logo
أول جمعة في رمضان 2025.. علي جمعة: ذكر واحد يحقق لك 100 أمنية

أول جمعة في رمضان 2025.. علي جمعة: ذكر واحد يحقق لك 100 أمنية

صدى البلد٠٧-٠٣-٢٠٢٥

بدأت منذ ساعات قليلة أول جمعة في رمضان 2025 م ، والمحملة بنفحات وبركات ورحمات مضاعفة ، وهي إحدى الأزمنة المباركة التي ينبغي اغتنامها وعدم تفويتها لأي سبب كان ، خاصة وأنه يمكن القول أن أول جمعة في رمضان 2025 م لها فضل عظيم، حيث تجمع بين خيري يوم الجمعة الذي كثرت فيه النصوص سواء بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، موصية بتحريه والدعاء فيه، فضلاً عن أنها أول جمعة في رمضان 2025 م المبارك ، ما يوجب علينا المسارعة في الخيرات ومحاولة الفوز بكل نفحاته.
أول جمعة في رمضان 2025
أوصى الدكتور علي جمعة ،مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، في أول جمعة في رمضان 2025 م بالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بـالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- لما لها من فضل عظيم، حيث إن هناك سبعة أمور تحدث لمن يُصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم- مئة مرة في يوم وليلة الجمعة.
وأضاف ' جمعة' أن من فضائل الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم – في أول جمعة في رمضان 2025 م ، هي : «القرب من رسول الله –صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ويقضي الله للشخص 100 حاجة، منها 70 من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا، يوكل الله له بذلك ملكًا يدخله في قبره كالهدايا، يخبر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عنه باسمه، فيكتبه –صلى الله عليه وسلم- في صحيفة بيضاء».
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ أَكْثَرُكُمْ عَلَيَّ صَلاةً فِي الدُّنْيَا ، مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةَ مَرَّةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ قَضَى اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، سَبْعِينَ مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ وَثَلاثِينَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يُوَكِّلُ اللَّهُ بِذَلِكَ مَلَكًا يُدْخِلُهُ فِي قَبْرِهِ كَمَا يُدْخِلُ عَلَيْكُمُ الْهَدَايَا ، يُخْبِرُنِي مَنْ صَلَّى عَلَيَّ بِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ إِلَى عَشِيرَتِهِ، فَأُثْبِتُهُ عِنْدِي فِي صَحِيفَةٍ بَيْضَاءَ».
ذكر أول جمعة في رمضان 2025
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما أمرنا بـ الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- في آخر جمعة في رجب فإن ذلك من باب المكافأة له على إحسانه إلينا، فقال الله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» الآية 56 من سورة الأحزاب، منوهًا بما قال العز بن عبد السلام: «ليست صلاتنا على النبي –صلى الله عليه وسلم- شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء.
وتابع: فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه –صلى الله عليه وسلم- ، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام».
واستشهد بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أَكثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ يومِ الجمعةِ وليلةِ الجمعةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ قالوا كيفَ تعرضُ صلاتنا عليْكَ وقد أرَّمتَ يعني بليت . قالَ إنَّ اللَّهَ حرَّمَ على الأرضِ أن تأْكلَ أجسادَ الأنبياءِ"، وكذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ قالَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ - يقولونَ بليتَ - فقالَ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ".
