فرص جديدة للنمو: مشروع مرسى زايد في العقبة
أطلق رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، المرحلة الأولى من مشروع «مرسى زايد» في العقبة، وهو واحد من أبرز المشاريع الاستثمارية في المنطقة. المشروع، الذي تقوم بتطويره مجموعة «ماج القابضة» بتكليف من «مجموعة موانئ أبوظبي»، هذا التعاون الاستراتيجي بين الأردن والإمارات في أحد المشاريع العقارية المهمة يمثل نقلة نوعية في مجال الاستثمار والسياحة. فالمشروع يعد بمثابة حجر أساس نحو تحقيق احد الأهداف الرئيسية لرؤية التحديث الاقتصادي للأردن، والتمثل بدفع عجلة النمو الاقتصادي، ويأتي في وقت تشهد فيه المملكة تحديات اقتصادية تتطلب استراتيجيات جديدة تساهم في التخفيف من آثارها.
فرؤية التحديث الاقتصادي تهدف إلى تحفيز النمو في القطاعات الحيوية، مثل السياحة والاستثمار العقاري. وتهدف هذه الرؤية إلى تنمية الاقتصاد الأردني وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية عبر تطوير مشاريع تنموية متكاملة تسهم في توفير فرص العمل، وتعزيز الصادرات، وتقوية البنية التحتية. يعد مشروع «مرسى زايد» في العقبة أحد الأمثلة العملية التي تجسد هذه الرؤية الطموحة.
طبعاً وتحت وقع الضغوط السياسية التي يتعرض لها الأردن على الاقتصاد الأردني، ومع جملة الضغوطات الاقتصادية التقليدية التي يعاني الأردن منها منذ سنوات، أبرزها العجز في الموازنة العامة، والبطالة، والديون الحكومية التي تثقل كاهل الدولة. وتأثيرات الأزمات الإقليمية المتابعة، في ظل هذه الظروف الصعبة، يجد الأردن نفسه أمام ضرورة ملحة لتحفيز اقتصاده الوطني عبر مشاريع استراتيجية طويلة الأجل، تضمن استدامة النمو وتخفيف الضغوط المالية.
يتمتع مشروع «مرسى زايد» بميزات تجعل منه علامة فارقة في القطاع العقاري والسياحي. يمتد المشروع على مساحة 3.2 مليون متر مربع، ويتضمن في مرحلته الأولى تطوير «مرسى زايد ريفيرا»، الذي يضم أربعة أبراج سكنية، مارينا حديثة لليخوت، فندقًا بسعة 360 غرفة، إضافة إلى 1260 وحدة سكنية و117 محلاً تجاريًا. يمثل هذا المشروع تحولًا في استخدام الواجهة البحرية للعقبة، وتحويلها إلى وجهة استثمارية وسياحية بارزة. فمن خلال هذه المشاريع العملاقة، يسعى الأردن إلى تحفيز السياحة البحرية وتعزيز مكانة العقبة كمركز إقليمي وعالمي للسياحة والخدمات اللوجستية.
من خلال بناء مرافق متطورة مثل مرسى اليخوت، ومراكز التسوق، والفنادق ذات المعايير العالمية، يستطيع الأردن جذب السياح والمستثمرين على حد سواء. وستساهم هذه المشاريع في زيادة الحركة السياحية إلى العقبة، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإيرادات الحكومية.
إن التعاون الأردني الإماراتي في هذا المشروع يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فقد تم توجيه استثمارات استراتيجية بقيمة 5.5 مليار دولار في عام 2023، مما يعزز الروابط التجارية والاقتصادية. وبجانب الدعم الإماراتي، يساهم هذا المشروع في تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي من خلال خلق بيئة استثمارية مواتية وتوفير الفرص التشغيلية لمختلف القطاعات، بما في ذلك البناء، النقل، السياحة، والخدمات اللوجستية.
في خضم الضغوطات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، يمثل مشروع «مرسى زايد» في العقبة خطوة جادة نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية الكبرى للأردن. من خلال تكامل الاستثمار العقاري والسياحي، يسهم المشروع في زيادة التنوع الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، وتحقيق الاستدامة المالية. وإذا ما تم استكمال المشروع بنجاح، فإنه سيؤسس لمرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية في المملكة، ويعزز مكانة الأردن كوجهة استثمارية وسياحية في المنطقة.
مشروع «مرسى زايد» يمثل فرصة حقيقية لدفع عجلة الاقتصاد الأردني نحو النمو المستدام. إذ يتوقع أن يسهم المشروع في تطوير البنية التحتية السياحية في العقبة، وزيادة عدد السياح القادمين إلى المنطقة. كما أن وجود موانئ حديثة ومرسى لليخوت سيسهم في تعزيز العقبة كمركز سياحي عالمي، ويجذب استثمارات في قطاعات العقارات والتجارة. ستساعد هذه المشاريع في تحفيز النشاط التجاري المحلي، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الأردني بأسره.
