
وزير الحج والعمرة يؤكد تمكين المبتعثين لخدمة الحرمين
التقى وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، اليوم، عددا من الطلبة السعوديين المبتعثين في المملكة المتحدة، وذلك خلال لقاء حواري نظمته الملحقية الثقافية السعودية في لندن، ضمن إطار نقل الخبرة، وتعزيز دور الطلبة في خدمة الوطن وتواصل الطلبة المبتعثين مع المسؤولين.
وأعرب في مستهل اللقاء عن سعادته بلقاء الطلبة، مشيدًا بدور الملحقية الثقافية في تمكينهم أكاديميًا وثقافيًا، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 14 ألف طالب وطالبة يدرسون حاليًا في الجامعات البريطانية، ويُعدّون امتدادًا لرسالة المملكة الحضارية، ويعكسون هويتها وقيمها وطموحاتها في المحافل الدولية.
وأكد أنّ المبتعثين يملكون القدرة على الإسهام في دعم مسارات التطوير، لا سيما في قطاع الحج والعمرة أحد المحاور الرئيسة في رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أنّ الوزارة تنظر إلى الطلبة مصدر معرفي وفكري قادر على ابتكار حلول تسهم في تحسين خدمات ضيوف الرحمن، بالاستفادة من التخصصات والخبرات العالمية.
واستعرض الربيعة أبرز إنجازات الوزارة خلال العام الماضي، ومنها استقبال أكثر من 18.6 مليون حاج ومعتمر، إلى جانب إطلاق مبادرات نوعية مثل منصة 'نسك'، التي أسهمت في رفع عدد الزائرين للروضة الشريفة من 4 ملايين عام 2022 إلى أكثر من 13 مليونًا في عام 2024م، ومبادرة 'طريق مكة' التي سهّلت إجراءات السفر للحجاج في سبع دول.
وسلط الضوء على 'جائزة باحثين في خدمة ضيوف الرحمن'، التي أطلقتها الوزارة هذا العام لتحفيز الطلبة المبتعثين على تقديم أفكارهم الابتكارية، مشيرًا إلى أنّ الجائزة شهدت مشاركة أكثر من 46 طالبًا وطالبة من المملكة المتحدة، قدّموا مقترحات متنوعة شملت تطبيقات تقنية، ونماذج للذكاء الاصطناعي، وحلولًا لتحسين تجربة الزائرين، مؤكدًا التزام الوزارة بتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع واقعية تخدم منظومة الحج والعمرة.
وشكّل اللقاء فرصة لتعزيز أواصر التواصل مع الطلبة المبتعثين، والاستماع إلى تطلعاتهم ومبادراتهم، التي تُجسد وعيهم بدورهم الحيوي في بناء المستقبل، ومساهمتهم في تطوير منظومة الحج والعمرة عبر المعرفة والتقنية والابتكار.
