logo
الراعي: آن الاوان ليستعيد لبنان دوره العربي

الراعي: آن الاوان ليستعيد لبنان دوره العربي

صوت لبنان٠٩-٠٣-٢٠٢٥

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة " اطلق خلاله حملة كاريتاس لبنان السنوية ٢٠٢٥ تحت شعار "إيمان،إنسان،لبنان"، عاونه فيه المشرف على رابطة كاريتاس المطران بولس عبد الساتر، النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، رئيس كاريتاس الأب ميشال عبود، رئيس الجامعة اليسوعية البروفسور سليم دكاش، ولفيف من الكهنة، في حضور وزير الاعلام الدكتور بول مرقص ممثلا بالمحامية بولين يمّوني، رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، نقيب الصحافة عوني الكعكي ممثلا بالاعلامية ندين صموئيل، نائب رئيس كاريتاس الدكتور نقولا الحجار،أعضاء مجلس الادارة ورؤساء الاقاليم وعائلة كاريتاس، وحشد من الفعاليات السياسية والقضائية والنقابية والعسكرية والاعلامية والمؤمنين، وخدم القداس شبيبة كاريتاس.
بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "إن شئت أنت قادر أن تطّهرني" (مر 1: 40)"، قال فيها: " تذكر الكنيسة في هذا الأحد آية شفاء الأبرص من مرض برصه، للدلالة أنّ يسوع أتى إلى العالم، لكي يشفي كلّ إنسان من برص خطيئته. فكما البرص يتآكل جسد المصاب، كذلك الخطيئة تشوّه صورة الله في الإنسان. زمن الصوم، بما يتضمّن من صلاة وصوم وصدقة، هو زمن شفاء كلّ إنسان من برص خطيئته. فلنعُد إلى الله بإيمان ذلك الأبرص وتواضعه ونقول للمسيح: "يا ربّ، إن شئت أنت قادر أن تطّهرني" (مر 1: 40). يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا، للاحتفال بهذه الليتورجيا الإلهيّة، مع تحيّة خاصّة لرابطة كاريتاس لبنان: برئيسها الأب ميشال عبّود، ومجلسها وسائر المسؤولين في أقاليمها ومراكزها، وشبيبة كاريتاس الألفين شاب وشابّة المتطوّعين في خدمتها، وعددهم يفوق الألف، وسيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر المشرف على كاريتاس باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وباسمنا. فإنّها تبدأ اليوم حملتها السنويّة، وهي بعنوان: "إيمان، إنسان، لبنان" للتأكيد على التزامها بالإنسان في لبنان من خلال إيمانها المطلق برسالتها الإنجيليّة ومساندتها للأكثر فقرًا وللذين قست عليهم ظروف الحياة. إنّها جهاز الكنيسة الإجتماعيّ في لبنان. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحومة روز فيليب البرنس زوجة المرحوم الياس خليل كرم. نحيّي ابنيها وابنتيها، وبخاصّةٍ كبيرهم السفير خليل كرم، رئيس الرابطة المارونيّة. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة لراحة نفسها وعزاء أسرتها".
وتابع: "تبسط كاريتاس أقاليمها، ومراكزها ونشاطها على كامل الأراضي اللبنانيّة، وتعمل أساسًا على تنفيذ خمسة برامج أساسيّة:
أوّلًا: الخدمات الاجتماعية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والعائلات المحتاجة.
ثانيًا: خدمات الحماية للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، كالأطفال والنساء وكبار السن عبر برامج توعية حول حقوق الإنسان، والمساعدة القانونية، وإعادة تأهيل.
ثالثًا: الخدمات التربوية تؤمّنها كاريتاس في مراكزها التعليمية الأربعة للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، فتؤمّن لهم مهنة تمكّنهم من دخول سوق العمل. كما تقدّم دعم متابعة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلّم.
رابعًا: الخدمات التنموية وتحسين سبل العيش بحيث تدعم الاستقلال الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية، وتوفّر التدريب المهني للشباب والنساء بهدف تحسين فرص العمل.
