logo
#

أحدث الأخبار مع #فلسطينفيالقلب

ملتقى "إشبيلية": الثقافة والفنون خارج الفقاعة
ملتقى "إشبيلية": الثقافة والفنون خارج الفقاعة

المدن

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المدن

ملتقى "إشبيلية": الثقافة والفنون خارج الفقاعة

أن تتفرد العاصمة بيروت بالمشهد الثقافي بتفرعاته المسرحية والسينمائية والفنية هذه مشكلة تتطلب موقفًا . والمواقف أشكالٌ تكون أحيانًا على هيئة إعادة إحياء لمركز ثقافي وفني خارج العاصمة. وهذا ما فعلته الأختان هبة ونهلا زيباوي عندما قررتا إعادة إحياء سينما "إشبيلية" ذات الصيت الشهير في صيدا. أسس عدنان زيباوي، والد هبة ونهلا، سينما إشبيلية عام 1980، وشهدت فترتا الثمانينيات والتسعينيات ازدهارًا كبيرًا لهذه السينما، التي كانت تقدم ثلاثة عروض يوميًا (الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة). ثم تدهور الوضع تدريجيًا، فانخفضت العروض لتقتصر على أفلام العيد فقط، إلى أن أُغلقت نهائيًا عام 2008. وانطلاقًا من رغبة واهتمام شخصيين بأن الحياة الثقافية يجب ألا تكون بعيدة المنال، وبما أن الصرح متوفر، قررت هبة ونهلا إعادة إحياء السينما. وتمكنتا في أقل من سنتين من ترميم المكان وإعادة تشغيله وتسجيل المركز كجمعية بهدف مأسسته . فأُعيد افتتاح السينما كمركز عام 2018، بِرُؤيةٍ وأهدافٍ جديدة ليكون ملتقى ثقافيًا شاملًا، حيث يُسلَّط الضوء على أفلام المهرجانات العربية، ويضم مقهى ومسرحًا ومساحة للدرس واللقاء وورش العمل والتدريبات. شكّلت الانطلاقة تحديًا صعبًا بسبب كل الأزمات التي واجهها لبنان بعد فترة وجيزة من الافتتاح ، بدءًا من الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، مرورًا بانتفاضة 17 تشرين وجائحة كورونا، وصولًا إلى تفجير المرفأ. لكن على الرغم من صعوبة الظروف التي أحاطت بالانطلاقة الجديدة، فإن المركز شكّل مساحة أمانٍ وملجأً لأهل المنطقة، سواء خلال فترة المظاهرات أو الجائحة، فكان مقصدًا للاستراحة والنقاش واستخدام الإنترنت والكهرباء. وتعرف الناس على المركز بصفته مكانًا جامعًا وداعمًا . وبدأت تتكوّن بين المركز وأهل المنطقة أو زائريه علاقة عضوية، ليصبح تدريجيًا مكانًا ينتمي إلى المجتمع المحيط. أقامت الأختان شبكة علاقات فنية وثقافية لترسيخ اسم إشبيلية كوجهة ثقافية في صيدا ومحيطها. ونتيجةً لهذه العلاقات، وُضِع المركز على الخريطة السينمائية في الجنوب من خلال شراكات مع سينما متروبوليس وBAFF، واستضافة مهرجان "كابريوليه" للأفلام القصيرة (الذي يُقام عادةً على درج الجميزة)، وعروض أفلام وثائقية وأفلام "فلسطين في القلب" ضمن "أيام فلسطين السينمائية"، وعروض "مشروع أفلام 48 ساعة". وأثمرت هذه الشراكات عن عرض ما يقارب 120 فيلمًا حتى الآن. وبهدف تسليط الضوء على مخرجين من صيدا، كانت آخر نشاطات المركز (نيسان 2025) بالتعاون مع مجموعة "بشكير"، عرض 3 أفلام ضمن "أفلام صيدا السينمائي" لمخرجين من المدينة. عُرِض "عالمٌ ليس لنا" للمخرج مهدي فليفل (المولود في عين الحلوة)، وكان هذا الفيلم قد عُرض لأول مرة في 2012 بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وحصل على أكثر من 30 جائزة، منها جائزة "فيلم السلام" في مهرجان برلين السينمائي عام 2013. كما شمل النشاط عرض فيلم "البوابة الفوقا" للمخرجة عرب لطفي (المولودة في صيدا أيضًا)، وهو أول فيلم وثائقي لها، ويتناول تاريخ مسقط رأسها من خلال قصص السكان. وفي 2 أيار، سيُعرض الفيلم الثالث والأخير ضمن هذا النشاط، وهو "ثمانية وعشرون ليلاً وبيتٌ من الشعر" لأكرم زعتري، عن المصور الصيداوي هاشم المدني الذي يمتلك أرشيفًا ضخمًا عن صيدا. بالإضافة إلى السينما، استضاف المركز على خشبة مسرحه (الذي يتسع لأكثر من 450 مقعدًا) عروضًا مسرحية عديدة، منها: "شو منلبس؟"، و"مجدرة حمرا" ليحيى جابر وأنجو ريحان، و"اللي شبكنا يخلصنا" لزينة دكاش. كما أُنتجت مسرحية عن سينمات صيدا السبعة القديمة، وعُرض حفل "هديرك يا بحر" لزياد وأمل كعوش كتحية لغسان كنفاني... وغيرها. يُدرج المركز ضمن برمجته العديد من الأنشطة والدورات، مثل دورة "كونان للمناظرات"، ودورات "إشبيلية توك" (حيث يُستقبَل خبراء في مجالات مختلفة للمناقشة على مدار شهرين)، ونشاط "الأوبن مايك" (Open Mic) ، أو ورش لتحويل الأفكار إلى مشاريع، وورش مسرحية كتلك التي أُقيمت مع خليل الحج علي، وأثمرت عن إنتاج عمل "لو لم يكن البحر أزرق". استفاد المركز حتى الآن من منحتين من "آفاق"، جُعِلَتَا لإنشاء موقع إلكتروني للمركز ومسار لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنهم اضطروا لاحقًا للاستغناء عنه لأسباب تقنية، على أمل إعادة تجهيز المكان (المتعدد الأدراج) بوسيلة أكثر فاعلية، إيمانًا منهم بأهمية جعل المركز متاحًا للجميع دون عوائق. معظم الورش والأنشطة التي يُقيمها المركز مجانية، بما في ذلك بعض عروض الأفلام. ولضمان استمرارية البرمجة على مدار السنة بشكل مستدامٍ يُغطي كل الاحتياجات والمصاريف والرواتب دون الاعتماد حصريًا على المنح، يقدم المركز خدمة تأجير المسرح والقاعات للمؤسسات والمجموعات لأنشطة خاصة. كما يُساهم المقهى التابع للمركز (الذي يقصده الشباب للدراسة أو اللقاء) في تمويله. يؤمن القائمون على هذا المشروع بالعمل التراكمي، ويسعون لأن يكون هذا المكان، كما خططوا له، ملتقًى يُعتمد عليه — حيث تكون المساحة دائمًا متاحة، ويجد الزائر دائمًا عرضًا لفيلم، أو مسرحية، أو ندوة، أو حتى فنجان قهوة مع الأصدقاء. وتطمح هبة ونهلا إلى ترسيخ مركز إشبيلية كجزء من هوية المدينة ونسيج مجتمعها. ويبقى التحدي الأكبر جذب الشباب إلى مشهد ثقافي موازٍ، خاصة أن جامعات صيدا لا تضم تخصصات في السينما أو المسرح أو الفنون، مما يفرض على المركز — بالإضافة إلى مهمة تقريب المسافة بين الجمهور والعروض الثقافية — مهمة خلق الاهتمام والشغف بهذا العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store