملكة من المنتجات السمكية بأكثر من (40) ألف طن، وبقيمة (600) مليون ريال عام 2024م، فيما تعمل الهيئة العامة للأمن الغذائي على تطوير أدوات المتابعة والرصد للأزمات العالمية، وانعكاسها على القطاع الغذائي المحلي بإطلاق برنامج الإنذار المبكر للسلع الغذائية الأساسية، ومن المخطط له أن يكتمل خلال الأسابيع القادمة.وأشار معاليه إلى أن الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني 'سالك' أسهمت من خلال استثماراتها المتنوعة بتوريد نحو (1.9) مليون طن من السلع الأساسية كالحبوب والأرز والدواجن واللحوم الحمراء خلال عام 2024م، من بينها (955) ألف طن من القمح، وهو ما يعادل نحو (28%) من إجمالي واردات القمح للمملكة.وتابع معاليه استعراض منجزات القطاع الزراعي، إذ بلغ عدد المستفيدين من أعمال برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة (79) ألف مستفيد منهم (58) ألف امرأة، بالإضافة إلى توزيع (15.5) مليون شتلة، وتجاوز الدعم المقدم مليارين و500 مليون ريال منذ بداية البرنامج، واستهدف البرنامج تطوير عدد من القطاعات الإنتاجية في جميع المناطق الريفية في المملكة، فيما قُدم ما يقارب (أحد عشر مليارًا وثمانمئة مليون ريال) لدعم قطاعات صغار مربي الماشية، والاستزراع السمكي والدواجن، منذ إطلاق برنامج الإعانات الزراعية، إلى جانب تعزيز التنسيق بين القطاعات الحيوانية والنباتية والبيئية، عبر تكثيف الجهود الوقائية المرتبطة بالتطعيمات الموسمية، ومكافحة نواقل الأمراض، وتعزيز الرصد البيطري والميداني؛ مما أسهم في تقليل فجوة انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.وأوضح معالي الوزير أن إجمالي القروض الموافق عليها من قبل صندوق التنمية الزراعية خلال العام الماضي 2024م، بلغ أكثر من (سبعة مليارات ومئة مليون ريال)، ويعد أعلى رقم للإقراض منذ إنشاء الصندوق، حيث تضاعفت القروض بأكثر من (17) ضعفًا مقارنةً بعام 2016، كما ارتفع عدد المستفيدين من (1300) مستفيد في عام 2016 إلى (14) ألف مستفيد في عام 2024م، وهو أعلى رقم للمستفيدين في تاريخ الصندوق في مختلف مناطق المملكة، وذلك نتيجة لتحديث سياسات الإقراض وإعادة التمويل في مناطق الدرع العربي لتحفيز الاستثمار في القطاع.كما شهد القطاع توسعًا في إنتاج الخضراوات من البيوت المحمية المطورة بإنتاج (796) ألف طن مقارنة بـ (253) ألف طن في 2016م، وبنسبة زيادة بلغت (215%) ، بما يسهم في تحقيق كفاءة استخدام المياه وتعزيز الأمن الغذائي، فيما انخفض استخدام المياه غير المتجددة في الزراعة، من (19) مليار متر مكعب، ليصبح (9.1) مليارات متر مكعب عام 2024م، بينما ارتفع استهلاك المياه المجددة في الزراعة من (1.3) مليار متر مكعب عام 2015م، إلى (2.4) مليار متر مكعب العام الماضي، كما سجّلت المملكة رقمًا قياسيًا جديدًا في مجال الزراعة المستدامة، بدخول إحدى المزارع الإرشادية التابعة للوحدة البحثية للزراعة بالمياه المجددة بوادي (ابن هشبل) في منطقة عسير قائمة (موسوعة جينيس للأرقام القياسية)، بصفتها أكبر مزرعة في العالم بمساحة إجمالية تتجاوز (3.2) ملايين متر مربع، إلى جانب إطلاق خطة تنفيذية للبحث والابتكار؛ لتعزيز تبنّي التقنيات والممارسات المبتكرة في قطاعاتها، وفي ذلك استهدفت أكثر من (350) تقنية لمعالجة التحديات، بجانب إطلاق التحالف السعودي للتقنية الزراعية والغذائية، كونها منصة تعاونية تهدف إلى دفع عملية نشر وتطبيق الحلول التقنية الزراعية والغذائية على المستوى الوطني.