نشر في باب نات يوم 28 - 03
التعريب المباشر
حسب رأيي ثمة زوز أنواع متاع تعريب. واحد مباشر ولاخر غير مباشر.وبش نفهمو الفرق ببناتنهم قبل ما ندخلو في التفاصيل، راهو التعريب عندي آنا ماهوش مجرد إلغاء استعمال اللغة الأجنبية (في الإدارة؛ في برامج التعليم؛ في الإشهارالخ) ووضع اللغة العربية في بلاصتها. التعريب هو أيضا توليد كلمات وتعابير من العامية وتبَنّبها في الفصحى. معنتها التعريب هو إثراء الفصحى زيادة على كَونو تعويض راس براس.
هذا بش نفَسرو من خلال تعريف كل واحد من الصنفين الزوز على حِدة.
شنوة التعريف المباشر؟ يتمثل الصنف هذا في البحث عن المفردات والتسميات الموجودة ديجا في اللغة العربية اللي تتناسب مع مكونات وجزئيات كل إختصاص علمي أو تكنولجي. هذا التعريب راهو موش صعيب كيف التعريب غير المباشر لكن يتطلب ذكاء ومهارة عند الأخصائي اللي يمارس في عِلم من العلوم واللي ينجم يكون باحث أو أستاذ جامعي أو أستاذ ثانوي يدَرس في مادة علمية او تقنيّة، لكن بطبيعة الحال المُعرب لازم يخدم مع الأخصائيين متاع اللغة العربية ومتاع اللسانيات.
توة بش نحكيلكم على زوز شهادات في مجال التعريب المباشر. أولا، نتذَكر وقت كنت طالب لغة انڨليزية، كنت عندي مَيل كبير للعربية وللتعريب. ثمة مرة شفت برنامج تلفزي فيه الأستاذ رشاد الحمزاوي، واحد من القامات متاع العربية واللسانيات وقتها. قال حاجة بقات لتَوة ترِن في ذهني. قال علاش ترجمو satellite بعبارة "قمر اصطناعي" وقتللي العربية عندها مفردة "ساتل" تأدي المعنى بنفسو، بل هي الكلمة اللي خذاو منها الكلمة الأجنبية؟!
هاذي كانت الشهادة الأولى. أما الثانية هاهي: كتبت عدة مقالات حول تطوير اللغة العربية. ثمة مرة كلامي لقَى نَقد من طرف أستاذ جامعي في علم الطب اختصاص تشريح، د. أحمد ذياب. حاصيلو كتب رد على اللي كتبتو آنا على خاطرني ندعو للإنطلاق من اللهجة العامية بش نُوصلو ننْجحو في تطوير الفصحى (وهو التعريب غير المباشر اللي بش نحكي عليه من بعد). على كل في الرد متاعو حكَى على تجربة ممتازة كان قام بيها في أواخر الثمانينات. وصِل دَرّس مادة التشريح في كلية الطب متاع تونس بالعربية رغم رفض السلطة للفكرة. والتجربة لقات نجاح باهر عند الطلبة. ويقلك د. ذياب اللي الفرانسوية، بشهادة السلطة التعليمية في فرانسا، راهي عندها نقص في 145 مفردة في مجال الطب بينما الأسماء الناقصة في الفرانسوية موجودة في العربية (ومن الجملة طلبو منو بش يصيغهم بنفسو) . في الأثناء، يقول الدكتور اللي التجربة متاعو في تونس تَم إيقافها غصبا عنو في عهد بن علي.
حبيت نقول اللي الأستاذ ذياب عمَل في مجال تدريس الطب اللي ما عملوهش اللي لاَهِين بمُعجم مجال الاتصالات و اللي فاتتهم كلمة "ساتل" وما استعملوهاش في عُوض "قمر اصطناعي".
التعريب غير المباشر
وقت آنا نبحث على كلمة خفيفة الظل تكون ترجمة حلُوة للعبارة الانڨليزية multitasking، تكوَنسيت وتكوَنسَى معاي التشات تجي بي تي Chat GPT. شنوة معناها يعمِلي "إدارة المهام المتعددة"؟! توة هاذي لغة؟! لوكان يسمع بيه سبوَيه وإلا الفرزدق وإلا المتنبي وإلا الشنفرى، إلا ما يجبدوعليه السيُوفة و على كل "المَسهولين" على اللغة العربية ويصيغو تنبيه شديد اللهجة لشخصية الذكاء الاصطناعي ويهددوه بالانقراض لوكان مزال يتَبع "إمالي" اللغة العربية في الاكتفاء بالصيَغ الركيكة من نوع "إدارة المهام المتعددة".
