
أزمة الوقود تهدد مستشفيات اليمن... المريض ضحية مباشرة
بات القطاع الصحي في العاصمة اليمنية
صنعاء
، والمحافظات الواقعة تحت سيطرة
جماعة الحوثيين
، معرضاً لكارثة حقيقية تهدد حياة الآلاف من المرضى نتيجة
أزمة الوقود
التي تفاقمت بعد قيام
الطيران الأميركي
بقصف ميناء رأس عيسى النفطي متسبباً بأزمة غير مسبوقة.
وضاعف المخاطر الصحية قيام الاحتلال الإسرائيلي بقصف محطات الكهرباء الرئيسية في صنعاء، الثلاثاء الماضي، ما تسبب بانقطاع التيار الكهرباء عن مناطق واسعة. وكشفت شركة النفط اليمنية، قبل أسبوع، أنها اضطرت إلى تفعيل خطة الطوارئ في كل محطاتها ومحطات وكلائها، بهدف إدارة المخزون المتاح. وتهدد الأزمة بتوقف المستشفيات الحكومية والخاصة، ما يعرض حياة المرضى لخطر داهم، خاصة الموجودين بأقسام العناية المركزة، والقلب، والغسل الكلوي، والحضانات وغيرها من الأقسام التي تعتمد بشكل رئيسي في تشغيلها على الكهرباء.
والعاصمة صنعاء أكبر المدن اليمنية، ويقطنها قرابة ثلاثة ملايين نسمة، وتضم عدداً من المستشفيات الحكومية، أبرزها مستشفيات الثورة، والجمهوري، والكويت، والسبعين، والمستشفى العسكري، ومستشفى الشرطة، إضافة إلى عشرات المستشفيات الخاصة، والتي تواجه تحديات تعيق قدرتها على مواصلة تقديم الخدمات الطبية بسبب أزمة الوقود.
نفاد الوقود يهدد بتوقف المستشفيات الحكومية والخاصة عن العمل
يتابع اليمني عبدالله الهمداني (61 سنة) والمقيم في العاصمة صنعاء، تطورات الأحداث بقلق، خاصة ما يتعلق بأزمة الوقود التي تسببت بها الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة على الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي (غرب)، إذ يخشى أن تطاول هذه الأزمة مستشفيات صنعاء.
يخضع الهمداني للغسل الكلوي في المستشفى الجمهوري بصنعاء، ويجري عملية الغسل ثلاث مرات أسبوعياً، وتقلقه كآلاف المرضى أزمة الوقود التي طاولت كل المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله "الحوثيين"، في ظل التخوف من تفاقم الأزمة مع عدم تمكن السفن من الرسو على الأرصفة لاستئناف عمليات التفريغ.
يقول الهمداني لـ"العربي الجديد": "أجري منذ أربع سنوات غسلاً كلوياً دائماً، والحرب أثرت كثيراً على أوضاع المستشفيات، وخلال الفترة الأخيرة لاحظنا ازدحاماً أكبر، وفي حال عدم وجود وقود بالمستشفى سيتوقف قسم غسل الكلى، ما يجعل حياة آلاف المرضى معرضة للخطر، ونأمل ألا نصل إلى هذا الوضع".
ومركز غسل الكلى في المستشفى الجمهوري من أبرز المراكز الصحية المهددة نتيجة أزمة الوقود، والمركز من أهم المراكز الخدمية للمرضى، إذ يضم أجهزة ومستلزمات طبية متطورة، ويقدم خدماته لآلاف من المرضى القادمين من المحافظات المجاورة.
مرضى اليمن يعانون لتلقي العلاج، 1 سبتمبر 2024 (محمد حمود/Getty)
وباتت مستشفيات صنعاء مهددة بكارثة حقيقية، تهدد قدرتها على تقديم الخدمات الطبية للمرضى، بسبب نقص الوقود واعتمادها على الكميات الاحتياطية للمخزون، حيث تعاني المستشفيات عدم قدرتها على تشغيل جميع أقسامها، خاصة أن عدداً من الأقسام تحتاج إلى تشغيل مولدات الكهرباء على مدار الساعة، وأبرزها قسم العناية المركزة الذي يضم أجهزة يتوجب تشغيلها بشكل دائم حفاظاً على حياة المرضى.