وتناول معاليه نماذج لأبرز ما تحقق في مجال التخصيص والاستثمار، حيث وقّع (25) عقدًا بمشاركة مع القطاع الخاص تجاوزت تكاليفها (100) مليار ريال، تُشكّل أكثر من (60%) من إجمالي تكاليف مشاريع التخصيص على مستوى المملكة، وهي عبارة عن مشاريع نوعية في إنتاج المياه المحلاة، وأنظمة خطوط نقل المياه، والخزن الإستراتيجي، بالإضافة إلى مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي، كذلك حصر وتطوير (264) فرصة استثمارية متنوعة في قطاعات البيئة والمياه والزراعة وعرضها بمنصة 'استثمر في السعودية'، وطرح (133) موقعًا على منصة (فرص) كونها فرصًا استثمارية في مجالات البيئة والمياه والزراعة، في حين تستهدف الوزارة الوصول إلى (200) فرصة مطروحة بنهاية العام الحالي، وعقدت (30) ورشة عمل بجميع مناطق المملكة؛ لعرض هذه الفرص للمستثمرين والمهتمين، واستعرضت الممكنات المناسبة لها بالشراكة مع صندوق التنمية الزراعية.كما شملت المنجزات، تطوير (37) فرصة لدعم وتطوير أعمال الشراكات من خلال 'برنامج شريك' في قطاعات البيئة والمياه والزراعة، لعرضها على القطاع الخاص، وتستهدف الوزارة خلال السنوات القادمة طرح (81) مشروعًا جديدًا؛ لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في مختلف مجالات المنظومة بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص.وفي ردٍ على سؤال حول الإجراءات التي تطبقها الوزارة لمعالجة شكاوى بعض المستفيدين من ارتفاع فواتير المياه مقارنة بالاستهلاك، والإجراءات النظامية التي يجب على المستهلك اتباعها، قال معالي وزير البيئة والمياه والزراعة:' إنه حرصًا من الوزارة على معالجة شكاوى المواطنين المرتبطة بارتفاع الفواتير ورفع مستويات الخدمة، يجري التنسيق المستمر مع الهيئة السعودية للمياه وشركة المياه الوطنية لمعالجة هذه الشكاوى، واتضح أن معظم الأسباب ترجع إلى وجود تسربات داخلية لدى المستفيدين'، مناشدًا المستفيدين بأهمية الكشف الدوري عن التسربات الداخلية، وذلك عبر منصة (كشف) التي أطلقها المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه (مائي)، كما تم تبني عدد من المبادرات للحد من ارتفاع الاستهلاك، التي أسهمت في إعادة نحو (60)% من العملاء المستهدفين إلى مستويات استهلاكهم الطبيعية.وردًا على سؤال بشأن جهود الوزارة لمراقبة نسب استخدام المبيدات الزراعية في القطاع الزراعي، أوضح معاليه أن الوزارة تبنّت نهجًا متكاملًا لخفض نسبة متبقيات المبيدات والملوثات الزراعية بالمنتجات المحلية، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وذلك من خلال اعتماد الحدود المسموح بها للمبيدات المسجلة في المملكة وفق معايير (الكودكس) الصادرة من منظمة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية، وإعداد شروط والتزامات النماذج المتعلقة