
"دعوة القديس متّى"... لوحة كارافاجيو المفضلة عند البابا فرنسيس
كثيراً ما تحدّث البابا فرنسيس عن الفن والموسيقى والأدب والسينما، باعتبارها أدوات للتبشير، وتحفظ كرامة الإنسان. كان يرى في الفن "حقيقة حيّة"، يعارض بها "ثقافة الاستهلاك والرمي" التي تفرضها الأسواق العالمية، مؤكداً أنّ الإبداع الإنساني يحمل بحدّ ذاته بعداً روحياً يناهض تسليع الإنسان وتهميشه.
بعد انتخابه حبراً أعظم، بات فرنسيس- أول بابا يسوعي- الحارس الأعلى لأعظم مجموعة فنية عرفها التاريخ: كنيسة السيستين، رمز عصر النهضة التي شهدت انتخابه. ورغم أنّ اسم ميكيلانجيلو النهضوي يقترن بالفاتيكان، غير أنّ البابا عبّر صراحة عن إعجابه بأعمال كارافاجيو، قائلاً إنّ "لوحاته تخاطبه". فقد جذبته الواقعية في لوحات رائد الفن الباروكي، بل وحتى طابعها الشعبي الذي خلا من التأنّق المفرط، حتى أنّه اختار لإكسبو 2025 (أوساكا، اليابان) لوحة كارافاجيو الضخمة التي تصوّر "إنزال المسيح إلى القبر" محور جناح الفاتيكان.
"دعوة القديس متّى"
عندما كان لا يزال رئيس أساقفة بوينس آيرس، وكان يزور روما، كان يفضل الإقامة قرب كنيسة "سان لويجي دي فرانشيسي". وقد قال لاحقاً خلال كلمة ألقاها في بازيليك القديس بطرس، وردّدها غير مرّة: "في كلّ مرة زرت روما، كنت أحرص على التوجّه لمشاهدة لوحة واحدة بعينها"، مشيراً إلى لوحة "دعوة القديس متّى" (1599–1600) المعروضة داخل الكنيسة.
كانت تلك وليدة أول مهمّة رسمية لكارافاجيو، وعُرضت هناك منذ عام 1600. يومها، كان الرسام الشاب الآتي من ميلانو بحثاً عن فرصة في عالم الفن في روما. رسم مشهده الإنجيلي في غرفة ضيقة ومتداعية، وأسبغت شدّة التباين بين الضوء والظلام بُعداً درامياً على لوحته. اختفى معه المنظور الخطي (linear perspective) الذي ميّز عصر النهضة العليا، ودُفعت الشخصيات إلى مقدّمة المشهد بشكل كامل.
كان متّى، رسول المسيح وواضع الإنجيل الذي يحمل اسمه، جابياً للضرائب في ظلّ الحكم الروماني، يعيش حياة مترفة. وقد صوّره كارافاجيو لا بملابس تقليدية، بل بقبعة مخملية وسترة من قماش بنيّ محترق، مثلما كان يرتدي معاصروه في روما. على يساره، جلس زميلان منهمكان في شؤون المال، يرتديان فراءً وحريراً فاخرين؛ وعلى يمينه، صديقان شابان يعتمران قبعات مزينة بالريش، وقد انتبها للتو إلى شخص دخل الغرفة.
أما الداخل من الجهة اليمنى، فيرتدي ملابس بسيطة متواضعة، ويغطي الظل عينيه وجبينه، ما يصعب تمييزه للوهلة الأولى. وقد اختار كارافاجيو أن يصوّر المسيح واقفاً خلف بطرس، في أظلم ركن، بعيداً عن أنظار المتفرجين.
ومع ذلك، هناك، عند الحدود بين الضوء المنبعث من نافذة غير مرئية وظلمة الغرفة، يرفع يسوع يده اليمنى، ويومئ نحو متّى. يشير العشّار إلى صدره بإصبعه مذهولاً، بينما مدّ يده الأخرى، التي تتجاوز كتف زميله، ليمسك بالمال الملقى على الطاولة.
