
حفظ الأجساد بالتبريد: ماذا لو يعود الموتى إلى الحياة؟
هل الموت هو النهاية الحتميّة، أم هو مجرّد مرحلة يمكن تجاوزها؟ ماذا لو كان في الإمكان إيقاف الزمن عند لحظة الوفاة، بانتظار مستقبل يحمل علاجاً لكلّ الأمراض؟ يبدو الأمر حلماً من الخيال العلميّ، لكنّه اليوم مشروع واقعيّ تراهن عليه شركة "تومورو بيوستاسيس" Tomorrow Biostasis. فعبر تقنية الحفظ بالتبريد، يعلّق العلماء الحياة على أمل إعادتها يوماً ما. فهل نحن أمام ثورة علميّة ستغيّر مفهوم الحياة والموت، أم هو مجرّد وهم مكلف لن يتحقّق إطلاقاً؟
ما هو الحفظ بالتبريد؟
الحفظ بالتبريد هو إجراء علميّ متقدّم يهدف إلى إيقاف العمليّات البيولوجية في الجسد بعد الوفاة القانونية، عبر خفض درجة حرارته إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر باستخدام النيتروجين السائل. تُستبدل بسوائل الجسم محاليل واقية تمنع تلف الأنسجة، ما يسمح بالحفاظ على الجسد في حالة ثابتة، على أمل أن تتوافر في المستقبل تقنيات طبيّة قادرة على معالجة سبب الوفاة وإعادة الإحياء.
كيف تعمل تقنية الحفظ بالتبريد؟
عند وفاة أحد المشتركين في برنامج "تومورو بيوستاسيس" يتلقّى فريق الطوارئ إشعاراً فورياً ويُرسل إلى الموقع خلال وقتٍ قصير، ويبدأ تبريد الجسم باستخدام الثلج والماء، بالتزامن مع إجراء إنعاش قلبيّ رئويّ وإعطاء أدوية خاصّة لحماية الأنسجة. بعد ذلك، تُستبدل بسوائل الدورة الدموية محاليل تمنع تكوّن البلورات الثلجية داخل الخلايا. وعند الانتهاء من هذه الخطوات، يُنقل الجسد إلى منشأة تخزين متخصّصة في سويسرا، ويُحفَظ في حاويات مملوءة بالنيتروجين السائل.
ما هي تكلفة الحياة الثانية؟
تعتمد "تومورو بيوستاسيس" نموذج اشتراك مرن يشمل رسوماً شهرية تبلغ حوالى 55 دولاراً أميركيّاً، تُغطّي خدمات الطوارئ والتجهيزات. أمّا تكلفة الحفظ الطويلة الأمد فتُقدّر بحوالى 218,000 دولار لحفظ الجسم بالكامل، و82,000 دولار لحفظ الدماغ فقط. عادةً ما يُغطّي المشتركون هذه الأكلاف من خلال التأمين على الحياة، إذ تُخصّص الأقساط الشهرية لتأمين المبلغ المطلوب في المستقبل. على سبيل المثال، قد يدفع شاب في الثلاثين من عمره نحو 35 دولاراً أميركياً شهرياً لهذا التأمين، بالإضافة إلى رسوم العضوية.
لضمان تنفيذ عملية الحفظ بالتبريد بسلاسة، توفّر الشركة للمشتركين مجموعة من الوثائق القانونيّة. تشمل عقد الحفظ بالتبريد، الذي يوضّح بالتفصيل الاتفاقية بين المشترك والشركة، و"إرادة أخيرة" تحدّد رغبته في التبرّع بجسده لعملية الحفظ بالتبريد، و"توجيهات مسبقة للمريض" تساعد في تسريع عمليّة الإخطار في حالة الوفاة غير المتوقّعة. توصي الشركة بأن يقوم المشتركون بملء هذه الوثائق وتقديمها لضمان تنفيذ رغباتهم من دون معوّقات قانونية.
تجربة المشتركين والآفاق المستقبلية
حتّى الآن، انضمّ أكثر من 750 شخصاً إلى برنامج "تومورو بيوستاسيس"، وتمّ حفظ 20 مريضاً بالتبريد، بالإضافة إلى 10 حيوانات أليفة. وعلى رغم أنّ تقنية إعادة الإحياء لم تُطوّر بعد، إلّا أنّ الشركة تراهن على التقدّم المستمرّ في العلوم الطبية والتكنولوجية لتحقيق ذلك في المستقبل. تستثمر الشركة بشكل كبير في البحث والتطوير، وتسعى إلى تحسين تقنيات الحفظ بالتبريد وزيادة فرص النجاح في المستقبل.
