
أمير تبوك يرعى حفل خريجي وخريجات "جامعة فهد بن سلطان"
رعى الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، رئيس مجلس أمناء جامعة فهد بن سلطان، مساء أمس، بحضور الأمير خالد بن سعود بن عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة تبوك، حفل تخريج الدفعة السابعة عشر لحملة البكالوريوس، والدفعة الثانية عشرة لحملة الماجستير من طلبة الجامعة للعام الأكاديمي 1445 - 1446هـ، والبالغ عددهم ( 608) خريجين وخريجات، والتي تتضمن أول دفعة من خريجي برنامج نيوم للابتعاث الداخلي، وذلك بمقر جامعة فهد بن سلطان في مدينة تبوك.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل: المشرف العام على الجامعة الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان، ورئيس الجامعة الدكتور عبدالله بن إبراهيم الملكاوي، وأمناء مجلس الجامعة.
عقب ذلك، بدأ الحفل الخطابي المعدّ بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم مسيرة الخريجين والخريجات، تلتها كلمة لرئيس الجامعة الدكتور عبدالله بن إبراهيم الملكاوي، أعرب في مستهلها عن شكره لأمير منطقة تبوك على رعايته الحفل ومشاركته الخريجين فرحتهم، وقال: "إنها مناسبة ننتظرها بشغف كل عام، يوم نحتفل فيه بثمار أعوام من الجهد والعطاء، ويشرّفنا فيه حضور سموكم الكريم لتكريم هذه الكوكبة من طلاب وطالبات الجامعة الذين تلقوا تعليمهم وتدريبهم في بيئة علمية متكاملة استوفت معايير الجودة والتميز الأكاديمي".
كما أوصى الخريجين والخريجات بألا يتوقفوا عن الحلم، وألا يترددوا في المحاولة، فالأحلام وقود الطموح، والمحاولات طريق النجاح، والتجارب – وإن تعثرت – تصنع في المرء صلابة الموقف.
بعدها ألقى الخريجون كلمة أكدوا من خلالها فخرهم بتخرجهم واستعدادهم لخدمة الوطن، مستلهمين من رؤية المملكة 2030 روح الطموح والإنجاز، ومعربين عن امتنانهم لوالديهم ومعلميهم، مشيرين إلى أن هذا التخرج ليس إلا بدايةً لمسيرة عطاء لوطنهم، ووفاءً لجامعتهم التي غرست فيهم قيم التميز والانتماء.
بعد ذلك، القى الأمير فهد بن سلطان كلمة هنأ فيها الخريجين والخريجات، معبراً عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، ومؤكداً أن المملكة العربية السعودية - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله -هي بلد الفرص وتحقيق الأحلام لكل من يملك الطموح والعزيمة.
وقال: "إنني دائماً ما أردد ولا أمل من ترديدها، بأن وطنكم هو وطن تحقيق الأحلام، فمن كان له حلم فليحققه في هذا البلد، الذي يمضي بثقة نحو المستقبل".
وأشار إلى أن الجامعة بدأت بمسيرة ضمت 24 طالباً فقط، واليوم تحتفل بتخريج المئات من الطلاب والطالبات، وهو ما يُعد انعكاساً للدعم اللامحدود الذي يحظى به قطاع التعليم من القيادة الرشيدة، وتحقيقاً لحلم كان يراوده منذ أكثر من أربعين عاماً بإنشاء جامعة في تبوك، حتى أصبح الحلم واقعاً.
وختم كلمته بالتأكيد على أن الشباب السعودي قادر على الإنجاز، داعياً الخريجين إلى الاستمرار في السعي والتعلم، ومبدياً سموه ثقته في أن المستقبل يحمل لهم مزيداً من النجاحات، قائلاً: "أنتم دائماً في عز وكرامة وأمان، وسنكون معكم في مسيرتكم حتى تحققوا أحلامكم، وتروا أبناءكم وأحفادكم في هذا العالم بخير وسعادة.
