logo
جزيرة بـ 50 ألف دولار لليلة: فخامة عربية في قلب إفريقيا (فيديو)

جزيرة بـ 50 ألف دولار لليلة: فخامة عربية في قلب إفريقيا (فيديو)

الرجلمنذ 6 أيام
دشّنت مجموعة جميرا Jumeirah Group، منتجعًا حصريًا على جزيرة خاصة قبالة سواحل تنزانيا، تبلغ تكلفة الإقامة فيه نحو 50 ألف دولار لليلة الواحدة. المشروع الجديد لا يمثل مجرد إضافة إلى محفظة الضيافة الإماراتية، بل يُعد مؤشرًا واضحًا على التوسع الاستثماري الخليجي في سوق السياحة الفاخرة في إفريقيا، أحد آخر الأسواق غير المشبعة عالميًا.
اقرأ أيضَا: منتجع في الكويت يصنف كأفضل منتجع شاطئي في العالم
يقع المنتجع الفاخر ضمن محمية بحرية خاصة، ويقدّم تجربة إقامة متكاملة تشمل فيلا فارهة للاستعمال الحصري، ويخت كاتاماران، إلى جانب خدمة نقل عبر المروحيات. وتكمن خصوصية هذا المشروع في كونه يستهدف فئة من المسافرين الباحثين عن الرفاهية المطلقة والعزلة، في محيط طبيعي غير ملوّث ومحمٍ بيئيًّا، ما يجعل منه نموذجًا لمستقبل السفر الراقي الذي يدمج بين الخصوصية والوعي البيئي.
هل أصبحت إفريقيا الوجهة الجديدة للسياحة الفاخرة؟
الجزيرة التي تديرها جميرا تمثل جزءًا من طفرة أوسع تشهدها إفريقيا في مجال الضيافة والسياحة الراقية. فقد باتت القارة وجهة استثمارية جاذبة لمليارديرات العالم ورواد التكنولوجيا والمستثمرين الخليجيين، الذين ضخوا خلال الأعوام الأخيرة رؤوس أموال ضخمة في مشروعات تشمل رحلات السفاري، والتخييم الفاخر، وتتبع الغوريلا، والإقامة في مزارع الكروم، إلى جانب المنتجعات الشاطئية.
ويُنظر إلى إفريقيا باعتبارها "الحدود الأخيرة" للسياحة الفاخرة، نظرًا لتنوّع بيئاتها الطبيعية، وقلة المنافسة مقارنةً بمناطق أكثر ازدحامًا مثل المالديف أو الكاريبي، ما يمنحها ميزة تنافسية فريدة.
اختيار جميرا لتدشين هذا المشروع في تنزانيا تحديدًا يُبرز وعيًا استثماريًا دقيقًا باستغلال الفرص الصاعدة، خصوصًا في ظل سعي الحكومات الإفريقية لتعزيز بنيتها التحتية السياحية وفتح الأبواب أمام المستثمرين الأجانب. كما أن المشروع يكرّس مكانة دبي كمركز عالمي لإدارة واستثمار الضيافة الفاخرة خارج حدودها الجغرافية.
وتتماهى هذه الخطوة مع التوجّه الإماراتي الأوسع الذي يهدف إلى تنويع الاستثمارات في قطاعات غير نفطية، وبناء جسور اقتصادية مع القارة الإفريقية التي تُعد سوقًا ناشئة ذات إمكانات واعدة، خاصة في قطاعات التجزئة والسياحة والطاقة.
ما يميّز هذه الموجة الجديدة من الاستثمارات السياحية هو أنها لا تقتصر على الفخامة بمعناها التقليدي، بل تتبنى أيضًا نهجًا أكثر وعيًا بالبيئة والمجتمعات المحلية. المنتجع التنزاني، مثلًا، يلتزم بعدم التأثير على النظام البيئي البحري المحيط، ويوظّف جزءًا من دخله لدعم جهود الحماية البيئية.
ويُتوقع أن تتوسع مثل هذه المشاريع في إفريقيا خلال السنوات المقبلة، لتُعيد رسم خريطة السياحة العالمية عبر تقديم تجارب شخصية عالية المستوى في بيئات نادرة ونائية، تجمع بين التفرّد والمسؤولية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشركات السعودية تعزز تحويل القطاع إلى موسم مستدام
الشركات السعودية تعزز تحويل القطاع إلى موسم مستدام