ونبه إلى أنه قد جعَل اللهُ تعالى يومَ الجُمُعةِ مِن أفضلِ الأيَّام عندَ المسلمين، فإنه قد أرشدنا -صلى الله عليه وسلم - إلى ماذا نقول يوم الجمعة ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فأكثِروا عليَّ مِن الصَّلاةِ فيه"، أي: اشْغَلُوا أنفُسَكم في يومِ الجُمعةِ بكَثرةِ الصَّلاة عليَّ؛ حتَّى تنالوا الأجرَ والثَّوابَ؛ "فإنَّ صَلاتَكم"، أي: الصَّلاةَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ذلك اليومِ، "معروضةٌ عليَّ"، أي: سيعرِضُها اللهُ عليَّ وسأعلَمُ بها، فقال الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: "يا رسولَ الله، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرِمْتَ؟"، أي: بَلِيتَ وفَنِيَ جسدُك، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرضِ"، أي: منَعَها أن تُبلِيَ "أجسادَ الأنبياءِ"، أي: وهُم في قُبورِهم.
الصيغة الإبراهيمية للصلاة على النبي
ورد أنه يجوز الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-بأي صيغة طالما أنه خارج الصلاة، حيث إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-من الأعمال التي لها نفع عظيم في الدنيا وثواب أعظم في الآخرة، فيما أنه أثناء أداء الصلاة يجب الالتزام بالصيغة الإبراهيمية فقط عند الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجزء الثاني من التشهد، منوهًا بأن الصيغة الإبراهيمية للصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- هي: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
ورد للمسلم أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأي صيغة، قائلًا: حيثما وجدت قلبك فقل، وله أن يجرب كل الصيغ إلى أن يجد تلك الصيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي يخفق لها قلبه ويحن.
أسهل صيغة للصلاة على النبي
وردت فيها أن الصحابة رضوان الله عليهم اهتموا أن يعرفوا صيغة الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فورد في صحيح البخاري، إِنَّ النبي - -صلى الله عليه وسلم- - خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ « فَقُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
وتعد أسهل صيغة للصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة المغرب، هي الصيغة الإبراهيمية في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أفضلها، حيث إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه، ويقبلها الله حتى من غير المسلم، وذلك لتعلقها بجنابه الجليل، وليس معنى أنه يقبلها منه، أنه يثيبه عليها؛ فالثواب وقبول العبادة فرع على التوحيد، وإنما معنى قبولها من غير المسلم أنه إذا طلب من الله أن يصلي على نبيه ويرحمه ويرقيه في درجات الكمال؛ فإن ذلك سيحدث للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن بغير ثواب له لافتقاده شرط التوحيد.
أفضل صيغة للصلاة على النبي
وردت العديد من الصيغ عن الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عباده المؤمنين بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جل ثناؤه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب:56).
أفضل صيغة للصلاة على النبي هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهيمية: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
فضل الصلاة على النبي
أولًا: يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.
ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
ثالثًا:يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
خامسًا:يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.
سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.
ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.
تاسعًا:تنقذ المسلم من صفة البخل.
عاشرًا: سبب من أسباب طرح البركة.
الحادي عشر: سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.
الثاني عشر: التقرّب إلى الله تعالى.
الثالث عشر: نيل المراد في الدنيا والآخرة.
الرابع عشر: سبب في فتح أبواب الرحمة.
الخامس عشر:دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.
السادس عشر: سببٌ لدفع الفقر.
السابع عشر: تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.
الثامن عشر: سببٌ لإحياء قلب المسلم.
التاسع عشر: التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.
العشرون: لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحييد شهوات الإنسان الباطلة
تحييد شهوات الإنسان الباطلة