وفي ختام الحفل، سلم أمير منطقة تبوك وثائق التخرج لممثلي الأقسام من الخريجين والخريجات الأوائل، كما التُقطت الصور التذكارية مع الخريجين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
الأفلام العربية في «كان»... فرصة فوز لم يتحقق
تعتمد السينمات العربية، أكثر من أي وقت مضى، على عرض إنتاجاتها في المهرجانات الدولية. في السنوات الـ20 الأخيرة، ازداد عدد المعروض منها في «كان»، و«ڤينيسيا»، و«برلين»، و«كارلوڤي ڤاري»، و«لندن»، و«تورنتو»، و«لوكارنو»، والقائمة طويلة. السبب الواضح هو الرَّغبة في تبوُّؤِ نجاحٍ جوهريٍّ يستفيد منه الفيلم ومَن فيه، وما يُمثِّله في دعم المسيرة، وتأسيس المكانة، والشهرة الفردية للعاملين فيه. وكذلك في إبراز دور الدولة التي وُلد فيها مشروع المخرج، حتى لو كان التمويل آتياً من الخارج، كما بات الحال غالباً. هي عملية يمتزج فيها الطُّموح الفردي بالمؤسساتي، والفني بالتجاري. أفلام «نورة» لتوفيق الزايدي، و«وجدة» لهيفاء المنصور، و«ستموت في العشرين» لأمجد أبو العلا، وأُخرى سواها، سارت على هذا الخط الرَّفيع محققة رواجاً جماهيرياً في الغرب، ونقدياً في كل مكان آخر. «سماء بلا أرض» (مهرجان «كان») سبب خفي الأفلام العربية منذ السبعينات وما بعدها، حظيت أيضاً بحضورٍ متعدّد، وكثيرٌ منها شقَّ طريقه إلى مهرجان «كان» وغيره من المهرجانات الدولية. لكن السبب الخفي وراء هذا التوجّه، في الماضي والحاضر، يعود إلى ضيق رقعة الإنتاج العربي في الأسواق العربية. فقد باتت تكلفة إنتاج الفيلم اليوم أعلى بكثير ممّا كانت عليه في السابق؛ إذ تقترب ميزانية الفيلم الصغير أحياناً من مليون دولار، بينما يتجاوز الفيلم الكبير هذا الرقم بسهولة. السوق العربية لا تضمن استعادة تكلفة الفيلم الصغير (لأن أحداً لا يراه)، ولا الفيلم الكبير (كون الإنتاجات التجارية محدودة في أسواقها باستثناء المصرية). مع هذا الوضع، لا يتَّجه الإنتاج العربي ليطلب المعونة المالية من الدول الأوروبية فقط، بل يعتمد عليها بوصفها فرصة للوصول إلى المهرجانات لا يمكن تفويتها. «كعكة الرئيس» (مهرجان «كان») مضامين عربية استقبل مهرجان «كان» العام الحالي، أفلاماً عربية متنوِّعة المصادر. مجازياً، تُسمّى الأفلام المُمولة من الغرب أفلاماً عربية، لكن الواقع هو أن ما هو عربي مُحدَّد بالإخراج واللغة والموضوع، وهذا ليس كافياً ما دام التمويل الرئيس ليس عربياً. يجد المخرج العربي نفسه بحاجة إلى مظلَّة دولية ليُنجز فيلمه، ويعرضه عالمياً في المهرجانات أولاً، ومن ثَمَّ في الأسواق، إذا ما أُتيح له ذلك، وهو سيتوجَّه لأي بلد أجنبي يؤمِّن له هذا الهدف. ما شاهدناه هنا من أفلام لا يؤكد ما سبق قوله فقط، بل ينتمي أيضاً إلى طروحات متعدِّدة