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • الرياض

الشركات السعودية تعزز تحويل القطاع إلى موسم مستدام

وطد فهم الهيئة العامة للترفيه والقائمين على تسييرها، لأهمية دور القطاع الخاص في النهوض بقطاع الترفيه وتحويله من قطاع موسمي مهمل إلى قطاع مستدام ومنتج، لعمل كل ما يلزم من أجل تمكينه من استغلال الفرص الكبيرة والواعدة التي يزخر بها القطاع، ونجح ذلك التوجه في إزالة العقبات التي كانت تمنع القطاع الخاص من الاستثمار والتوسع بحرية أكبر في أنشطة الترفيه المتنوعة لتتضاعف الاستثمارات المحلية والأجنبية وتزيد إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وفي المحتوى المحلي، وفي خلق الوظائف المناسبة والملائمة للمواطن، وفي خلق بيئة ترفيهية متنوعة تلبي احتياجات الجميع مواطنا ومقيما وزائرا قادما من خارج المملكة، ومن خلال تلك الجهود والتسهيلات التي يدلل على إتقانها تقديم الهيئة العامة للترفيه لخدماتها عبر منصة فرص التي تتيح للمستثمرين الاطلاع على الفرص المتاحة في القطاع الترفيهي في مختلف مناطق المملكة، مثل إنشاء المتنزهات، الفعاليات، والأنشطة الترفيهية وغيره تعزيزا منها تسهيل وصول الشركات والمستثمرين إلى جميع متطلباتها المتعلقة في الاستثمار بهذا القطاع، وتظهر أرقام واحصاءات الترفيه حول المملكة الأثر الإيجابي الكبير الذي تحقق حيث تنامى إجمالي التصاريح الترفيهية الممنوحة في مختلف مناطق المملكة من 464 تصريحا في عام 2017 م إلى 5526 تصريحا بنهاية 2024 م، تشمل المدن والمراكز لترفيهية ومختلف الفعاليات والعروض الحية بشكل عام وفي المطاعم والمقاهي، كما تسارع نمو قطاع الترفيه بشكل سريع وفعال، حيث يتم خلق نحو 150 ألف وظيفة جديدة في هذا المجال بالتزامن مع التعاون المستمر بين الشركات المحلية والعالمية لإنشاء أكاديميات متخصصة في تطوير مهارات العاملين، بهدف تأهيل كوادر قادرة على قيادة الصناعة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا. ويعد موسم الرياض الذي نجح في نسخته السابقة في استقطاب أكثر من 20 مليون زائر من داخل المملكة وخارجها، خير مثال على فاعلية دور القطاع الخاص في النهوض بقطاع الترفيه وإسهاماته في تحويله من قطاع موسمي مهمل إلى قطاع مستدام ومنتج، حيث أصبحت الشركات والمؤسسات المحلية والأجنبية تتنافس على اقتناص الفرص المتاحة في الموسم رغم حداثته إذ أنه بدأ في عام 2019 م، وتسعى لإقامة مشروعات خاصة بها خلال فترة الموسم إضافة إلى التسابق على تسجيل الرعايات التي تحقق لها الوصول إلى تحقيق نسب عالية من العوائد، ويعد تواصل تنافس كبريات الشركات والمؤسسات المحلية الدولية على مختلف الفرص الاستثمارية التي يوفرها موسم الرياض نسخة بعد نسخة إشارة جلية على أن قطاع الترفيه السعودي بات مطلبا مفضلا لدى العديد من شركات القطاع الخاص المحلية والدولية، ومن الأمثلة على ذلك إصرار مجموعة stc التي تم ترقية تصنيفها من فئة «BBB» إلى فئة «A» في أحدث تقييمات مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال (MSCI) للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، على أن تصبح راعيا بلاتينا للنسخة الخامسة من الموسم، ولمدة ثلاثة أعوام على التوالي، وذلك بعد رعايتها للمواسم الأربعة الماضية، ومن الأمثلة على ذلك أيضا النجاح الكبير الذي حققه معرض «كريستيان ديور بيت الأزياء الفرنسي الفاخر «مصمم الأحلام» خلال النسخة الماضية من الموسم في المتحف الوطني السعودي بمدينة الرياض في الفترة من 21 نوفمبر 2024، وحتى 2 أبريل 2025، ويظهر نجاح هذا المعرض الاهتمام الكبير الذي باتت دور الأزياء العالمية توليه لموسم الرياض إذ تشير مختلف التقارير إلى التنافس الكبير من قبل مثيلات تلك الدار العريقة على المشاركة في هذا الحدث الترفيهي الضخم وإلى اغتنامه لإطلاق مجموعاتها الحصرية وافتتاح المتاجر الفاخرة وتنظيم عروض الأزياء العالمية ضمن فعاليات الموسم المتنوعة والفريدة. وقد استقطبت النسخة الماضية من الموسم رعاية العديد من الشركاء المميزين (premium)، منهم شركة تطوير المربع، الخطوط الجوية العربية السعودية، شركة التعاونية للتأمين، إضافة إلى توقيع عقود مع الشركاء الاستراتيجيين مثل شركة التنفيذي، شركة لوسيد، مطعم بيتزا مايسترو، وتطبيق Check App. وأيضا العديد من الشركاء الرئيسين مثل شركات بيبسي، ليز، دانكن، بنده، وparket. وشركة سيرك كشريك بيئي، وتطبيق جاكو كشريك تواصل اجتماعي وشركة كودو. ولم تغفل الهيئة العامة للترفيه عن دور القطاع الخاص المحلي والذي يتميز بكثرة المنشآت الصغيرة والمتوسطة فعمدت إلى إنشاء مسرعة أعمال مختصة في مجال الترفيه، تهدف إلى تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، من خلال الممارسة المباشرة مع شركاء محليين وعالميين وتوفير الخدمات والتوجيه في قطاع الترفيه بهدف تأسيس شركات ناشئة على أسس سليمة وإمكانيات عالية؛ لدعم الاقتصاد السعودي ورفع نسبة إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي إلى 35 % ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المجالات المختلفة وتعزيز قطاع مسرعات الأعمال في المملكة، باتباع أفضل الممارسات العالمية وتوفير فرص استثمارية في الشركات الناشئة وهناك كثير من الأمثلة التي تظهر نجاح ذلك العمل وجدواه في مختلف مناطق المملكة، كما توسعت الهيئة في المبادرات والبرامج المعينة على ذلك مثل برنامج «شريك الترفيه» الرامي إلى تمكين رواد الأعمال ودعم الشركات الناشئة في قطاع الترفيه بالمملكة، ضمن توجهات الهيئة في تنمية القطاع وخلق بيئة حيوية تستوعب الأفكار والمشروعات الواعدة، ويستهدف البرنامج دعم منظومة الشركات الناشئة في قطاع الترفيه من خلال تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات المصممة خصيصًا لتناسب مختلف مراحل نضج الشركات، بدءًا من المراحل الأولى وحتى مرحلة النمو، كما أنه يقدم عدة خدمات تشمل الخبرات المتخصصة، والتمويل، والتدريب والإرشاد، وبناء العلاقات، والتوجيه، إلى جانب حزم دعم شاملة تُعزز فرص النجاح للمشروعات الناشئة، وأيضا أطلقت الهيئة العامة مشروع مسارات الترفيه، كمبادرة