
شهادة مفصلة لـ"عائدة" من الموت!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يروي العديد من العائدين من الموت السريري أحداثا متشابهة عن أحاسيسهم في هذه التجربة الفريدة مثل مشاهدتهم لأجسامهم على طاولة العمليات، وضوء في آخر نفق.
العلماء المتخصصون لا يستطيعون تفسير مثل هذا الأمر، لأن الدماغ بعد وقت قصير من السكنة القلبية يتوقف تماما عن العمل، ويترتب على ذلك حالة الموت السريري. وفيما لا يرى العلم إمكانية لأي شخص بأن يشعر أو يدرك أي شيء، إلا أن البعض يخرج من هذه الحالة بتفاصيل مذهلة.
الموت السريري يُعرف بأنه فترة انتقالية قصيرة بين الحياة والموت البيولوجي. وهي فترة لا تزيد في العادة عن خمس أو ست دقائق، يتوقف فيها القلب عن النبض والرئتان عن التنفس. بعض العائدين من الموت السريري يتحدثون عن مشاعر فرح لا تقارن ومشاهد لا مثيل لها في الحياة المألوفة.
من بين الروايات العديدة عن العودة من الموت السريري، واحدة لامرأة اسمها آنا، تروي تفاصيل دقيقة بوضوح شديد رغم غرائبية المشهد واستثنائية الحالة.
تروي آنا رحلتها تلك قائلة: "حدثت وفاتي السريرية أثناء الحمل في 8 كانون الثاني 1989. حوالي الساعة 22: 00، بدأت أنزف بغزارة. لم يكن هناك ألم، فقط ضعف شديد وقشعريرة. أدركت أنني كنت أحتضر.. قاموا بتوصيلي أجهزة مختلفة في غرفة العمليات، وبدأ طبيب التخدير في قراءة مؤشراتها بصوت عال. سرعان ما بدأت في الاختناق، وسمعت الطبيب وهو يقول: (أفقد الاتصال بالمريضة، لا أستطيع أن أشعر بنبضها، أحتاج إلى إنقاذ الطفل). بدأت أصوات من حولي تتلاشى، ويلف الضباب وجوههم، ثم سقطت في الظلام".
تتابع آنا سرد تجربتها قائلة: "وجدت نفسي مرة أخرى في غرفة العمليات. لكن أشعر الآن بخفة وبأنني في حالة جيدة. تدافع الأطباء حول جثة ملقاة على الطاولة. اقتربت منها. كنت أنا مستلقية هناك. صدمني انقسامي إلى اثنين. كان يمكنني حتى أن أطفو في الهواء. سبحت إلى النافذة. كان الظلام مهيمنا في الخارج، سيطرت عليّ حالة من الذعر، وشعرت بحاجة ماسة للفت انتباه الأطباء.
بدأت أصرخ بأنني تعافيت بالفعل وأنه لا يوجد شيء آخر يجب القيام به معي. لكنهم لم يروني ولم يسمعوني. لقد تعبت من التوتر وارتفعت إلى أعلى، وعلقت في الهواء".
بعد ذلك "ظهر شعاع أبيض ساطع تحت السقف. وصل إليّ دون أن يعمي بصري أو يحرقني. أدركت أن الشعاع كان يدعوني إليه، ويعدني بالتحرر من العزلة. وبدون تفكير توجهت نحوه. تحركت على طول الشعاع، كما لو كنت في قمة جبل غير مرئي، وشعرت بالأمان التام. عندما وصلت إلى القمة، رأيت بلدا رائعا، وتناغما بين الألوان المشرقة والشفافة تقريبا في نفس الوقت تتلألأ حولي. من المستحيل وصفه بالكلمات. حدقت حولي، وكلّ ما حولي ملأني بإعجاب كبير حتى أني صرختُ: (يا إلهي، يا له من جمال! عليّ أن أكتبَ كلّ هذا). تغلبت علي رغبة ملحة في العودة إلى واقعي السابق وتصوير كل ما رأيته هنا في لوحات فنية".