ويأتي هذا اللقاء امتدادًا لنهج حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – في دعم أبنائهم وبناتهم المبتعثين، وتمكينهم من التميز أكاديميًا ومهنيًا، ليكونوا سفراء فاعلين لوطنهم، وشركاء في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
ديون المواقف
التعامل مع هكذا نوع من الديون لهو أمر صعب، ويحتاج منا إلى أن نتجه معها في اتجاهين متباينين، فإن كانت علينا فهي في وضعين: الوضع الأول نقوم فيه بحفظ جميل من وقفوا إلى جانبنا وكانوا أبطالاً حقيقيين في عالم الواقع، فلا ننسى جميلهم مع تحين الفرصة لرده إليهم مهما طال الزمن وبقي النفس، والوضع الآخر نقوم فيه بالاعتذار الصريح لمن تسببنا في ألمهم وأخطأنا في حقهم. وفي الاتجاه الآخر إن كانت تلك الديون لنا بأن كنا الموفقين للوقوف إلى جانب الناس بكلمة طيبة أو تعامل تجلت فيه المساعدة والبذل، فعلينا في تلك الحالة أن نشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقنا ومكننا من يد مد العون للآخرين، ولا ننتظر أن تُسَدّدَ لنا في هذا العالم، فمكان السداد هناك حيث الآخرة، حين يكون الاحتياج كبيرًا وعظيمًا. الديون كثيرة في هذه الرحلة القصيرة، ومن أهمها وأكبرها ديون الوالدين، فقد كانت في أشد حالات العوز والحاجة والضعف وضيق ذات اليد، وكان البذل فيها خالصًا ونقيًّا، وقد تجلت فيه كل معاني الحب والتفاني والإيثار، فماذا نحن فاعلون مع تلك الديون؟! إن من أفضل السبل لسداد ذلك النوع النفيس من الديون هو البِرُّ المتواصل، فلنَغْرِفْ من نبعه العذب غُرَفًا نسقيها إياهما، وتكون بطعم الود والحنان وقضاء الحاجات والإحسان وما شاكلها؛ حتى يرضيا عنا ويدعو لنا، وما أمسّنا وأحوجنا إلى رضاهما ودعائهما! المواقف لها حسابات أخرى في عالم الآخرة، حيث الدقة في كل تفاصيلها وأحداثها وألفاظها، وحينما نكون بين يدي الخالق عز وجل فلا مبررات تنفع ولا كذب متاح، وإنما الحقيقة كلها تتجسد أمامنا، فالأفواه مغلقة ومختوم عليها، ولا مهرب منها سوى الاعتراف وهو سيد الموقف. كلنا سيغادر يومًا ما، ومهما كنا في أي موقع أو مكانة أو منصب، فلتكن مواقفنا ديونا لنا لا علينا؛ حتى يتذكرنا الناس بالخير كلما ذُكرنا ويدعون لنا لا علينا. هنيئا لمن هداه عقله وقلبه إلى فعل الخيرات في مواقفه مع الناس، وبقي دائنًا لا مدينًا حتى يلقى ربه؛ فتكون المكافأة الحقيقية له رحمةً إلهيةً بالدخول إلى الجنة. قال أحدهم: (تظل الذكريات قصصًا صامتة تركت فينا أثرًا لا يزول...).


شبكة عيون
منذ ساعة واحدة
- شبكة عيون
جاهزية صحن المطاف لاستقبال 107 آلاف طائف في الساعة خلال الحج
جاهزية صحن المطاف لاستقبال 107 آلاف طائف في الساعة خلال الحج ★ ★ ★ ★ ★ أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن جاهزية صحن المطاف لاستقبال حجاج بيت الله الحرام خلال حج هذا العام 1446 هـ، وسط خطط تنظيمية شاملة في البيت العتيق لضمان سلامة ضيوف الرحمن وتوفير بيئة آمنة ومريحة لهم وخدمات نوعية، مؤكدة وصول الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف إلى (107,000) طائف في الساعة، من خلال الصحن والدور الأرضي والأول والأول ميزانين والثاني ميزانين والثاني "السطح"، ويستوعب المطاف 203 آلاف مصل في جميع الأدوار. وأوضحت أن كامل صحن المطاف أتيح للطائفين، وخُصص العديد من المداخل والأبواب الرئيسة والفرعية للوصول للمطاف، وخُصص عدد من الأبواب للخدمات والطوارئ، مع مراعاة القدرة الاستيعابية الكاملة؛ لكي يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بكل يسر وسهولة. ويأتي ذلك للتسهيل على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم وخدمة حجاج بيت الله الحرام على الوجه الأكمل، وفق توجيهات القيادة الرشيدة. الوطن السعودية