شبكة النبأ

timeمنذ 6 ساعات

  • شبكة النبأ

تحييد شهوات الإنسان الباطلة

إن كل إنسان شابا كان أو في مرحلة عمرية أخرى، يقع عليه عبء كبير في مواجهة شهواته الباطلة، فالحقيقة هو صراع شديد ومؤلم ولا يفوز به إلا من آمن بالله تعالى، وتمسك به، ووضع في حسبانه أن يرضي ربه ويلتزم بالأحكام الشرعية، ويراعي حقوق الناس... (يجب على كل شخص أن يمتلك إرادة وعزما وتصميما، فيكون مثابراً ومجاهداً) سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يُقصَد بمفردة (تحييد)، إفراغ الشيء من قدراته، وعدم منحه الفرصة للتأثير، وتحييد شهوات الإنسان، بمعنى إبطالها، وإيقافها عن الفعل والتأثير، ولكن كما هو معروف، هناك شهوات مسموح بها إذا كانت متوازنة، وإذا استخدمها الإنسان بشكل مقبول، وفق الأحكام الشرعية، والأعراف والتقاليد، وما يقبله العقل السليم. لذا من الأفضل لكل فرد أن يهيمن على شهواته، ويقودها، وليس العكس، فهناك شهوات هي التي تهيمن على صاحبها، وبالتالي هي التي تتحكم به، وهذه مشكلة كبيرة يتعرض لها الإنسان إذا كان تابعا لشهواته، حيث تأخذه إلى مآربها، فينحرف شرّ انحراف، وتغدو شهواته باطلة، كونها تسوق صاحبها إلى ما لا يقبل به الله تعالى. لذا فإن الأعمال التي يسعى الإنسان من خلالها إلى التقرب لله تعالى، سوف تتضمن هداية له، لأن العمل الذي يُنجَز تقرّبا إلى الله، لابد أن تكون فيه هداية، لذا أي شيء نقيض للهداية يعني أنه من فعل الشيطان، وأقرب إلى إبليس من سواه، ولهذا فهو عمل ملعون، والشهوة المنحرفة غالبا ما تجعل من صاحبها تابعا للشيطان ومؤتمِرا بأمره. سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، يقول في سلسلة نبراس المعرفة: محاضرة الهداية: (إنّ كل جهد ليس لله تعالى ليست ورائه هداية، ولا يكون طريقاً إلى الله تعالى، بل هو مجرد شيطنة وطريق إلى إبليس عليه لعنة الله). بالطبع ليس أمام الإنسان في قاعة الحياة سوى الحركة والفعل والإنجاز، ومن غير المقبول أن يبقى ساكنا جامدا في مكانه، ولا يُقبَل منه الكسل أو العجز والخمول، لأنه مطالَب بالعمل والحركة، على أن يكون هذا العمل والحركة معروفة الهدف مسبقا، بعد أن يفهم مغزاها، وما المطلوب منها، بمعنى عليه أن يفهم ثم يتحرك بعيدا عن الكسل. الاستجابة لأحكام الله تعالى والشرط الأهم في هذا النوع من الحركة والفعل والعمل، أن يكون في سبيل الله، وليس عكس ذلك، حتى لا تكون للشيطان أو الباطل حصة فيه، فهناك الكثير من الأعمال التي يبذل خلالها الإنسان جهدا واضحا وكبيرا، ولكن قد لا تؤتي أُكُلها، لأنها ببساطة لا تُرضي الله تعالى، وبالتالي لا فائدة منها كونها تضر من يقوم بها أكثر مما تنفعه. لهذا يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (لا شك أن على الإنسان أن يبذل جهده وأن لا يكون كسولاً، لكنه عليه أن يعرف هدفه من وراء ذلك البذل، هل هو في سبيل الله تعالى؟!). وهناك مشكلة ظاهرة للعيان في المجتمع، يرتكبها الأفراد، عندما تكون حركتهم والجهد الذي يبذلونه بعيدا عن القبول الإلهي، ولا يستجيب لأحكام الله تعالى، بل يهدف الاستجابة لشهواتهم، حيث تأمرهم بسلوك المسالك الباطلة فلا يترددون عن ذلك، ويصبح الإنسان في هذه الحالة عبدا لشهوته المريضة الباطلة. لذا من المؤسف حقا أن يقدم الإنسان جهودا مهمة لكنها تذهب هباءً أو تضيع سدى، لأنها تهدف إلى إشباع شهوات باطلة، فتضيع جهودهم سدى. حيث يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (هنالك الكثير من الناس يبذلون جهدهم، لكنهم يبذلونه في تحقيق شهواتهم وملذّاتهم). لهذا فالمطلوب من كل إنسان أن يكون ذا إرادة قوية، وذا عزم كبير، وتصميم لا يلين، فيكون من المثابرين الذين يخوضون الصراع المرير مع أنفسهم أولا، فالصراع