ملتقى "إشبيلية": الثقافة والفنون خارج الفقاعة
أن تتفرد العاصمة بيروت بالمشهد الثقافي بتفرعاته المسرحية والسينمائية والفنية
هذه
مشكلة تتطلب
موقفًا
. والمواقف أشكالٌ تكون أحيانًا على هيئة إعادة إحياء لمركز ثقافي وفني خارج العاصمة. وهذا ما فعلته الأختان هبة ونهلا زيباوي عندما قررتا إعادة إحياء سينما "إشبيلية" ذات
الصيت الشهير
في صيدا.
أسس عدنان زيباوي، والد هبة ونهلا، سينما إشبيلية عام 1980، وشهدت
فترتا
الثمانينيات والتسعينيات
ازدهارًا
كبيرًا
لهذه السينما، التي كانت تقدم ثلاثة عروض يوميًا (الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة). ثم تدهور الوضع تدريجيًا، فانخفضت العروض لتقتصر على أفلام العيد فقط، إلى أن
أُغلقت
نهائيًا عام 2008.
وانطلاقًا من رغبة واهتمام
شخصيين
بأن الحياة الثقافية يجب ألا تكون بعيدة المنال، وبما أن الصرح متوفر، قررت هبة ونهلا إعادة إحياء السينما. وتمكنتا
في
أقل من سنتين من ترميم المكان
وإعادة
تشغيله وتسجيل المركز كجمعية بهدف
مأسسته
.
فأُعيد
افتتاح السينما كمركز عام 2018،
بِرُؤيةٍ
وأهدافٍ جديدة ليكون ملتقى ثقافيًا شاملًا،
حيث يُسلَّط الضوء
على أفلام المهرجانات العربية،
ويضم
مقهى ومسرحًا ومساحة للدرس واللقاء وورش العمل والتدريبات.
شكّلت الانطلاقة تحديًا صعبًا بسبب كل الأزمات التي واجهها لبنان بعد فترة وجيزة من
الافتتاح
، بدءًا من
الأزمة الاقتصادية
وتداعياتها، مرورًا بانتفاضة 17 تشرين وجائحة كورونا،
وصولًا إلى
تفجير المرفأ.
لكن على الرغم من صعوبة الظروف التي أحاطت بالانطلاقة الجديدة، فإن المركز شكّل مساحة أمانٍ وملجأً لأهل المنطقة، سواء خلال فترة المظاهرات أو الجائحة، فكان مقصدًا للاستراحة والنقاش واستخدام الإنترنت والكهرباء.
وتعرف
الناس على المركز بصفته مكانًا جامعًا
وداعمًا
. وبدأت
تتكوّن
بين المركز وأهل المنطقة
أو زائريه
علاقة عضوية، ليصبح تدريجيًا مكانًا ينتمي إلى المجتمع المحيط.
أقامت
الأختان شبكة علاقات فنية وثقافية لترسيخ اسم إشبيلية كوجهة ثقافية في صيدا ومحيطها. ونتيجةً لهذه العلاقات،
وُضِع
المركز على الخريطة السينمائية في الجنوب من خلال شراكات مع سينما متروبوليس وBAFF، واستضافة مهرجان "كابريوليه" للأفلام القصيرة (الذي يُقام
عادةً
على درج الجميزة)، وعروض أفلام وثائقية وأفلام "فلسطين في القلب" ضمن "أيام فلسطين السينمائية"، وعروض "مشروع أفلام 48 ساعة". وأثمرت هذه الشراكات عن عرض ما يقارب 120 فيلمًا حتى الآن.
وبهدف تسليط الضوء على مخرجين من صيدا، كانت آخر نشاطات المركز (نيسان 2025) بالتعاون مع مجموعة "بشكير"، عرض 3 أفلام ضمن "أفلام صيدا السينمائي" لمخرجين من المدينة.
عُرِض
"عالمٌ ليس لنا" للمخرج مهدي فليفل (المولود في عين الحلوة)،
وكان
هذا الفيلم قد عُرض لأول مرة في 2012 بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي،
وحصل
على أكثر من 30 جائزة، منها جائزة "فيلم السلام" في مهرجان برلين السينمائي عام 2013.