نوعية تهدف إلى دعم وتمكين رواد الأعمال في قطاعات الترفيه والأعمال المرتبطة بها، وذلك من خلال توفير منصة رقمية شاملة تتيح لأصحاب المشروعات الناشئة والقائمة التواصل المباشر مع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات متنوعة، وحاليا تزخر المدن السعودية في مختلف المناطق بالكثير من المشروعات الترفيهية القائمة والجار تنفيذها والتي يصعب حصرها ولكن يمكن الجزم بجدوى تأثيرها وفعالية إسهامها مخرجات قطاع الترفيه ودعمه للسياحة عبر تنمية عدد السياح وتحسين تجربتهم السياحية في المملكة. كما تميزت سياسة الهيئة العامة للترفيه في عملها من أجل تحسين بيئة الاستثمار وتسهيل دور القطاع الخاص المأمول في الرقي بقطاع الترفيه بالحكمة ويظهر ذلك بوضوح في إتاحتها للشركات الأجنبية فرصة تسجيل أعمالها والحصول على التراخيص لمزاولة النشاط في قطاع الترفيه دون الحاجة إلى شريك محلي، فعززت بذلك جاذبية السوق السعودي للاستثمارات العالمية وأسهم ذلك بشكل فعال في تعزيز مكانة المملكة كوجهة ترفيهية رائدة على مستوى المنطقة والعالم، وتعددت الأنشطة ففي مجال الترفيه الرياضي على سبيل المثال سباقات الفورملا 1 ونزالات الملاكمة والفنون القتالية ومنافسات البادل وغيرها، وفي الفن والسينما مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومختلف الحفلات الموسيقية التي تستضيف نخبة من النجوم العرب والعالميين المميزين ناهيك عن الطفرة الكبيرة في فعاليات الترفيه والتسويق وغير ذلك من أنشطة الترفية والأمثلة كثير ة على تسارع قدوم المستثمرين من مختلف مناطق العالم ومن ذلك على سبيل المثال ما صدر مؤخرا طرف أمانة المنطقة الشرقية في السعودية عن مشروع إنشاء «المدينة العالمية» أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى والنوعية، بالتعاون مع مستثمر تايلندي، حيث إن المشروع يدمج بين الترفيه والسياحة والثقافة والتجارة في قالبٍ واحدٍ، ويتميز بتصميمه العصري المبتكر، وستضم المدينة أجنحة مخصصة لـ 16 دولة، تُبرز ثقافاتها وتقاليدها، ويُخصّص لكل جناح مطعم يُظهر المطبخ المحلي لتلك الدولة، بما يمنح الزوار تجربة ثقافية وغذائية عالمية،ومن الأمثلة على ذلك أيضا إعلان شركة مشروعات الترفيه السعودية 'سڤن'، التابعة لشركة القدية للاستثمار، والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، و'ماتيل'، الشركة العالمية المتخصصة في قطاع الألعاب والترفيه، عن تقديم سباق السيارات الكهربائية من 'هوت ويلز' في ست مدن في أنحاء المملكة العربية السعودية. ومع إضافة سباق السيارات الكهربائية من 'هوت ويلز' الى قائمة استقطاباتها، حيث تواصل 'سڤن'، توسيع محفظة مشروعاتها وتعزيز رياضة الكارتينج في المملكة، وتستثمر شركة مشروعات الترفيه السعودية 'سڤن' ما يزيد على 50 مليار ريال سعودي لإنشاء 21 وجهة ترفيهية في 14 مدينة في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي ستوفر تجارب عالمية المستوى مبتكرة وفريدة من نوعها، إضافة إلى عقد شراكات على مستوى العالم في قطاع الترفيه.