الرأي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
شاب سوري يحوّل شغفه بالمياه إلى ثروة.. مشروع بملايين الدولارات!
#سواليف حوّل ابن لاثنين من #المهاجرين_السوريين، حبه للسباحة، حيث نشأ على ضفاف بحيرة ميشيغان في ديتريوت، إلى مشروع تجاري يدر عليه ملايين الدولارات من العائدات سنوياً. ومع التحولات الكبيرة في التكنولوجيا، نجح #فارس_قصيباتي في جعل مشروعه عالمياً منذ بدايته. الشاب البالغ من العمر 33 عاماً، تلقى تشجيعاً من والديه، لتعلم #السباحة منذ الخامسة من عمره رغم جهلهما بها، لتسوقه الأقدار إلى أن يؤسس تطبيق 'MySwimPro'، بعد استلهام الفكرة من إحدى المتدربات. وقال قصيباتي لشبكة 'CNBC': 'منذ اللحظة الأولى، وقعت في #حب_الماء. شعرت فيه بالحرية، وانعدام الوزن، وكأن العالم يتوقف عند سطح الماء'. في عام 2014، طلبت منه إحدى المتدربات خطة تدريب يمكن تنفيذها في مسابح الفنادق أثناء سفرها. كانت تلك اللحظة الشرارة الأولى لفكرة تطبيق MySwimPro، الذي أطلقه في العام التالي. من فكرة بسيطة إلى شركة بملايين الدولارات في البداية، لم يكن التطبيق أكثر من أداة تدريب رقمية. لكن سرعان ما جذب آلاف المستخدمين، وحصل على جائزة 'تطبيق العام' من 'أبل' في فئة 'Apple Watch' عام 2016. ومع كل نجاح، كان فارس يزداد إصراراً على تطويره. ثم جاءت الجائحة. أُغلقت المسابح، وتراجعت الاشتراكات بنسبة 30%. بدا وكأن كل شيء ينهار. لكنه أخبر شبكة 'CNBC' أنه لم يستسلم. أضاف تدريبات منزلية، وبدأ ببث مباشر لتمارين يمكن تنفيذها دون ماء. وبفضل هذا التكيّف السريع، عاد التطبيق للنمو، وتجاوز أرقام ما قبل الجائحة. النجاح المالي.. دون ترف مبالغ فيه في عام 2025، يتوقع فارس أن يحقق دخلاً يقارب 400 ألف دولار، بين راتب، وأرباح، وصفقات تجارية. لكنه لا يعيش حياة مترفة كما قد يتوقع البعض. وقال لشبكة 'CNBC': 'أعيش بتواضع نسبي مقارنة بدخلي، ولا أريد أن أقع في فخ تضخم نمط الحياة'. اشترى شقة في دبي مقابل 354 ألف دولار، بعد زيارات متكررة منذ 2021، ليخفض تكلفة السكن الشهرية إلى 1,750 دولاراً، بعد أن كان يدفع ما يصل إلى 4,000 دولار شهرياً في Airbnb. معظم دخله يذهب إلى الادخار والاستثمار، حيث يضخ نحو 15 ألف دولار شهرياً في الأسهم والصناديق. حلم لا يتوقف يقسّم فارس وقته بين ديترويت، حيث يعيش والداه، ودبي، المدينة التي ألهمته بتنوعها وابتكارها. ورغم أنه يملك أكثر من نصف شركته، ويستثمر ما يقارب مليون دولار، إلا أنه لا يرى نفسه 'قد وصل'. 'أشعر أنني في بداية الطريق. طالما أنني أُحدث أثراً، وأساعد الناس على السباحة مدى الحياة، فأنا في المكان الصحيح'. يقول قصيباتي، المولود في ديترويت، إن ريادة الأعمال علمته الكثير عن نفسه وعن 'ما هو ممكن في العالم'. لو عمل بانتظام من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً، لشعر باختناق إبداعي، وسيُفوّت فرصاً لبناء شيء يُحدث تأثيراً ملموساً في حياة الناس. لكن حرية أن يكون رئيساً لنفسه لها عيب واحد: يقول كسيباتي: 'أصعب شيء في ريادة الأعمال هو التركيز. هذا أمرٌ عانيتُ منه في الماضي، لأن لديّ الكثير من الأفكار التي أرغب في متابعتها'. إليكم أفضل نصائحه لرواد الأعمال الناشئين الآخرين: حافظ على تركيزك على الرغم من رغبته في بناء مشروع جديد، يُقر قصيباتي بأن استمرار نجاح MySwimPro يعتمد على استمراره في تفانيه للشركة، بدلاً من محاولة بدء مشروع جديد. ويقول: 'إذا كنت ترغب في إحراز تقدم، فعليك أن تُركز على شيء واحد. أريد أن أُنشئ شركة أخرى، وأن أمضي قدماً وأقوم بأشياء أخرى. لكنني سعيد جداً الآن'. تتشابه نظرته مع نصائح خبراء المهن ورموز الأعمال، مثل وارن بافيت، حول تحقيق النجاح. ففي الاجتماع السنوي لمساهمي بيركشاير هاثاواي لعام 2025، أخبر بافيت الحضور أن التركيز على شغفك واهتماماتك سيحقق لك نجاحاً أكبر من بذل الجهد في هوايات لا