جميعها مهمَّة، لكن الناتج يتفاوت فنياً. كان طبيعياً أن تتوجَّه بعض هذه الطروحات صوب السياسة. فيلم «كعكة الرئيس» لحسن هادي، الذي قُدّم باسم العراق والولايات المتحدة (حيث التمويل الفعلي)، يطرح حكاية تقع أحداثها في «عراق صدّام حسين». نرى صوره وتماثيله، وهو حاضر في طول الحكاية وعرضها، التي تدور حول فتاة صغيرة يُطلب منها تحضير كعكة بمناسبة عيد ميلاد الرئيس، وذلك في الوقت الذي يعيش فيه الناس فوضى تلك الفترة. أما الفيلم السويدي - الدنماركي - الفنلندي - الفرنسي «نسور الجمهورية» لطارق صالح، ففيه عنصر تسوية حسابات عالقة مع النظام العراقي السابق. الفارق أن فيلم صالح ينتقد الحكم الحالي والسلطات، عوض انتظار رحيلها. «نسور الجمهورية» نظرة خارجية من مكان آمن لحالٍ لا تطاله الرقابة المصرية (على عكس «كعكة الرئيس» المُرحَّب به داخل العراق). في الفيلم المصري (فعلياً) «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» لمراد مصطفى، الذي يتمحور حول مدبرة منزل سودانية، يبدأ الفيلم بها وهي في القاع، وينتهي بها وهي أسفله. النقد هنا يبقى على أرضٍ اجتماعية بحتة لا دخل لها بالمؤسسات الرسمية. هناك فيلم آخر عنوانه «سماء بلا أرض» (Promis le ciel) للمخرجة التونسية أريج السحيري (سبق لها أن أخرجت «تحت أشجار التين» قبل 3 أعوام). تقول البطاقة إن الفيلم تونسي - قطري - فرنسي، لكن مع غياب التفاصيل لا نستطيع سوى التخمين بأن غالبية التمويل الأساسي لهذه الدراما الأنثوية تم مقابل تأمين «كنال بلوس» (Canal+) الفرنسية غالبية الميزانية. «سماء بلا أرض» فيلم رقيق الحاشية من بدايته إلى نهايته. حواره الغالب فرنسي، كون بطلاته من كوت ديڤوار يعشن ويعملن في تونس. اختيار موضوعات تسمح للفيلم الحديثَ بالفرنسية أمرٌ آخر منتشر في أفلام مغاربية. خفي لا يحتلّ الفن في هذه النماذج حضوراً بارزاً؛ فالاختلاف يكمن في أسلوب المعالجة. ففيلم طارق صالح «نسور الجمهورية» يتّبع معالجة سردية تنتمي إلى «النوع» (Genre)، في حين يتَّخذ «كعكة الرئيس» لحسن هادي، وكذلك فيلم «سماء بلا أرض»، منحى سردياً حكائياً. أما «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» لمراد مصطفى، فهو محاولة لخلق فيلم فني، لكن النية شيء والتنفيذ شيء آخر. لا يجب أن يغيب عن البال أن هذا المهرجان هو المناسبة الـ50 لفوز فيلم «مفكرة سنوات الجمر» للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة بالسعفة الذهبية (سيُعرض بنسخة مُرمَّمة بعد ظهر اليوم، الجمعة). هذا فيلم كان يمكن أن يُدرَّس ويُستفاد منه لناحية عناصر الحكاية، وكيفية تنفيذ المضمون، كما من جهة أسلوب عمله، لكن غالبية العاملين في الوسط اليوم لا يكترثون للرجوع بضع خطوات إلى الأمس.