بفعالية المبيدات، بالإضافة إلى تنفيذ التجارب وتسجيل وتصنيف مستحضرات المبيدات حسب توصيات المنظمات العالمية ذات الصلة، وتسجيل مستحضرات المبيدات الزراعية وفقًا لنسبة نقاء المواد الفعّالة حسب توصيات المنظمات العالمية ذات الصلة، وفقًا لجودتها من خلال تجارب كفاءة الفعالية ومأمونيتها، وقصر فترة تحريمها، إلى جانب تطبيق برامج رصد متبقيات المبيدات والملوثات الميكروبيولوجية بمناطق المملكة؛ لرصد أكثر من (4,500) عينة خلال عام 2024م، أسفرت عن نسبة عينات مطابقة تقدر ب (98%).وفيما يتعلق بالمنتجات الزراعية المستوردة، أشار معاليه إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تقوم بسحب عيناتها، وهناك فريق مشترك للتنسيق في هذا الإطار، كما أُطلقت علامات جودة للمنتجات الزراعية مثل 'عضوي'، و'علامة التمور السعودية'، و'سعودي قاب'، وما زال العمل مستمرًا في المزارع بما يضمن تحقيق أعلى المعايير لجودة وسلامة المنتجات الزراعية، في حين شددت الوزارة على تكثيف عمليات الرقابة والامتثال للأنظمة والتشريعات على منشآت تصنيع وتداول المبيدات الزراعية والمزارع.وفي سؤال حول ما أعلنته الوزارة مؤخرًا عن بدء تنفيذ بيع الماشية الحيّة بالأوزان في أسواق النفع العام، والتنظيمات التي وضعتها الوزارة لضمان نجاح هذا التوجه، أكد معاليه أن ضوابط بيع المواشي داخل أسواق النفع العام بالوزن، تضمّنت جميع الشروط الفنية والتنظيمية التي تكفل تطبيق القرار بشكل صحيح، ومنها منع بيع المواشي الحية المعدة للذبح دون تحديد وزنها، والتزام المستثمرين داخل أسواق النفع العام بتوفير موازين حسب الاشتراطات المعتمدة، وتوفير بيئة مناسبة تضمن سلامة المواشي أثناء الوزن مع تسجيل عمليات الوزن بدقة وشفافية، وتوجيه المستثمرين والبائعين باعتماد البيع بالوزن داخل أسواق النفع العام، إضافة إلى تكثيف الجولات الرقابية للفرق المختصة للتأكد من الالتزام بالضوابط وتوفير الموازين المعتمدة داخل الحظائر، والتزام البائعين بإجراء عملية الوزن قبل إتمام البيع، وتطبيق الأنظمة بحق المخالفين.وعن تعاون المملكة مع الصين في القطاع الزراعي، أكد معاليه أن لدى الجانبين مذكرات تفاهم، واتفاقيات من شأنها زيادة تصدير المنتجات الزراعية للصين، فضلًا عن التعاون في مجال الاستمطار. وردًا على سؤال حول برنامج الاستمطار في المملكة، بيّن معاليه أن البرنامج حقق زيادة في الهاطل المطري من السحب المستمطرة بحدود 25 – 30 % من خلال أسطول طائرات يقوده شباب سعوديون، كما جرى الاستثمار مؤخرًا في طائرة أبحاث تستطيع أن تحقق كامل المعلومات المراد الوصول إليها من عملية الاستمطار. مقالات ذات صلة

وداعًا يا زمن الجهل والتغافل
وداعًا يا زمن الجهل والتغافل

الوئام

time٢٢-٠٧-٢٠٢٥

  • الوئام

وداعًا يا زمن الجهل والتغافل