تُثير حماسك. تأليف عدد من الكتب مع ذلك، يُكرّس قصيباتي وقتاً لمشاريعه الجانبية. فقد ألّف العديد من الكتب ويواصل إنتاج مقاطع فيديو لقناته الشخصية على يوتيوب، بالإضافة إلى قناة MySwimPro، مما يمنحه منفذاً إبداعياً لا يتطلب وقتاً طويلاً كإدارة مشروع تجاري آخر. في هذه الأيام، يتلقى قصيباتي عروضاً من رواد أعمال طموحين. لكنه يقول إن العديد من هؤلاء الأشخاص 'يبحثون عن الطمأنينة أو الثقة' منه، في حين ينبغي عليهم أن يكونوا أكثر استباقية. ويقول: 'إذا كانت لديك فكرة، فعليك اتخاذ الإجراء اللازم. في الواقع، أنت المتحكم، وعليك الخروج والتحدث إلى العملاء [المحتملين]، والتحقق من فكرتك، وتحقيقها فعلياً. الخطوة الأولى هي الأصعب'. حتى لو كنت قلقاً من عدم امتلاكك كل المهارات اللازمة لإدارة مشروع ناجح، فمن الأفضل لك البدء بالعمل على فكرتك بدلاً من الانتظار حتى تكتمل. 'أعتقد أنه عندما تقوم ببناء شيء ما، عندما تبتكر وتصبح رائد أعمال، فإنك تبني هذه الأدوات والمهارات والثقة اللازمة لتحويل رؤيتك إلى حقيقة.'

الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
حسّان: مشروع التوسع الجنوبي لـشركة البوتاس استثمار نوعي
أكد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أن تدشين مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية يعد استثماراً نوعياً يرفع من تنافسية الشركة عالمياً ويعزز دورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني.وقال حسان في منشور عبر صفحته الشخصية على «إكس» أمس الخميس ان هذا المشروع وسائر المشاريع الاستراتيجية الكبرى، تُعدُّ مقومات أساسية لمشاريع مستقبلية يكون للأردن فيها تنافسية عالية، وجميعها تنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي. التفاصيل ص 2

الدستور
منذ 5 ساعات
- الدستور
انخفاض المنح الخارجية 93.2 % في الربع الأول
عمان - الدستوربلغت المنح الخارجية خلال الربع الأول من العام الحالي 3.4 ملايين دينار، مقابل 49.6 مليون دينار خلال ذات الفترة من العام الماضي.ووفق بيانات وزارة المالية، انخفضت المنح خلال الربع الأول من العام الحالي 46.2 مليون دينار مقارنة بذات الفترة من العام 2024، أي ما نسبته 93.2%.وتلقت وزارة التخطيط والتعاون الدولي تعهدات جديدة لتمويل مشاريع رئيسية من خلال منح وقروض بقيمة تجاوزت الملياري دولار خلال شهر نيسان الماضي.ووفق تقرير موجز لإنجازات الوزارات والمؤسسات الحكومية لشهر نيسان الماضي، فإن وزارة التخطيط وقعت اتفاقيات تمويلية وحصلت على تعهدات بقيمة 2.1 مليار دولار مع عدة جهات منها؛ البنك الدولي، وبنك الإعمار الألماني، والسفارة الهولندية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.وفي السياق، ارتفعت الإيرادات المحلية خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 نحو 150 مليون دينار، لتصل إلى 2,160 مليار دينار، مقارنة بـ2.01 مليار دينار للفترة نفسها من العام الماضي.وبحسب البيانات، بلغت الإيرادات الضريبية خلال الربع الأول من العام الحالي 1.582 مليار دينار، توزعت على، الضريبة العامة على السلع والخدمات بقيمة 1.076 مليار دينار، والضرائب على الدخل والأرباح بـ419 مليونًا، وضريبة بيع العقار بـ24 مليونًا، والضرائب على التجارة والمعاملات الدولية بـ63 مليون دينار. في حين بلغت الإيرادات غير الضريبية للفترة نفسها 578 مليون دينار.وارتفع إجمالي الدين العام في الأردن، مع احتساب الدين الذي يحمله صندوق استثمار أموال الضمان، إلى 118.4% من الناتج المحلي الإجمالي، بنهاية الربع الأول من العام الحالي، وينخفض إلى 91.5% باستثناء الدين الذي يحمله صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، كما ينخفض مرة أخرى إلى 90.9% من الناتج المحلي، بعد استثناء قيمة الوديعة لدى البنك المركزي، المخصصة لسداد سندات اليوروبوند المستحقة في حزيران المقبل.