logo
من سار على الدرب.. وصل

من سار على الدرب.. وصل

الشروقمنذ 21 ساعات

الديبلوماسية الجزائرية، التي تمثل مدرسة في تسيير العلاقات العامة الدولية بطريقة هادئة، بلا صخب ولا ضجيج، يبدو أنها تظهر للجميع مدى قدرة هذه الأداة في تسيير الأزمات بما يتوافق مع مصالحها ولكن أيضا بما يتوافق مع القوانين الدولية والعلاقات بين الدول والتعاطي بإيجابية مع المبادرات الرامية إلى ترسيخ قانون السلم في التعاملات الدولية والعلاقات الخارجية مع البلدان ومن بينها دول الجوار القاري.
الحنكة الديبلوماسية، ومكان الجزائر بين بلدان العالم والقارة الإفريقية والعالم العربي والإسلامي، ومواقفها من قضاياه العادلة، وإرثها التاريخي والسياسي، ودورها الريادي في حل النزاعات، حتى تلك المفتعلة ضدها لسبب أو لآخر، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها من طرف بعض الأطراف التي تحركها مصالح القوة الاستعمارية العالمية ضد كل البلدان ذات النزعة الاستقلالية التحررية من نفوذ المال العالمي والنفوذ الاستعماري القديم والحديث، سمح لها كل ذلك بالتعامل مع كل الطوارئ والمستجدات والمؤامرات التي تحاك ضدها وضد قراراتها المستقلة والسيادية، كما مكّنها ذلك من فرض احترام مواقفها السلمية، وتصوراتها في حل النزاعات الإقليمية.
قبل أشهر قليلة فقط، كان الشحن الإعلامي والسياسي ضد الجزائر قد بلغ ذروته، إن على مستوى الإعلام الثقيل الرسمي أو الخاص، أو وسائط التواصل الاجتماعي، وقد بلغ أوجه بعد إسقاط قوات الدفاع عن الإقليم 'الدرون' المالي على الحدود الجنوبية. كان هذا الحدث أبرز حدث في المنطقة بعدما بلغت الاستفزازات ضد الجزائر الحلقوم، منذ الانقلاب العسكري في مالي، والإجراءات التي نتجت عن هذا الحدث ومنها خروج دولة مالي من اتفاق الأمن والمصالحة في شمال مالي، الذي كان يمثل خريطة طريق للخروج من الأزمات المتتالية في هذا البلد المنهك سياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا، بفعل عدم الاستقرار والصراعات الاثنية والسياسية التي تنخر البلد.
الجزائر، كانت تعرف أن هذا المسار لن يوصل إلى بر الأمان، وأن الانقلابات والحروب هي المرض التي لن يترك أي بلد يتعافى. وعليه، كان لابد من إتباع مسار سياسي تشاوري متصالح مع الذات في البلد الواحد المتعدّد سياسيا وعرقيا واجتماعيا. هذا التوجّه لا يخدم أجندات أجنبية بالمنطقة، خاصة المستعمر القديم، الذي حاول أن يبقي دار لقمان على حالها والانقسام على أشده، بهدف الإبقاء على حجم النفوذ الأجنبي على حدود الجزائر الجنوبية وحدود مالي وإفريقيا شمالا. دخل على الخط أكثر من لاعب، للأسف، عربي وجار، وأجنبي أكثر دموية واغتصابا للأراضي: الكيان الصهيوني، ثم لاعب آخر عبر المال النفطي الخليجي، في شكل تحالف ضد البلد الذي حرّر نفسه بنفسه عبر مسيرة من الجهاد دامت أكثر من 132 سنة. موقف وتاريخ يحترمه الكثير ولكن أيضا يحسده عليه الحاسدون والطامعون، خاصة أولئك الذي أخرجوا يوم 5 جويلية 1962، صاغرين، وهم يجرون أذيال الخيبة، ولا يزالون إلى اليوم يحنون إلى هذا البلد الذي كان مصدر قوتهم ونفوذهم وتعميرا وعسكرة واقتصادا، والذي بدأ ينهار وينكمش مع استرجاع الجزائر سيادتها وموقفها المستقل الداعم لكل البلدان الإفريقية التي لا تزال تعيش حالة الإرباك الاقتصادي والتبعية التاريخية للاستعمار.
انسحاب قوات 'فاغنر' من مالي، لم يكن بلا سبب، لولا ديبلوماسية الجزائر النشطة والهادئة مع القوى الصديقة ومنها روسيا وتركيا. لقد كان رئيس الجمهورية قد لمح في أكثر من مقام ومقال أن وزن الجزائر القاري والعالمي يمنحها الاحترام والقوة بفعل استقلالية قراراتها السيادية، السياسية والمالية والاقتصادية، وأن التنمية هي طريق القوة وفرض الرأي والقرار، وكل من سار على الدرب.. وصل.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بن جامع: القضية الصحراوية تبقى مسألة إنهاء استعمار واستفتاء تقرير المصير لم يحدث بعد
بن جامع: القضية الصحراوية تبقى مسألة إنهاء استعمار واستفتاء تقرير المصير لم يحدث بعد

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

بن جامع: القضية الصحراوية تبقى مسألة إنهاء استعمار واستفتاء تقرير المصير لم يحدث بعد

أكد الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، أن الجزائر التي عانت الأمرين خلال الاستعمار تؤيد بثبات القضايا العادلة. وفي كلمة القاها أمام اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار، قال بن جامع إن على الأمم المتحدة التحرك بحزم لإنهاء بقايا الاستعمار. وأضاف بن جامع في كلمته أن مسألة الصحراء الغربية مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1963 كآخر إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي في إفريقيا. وأضاف الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة ان قضية الصحراء الغربية تبقى مسألة إنهاء استعمار. وهي مواجهة بين المغرب وجبهة البوليساريو. واختتم بن جامع أنه بعد 6 عقود من النقاش داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا أن استفتاء تقرير المصير الذي وعِدَ به الشعب الصحراوي لم يحدث بعد.

