logo
"مسكوت عنه" الفائز في كليرمون: دعوة للعدالة عبر السينما

"مسكوت عنه" الفائز في كليرمون: دعوة للعدالة عبر السينما

النهار٣١-٠٣-٢٠٢٥

"مسكوت عنه" للمخرج داميان والش هولينغ الذي كان فاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كليرمون فيران السينمائي الأخير، ينقل شيئاً من الصراع الاجتماعي والسياسي في أوستراليا نهاية السبعينات، مجسّداً حقبة مليئة بالضغوط السياسية على الجاليات المهاجرة، وخصوصاً الكرواتية منها، التي وجدت نفسها وسط محنة وأزمة بعد اتهام ستّة أوستراليين من أصول كرواتية بالتخطيط لأعمال إرهابية تستهدف المصالح الصربية في سيدني. ولكن، رغم إدانة هؤلاء الأفراد الستّة، تبين لاحقاً أن الأدلة التي أدينوا بها لفّقتها الشرطة.
يتناول المخرج هذه الأحداث التاريخية، رغم مرور أكثر من أربعين عاماً على وقوعها، علماً ان القضية لا تزال محل نظر في المحاكم الأوسترالية. ففي الآونة الأخيرة، قرر قاضي المحكمة العليا إعادة فتح التحقيق في الأحكام الصادرة في حق الأفراد الذين اتُّهموا بالتخطيط لأعمال إرهابية، بسبب الشكوك التي أُثيرت حول صدقية الشهود الرئيسيين في القضية. وبالتالي، يمكن اعتبار الفيلم بمنزلة محاولة لإعادة الاعتبار إلى الضحايا الذين ظُلموا قانونياً. اذاً، الفيلم ليس مجرد تدليس سياسي لقضية مر عليها الدهر، إنما دعوة للعدالة عبر السينما. هناك رغبة من هولينغ في إعادة تقديم هذه القصّة بطريقة تعطي فرصة للضحايا في الحصول على حقّهم، حتى وإن تكن العدالة قد أخفقت في ذلك.
بدايةً، سنتعرف إلى مارينا (كات دومينيس)، الشابة الكرواتية التي نشأت في أسرة تقليدية، وتحاول الهروب من القيود التي يفرضها عليها والدها المتسلّط، فتلتقي بشاب أوسترالي يدعى توم (ماثيو ألكسندر). في أحد المشاهد الرئيسة، يذهب توم بها إلى منزل عائلته، فيتصاعد الخلاف بينها وبين والد ماثيو، الذي يعبّر عن رأيه في الوضع السياسي الذي يعصف بالبلاد. هذا الصراع يقول الكثير عن التوتّرات المجتمعية التي كانت قائمة في ذلك الوقت بين الأوستراليين الأصليين والمهاجرين، وكذلك عن التحديات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون في بناء هويتهم وسط ثقافة محلّية تبدو معادية.