كما شمل النشاط
عرض فيلم "البوابة الفوقا" للمخرجة عرب لطفي (المولودة في صيدا أيضًا)، وهو أول فيلم وثائقي لها،
ويتناول
تاريخ مسقط رأسها من خلال قصص السكان. وفي 2 أيار،
سيُعرض
الفيلم الثالث والأخير ضمن هذا النشاط، وهو "ثمانية وعشرون ليلاً وبيتٌ من الشعر" لأكرم زعتري، عن المصور الصيداوي هاشم المدني الذي يمتلك أرشيفًا ضخمًا عن صيدا.
بالإضافة إلى السينما، استضاف المركز على خشبة مسرحه (الذي يتسع لأكثر من 450 مقعدًا) عروضًا مسرحية عديدة، منها: "شو منلبس؟"، و"مجدرة حمرا" ليحيى جابر وأنجو ريحان، و"اللي شبكنا يخلصنا" لزينة دكاش.
كما أُنتجت
مسرحية عن سينمات صيدا السبعة القديمة، وعُرض حفل "هديرك يا بحر" لزياد وأمل كعوش كتحية لغسان كنفاني... وغيرها.
يُدرج
المركز ضمن برمجته العديد من الأنشطة والدورات، مثل دورة "كونان للمناظرات"، ودورات "إشبيلية توك" (حيث يُستقبَل خبراء في مجالات مختلفة للمناقشة على مدار شهرين)، ونشاط "الأوبن مايك" (Open Mic) ، أو ورش لتحويل الأفكار إلى مشاريع، وورش مسرحية كتلك التي أُقيمت مع خليل الحج علي،
وأثمرت
عن إنتاج عمل "لو لم يكن البحر أزرق".
استفاد المركز حتى الآن من منحتين من "آفاق"،
جُعِلَتَا
لإنشاء موقع إلكتروني للمركز ومسار لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنهم اضطروا لاحقًا للاستغناء عنه لأسباب تقنية، على أمل إعادة تجهيز المكان (المتعدد الأدراج) بوسيلة أكثر فاعلية،
إيمانًا منهم
بأهمية جعل المركز متاحًا للجميع دون عوائق.
معظم الورش والأنشطة التي يُقيمها المركز مجانية،
بما في ذلك
بعض عروض الأفلام. ولضمان استمرارية البرمجة على مدار السنة بشكل مستدامٍ يُغطي كل الاحتياجات والمصاريف والرواتب دون الاعتماد حصريًا على المنح، يقدم المركز خدمة تأجير المسرح والقاعات للمؤسسات والمجموعات لأنشطة خاصة. كما يُساهم المقهى التابع للمركز (الذي يقصده الشباب للدراسة أو اللقاء) في تمويله.
يؤمن القائمون على هذا المشروع بالعمل التراكمي، ويسعون لأن يكون هذا المكان، كما خططوا له، ملتقًى يُعتمد عليه — حيث تكون المساحة دائمًا متاحة، ويجد الزائر دائمًا عرضًا لفيلم، أو مسرحية، أو ندوة، أو حتى فنجان قهوة مع الأصدقاء.
وتطمح
هبة ونهلا إلى ترسيخ مركز إشبيلية كجزء من هوية المدينة ونسيج مجتمعها.