أو خوض الحرب ليس في ساحة المعركة فقط، وإنما هناك ميادين أخرى للحرب، وهي المعركة ضد شهوات النفس، حيث تدفع بصاحبها نحو الدرك الأسفل. لذا يجب أن يكون الإنسان مقاتلا من الدرجة الأولى ضد شهواته الباطلة، وضد نفسه الأمارة بالسوء، وهنا لا يكون الأمر سهلا عليه، بل سيخوض صراعا مريرا مع شهواته وضد نفسه، قد لا يقل خطرا عن خوضه المعركة ضد أعدائه الفعليين، فالصراع ضد الشهوات قد يفوق أحيانا المعركة الحقيقية ضد العدو الشاخص أمامك، لأن الشهوة الباطلة يمكن أن تذهب بك إلى نتائج لا تليق بمكانة وقيمة الإنسان. من هنا يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (يجب على كل شخص أن يمتلك إرادة وعزما وتصميما، فيكون أولاً مثابراً ويكون ثانياً مجاهداً، والجهاد هنا ليس جهاد الأعداء في ساحات الوغى والحروب فقط، بل هو أعم من ذلك، ومنه جهاد الإنسان مع شهواته الباطلة والضارّة، وجهاد الإنسان مع نفسه الأمارة بالسوء). هناك خطوتان في غاية الأهمية على الشباب (من كلا الجنسين) الالتزام بهما، وتطبيقهما جيدا، لكي تكون النتائج في صالحهم، الخطوة الأولى على كل شاب أن لا تكون حياته عبارة عن وجود هشّ وفائض في هذه الحياة، بل يجب أن يحجز لنفسه وشخصه وكيانه الحيز العملي الحركي الإنتاجي المتميز في هذه الحياة. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا عزم الإنسان الشاب بالدرجة الأولى على أن يكون مثابرا، متحركا فاعلا لا تثنيه العوائق ولا الكسل عن الإنتاج والعمل، لهذا فإن الخطوة المهمة الأولى أن لا ينصاع الشاب للكسل، ولا يبقى أسير العدم والجمود، بل المطلوب منه أن يكون في حركة دائبة ومستمرة ومتواصلة لكي يحقق أهدافه، ولا ينبغي أن يمر عمره (ايامه، شهوره، وسنواته) مرور الكرام، فلا يعرف منها شيئا. هذا ما يقوله سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بوضوح: (على الإنسان في الوهلة الأولى لاسيما الشباب والفتيات من المؤمنين والمؤمنات أن يقوموا بأمرين، الأمر الأول: أن يبذلوا جهدهم باستمرار لكي لا تكون حياتهم كسلا وتقاعسا، فالنهار والليل واليوم والأسبوع والشهر والسنة الذي يمرّ على هؤلاء شيئاً فشيئاً يجب أن يكون مقروناً بالعمل). والخطوة الأهم الثانية، أن يكون كل عمل يقوم به الإنسان الشاب أو سواه، آتيا في سبيل الله تعالى، أو يأتي في طريق الله تعالى، هذا هو الهدف الأهم، وهذا هو المطلوب من الجميع، وهو أمر غير مختص بالرجل وحده، ولا بالمرأة وحدها، ولا بمرحلة عمرية معينة، جميع العباد مشمولين بهذه الخطوة الثانية المهمة. ولنعلم جميعا أن كل من يضع أعماله في سبيل الله فهو من المحسنين، وهؤلاء عندهم مكانة كبيرة عند الله تعالى. حيث يؤكد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله على الأمر الثاني قائلا: (أما الأمر الثاني: عليهم أن يركزوا في أن يكون الجهد مبذولاً في سبيل الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) لأن الهدف الصحيح من وراء الجهد هو الله تعالى، ولا فرق يكون الإنسان المجاهد رجلاً أم امرأة، عالماً ام كاسباً، متزوجاً أم غير متزوج، فقيراً ام غنياً، فهذا التوفيق يكون من الله سبحانه وتعالى (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وهذا التعقيب في الآية الكريمة لعله يُشير إلى هذا الإنسان المحسن الذي تظهر فيه مصادیق المحسنين). من هنا فإن كل إنسان شابا كان أو في مرحلة عمرية أخرى، يقع عليه عبء كبير في مواجهة شهواته الباطلة، فالحقيقة هو صراع شديد ومؤلم ولا يفوز به إلا من آمن بالله تعالى، وتمسك به، ووضع في حسبانه أن يرضي ربه ويلتزم بالأحكام الشرعية، ويراعي حقوق الناس، ويحترم الأعراف والتقاليد، ويساهم في بناء المجتمع الملتزم الراقي الكريم.