قال البابا فرنسيس بعد انتخابه إنّ إيماءة متّى هي ما لفت انتباهه. فقد رأى فيها شيئاً منه شخصياً. "إنه يتمسّك بنقوده وكأنه يقول: لا! هذا المال لي! هنا، هذا أنا: خاطئ، لكن الرب ألقى عليّ نظره"، أضاف البابا، "وهذا ما قلته عندما سألوني إن كنت أقبل انتخابي حَبراً أعظم".
تُعد لوحة "دعوة القديس متّى" إحدى التحف الفنية المحورية في فترة الباروك، إذ تمثل تحوّلاً ثورياً في تاريخ الرسم الغربي. وقد كُلّف كارافاجيو بتنفيذها لتزيين كابيلا كونتاريلي في كنيسة سان لويجي دي فرانشزي في روما، فجسّد فيها اللحظة التحويلية التي يدعو فيها المسيح متّى إلى التلمذة. إن الاستخدام الجذري الذي قدمه كارافاجيو لتقنية التباين الحاد بين النور والظلمة (كِيَاروسكورُو/Chiaroscuro)، وتصويره الطبيعي للشخصيات، أعادت تعريف اللغة البصرية للفن الديني على مشارف القرن السابع عشر.
التركيب والتحليل الشكلي
عند النظرة الأولى، تقدم اللوحة مشهداً واقعياً يومياً: خمسة رجال مجتمعون حول طاولة، مستغرقون في عدّ النقود، قبل أن تقاطعهم فجأةًَ لحظةُ دخول المسيح والقديس بطرس. يوجّه التكوين الأفقي للرسم حركة عين المشاهد من اليسار إلى اليمين، لتتوَّج بإيماءة المسيح الخفية والقوية عبر يده الممدودة. يُحكِم كارافاجيو تجميع الشخصيات ضمن مجموعة ضيقة، خالقاً مشهداً مسرحياً داخل فضاء مغلق، يضيئه شعاع ضوء درامي واحد يخترق المشهد بشكل قطري.
أما الشخصيات فترتدي أزياء رومانية معاصرة تعود إلى القرن السادس عشر، بدلاً من الملابس الكتابية التقليدية، وهي سمة بارزة في أسلوب كارافاجيو الذي يبرز طابع الرسالة الإنجيلية كأمر خالد وراهن في آنٍ معاً. وقد امتدّت يد المسيح الممتدة بأسلوب يحاكي مباشرة يد آدم في لوحة خلق آدم لميكيلانجيلو في سقف كنيسة السيستين، ما يعزز دلالة لحظة الاصطفاء الإلهي.
يتجاوز تناول كارافاجيو الثوري للضوء حدود الواقعية البحتة؛ إذ يتحول إلى أداة لاهوتية بحدّ ذاته. فالشعاع الساطع الذي يقطع اللوحة لا يتطابق مع مصدر ضوء مرئي داخل المشهد، بل يمثل إضاءةً إلهية- حضوراً ميتافيزيقياً- يعلن دخول المسيح ويوقظ روح متّى، فلا يعزله الضوء عن محيطه فحسب، بل يبرز كذلك صراعه الداخلي: لحظة التردد والتحول الآتي.
وتقنية "كياروسكورو" لا تُبرز الشخصيات فحسب، بل تُمسرح هذه الدراما الروحية. فالضوء الإلهي لا يُفرض على المشهد، بل يتسلل إلى الظلال ليبحث عن متّى، مجسّداً فكرة النعمة الإلهية التي تغزو ظلمة الخطيئة.