خامسًا: الخدمات الصحية. تعمل على تأمين الخدمات الصحيّة والرعاية الأولية للمحتاجين والأفراد غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج من خلال 11 مركز صحي و7 عيادات نقالّة".
واضاف: "إن شئت أنت قادر أن تطّهرني" (مر 1: 40). بهذا الطلب المتواضع والمؤمن، التمس الأبرص شفاءه. فقال له يسوع: "لقد شئت فاطهر". وأمره أن يذهب ويري نفسه للكاهن ويقدّم قربانًا عن طهره، كما ترسم شريعة موسى. كانت الشريعة تقصي المصاب بالبرص عن الجماعة، وتوجب عليه العيش في البريّة، لأنّ قروحه معدية، ولأنّ البرص عقاب إلهيّ على الخطيئة. هذا الأبرص قصده يسوع في مكان وجوده، فلمّا رآه الأبرص أتى إليه، وسجد له، وطلب منه شفاءه. لم يتركه يسوع، بل قصده حيث هو، فعرفه الأبرص بنور الإيمان. إنّه يمثّل كلّ شخص منبوذ في العائلة والمجتمع لأسباب حسيّة أو معنويّة أو روحيّة، وحده المسيح يستطيع إخراجه من عزلته. لقد صالح الربّ ذاك الأبرص مصالحة حسيّة بتطهيره من برصه، ومصالحة روحيّة بإزالة خطاياه، ومصالحة إجتماعيّة، إذ أمره أن يذهب إلى الكاهن الذي يعلن شفاءه، ويردّه إلى الجماعة، ويقدّم قربان الشكر لله. هذا ما يجري عندما نتصالح مع الله بالتوبة والإعتراف. الصوم هو زمن المصالحة الشاملة، زمن الشفاء؛ فالربّ هنا بنعمة الفداء لهذه الغاية. في كلّ يوم جمعة من زمن الصوم نحيي تذكار آلام الفادي، للدلالة أنّ شفاءنا ينبع من جرحه الخلاصيّ: "وبجرحه شُفينا" (أشعيا 53: 5). كلّ واحد منّا يعاني من برص ما، روحيّ أو حسّيّ، أو معنويّ أو ماديّ، أو خلقيّ أو اجتماعيّ. وحده يسوع يأتي إلينا، متضامنًا معنا، شافيًا ومصالحًا، فنحمل هذه البشارة الجديدة للّذين ما زالوا في برصهم، كما فعل الأبرص. زمن الصوم يصالحنا مع الله بالتوبة إليه والاعتراف بخطايانا؛ ويدعونا لنكمّلها من كلّ القلب، وتجنّب الغضب والانتقام، والتحلّي بالقدرة على الصفح، والعمل على إحلال العدالة والسلام، ورفع الظلم والتعدّيات، واحترام حقوق الغير، وحفظ كرامتهم. مصالحة الأبرص مع ذاته ومع الله ومع المجتمع هي صورة عن المصالحة الوطنيّة، وهي رسالة واضحة عن لبنان الساعي إلى استعادة موقعه ودوره في العالم العربيّ. لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة".
وقال: "لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان "وطن لقاء"، وليس "ساحة صراع". وهو ما ينسجم مع تاريخه كدولة قائمة على التعدّديّة والتفاعل الثقافيّ، وعلى الحريّة والحداثة والإبداع. وهي القيم التي يمكن أن تساهم في بناء مستقبل عربيّ أكثر استقرارًا وازدهارًا. فيبقى كما كان لبنان دائمًا "دولة عربيّة أصيلة، وحلقة وصل بين الشرق والغرب" (راجع جو رحال: "عودة لبنان إلى الحضور العربيّ: جوزاف عون فتى العروبة الأغرّ الجديد" صحيفة نداء الوطن، السبت 8 آذار 2025، ص 3)".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل نجاح حملة كاريتاس-لبنان، وبقائها جهازًا اجتماعيًّا حيًّا وفاعلًا للكنيسة، ولكي نتصالح بالتوبة مع الله والذات والمجتمع. فنرفع نشيد المجد والشكر لله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
الاب عبود
وفي ختام القداس، كانت كلمة الأب عبود الذي قال: "نلتقي اليوم لإطلاق حملة كاريتاس لبنان بشعارها: "إيمان، إنسان، لبنان"، التي تحمل في جوهرها رسالة كاريتاس: إيمانٌ بالله، وبذواتنا بأننا قادرون على تقديم الأفضل، إنسانٌ يسير بروح العطاء والخدمة، ولبنانُ الذي يبقى هويةً ورسالةً تجمعنا على الخير والمحبة. شكر وتقدير لكل الداعمين: باسم مجلس إدارة كاريتاس لبنان، وباسم سيادة المطران بولس عبد الساتر المشرف على كاريتاس، أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لغبطته على دعمه ورعايته الأبوية