ممشى اللافندر يُفتتح في غابة رغدان بإطلالة بانورامية على عقبة الباحة
ممشى اللافندر يُفتتح في غابة رغدان بإطلالة بانورامية على عقبة الباحة

صحيفة سبق

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة سبق

ممشى اللافندر يُفتتح في غابة رغدان بإطلالة بانورامية على عقبة الباحة

شهدت غابة رغدان بمنطقة الباحة تدشين ممشى "اللافندر"، في فعالية رسمية افتتحها أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط، بحضور مدير عام المرور بمنطقة الباحة العقيد مسفر الثبيتي، وسط حضور من الزوّار والمهتمين بالبيئة والتنزه. ووثّقت "سبق" الممشى الذي يُعد إضافة نوعية للوجهات السياحية في المنطقة، حيث يتميز بجمالية تصميمه وامتداده بمحاذاة سفوح غابة رغدان، مزداناً بالأحجار البيضاء التي وُضعت بعناية على جانبي المسار لتعزز من جماله الطبيعي وتضفي طابعاً من الهدوء والسكينة لمرتاديه. ويمتاز الممشى بإطلالة بانورامية ساحرة على عقبة الباحة، ما يمنح الزوّار تجربة فريدة تجمع بين الاسترخاء والمشاهدة الخلابة للطبيعة الجبلية المحيطة، في وقت تشهد فيه المنطقة موسماً سياحياً نشطاً بفضل اعتدال الأجواء وكثافة الغطاء النباتي. ويأتي تدشين ممشى اللافندر ضمن حزمة من المشاريع التطويرية التي تشهدها غابة رغدان، التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية في الباحة، لما تتمتع به من طبيعة خلابة وبنية تحتية متطورة تخدم الزوّار على مدار العام.

لأول مرة... مرشدات سياحيات في أفغانستان يقدن مجموعات نسائية فقط
لأول مرة... مرشدات سياحيات في أفغانستان يقدن مجموعات نسائية فقط