ضبط النفس في قول الحق
ضبط النفس في قول الحق

شبكة النبأ

timeمنذ يوم واحد

  • شبكة النبأ

ضبط النفس في قول الحق

إن الجمهور لن يتفاعل ويستجيب إلا لمن يحمل الثقة بنفسه والايمان بما يقول، فهو مسؤول عن كلامه وعن أفكاره، وهو ما جسده الأئمة الاطهار خلال معاشرتهم لمجتمعاتهم، فما كان يصدر منهم، يُعد الأول والاخير، ولا يحيدون عنه مطلقاً مهما كلفهم من استفزاز السلطة، وتسقيط المناوئين، بل حتى التضحية بأرواحهم... {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}. الصبر قيمة دينية سامية تعكس نمطاً من السلوك الانساني المترفع على اللحظة الراهنة، متطلعاً الى نتائج أفضل في ظروف وحالات متعددة، لذا نجد تصنيفاً جميلاً للصبر يستوعب جوانب عدّة من حياة الانسان، فثمة صبراً الى المصيبة، وصبراً على الذنب، وصبراً على البلاء، الى جانب تفريعات من هذه الاصناف الرئيسة تتعلق بالسلوك والثقافة، ربما يكون منها؛ الصبر على أذى الجار، او الصبر على مشاكسة الابناء، والصبر على الفشل، وما الى ذلك، ومنها ايضاً؛ الصبر لأداء الرسالة الفكرية والثقافية الى الجمهور، ولعلها من أشد ما نحتاجه في الوقت الحاضر مع كثرة وسائل الاعلام والتواصل والاتصال وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات عبر التقنيات الحديثة، حتى أصبحت القناعة والإيمان عملتين نادرتين في ساحة التخاطب حالياً. الصبر لإيصال الحقيقة من إفرازات عصر السرعة؛ اتساع مساحة القناعة في الاذهان، وتراجع مساحة الإيمان في النفوس بكل شيء في الحياة، والسبب –من جملة اسباب-؛ صعوبة الخروج بنتيجة محددة وسريعة من دوامة "النسبية"، و"الإطلاق" في المفاهيم والقيم، الى جانب مسألة التوثيق في المصادر، فثمة من يُشكك، وآخر يُقدّس، بما يضعنا في ساحة صراع أداتها التطرّف ونحن بعد في المرقاة الأولى قبل الصعود الى مراقي التقدم العلمي والثقافي انطلاقاً من تلكم الحقائق المتعلقة بالإنسان والحياة والمجتمع والتاريخ، الامر الذي يدفع البعض لتفضيل القناعة على الإيمان بهذه الفكرة او تلك النصيحة وفق مبدأ الحاجة والمنفعة، فيكون من السهل –عند البعض- التحول بالقناعة من هذا الى ذاك. وقد رصد العلماء حالة الصدّ لأية محاولة إرشادية او تبليغية بنيّة إفادة الناس في حياتهم الشخصية والأسرية، وجوانب مختلفة اخرى، وجرى نقاش حول الآلية الحسنة للدعوة الى سبيل الله –تعالى- منطلقين من قاعدة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي أكثر من فريضة عبادية، تتعداها الى مسعً للبناء الانساني والاجتماعي والحضاري، إنما المشكلة في طريقة التعامل مع الرفض للخطاب الإرشادي رغم طابعه الايجابي المحبب الى النفوس. طائفة من العلماء والفقهاء شرطوا وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باحتمال التأثير الايجابي في المخاطب مستندين على الدليل العقلي بغياب الدليل الشرعي، وهو ما ناقشه سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي في كتابه: "نهج الشيعة، تدبرات في رسالة الامام الصادق الى شيعته"، بعدم وجود دليل شرعي على التخلّي عن التبليغ لأداء الصلاة في اوساط الشباب لعدم تفاعلهم واستجابتهم، "فان الواجب هو إتمام الحجة على الجميع عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}، وإتمام الحجة قضية مهمة بمفردها لأن الله اراد ذلك، وإن لم نولها الاهمية اللازمة". ويستشهد سماحته "بالمصاعب التي واجهها رسول الله، صلى الله عليه وآله، في عصره إذ لم تعد موجودة في العصر الراهن، فاذا ما واجه المؤمنون مصاعب ومشاكل في هذا الطريق، عليهم الاقتداء والتأسّي برسول الله، الذي جسد بحق المصداق الأول للصالحين على الأرض، وهو الذي عانا وتحمل ألوان العذاب والبلاء ولم يتنازل قيد أنملة عن حقه و واجبه"، ومن بعده واصل الطريق الأئمة المعصومون، والأولياء الصالحون، صبروا على وعورة الطريق، ومعاناة لا توصف في زمانهم، كما فعل المتأخرين من العلماء المجاهدين والمصلحين الثائرين، فهم لم يحملوا راية الإصلاح والتغيير استجابة لرغبة الناس، وإنما تأدية لواجب مقدس، وهدف انساني نبيل. وفي المؤلف المشار اليه يدعونا الامام الصادق في سياق توصياته بالصبر "وتكظّموا الغيظ الشديد في الأذى في الله"، بأن لا نضع أنفسنا في موقف الجهل، "فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه"، وقد فسّر سماحة المرجع الشيرازي "الجهل" بالسَفَه، "إذ ان السفيه هو من يعلم الشيء ولا يعمل به"، وهو اختبار شديد لكل ذي لُبّ من اصحاب البيان والقلم والفكر، فهم مدعوون على طول الخط للصبر على و رباطة الجأش في مسيرة نشر الحقائق الى الجمهور بما يرتقي بهم الى مستوى الوعي والمسؤولية، وتجنب الاخطاء والانحرافات التي تكلف الكثير. الصبر كممارسة عملية تستند بالدرجة الاولى قاعدة نفسية في ذات صاحبه بأن الله معه في صبره على من يعارضه ويسعى لتسقيطه، مما يعطيه زخماً معنوياً، فتكون ثقته بالله –تعالى- وبنفسه في آن، فتهون عليه مختلف اشكال الضغوطات والمنغّصات خلال تأدية دوره الرسالي بإيصال الكلمة والحقيقة الى الجمهور. إن الجمهور لن يتفاعل ويستجيب إلا لمن يحمل الثقة بنفسه والايمان بما يقول، فهو مسؤول عن كلامه وعن أفكاره، وهو ما جسده الأئمة الاطهار خلال معاشرتهم لمجتمعاتهم، فما كان يصدر منهم، يُعد الأول والاخير، ولا يحيدون عنه مطلقاً مهما كلفهم من استفزاز السلطة، وتسقيط المناوئين، بل حتى التضحية بأرواحهم.