ويبقى التحدي الأكبر
جذب الشباب إلى مشهد ثقافي موازٍ، خاصة أن جامعات صيدا لا تضم تخصصات في السينما أو المسرح أو الفنون، مما يفرض على المركز — بالإضافة إلى مهمة تقريب المسافة بين الجمهور والعروض الثقافية — مهمة خلق الاهتمام والشغف بهذا العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 13 ساعات
- الديار
يوم للإعلاميين في أحضان غابة أرز الرب...الأب سابا يعلن عن إطلاق مشروع لإنتاج فيلم عن الفينيقيين من هوليوود
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في أحضان غابة أرز الربّ في بشري، وتحت ظلال الأرزات الشامخة، نظّم المخرج الأب جوني سابا ر.ل.م. يومًا استثنائيًا جمع فيه الطبيعة بالإعلام والثقافة، بحضور مجموعة من الشخصيات الإعلامية والفنية، من بينهم نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي، ونقيب الفنانين المحترفين الممثل جورج شلهوب وزوجته الممثلة ألسي فرنيني. جاء هذا اللقاء تقديرًا لأهل الإعلام، واحتفاءً بالنجاح البارز الذي حققه الفيلم الوثائقي "أرز الربّ"، الذي أعدّه الأب سابا، مسلّطًا من خلاله الضوء على رمزية شجرة الأرز، بما تحمله من دلالات دينية، فنية، بيئية ووطنية... بدأ اليوم بتجمّع الإعلاميين في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث انطلقوا نحو غابة أرز الربّ، مرورًا بمحطة استراحة وترويقة لبنانية تقليدية. وعند الوصول، كان في استقبالهم الأب سابا، في حضور خادم رعية بشري الأب شربل مخلوف الذي رحّب بالحضور، متحدثًا عن مواعيد القداديس والنشاطات في أرز الرب وخاصّيات هذه الأرزات. الأب جوني سابا: "هذه الأرزات تجمعنا... ومن تحت ظلالها نعلن انطلاقة جديدة من هوليوود" وألقى الأب سابا كلمة ترحيبية عبّر فيها عن عمق رمزية هذا اليوم، واصفًا إياه بـ"لقاء من العمر سيبقى محفورًا في الذاكرة، لأنه يجري تحت ظلال أغصان أرز لبنان المتجذّرة في هذه الأرض المباركة". واستعاد الأب سابا احتفال اطلاق الفيلم الوثائقي "أرز الرب" من حرم جامعة الروح القدس – الكسليك، معتبرًا أن "الأرزة كانت وما زالت هي المظلّة التي تجمعنا، رمزًا لوحدتنا الوطنية وعمقنا التاريخي والديني". وأضاف: "هذه الأرزة، التي باركها الرب، حاضرة في الأساطير، وفي التاريخ، في التوراة والكتاب المقدس، وفي الليتورجيا الكنسية. لذلك حافظنا على اسم الفيلم البيبليّ "أرز الرب"، لنُكرّم قدسية هذه الشجرة ومعناها العميق". وتوجّه الأب سابا بتحية تقدير للجسم الإعلامي، قائلاً: "أشكر كل الإعلاميين من مختلف الوسائل، وشكر خاص لكل من ساهم معنا في إنجاح هذا العمل. لولا جهودكم وتعاونكم، لما حقق الفيلم هذا الصدى الإيجابي الكبير وانتشاره الواسع. دعمكم ثمين، وشكري لكم بحجم عظمة هذه الأرزات". وفي مفاجأة للحضور، أعلن الأب سابا عن مشروع سينمائي جديد عن الفينيقيين يُحضَّر له من هوليوود، قائلاً: "لم أشأ أن تتوقف المسيرة عند هذا الوثائقي، بل سأكملها مع صديقي المنتج التنفيذي في هوليوود، أوسكار الزغبي، اللبناني الأصل من بلدة الكحالة، الذي تعرفت إليه خلال خدمتي في لندن حين كنت رئيسًا للموارنة بالوكالة". وأشار إلى أن فكرة التعاون السينمائي بدأت في عام 2018، لكنها تأخرت بسبب جائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية، "لكننا اليوم نعود بقوة، وها أنا أعلن أمامكم، أنني وأوسكار الزغبي أطلقنا مشروعًا جديدًا لإنتاج فيلم ضخم عن الفينيقيين من هوليوود، تحية لتراثنا العريق، وحضارتنا، وتاريخ شعبنا الفينيقي، الذي لم يكن ليجوب البحار لولا خشب أرز لبنان". وختم كلمته بتوجيه الشكر للمنتج الزغبي، قائلاً: "شكرًا أوسكار على محبتك للبنان، ومجيئك اليوم هو حضور رمزي لهوليوود في قلب لبنان". المنتج الهوليوودي أوسكار الزغبي: ابن الأرز يعود بوعد من هوليوود لفيلم يجسّد عظمة الفينيقيين في كلمته خلال اللقاء، عبّر المنتج التنفيذي في هوليوود أوسكار الزغبي عن محبته العميقة للبنان، مهنئًا الأب جوني سابا على النجاح الكبير الذي حققه الفيلم الوثائقي "أرز الربّ"، ومؤكدًا