خاتمة: هل يجب أن نتحدّى الموت؟
يبقى الحفظ بالتبريد مشروعاً مثيراً للجدل، يحمل في طياته وعوداً علميّة مغرية، لكنّه في الوقت نفسه يطرح تساؤلات أخلاقية عميقة. هل يحقّ للإنسان أن يتحدّى قوانين الطبيعة ويسعى إلى إطالة حياته إلى أجل غير مسمّى؟ وماذا عن الفجوة بين من يستطيعون تحمّل أكلاف هذه التقنية ومن لا يملكون رفاهية انتظار مستقبل مجهول؟
وإذا نجحت هذه المحاولات يوماً ما، فكيف سيؤثر ذلك على التوازن الاجتماعيّ والديموغرافيّ؟ هل سيكون العالم مستعدّاً لاستقبال العائدين من الموت، أم أنّنا نفتح باباً لا نعرف عواقبه؟ وبينما تواصل "تومورو بيوستاسيس" وغيرها من الشركات سعيها نحو تحقيق ما كان يوماً حلماً خياليّاً، يبقى السؤال الأهمّ: هل نحن مستعدّون حقاً لعالم يُعاد فيه الموتى إلى الحياة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 5 ساعات
- بيروت نيوز
هذه نتائج تحليل نوعية المياه في نهر الليطاني وقنوات الري التابعة له
أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أنه، استنادًا إلى نتائج التحاليل المخبرية الدورية التي أُجريت على نوعية المياه في مختلف نقاط المراقبة على مجرى نهر الليطاني وقنوات الري التابعة له، تبيّن ما يلي: أولاً: تحسّن ملحوظ في نوعية المياه في الحوض الأدنى وقنوات ري القاسمية سجّلت التحاليل في الحوض الأدنى للنهر، لا سيما في المواقع الواقعة عند الخردلي، الزرارية، غندورية، القاسمية، بالإضافة إلى قناة ري القاسمية وفروعها (صيدا، صور، القليلة، وبرك رأس العين)، أرقاما ممتازة من حيث المؤشرات الجرثومية والكيميائية، وجاءت كافة المؤشرات متوافقة مع الحدود القصوى المسموح بها لمياه الري بحسب المعايير المعتمدة (مثل الكوليفورم الكلي، النيتروجين، الفوسفات، المواد الصلبة العالقة، الطلب الكيميائي على الأوكسجين COD، والطلب البيولوجي على الأوكسجين BOD). ويُعدّ هذا التحسن ثمرة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها المصلحة، خصوصاً على صعيد إزالة التعديات عن مجرى النهر، ومنع الصرف غير القانوني، وضبط استخدام المياه. ثانياً: استمرار التلوّث الحاد في الحوض الأعلى للنهر في المقابل، ما زالت مؤشرات التلوّث في الحوض الأعلى لنهر الليطاني، الممتد من نبع العليق حتى بحيرة القرعون، تُسجّل مستويات مرتفعة جداً من التلوّث الجرثومي (Total & Fecal coliforms) والكيميائي (COD، BOD، النيتروجين، الفوسفات)، ما يجعل المياه في هذه المناطق غير صالحة للاستخدام الزراعي. ويُعزى ذلك إلى استمرار تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في مجرى النهر، إضافةً إلى تعثّر تشغيل العديد من محطات التكرير في هذه المنطقة. ثالثاً: توصيات واستمرار المتابعة تؤكّد المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التزامها الكامل بمتابعة الإجراءات القانونية والتقنية لحماية نوعية المياه في مجرى النهر، وخصوصاً في الحوض الأعلى، من خلال: • إزالة التعديات وملاحقة المخالفين. • التنسيق مع الوزارات المعنية لتفعيل تشغيل محطات المعالجة. • استكمال برامج المراقبة والتحاليل الدورية. • رفع التقارير إلى الجهات الرقابية والقضائية المختصة عند الاقتضاء.