الدائمة، كما أشكر منسقية الاقاليم وجميع مكاتب الأقاليم بكل مكوناتها، ومنسقية الشبيبة، وجميع المتطوعين، وكل العاملين من إدارة واجهزة، الذين يجسدون العطاء الحقيقي من خلال جهودهم اليومية وتضحياتهم المستمرة. كما أتوجه بالشكر إلى كل المؤسسات الرسمية، من وزارات ومديريات ودوائر رسمية، التي تدعمنا ضمن إمكانياتها، بتسهيلها المعاملات الرسمية لتسريع عملنا الإنساني. ولا يفوتني أن أشكر الأجهزة الأمنية على مرافقتها لنا وتسهيل مهامنا، خصوصًا خلال هذه الحملة، وفي أوقات الاستجابة الطارئة، إذ أن وجودهم إلى جانبنا يؤكد أن خدمة الإنسان مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني والكنيسة".
واضاف: "الجواب هو أن كاريتاس، بكل مكوناتها، تعمل باسم الكنيسة لتقديم ملايين الخدمات في مختلف المجالات: الاجتماعية، الصحية، التربوية، التنموية، والحماية، إلى جانب مئات الجمعيات الكنسية التي تسهر على خدمة الإنسان في كل مكان. في قلب الأزمات، كانت فرق كاريتاس على الخطوط الأمامية، تخاطر بحياتها لتوزيع الطعام والدواء وتأمين الرعاية الصحية رغم كل الظروف الصعبة. لن أنسى كلمات أحد الآباء الذي قال لي: "أريد ابني أن يكون متطوعًا معكم، ولكن لم أرسله ليكون شهيدًا..." هذه الجملة تلخص حجم المخاطر التي واجهها متطوعونا، ولكن رسالتنا واضحة: نحن هنا لنخدم، لنحمي، ولنكون علامة رجاء. لقد قدمت الأقاليم "من اللحم الحي" حين سارعت للاستجابة فور اندلاع الأزمات، فاستقبلت النازحين وقدمت لهم الحد الأدنى من مقومات العيش، دون أن نفكر بأي أولويات سوى أن يبقى شعبنا على قيد الحياة، فلا يموت أحد بسبب الجوع أو نقص الدواء. لا يمكننا أن ننسى شعبنا الذي ما زال يتألم بصمت. وتتجه انظارنا ايضا الى الجنوب حيث نحن مستعدون على إعادة إعمار ما تهدّم وإصلاح الأضرار بانتظار التمويل اللازم لهذا الامر.ونحن اليوم بحاجة إلى إجابتين حاسمتين:
1. الاجابة على سؤال: هل الحرب انتهت؟
2. والثاني لكل نستمر في رسالتنا نحن بحاجة إلى الدعم الدولي، الكنسي، والاغترابي، كي نتمكن من مواصلة مسيرتنا الإنسانية.
وفي هذا السياق، أود أن أعبر عن أسمى آيات الشكر والامتنان لكل الجمعيات الدولية والكنسية التي ساندتنا، وإلى الجاليات اللبنانية في الاغتراب الذين لم يبخلوا بوقتهم ومواردهم لدعم شعبهم، وإلى كل اللبنانيين في أرض الوطن الذين، رغم صعوبة ظروفهم، لم يتوقفوا عن تقديم يد العون. كما قال القديس فرنسيس الأسيزي: "إنه في العطاء نأخذ."، وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني: "العالم يحتاج إلى قلوب مملوءة بالحب والخدمة، فالتطوع ليس مجرد عمل، بل رسالة حياة."، فإن كاريتاس تدعو كل واحد منكم ليكون جزءًا من هذه الرسالة، لأن وجودكم معنا اليوم ليس مجرد حضور، بل التزامٌ بالعمل من أجل من هم بحاجة إلينا. سترون فرق كاريتاس من شبيبة ومتطوعين في الشوارع، أمام الكنائس، في الأسواق والساحات، يطلبون دعمكم، لأن هناك أشخاصًا ينتظروننا... أشخاصًا ليس لهم سوانا. إن أي مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكنها أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة شخص يحتاج إلينا اليوم قبل غد".
وقال: "أنتم الرجاء، أنتم من يجعل المستحيل ممكنًا، أنتم من يزرع الفرح في القلوب"، بهذه الكلمات أختتم كلمتي، لأقول لكم إن كاريتاس ليست مجرد مؤسسة، بل هي كل واحد منا، وهي الأيادي الممتدة لخدمة الإنسان، بالإيمان والمحبة. فلنواصل العمل معًا، يدًا بيد، قلبًا بقلب، في خدمة الإنسان والإيمان بلبنان. شكرًا لكم جميعًا، وليبارك الله كل خطوة تخطونها في مسيرة العطاء".
بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القوة في العقل
القوة في العقل