أن العمل حمل رسالة روحية ووطنية تجاوزت الحدود. وتحدث الزغبي عن غربته الطويلة التي امتدت نحو 19 عامًا، مشيرًا إلى أن الحنين للبنان لم يفارقه يومًا، واصفًا نفسه بـ"ابن الأرز" الذي يرى أن خدمة وطنه هي واجب لا بد من تحقيقه، واعتبر أن المشروع الجديد الذي قرّر المضي قدمًا فيه، هو السبيل لترجمة هذا الالتزام. كما استعرض الزغبي خبرته الطويلة في مجال الإنتاج السينمائي في هوليوود، ليعلن من تحت أرزات بشري عن انطلاقة مشروع فيلم سينمائي ضخم عن الفينيقيين، بدأ العمل عليه فعليًا قبل شهرين. وأوضح أن المشروع يتم بالتنسيق بين ثلاث فرق عمل موزّعة على ثلاث دول: فريق في بريطانيا يتولى الأبحاث التاريخية والمحتوى لاختيار المادة الأنسب، وفريق في الولايات المتحدة يُعنى بتحديد المنتجين والمخرجين والكتّاب الأفضل في هوليوود، وفريق ثالث في لبنان برئاسة الأب جوني سابا، مكلّف بمسح مواقع التصوير والإعداد المحلي. وكشف الزغبي أنه سيعود إلى لبنان في أيلول المقبل، للإعلان عن تفاصيل خطة الإنتاج والتوزيع والتسويق، مشددًا على أن العمل يتم بجدية ووفق معايير عالمية. وأشار إلى أن هذا الفيلم الاستثنائي سيستغرق نحو ثلاث سنوات لإنجازه، وسيتطلب مشاركة ما بين 600 و 700 شخص، فيما ستتراوح ميزانيته التقديرية بين 50 و60 مليون دولار. وختم الزغبي كلمته مؤكدًا: "من خلال هذا الفيلم، أطمح إلى إبراز التاريخ العريق للبنان، وإعادة تقديم حضارته الفينيقية إلى العالم بصورتها الحقيقية التي تستحق أن تُروى". قداس في قلب غابة الأرز وغداء قروي ثم ترأس الأب جوني سابا قدّاسًا إلهيًا في كنيسة التجلّي داخل الغابة، عاونه فيه الأب نيكولا عقيقي. واختتم اللقاء بغداء قروي في منزل الأب سابا وسط أجواء احتفالية مميزة. وقد جمع هذا اليوم بين الطبيعة، الإيمان، الوطنية والثقافة، وشكّل انطلاقة جديدة لمشروع يحمل لبنان إلى العالم.


MTV
منذ 2 أيام
- MTV
للمرة الأولى منذ 22 عاماً... جعفر بناهي يعود لمسرح "كان" ويوجه رسالة مؤثرة
ظهر المخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي منعته حكومة طهران من السفر لمدة 15 عاماً، على السجادة الحمراء لمهرجان "كان" السينمائي لحضور العرض الأول لفيلمه "إت ووز جاست أن أكسيدينت" الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان. وكانت آخر مرة يحضر فيها بناهي، الذي اعتُقل عدة مرات بسبب إنتاجه السينمائي، إلى المهرجان في 2003 عندما عُرض فيلمه (كريمزن غولد). وشهد المهرجان أيضاً حضور زوجته وابنته، بالإضافة إلى العديد من أعضاء فريق عمله، ومنهم الممثل الرئيسي وحيد مبصري. وذكر متحدث باسم الفيلم أن بناهي 64 عاماً لم يخضع لأي عقوبات رسمية خلال السنوات القليلة الماضية، وأنه لا توجد قضايا منظورة في المحاكم حالياً. في عام 2010، منعت محكمة إيرانية بناهي من صناعة الأفلام أو السفر إلى الخارج بعد إدانته بتهمة "الدعاية ضد النظام". وبكى بناهي بعد العرض الأول للفيلم في مسرح غراند لوميير الفخم، وارتجف صوته وهو يهدي الفيلم إلى المخرجين الممنوعين من التصوير في إيران، ولا سيما المخرجات والممثلات اللاتي دعمن المتظاهرات من أجل حقوق المرأة. وفي مقابلة مع مجلة "سكرين ديلي" نُشرت اليوم، قال بناهي إنه لا يزال مضطراً إلى الحفاظ على سرية عمله والعمل بصورة غير قانونية على الرغم من رفع الحظر. وتدور أحداث فيلم "إت ووز جاست أن أكسيدينت"حول وحيد، الذي يؤدي دوره مبصري والذي يخطف رجلاً بساق صناعية يشبه تماماً الرجل الذي عذبه في السجن ودمر حياته. وينطلق وحيد ليتأكد من ناجين آخرين أن هذا الرجل هو الذي كان يعذبهم بالفعل ثم يقرر ما الذي سيفعله به. وفاز بناهي بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة الكاميرا الذهبية من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "البالون الأبيض" (وايت بالون) عام 1995، وجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي لعام 2015 عن فيلمه "سيارة أجرة" (تاكسي) الذي صوره في إيران عندما كان حراً طليقاً بكفالة.