المشكل أنّ العرب ماهمش ناقصين دعوات للتعريب، لكن السماح، بلاش بيه التعريب إذا كان بش يفَطرنا ويعَشينا "إدارة المهام المتعددة".
ربما ماثماش مشكل كبير بخصوص التعريب المباشر على خاطر المُعرب بش يخدم في مجال العلوم الدقيقة الكلاسيكية وبش يبحث في المعاجم العربية الموجودة ديجا على خاطر العلوم هاذي عموما ما عرفتش تحولات عميقة من شأنها بش تبَدل المفاهيم بصيفة تخلي المُعرب مجبور بش يصيغ كلمة جديدة في عُوض يختار من الموجود. نقصد الصعوبة متاع الطريقة المباشرة تتمثل فقط في حُسن اختيار الكلمة (الموجودة) الملائمة، الكلمة المناسبة وحَطانها في المكان المناسب، على غرار "ساتل" بش تقابل satellite وعلى غرار تجربة تعريب دروس التشريح متاع د. أحمد ذياب اللي قدِّمتها في مدونة سابقة.
في المقابل، بالنسبة للعلوم الحديثة مثل الإعلامية وتفرعاتها العديدة وسائر المجالات متاع التكنولوجيا الخ، هاذم لازمهم التعريب غير المباشر.
عمليا، راهو الصنف الثاني هذا متاع التعريب أصعب من التعريب المباشر. أصعب لأنو ما يستوجبش أخصائيين متاع مواد علمية (رياضيات، فيزيا، كيميا، طب، هندسة الخ) اللي يلقاو الكلمات متاع الفصحى جاهزين وما عليهم كان يقحموهم في مناهج التعليم و في برامج العمل، إنما يتطلب أخصائيين متاع لغة عندهم دراية بمجالات الحياة المختلفة وعندهم الجرأة بش يعملو حاجة جديدة وعندهم المهارة متاع تحويل الكلمات الجديدة متاع العامية اللي تعَبر على نشاطات و أفكار العصر متاع توة، تحويلها إلى الفصحى.
يعني التعريب غير المباشر يستهدف في نهاية المطاف تعريب الإنسانيات. وهو موش الأصعب اكهو، إنما هو الأصلي وبالتالي هو الأهم، لأن مفاهيم ونشاطات وأفكار العصر متاع توة، معنتها المحتويات المعاصرة متاع الإنسانيات (آداب وفلسفة وفنون الخ)، وقت تتحَول إلى لغة عربية فصحى، بفضل الأرضية اللي وَفرهالها التعريب غير المباشر، بش تعطي دَفع للعربية العامة وللعربية متاع التخصص (وهكة بش تسَهل التعريب المباشر) وأيضا في نفس الوقت بش تعطي دفع لارتقاء العقل الجمعي اللي يصبح يفَكر بلغة معاصرة و في نهاية المطاف بش تعطي دفع للقدرة على تطوير أنماط التفكير الكل بما فيهم النمط اللي آنا طارحو للبحث والتنظير بالتوازي مع موضوع تطوير اللغة واللي هو التفكير الديني، وبش تعطي دفع بالخصوص للتفكير العلمي، ومن ثمة تعطي دفع للاكتشاف وللاختراع.
في الإطار هذا متاع التعريب غير المباشر ممكن تِتخدِم كلمة مناسبة لمفهوم multitasking على سبيل المثال. في مهمة كيف هاذي، راهو موش مُهم يكون جذع الكلمة الجديدة عربي. في معظم الحالات بش يكون لاتيني، انڨليزي، وإلا فرانساوي الخ، على خاطر النشاطات المعاصرة مرتبطة بالعلوم المستحدثة وعلى خاطر اللغة المستعملة في المجتمعات اللي طَورت هاك العلوم المستحدثة والنشاطات المتفرعة عنها تتكلم انڨليزية، أو فرانسوية الخ.
هوني راهو الكلام متاع الشباب مُهم برشة. الشباب هو المَطلع أكثرمن غيرو على الجديد في الاكتشافات والاختراعات. هو مُطلع أكثر لأنو يمارس النشاطات المعاصرة أكثر من غيرو. بالتالي القاموس متاع الشباب يكَون مرجع للمُعرب غير المباشر. بخصوص multitasking، آنا شخصيا ما نقدرش نصيغ كلمة على الطاير توة، حتى ولو خذيت وقتي بش نفَكر فيها. لكن أعز طريقة يتبعها المُعرب هي الاستماع للي يقولوه الشباب. إذا كان ما سمَعش المُعرب من عند الشباب كلمة مواتية لكلمة multitasking معنتها راهو المفهوم متاع "المالتيتاسكينق" مزال بعيد على معارف وتجارب الشباب. في الحالة هاذي، المُعرب ما عليه كان يستنّى، يستنى حتى لين التثقيف متاع الشباب يوَصللهم المفاهيم الجديدة. ومن بعد يجي ااتعربب.
