logo
بين ضغط النفقات وابتكارات الأسر.. كيف نقلل عبء مستلزمات المدرسة؟

بين ضغط النفقات وابتكارات الأسر.. كيف نقلل عبء مستلزمات المدرسة؟

رؤيا نيوزمنذ 19 ساعات
مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، تستعد كثير من الأسر الأردنية لتجهيزات الأبناء، من حقائب مدرسية، دفاتر، أقلام، ألوان، أحذية، زي مدرسي، وترتيب المصاريف وأقساط المدارس الخاصة أو حتى التزامات النقل اليومي.
لكن ما يثقل هذه القوائم أكثر هو الظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشه كثيرون، والذي يفرض البحث عن حلول ذكية لتقليص الإنفاق من دون أن يتأثر الجانب النفسي للأطفال.
في أحد المراكز التجارية، كانت أم لثلاثة أطفال تتفحص أسعار الحقائب، وتتبادل الحديث مع سيدة أخرى تشاركها أفكارها. تقول: 'هناك حقيبة قديمة لكن حالتها ممتازة، استخدمها ابني العام الماضي، وسأعطيها هذا العام لابنتي الصغرى، فلا داعي لشراء ثلاث حقائب جديدة، وسأكتفي بشراء حقيبة واحدة لابني الأكبر لأنه انتقل إلى مرحلة جديدة ويحتاج إلى حقيبة أكبر'.
وتضيف وكأنها كانت تتحدث بأفكارها: 'الأطفال في البداية يعترضون، لكن عندما نشرح لهم أن الحقيبة ما تزال جيدة وأننا سنشتري لهم أدوات جميلة، يقتنعون'.
‎التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني، ترى أن هذه الخطوة ليست مجرد تدبير مالي، بل فرصة تربوية لتعزيز قيم مهمة في نفوس الأبناء.
‎وتضيف أن إعادة استخدام الأدوات بين الإخوة تعزز لدى الطفل مفهوم المشاركة، والابتعاد عن النزعة الاستهلاكية المفرطة، لكن المهم هو طريقة عرض الفكرة على الأبناء، فإذا قدمت على أنها تضحية أو حرمان، سيشعر الطفل بالنقص، أما إذا قدمت على أنها تعاون أسري، فسيتعامل معها بفخر.
‎وتشير الكيلاني إلى أن الأطفال يتأثرون كثيرا بما يرونه من سلوكيات الأهل، فمثلا، الأم التي تختار استخدام حقيبتها القديمة للعمل، ترسل رسالة ضمنية لأطفالها أن القيمة ليست في شراء الجديد دائما، بل في المحافظة على الموجود.
من جانبه، يرى اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي، أن إعادة التدوير أو تبادل الأدوات بين الأبناء أمر ليس جديدا في المجتمع الأردني، لكنه في الأعوام الأخيرة بات أكثر انتشارا بسبب الضغوط المعيشية.
‎ويقول 'في السابق، كانت العائلات الكبيرة تتبادل الملابس والحقائب والكتب بين أبناء العمومة والجيران، وكان الأمر طبيعيا، لكن ثقافة الاستهلاك والإعلانات المكثفة جعلت بعض الأسر تشعر بالحرج من هذا السلوك'.
‎ويضيف خزاعي 'أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة تعيد تشكيل أولويات الأسرة، فمع ارتفاع أسعار الأقساط والنقل والكتب، بات من الضروري البحث عن طرق لتخفيف النفقات'.