الرواية تتواصل راصدة تفاصيل الرحلة العجيبة التي لا تزيد مدتها عن 6 دقائق:
فيما كنت أفكر في هذا الأمر، وجدت نفسي في غرفة العمليات مرة أخرى. لكن هذه المرة نظرت إليها كأنني أنظر من الخارج، كأنني أمام شاشة سينما، ويبدو الفيلم باللونين الأبيض والأسود. لقد كان التباين مع المناظر الطبيعية الملونة في هذا البلد الرائع مذهلا، وقررت الانتقال إلى هناك مرة أخرى. لم ينته شعور السحر والإعجاب، ومن وقت لآخر كان السؤال يخطر ببالي: "هل أنا على قيد الحياة أم لا؟"، وكنت خائفة أيضا من أنني إذا مضيت بعيدا في هذا العالم المجهول، فلن تكون هناك عودة. وفي الوقت نفسه، لم أكن أرغب في مفارقة مثل هذه المعجزة.
كنت اقترب من سحابة ضخمة من الضباب الوردي، وأردت أن أكون بداخلها. ولكن الروح أوقفني محذرة: "لا تطيري إلى هناك، هذا خطير!". فجأة شعرت بالقلق، شعرت بنوع من التهديد وقررت العودة إلى جسدي. ووجدت نفسي في نفق مظلم طويل. طرت منفردة، ولم تعد الروح المشرقة إلى جانبي.
فتحت عيني. رأيت الأطباء وغرفة بها أسرة. كنت مستلقية على إحداها. كان هناك أربعة أشخاص يرتدون أردية بيضاء يقفون بجانبي. رفعتُ رأسي وسألت: "أين أنا؟ وأين ذلك البلد الرائع؟
نظر الأطباء إلى بعضهم، ابتسم أحدهم ومسّد رأسي. شعرت بالخجل من سؤالي، لأنهم ربما ظنوا أن عقلي لس على ما يرام.
هكذا عشت تجربة الموت السريري والتواجد خارج جسدي. الآن أعلم أن أولئك الذين مروا بشيء مشابه ليسوا مرضى عقليين، بل أشخاص عاديون. ولم يبرزوا عن الآخرين، بل عادوا "من هناك" وقد عايشوا مشاعر وتجارب لا تتناسب مع المفاهيم والأفكار المقبولة في العموم. وأنا أعلم أيضا أنني اكتسبت خلال تلك الرحلة المزيد من المعرفة، وأدركت، واستوعبت أكثر مما اكتسبته في حياتي السابقة بأكملها.
تخلص آلا كينياكا، عالمة النفس والمتخصصة في الذاكرة العميقة إلى أن "مثل هذه الأوصاف هي مجرد فرضية، لا يمكننا تأكيد أو دحض هذه الكلمات، لكن قصص العائدين تتطابق مع ما هو مكتوب في الأطروحات القديمة... سيشير العلماء مرة أخرى إلى الهرمونات وبالطبع سيكونون على حق. لكن هذا لا يتعارض مع التجربة الروحية بأي شكل من الأشكال".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
كشف النقاب عن الوجه الحقيقي لبيتهوفن