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

لأول مرة... مرشدات سياحيات في أفغانستان يقدن مجموعات نسائية فقط

يصغي السياح في المتاحف إلى شرح المرشدين والمرشدات عن القطع الأثرية المعروضة... لربما كانت تلك المجموعة مثل أي مجموعة من الزائرين في أي مكان بالعالم، لكن كان هناك أمر غير اعتيادي يميزها عن غيرها؛ هو أن تلك المجموعة من الأجانب، التي تزور المتحف الوطني الأفغاني، مكونة من النساء فقط. وتشهد أفغانستان عودة تدريجية للسياحة رغم القيود الاجتماعية والأمنية، فقد بدأت أعداد صغيرة من الزوار الأجانب تتوافد لاكتشاف البلاد، في وقت تسعى فيه حكومة «طالبان» إلى استغلال القطاع على أنه رافعة اقتصادية. مريم شابة أفغانية خلال يومها الأول من التدريب لتصبح مرشدة سياحية تساعد السائحة الأسترالية سوزان ساندرال البالغة من العمر 82 عاماً بتعديل حجابها في كابل بأفغانستان يوم الأربعاء 28 مايو 2025 (أ.ب) ومن يقوم بمهمة الإرشاد امرأة أيضاً، وهي واحدة من أولى المرشدات السياحيات الأفغانيات اللائي يعملن في بلد فرضت فيه حركة «طالبان» الحاكمة له على الفتيات والنساء فيه أشد القيود صرامة بالعالم، وفق تقرير من «أسوشييتد برس» الخميس. لم تكن سمية منيري (24 عاماً) تعرف بوجود وظيفة المرشد السياحي في الحياة من الأساس، لكن عند بحثها على الإنترنت طلباً للمساعدة في تحسين مستواها في اللغة الإنجليزية، عثرت مصادفة على تطبيق «كاوتش سيرفينغ» الذي يتواصل السائحون من خلاله مع سكان محليين ويقيمون في منازلهم. قالت سمية بعد استضافتها سائحة: «أصبح لديّ شغف بالأمر، وأثار اهتمامي كثيراً. لقد كان الأمر فريداً ولم أسمع به من قبل، لذا قلت: لمَ لا أجرب وأفعل ذلك؟». 3 سائحات أجنبيات (اثنتان على اليمين والثانية من اليسار) يزرن قصر «دار الأمان» برفقة 3 مرشدات سياحيات في كابل بأفغانستان يوم الأربعاء 28 مايو 2025 (أ.ب) مع استضافة أول زائرة ومرافقتها لها في بلدتها غرب أفغانستان، رأت جانباً جديداً من بلادها. وأوضحت قائلة: «أكثر الأمور التي سمعنا بها (عن أفغانستان) كانت سلبية. تركيز الناس، وتركيز وسائل الإعلام، والعناوين الرئيسية... كل ذلك منصبّ على الجوانب السلبية فقط. وبالتأكيد تأثرنا بذلك». إن أفغانستان بالنسبة إليها مختلفة. في الوقت الذي توجد فيه مشكلات في بلد يتعافى من عقود من الحرب والفوضى، هناك جانب آخر لهذا البلد المعقد المذهل. إن حبها بلدها عميق، وتتوق لمشاركته جمالياته، وتأمل أن تغير مفاهيم ووجهات نظر الناس تدريجياً. وقالت بلغة إنجليزية مفعمة بالحماس: «رأيت كل تلك الطبيعة، وكل هذا الجمال، وكل تلك الإيجابيات... لقد غيّر ذلك رؤيتي تماماً. ويمكن أن يحدث ذلك للآخرين أيضاً». من أولئك الزائرات؛ الأسترالية سوزان ساندرال، التي أرادت رؤية أفغانستان خلال حقبة الستينات، لكن ضغوط رعايتها الأسرة حالت دون ذلك. هي تبلغ الآن 83 عاماً، وكانت ضمن المجموعة المكونة من سائحات أجنبيات فقط في كابل. لقد قالت خلال استراحة في الرحلة: «إنها مختلفة عما توقعته. لقد توقعت الشعور بالخوف، وتلقي نظرات الاتهام، لكن لم يحدث ذلك إطلاقاً. في كل مكان يذهب إليه المرء في الشوارع إذا ابتسم لأحدهم وأومأ له بالتحية، فإنه يتلقى رداً رائعاً. لذا؛ الوضع مختلف جداً». المرشدة السياحية الأفغانية سمية منيري (24 عاماً - على اليمين) ومريم المرشدة السياحية المتدربة المحلية (وسط) ترافقان السائحة الأسترالية سوزان ساندرال البالغة من العمر 82 عاماً (يسار) خلال زيارة المتحف الوطني في كابل بأفغانستان يوم الأربعاء 28 مايو 2025 (أ.