المنار
منذ 6 ساعات
- المنار
منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل من دون أميركا
يلتقي المئات من المسؤولين بمنظمة الصحة العالمية والمانحين والدبلوماسيين في جنيف بدءا من اليوم الاثنين في اجتماع يهيمن عليه سؤال واحد حول كيفية التعامل مع الأزمات -بداية من مرض الجدري وحتى الكوليرا- من دون الممول الرئيسي، الولايات المتحدة. ويستمر الاجتماع السنوي لأسبوع من جلسات المناقشة وعمليات التصويت والقرارات، ويستعرض عادة حجم قدرات المنظمة التابعة للأمم المتحدة، التي أُقيمت لمواجهة تفشي الأمراض والموافقة على اللقاحات ودعم النظم الصحية في جميع أنحاء العالم. أما هذا العام فإن الموضوع الرئيسي هو تقليص نطاق المنظمة، نظرا لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ عملية تستغرق عاما لانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وفق أمر تنفيذي أصدره في أول يوم له في المنصب في يناير/كانون الثاني الماضي. وفي السياق، قال مدير تنسيق تعبئة الموارد في منظمة الصحة العالمية دانييل ثورنتون، لوكالة رويترز، إن 'هدفنا يتمثل في التركيز على العناصر العالية القيمة'، وسيجري النقاش لتحديد هذه 'العناصر ذات القيمة العالية'. وقال مسؤولو الصحة إن الأولوية ستظل لعمل منظمة الصحة العالمية في تقديم إرشادات للبلدان بشأن اللقاحات والعلاجات الجديدة للحالات المرضية المختلفة بداية من السمنة إلى فيروس نقص المناعة البشرية. وفي أحد عروضها التقديمية للاجتماع، الذي تمت مشاركته مع جهات مانحة واطّلعت عليه رويترز، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مهام الموافقة على الأدوية الجديدة ومواجهة تفشي الأمراض ستبقى دون المساس بها، في حين يمكن إغلاق برامج التدريب والمكاتب في البلدان الأكثر ثراء. وكانت الولايات المتحدة تقدم نحو 18% من تمويل منظمة الصحة العالمية. وقال دبلوماسي غربي -طلب عدم الكشف عن هويته- إنه يتحتم 'علينا أن نتدبر أمورنا بما لدينا'. تقليص واستعد العاملون بتقليص عدد المديرين وحجم الميزانيات منذ إعلان ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي جاء خلال موجة من الأوامر وتخفيضات المساعدات التي عرقلت سلسلة من الاتفاقيات والمبادرات المتعددة الأطراف. ويعني تأجيل الانسحاب الذي يستمر لمدة عام، بموجب القانون الأميركي، أن الولايات المتحدة لا تزال عضوا في منظمة الصحة العالمية وسيظل علمها خارج مقر المنظمة في جنيف حتى تاريخ مغادرتها الرسمي يوم 21 يناير/كانون الثاني 2026. وبعد أيام من تصريح ترامب، تسبب الرئيس الأميركي في حالة من الغموض بقوله إنه قد يفكر في العودة إلى المنظمة إذا 'نظفها' موظفوها. لكن مبعوثي الصحة العالميين يقولون إنه لم تظهر منذ ذلك الحين أي علامة تُذكر على تغيير رأيه. لذا، فإن منظمة الصحة العالمية تخطط للمضي قدما مع وجود فجوة في ميزانية هذا العام تبلغ 600 مليون دولار وتخفيضات بنسبة 21% على مدى العامين المقبلين. وكان ترامب اتهم منظمة الصحة العالمية بأنها أساءت التعامل مع جائحة كوفيد-19، وهو ما تنفيه المنظمة. الصين تأخذ زمام المبادرة بينما تستعد الولايات المتحدة للخروج من المنظمة، من المقرر أن تصبح الصين أكبر الجهات المانحة للرسوم الحكومية، وهي أحد مصادر التمويل الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية إلى جانب التبرعات. وسترتفع مساهمة الصين من أكثر بقليل من 15% إلى 20% من إجمالي الرسوم الحكومية بموجب إصلاح شامل لنظام التمويل المتفق عليه عام 2022. وقال تشن شو سفير الصين في جنيف للصحفيين الشهر الماضي 'علينا أن نتعايش مع المنظمات متعددة الأطراف بدون الأميركيين. الحياة ستستمر'. وأشار آخرون إلى أن هذا يمكن أن يكون وقتا مناسبا لإجراء إصلاح شامل أوسع نطاقا، بدلا من الاستمرار تحت مظلة تسلسل هرمي للداعمين معاد تشكيله. من جهته، تساءل أنيل سوني الرئيس التنفيذي في 'هو فاونديشن'، وهي مؤسسة مستقلة لجمع التبرعات لمنظمة الصحة العالمية، 'هل تحتاج المنظمة إلى جميع لجانها؟ هل تحتاج إلى نشر آلاف المطبوعات كل عام؟'. وقال إن التغييرات أدت إلى إعادة النظر في عمليات الوكالة، ومنها إذا ما كان ينبغي أن تركز على تفاصيل مثل شراء الوقود في أثناء حالات الطوارئ. وكانت هناك حاجة ملحة للتأكد من عدم انهيار المشروعات الرئيسية خلال أزمة نقص التمويل الراهنة. وقال سوني إن ذلك يعني التوجه إلى الجهات المانحة ذات الاهتمامات الخاصة في تلك المجالات، منها شركات الأدوية والمجموعات الخيرية. وأضاف أن 'إي إل إم إيه فاونديشن'، التي تركز على صحة الأطفال في أفريقيا والتي لها مكاتب في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وأوغندا، تدخلت مؤخرا بتقديم مليوني دولار للشبكة العالمية لمختبرات الحصبة والحصبة الألمانية، التي تتضمن أكثر من 700 مختبر تتعقب تهديدات الأمراض المعدية. وتشمل الأعمال الأخرى في منظمة الصحة العالمية المصادقة على اتفاق تاريخي بشأن كيفية التعامل مع الأوبئة في المستقبل وحشد مزيد من الأموال من الجهات المانحة في جولة استثمارية. لكن سيبقى التركيز على التمويل في ظل النظام العالمي الجديد. وفي الفترة التي تسبق الحدث، أرسل مدير منظمة الصحة العالمية رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين يطلب منهم التطوع ليكونوا مرشدين، من دون أجر إضافي.


ليبانون 24
منذ 6 ساعات
- ليبانون 24
هذه نتائج تحليل نوعية المياه في نهر الليطاني وقنوات الري التابعة له
أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أنه، استنادًا إلى نتائج التحاليل المخبرية الدورية التي أُجريت على نوعية المياه في مختلف نقاط المراقبة على مجرى نهر الليطاني وقنوات الري التابعة له، تبيّن ما يلي: أولاً: تحسّن ملحوظ في نوعية المياه في الحوض الأدنى وقنوات ري القاسمية سجّلت التحاليل في الحوض الأدنى للنهر، لا سيما في المواقع الواقعة عند الخردلي، الزرارية ، غندورية، القاسمية، بالإضافة إلى قناة ري القاسمية وفروعها (صيدا، صور، القليلة، وبرك رأس العين)، أرقاما ممتازة من حيث المؤشرات الجرثومية والكيميائية، وجاءت كافة المؤشرات متوافقة مع الحدود القصوى المسموح بها لمياه الري بحسب المعايير المعتمدة (مثل الكوليفورم الكلي، النيتروجين، الفوسفات، المواد الصلبة العالقة، الطلب الكيميائي على الأوكسجين COD، والطلب البيولوجي على الأوكسجين BOD). ويُعدّ هذا التحسن ثمرة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها المصلحة، خصوصاً على صعيد إزالة التعديات عن مجرى النهر، ومنع الصرف غير القانوني، وضبط استخدام المياه. ثانياً: استمرار التلوّث الحاد في الحوض الأعلى للنهر في المقابل، ما زالت مؤشرات التلوّث في الحوض الأعلى لنهر الليطاني ، الممتد من نبع العليق حتى بحيرة القرعون ، تُسجّل مستويات مرتفعة جداً من التلوّث الجرثومي (Total & Fecal coliforms) والكيميائي (COD، BOD، النيتروجين، الفوسفات)، ما يجعل المياه في هذه المناطق غير صالحة للاستخدام الزراعي. ويُعزى ذلك إلى استمرار تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في مجرى النهر، إضافةً إلى تعثّر تشغيل العديد من محطات التكرير في هذه المنطقة. ثالثاً: توصيات واستمرار المتابعة تؤكّد المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التزامها الكامل بمتابعة الإجراءات القانونية والتقنية لحماية نوعية المياه في مجرى النهر، وخصوصاً في الحوض الأعلى، من خلال: • إزالة التعديات وملاحقة المخالفين. • التنسيق مع الوزارات المعنية لتفعيل تشغيل محطات المعالجة. • استكمال برامج المراقبة والتحاليل الدورية. • رفع التقارير إلى الجهات الرقابية والقضائية المختصة عند الاقتضاء. ودعت المصلحة المزارعين والمستفيدين من مياه الري إلى الاستمرار بالتقيّد بالإرشادات الصادرة عنها لضمان الاستخدام الآمن للمياه.