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أزاحت دراسة علمية حديثة الستار عن الملامح الحقيقية للموسيقار الألماني لودفيغ فان بيتهوفن، في محاولة لفك لغز العلاقة بين ملامحه الشخصية وعبقريته الموسيقية الاستثنائية. ويطل علينا بيتهوفن من جديد، بعد نحو 200 عام من رحيله عبر دراسة علمية فريدة كشفت النقاب عن ملامحه الحقيقية التي طالما حيرت المؤرخين وعشاق الموسيقى. وباستخدام أحدث تقنيات إعادة البناء ثلاثية الأبعاد، تمكن الباحث البرازيلي سيسيرو مورايس من تقديم تصور دقيق لوجه المؤلف الموسيقي الأشهر، مستندا في ذلك إلى صور تاريخية لجمجمته وقياسات دقيقة تعود إلى القرن التاسع عشر. وبدأت هذه العملية العلمية الدقيقة التي استغرقت شهورا من البحث، بتحليل صور الجمجمة من زاويتين مختلفتين، ثم انتقلت إلى مرحلة النمذجة الرقمية باستخدام تقنيات التصوير المقطعي الافتراضي. ولم تكن المهمة سهلة، إذ كان على مورايس أن يتعامل مع جمجمة غير مكتملة بسبب عمليات التشريح التي أجريت بعد وفاة بيتهوفن عام 1827. ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية التي توصل إليها كانت مذهلة، حيث ظهر بيتهوفن بملامح حادة وعينين ثاقبتين وتعبير وجه متجهم، تماما كما تصوره اللوحات الشهيرة التي رسمت له خلال حياته. واللافت في هذه الدراسة هو ذلك التناقض الصارخ بين قسوة الملامح التي كشفت عنها عملية إعادة البناء، وبين ما نعرفه عن عبقريته الموسيقية التي غيرت مسار التاريخ الفني. فبيتهوفن الذي وصفه معاصروه بأنه "عصبي المزاج" و"قليل الاهتمام بمظهره"، هو نفسه الذي أبدع سيمفونيات خالدة مثل "السيمفونية التاسعة" و"سوناتا ضوء القمر"، والتي ما تزال حتى اليوم تثير الدهشة والإعجاب. ويرى الخبراء أن جزءا كبيرا من شخصية بيتهوفن المتقلبة يمكن عزوها إلى معاناته الطويلة مع الصمم، الذي بدأ يظهر في أواخر العشرينات من عمره وتفاقم مع مرور السنوات. وهذه الإعاقة التي كان من الممكن أن تقضي على حياة أي موسيقي، تحولت في حالة بيتهوفن إلى مصدر إلهام، حيث واصل التأليف رغم كل الصعوبات، مستخدما قضبانا خشبية خاصة لسماع الاهتزازات الموسيقية. ولم تكتفي الدراسة التي نشرتها مجلة OrtogOnLineMag بكشف المظهر الخارجي لبيتهوفن، بل تغوص عميقا في تحليل العلاقة بين شخصيته المعقدة وإبداعه الفريد. فبحسب مورايس، فإن "تلك المزاجية الحادة والتركيز الشديد والتصميم العنيد" كانت جميعها عوامل ساهمت في صقل عبقريته الموسيقية، ما يطرح تساؤلات فلسفية عميقة عن العلاقة بين العبقرية والاضطرابات النفسية. ومن اللافت أن عملية إعادة البناء هذه قد أظهرت تشابها كبيرا مع اللوحة الشهيرة التي رسمها جوزيف كارل شتييلر عام 1820، ما يؤكد دقة ذلك العمل الفني التاريخي.


