
هل أوقفت معركة 7 أيار حرب الهند وباكستان؟
في مذكراته المنشورة سنة 2023، كتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو أن الهند وباكستان اقتربتا بشكل خطير من حرب نووية في شباط/فبراير 2019 بعد الغارات الجوية الهندية على باكستان. ساعد التدخل الأميركي العاجل في نزع فتيل الأزمة حينذاك.
مع عودة الاشتباكات بين البلدين في الأسبوع الماضي، برزت هواجس من عدم اهتمام الولايات المتحدة بإيجاد حل. فبعكس 2019، لم يكن هناك قوات أميركية في أفغانستان تخشى واشنطن على سلامتها في حال انفلاش النزاع، إلى جانب انشغال الإدارة حالياً بملفات دولية متنوعة. أخيراً، أعلن الرئيس دونالد ترامب السبت في منشور على "تروث سوشل" أن الطرفين قررا وقف إطلاق النار بعد جهود من الديبلوماسية الأميركية. لكن إلى جانب مساهمة واشنطن، لا يمكن إغفال دور الميدان في هذه النتيجة (الهشة).
معركة مفاجئة
لو كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب هي وحدها التي أوقفت الحرب لأمكنها أيضاً أن توقف الحرب بين موسكو وكييف أيضاً، علماً أن الجهود التي بذلتها أميركا هناك أطول وأكثر كثافة بكثير من تلك التي بذلتها لحل الاشتباكات بين الهند وباكستان. في الغالب، لا يوقف أي طرفين متحاربين إطلاق النار إلا بعد تغير حساباتهما العسكرية، وعادة بسبب تطور وازن في المعركة. في حالة الهند وباكستان، قد يكون هناك ما غيّر حسابات نيودلهي بالتحديد: معركة 7 أيار/مايو الجوية.
في هذا الإطار، استعرض الكاتب في الجوانب التاريخية والتقنية للشؤون الأمنية سيباستيان روبلين ما حدث في تلك المعركة، بالاستناد إلى المصادر المفتوحة، حيث أظهرت الصور إسقاط طائرة "رافال" فرنسية واحدة بشكل مؤكد، وقدمت دليلاً مقنعاً، لكن غير نهائي، على إسقاط مقاتلة روسية ثانية وبشكل محتمل مقاتلة ثالثة فرنسية الصنع. ولم يتبين أن باكستان خسرت أي طائرة.
كتب روبلين في موقع "1945" أن مقاتلات "جيه-10 سي إيه" و"جيه إف-17" الصينية كانت أساسية في كسب المعركة، إلى جانب صواريخ جو-جو "بي إل-15" الصينية أيضاً.
لكن سلاحاً أوروبياً آخر خدم باكستان أيضاً بشكل فعال: طائرات "ساب" السويدية التي تُسند أنظمة التحكم والإنذار المحمولة جواً (أيواكس)، والمجهزة برادارات إيراي التي تكشف وتتتبّع الطائرات المعادية حتى مسافة 450 كيلومتراً. وهي تساعد أيضاً في تنسيق ردّ المقاتلات الصديقة وتسمح لها بالتخفي مع إطفاء رادارتها، حتى أنّها قادرة على إصدار تعليمات للمقاتلات والصواريخ الصينيّة بشكل يصعّب على المقاتلات المعادية رصد صواريخها إلا بعد فوات الأوان تقريباً.
ربما، دائماً بحسب روبلين، فشلت الهند في الاستعداد لأنها بنت خطتها الأساسية فقط على ضرب أهداف لمتشددين لا أهداف عسكرية رسمية تابعة لباكستان. دفعَها ذلك إلى "التنازل عن الضربة الأولى" لمصلحة القوات الباكستانية.
لكنّ النتيجة لم تتغير مهما كانت الأسباب. وصف براندون ويكرت من "ناشونال إنترست" المعركة بأنّها "انتصار لا لبس فيه" للقوات الباكستانية، بعكس توقعات كثر، ومن ضمنها توقعاته الشخصيّة.