وتعتمد معظم مستشفيات صنعاء على المولدات الكهربائية الخاصة في تشغيل أقسامها، في ظل نداءات استغاثة من قرب نفاد مخزونها من الوقود، بينما المستشفيات المرتبطة بمحطات توليد الكهرباء الرئيسية باتت هي الأخرى مهددة بالتوقف عن العمل بعد استهداف هذه المحطات من الطيران الإسرائيلي.
وتظل المستشفيات الخاصة الأكثر تضرراً من أزمة الوقود، إذ تضطر لشرائه من السوق السوداء بأسعار تصل إلى دولارين للتر الواحد.
تعمل فاطمة في أحد مستشفيات صنعاء الخاصة، وتقول لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفى تضرر كثيراً نتيجة أزمة الوقود، إذ لا يكفي المخزون سوى لأيام قليلة، لذا جرى رفع أسعار الخدمات الطبية حتى يمكن شراء الوقود اللازم للتشغيل من السوق السوداء، حيث يباع بأسعار مضاعفة".
تضيف: "أقسام المستشفى لا تستطيع العمل من دون الكهرباء، والمستشفى يواجه أزمة حقيقية كونه لا يحصل على وقود مجاني من الدولة، كما لا يحصل على وقود من جمعيات أو متبرعين، وهذا ينعكس على المرضى الذين سيتحملون تبعات أزمة الوقود من خلال زيادة كلفة الخدمات الطبية في المستشفى".
الأرشيف
مستشفيات اليمن... العناية المركزة مقبرة تلتهم المرضى
بدوره، يؤكد أخصائي الجراحة العامة، محمد الكمالي، أن "انعدام الوقود يؤثر على عمل جميع المستشفيات، ويعني عدم قدرة المريض على الوصول إلى المستشفى من الأساس، أو الوصول في الوقت المناسب، خصوصاً سكان المناطق البعيدة عن المدن. هناك حوادث، وولادات متعسرة، وحالات إسعافية وغيرها، وكل هؤلاء معرضون للخطر، كما أن انعدام الوقود يؤثر بشكل مباشر على الأقسام المرتبطة مباشرة بحياة المرضى، كالعمليات والإنعاش".
تواصلنا مع المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، أنيس الأصبحي، لكنه اعتذر عن عدم التصريح، كما تواصلنا مع عدد من مسؤولي مستشفيات حكومية وخاصة في صنعاء، لكنهم اعتذروا عن عدم الإدلاء بأي تصريح.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن أزمات كبيرة ضمن تدهور البنية التحتية، وهجرة الكثير من أفراد الكادر الطبي، فضلاً عن تأثير الحصار على وصول الأدوية، والتي ارتفعت أسعارها بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي الحاصل، وتراجع مستوى الخدمات في المستشفيات الحكومية والخاصة مع ارتفاع معدلات انتشار الأمراض والأوبئة، حسب تقارير المنظمات الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 14 دقائق
- العربي الجديد
شركات أميركية تواجه أضراراً كبيرة بسبب رسوم ترامب الجمركية
أبدت شركات أميركية قلقاً أكبر بشأن تأثير السياسات الجمركية المتقلبة للرئيس دونالد ترامب على إيراداتها، إذ توقعت أكثر من نصف هذه الشركات تراجعاً لا يقل عن 25% في إيراداتها، وفقاً لاستطلاع أجرته مجموعة "إتش إس بي سي" (HSBC) المصرفية. وأفاد نحو ربع شركات أميركية شاركت في استطلاع التجارة الذي أصدره البنك البريطاني اليوم الجمعة، بأنها تتوقع أن تنخفض إيراداتها بأكثر من النصف خلال العامين المقبلين نتيجة تأثير الرسوم الجمركية على سلاسل التوريد الخاصة بها. وعلى النقيض من ذلك، تبدو الشركات الصينية أكثر تفاؤلاً بشأن التأثير، إذ توقع نحو ربعها تراجعاً في الإيرادات بنسبة 25% أو أكثر، رغم أن أكثر من نصفها توقع انخفاضاً يتراوح بين 10% و25%. ويقع مقر "إتش إس بي سي" في لندن، ويُعد أكبر بنك تجاري في العالم، وقد استند تقريره إلى استطلاع شمل أكثر من 5700 شركة دولية في 13 دولة. وقد أفاد البنك بأنه وجد قلقاً واسع النطاق بشأن تأثير الرسوم