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
تغيّرات الجلد بعد سن اليأس... هل الإكزيما جزء من المرحلة؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تمرّ المرأة في حياتها بتغيّرات هرمونية عديدة، إلا أن فترة انقطاع الطمث تُعدّ من أكثر المراحل تحوّلًا وتأثيرًا في الصحة الجسدية والنفسية. وبينما يُعرف انقطاع الطمث بتسببه بالهبّات الساخنة، واضطرابات المزاج، وتقلّب النوم، فإن إحدى المشكلات الجلدية التي بدأت تلقى اهتمامًا متزايدًا هي ظهور الإكزيما أو تفاقمها لدى النساء في هذه المرحلة الحساسة من العمر. تُعرف الإكزيما بأنها حالة التهابية مزمنة تصيب الجلد، وتتسبب في جفافه، وتهيّجه، واحمراره، وقد يصاحبها حكة شديدة تؤثر في جودة الحياة. وفي فترة ما بعد انقطاع الطمث، يُلاحظ لدى بعض النساء ظهور أعراض الإكزيما للمرة الأولى، أو عودة ظهورها بعد سنوات من الاختفاء، وهو ما يُثير تساؤلات حول الرابط بين التغيرات الهرمونية وظهور هذه الحالة الجلدية. يرجع السبب الرئيسي وراء هذا الارتباط إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، الذي يؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ على مرونة البشرة وترطيبها. فمع انخفاض الإستروجين، تصبح البشرة أرق وأكثر جفافًا وعُرضة للتشققات والالتهابات، وهو ما يهيئ البيئة المثالية لظهور الإكزيما أو تفاقمها. إضافة إلى ذلك، فإن الجلد في هذه المرحلة يفقد بعضًا من قدرته الطبيعية على التجدد، مما يجعل التعافي من أي التهابات أو تهيّجات أكثر بطئًا وصعوبة. ولا يقف الأمر عند الجفاف فقط، إذ إن الجهاز المناعي يمر أيضًا بتغيرات ملحوظة بعد انقطاع الطمث. ففي بعض الحالات، تحدث استجابات مناعية مفرطة أو مضطربة، مما يؤدي إلى تفاقم الحالات الالتهابية الجلدية. وتلعب العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر المرتبطين بهذه المرحلة العمرية دورًا إضافيًا في تحفيز ظهور الإكزيما، خاصة أن الحالة النفسية ترتبط مباشرة بصحة الجلد من خلال ما يُعرف بمحور الجلد-العصب-المناعة. وفيما يخص العلاج، من المهم اعتماد نهج شامل يجمع بين العناية الجلدية والتوازن الهرموني والدعم النفسي. تبدأ الخطوات الأساسية بالعناية اليومية بالبشرة من خلال استخدام مرطّبات غنية ومهدئة، وتجنّب الصابون القاسي أو المستحضرات المعطرة التي قد تزيد من تهيج الجلد. كما يُنصح باستخدام كريمات تحتوي على مكوّنات مثل السيراميد، أو الزنك، أو الشوفان الغروي لتهدئة البشرة وتعزيز حاجزها الواقي. وقد يلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى وصف الكورتيكوستيرويدات الموضعية للتحكّم في الالتهاب، أو وصف مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة، خصوصًا في الحالات المتوسطة إلى الشديدة. أما في ما يتعلق بالشق الهرموني، فإن بعض النساء قد يستفدن من العلاج الهرموني التعويضي (HRT)، لكن يجب تقييم هذه الخطوة بحذر وبعد استشارة طبية دقيقة، نظرًا الى ما لها من فوائد ومخاطر تعتمد على التاريخ الصحي لكل حالة. من جهة أخرى، لا يمكن إغفال دور النظام الغذائي وأسلوب الحياة في تحسين أعراض الإكزيما. إذ إن تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، وأحماض الأوميغا 3، والفيتامينات A وE وD، يُسهم في دعم صحة الجلد والمناعة. كما أن التخفيف من التوتر بممارسة اليوغا أو التأمل، والنوم المنتظم، والنشاط البدني المعتدل، كلها عوامل تُعزز من قدرة الجسم على مقاومة الالتهاب وتحسّن من الحالة العامة للبشرة. في الختام، يمكن القول إن ظهور الإكزيما بعد انقطاع الطمث ليس أمرًا نادرًا، بل هو انعكاس لتغيّرات معقّدة على مستوى الهرمونات والمناعة والنفسية. ويُعدّ الوعي بهذه العلاقة خطوة أولى نحو التشخيص المبكر والعلاج الفعّال، بما يضمن للمرأة حياة صحية ومريحة خلال هذا الفصل الجديد من عمرها.


