السويد تُدين تجويع المدنيين في غزة: استخدام الغذاء كسلاح "جريمة حرب"
في تطور جديد يعكس تصاعد التنديد الأوروبي والدولي بالسياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، وصفت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من تجويع متعمّد بأنه يمثل جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي، وذلك في تصريح واضح وصريح أدلت به خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السويدية ستوكهولم.
الوزيرة لم تكتف بالإشارة إلى منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، بل شددت أيضًا على أن استهداف مواقع توزيع تلك المساعدات يزيد من معاناة المدنيين ويؤكد وجود سياسة ممنهجة لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب. هذه التصريحات تنسجم مع تحذيرات سابقة صدرت عن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الذي وصف الهجمات القاتلة قرب نقاط توزيع الغذاء بأنها تدخل في نطاق جرائم الحرب، وهو موقف شاركته فيه منظمات حقوقية بارزة، على رأسها العفو الدولية التي اتهمت إسرائيل بارتكاب أعمال ترقى إلى الإبادة.
التحليل الميداني للوضع في غزة يبيّن أن مئات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، يعيشون في ظروف لا تليق بالبشر. فإلى جانب الدمار واسع النطاق الناتج عن القصف، انهيار البنية التحتية، وتدمير منظومات الإمداد الغذائي والطبي، يُمنع وصول المساعدات الكافية إليهم، ما يُحوّل الأزمة إلى كارثة إنسانية مفتوحة.
التزام قانوني أم ازدواجية معايير؟
ستينرغارد عبّرت عن قلق بلادها من عدم التزام إسرائيل بالتزاماتها القانونية كقوة احتلال، إذ يُفترض أن تؤمّن الحد الأدنى من مقومات الحياة للمدنيين. لكنها أكدت في الوقت ذاته على ضرورة عدم تسييس المساعدات أو استخدامها ورقة تفاوض أو ضغط.
ورغم موقفها الصارم الحالي، تجدر الإشارة إلى أن السويد كانت قد أوقفت في ديسمبر 2024 تمويلها لوكالة الأونروا، عقب اتهامات إسرائيلية بأن الوكالة توفّر غطاءً لمقاتلي "حماس". هذه الخطوة أثارت جدلاً كبيرًا حينها، لكنها لم تُؤثر على حجم المساعدات السويدية، إذ أوضح وزير التنمية الدولية بنيامين دوسا أن السويد باتت تُقدّم دعمها عبر منظمات أممية أخرى، مشيرًا إلى أن بلاده هي خامس أكبر مانح إنساني في العالم، والثاني أوروبيًا في دعم غزة.
أرقام المساعدات: بين الدعم والضغط
منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، ضخت السويد أكثر من 105 ملايين دولار (أكثر من مليار كرونة سويدية) في شكل مساعدات إنسانية لقطاع غزة. كما خصصت 800 مليون كرونة (حوالي 80 مليون دولار) لعام 2025 وحده، مما يعكس استمرار التزامها الإنساني بالرغم من التحولات السياسية والضغوط الدولية.
أزمة أخلاقية وقانونية دولية
ما يجري في غزة لا يمكن عزله عن المشهد الدولي الأوسع الذي يشهد تحوّلات في مواقف بعض الدول الأوروبية تجاه الاحتلال الإسرائيلي. الموقف السويدي يُعبّر عن إدراك متزايد بأن الصمت لم يعد ممكنًا، خاصة مع وضوح الانتهاكات وتوثيق آثارها. ومع ذلك، تبقى فعالية هذه المواقف مرهونة بتحركات جماعية تُرغم إسرائيل على الامتثال للقانون الإنساني، وتُعيد الأمل بإنقاذ ملايين الأرواح المحاصرة خلف جدران الحرب والتجويع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 24 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
مصر: الوضع الإشعاعي في منشأة نطنز مستقر بعد الغارات الإسرائيلية