الديار

timeمنذ 5 أيام

  • الديار

القوة في العقل

في عالم تتغير فيه الظروف وتتقلب الأحوال، يبقى العقل السلاح الأقوى الذي يمتلكه الإنسان. فالقوة الجسدية قد تخور، والمال قد يفقد، لكن العقل المتزن والواعي يبقى قادرا على النهوض والبناء والتغلب على التحديات. هو الذي يعيد ترتيب الحياة ويخلق من العثرات جسورا للنجاح. فليس من قوة أعظم من عقل يدرك، يفكر، ويبدع. إن قدرة العقل لا تتجلى في حجم المعرفة فقط، بل في القدرة على التحليل، الفهم، اتخاذ القرار، ومواجهة المواقف بحكمة. العقل القوي هو الذي يضبط الانفعالات، يحسن الرد، ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت. هو الذي يرى ما وراء الأحداث، ويفكك العقد بدل أن يتعقد بها. القوة العقلية هي التي تدفع الإنسان للاستمرار عندما يصاب بالإحباط، وهي التي تقيه عند الفشل، وترشده عندما تتشتت الطرق. فالعقل القوي لا يعرف الاستسلام، بل يتعلم من كل تجربة، ويحول الألم إلى فرصة، والعقبة إلى حافز. وقد قالوا في القديم: العقل زينة، لكن في الحقيقة، هو أكثر من ذلك، هو المحرك لكل نجاح، والدعامة لكل إنجاز. وما من مبدع أو قائد أو عالم، إلا وكان وراء نجاحه عقل منفتح، مرن، ومدرب على التفكير الصحيح. هناك الكثير من الأمثلة الناصعة في حياتنا ونرى كيف انه تعثرت في البداية وعانت مرارة الفشل لكنها صبرت وقامت وتوفقت وابدعت وأعطت البشرية ما يدهش. لنتأمل في حياة توماس اديسون ، مخترع المصباح الكهربائي. هذا الرجل فشل أكثر من ألف مرة، لكنه كان يقول " أنا لم أفشل، بل وجدت ألف طريقة لا تؤدي إلى النجاح". فبعقله القوي، حول الفشل إلى خطوات نحو النجاح وسخر النجاح لخدمة البشرية جمعاء. كذلك، تجربة نيلسون مانديلا ، رغم قضائه 27 سنة في السجن، خرج ليقود بلاده نحو المصالحة، فقوة جسده لم تكن سببا في نجاحه، بل قوة عقله، ووعيه، وإيمانه بقيمه وصدقه لقضيته ولمجتمعه. في زمن كثرت فيه الضغوطات واختلطت المفاهيم، نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتقوية عقولنا. نحتاج إلى القراءة، التأمل، الحوار البناء، وممارسة التفكير النقدي. فكلما قوينا عقولنا، قوي وجودنا، وارتفعت قدرتنا على مواجهة الحياة بشجاعة وثبات. في الختام ، تذكر دائما أن قوتك الحقيقية لا تقاس بعضلاتك أو ممتلكاتك، بل بمدى صلابة عقلك، ومرونة فكرك، ونقاء نيتك. قوّتك من قوّة عقلك وقوة عقلك من قوة الله وعظمته... فاعتن إذا به وطوره، ودع نور الفكر يقودك نحو الأفضل لأن وديعة الخالق كبيرة ووزناته ستحصى يوم الحساب.