راهو الشباب عطَى للمُعرب وللعربية برشة كلمات، لكن لا المُعرب تُوجِِد، ولا العربية تبّعت النسق. راهم كلمات كيف يمَترِز؛ يريفز؛ يمَجوِر؛يفَسكي؛ يرَسكي؛ يدَمرِج؛يفَليِد؛؛يتِيرج الخ يستحقوبش يكونو في قاموس الفصحى من توة. علاش لا؟!
هيا فينهم اللي يقدرو يقومو بالمهمة هاذي إذا كانهم واعين بالأهمية متاع طريقة التعريب غير المباشر؟!
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 دقائق
- الجزيرة
ترامب يهدد آبل برسم جمركي 25% ما لم تصنع هواتفها بأميركا
هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة شركة آبل بفرض رسم جمركي قدره 25% ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال "لقد أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن يتم تصنيع هواتف آيفون.. في الولايات المتحدة ، وليس في الهند أو في أي مكان آخر. وإذا لم يحصل ذلك، سيتوجب على آبل دفع رسم جمركي قدره 25% على الأقل للولايات المتحدة". وانخفضت أسهم آبل 2.5% في تعاملات ما قبل فتح السوق على خلفية تحذير ترامب، مما أدى إلى انخفاض العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأميركية. وأثارت الرسوم الجمركية واسعة النطاق، التي فرضها ترامب على كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة فوضى في التجارة والأسواق العالمية. وتتوافق تصريحاته الجمعة مع تلك التي أدلى بها الأسبوع الماضي أثناء زيارته للخليج عندما حض آبل على نقل تصنيع هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب في 15 مايو/أيار "كانت لدي مشكلة صغيرة مع تيم كوك"، وأكد أنه قال للرئيس التنفيذي لآبل "لسنا مهتمين بأن تقوموا بالتصنيع في الهند.. نريدكم أن تصنّعوا هنا وسوف يقومون بزيادة إنتاجهم في الولايات المتحدة". ولدى عرض أرباح الشركة للربع الأول من العام في مطلع مايو/أيار الحالي، قال كوك إنه يتوقع أن تكون "الهند بلد المنشأ لغالبية أجهزة آيفون التي يتم بيعها في الولايات المتحدة". وحذّر من الآثار غير الواضحة للرسوم الجمركية الأميركية البالغة 145% على السلع المستوردة من الصين رغم الإعفاء المؤقت لسلع عالية التقنية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. ورغم أن الهواتف الذكية المكتملة البناء معفاة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، فإن المكونات التي تدخل في تركيب أجهزة آبل ليست كلها مستثناة من الرسوم. وتتوقع شركة آبل أن تبلغ تكلفة الرسوم الجمركية الأميركية 900 مليون دولار في الربع الحالي من العام، رغم أن تأثيرها كان "محدودا" في مطلع هذا العام، وفقا لكوك. ويحاول ترامب عبر فرض رسوم جمركية على الواردات دعم الإنتاج المحلي ودفع الشركات الأميركية إلى العودة إلى البلاد لتوفير الوظائف. لكن تقريرا وول ستريت جورنال قال إن التحدي اليوم لا يكمن في إنشاء مصانع، بل في العثور على من يرغب بالعمل فيها، فإعادة الوظائف لا تعني بالضرورة إعادة العمال. ويضيف التقرير أنه في وقت تُدفع فيه السياسة الاقتصادية الأميركية مجددا نحو إعادة "عصر الصناعة"، وتُفرض الرسوم الجمركية على الواردات من أجل تشجيع الإنتاج المحلي، تبرز معضلة جوهرية: هل هناك ما يكفي من الأميركيين الراغبين في العمل داخل المصانع؟


الجزيرة
منذ 7 دقائق
- الجزيرة
خريطة تفاعلية تستعرض هجمات المستوطنين في قرى الضفة الغربية
تستعرض الخريطة التفاعلية أبرز البلدات والقرى التي تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة. اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة


القدس العربي
منذ 8 دقائق
- القدس العربي
هارفارد تقاضي إدارة ترامب بعد منعها من قبول الطلاب الأجانب
رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة بعد قرار الرئيس منعها من قبول الطلاب الأجانب. ووصفت هارفارد في شكوى قدمتها إلى المحكمة الاتحادية في بوسطن هذا الإجراء بأنه 'انتهاك صارخ' للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة والقوانين الاتحادية الأخرى. وأشارت إلى أن قرار ترامب كان له 'تأثير فوري ووخيم' على الجامعة وأكثر من 7 آلاف من حاملي التأشيرات. (رويترز)