الوطن
منذ 2 ساعات
- الوطن
ديون المواقف
صفحات الزمن ملأى بذكرياتٍ جسدتها مواقف شتّى، وارتبطت بها مشاعر متفاوتة بين الإيجابية والسلبية، بين الحب والبغض، بين الرحمة والغلظة، مشاعر نشم أريجها وربما نستحضر ألمها، نتذكر شخوصها في مسرح الحياة وما أحدثوه فينا من بلسم لا يزال يسري في أفئدتنا، أو جراح غائرة لا يفتأ نزفها ووجعها شاهدًا في قلوبنا؛ فتكون ديونًا علينا إن احتضنها الخير والنور والطيبة والجمال، أو ديونًا لنا مستحقة سيحين ردها - عاجلاً أم آجلاً- إن غطّاها لباس الظلام والقسوة والمكر والكراهية. ديون المواقف تبقى منذ ولادتها على أيدي الناس في الحياة الدنيا وتستمر حتى بلوغ الآخرة، وهي راسخة وثابتة وذات نقوش، أعماقها متباينة في عقولنا وقلوبنا، وهي إما لوحات تفاصيلها الورود بزهوها وملاحتها؛ فترسم فينا البهجة والحبور كلما تذكرناها، أو مسامير ومشارط حادة نسترجعها ونتذكر نزفها وكأنها تحدث في التّو واللحظة، ويكون عندها الزمن متوقفًا ودون حركة لعقارب أيامه ولياليه وساعاته. التعامل مع هكذا نوع من الديون لهو أمر صعب، ويحتاج منا إلى أن نتجه معها في اتجاهين متباينين، فإن كانت علينا فهي في وضعين: الوضع الأول نقوم فيه بحفظ جميل من وقفوا إلى جانبنا وكانوا أبطالاً حقيقيين في عالم الواقع، فلا ننسى جميلهم مع تحين الفرصة لرده إليهم مهما طال الزمن وبقي النفس، والوضع الآخر نقوم فيه بالاعتذار الصريح لمن تسببنا في ألمهم وأخطأنا في حقهم. وفي الاتجاه الآخر إن كانت تلك الديون لنا بأن كنا الموفقين للوقوف إلى جانب الناس بكلمة طيبة أو تعامل تجلت فيه المساعدة والبذل، فعلينا في تلك الحالة أن نشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقنا ومكننا من يد مد العون للآخرين، ولا ننتظر أن تُسَدّدَ لنا في هذا العالم، فمكان السداد هناك حيث الآخرة، حين يكون الاحتياج كبيرًا وعظيمًا. الديون كثيرة في هذه الرحلة القصيرة، ومن أهمها وأكبرها ديون الوالدين، فقد كانت في أشد حالات العوز والحاجة والضعف وضيق ذات اليد، وكان البذل فيها خالصًا ونقيًّا، وقد تجلت فيه كل معاني الحب والتفاني والإيثار، فماذا نحن فاعلون مع تلك الديون؟! إن من أفضل السبل لسداد ذلك النوع النفيس من الديون هو البِرُّ المتواصل، فلنَغْرِفْ من نبعه العذب غُرَفًا نسقيها إياهما، وتكون بطعم الود والحنان وقضاء الحاجات والإحسان وما شاكلها؛ حتى يرضيا عنا ويدعو لنا، وما أمسّنا وأحوجنا إلى رضاهما ودعائهما! المواقف لها حسابات أخرى في عالم الآخرة، حيث الدقة في كل تفاصيلها وأحداثها وألفاظها، وحينما نكون بين يدي الخالق عز وجل فلا مبررات تنفع ولا كذب متاح، وإنما الحقيقة كلها تتجسد أمامنا، فالأفواه مغلقة ومختوم عليها، ولا مهرب منها سوى الاعتراف وهو سيد الموقف. كلنا سيغادر يومًا ما، ومهما كنا في أي موقع أو مكانة أو منصب، فلتكن مواقفنا ديونا لنا لا علينا؛ حتى يتذكرنا الناس بالخير كلما ذُكرنا ويدعون لنا لا علينا. هنيئا لمن هداه عقله وقلبه إلى فعل الخيرات في مواقفه مع الناس، وبقي دائنًا لا مدينًا حتى يلقى ربه؛ فتكون المكافأة الحقيقية له رحمةً إلهيةً بالدخول إلى الجنة. قال أحدهم: (تظل الذكريات قصصًا صامتة تركت فينا أثرًا لا يزول...).