بعد العودة إلى منزلها، تفاجأ مارينا بأن شقيقها قد أصيب في أحد الاحتجاجات التي شارك فيها، ويحتاج إلى علاج طبّي عاجل. لكن تزداد المخاوف من ان يصبح هدفاً لتحقيقات الشرطة اذا ما دخل إلى المستشفى. وهكذا، سينتقل العنف السياسي الذي كان إلى الآن حكراً على شوارع المدينة، إلى البيت العائلي، ما يجعل الصراع أكثر شخصانيةً.
هذا التحول في السرد، يرينا ليس فقط تأثير الأحداث السياسية في الأفراد، إنما كيف يمكن أن تخلق انقسامات عائلية. من خلال هذا التناول، يستعرض الفيلم الديناميكيات المعقّدة التي تواجه الجاليات المهاجرة في أوقات الأزمات، وكيف أن الحروب السياسية تتسلّل إلى الزمان والمكان الخاصين، مهددةً الاستقرار الأسري والنفسي، ليصبح كلّ فرد جزءاً من المعركة، مهما حاول ان يكون في منأى منها.
تتداخل الحالتان العاطفية والسياسية من دون أن تنشأ بينهما أي علاقة حقيقية أو تفاعل يبرر هذا التعايش. هذا التباين بين العواطف والتوتّرات السياسية، يتركنا أمام شعور بعدم الاكتمال، فيبدو الفيلم كأنه يفتقر إلى العناصر التي تتيح لنا فهم هذا التداخل بشكل أعمق. أما الأداء التمثيلي فيولّد أحياناً مبالغات وأحداثاً ضخمة تزداد غرابتها عندما تُطرح أمامنا من دون أن تقدّم لنا أي معلومات حول السياق المحيط بها.
مثل على ذلك هو مشهد دهم الشرطة منزل مارينا لاعتقال شقيقها المصاب. قرر المخرج تصوير هذه اللحظة باستخدام تقنية الحركة السينمائية البطيئة، مختتماً الفيلم بتركيز على وجه مارينا، تماماً كما بدأ مع لقطة لوجهها أثناء استحمامها. هذه النهاية المغلقة تثير العديد من التساؤلات، مثل: ماذا حدث قبل بداية الفيلم؟ وما الذي سيحدث بعد نهايته؟ فبعض الأفلام لا يمكن اختصارها بانتقال مفاجئ أو قطع حاد، و"مسكوت عنه" يُعدّ من بين تلك الأعمال المطالبة بتوضيح. هذه النهاية الغامضة تتركنا في حالة من الحيرة، تتولّد من الشعور بأن الفيلم لم يقدّم لنا الصورة كاملة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مسكوت عنه" الفائز في كليرمون: دعوة للعدالة عبر السينما
"مسكوت عنه" الفائز في كليرمون: دعوة للعدالة عبر السينما

