logo
إعادة تعريف الظلام (الضوء غير المستقبَل كفرضية علمية)

إعادة تعريف الظلام (الضوء غير المستقبَل كفرضية علمية)

النهار٢٢-٠٤-٢٠٢٥

إعداد: المهندس حيدر عبدالجبار البطاط
الملخص :
تُعرف الفيزياء الكلاسيكية الظلام بأنه غياب الضوء.
في هذه الورقة ، أقدّم فرضية علمية بديلة تعتبر الظلام ليس عدماً أو غيابًا ، بل حالة من وجود الضوء دون تفاعل مع مستقبل أو عاكس.
ترتكز الفرضية على فهم فيزيائي لسلوك الفوتونات في الفضاء، وعلى الشروط اللازمة لتحويل الإشعاع الضوئي إلى إدراك بصري.

لطالما فُهِم الظلام في الفيزياء البصرية كمفهوم سلبي: ( حالة انعدام الضوء).
هذا التعريف ، رغم بساطته ، لا يُعبّر بدقة عن بعض الحالات الفيزيائية التي يكون فيها الضوء موجودًا لكنه غير مرئي.
تهدف هذه الورقة إلى إعادة النظر في هذا التعريف عبر تقديم تفسير بديل يرتكز على العلاقة بين الضوء ، والاستقبال ، والإدراك.

2. الإطار النظري :
2.1 سلوك الضوء في الفراغ
الضوء ، بوصفه إشعاعًا كهرومغناطيسيًا ، يمكن أن ينتقل في الفراغ التام بسرعة ثابتة ، دون الحاجة إلى وسط مادي.
لكن رؤيته تعتمد على اصطدامه بجسيمات أو انعكاسه أو امتصاصه من قبل كاشف أو عين.
2.2 الاستقبال كشرط للإدراك
من الناحية التجريبية ، الضوء الذي لا ينعكس ولا يُستقبل لا يُرى.
هذا لا يُلغي وجوده الفيزيائي ، بل يُعطّل تحوّله إلى معلومة بصرية. وبالتالي، فإن ( رؤية الضوء ) ليست مرادفة ( لوجود الضوء ).

3. الفرضية :
الظلام هو ضوء غير مستقبَل.
في المناطق التي يُقال إنها ( مظلمة ) ، قد يكون الضوء حاضرًا ، لكنه لم يجد وسيطًا يعكسه ، أو كاشفًا يرصده.
هذا ينطبق على الفضاء بين النجوم ، حيث تسير الفوتونات دون أن تتفاعل مع مادة مرئية.

4. الأدلة الداعمة :
4.1 الأشعة الليزرية في الفراغ
تُظهر التجارب أن شعاع الليزر لا يُرى إلا إذا وُجدت جزيئات غبار أو دخان لتبعثر الضوء باتجاه العين.
في الفراغ التام ، يمر الشعاع دون أثر بصري.
4.2 الكواشف البصرية والتصوير الفضائي
أجهزة الاستشعار الحديثة ترصد أطوالًا موجية لا تراها العين البشرية ، ما يدل على وجود إشعاع غير مرئي ، أي ضوء غير مستقبَل بصريًا.

5. النتائج والاستنتاج :
الظلام ليس غيابًا مطلقًا للضوء ، بل غيابًا لشروط تفعيل وجوده البصري.
يمكن تعريف الظلام علميًا بأنه:- ( منطقة تحتوي على ضوء لم يتفاعل مع أي وسط يعكسه أو جهاز يستقبله ).

6. الآفاق المستقبلية :
- إعادة صياغة المفاهيم البصرية التعليمية لتشمل هذا الفهم الموسع.
- دراسة تأثير هذه الفرضية في الفيزياء الفلكية، وخاصة في رصد الإشعاعات الخافتة.
- تطوير تقنيات بصرية لرصد الضوء ( غير المرئي ) باستخدام مواد أكثر حساسية.

7. الخاتمة :
تدعونا هذه الورقة إلى تجاوز النظرة الثنائية السطحية للنور والظلام ، واستبدالها بفهم فيزيائي أكثر دقة يربط بين الوجود والتفاعل.
فالضوء ليس مرئيًا إلا إذا وُجد من يراه ، والظلام ليس سوى ضوء بلا شهود.