الصحة في العطاء
الصحة في العطاء

شبكة النبأ

timeمنذ 6 أيام

  • شبكة النبأ

الصحة في العطاء

يواجه المتطوعون تحديات مختلفة أثناء أداء مهامهم، مما يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فعالية ومثل هذه المهارات تعزز مرونتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل أفضل، ومن اجل كل هذه المردودات العظيمة على حياة الانسان وصحته يجب ان لا يدخر جهداً للعطاء... من الناس من يعتقد ان خدمة نفسه ومن يعنيه امرهم كالعائلة والمقربين هو فقط ما يعنيه وما يتوجب عليه القيام به، على الجانب المقابل من الناس من يخالف هذا الاعتقاد ويذهب باتجاه خدمة الجميع سواء كان بشراً او حجراً او حيواناً، لكونه يرى ان للأخرين حق ولأجل ان تدوم الإنسانية بين الناس لابد ان يكون الانسان معطاء، فما هي أبرز عائدات العطاء على الانسان؟ في زمننا الذي تتسيده الانانية وتسيطر عليه ثقافة الغلبة للأقوى تحت عناوين غير سليمة تبرز الحاجة الى الروح الجماعية بدلاً من الفردية التي تعقد الأمور الحياتية وترهق الانسان الساعي لجمع احتياجاته، تخيل فقط لو ان كل انسان ينجز كل ما يريده بنفس من دون تدخلات الآخرين هل ستمكن من ذلك؟، وماهي الضرورة لكل ذلك. لماذا ينبغي علينا العطاء؟ يعود عليك العطاء بالعديد من الفوائد منها أنه يمكن أن يحقق فارقاً إيجابياً للآخرين، وهناك فائدة معنوية عاطفية وبدنية وأيضاً مالية ستعود عليك، ويمكن أن يساعدك للوصول إلى كامل طاقاتك وقدراتك، ويمكن أن يعطي لحياتك معنى أكبر وإشباعاً وسعادة أكثر بالمقارنة فيما لوكان الانسان يعكف على خدمة ذاته فقط، ولو تفحصنا سير الذين لديهم نصيب عال من التوفيق في حياتهم لوجدتهم من الذين يتسمون بالعطاء في اغلب الأحوال وقد يكون ذلك في حالات معينة على حساب الذات بمعنى تفضيل خدمة الاخرين الأكثر حاجة علة تقديم الخدمة لنفسه. في كتاب (قوة العطاء) لـ(جمال وهارفي ما كينون) يقولان في مقطع منه "أظهرت إحدى الدراسات بأن الأشخاص الذين يمارسون قدراً كبيراً من الإيثار أي تفضيل الآخرين على أنفسهم يتمتعون بتدفق كمية أكبر من الإندروفين، وهذه الكمية يمكن أن تعطي دفعة للجهاز المناعي، الأمر الذي يساعده على التعافي سريعاً من العمليات الجراحية ويقلل من الشعور بالأرق وعدم الارتياح. ما هي صور العطاء؟ للعطاء عدة صور متنوعة بحسب ما يحسن الانسان تقديمه للآخرين، ومن اهم هذه الصور ما يلي: يقدم صاحب الأموال مساعدة مادية لأحدهم الذي يلزمه المساعدة لإجراء عملية جراحية على سبيل المثال، او انه يدفع مرتب لعائلة متعففة او يقوم بشراء ملابس لطفل يتيم لا تقوى عائلته على توفير متطلباته، كل هذا يعد عطاءً مالياً ان احسنت التعبير عنه. اما الشكل الثاني للعطاء فهو تقديم المساعدة الاستشارية العلمية وكل حسب اختصاصه، فحين يطلب منك أحد مساعدته في كتابة بحث تخرجه وان تتمكن من ذلك فلا تبخل لان الله حين انعم عليك يريد منك ان تزكي ذخيرتك العلمية التي منحها الله لك لتحيا وتحي الاخرين بها. كما ان القيام بالأعمال في منزلك حين تساعد زوجتك، او حين تقدم شيء لزملائك خارج حدود واجبك الرسمي فانه يعد شكلاً من اشكال العطاء وصورة حية للروح الطيبة التي تجعلك محبوباً ومتقبلاً من الغالبية ممن معك في دائرتك الاجتماعية. ما هي مردودات العطاء للإنسان؟ حين يكون الانسان معطاء فأن يحصل على الاتي: اول ما يحصل عليه الانسان المعطاء هو ان يحصل على مولاة وحب المحيط الاجتماعي الذي ينشط فيه، وهذا القبول المجتمعي سيجعله يشعر بالرضا عن نفسه ويزيد من التفاعل الاجتماعي لديه وبالتالي تتحسن صحته النفسية وهذا مكسب كبير للإنسان. كما تشير الأبحاث النفس اجتماعية إلى أن الانخراط في الأنشطة الخيرية يعزز من الشعور بالرفاهية النفسية، ويمنح الأفراد إحساساً بالهدف والإنجاز، مما ينعكس إيجابياً على حياتهم بصورة عامة. كما ان الانسان المعطاء سيتمكن من تطوير مهاراته التكيفية ويزيد من مرونته، اذ يواجه المتطوعون تحديات مختلفة أثناء أداء مهامهم، مما يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فعالية ومثل هذه المهارات تعزز مرونتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل أفضل، ومن اجل كل هذه المردودات العظيمة على حياة الانسان وصحته يجب ان لا يدخر جهداً للعطاء الا وقدمه لمن يستحقه.