الواقعية النفسية
في صميم ابتكار كارافاجيو الفني يكمن التزامه الواقعية النفسية (psychological realism)، إذ تتنوع تعابير الشخصيات وحركاتها بين الغفلة والصدمة والتأمل الذاتي، مما يعكس طيفاً واسعاً من ردود الفعل الإنسانية تجاه الدعوة الإلهية. ومتّى نفسه- الذي يُعرف تقليدياً في لوحة كارافاجيو بالرجل ذي اللحية الذي يشير إلى نفسه بدهشة- يجسّد هذا التوتر، وتجسّد إشارته السؤال الجوهري في مسار الإيمان: "أنا؟"، وهي الاستجابة البشرية للنعمة غير المتوقعة.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّه، على عكس التصويرات السابقة للمواضيع الدينية التي كانت تركز على الجمال المثالي والانفصال عن العالم الأرضي، يقدّم كارافاجيو قديسيه والخطأة بشراً ترابيّين، إنسانيّين إلى أبعد حدّ، تملؤهم العيوب. متّى مثلاً، في هذه اللحظة ليس قديساً؛ بل لا يزال رجلاً عالقاً في شباك الارتباطات الدنيوية، في لحظة دعوته إلى السموّ.
السياق التاريخي واللاهوتي
ينبغي أيضاً فهم اللوحة ضمن سياق حركة الإصلاح المضادّ. فبعد مجمع ترنت (1545–1563)، سعت الكنيسة الكاثوليكية إلى تجديد الفن الديني وتحفيزه ليكون وسيلة لإلهام الإيمان بين المؤمنين. وقد جاءت لوحة "دعوة القديس متّى" استجابةً لهذه الضرورات بشكل قوي ومباشر.
برفضه للمثالية واعتماده على الواقعية الحادّة، لبّى كارافاجيو نداء مجمع ترنت الذي دعا إلى إنتاج أعمال فنية واضحة ومؤثرة عاطفياً وسليمة عقائدياً. وتحاكي توبة متّى وتحوّله من جابي ضرائب إلى رسول رغبة الكنيسة في استعادة الخاطئين إلى رحابها، مظهراً قوة الرحمة الإلهية وإمكانية الخلاص حتى لمن غرقوا في الفساد الدنيوي.
ناقش الباحثون هوية القديس متّى ضمن المشهد. وقد اقترحت بعض القراءات الأولى أنه قد يكون الشاب المنكفئ على الطاولة. غير أنّ الرأي السائد اليوم يعتبر أن متى هو الرجل الملتحي الذي يشير إلى نفسه متسائلاً، إذ تجسّد أصبعه المتسائلة وعيناه المتسعتان لحظة الصدمة والضياع. وهذا الغموض يثري العمق اللاهوتي للوحة: إذ تتحول الدعوة من حدث تاريخي إلى دعوة مفتوحة لكلّ مشاهد ليتماهى مع لحظة الاصطفاء الإلهي واكتشاف الذات.
تختصر لوحة "دعوة القديس متّى" جوهر عبقرية كارافاجيو: مزيج من الواقعية الحادّة، والبصيرة الروحية العميقة، والتفنّن بالدراما البصرية. ومن خلال تثبيت السرد المقدس في أرضية الواقع الملموس والمليء بالعيوب، غيّر كارافاجيو بعمق مسار الفن الغربي، جاعلاً المقدّس ملموساً من دون أن ينتقص من غموضه الروحي. وبذلك، لا تقتصر لوحة كارافاجيو على تصوير دعوة قديس، بل تصوغ دراما الصراع الأبدي بين الدنيوي والإلهي، بين التردد والإيمان، بين الظلمة والنور، وفي ذلك ما تماهى معه البابا فرنسيس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