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
أليسون شونتيل :سعداء بنجاح ملتقى فورتشن ونستعد لنسخة عالمية في أكتوبر المقبل
عبرت أليسون شونتيل رئيسة التحرير والرئيسة التنفيذية للمحتوى في مجلة فورتشن الدولية الأكثر تأثيراً في العالم، عن سعادتها بنجاح النسخة الأولى من ملتقى فورتشن السنوي للسيدات الأقوى تأثيراً، التي احتضنت فعالياتها العاصمة السعودية الرياض بمشاركة قيادات نسائية سعودية وعالمية من مختلف القطاعات. وكشفت شونتيل عن خطة تنظيم ملتقى فورتشن العالمي في أكتوبر القادم بالرياض، بمشاركة قيادات من الرجال إلى جانب السيدات للحديث عن الأعمال التجارية، وقصص النجاحات وإنجازات في جميع القطاعات. تعرفوا إلى المزيد من التفاصيل على ملتقى فورتشن ودوره في إلهام الجيل القادم من النساء في سياق الحوار الذي أجرته سيدتي مع أليسون شونتيل. ملتقى مثير للاهتمام حدثينا عن أصداء ملتقى فورتشن في السعودية الذي نجح في جمع نخبة من القياديات النسائية من مختلف أنحاء العالم؟ الحقيقة سعيدة جداً بتواجدي في السعودية ، وخروج الملتقى بهذه الصورة الجذابة والجميلة، والمثيرة للاهتمام، وأحببت أيضاً الفرص التي أتيحت للحضور للتشارك في الأفكار والقصص مع بعضهم البعض، وهو ما يجعلني أن أؤكد أن الجميع قد خرج من الملتقى، وقد تعلم شيئاً. كيف يمكن لملتقى فورتشن أن يبرز دور المرأة القيادية ويدعم المواهب الشبابية؟ ملتقى فورتشن يتمحور بكامله حول المرأة ودعم النساء وجميع الشباب من جميع الأجيال، والأهم في كل هذا، هو أننا نريد من النساء الرائدات ، اللواتي يملكن خبرات متقدمة في حياتهن المهنية أن يلهمن الجيل القادم من النساء وأن يدعمنهن بالفعل، وعلى جميع المستويات. من خلال القصص والنماذج النسائية التي شاركت في الملتقى، باعتقادك ما أهم التحديات التي لا زالت تواجه المرأة في منطقة الشرق الأوسط؟ أعتقد أن النساء ما زلن يواجهن تحديات في كل مكان في العالم، وليس فقط في الشرق الأوسط ، إذ لا تزال هنالك فجوة بين الجنسين، ومن المهم أن نتقبل أصوات وآراء النساء، لأننا نعلم علمياً أن النساء يفرضن ابتكاراتهن، ولأن النساء يحببن التعاون ويشاركن في المجتمع من رعاية الأسر، وتقديم المساعدة للأصدقاء الذين هم في حاجة إليها، وهذا من شأنه أن يكرّس ثقافة التعاون في المجتمع، ويعزز من القدرة على اتخاذ القرار. باعتبارك رئيسة تحرير مجلة فورتشن العريقة والأكثر تأثيراً في العالم، كيف ترين الدور الداعم للمجلات النسائية للمرأة؟ في هذا الشأن أولاً أود أن أشكر مجلة سيدتي على استضافتها لي، وعلى إتاحة الفرصة لي للحديث معكم، وهو أمر يسعدني دائماً. أما النقطة الثانية، فتتعلق بالمجلات النسائية، التي أرى أنها تخلق نوعاً من التوازن الذي يثير الاهتمام لأنها من ناحية، تجعلك تشعرين بالراحة حين تدركين أن هنالك نساءً أخريات يعشن أوضاعاً مماثلة، وظروفاً تشبه الظروف التي تمرين بها، كما يمكنك الاطلاع على نجاحات الآخرين. ومن ناحية أخرى، من الجيد أيضاً أننا في بعض الأحيان قد لا نرغب في قراءة مادة