ب) جاكي بيروف (35 عاماً) سائحة مستقلة من شيكاغو لم تكن ضمن المجموعة المذكورة، لكنها وصفت الشعب الأفغاني بـ«المضياف على نحو لا يُصدق». وقالت: «مع ذلك أُدرك جيداً أني أتمتع بحرية أكبر من المواطنات الأفغانيات». منعت 4 عقود من الحرب السائحين من زيارة أفغانستان، لكن في الوقت الذي أدى فيه تولي حركة «طالبان» السلطة في أغسطس (آب) 2021 إلى هروب آلاف الأفغان وصدمة العالم، فقد أدت نهاية تمرد الحركة ضد النظام السابق المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية إلى تراجع وتيرة العنف بشكل كبير. ولا تزال هناك هجمات تحدث بين الحين والآخر، أكثرها من جانب جماعة تابعة لتنظيم «داعش»، وتحذر دول غربية رعاياها من السفر إلى أفغانستان. مع ذلك، يجذب تحسن الوضع الأمني مزيداً من السائحين الذين ينبهرون بالمشاهد الخلابة والتاريخ الطويل وثقافة إكرام الضيف والترحاب الضاربة بجذورها في البلاد. إن السياحة مجال ناشئ، حيث لا يتعدى عدد السائحين سنوياً بضعة آلاف، وأكثرهم من المسافرين المغامرين المستقلين. مع ذلك، تزداد عروض الجولات السياحية التي يصحبها مرشد من بلاد تتمتع بتنوع مثل الصين واليونان وهولندا والمملكة المتحدة. وتحرص حكومة «طالبان» على الترحيب بهم. ورغم عزلتها على الساحة الدولية، فهي لم تحظ رسمياً سوى باعتراف روسيا في يوليو (تموز) 2025، فإن الحكومة تدرك أن مجال السياحة يمكن أن يكون مربحاً. أصبح الحصول على التأشيرات السياحية، التي عادة ما تكون تأشيرات دخول لمرة واحدة فقط وسارية لمدة تصل إلى 30 يوماً، من بعض السفارات التي تصدرها أمراً بسيطاً وسهلاً نسبياً. وهناك رحلات طيران منتظمة تصل إلى كابل بعد المرور بمحطات كبيرة مثل دبي وإسطنبول. المرشدة السياحية الأفغانية سمية منيري (24 عاماً - على اليسار) والسائحة الأسترالية سوزان ساندرال (82 عاماً) تلتقطان صورة بجوار مروحية عسكرية خلال زيارة لمتحف الحرب في كابل بأفغانستان يوم الأربعاء 28 مايو 2025 (أ.ب) فكرة زيارة أفغانستان بصفة سائح بالنسبة إلى البعض بغيضة أخلاقياً، خصوصاً بالنظر إلى معاملة الحكومة النساء في البلاد. من المحظور حصول الفتيات على مستوى تعليمي أعلى من المرحلة الابتدائية، وتعيش النساء في ظل كثير من القيود. كذلك تحدد الحكومة ما يمكنهن ارتداؤه من ملابس في الأماكن العامة، وكذلك الأماكن المسموح بها لهن، والأشخاص المسموح لهم بمرافقتهن. ولا يستطعن السير في المتنزهات أو تناول الطعام في المطاعم. وصالونات التجميل محظورة. هناك عدد محدود من الوظائف والمهن المتاحة لهن، من بينها التعليم ونسج السجاد. مع ذلك، يشير المنخرطون في مجال السياحة إلى آثار إيجابية متاحة في زيارة أفغانستان. قالت زوي ستيفنس (31 عاماً)، وهي مرشدة سياحية بريطانية تعمل لدى شركة «كوريو تورز» المختصة في الجهات غير الاعتيادية: «أؤمن بالسياحة الأخلاقية. وأعتقد أنه من الممكن الفصل بين السياسة والناس، وهذا هو أهم أمر بالنسبة إليّ. أي بلد ليس محصلة سياسته فحسب، بل هو محصلة كثير من الأمور؛ منها ثقافته وتاريخه والمأكولات التي يشتهر بها، وكذلك الشعب؛ وتحديداً في حالة أفغانستان». من الجولات السياحية الثلاث، التي قادتها ستيفنس في أفغانستان، كانت اثنتان منها مكونة من النساء فقط. عند العمل مع مرشدات محليات من السيدات، ومن بينهن منيري، وجدت أن هناك جمعاً بين أماكن الجذب الرئيسية وزيارة السيدات المحليات مراكز نسائية وصفوف طهي وتطريز، وهي عوالم مغلقة أمام المسافرين من الرجال. وأوضحت ستيفنس: «نجرب دائماً فعل أمر مختلف قليلاً يجعل جولاتنا السياحية فريدة ومميزة، إلى جانب أمور تعود بالنفع على المجتمع. لذا، شعرت أن العمل مع مرشدات سياحيات يحقق الهدفين». المجموعات صغيرة، فقد ضمت إحداها 8 سيدات، في حين ضمت أخرى 3 سيدات، لكن الشركة تتطلع إلى إقامة شبكة من المرشدات السياحيات في أنحاء أفغانستان. وأضافت قائلة: «ما نحاول القيام به من خلال هذه الجولة، خصوصاً جولة النساء، هو هزيمة تلك المخاوف الأخلاقية. الفكرة هي التعرف على حياة النساء الأفغانيات في سياقها الطبيعي».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store