
قصف عنيف وتحويل مراكز المساعدات إلى مصائد موت
يواصل
جيش الاحتلال الإسرائيلي
حربَ الإبادة على قطاع غزة المحاصر، في وقت تواجه فيه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الحرب والوضع الإنساني المأساوي في القطاع الفلسطيني، إذ أدى حصار مطبق استمر لأكثر من شهرين وجرى تخفيفه جزئياً الأسبوع الماضي، إلى نقص حاد في الغذاء والدواء وغيرهما من المواد الأساسية.
وقال برنامج الأغذية العالمي، أمس السبت، إن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيد لضمان إيصال المساعدات والغذاء إلى القطاع. ومنذ 20 شهراً يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدأ قبل ثلاثة أشهر عملية تجويع ممنهج، ومنع جميع المؤسسات الدولية من إدخال إمدادات. وأشار البرنامج الأممي، في بيان عبر منصة إكس، إلى أن لديه "ما يكفي من الغذاء لإطعام 2.2 مليون فلسطيني بالقطاع لمدة شهرين، ووقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإيصاله بأمان"، ولفت إلى أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بتصاعد عقب الحصار الشديد الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليها.
وعلى صعيد الحراك الدبلوماسي الرامي إلى وقف إطلاق النار في غزة، نقلت "رويترز" عن مسؤول في حركة حماس قوله، أمس السبت، إنّ الحركة ردت إيجابياً على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، لكنّها تسعى لإدخال بعض التعديلات. ولم يوضح المسؤول التعديلات التي تسعى الحركة لإدخالها، فيما قال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لـ"رويترز" إن من بين التعديلات التي تسعى حماس لإدخالها، إطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل خلال الهدنة التي تستمر 60 يوماً، وتوزيع المزيد من المساعدات في مختلف المناطق، وأضاف المسؤول أن حماس تريد أيضاً ضمانات بأن الاتفاق سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
"العربي الجديد" ينقل أبرز تطورات الحرب على غزة أولاً بأول..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
كيف تغير التكنولوجيا استراتيجيات الحرب وأدواتها؟
يدلل هجوم المسيرات الأوكراني الأخير على المطارات الروسية على التحولات الجذرية التي تدخلها التكنولوجيا المتقدمة على الحرب واستراتيجياتها وأدواتها. فبعملية استخباراتية جريئة، أدخل الأوكرانيون في شاحنات نقل عديد المسيرات إلى الأراضي الروسية، وتجاوزوا بذلك خطوط الدفاع الجوي التي عادة ما تعمل لرصد وإسقاط الأجسام المعادية على الحدود وعلى مسافات بعيدة عن المواقع الحيوية، ثم أطلقوها ومن مسافات قريبة بحمولتها المتفجرة لمهاجمة المقاتلات والقاذفات الروسية الرابضة في المطارات فدمروا وأعطبوا 40 وأظهروا قدرتهم على نقل العمليات العسكرية إلى العمق الروسي. وبينما تقترب الخسائر المادية لروسيا، وفقا للتقديرات الأولية، وبسبب التكلفة الباهظة للمقاتلات والقاذفات من 7 مليارات دولار أمريكي، لم يتحمل الطرف الأوكراني الكثير نظرا للكلفة المحدودة للمسيرات والتي باتت تستخدم على نحو يومي في الحرب بين البلدين. بذلك تكون التكنولوجيا المتقدمة، والتي تطورت معها المسيرات كسلاح جوي فعال وفتاك، قد قدمت للبلد الأصغر والأضعف عسكريا في الحرب الروسية-الأوكرانية الفرصة لتجاوز اختلال موازين القوة وتوظيف أداة رخيصة الثمن لتدمير أسلحة باهظة الكلفة وتغيير معادلة العمق الروسي الذي لا يمس في مقابل الأراضي الأوكرانية المستباحة. فقد مكنت التكنولوجيا، ومعها بالقطع الكفاءة الاستخباراتية، أوكرانيا من توجيه ضربة مؤلمة لروسيا في مطاراتها الواقعة في العمق السيبيري. القوة المفرطة التي تمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها تغري بالتوسع في الحروب والصراعات العسكرية وإطالة أمدها وبالمثل، تغير التكنولوجيا المتقدمة من معادلات استراتيجية أخرى وتعيد ترتيب أهمية الأدوات العسكرية المستخدمة في الحروب بين