صدى البلد
منذ 3 أيام
- صدى البلد
في ذكرى رحيله.. سمير غانم أيقونة الضحك الخالدة
في مثل هذا اليوم، 20 مايو، رحل أحد أساطير الكوميديا في مصر والعالم العربي، النجم الكبير سمير غانم، الذي غادر عالمنا عام 2021، تاركًا إرثًا فنيًا ضخمًا، ومكانة خاصة في قلوب جمهوره ومحبيه. من كلية الزراعة إلى خشبة المسرح رغم تخرّجه من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، لم يكن سمير غانم يعرف أن طريقه الحقيقي هو المسرح، حيث التقى مع زميليه الضيف أحمد وجورج سيدهم، وكونوا معًا فرقة ثلاثي أضواء المسرح، اللي قلبت موازين الكوميديا في الستينيات والسبعينيات. ثلاثي أضواء المسرح... بداية الطريق أحدثت فرقة ثلاثي أضواء المسرح ضجة كبيرة في الساحة الفنية آنذاك، وحققت نجاحًا باهرًا من خلال الاسكتشات الكوميدية التي قدمتها الفرقة مثل: روميو وجولييت، طبيخ الملايكة، بالإضافة إلى مشاركتهم في مجموعة من الأفلام والمسرحيات التي حصدت إعجاب الجمهور وأثبتت موهبتهم الفريدة. استمرار المسيرة بعد رحيل الضيف أحمد في عام 1970، وبعد رحيل الضيف أحمد، قرر سمير غانم الاستمرار في العمل مع الفنان جورج سيدهم، وقدم الثنائي عددًا من المسرحيات الناجحة، كان من أبرزها: مسرحية المتزوجون: إحدى علامات المسرح الكوميدي المصري مسرحية أهلاً يا دكتور: والتي شكلت نهاية التعاون المسرحي بينهما وبداية قصة حب جديدة... قصة حب خالدة: سمير غانم ودلال عبد العزيز أثناء عرض مسرحية "أهلاً يا دكتور"، نشأت قصة حب بين الفنان سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز، تكللت بالزواج، ليشكلا معًا ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا محبوبًا، ونتج عن هذه الزيجة ابنتين أصبحتا نجمتيْن في الساحة الفنية هما: دنيا سمير غانم، وإيمي سمير غانم. تألق في السينما والتلفزيون تميّز الفنان الراحل سمير غانم بخفة دمه وحضوره الطاغي، مما مكّنه من تقديم عدد كبير من الأفلام الناجحة، منها: البعض يذهب للمأذون مرتين، خلي بالك من زوزو، أذكياء لكن أغبياء أما في التلفزيون فكانت أبرز أعماله الخالدة هي: حكاية ميزو، الكابتن جودة المسرح العشق الكبير لسمير غانم المسرح كان بمثابة العشق الأكبر في حياة سمير غانم، حيث أبدع وارتجل بطريقته الخاصة التي أكسبته لقب "ملك الإفيه"، ومن أشهر مسرحياته: أخويا هايص وأنا لايص، جحا يحكم المدينة، أنا ومراتي ومونيكا، بهلول في إسطنبول، فارس وبني خيبان، دو ري مي فاصوليا الإصابة بفيروس كورونا والرحيل في يوم 20 مايو 2021، رحل سمير غانم عن عالمنا متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 84 عامًا، وسط حالة من الحزن الشديد في الوسط الفني والجمهور.