فيديو كلب البابا فرنسيس واقفاً عند تابوته مولد بالذكاء الاصطناعي FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "كلب البابا فرنسيس واقفا عند تابوته". "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد كلباً وقف عند تابوت يحرسه عنصران من حرس الفاتيكان، تحت أنظار رجال دين حملوا شموعا. ثم تعالى نحيبه، بينما كان يلاحقه الحرس. وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات بلغات عدة كتبت معه: "كلب البابا فرنسيس"، وايضا "كلب البابا فرنسيس يلقي النظرة الأخيرة على تابوته". وقد حصد خلال الايام الماضية ملايين عدة من المشاهدات، وآلاف التعليقات. لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك) الا أنّ الاعتقاد ان هذه المشاهد حقيقية اعتقاد خاطئ. فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا الى خيوط تقودنا الى حساب canalsemlogica/ Mundo Criativo I.A في تيك توك، والذي نشر هذه المشاهد قبل نحو أسبوع في مقطعين منفصلين: الاول (من التوقيت 0.00 الى 0.05)، و الآخر (من التوقيت 0.05 الى 0.11). @canalsemlogica #O Brasil acabou virando notícia pelo motivo mais inusitado durante o enterro do Papa. Em vez de enviar uma comitiva oficial ou o próprio presidente, o país mandou como representante o famoso cão caramelo. A intenção era homenagear de forma simbólica e carinhosa, mas o que era pra ser um gesto simpático se transformou em um vexame. O cachorro fugiu do protocolo, correu pelo salão da cerimônia, causou alvoroço entre os guardas suíços e arrancou expressões de choque dos presentes. O episódio dividiu opiniões e rendeu memes e debates nas redes sociais# #VexameBrasileiro #CãoCaramelo #DiplomaciaCanina #FuneralDoPapa #BrasilInusitado #ProtocoloQuebrado #CarameloEmRoma #RepresentanteDoPovo #BagunçaNaCerimônia #HumorNacional #CachorroNoVaticano #ConfusãoDiplomática ♬ original sound - meme hub🟨⬛️ وأعاد canalsemlogica نشر المقطع الأول للكلب بعد تبطيء حركته، كاتبا: "قررت البرازيل إرسال كلب بلون الكراميل لتمثيلها في الجنازة، بدلاً من الرئيس. وكانت هذه البادرة بسيطة، لكنها أثّرت في نفوس كثيرين. هذا الكلب الكراميل رمزٌ للشعب البرازيلي: متواضع، وفيّ، ومحبوب من الجميع. وقد أضفى حضوره أجواءً من الود والمودة على المراسم". وتابع في مقطعه الثاني: "تصدّر وسم #البرازيل عناوين الصحف لسببٍ غير مألوف خلال جنازة البابا. فبدلاً من إرسال وفد رسمي أو الرئيس نفسه، أرسلت الدولة الكلب الشهير بلون الكراميل، ممثلاً لها. وكان الهدف هو التكريم بطريقة رمزية وودية، لكن ما كان يُفترض أن يكون لفتة لطيفة تحول إحراجا. فقد خالف الكلب البروتوكول، وركض في قاعة المراسم، وأثار ضجة بين الحراس السويسريين، وأثار دهشة الحاضرين. وانقسمت الآراء حول الحادثة، وأثارت ميمات ونقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي". ومع أنّ canalsemlogica لم يحدّد بوضوح ماهية هذه المشاهد، الا ان جولة على مختلف مقاطعه تبيّن انها منشأة بالذكاء الاصطناعي، وحمل بعضها شعار ات برامج لتوليد الفيديوات بالذكاء الاصطناعي (Pixverse و الى جانب ذلك، فقد أقرن اسمه Mundo Criativo I.A بـAI اي ذكاء اصطناعي، ويعني بالعربية العالم الإبداعي للذكاء