الجمركية، فقد أشار ثلثا المشاركين إلى أنهم قد شهدوا بالفعل زيادات في التكاليف بسبب الرسوم الجمركية وعدم اليقين التجاري. وفي هذا الصدد، قالت رئيسة حلول التجارة العالمية في "إتش إس بي سي"، فيفيك راماشاندران، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ اليوم الجمعة، إن "كل من تحدثنا إليهم يخططون لإعادة تشكيل سلاسل التوريد الخاصة بهم، أو البحث عن أسواق جديدة، أو تغيير نموذج أعمالهم"، مضيفة: "بعد أن قامت الشركات ببناء سلاسل التوريد على مدار عقود لتقليل التكاليف بفعالية، أصبحت الآن بحاجة إلى أن تكون مرنة، وقادرة فعلياً على التكيف مع المخاوف الجيوسياسية. وهذا يشكل مصدر قلق كبير للشركات". اقتصاد دولي التحديثات الحية نكسة أرباح السيارات: رسوم ترامب تضع الشركات الأميركية في ورطة يأتي هذا التقرير فيما يصيب عدم القدرة على التنبؤ بالهجمات التجارية التي يشنها ترامب بين الحين والآخر، شركات أميركية بالشلل، إذ يضطر الكثير منها في مختلف المجالات إلى خفض الإنفاق، خوفاً من التوقعات الاقتصادية الضبابية، إذ يُوقف الرؤساء التنفيذيون السفر ويُؤجلون المشاريع الجديدة ويُبطئون التوظيف، ما يحمل أخطاراً للاقتصاد الأميركي عموماً. فمن شركات السلع الاستهلاكية إلى الكيميائيات والتكنولوجيا والنقل والخدمات المالية والتوظيف، تسود خطط خفض الإنفاق بشكل كبير. وأثناء استعراضهم لإجراءات خفض التكاليف خلال مؤتمرات الإعلان عن النتائج المالية الخاصة بالفصل الأول من العام الجاري، استخدم العديد من الرؤساء التنفيذيين للشركات لغة تعبر عن أن الشركات تنشد "دعاء السكينة".


العربي الجديد
منذ 14 دقائق
- العربي الجديد
مكافآت كريدي سويس تواجه طعناً سويسرياً حكومياً أمام المحكمة العليا
قدمت وزارة المالية السويسرية طعناً على حكم قضائي قضى بأن مجموعة من المديرين السابقين في بنك كريدي سويس قد حُرموا من مكافآتهم بشكل غير قانوني بعد استحواذ بنك "يو بي إس" (UBS Group AG) على منافسه المنهار، ما يمهد الطريق لمواجهة محتملة أمام أعلى محكمة في البلاد بين الحكومة وعدد من كبار المصرفيين. وقالت الوزارة في بيان، يوم الجمعة، إن "المحكمة السويسرية أخفقت في أخذ جوانب أساسية بالاعتبار، لا سيما تجاهلها الظروف الاستثنائية التي سبقت عملية الاستحواذ على كريدي سويس والتي لم يكن المشرّع ليتوقعها". وأوضحت الوزارة أنها قدمت استئنافاً أمام المحكمة الفيدرالية العليا في سويسرا، وكانت قد أصدرت أمراً بعد إنقاذ البنك من قِبل "يو بي إس" في مارس/آذار 2023، يقضي بإلغاء المكافآت تماماً لأعضاء المجلس التنفيذي في كريدي سويس وخفضها بنسبة 50% للمديرين من المستوى الأدنى مباشرة وبنسبة 25% للموظفين على بعد مستويين إداريين. وقد استند القرار إلى المساعدات الحكومية المضمونة تبريراً لحظر المكافآت. لكن في 14 مايو/أيار، قضت المحكمة الإدارية الفيدرالية في حكم اختباري يخص مجموعة من 12 مصرفياً بأن قرار الحكومة كان خاطئاً. وأشارت المحكمة إلى أن هذا الحكم قد يؤثر على نحو 1000 شخص. اقتصاد الناس التحديثات الحية 3 آلاف موظف ضحية دمج "يو بي إس" و"كريدي سويس" في سويسرا وفي التاريخ المذكور، قالت المحكمة في بيانها: "لا وزارة المالية ولا بنك يو بي إس تمكنا من إثبات أن أياً من المديرين الاثني عشر المعنيين تسبب في مخاطر مفرطة أو عرّض الوضع المالي لكريدي سويس للخطر من خلال تصرفاته أو تقصيره". وصرّح متحدث باسم بنك يو بي إس بأن "يو بي إس أخذ علماً بقرار وزارة المالية الفيدرالية بالاستئناف في القضية".