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
رائحة جسمك تبدأ من طبقك... إكتشف تأثير الطعام في التعرّق
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعدّ رائحة الجسم أحد المؤشرات التي لا يمكن تجاهلها حين يتعلق الأمر بالصحة العامة، وقد يظن البعض أن مصدرها الوحيد هو التعرّق، غير أن الحقيقة أكثر تعقيدًا؛ إذ تؤدي العوامل الداخلية، وفي مقدّمتها النظام الغذائي، دورًا بالغ الأهمية في تحديد رائحة الجسم، سواء كانت مقبولة أو مزعجة. فعلى الرغم من أن العرق في حد ذاته عديم الرائحة، إلا أن تفاعله مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد يُنتج مركبات تؤدي إلى صدور روائح مختلفة، وقد تزداد هذه الروائح حدّة أو تختفي تبعًا لما يتناوله الإنسان يوميًا. وهنا تبرز العلاقة المباشرة بين نوعية الطعام ورائحة الجسم، وهي علاقة مدعومة بأدلة علمية وتجارب يومية تؤكد أن "ما تأكله" ينعكس فعليًا على "ما تفوح به". وفي هذا السياق، أظهرت دراسات عديدة أن بعض الأطعمة، خاصة تلك الغنية بالكبريت مثل الثوم والبصل، تؤثر بوضوح في رائحة العرق، إذ تحتوي على مركبات تتكسّر في الكبد وتُفرز عبر مسامات الجلد والغدد العرقية، ما يؤدي إلى رائحة نفاذة قد تستمر لساعات طويلة. الأمر لا يقتصر فقط على المأكولات ذات الرائحة القوية، بل يمتد إلى بعض البروتينات الحيوانية التي تُبطئ من عملية الهضم وتُسبب تراكم الفضلات في الأمعاء، ما يزيد من الروائح الكريهة المنبعثة من الجسم. من ناحية أخرى، فإن النظام الغذائي الغني بالخضراوات والفواكه والماء قد يساهم في تحسين رائحة الجسم بشكل عام. فالألياف تساعد على تنظيف الجهاز الهضمي من السموم، في حين تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه مثل التوت والأناناس على تقليل الالتهابات وتحسين رائحة النفس والعرق على حد سواء. كما يُعتقد أن تناول كميات كافية من الماء يوميًا يساهم في تخفيف حدة الروائح الناتجة عن التعرق، من خلال تقليل تركيز المركبات التي تُفرز عبر العرق. علاوة على ذلك، تؤدي الأطعمة المعالجة والغنية بالسكريات والدهون الصناعية دورًا سلبيًا في هذا الجانب؛ إذ تؤثر سلبًا في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يؤدي إلى تراكم مركبات كريهة في الجهاز الهضمي، قد يتم التخلص منها عبر الجلد. ولا يمكن إغفال تأثير الكافيين والكحول أيضًا، فهما يرفعان حرارة الجسم ويحفزان الغدد العرقية، مما يزيد من احتمالية ظهور روائح غير مرغوبة. ولا بد من الإشارة إلى أن التفاعل بين النظام الغذائي ورائحة الجسم لا يظهر بالشكل نفسه عند الجميع؛ فالعوامل الوراثية، ومستوى اللياقة البدنية، والهرمونات، ونوعية البكتيريا الجلدية، جميعها عوامل تؤثر في مدى تأثر الجسم بالطعام من ناحية الرائحة. إلا أن ما يبقى ثابتًا هو أن تعديل العادات الغذائية يمكن أن يحدث فارقًا ملحوظًا في هذا الإطار. أخيراً، إن التعامل مع رائحة الجسم لا ينبغي أن يقتصر على العناية الخارجية فقط، بل يجب أن يبدأ من الداخل. فاختياراتنا اليومية على المائدة هي التي ترسم ملامحنا الحسية، بما في ذلك الرائحة التي نعكسها على من حولنا. لذا، فإن تبنّي نظام غذائي صحي ومتوازن لا ينعكس فقط على الشكل والمزاج، بل ينعكس أيضًا على الرائحة، وهو جانب لا يقل أهمية في الحياة اليومية.