الاصطناعي. اذاً، نحن أمام مقطعين مولدين بالذكاء الاصطناعي، والقصة التي كتبها canalsemlogica عن "كلب ارسلته البرازيل الى الجنازة" خيالية، لا اساس لها. السبت، 26 نيسان 2025، حضر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا جنازة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وفقاً لما اعلنت الرئاسة البرازيلية في بيان. وقال لولا في تصري ح لأحد الصحافيين: "كان البابا فرنسيس أكثر من مجرد بابا. كان قلبًا، قائدًا سياسيًا. لم يكن يهتم بروحانية الناس فحسب، إنما ايضا اهتم بالحرب في أوكرانيا، وحرب غزة، والجوع، والمعاناة التي يواجهها الناس في جميع أنحاء العالم. لذلك، أعتقد أن وجودنا هنا هو وسيلة للتعبير عن امتناننا، امتناننا لله الذي سمح لنا بالمشاركة في وداع رجل ترك بصمة في تاريخ القرن الحادي والعشرين". وفور علمه بوفاة البابا فرنسيس، الاثنين 21 نيسان، أعلن لولا الحداد الرسمي في البرازيل لمدة سبعة أيام. يشار الى ان canalsemlogica تابع، في مقاطع أخرى، قصصه الخيالية عن الكلب، منها "توقف ه أمام التابوت، وشمّه الهواء، كأنه لا يزال يشم رائحة البابا هناك"، وايضا "تحديقه في الفراغ، لينبح مرتين. لم يكن هناك شيءٌ مرئي، لكنه شعر به، شيءٌ مقدس، شيءٌ مختلف. حضور البابا؟ ربما. للحيوانات حاسة تتجاوز العين البشرية". وحدّد انه ولّد هذه المشاهد بواسطة برنامج Pixverse للذكاء الاصطناعي. مراسم دفن البابا ويمكن مشاهدة مراسم الدفن الكاملة للبابا فرنسيس في الفاتيكان في الفيديو أدناه. ولا حاجة الى القول انه لم يشاهد خلالها كلب قرب تابوت البابا. ولا يوجد دليل فوتوغرافي أو مصور أو تقارير موثوق بها تثبت انه كان لدى البابا فرنسيس كلب مرافق. الفاتيكان بانتظار تصاعد الدخان الأبيض وتتجه أنظار الكاثوليك والفضوليين، اليوم الخميس، إلى المدخنة المقامة فوق كنيسة سيستينا في الفاتيكان، حيث يجتمع الكرادلة المكلفين انتخاب البابا الجديد لليوم الثاني على التوالي في إطار مجمع مغلق منفتح على كل الاحتمالات، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". وتعذر على الكرادلة الـ133 الناخبين الاتفاق على اسم البابا المقبل مساء أمس الأربعاء، خلال دورة التصويت الوحيدة التي جرت عصرا مع بدء اجتماعاتهم، ما أثار خيبة أمل لدى آلاف المؤمنين اللذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان عند رؤيتهم الدخان الأسود يتصاعد من المدخنة. وكان ذلك متوقعاً إذ ان جولة التصويت الأولى تسمح خصوصا بجس نبض القوى المختلفة، قبل حصول مداولات بين الكرادلة من تيارات مختلفة داخل المجمع المقدس المتنوع جدا. واليوم الخميس، يبدأ "امراء الكنيسة"، كما يلقب الكرادلة، التصويت مجددا مع دورتين خلال جلسة الصباح ودورتين أخريين بعد الظهر. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "كلب البابا فرنسيس واقفا عند تابوته". في الحقيقة، هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي. وقد نشرها canalsemlogica، وهو حساب يولد فيديوات بالذكاء الاصطناعي. ولا يوجد دليل على ان البابا فرنسيس كان يملك كلبا أليفا.