العربي الجديد
منذ 14 دقائق
- العربي الجديد
36 ألف سجين يجتازون امتحان إثبات المستوى التعليمي في الجزائر
شارك أكثر من 36 ألف سجين مسجلين في نظام التعليم عن بعد ، اليوم الثلاثاء، في امتحانات إثبات المستوى الذي يسمح لهم بالانتقال إلى الصف المتوسط والثانوي، ضمن برنامج تعليم تتبناه الجزائر ، بهدف تأهيل وتعزيز التعليم لدى المساجين . وقال مدير عام إدارة السجون وإعادة الإدماج، أسعيد زرب، خلال زيارته إلى السجن في عين تادلس بولاية مستغانم غربي الجزائر، للاطلاع على ظروف إجراء امتحانات السجناء، إن أكثر من 36 ألف سجين مسجلين في برنامج التعليم عن بعد، يجتازون هذه الامتحانات عبر كامل المؤسسات العقابية في الجزائر. ويوجد بين المساجين الذين يجتازون هذه الامتحانات التي جرت عبر 141 مؤسسة عقابية وأشرف على تأطيرها 1294 أستاذاً، 493 سجينة في المؤسسات العقابية الخاصة بالنساء. وأكد أن مصالح إدارة السجون أحصت أكثر من 76 ألف سجين مسجلين في نظام التعليم عن بعد خلال العام الجاري، بينهم 1880 سجيناً يزاولون تعليمهم الجامعي، يستفيد منهم 81 سجيناً من الحرية النصفية (يسمح لهم بالخروج للدراسة والعودة مساء إلى المؤسسة العقابية)، إضافة إلى أكثر من سبعة آلاف سجين مسجلين في فصول محو الأمية داخل السجون. وتركز سياسات السجون في الجزائر في السنوات الأخيرة، على برامج التعليم وتكوين السجناء ورفع مستواهم الدراسي، وتنمية قدراتهم ومؤهلاتهم الشخصية، بغرض تأهيلهم للاندماج الاجتماعي والمهني بعد انتهاء فترة محكوميتهم والإفراج عنهم. وتتكفل وزارة العدل وإدارة السجون بالتنسيق مع وزارة التربية والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، بتوفير كل مستلزمات التعليم في السجون، من خلال قاعات التدريس والكتب والأساتذة. الجريمة والعقاب التحديثات الحية مشروع قانون لإعدام مهربي المخدرات في الجزائر ويشهد هذا البرنامج التأهيلي نجاحاً لافتاً، وبلغ عدد المساجين الذين اجتازوا امتحانات شهادة البكالوريا في دورة العام الماضي، 5482 مترشحاً، نجح منهم 3477 سجيناً، (63.43%)، بعضهم حقق معدل نجاح تجاوز 18 من عشرين، وبارتفاع بنسبة تفوق 19% بنسبة النجاح في الدورة التي سبقت عام 2023، فيما اجتاز 4342 امتحان شهادة التعليم المتوسط، نجح منهم 1948 سجيناً، بنسبة تقدر بـ 44.86%. ويعود انخراط المساجين في الجزائر في نظام التعليم عن بعد، إلى تبني الحكومة منذ عام 2021 آلية تقليص الحكم العقابي أو الإفراج النهائي على المساجين الذين يتمتعون بحسن السلوك، في حال حصلوا على شهادات تعليم وامتياز، ما يحفز المساجين على مواصلة التعليم والاستفادة من تقليص محكوميتهم. وبخلاف السجون القديمة، بما فيها التي ورثتها الجزائر من الاستعمار الفرنسي، عملت البلاد على بناء سجون جديدة، وأنشأت قاعات مجهزة وكتباً مدرسية ضمن مخططات الإنجاز. كما تتبنى سياسة تشاركية مع منظمات المجتمع المدني للعمل داخل السجون والمساعدة في التأهيل المدني للمساجين. وسمحت السلطات لـ 448 جمعية منها 22 جمعية وطنية على رأسها الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية، بتنفيذ أنشطة منظمة داخل المؤسسات العقابية ومرافقة السجناء.