المراجع
- نصوص في فيزياء الضوء والبصريات
- دراسات في الفيزياء الفلكية والفراغ الكوني
- مقالات حول استقبال الإشعاع
الكهرومغناطيسي في أجهزة الاستشعا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

للمرة الأولى على المريخ... مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة
للمرة الأولى على المريخ... مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة

صيدا أون لاين

timeمنذ 7 أيام

  • صيدا أون لاين

للمرة الأولى على المريخ... مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة

رصدت مركبة بيرسيفيرانس التابعة لـ"ناسا" ظاهرة الشفق على شكل ضوء مرئي بالعين المجردة حيث تألقت السماء في نعومة باللون الأخضر وذلك في أول مشاهدة له على المريخ. وقال العلماء إن الشفق ظهر في 18 آذار 2024، حين واجهت جسيمات فائقة الطاقة من الشمس الغلاف الجوي للمريخ، ما أدى إلى تفاعل أسفر عن توهج خافت عبر سماء الليل بالكامل. ورصدت أقمار اصطناعية الشفق سابقا على المريخ من مدار في نطاق الأطوال الموجية فوق البنفسجية، لكن لم يكن على شكل الضوء المرئي. وأطلقت الشمس قبل ذلك بثلاثة أيام توهجا شمسيا رافقه انبعاث ضخم للغاز والطاقة المغناطيسية التي انطلقت إلى الخارج عبر النظام الشمسي. ويتشكل الشفق على المريخ بالطريقة نفسها التي يتشكل بها على الأرض، حيث تتصادم الجسيمات المشحونة النشطة مع الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى إثارة الإلكترونات لتبعث جسيمات ضوئية تسمى الفوتونات. وظهر اللون الأخضر بسبب التفاعل بين الجسيمات المشحونة من الشمس والأوكسجين في الغلاف الجوي للمريخ لكن الشفق الذي تم رصده على المريخ كان باهتا جدا، وفق ما نقلت "رويترز".

مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة لأول مرة على المريخ
مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة لأول مرة على المريخ

النهار

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • النهار

مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة لأول مرة على المريخ

رصدت مركبة بيرسيفيرانس التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ظاهرة الشفق على المريخ في شكل ضوء مرئي بالعين المجردة، وتألقت السماء في نعومة باللون الأخضر في أول مشاهدة للشفق على سطح أي كوكب آخر غير الأرض. وقال علماء إن الشفق ظهر في 18 آذار/مارس 2024، حين واجهت جسيمات فائقة الطاقة من الشمس الغلاف الجوي للمريخ، مما أدى إلى تفاعل أسفر عن توهج خافت عبر سماء الليل بالكامل. ورصدت أقمار اصطناعية الشفق سابقا على المريخ من مدار في نطاق الأطوال الموجية فوق البنفسجية، لكن ليس في شكل الضوء المرئي. وأطلقت الشمس قبل ذلك بثلاثة أيام توهجا شمسيا رافقه انبعاث للكتلة في شكل إكليل وهو انفجار ضخم من الغاز والطاقة المغناطيسية يجلب معه كميات كبيرة من الجسيمات الشمسية النشطة التي انطلقت إلى الخارج عبر النظام الشمسي. والمريخ هو رابع الكواكب بعدا من الشمس، بعد عطارد والزهرة والأرض. وحاكى العلماء الحدث سلفا وأعدوا أدوات على المركبة لتكون جاهزة لرصد الشفق المتوقع. وعلى متن بيرسيفيرانس جهازان حساسان للأطوال الموجية في النطاق المرئي، مما يعني أنهما يرصدان الألوان التي يمكن للعين البشرية رؤيتها. ويتشكل الشفق على المريخ بالطريقة نفسها التي يتشكل بها على الأرض، حيث تتصادم الجسيمات المشحونة النشطة مع الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى إثارة هذه الجسيمات دون الذرية التي تسمى الإلكترونات لتبعث جسيمات ضوئية تسمى الفوتونات. وقالت إليزا رايت كنوتسن، الباحثة لما بعد الدكتوراه في مركز مستشعرات وأنظمة الفضاء بجامعة أوسلو والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة "ساينس أدفانسز": "لكن على الأرض، تتوجه الجسيمات المشحونة إلى المناطق القطبية نتيجة المجال المغناطيسي الكلي لكوكبنا". وأضافت كنوتسن: "ليس للمريخ مجال مغناطيسي كلي، لذا قصفت الجسيمات المشحونة المريخ كله في نفس الوقت، مما أدى إلى هذا الشفق على مستوى الكوكب". وظهر اللون الأخضر بسبب التفاعل بين الجسيمات المشحونة من الشمس والأكسجين في الغلاف الجوي للمريخ. لكن الشفق قد يكون متوهجا كحاله في المناطق الشمالية والجنوبية من الأرض، لكن الشفق الذي تم رصده على المريخ كان باهتا جدا. وإذا تمكن رواد الفضاء من الأرض ذات يوم من الإقامة على سطح المريخ لفترة طويلة، فقد يستمتعون بعرض ضوئي ليلي. وقالت كنوتسن: "أثناء عاصفة شمسية أكثر كثافة، تنتج شفقا أكثر إشراقا، أعتقد أن السماء التي تتوهج باللون الأخضر من الأفق إلى الأفق سيكون جمالها ساحرا".