إصابة الرئيس السابق جو بايدن بالسرطان 'الأكثر عدوانية'، ما هو بروتوكول العلاج؟
إصابة الرئيس السابق جو بايدن بالسرطان 'الأكثر عدوانية'، ما هو بروتوكول العلاج؟

سيدر نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • سيدر نيوز

إصابة الرئيس السابق جو بايدن بالسرطان 'الأكثر عدوانية'، ما هو بروتوكول العلاج؟

أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، البالغ من العمر 82 عاماً، إصابته بسرطان البروستاتا وانتشار الورم في عظامه. وقال المكتب في بيان يوم الأحد، إن الأطباء اكتشفوا حالة بايدن، يوم الجمعة، أثناء فحوصات بعد شكوى من ألم وأعراض أخرى أثناء التبول، وعثر الأطباء على كتلة صغيرة (عقيدة) في غدة البروستاتا. وأوضح البيان أن هذا النوع من السرطان هوأكثر عدوانية، وأن بايدن وعائلته يراجعون خيارات العلاج. وغادر بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، وكان أكبر رئيس ينا في الحكم في تاريخ الولايات المتحدة، وكان هناك الكثير من الشكوك والتساؤلات حول صحته خلال فترة ولايته، مما دفعه إلى سحب ترشحه من الانتخابات الرئاسية الماضية وتنازل لنائبته كامالا هاريس. وأضاف مكتب الرئيس السابق: 'في الأسبوع الماضي، خضع الرئيس جو بايدن لفحص جديد لكتلة (عُقيدة) في البروستاتا بعد أن عانى من أعراض بولية متزايدة.' وتم تشخيص سرطان البروستاتا، الذي يتميز بدرجة 9 على مقياس غليسون (الدرجة الخامسة) مع انتقاله إلى العظام. وعلى الرغم من أن هذا يمثل شكلاً أكثر عدوانية من المرض، إلا أن هذا النوع يبدو حساساً للهرمونات، مما يسمح بالعلاج الفعال.' وبحسب مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، فإن درجة غليسون التي تبلغ تسعة تعني أن مرضه يُصنف بأنه 'شديد الخطورة'، وأن الخلايا السرطانية قد تنتشر بسرعة. الرئيس الأمريكي جو بايدن 'بصحة جيدة جدا' بعد تأكيد إصابته بكوفيد 19 أسابيع بايدن الكارثية في 90 ثانية فور انتشار أنباء التشخيص بالمرض، تلقى بايدن دعماً كبيراً من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وكتب الرئيس دونالد ترامب، على منصته الاجتماعية 'تروث سوشيال'، سالة لبايدن، قال فيها إنه والسيدة الأولى ميلانيا ترامب 'يشعران بالحزن لسماعهما خبر التشخيص الطبي الأخير لجو بايدن'. ووجه حديثه إلى السيدة الأولى السابقة جيل بايدن: 'نتقدم بأحرّ وأطيب تمنياتنا لجيل وعائلتها. نتمنى لجو الشفاء العاجل والناجح'. أما كامالا هاريس، نائبة بايدن السابقة والمرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية، فكتبت على منصة 'إكس' أنها وزوجها دوغ إمهوف، 'يدعوان لعائلة بايدن بالشفاء العاجل.' وقالت هاريس: 'جو مقاتل، وأعلم أنه سيواجه هذا التحدي بنفس القوة والمرونة والتفاؤل التي ميزت حياته وقيادته'. بيما عبر الرئيس السابق باراك أوباما، الذي تولى الرئاسة من عام 2009 إلى عام 2017 وكان جو بايدن نائبه، عن دعمه هو وزوجته ميشيل، وقال في بيان على إكس إنهما 'يفكران في عائلة بايدن بأكملها'. وأضاف أوباما: 'لم يبذل أحد جهداً أكبر لإيجاد علاجات مبتكرة للسرطان بجميع أشكاله أكثر مما فعله جو، وأنا على يقين من أنه