البلدان وتزيد في جميع الأحوال من قدراتها التدميرية. ليست تكنولوجيا الحرب في القرن الحادي والعشرين تكنولوجيا أقل دموية من سابقاتها، بل على العكس فهي تنشر الدماء والدمار على نحو أوسع نظرا للكلفة المحدودة لأدوات كالمسيرات التي يستخدمها الأوكرانيون في أوروبا ودول كإسرائيل وإيران في الشرق الأوسط وحركات اللادولة كالحوثيين وتسمح للأطراف الأضعف في معادلات القوة من تجاوز اختلال القدرات العسكرية بتوجيه ضربات من نوعية هجوم المسيرات الأوكراني أو من نوعية المسيرات والصواريخ التي يطلقها الحوثيون. ولا يقل عن هذا الأمر خطورة ما ترتبه استخدامات الذكاء الاصطناعي فيما خص الحروب والصراعات العسكرية. فقد تطورت قدرات كرصد وتحديد مواقع ومهاجمة العناصر البشرية والمقومات المادية للدول وحركات اللادولة، على النحو الذي أظهرته ضربات إسرائيل المتتالية ضد إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن. هنا أيضا لا يرادف التقدم التكنولوجي التراجع في خرائط الدماء والدمار الناجمة عن الحروب، بل يعني في التحليل الأخير وبسبب القوة المفرطة المزيد من القتل والتشريد. فالقوة المفرطة التي تمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها تغري بالتوسع في الحروب والصراعات العسكرية وإطالة أمدها (على النحو الذي آلت إليه الأمور بين روسيا وأوكرانيا وتتواصل به الحرب في غزة) وتغري أيضا بالتوسع في استهداف العناصر البشرية والمقومات المادية لدى الأطراف المعادية (على النحو الذي تمارسه روسيا يوميا بتدمير البنى التحتية الأوكرانية وتستخدمه إسرائيل ضد حماس وحزب الله). وما بين تغيير التكنولوجيا المتقدمة لاستراتيجيات الحروب وأدواتها، بعد أن صارت المسيرات التي لا تكلف سوى آلاف الدولارات قادة على تدمير مقاتلات وقاذفات بمليارات الدولارات (الهجوم الأوكراني الأخير) وبين القوة المفرطة التي تمكن استخدامات الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها ومن توظيفها في سياق عمليات استخباراتية مدبرة (عملية الباجر التي نفذتها إسرائيل ضد عناصر حرب الله) تتصاعد عالميا سباقات تسلح محمومة ولهاث محموم أكثر خلف أسلحة الدمار الشامل دون خطوط حمراء. وحتما ستتمثل نتائج تلك التطورات الخطيرة في اتساع نطاقات الحروب والصراعات العسكرية وارتفاع مناسيب الدماء والدمار، وفي إبعاد دول هي في أمس الحاجة إلى تخصيص إمكاناتها للعمل التنموي والأمن الإنساني ولجهود التكيف البيئي وللطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر عن كل ذلك والزج بها إلى أتون سباقات التسلح وجنون أسلحة الدمار الشامل. وإذا كان القليل من بين دول عالم اليوم لا يعاني من محدودية الإمكانات المادية ويستحوذ على ما يكفيه لإطلاق جهود التنمية المستدامة وتطوير تسليح جيوشه (دول الخليج خاصة السعودية والإمارات نموذجا) فإنه كان من الأجدر بالدول هذه والأفضل لها أن تبتعد عن سباقات التسلح وأن توجه الموارد الموظفة لشراء الأسلحة إلى مساعدات تنموية لجوارها المباشر والإقليمي (وهو فيما خص السعودية والإمارات دول شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير المصدرة للنفط أو الغاز الطبيعي). ليست الأزمة الحادة التي تتعرض لها منظومة العلاقات الدولية في 2025 وحسب من صناعة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولا من نتاج التعريفات الجمركية التي يفرضها على الشركاء والمنافسين على حد سواء، بل هي أيضا ترتبها التغيرات المتسارعة التي تأتي بها التكنولوجيا المتقدمة إلى ساحات الحروب والصراعات العسكرية وتزيد من حدتها الأبواب التي صارت مشرعة لجحيم سباقات التسلح والقوة المفرطة وأسلحة الدمار الشامل. كاتب من مصر


القدس العربي
منذ 9 ساعات
- القدس العربي
تحذيرات أطلقها سفير تل أبيب السابق في برلين: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تتجه إلى التدهور