‎وتابع 'الأمر لا يتعلق فقط بالقدرة على الدفع، بل أيضا بالحفاظ على التوازن المالي للأسرة طوال العام، فالأسرة التي تصرف كل مدخراتها في بداية العام الدراسي قد تواجه صعوبات لاحقا في مواجهة مصاريف أخرى'.
أما سعاد، وهي أم لطفلين، فترتب رفا مليئا بالدفاتر والقصاصات، موضحة أنها خصصت يوما كاملا مع ابنيها لفرز ما تبقى من العام الماضي.
‎'وجدنا دفاتر لم يستعمل منها إلا صفحات قليلة، قصص مدرسية ما تزال بحالة ممتازة، وألوان سليمة، هذا الترتيب وفر علي نصف قائمة المشتريات'، حسب سعاد.
‎وتضيف أن حقيبة ابنها بحالة جديدة، لكن قلمه اخترق طرف الحقيبة، ما جعلها تشتري لصاقات يحبها ابنها لشخصيات كرتونية، وعملت على خياطتها، ما جعل الحقيبة وكأنها جديدة، عدا عن فرحته الكبرى بذلك.
‎'لكن التحدي الأكبر أمام بعض الأهالي ليس توفير الأدوات، بل مواجهة طلبات الأبناء المتأثرة بما يرونه من زملائهم أو على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب الكيلاني، محذرة من الضغط النفسي على الطفل بسبب المقارنات، وتقترح أن يكون الحوار مع الأبناء صريحا وهادئا.
وتؤكد أن من حق الطفل أن يعبر عن رغبته في شيء جديد، لكن من واجب الأهل توضيح حدود الإمكانيات المالية، مع محاولة إيجاد بدائل مقبولة.
‎أما خزاعي، فيرى أن المسؤولية لا تقع على الأسر وحدها، بل على المؤسسات التعليمية والمجتمع ككل، فيمكن للمدارس تنظيم أسواق صغيرة لتبادل الأدوات بين الطلاب، أو التعاون مع الجمعيات الخيرية لتوفير المستلزمات للطلاب المحتاجين، هذه المبادرات تعزز روح التضامن وتخفف العبء عن الجميع.
‎ورغم الضغوط، هناك جانب إيجابي لهذه التحولات، فالأطفال الذين يشاركون في فرز الأدوات وإعادة استخدامها يتعلمون مهارات تنظيمية، ويطورون حسا بالمسؤولية تجاه الممتلكات.
‎الكيلاني تلخص الأمر، بقولها 'يدرك الطفل أن الأدوات التي يحافظ عليها يمكن أن تخدمه في العام المقبل، فيصبح أكثر وعيا في استخدامها'.
‎وتؤكد أن العودة إلى المدارس كانت دائما موسما مبهجا للأسر، إلا أن الظروف الاقتصادية تجعلها اليوم موسما للتفكير العقلاني والابتكار المنزلي، بين الحقيبة التي تنتقل من يد إلى أخرى، والدفاتر التي تكمل مشوارها مع أخ أصغر، والمبادرات المجتمعية التي تحيي قيم التعاون، يمكن للأسرة الأردنية أن توازن بين فرحة العودة إلى الدراسة وحكمة إدارة الموارد.
ديمة محبوبة – الغد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة غداً
الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة غداً