يبدو أنّ معركة 7 أيار الجوية أعادت كشف خطأ الحسابات الأولية التي تعتمد فقط على المقارنات بين الأرقام الخام التي يتمتع بها كلا البلدين على مستوى القوى البشرية والعسكرية والاقتصادية. كان ذلك قريباً من الحسابات التي توقعت فوز روسيا على أوكرانيا سريعاً بسبب تفوّقها العسكريّ والبشريّ والاقتصاديّ.
"أمرٌ معيب"
بشكل محتمل جداً، كانت خسائر نيودلهي في معركة 7 أيار هي التي دفعتها إلى إعادة حساباتها. من غير المنطقي أن تواصل الهند (أو أي دولة أخرى) عملياتها العسكرية وهي تعلم أن قواتها الجوية معرضة لنقطة عطب قاتلة. ربما يؤكد ذلك بشكل موارب كلام قائد الجيش الهندي السابق فيد ماليك إذ قال: "إننا تركنا تاريخ الهند المستقبلي ليسأل ما هي المزايا السياسية-الاستراتيجية، إن وُجدت، التي تم تحقيقها" في الضربات الأخيرة.
في الوقت نفسه، ظل بإمكان الهند إعلان الانتصار عبر القول إنها ضربت مواقع عدة للمتشددين داخل باكستان انتقاماً لهجوم باهالغام الشهر الماضي.
من جهتها، أمكن باكستان القبول بوقف إطلاق النار بعد إسقاطها عدداً من الطائرات الهندية (خمس بحسب بياناتها)، خصوصاً أنّ التمسك بـ "الانتصار الأولي"، أفضل من احتمال فقدانه لاحقاً بسبب حالة اللايقين في الحروب. فالقصف الهندي للمناطق الباكستانية وصل إلى نقاط أعمق من أي وقت مضى خلال العقود الماضية بحسب "نيويورك تايمز".
في اليوم نفسه للمعركة، وردّاً على سؤال بشأن الحرب بين البلدين، اكتفى ترامب بالقول إن الأمر "معيب" وأعرب عن "أمل" بانتهائها سريعاً. لم تكن هذه كلمات رئيس مهتم ببذل جهود لوقف الحرب، أو رئيس واثق بقدرته على إقناع الطرفين بالتراجع. لهذا السبب، من المعقول توقع أن يكون للميدان كلمة موازية، إن لم تكن أعلى من كلمة وزير الخارجية ماركو روبيو في وقف إطلاق النار.
أياً تكن الحسابات ومجريات الأحداث - ولا يزال الوقت مبكراً للخروج بالكثير من الاستنتاجات السياسية والعسكرية الحاسمة - يبقى شبه مؤكد أن هذه لن تكون جولة التصعيد الأخيرة بين البلدين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 17 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
"Responsible Statecraft": أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بُذلت جهود دبلوماسية متواصلة للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن المفاوضات لم تنجح حتى الآن في سد الفجوة الصارخة بين الجانبين. كانت الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب والوضع السياسي للأراضي الأوكرانية التي تطالب بها روسيا أو ضمتها من بين القضايا الخلافية الرئيسية. وفي ما يتصل بالسيادة الإقليمية، رفضت أوكرانيا وروسيا اقتراح الولايات المتحدة "بتجميد" الحرب على طول خط الصراع الحالي باعتباره حدودا جديدة بحكم الأمر الواقع. رفضت أوكرانيا التنازل عن مطالبها بالسيادة على الأراضي التي احتلتها روسيا، ومن جانبها، طالبت روسيا أوكرانيا بالاعتراف بمطالباتها الإقليمية بكامل المناطق الأوكرانية الأربع، التي ضمتها موسكو في عام 2022". وبحسب الموقع، "قد يبدو سلوك أوكرانيا وروسيا غير منطقي بالنسبة لمناصري التسوية السلمية، إذ يُطيل أمد الحرب سعيًا وراء أهداف باهظة الثمن، بل وغير واقعية. ويبدو من غير المرجح أن تنجح أوكرانيا، لا سيما في ظل احتمال تقليص الدعم الأميركي، في صد القوات الروسية عن أراضيها ذات السيادة. أما روسيا، فقد حققت نجاحات تدريجية ومكلفة في تقدمها العسكري الأخير، ورغم خسارتها بعض الأراضي، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في المناطق الأربع التي ضمتها روسيا. وكما لاحظ غراهام أليسون، الأستاذ في جامعة هارفارد، خلال المراحل الأولى من الحرب، فإذا كان من المرجح أن تُغير العمليات العسكرية المستقبلية الحدود الإقليمية النهائية بشكل طفيف فقط، فقد يكون من الأفضل للأطراف المتحاربة حسم الحرب في الوقت الحالي. ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك؟" وتابع الموقع، "قد يُساعد تطبيق نظرية التوقعات على فهم نفسية القادة الروس والأوكرانيين بشكل أفضل. وتُفسر نظرية التوقعات، المُستمدة من الاقتصاد السلوكي وعلم النفس، سبب ميل صانعي السياسات إلى اتخاذ قرارات سياسية مُعينة. وتفترض النظرية أن الناس، بمن فيهم صانعو السياسات، يُقيّمون ظروفهم بناءً على نقطة مرجعية نفسية، مُحددين ما إذا كانوا يعملون في نطاق "المكاسب" أم "الخسائر". وإذا رأى الناس أن الظروف أدنى من النقطة المرجعية، فسيكونون أقل تقبلاً للوضع الراهن، بل يكونون أكثر ميلاً إلى الانخراط في سلوكيات تسعى إلى المخاطرة لتحسين ظروفهم الحالية. ويواجه التفاوض على تسوية للحرب تحديًا عندما يرى المتحاربون أنفسهم في دائرة "الخسائر". يعارض القادة شروط التسوية التي من شأنها ترسيخ خسائرهم الحالية، بما في ذلك الخسائر الإقليمية. بالنسبة لأوكرانيا، فإن النقطة المرجعية الإقليمية هي استعادة حدودها السيادية قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم". وأضاف الموقع، "رغم دعم أوكرانيا لوقف إطلاق نار مؤقت، إلا أنها عارضت تسوية رسمية تتضمن اعترافًا دوليًا بالحدود المرسومة حديثًا بين أوكرانيا وروسيا. ولا يعارض القادة الأوكرانيون الخسائر الدائمة لأراضيهم السيادية فحسب، بل يواجهون أيضًا ضغوطًا سياسية محلية، حيث تُظهر بعض استطلاعات الرأي أن غالبية الشعب الأوكراني تعارض التنازلات الإقليمية كشرط للسلام. ورغم أن روسيا قد تبدو وكأنها حققت مكاسب إقليمية كبيرة، فإن الحكومة الروسية تنظر إلى فشلها في منع أوكرانيا من التحالف الجيوسياسي مع الغرب باعتباره "خسارة جيوسياسية". وفي حين تستمر روسيا في المطالبة بـ"حياد" أوكرانيا و"نزع سلاحها"، فإنها تبدو أكثر تصميماً على الحصول على الاعتراف الدولي والأوكراني بضمها لشبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات في جنوب شرق أوكرانيا كتعويض عن خسائر روسيا. ومن شأن التوسع الإقليمي أن يكون بمثابة عرض للنصر العلني لتبرير "العملية العسكرية الخاصة" التي تم إطلاقها بحجة حماية حق تقرير المصير للسكان والمناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا". وبحسب الموقع، "بالنسبة لإدارة انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ 29 دقائق
- بيروت نيوز
أميركا والمجتمع الدولي أمام خيار صعب بعد الحرب الأوكرانية الروسية