إعادة تعريف الظلام (الضوء غير المستقبَل كفرضية علمية)
إعادة تعريف الظلام (الضوء غير المستقبَل كفرضية علمية)

النهار

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

إعادة تعريف الظلام (الضوء غير المستقبَل كفرضية علمية)

إعداد: المهندس حيدر عبدالجبار البطاط الملخص : تُعرف الفيزياء الكلاسيكية الظلام بأنه غياب الضوء. في هذه الورقة ، أقدّم فرضية علمية بديلة تعتبر الظلام ليس عدماً أو غيابًا ، بل حالة من وجود الضوء دون تفاعل مع مستقبل أو عاكس. ترتكز الفرضية على فهم فيزيائي لسلوك الفوتونات في الفضاء، وعلى الشروط اللازمة لتحويل الإشعاع الضوئي إلى إدراك بصري. ⸻ لطالما فُهِم الظلام في الفيزياء البصرية كمفهوم سلبي: ( حالة انعدام الضوء). هذا التعريف ، رغم بساطته ، لا يُعبّر بدقة عن بعض الحالات الفيزيائية التي يكون فيها الضوء موجودًا لكنه غير مرئي. تهدف هذه الورقة إلى إعادة النظر في هذا التعريف عبر تقديم تفسير بديل يرتكز على العلاقة بين الضوء ، والاستقبال ، والإدراك. ⸻ 2. الإطار النظري : 2.1 سلوك الضوء في الفراغ الضوء ، بوصفه إشعاعًا كهرومغناطيسيًا ، يمكن أن ينتقل في الفراغ التام بسرعة ثابتة ، دون الحاجة إلى وسط مادي. لكن رؤيته تعتمد على اصطدامه بجسيمات أو انعكاسه أو امتصاصه من قبل كاشف أو عين. 2.2 الاستقبال كشرط للإدراك من الناحية التجريبية ، الضوء الذي لا ينعكس ولا يُستقبل لا يُرى. هذا لا يُلغي وجوده الفيزيائي ، بل يُعطّل تحوّله إلى معلومة بصرية. وبالتالي، فإن ( رؤية الضوء ) ليست مرادفة ( لوجود الضوء ). ⸻ 3. الفرضية : الظلام هو ضوء غير مستقبَل. في المناطق التي يُقال إنها ( مظلمة ) ، قد يكون الضوء حاضرًا ، لكنه لم يجد وسيطًا يعكسه ، أو كاشفًا يرصده. هذا ينطبق على الفضاء بين النجوم ، حيث تسير الفوتونات دون أن تتفاعل مع مادة مرئية. ⸻ 4. الأدلة الداعمة : 4.1 الأشعة الليزرية في الفراغ تُظهر التجارب أن شعاع الليزر لا يُرى إلا إذا وُجدت جزيئات غبار أو دخان لتبعثر الضوء باتجاه العين. في الفراغ التام ، يمر الشعاع دون أثر بصري. 4.2 الكواشف البصرية والتصوير الفضائي أجهزة الاستشعار الحديثة ترصد أطوالًا موجية لا تراها العين البشرية ، ما يدل على وجود إشعاع غير مرئي ، أي ضوء غير مستقبَل بصريًا. ⸻ 5. النتائج والاستنتاج : الظلام ليس غيابًا مطلقًا للضوء ، بل غيابًا لشروط تفعيل وجوده البصري. يمكن تعريف الظلام علميًا بأنه:- ( منطقة تحتوي على ضوء لم يتفاعل مع أي وسط يعكسه أو جهاز يستقبله ). ⸻ 6. الآفاق المستقبلية : - إعادة صياغة المفاهيم البصرية التعليمية لتشمل هذا الفهم الموسع. - دراسة تأثير هذه الفرضية في الفيزياء الفلكية، وخاصة في رصد الإشعاعات الخافتة. - تطوير تقنيات بصرية لرصد الضوء ( غير المرئي ) باستخدام مواد أكثر حساسية. ⸻ 7. الخاتمة : تدعونا هذه الورقة إلى تجاوز النظرة الثنائية السطحية للنور والظلام ، واستبدالها بفهم فيزيائي أكثر دقة يربط بين الوجود والتفاعل. فالضوء ليس مرئيًا إلا إذا وُجد من يراه ، والظلام ليس سوى ضوء بلا شهود. ⸻ المراجع - نصوص في فيزياء الضوء والبصريات - دراسات في الفيزياء الفلكية والفراغ الكوني - مقالات حول استقبال الإشعاع الكهرومغناطيسي في أجهزة الاستشعا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store