الناصرة ـ «القدس العربي»: يتساءل باحث إسرائيلي بارز عن مستقبل العلاقات الثنائية الاستثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة في ظل حرب الإبادة في غزة، وفي ضوء التحولات الدراماتيكية التي يشهدها الواقع الأمريكي الداخلي، والإقليمي، والعالمي. وفي مقال نشره معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يطرح السفير الإسرائيلي السابق في برلين والباحث الحالي في الأمن القومي، شمعون شتاين، السؤال عمّا إذا كانت العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ستظل محصّنة أمام هذه التحوّلات وتبعاتها المتعددة، وهل سيظلّ ما كان هو ما سيكون رغم التعديلات الظرفية، وهل ستظلّ قيمتها الاستراتيجية تفوق العبء المحتمل الذي قد تُشكّله بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وفي معرض إجابته، يحذّر الباحث من التآكل الواضح في الركائز الثلاث للعلاقات الاستثنائية، وهي القيم المشتركة، والمصالح المتبادلة، والاتجاهات السياسية داخل الجالية اليهودية الأمريكية، ويشير إلى أن هذا التآكل لا يبشر بخير. ويرى أن الإجابة عن هذه الأسئلة لا تكمن فقط في التغيرات البنيوية التي يشهدها العالم، بل أيضًا في تآكل عناصر العلاقة الاستثنائية، بما في ذلك الشراكات الاستراتيجية والتحالفات الأمنية، وكذلك الرابط العاطفي الذي كان يجمع بين المجتمع اليهودي الأمريكي وإسرائيل، وهي عناصر لم تعد بديهية كما كانت في السابق. ويعلل شتاين رؤيته بالإشارة إلى أنه، وعلى مدى أعوام طويلة، كان من الممكن دعم التقدير الذي يفيد بأن إسرائيل تستطيع مواصلة تحدّي الولايات المتحدة، بل وحتى الإضرار بمصالحها في الشرق الأوسط، من دون أن تتخلى الإدارة الأمريكية عن دعمها المبدئي لها. ومع ذلك، يبرز السؤال: هل ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها المستقبلية إذا سعت إليها بطرق يمكن أن تمسّ بالأولويات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية، من دون أن تُلحق الضرر بأساس العلاقات بين الدولتين؟ وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، يستحضر شتاين قول الكاتب الأمريكي إرنست همنغواي عندما وصف الإفلاس أنه يحدث بطريقتين: بالتدريج، ثم فجأة. في جوهر هذا القول، تكمن الفرضية القائلة إن العمليات التاريخية والسياسية غالبًا ما تحدث على مدى زمني طويل، ويمكن تتبّعها أو تجاهلها، لكنها عندما تنضج، تؤدي إلى نتائج تبدو كأنها أحداث مفاجئة. وفقط في تلك اللحظة تُطرح الأسئلة بشأن أسبابها، وإن كان بالإمكان منعها. ويرى أن هجوم حركة 'حماس' في السابع من تشرين الأول/أكتوبر يشكل مثالًا على هذا النوع من العمليات، حيث يعكس واقعًا تراكمت مؤشراته على مدى سنوات، إلى أن وقع الانفجار. ويقول إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تنطوي كذلك على إمكانية التطور على هذا النحو. ويشير إلى أن هذه العلاقات الخاصة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية بدأت، على مرّ الأعوام، تُظهر تصدّعات، وهذه التصدعات آخذة في الاتساع في الوقت الحالي، بعضها ناجم عن سياسات إسرائيل نفسها، وأخرى هي نتيجة عمليات داخلية أميركية وعالمية تُلقي بظلالها على العلاقات الثنائية. ويتساءل شتاين هنا ما إذا كان من الممكن ترميم هذه التصدعات، أم أن العالم يقف على أعتاب نهاية عهد وبداية عهد جديد في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، سيكون أقل تقاربًا وأقل استثنائية. ويستعرض هذه الركائز الثلاث بالتفصيل، ويبدأ بالركيزة الأولى، وهي القيم المشتركة. ويقول إن الولايات المتحدة لطالما فهمت ذاتها على أنها أمة ذات رسالة عالمية، تسعى لنشر الخير، ويتجلّى ذلك، على سبيل المثال، في دخولها الحرب العالمية الأولى كما أعلن الرئيس وودرو ويلسون، من أجل جعل العالم آمنًا للديمقراطية. ويضيف شتاين أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبصورة أوضح منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت الولايات المتحدة زعيمة للعالم