ذكر موقع 'Responsible Statecraft' الأميركي أنه 'منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بُذلت جهود دبلوماسية متواصلة للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن المفاوضات لم تنجح حتى الآن في سد الفجوة الصارخة بين الجانبين. كانت الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب والوضع السياسي للأراضي الأوكرانية التي تطالب بها روسيا أو ضمتها من بين القضايا الخلافية الرئيسية. وفي ما يتصل بالسيادة الإقليمية، رفضت أوكرانيا وروسيا اقتراح الولايات المتحدة 'بتجميد' الحرب على طول خط الصراع الحالي باعتباره حدودا جديدة بحكم الأمر الواقع. رفضت أوكرانيا التنازل عن مطالبها بالسيادة على الأراضي التي احتلتها روسيا، ومن جانبها، طالبت روسيا أوكرانيا بالاعتراف بمطالباتها الإقليمية بكامل المناطق الأوكرانية الأربع، التي ضمتها موسكو في عام 2022″. وبحسب الموقع، 'قد يبدو سلوك أوكرانيا وروسيا غير منطقي بالنسبة لمناصري التسوية السلمية، إذ يُطيل أمد الحرب سعيًا وراء أهداف باهظة الثمن، بل وغير واقعية. ويبدو من غير المرجح أن تنجح أوكرانيا، لا سيما في ظل احتمال تقليص الدعم الأميركي، في صد القوات الروسية عن أراضيها ذات السيادة. أما روسيا، فقد حققت نجاحات تدريجية ومكلفة في تقدمها العسكري الأخير، ورغم خسارتها بعض الأراضي، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في المناطق الأربع التي ضمتها روسيا. وكما لاحظ غراهام أليسون، الأستاذ في جامعة هارفارد، خلال المراحل الأولى من الحرب، فإذا كان من المرجح أن تُغير العمليات العسكرية المستقبلية الحدود الإقليمية النهائية بشكل طفيف فقط، فقد يكون من الأفضل للأطراف المتحاربة حسم الحرب في الوقت الحالي. ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك؟' وتابع الموقع، 'قد يُساعد تطبيق نظرية التوقعات على فهم نفسية القادة الروس والأوكرانيين بشكل أفضل. وتُفسر نظرية التوقعات، المُستمدة من الاقتصاد السلوكي وعلم النفس، سبب ميل صانعي السياسات إلى اتخاذ قرارات سياسية مُعينة. وتفترض النظرية أن الناس، بمن فيهم صانعو السياسات، يُقيّمون ظروفهم بناءً على نقطة مرجعية نفسية، مُحددين ما إذا كانوا يعملون في نطاق 'المكاسب' أم 'الخسائر'. وإذا رأى الناس أن الظروف أدنى من النقطة المرجعية، فسيكونون أقل تقبلاً للوضع الراهن، بل يكونون أكثر ميلاً إلى الانخراط في سلوكيات تسعى إلى المخاطرة لتحسين ظروفهم الحالية. ويواجه التفاوض على تسوية للحرب تحديًا عندما يرى المتحاربون أنفسهم في دائرة 'الخسائر'. يعارض القادة شروط التسوية التي من شأنها ترسيخ خسائرهم الحالية، بما في ذلك الخسائر الإقليمية. بالنسبة لأوكرانيا، فإن النقطة المرجعية الإقليمية هي استعادة حدودها السيادية قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم'. وأضاف الموقع، 'رغم دعم أوكرانيا لوقف إطلاق نار مؤقت، إلا أنها عارضت تسوية رسمية تتضمن اعترافًا دوليًا بالحدود المرسومة حديثًا بين أوكرانيا وروسيا. ولا يعارض القادة الأوكرانيون الخسائر الدائمة لأراضيهم السيادية فحسب، بل يواجهون أيضًا ضغوطًا سياسية محلية، حيث تُظهر بعض استطلاعات الرأي أن غالبية الشعب الأوكراني تعارض التنازلات الإقليمية كشرط للسلام. ورغم أن روسيا قد تبدو وكأنها حققت مكاسب إقليمية كبيرة، فإن الحكومة الروسية تنظر إلى فشلها في منع أوكرانيا من التحالف الجيوسياسي مع الغرب باعتباره 'خسارة جيوسياسية'. وفي حين تستمر روسيا في المطالبة بـ'حياد' أوكرانيا و'نزع سلاحها'، فإنها تبدو أكثر تصميماً على الحصول على الاعتراف الدولي والأوكراني بضمها لشبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات في جنوب شرق أوكرانيا كتعويض عن خسائر روسيا. ومن شأن التوسع الإقليمي أن يكون بمثابة عرض للنصر