النهار
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
خياط ثياب البابا في روما... مستعد لكل الاحتمالات (صور وفيديو)
لا يترك خياط البابوات الثلاثة السابقين رانييرو مانشينيلي شيئاً للصدفة وهو يُجهّز الثياب البيضاء التي قد يرتديها البابا المقبل الذي سيُنتخب خلال الاجتماع الكرادلة السرّي. ولأن هوية البابا الجديد لا تزال مجهولة حتى يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، فإن مانشينيلي يجهّز ثياباً صغيرة ومتوسّطة وكبيرة يمكن ارتداؤها في أسرع وقت. وقال "عند صنع هذه الثياب الثلاثة، يوم صعوده إلى الشرفة، أعتقد أن (أحدها) سيكون مناسباً تماماً، أو جيّداً جدّاً، إن لم يكن مثالياً" في إشارة إلى لحظة ظهور البابا الجديد للعالم في كاتدرائية القديس بطرس. وأضاف "نحاول فقط"، ليستطرد مازحاً "حتى لو كان الثوب قصيراً جدّاً، فلن تظهر قدما البابا من الشرفة". وقال مانشينيلي، وهو يضع شريط القياس الدقيق حول عنقه، إنه لم يُكلّف رسمياً من الفاتيكان بعد. ويعمل على ماكينة الخياطة الخاصة به، بالإضافة إلى خياطة الأثواب يدويّاً. ويمتلك مانشينيلي متجر خياطة خاصاً في حي بورجو بيو في روما، بالقرب من الفاتيكان، منذ عام 1962، وتخصّص في ملابس رجال الدين. View this post on Instagram A post shared by Global Sisters Report (@sistersreport) وقال "بدأ الأمر كمزحة، لكنّني أحببته، وما زلت أمارسه منذ ذلك الحين". وأضاف "الشكر للرب، لقد خدمت العديد من الكهنة على مر السنين، من رهبان وأساقفة وكرادلة. ثم خدمت أيضاً ثلاثة بابوات، وصنعت لهم الأثواب البيضاء، يوحنا بولس الثاني، وبنديكت، وفرنسيس". كان نمط الأثواب التي يرتديها فرنسيس يعكس ذوقه البسيط. وتابع "بالنسبة لفرنسيس، كان من الضروري أن تكون الملابس غير باهظة الثمن، وغير قيمة، وأن تكون من نسيج عادي". وأضاف، "كان بنديكت يفضل المنسوجات الأكثر قيمة، الثمينة، الأثقل وزناً... والأكثر جمالاً" في إشارة إلى البابا الألماني السابق الذي صدم العالم باستقالته عام 2013. وتحظى خدمات مانشينيلي بإقبال كبير، حيث حضر الكرادلة إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس نهاية الأسبوع الماضي، ويستعدّون للاجتماع السري الذي يبدأ في السابع من أيار/مايو. مع ذلك، فهو متردّد في توفير أردية حمراء جديدة للكرادلة في هذه المرحلة، لعلمه أن أحدهم سيرتدي الرداء الأبيض البابوي. وختم "طلب بعضهم أردية حمراء، لكنني رفضت ذلك، ليس غروراً مني، بل لأنني قلت لهم.. سيادتكم، هل تحتاجون إلى هذا الرداء الأحمر؟ ربما تحتاجون إلى لون مختلف؟".


صوت بيروت
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- صوت بيروت
استعداداً لانتخاب بابا جديد.. الفاتيكان يُثبت مدخنة كنيسة سيستينا
فيما لايزال العالم في حالة حزن على رحيل الباب فرنسيس، تتوجه الأنظار على المدخنة الشهيرة فوق سقف كنيسة سيستينا، والتي سيتصاعد منها الدخان الأبيض بعد اختيار البابا الجديد من بعد السابع من أيار الحالي. وقبل خمسة أيام من بدء أعمال مجمع الكرادلة المغلق لانتخاب خلف للبابا فرنسيس، قام الفاتيكان الجمعة بتثبيت مدخنة، وفي التفاصيل بعيد الساعة التاسعة صباحاً، انتهى رجال الإطفاء من تثبيت الأسطوانة المعدنية الرفيعة على سطح الكنيسة والتي ستكون محط الأنظار اعتباراً من