الغربي وقائدة للنظام الليبرالي الرأسمالي، مسترشدة بمبادئ المحافظة على النظام الديمقراطي، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان. وقد اعتُبرت إسرائيل في هذا السياق دولة تستلهم قيماً مشابهة لتلك التي توجه المجتمع الأمريكي الديمقراطي، وجزءًا من العالم الغربي، ومن هنا جاء الاستعداد الأمريكي لدعمها ومساندتها. غير أن الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب عبّرت عن توجه مختلف تمامًا عن ذلك الذي ساد في معظم الإدارات الأمريكية السابقة. فجوهر هذا التوجه تمثّل في التخلي عن النظام الليبرالي، والتشكيك في أهمية التحالفات الدولية، ورفع شعار 'أمريكا أولًا'، وفي الوقت ذاته 'ترامب أولًا'. ويشير شتاين إلى أن هذا التوجه الجديد ترافق مع تآكل متواصل في دعم إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، وتحوُّل الدعم الأمريكي لها من قضية إجماعية إلى مسألة خلافية، وهو ما يعود جزئيًا إلى السياسات الإسرائيلية التي عكست انحيازًا واضحًا إلى الحزب الجمهوري. أما الركيزة الثانية فهي المصالح المشتركة، التي تشكّلت خلال فترة الحرب الباردة والصراع بين الكتلتين الشرقية والغربية. فقد تميزت تلك المرحلة بتطابق في المصالح في مواجهة عدو مشترك تمثل في الاتحاد السوفياتي وشركائه في الشرق الأوسط، الذين سعوا إلى تدمير إسرائيل. في ذلك الوقت، نظرت الولايات المتحدة إلى إسرائيل باعتبارها حليفًا في الجهد الإقليمي والعالمي لطرد نفوذ الاتحاد السوفياتي. ومع انتهاء الحرب الباردة وزوال التهديد السوفياتي، برز تهديد مشترك جديد تمثّل في ما يسمى الإرهاب في الشرق الأوسط والإرهاب الدولي، وظلت إسرائيل، التي كانت مصمّمة على محاربة هذا الإرهاب، شريكة ذات صلة بالمصالح الأمريكية. غير أن شتاين ينبّه إلى أن الدعم الإيراني المتواصل للتنظيمات المسلحة مثل حركة 'حماس'، و'حزب الله'، وميليشيا الحوثي، وميليشيات أخرى مدعومة من إيران، يُعتبر تهديدًا مباشرًا لإسرائيل أكثر مما هو تهديد مباشر للمصالح الأمريكية في المنطقة. وفي ما يتعلق بإيران، يقول شتاين إن التهديد يبدو مشتركًا، لكنه محدود. ففي حين ينظر كثيرون في إسرائيل إلى التهديد الإيراني على أنه تهديد وجودي، سواء على الصعيد النووي أو الصاروخي أو التخريبي، فإن الأمر يختلف في الولايات المتحدة، التي ترى في إيران تهديدًا لحلفائها في المنطقة، ومن هنا، تهديدًا غير مباشر لمصالحها، وهذا التباين يُعد مصدر احتكاك مستمر بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي. ويُشير شتاين إلى محور خلاف إضافي يتمثّل في القضية الفلسطينية، التي اكتسبت أخيرًا بُعدًا جديدًا من الإلحاح في ظل الحرب الجارية في قطاع غزة، وفي سياق خطط الرئيس ترامب الواسعة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على أساس علاقات محسّنة مع دول الخليج، لخدمة مصالحه ومصالح عائلته الاقتصادية، كما تجلّى ذلك خلال زيارته لتلك الدول. وحسب شتاين، تُشكّل الحرب المستمرة في غزة، وخاصة قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجَزين لدى حركة 'حماس'، عقبة أمام مساعي ترامب لتأسيس واقع جيوسياسي جديد في المنطقة يتمثل في ائتلاف مؤيد للولايات المتحدة، ويكون بمثابة ثقل مضاد لإيران وحلفائها، بما في ذلك روسيا والصين. ويضيف أن أحد الأهداف المرحلية لهذا المشروع هو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، غير أن رفض الأخيرة اتخاذ خطوات نحو تطبيق حل الدولتين يُعد العقبة الأساسية أمام تحقيق هذا الهدف. وبهذا المعنى، فإن إسرائيل، في الوقت الراهن، تُعرقل المساعي الأمريكية لتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام. علاوة على ذلك، فإن المكانة المحورية التي تحظى بها السعودية في سياسة ترامب في الشرق الأوسط يمكن أن تؤدي إلى تآكل مكانة إسرائيل بوصفها الحليف الأهم للولايات المتحدة في المنطقة. ويرى شتاين أن أحد الاختبارات الحاسمة لأهمية