العلني لتبرير 'العملية العسكرية الخاصة' التي تم إطلاقها بحجة حماية حق تقرير المصير للسكان والمناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا'. وبحسب الموقع، 'بالنسبة لإدارة ترامب، المتلهفة لإنهاء الحرب سريعًا، يكمن التحدي في إقناع أوكرانيا وروسيا بقبول حدود إقليمية تقع تحت نقاط مرجعية كل منهما. لن تستعيد أوكرانيا الأراضي التي احتلتها روسيا، بينما لن تحقق روسيا السيطرة الكاملة على الأراضي التي ضمتها. ومن الاستراتيجيات الشائعة المقترحة أن تمارس الولايات المتحدة ضغطًا قسريًا على كلا الطرفين. فقد يُحدث تعليق الدعم الأميركي لأوكرانيا، وتشديد العقوبات على روسيا، اختلالًا في موازين القوى في ساحات القتال، مما يزيد من المعضلات التكتيكية التي تواجه كل طرف في اتخاذ القرار بين قبول مسار الصراع الحالي أو المخاطرة بخسائر إقليمية أكبر وارتفاع التكاليف العسكرية والاقتصادية. لكن عيب هذه الاستراتيجية القسرية هو أن الدول المتحاربة قد تختار مقاومة الضغوط الأميركية بدلًا من التخلي عن مطالبها الإقليمية. ولزيادة احتمالية تسوية الحرب، ينبغي على إدارة ترامب أيضًا اتباع استراتيجية موازية، تُبقي على الغموض بشأن الوضع السياسي المستقبلي للأراضي المتنازع عليها'. وتابع الموقع، 'عند تحديد خط ترسيم الحدود العسكرية والمنطقة العازلة المنزوعة السلاح المحيطة به، ينبغي أن تتجنب التسوية إلزام روسيا أو أوكرانيا بالتنازل رسميًا عن مطالبهما الإقليمية. بدلًا من ذلك، ينبغي تأجيل الحكم السياسي على الأراضي المتنازع عليها إلى مفاوضات ما بعد الحرب. ومن شأن هذا الغموض أن يسمح لروسيا وأوكرانيا بقبول خط الترسيم العسكري مؤقتا، مع الاستمرار في الدفاع، محليا ودوليا، عن مطالباتهما الإقليمية. ولكن بعد ثلاث سنوات من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي خيارا استراتيجيا صعبا: مواصلة المخاطر والتكاليف المترتبة على حرب طويلة الأمد من أجل التوصل إلى نتيجة إقليمية أكثر حسما، أو إقناع البلدين بقبول مخاطر السلام مع تسوية إقليمية غير حاسمة'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
أوروبا تخشى أن يتخلى ترامب عن أوكرانيا مقابل شراكة اقتصادية مع روسيا
أفادت صحيفة "ذا غارديان" The Guardian البريطانية، بأن دبلوماسيين أوروبيين يخشون من أن يتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أوكرانيا ويركز على إقامة شراكة اقتصادية مع روسيا. ووفقا للصحيفة، شعر القادة الأوروبيون، الذين كانوا يأملون في أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو، بالإحباط والغضب، بعد سماع وصف ترامب لمكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 19 مايو (أيار). ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن نبرة الحوار بين الرئيسين الأميركي والروسي، وتردد إدارة واشنطن في تشديد العقوبات على روسيا خلال عملية التفاوض، "يُقرّبان من كابوس أوروبا" المتمثل في انسحاب الولايات المتحدة من الصراع الأوكراني. وفي 19 مايو (أيار)، أجرى بوتين وترامب محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين، ناقشا خلالها بشكل أساسي سبل التغلب على الصراع في أوكرانيا. وأشاد الرئيس الروسي بشدة بالمحادثات مع ترامب ووصفها بأنها بناءة، بدوره ترامب وصفها بالجيدة جدا. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News