المجاهدة مريم بن محمد في ذمة الله
المجاهدة مريم بن محمد في ذمة الله

الخبر

timeمنذ ساعة واحدة

  • الخبر

المجاهدة مريم بن محمد في ذمة الله

انتقلت إلى رحمة الله، المجاهدة مريم بن محمد، عن عمر ناهز 100 سنة، وفق ما كشفه وزير المجاهدين العيد ربيقة في برقية تعزية، اليوم الثلاثاء. وسبق للوزير أن زار الراحلة في بيتها يوم 15 أفريل الماضي للاطمئنان عليها ورافقه خلال الزيارة عدد من المجاهدين، من بينهم المجاهدة الرمز جميلة بوباشة والرائد رابح زراري ، المدعو "كوموندو عز الدين". المجاهدة مريم بن محمد، تعتبر احدى أيقونات ثورة التحرير المباركة، ومن الممرضات البطلات، اللائي كافحنا بشجاعة من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وكتب لها الله توقيع 100 سنة من الوجود. المجاهدة من مواليد 15 افريل 1925، بحجوط ولاية تيبازة، ترعرعت ببلدية حسين داي، مناضلة وممرضة قبل التحاقها بالثورة التحريرية، عملت رفقة الطبيب زميرلي سنة 1955، وكانت موظفة في عيادة فرنسية. ورغم ذلك استجابت المجاهدة إلى نداء جبهة التحرير الوطني والتحقت بصفوف جيش التحرير الوطني في 1956 بالمنطقة الأولى، الولاية التاريخية الرابعة. وعملت بن محمد، مع الرائد رابح زراري ، بعد فرارها من ملاحقات الشرطة الفرنسية مع رفقائها إلى منطقة باليسترو سابقا، الأخضرية حاليا، وكُلّفت بعملية الإتصال بين الولايتين التاريخيتين الثالثة والرابعة، وألقي عليها القبض في منطقة الأخضرية. المجاهدة مريم بن محمد، تعتبر كأحد أيقونات ثورة التحرير المباركة، ومن الممرضات البطلات، اللائي كافحنا بشجاعة من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وكتب لها الله توقيع 100 سنة من الوجود. المجاهدة من مواليد 15 افريل 1925، بحجوط ولاية تيبازة، ترعرعت ببلدية حسين داي، مناضلة وممرضة قبل إلتحاقها بالثورة التحريرية، عملت رفقة الطبيب زميرلي سنة 1955، وكانت موظفة في عيادة فرنسية. ورغم ذلك استجابت المجاهدة إلى نداء جبهة التحرير الوطني والتحقت بصفوف جيش التحرير الوطني في 1956 بالمنطقة الأولى، الولاية التاريخية الرابعة. عملت بن محمد، مع الرائد رابح زراري ، المدعو "كوموندو عز الدين"، بعد فرارها من ملاحقات الشرطة الفرنسية مع رفقائها إلى منطقة باليسترو سابقا، الأخضرية حاليا، وكُلّفت بعملية الإنصال بين الولاية التاريخية الثالثة والرابعة. ألقي عليها القبض في منطقة الأخضرية. وجاء في رسالة تعزية الوزير: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المجاهدة البطلة مريم بن محمد المدعوة ميمي تغمدها الله برحمته الواسعة". وأضاف ربيقة: "لا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلتها الكريمة ورفاقها في الجهاد والكفاح بأخلص التعازي، داعيا الله أن يتغمدها برحمته الواسعة ويتقبلها إلى جوار النبئيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

وفاة المجاهدة البطلة مريم بن محمد.. وربيقة يعزي
وفاة المجاهدة البطلة مريم بن محمد.. وربيقة يعزي

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

وفاة المجاهدة البطلة مريم بن محمد.. وربيقة يعزي

انتقلت إلى رحمة الله المجاهدة البطلة مريم بن محمد، المدعوة ميمي، عن عمر ناهز الـ100 سنة. وإثر هذا المصاب، قدّم وزير المجاهدين العيد ربيقة، تعازيه الخالصة لأسرة المجاهدة البطلة. وقال الوزير في برقية تعزية: 'ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المجاهدة البطلة مريم بن محمد المدعوة ميمي تغمدها الله برحمته الواسعة'. وأضاف وزير المجاهدين: 'ولا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلتها الكريمة ورفاقها في الجهاد والكفاح بأخلص التعازي، داعيا الله أن يتغمدها برحمته الواسعة ويتقبلها إلى جوار النبئيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا'. وكان ربيقة، قد قام شهر أفريل الماضي بزيارة منزلية للمجاهدة البطلة، للاطمئنان عليها، وذلك بحضور رفيقتها المجاهدة جميلة بوباشة، والمجاهد كوموندو عزالدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store