بدء أعمال المجمع في السابع من مايو (أيار). وجرى تثبيت المدخنة دون أن يثير انتباه أحد تقريباً في ساحة الفاتيكان المزدحمة، على المبنى الواقع على يمين 'كاتدرائية القديس بطرس'. لكن السياح والمتابعين يعرفون تماماً القصد من ذلك. وقالت المكسيكية المقيمة في الولايات المتحدة ديانا إسبيغو لوكالة الأنباء الفرنسية: 'إنها من أجل الدخان'، مشيرةً إلى شعورها بأجواء 'أكثر روحانية' خلال فترة الانتظار لدخول الكاتدرائية. واعتبر غلين أثرتون القادم من لندن أنها 'لحظة تاريخية، إنه أمر مميز للغاية أن أكون في روما بعد أيام قليلة من دفن البابا. إنه لا يحدث إلا مرة في العمر!'. ودعي 252 كاردينالاً من كل أنحاء العالم إلى روما عقب وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل (نيسان) عن عمر ناهز 88 عاماً. سيجتمع من بينهم 133 دون سن الـ80، لفترة غير معروفة يتوقع العديد من الكرادلة أن تكون قصيرة، ليختاروا في سرية مطلقة خلفاً للباباً فرنسيس. وقال ماتيو بروني المتحدث باسم الفاتيكان الجمعة بأن مجمع الكرادلة الذي يحق له الانتخاب يضم 135 ناخباً، لكن اثنين انسحبا لأسباب صحية، هما جون نجوي (من كينيا) وأنطونيو كانيزاريس لوفيرا (من إسبانيا). ونفى بروني الأخبار التي تفيد بأن الكاردينال بيترو بارولين، الذي يبدو أنه أحد الأوفر حظاً والذي سيرأس المجمع، قد تعرض لوعكة صحية الخميس، وأكد في مؤتمر صحافي أن 'هذا غير صحيح'. في اليوم الأول من المجمع، أي الأربعاء، تجري عملية تصويت أولى، ثم اعتباراً من الخميس، أربع عمليات اقتراع يومياً، اثنتان صباحاً واثنتان مساءً. ويُنتخب البابا بأكثرية الثلثين من أصوات الكرادلة، أي 89 صوتاً على الأقل. إذا لم يحصل أي مرشح على أصوات كافية في التصويت الصباحي الأول، يجري الكرادلة تصويتاً ثانياً يُطلق على أثره الدخان. ويسري الأمر نفسه على جلسة ما بعد الظهر: إذا انتُخب بابا في التصويت الأول، يتصاعد الدخان الأبيض، لكن إن لم يحصل ذلك، يُجري الكرادلة تصويتاً ثانياً. وفي حال عدم التوصل إلى انتخاب بابا جديد بعد ثلاثة أيام، يتوقف التصويت ليوم واحد تقام خلاله الصلوات ثم تُعقد جولات تصويت أخرى حتى الوصول إلى اختيار نهائي. وحتى ذلك الحين، يعقد الكرادلة صباحاً 'مجامع عامة' لمناقشة قضايا الكنيسة ذات الأولوية. والجمعة، عقدت الجلسة الثامنة من هذه المشاورات المغلقة بحضور أكثر من 180 كاردينالاً، من بينهم أكثر من 120 ناخباً، بحسب بروني. وأكد المتحدث: 'حسب معلوماتي، من المقرر أن يصل أربعة ناخبين أيضاً إلى روما'. وأضاف أن من المواضيع التي ناقشها الكرادلة صباح الجمعة 'الحاجة إلى الوحدة، وخطر الإدلاء بشهادات مضادة (بشأن العنف الجنسي أو الفضائح المالية) والطقوس الدينية'. وقال الكاردينال السلفادوري غريغوريو روزا شافيز للصحافيين لدى وصوله: 'أعتقد أن الكنيسة في حالة صلاة، ولكن يجب أن تستعد لوضع المفاجأة. تذكروا ما حدث مع البابا فرنسيس. يا لها من مفاجأة!'. ولم يكن الأرجنتيني من المرشحين الأوفر حظاً قبل الاجتماع الأخير الذي انتهى بانتخابه في 13 مارس (آذار) 2013. وأضاف شافيز 'لدينا جنسيات متعددة. الهامش موجود. إنه أمر رائع'، في إشارة إلى أن فرنسيس عيّن 80 بالمئة من الكرادلة، بما في ذلك عدد غير مسبوق من مناطق بعيدة جغرافيا عن روما أو تضم عدداً قليلاً من الكاثوليك.