إسرائيل الاستراتيجية في نظر الإدارة الأمريكية سيكون القرار الذي ستتخذه واشنطن بشأن المساعدات الأمنية لإسرائيل في الأعوام القادمة. أما الركيزة الثالثة من ركائز العلاقة الثنائية، فهي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، والتي لطالما نُظر إليها على أنها جسر بين المجتمعين والدولتين. إلا أن هذه الركيزة أيضًا تشهد تصدعات واضحة في الفترة الأخيرة. فقد أثار تحوُّل إسرائيل إلى قضية خلافية بين الحزبين انقسامات داخل الجالية اليهودية نفسها، التي ما زالت غالبيتها تصوّت لمصلحة الحزب الديمقراطي، رغم مواقفه النقدية من سياسة إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ويخلص شتاين إلى أن الجالية اليهودية الأمريكية برمتها تواجه اليوم ضرورة التصدي لتصاعد معاداة السامية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول واندلاع الحرب في غزة، في ظل اتجاه مقلق يتمثل في تزايد انكفاء الجيل الشاب اليهودي عن دعم إسرائيل.


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين في كمين للقسام شرق مخيم جباليا
أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بمقتل وإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ، اليوم الاثنين، في كمين نفذته المقاومة الفلسطينية قرب مخيّم جباليا شمالي قطاع غزة ، فيما أعلنت كتائب القسام أنها قتلت وجرحت عدداً من جنود الاحتلال خلال اشتباكات ضارية من المسافة صفر شرق مخيّم جباليا. ولم يصدر جيش الاحتلال أيّ إعلان رسمي بهذا الشأن، وهو في العادة يفرض حظراً للنشر عندما يتعرض جنوده لكمائن مميتة في القطاع. وقالت المواقع الإسرائيلية إنّ مركبة عسكرية تعرضت لصاروخ مضاد للدروع أطلقته المقاومة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين، في حصيلة أولية. وذكرت المواقع أنّ جهود إخلاء الجنود الجرحى واجهت صعوبة بسبب ضراوة المعارك في محيط الكمين، مضيفة أن مروحية عسكرية فشلت في محاولة أولى للهبوط في مكان الكمين شرق مخيّم جباليا. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طيران الاحتلال شنّ سلسلة غارات عنيفة في محيط الكمين، ولفتت المواقع الإسرائيلية إلى أنّ الجنود القتلى في الكمين يتبعون للواء غولاني الأكثر شهرة في جيش الاحتلال، ولاحقاً قصفت مدفعية جيش الاحتلال منطقة شرق جباليا بوابل من القذائف. سيرة سياسية التحديثات الحية محمد السنوار.. رجل الظل في كتائب القسام وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت تجمعاً لقوّات إسرائيلية وموقعاً لجيش الاحتلال وآلية عسكرية في قطاع غزة بقذائف هاون وصواريخ، وقالت الكتائب في بيان: "بعد عودتهم من خطوط القتال، أكّد مجاهدو القسام استهداف تجمع لقوات العدو شرق بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع بـ13 قذيفة هاون عيار 120 ملم و60 ملم"، كما جرى "استهداف موقع العين الثالثة شرق المدينة بثلاثة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى بتاريخ 31-05-2025"، حسب البيان. وفي بيان ثانٍ، قالت "القسام" إنّ عناصرها استهدفوا "جرافة عسكرية من نوع (D9) بقذيفة الياسين 105، يوم أمس الأحد، في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع". ووسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي بغطاء جوي كثيف حرب الإبادة على قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، في إطار عملية أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، ويهدف من خلالها إلى احتلال القطاع بالكامل وتهجير سكانه. وبالتزامن مع العملية، استهدف الاحتلال المستشفيات ومخيّمات النزوح، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، وأفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، بوصول 52 شهيداً و503 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54470 شهيداً و124693 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.