تعليق رسمي على "حادثة سقوط طائرة موريتانية" قبالة البحر الأحمر.. ما الحقيقة؟
تعليق رسمي على "حادثة سقوط طائرة موريتانية" قبالة البحر الأحمر.. ما الحقيقة؟

صوت لبنان

timeمنذ يوم واحد

  • صوت لبنان

تعليق رسمي على "حادثة سقوط طائرة موريتانية" قبالة البحر الأحمر.. ما الحقيقة؟

وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي الأجنبية شائعات مغرضة تتحدث عن سقوط طائرة تقل حجاجًا موريتانيين قبالة البحر الأحمر، وهي أخبار لا أساس لها من الصحة. تؤكد الموريتانية للطيران أن جميع الحجاج الموريتانيين قد وصلوا بحمد الله بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة، ولم يتم تسجيل أي حادث يخص الرحلات المنظمة في هذا الإطار. وقد قامت الشركة بتنظيم ثلاث رحلات جوية في مرحلة الذهاب، وذلك أيام 23 و24 و25 مايو 2025، في إطار خطة نقل الحجاج الموريتانيين إلى المملكة العربية السعودية. أما رحلات العودة، فمقررة بإذن الله تعالى أيام 12 و13 و14 يونيو 2025، وفقًا للجدول المعتمد بالتنسيق مع الجهات المعنية. تدعو الموريتانية للطيران الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروّجي الشائعات التي تمس أمن وسلامة المسافرين وسمعة الشركة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store