سيواجه هذا التحدي بعزيمته وصبره المعهود. ندعو الله له بالشفاء العاجل والكامل'. وأثناء حكم أوباما، كلف بايدن فيعام 2016، بقيادة برنامج بحثي حكومي على نطاق واسع لمكافحة السرطان. ومن بريطانيا قال رئيس الوزراء كير ستارمر: 'أشعر بحزن شديد لسماع أن الرئيس بايدن أُصيب بسرطان البروستاتا. أتمنى كل التوفيق لجو وزوجته جيل وعائلتهما، وأتمنى له علاجاً سريعاً وناجحاً'. تأتي هذه الأخبار بعد قرابة عام من انسحاب الرئيس السابق من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 بسبب مخاوف بشأن صحته وتقدمه في العمر. واجه بايدن، المرشح الديمقراطي آنذاك الذي كان يتنافس على إعادة انتخابه، انتقادات متزايدة لأدائه الضعيف في مناظرة تلفزيونية ضد منافسه الجهوري في ذلك الوقت الرئيس الحالي دونالد ترامب، في يونيو/حزيران 2024. ليتم في النهاية استبداله كمرشح ديمقراطي بنائبته، كامالا هاريس. وأصبح ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، ليكون أكبر شخص سناً يؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة عندما تولى منصبه خلفاً لبايدن. بروتوكول العلاج يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، بعد سرطان الجلد، بحسب بيانات عيادة كليفلاند. وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إلى أن 13 من كل 100 رجل سيصابون بسرطان البروستاتا في مرحلة ما من حياتهم. ويُعتبر التقدم في العمر العامل الأخطر والأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويرى الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في الجمعية الأمريكية للسرطان وطبيب متخصص في سرطان البروستاتا، أن هذا السرطان 'أكثر عدوانية بطبيعته'، وفقاً للمعلومات المُعلن عنها حول تشخيص بايدن. وقال الدكتور داهوت لبي بي سي: 'بشكل عام، إذا انتشر السرطان إلى العظام، فلا نعتقد أنه يمكن أن يكون سرطاناً قابلاً للشفاء'. ومع ذلك، أوضح أن معظم المرضى يستجيبون جيداً للعلاج الأولي، 'ويمكن للناس أن يعيشوا سنوات عديدة بعد تشخيصهم بالمرض'. وعن البروتوكول العلاجي، أضاف الدكتور داهوت، 'من المرجح تقديم علاجات هرمونية لمريض بنفس سرطان بايدن، لتخفيف الأعراض وإبطاء نمو الخلايا السرطانية.' وتوارى بايدن عن الأنظار بصورة كبيرة منذ مغادرته البيت الأبيض، ولم يظهر علناً إلا نادراً. وكان أول ظهور إعلامي له منذ فوز ترامب، مع بي بي سي في مايو/آيار، وأقر خلاها بأن قرار التنحي عن انتخابات 2024 كان 'صعباً'. وواجه بايدن أسئلة حول حالته الصحية في الأشهر الأخيرة. لكنه نفى في لقاء مع برنامج 'ذا فيو' الأمريكي في مايو/آيار الماضي أيضا، مزاعم معاناته من 'تدهور إدراكي' خلال أخر سنة في حكمه، وقال: 'لا يوجد ما يدعم ذلك'. وكان بايدن من أبرز المدافعين عن أبحاث السرطان، خلال سنوات طويلة. في عام ٢٠٢٢، أعاد هو والسيدة جيل بايدن إطلاق مبادرة 'الانطلاقة الكبرى للسرطان' بهدف حشد الجهود البحثية لمنع أكثر من أربعة ملايين حالة وفاة بالسرطان بحلول عام ٢٠٤٧. فقد بايدن نفسه ابنه الأكبر، بو، بسبب سرطان الدماغ عام ٢٠١٥.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store