النهار

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • النهار

"مسكوت عنه" الفائز في كليرمون: دعوة للعدالة عبر السينما

"مسكوت عنه" للمخرج داميان والش هولينغ الذي كان فاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كليرمون فيران السينمائي الأخير، ينقل شيئاً من الصراع الاجتماعي والسياسي في أوستراليا نهاية السبعينات، مجسّداً حقبة مليئة بالضغوط السياسية على الجاليات المهاجرة، وخصوصاً الكرواتية منها، التي وجدت نفسها وسط محنة وأزمة بعد اتهام ستّة أوستراليين من أصول كرواتية بالتخطيط لأعمال إرهابية تستهدف المصالح الصربية في سيدني. ولكن، رغم إدانة هؤلاء الأفراد الستّة، تبين لاحقاً أن الأدلة التي أدينوا بها لفّقتها الشرطة. يتناول المخرج هذه الأحداث التاريخية، رغم مرور أكثر من أربعين عاماً على وقوعها، علماً ان القضية لا تزال محل نظر في المحاكم الأوسترالية. ففي الآونة الأخيرة، قرر قاضي المحكمة العليا إعادة فتح التحقيق في الأحكام الصادرة في حق الأفراد الذين اتُّهموا بالتخطيط لأعمال إرهابية، بسبب الشكوك التي أُثيرت حول صدقية الشهود الرئيسيين في القضية. وبالتالي، يمكن اعتبار الفيلم بمنزلة محاولة لإعادة الاعتبار إلى الضحايا الذين ظُلموا قانونياً. اذاً، الفيلم ليس مجرد تدليس سياسي لقضية مر عليها الدهر، إنما دعوة للعدالة عبر السينما. هناك رغبة من هولينغ في إعادة تقديم هذه القصّة بطريقة تعطي فرصة للضحايا في الحصول على حقّهم، حتى وإن تكن العدالة قد أخفقت في ذلك. بدايةً، سنتعرف إلى مارينا (كات دومينيس)، الشابة الكرواتية التي نشأت في أسرة تقليدية، وتحاول الهروب من القيود التي يفرضها عليها والدها المتسلّط، فتلتقي بشاب أوسترالي يدعى توم (ماثيو ألكسندر). في أحد المشاهد الرئيسة، يذهب توم بها إلى منزل عائلته، فيتصاعد الخلاف بينها وبين والد ماثيو، الذي يعبّر عن رأيه في الوضع السياسي الذي يعصف بالبلاد. هذا الصراع يقول الكثير عن التوتّرات المجتمعية التي كانت قائمة في ذلك الوقت بين الأوستراليين الأصليين والمهاجرين، وكذلك عن التحديات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون في بناء هويتهم وسط ثقافة محلّية تبدو معادية. بعد العودة إلى منزلها، تفاجأ مارينا بأن شقيقها قد أصيب في أحد الاحتجاجات التي شارك فيها، ويحتاج إلى علاج طبّي عاجل. لكن تزداد المخاوف من ان يصبح هدفاً لتحقيقات الشرطة اذا ما دخل إلى المستشفى. وهكذا، سينتقل العنف السياسي الذي كان إلى الآن حكراً على شوارع المدينة، إلى البيت العائلي، ما يجعل الصراع أكثر شخصانيةً. هذا التحول في السرد، يرينا ليس فقط تأثير الأحداث السياسية في الأفراد، إنما كيف يمكن أن تخلق انقسامات عائلية. من خلال هذا التناول، يستعرض الفيلم الديناميكيات المعقّدة التي تواجه الجاليات المهاجرة في أوقات الأزمات، وكيف أن الحروب السياسية تتسلّل إلى الزمان والمكان الخاصين، مهددةً الاستقرار الأسري والنفسي، ليصبح كلّ فرد جزءاً من المعركة، مهما حاول ان يكون في منأى منها. تتداخل الحالتان العاطفية والسياسية من دون أن تنشأ بينهما أي علاقة حقيقية أو تفاعل يبرر هذا التعايش. هذا التباين بين العواطف والتوتّرات السياسية، يتركنا أمام شعور بعدم الاكتمال، فيبدو الفيلم كأنه يفتقر إلى العناصر التي تتيح لنا فهم هذا التداخل بشكل أعمق. أما الأداء التمثيلي فيولّد أحياناً مبالغات وأحداثاً ضخمة تزداد غرابتها عندما تُطرح أمامنا من دون أن تقدّم لنا أي معلومات حول السياق المحيط بها. مثل على ذلك هو مشهد دهم الشرطة منزل مارينا لاعتقال شقيقها المصاب. قرر المخرج تصوير هذه اللحظة باستخدام تقنية الحركة السينمائية البطيئة، مختتماً الفيلم بتركيز على وجه مارينا، تماماً كما بدأ مع لقطة لوجهها أثناء استحمامها. هذه النهاية المغلقة تثير العديد من التساؤلات، مثل: ماذا حدث قبل بداية الفيلم؟ وما الذي سيحدث بعد نهايته؟ فبعض الأفلام لا يمكن اختصارها بانتقال مفاجئ أو قطع حاد، و"مسكوت عنه" يُعدّ من بين تلك الأعمال المطالبة بتوضيح. هذه النهاية الغامضة تتركنا في حالة من الحيرة، تتولّد من الشعور بأن الفيلم لم يقدّم لنا الصورة كاملة.

محمود الخطيب: تتر ظلم المصطبة تجربة فنية متكاملة وتفاعل الجمهور أسعدني
محمود الخطيب: تتر ظلم المصطبة تجربة فنية متكاملة وتفاعل الجمهور أسعدني