عميقة ترهقنا، وكل ما نريده هو أن نقرأ شيئاً يمكن أن يساعدنا على تطوير أنفسنا ولو بنسبة ضئيلة. كما أننا عندما نقرأ مجلة نسائية، نتفاعل معها، وهو ما قد يفيدنا في هذا المجال أو ذاك، حيث يمكننا أن نتعلم أشياء جديدة أو نستفيد من خبرات وتجارب الغير، هذه هي الأسباب التي تجعلني أحب هذه المجلات. فورتشن العالمي في الواقع، لدينا بالفعل خطة للعودة إلى الرياض شهر أكتوبر القادم، لعقد "منتدى فورتشن العالمي"، وهو مؤتمر مشابه جداً للمؤتمر الذي عقدناه، لكنه سيضم الرجال والنساء معاً، لذا سيكون هنالك مزيج جيد من العروض التقديمية للرجال والنساء للحديث عن الأعمال التجارية، وتقدم الأعمال والقادة في جميع القطاعات التي يمكنك تخيلها. اقرأ المزيد:


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
محمد زايد الألمعي.. البحث عن ضالةِ روحٍ قلقة
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} محمد زايد الألمعي محمد الحرز درس محمد زايد الألمعي، زراعة المناطق الجافة، كان يظن أنه سيرتبط بالأرض التي هجرها منذ خروجه من الطفولة، ويعيد امتلاك زمنها من خلال امتلاك أدواتها، واسترجاع زمن الناس الذين عاشوا أوقاتها بكل براءة ومحبة. لكنه لم يجد ضالته لروحه القلقة التي هي روح الشاعر بامتياز سوى أن يكون قريباً من الصحافة والعمل الثقافي، وهكذا ارتبط اسمه منذ البدايات محرراً للصفحات الثقافية في جريدة البلاد بينما كان نشاطه مع زملائه في نادي أبها الأدبي الذي ترأس لاحقاً إدارة مجلسه لفترة محدودة، تمخض عنها تأسيس مجلة بيادر الأدبية التي صدر عددها الأول عام 1986م وضمّت مساهمات لأسماء بارزة من الشعراء والروائيين من جيل الحداثة في المملكة وأدبائها؛ منهم: محمد العلي، وعلي الدميني، ومحمد الدميني، ومحمد عبيد الحربي، عبدالعزيز مشري، رجاء عالم.. إلخ. ومن خلالها كان الحراك الثقافي الإبداعي الحديث يأخذ موقعه ويتقدم إلى الصفوف الأمامية في مشهدنا الأدبي، وكان بالطبع لمحمد زايد مساهمته الفاعلة، وأثره الواضح وبصمته التي لا تخفى على أحد. وفي زاوية أخرى من العمل الصحفي ارتبط اسمه من ضمن المؤسسين الذين أسهموا في العمل على تحقيق مشروع صحيفة الوطن التي تأسست في أبها عام 1998م وأصدرت عددها الأول عام 30 سبتمبر عام 2000م وقد كان شاعرنا حينها محرراً للقسم الثقافي ورئيساً له. لكنه في خضم هذا الشغف الدائم في تماسّه بالثقافة في جانبها الصحفي، لم يكن ليغفل مساهماته المنبرية المميزة، إذ شارك في العديد من الفعاليات والندوات الشعرية والأدبية والفكرية على مستوى المملكة وعلى مستوى الوطن العربي، ومنها ترسخت شخصيته في الوسط الثقافي بوصفه شاعراً أولاً ثم بوصفه مفكراً ثانياً، ألم يقل عن نفسه «شاعر دائماً، كاتب أحياناً» في إشارة دالة على أن بوصلته لا تشير إلى جهة غير الشعر، وإذا ما أراد أن يستريح قليلاً من طراد أحصنته للوصول إلى تلك الجهة، نراه تحت ظلال شجرة الفكر يتأمل ويسائل ويبحث عن إنسانه الخاص ويستجدي عوالمه، وكأنه يعيد صياغة ما تهدم منه. يقول في مطلع قصيدة له بعنوان «توسلات لموت الآخر»: فديتك يا سيداً ماثلاً في دمائي أفاصلك الآن في نظراتي.. وأقسم ألاّ سواك يمزقني حين آوي إلى جبهتي الباردة أنت مني سوى أنني نافر منك عني ومن ذا يرى نافراً من دمه ؟ أمزق وجهي عليك ولكنني حين أدنو أراك تتابع ما أصطلي ثم تشنقني بالدمع والتعاويذ والتمتمات. ترى كم سكنا قباب البكاء ؟ وكم ننحني فوق فكرتنا الجاحدة ؟ فإذا لم تكن ذات الشاعر هي المنادى بها هنا بالسيد، تلك المختبئة في أعماقه، فما عساها أن تكون؟! وربما محمد زايد في مواقع كثيرة من قصائده يعطي الشعر قدراً من التجلي تحت تسميات عديدة من الكلمات أبرزها «الولد»، فظاهر الكلمة لا تعني باطنها، لكنها أيضاً لا تشكل عنده رمزاً شعريّاً كما نراه عند بقية الشعراء من جيله، بل هو هاجس يلح عليه إذا ما ألح عليه الشعر، يستمده من عالم طفولته ومن وجدانه الذي لا ينفك يحفزه على رؤية العالم بعيون بريئة كالطفل؛ حتى يستطيع تشكيل العالم من جديد، يقول: علمني الولد الأنقى الولد المجنون الأسعد والأشقى أن أقترح سماوات داكنة غامضةً فأرتبها نجما نجما وألاقحها برقا برقا علمني: أن أتشبث بالأسئلة الأولى كي أبقى، قال: ازدد رفضا تزدد عمقا! وظل محمد زايد يحمي قصيدته من سقوطها في فخ الصرامة العقلية للفكر، ويذود عنها صلابة الأفكار الكبرى باعتبار خلوها من الحساسية الإنسانية التي جرفت معظم تجارب شعراء الحداثة في الوطن العربي. فديمومة الشعر وسيولته عند الشاعر محمد زايد تكمنان في خبرته الروحية وليس فكره ووعيه الوجودي المجرد وحسب، وإن كان يوظف هذه في تلك، ولكن توظيفاً يكسب الشعور الإنساني عمقاً وأكثر صفاء للمعنى والدلالة، يقول: دائما أتعثّر بأشياء تافهة لا تستحق الشعر أشياء تشبه وعثاء الفكرة وعثاء الزمن المنحط تشيه مخبولين يرجمون السابلة ويشتكون لقبور آبائهم من قطاع طرق يسلبون منهم البكاء ويقرأون الفاتحة.. دائما أجدهم يتآكلون وتنمو في ترابهم أشياء تافهة لا تستحق الشعر! التافه من الأشياء الذي لا يستحق الشعر لا يقوله محمد زايد انطلاقاً من موقف مسبق يسميها «وعثاء الفكرة والزمن المنحط»، إنما يقوله وفق ما يضفي عليه إحساساً مكثفاً لا ينشأ سوى من خبرة الذات بالحياة: فأفعال التعثر وأجدهم ولا تستحق هي روافد لهذا الإحساس، يدعمها بالمقابل الصورة الشعرية التي تعمق الخبرة بهذا الإحساس: مخبولين يرجمون السابلة... لذلك ما لا يستحق الشعر يتوارى خلفه ما ينبغي أن يقال، وما ينبغي أن يتسرب إلى سطح القصيدة كي نحس معه بالتافه من الأشياء. هكذا يمسك محمد زايد من زمام قصيدته، يقلّبها على جمر الاحتراب الداخلي بين ما يفور به وجدانه وبين ما يراه عقله ووعيه، حتى إذا ما نضجت واستوت دون أن ينتصر طرف على آخر، فاحت رائحتها ونضج جلدها وهيأت نفسها للمتلقي على أتم ما يُرتجى. وهذا مثال واحد من بين العديد من الأمثلة الأخرى التي يمكن أن نستلها من تجربته، لتؤكد لنا أن قصيدته تذهب إلى عمق الحياة لاقتناص حقيقتها واستخراج كنوزها المخبوءة في الأرض، كل ذلك وهي مدفوعة بوجدانه وبوعيه المتلازمين كطفلين سياميين. أخبار ذات صلة