د. تركي العيار أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود في زمنٍ ليس ببعيد، كان الجهل سيد المواقف، والتغافل عملة رائجة في أسواق المجتمعات. كان الناس أسرى لمصادر محدودة من المعرفة، يخضعون لما يُقدَّم إليهم دون تمحيص أو مساءلة. وكانت الحقيقة حكرًا على من يملك المنبر أو المنصب. أما اليوم، فقد تغيّرت المعادلة بالكامل، وتبدّلت موازين الوعي بفضل ثورة المعرفة وتعدد وسائطها. نقولها بملء أفواهنا: وداعًا يا زمن الجهل والتغافل، لقد ولّيت بلا رجعة! لم يعد الحصول على المعلومة امتيازًا خاصًا، بل أصبح حقًا مشاعًا ومتاحًا للجميع. فوفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) عام 2024، فإن أكثر من 5.4 مليار شخص حول العالم يستخدمون الإنترنت، ما يعادل نحو 67% من سكان الأرض. ويقضي الفرد العادي ما يزيد عن 6 ساعات يوميًا متصفحًا الشبكة، باحثًا، متعلمًا، ومتفاعلًا مع محتوى متنوع ومتشعب. وتشير إحصاءات Google إلى أنه يتم إجراء أكثر من 8.5 مليار عملية بحث يوميًا، ما يعكس تعطشًا جماهيريًا هائلًا للمعرفة في مختلف المجالات. لم يعد المواطن بحاجة لانتظار نشرات الأخبار أو دروس الفصل ليعرف ما يدور حوله؛ المعلومة اليوم أقرب إليه من أنفاسه. في عالم تحكمه الشفافية والسرعة، أصبح من الصعب استغفال الجماهير أو تمرير الأكاذيب عليهم. فقد أظهرت دراسة نشرها معهد Reuters للصحافة عام 2023 أن 74% من مستخدمي الإنترنت يتحققون من صحة المعلومات بأنفسهم قبل مشاركتها أو اتخاذ موقف بناءً عليها. وتؤكد دراسة لمؤسسة Pew Research أن 61% من البالغين في الدول المتقدمة يعتمدون على مصادر متعددة ومتنوعة للحصول على الأخبار، تجنبًا للتحيز والانحراف الإعلامي.فالجمهور لم يعد سلبيًا، بل أصبح شريكًا فاعلًا في التحقق والمساءلة والنقد. وهو ما خلق ما يُعرف اليوم بـ 'المجتمع المعرفي' القادر على فلترة الحقيقة من الزيف، والتمييز بين الخبر والدعاية، وبين التحليل والتهويل. لم تَعُد المعرفة حكرًا على مراكز النخبة أو الأكاديميات المغلقة، بل أصبحت مراكز الأبحاث والبيانات مفتوحة أمام العامة. فهناك اليوم آلاف المنصات التي توفر تقارير ودراسات موثقة في مختلف المجالات، مثل Google Scholar، وWorld Bank Open Data، وStatista، وغيرها. ولم تعد الحواجز اللغوية عائقًا، بعد أن وفّرت الترجمة الفورية وسائط متعددة لتمكين الوصول إلى المعلومة من أي مصدر وبأي لغة.فالوعي الجماهيري: واقع لا يمكن إنكاره، لقد تغيّر وعي المجتمعات على نحو لافت. فالمواطن اليوم يناقش ميزانيات الدولة، ويتابع تطورات الذكاء الاصطناعي، ويُسائل القرارات السياسية، ويراقب الصحة والتعليم والبيئة. في عام 2022، شهدت أوروبا وحدها أكثر من 23 ألف حملة ضغط شعبي إلكترونية عبر منصات مثل و كان أغلبها قائمًا على تحليل بيانات وتقارير علمية. هذا التفاعل الواعي ليس ظاهرة عابرة، بل هو سمة العصر الحديث. عصرٌ لا يُسامح الجهل، ولا يتساهل مع التغافل. في الختام: وداعًا بلا رجعة، نعم، نقولها بثقة:وداعًا يا زمن الجهل والتغافل، لقد طوينا صفحتك ودفنا تاريخك غير مأسوفٍ عليه.لقد استيقظ العالم، واستردّ الإنسان وعيه، وتحول من متلقٍ سلبي إلى باحثٍ ناقدٍ ومشاركٍ فاعل. لم تعد الخرافة تمر، ولم يعد التزييف يُبهر. المعرفة اليوم تسير في شرايين المجتمع، وتحميه من العبث والتضليل. وما دام هذا الوعي حيًا، فلن يكون للجهل مكانٌ بيننا. ولن يكون للتغافل فرصة للعودة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store