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة غداً

تواصل إدارة ترخيص السواقين والمركبات، غدا الأحد، تقديم خدمات الترخيص المتنقل والفحص الفني بنظامه المسائي في لواء بني كنانة، ضمن المبادرة الابتكارية "بنوصلك"، التي تهدف إلى تسهيل وصول خدمات الترخيص للمواطنين في أماكن سكنهم. اضافة اعلان وبحسب برنامج الجولات المعلن، ستتواجد عربة الترخيص المتنقلة خلف مركز أمن بني كنانة، من الساعة 3 عصرا وحتى 8 مساء، لتقديم مختلف خدمات الترخيص للسائقين والمركبات. وتتيح هذه الخدمة إصدار وتجديد رخص القيادة ورخص المركبات، ودفع الرسوم المترتبة والحصول على الوثائق بشكل فوري، في خطوة تهدف إلى التخفيف عن المواطنين وتوفير الوقت والجهد، لا سيما في المناطق البعيدة عن مراكز الترخيص الرئيسية.

الترخيص المتنقل المسائي للمركبات بلواء بني كنانة الأحد
الترخيص المتنقل المسائي للمركبات بلواء بني كنانة الأحد

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

الترخيص المتنقل المسائي للمركبات بلواء بني كنانة الأحد

تقدم إدارة ترخيص السواقين والمركبات، الأحد، خدمات الترخيص المتنقل والفحص الفني بنظامه المسائي في لواء بني كنانة، ضمن المبادرة الابتكارية 'بنوصلك'، التي تهدف إلى تسهيل وصول خدمات الترخيص للمواطنين في أماكن سكنهم. وستكون عربة الترخيص المتنقلة خلف مركز أمن بني كنانة، من الساعة 3 عصرا وحتى 8 مساء، لتقديم مختلف خدمات الترخيص للسائقين والمركبات. وتتيح هذه الخدمة إصدار وتجديد رخص القيادة ورخص المركبات، ودفع الرسوم المترتبة والحصول على الوثائق بشكل فوري، في خطوة تهدف إلى التخفيف عن المواطنين وتوفير الوقت والجهد، لا سيما في المناطق البعيدة عن مراكز الترخيص الرئيسية.

تشكيل لجنة في عجلون لفحص سلامة البيوت القديمة المهجورة والشروع في إزالتها
تشكيل لجنة في عجلون لفحص سلامة البيوت القديمة المهجورة والشروع في إزالتها

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

تشكيل لجنة في عجلون لفحص سلامة البيوت القديمة المهجورة والشروع في إزالتها

قررت بلدية محافظة عجلون تشكيل لجنة متخصصة لفحص سلامة المباني القديمة والمهجورة في المحافظة، تمهيداً للشروع في إزالة البيوت الآيلة للسقوط والتي تشكل خطراً مباشراً على حياة المواطنين وسلامتهم. وجاء ذلك وسط مطالبات متزايدة من المواطنين بضرورة إزالة هذه البيوت القديمة والمهجورة التي باتت تشوه الطابع الجمالي والسياحي للمحافظة، بالإضافة إلى كونها تشكل خطراً على السلامة العامة. وأكد رئيس لجنة بلدية عجلون المهندس محمد البشابشة أن تشكيل اللجنة يأتي استجابة لمطالب الأهالي وللحفاظ على سلامة المواطنين، معرباً عن التزام البلدية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة المباني الخطرة. وقال المواطن أحمد المومني إن العديد من الأبنية المتهالكة أصبحت مأوى للحيوانات، ما يشكل تهديداً مباشراً لصحة وسلامة الأهالي، مشيراً إلى أن بعض الأطفال يتخذون من هذه البيوت أماكن للعب واللهو، مما يزيد من خطورة الوضع. من جهته، أشار الناشط الاجتماعي عبد الكريم فريحات إلى أن الكثير من المنازل المهجورة مضى على تركها عشرات السنين، وتحولت إلى مصدر قلق للسكان المجاورين، مبيناً أن شكاوى ومطالبات الأهالي بخصوص هذه القضية مستمرة منذ سنوات طويلة دون التوصل إلى حلول عملية، ما فاقم المشكلة وزاد من خطورتها. وأكد الناشط الاجتماعي محمد فواز وجود نوعين من هذه الأبنية: النوع الأول بيوت تراثية يمكن ترميمها وإعادة تأهيلها لتصبح مشاريع سياحية وثقافية تعكس إرث الأجداد وتخدم المجتمع المحلي، فيما النوع الآخر بيوت متهالكة لا تصلح للترميم ويجب إزالتها بشكل كامل حفاظاً على السلامة العامة. وبيّن مدير آثار عجلون أكرم العتوم أن المحافظة تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، وأن جزءاً من البيوت القديمة ذات الطابع التراثي يمكن أن يشكل قيمة مضافة إذا تم ترميمها وفق أسس علمية وفنية، بحيث تتحول إلى مواقع جذب سياحي وثقافي. وشدّد العتوم على أن الأبنية غير الصالحة للترميم والتي تخالف شروط السلامة العامة يجب أن تزال فوراً حفاظاً على الأرواح والمشهد الحضري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store