صدى البلد

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • صدى البلد

محمود الخطيب: تتر ظلم المصطبة تجربة فنية متكاملة وتفاعل الجمهور أسعدني

تحدّث المطرب محمود الخطيب عن تجربته في غناء وكتابة ولحن تتر مسلسل «ظلم المصطبة»، التي اعتبرها من المحطات المهمة في مسيرته الفنية، بدأ حديثه بتوجيه الشكر للجمهور على التفاعل الكبير مع الأغنية، مؤكدًا أنها كانت تجربة ممتعة ومميزة. وأوضح الخطيب، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، في برنامج «بلاتوة القاهرة»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ترشيحه لغناء التتر جاء من قبل الموسيقار كريم جابر الوايلي، الذي قام بتأليف الموسيقى التصويرية للمسلسل، وهو من اقترح أن يكون هو الصوت المناسب للأغنية، مضيفًا: «تحمست جدًا منذ البداية، وعندما التقيت بـ كريم في الاستوديو، حكى لي عن القصة وأجواء المسلسل، مما ساعدني على استيعاب الحالة الدرامية للعمل، ورغم أنني لم أقرأ السيناريو بالكامل، إلا أنني كنت على دراية كاملة بجوهر القصة، وهو ما جعلني أحرص على أن تكون الأغنية جزءًا أصيلًا من روح المسلسل». وأكد الخطيب أن العمل على التتر كان عبارة عن ورشة فنية متكاملة جمعته بـ الوايلي، حيث كانا يعملان على الكلمات واللحن والموسيقى بالتوازي، متابعًا: «كانت هناك جلسات عمل مكثفة، حيث كنت أكتب الكلمات وأجرب اللحن، بينما يعمل كريم على التوزيع الموسيقي، تبادلنا الأفكار والتجارب حتى خرجت الأغنية بالشكل الذي سمعه الجمهور».

دراما رمضان 2025 وأزمات المرأة العربية.. آراء الجمهور العربي
دراما رمضان 2025 وأزمات المرأة العربية.. آراء الجمهور العربي

صدى البلد

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • صدى البلد

دراما رمضان 2025 وأزمات المرأة العربية.. آراء الجمهور العربي

تشهد الدراما العربية تطورًا ملحوظًا في تقديم صورة المرأة على الشاشة، حيث أصبح حضور الفنانات أمام الكاميرا وخلفها أكثر قوة وتأثيرًا. فبعد سنوات من التهميش، لم تعد المرأة مجرد عنصر مكمل في الأعمال التلفزيونية، بل أصبحت محور العديد من المسلسلات التي تناقش قضاياها المعقدة والمتشعبة. وعرض برنامج "بلاتوه القاهرة"، الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "دراما رمضان 2025 وأزمات المرأة العربية.. آراء الجمهور العربي". في السنوات الأخيرة، برزت مسلسلات قدمت المرأة بواقعية أكبر، مثل الأعمال التي قامت ببطولتها منى زكي ونيللي كريم، والتي ناقشت قضايا حساسة مثل العنف الأسري والاضطهاد الاجتماعي، مما أثار جدلًا واسعًا حول مدى تأثير هذه الدراما في تغيير نظرة المجتمع للمرأة. ويرى البعض أن هذه الأعمال يمكن أن تساهم في تعديل القوانين وتعزيز الوعي بالقضايا النسائية، بينما يرى آخرون أن بعض المسلسلات لا تزال تركّز على القضايا السطحية، متجاهلة المشاكل الحقيقية التي تعانيها المرأة العربية. وعلى الرغم من ذلك، يظل دور المرأة في الدراما تطورًا مهمًا يعكس تطور دورها في المجتمع. فالمرأة لم تعد مجرد ضحية أو شخصية ثانوية، بل أصبحت رمزًا للصمود والتغيير، مما يعكس التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم العربي. وبينما يرى البعض أن الدراما لا تزال بحاجة إلى معالجة أعمق وأكثر واقعية لقضايا المرأة، يرى آخرون أن هذا التطور يعكس تحسن وضع المرأة في الحياة العملية والاجتماعية، فالدراما يمكن أن تكون أداة توعية وثقافة تعزز دور المرأة كشريك متساوٍ في المجتمع، وليس مجرد تابع للرجل، مما يؤكد أن مسيرة المرأة في الفن والحياة لا تزال مستمرة نحو مزيد من التقدم والتمكين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store