مصر: الوضع الإشعاعي في منشأة نطنز مستقر بعد الغارات الإسرائيلية مصر: الوضع الإشعاعي في منشأة نطنز مستقر بعد الغارات الإسرائيلية سبوتنيك عربي أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية أن الوضع الإشعاعي في منشأة نطنز النووية الإيرانية "مستقر"، دون أي مؤشرات على تسرب إشعاعي، وذلك في أعقاب الغارات... 13.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-13T12:41+0000 2025-06-13T12:41+0000 2025-06-13T12:41+0000 العالم العربي العالم أخبار العالم الآن مصر أخبار مصر الآن إيران أخبار إيران وأوضحت الهيئة في بيان رسمي أنها تتابع الموقف عن كثب بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجهات الوطنية، عبر شبكة الرصد الإشعاعي المنتشرة في جميع محافظات مصر، مشددة على أن قياسات الخلفية الإشعاعية تخضع للمراقبة المستمرة لضمان سلامة المواطنين والبيئة.وفي سياق متصل، أدانت مصر الهجمات الإسرائيلية على إيران، واصفة إياها في بيان لوزارة الخارجية بـ"التصعيد الإقليمي الخطير"، الذي ينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.وحذر البيان من أن هذه الأعمال العسكرية "ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتوسيع نطاق الصراع في المنطقة"، معرباً عن القلق إزاء تداعياتها على الاستقرار ومقدرات الشعوب.وأكدت مصر أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لتسوية الأزمات، مشيرة إلى أن "العنف لن يحقق الأمن لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل".أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، اليوم الجمعة، علقت فيه على الضربات الدامية التي شنها الجيش الإسرائيلي على عدة مواقع إيرانية سقط خلالها كبار القادة الإيرانيين.وأكد البيان المصري على أنه "لا توجد حلول عسكرية للأزمات التي تواجهها المنطقة، وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية، كما تؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، وتحقيق العدالة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية". وأدانت مصر الهجمات الإسرائيلية على إيران واصفة إياها بالتصعيد الإقليمي السافر وبالغ الخطورة، مؤكدة أنه انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلام الإقليمي والدولي. وأعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة أنها ضربت أهدافا نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد. مصر إيران أخبار إيران سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم العربي, العالم, أخبار العالم الآن, مصر, أخبار مصر الآن, إيران, أخبار إيران


العين الإخبارية
منذ 44 دقائق
- العين الإخبارية
إحباط «الروبوت تاكسي» يفاقم معاناة «تسلا».. ورطة إيلون ماسك الأكبر
في خلاف يُوصف بأنه الأغلى في تاريخ صناعة السيارات، شهد يوم 5 يونيو/ حزيران تبادل اتهامات حادًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، اللذين كانا يُعدّان حليفين لا ينفصلان. وأسفر هذا التصعيد عن تراجع سهم تِسلا بنسبة 14٪ دفعة واحدة، مما أدى إلى خسارة فادحة بقيمة 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في جلسة واحدة فقط، مما قاد إلى تراجع قيمة الشركة دون مستوى التريليون دولار، كما بدد طموح ماسك في "الروبوت تاكسي". إحباط الروبوت تاكسي وذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن شركة تِسلا كانت في طليعة الشركات التي أرادت دخول عالم "روبوت الأجرة"، إذ لم يُخفِ مؤسسها إيلون ماسك طموحه في تحويل سياراته الكهربائية إلى أسطول من "الروبوت تاكسي" الذكي، يُدار دون تدخل بشري، مما يفتح الباب أمام ثورة في عالم المواصلات، موضحة أن هذا الطموح يواجه اليوم واحدة من أعقد أزماته، ليس فقط بسبب التباطؤ في تسويق هذه التقنية أو العقبات التنظيمية، بل نتيجة خلاف سياسي واقتصادي ضخم ألقى بظلاله على مستقبل الشركة. وقال المحلل الاقتصادي مايكل فوندوكيديس من مؤسسة Oddo BHF الأمريكية المستقلة في مجال التمويل إن هذه الانهيارات تعكس بشكل جلي حجم التبعية بين مستقبل تِسلا ومؤسسها ورئيسها التنفيذي، الشخصية الكاريزمية، بحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية. وأوضح فوندوكيديس أن "إيلون ماسك وسهم تِسلا لا ينفصلان، سواء حين تصعد الأمور أو تسوء". ردة فعل فورية وحادة ووفقًا للخبير الاقتصادي فإن المستثمرين أبلغوا عن ذهولهم، خاصة أن هذه التراجعات جاءت دون تغيير كبير في نتائج أداء تِسلا في الشهر نفسه؛ بل كانت ردة فعل فورية وحادة على التراشق الإعلامي بين ماسك وترامب. وخلال أربعة أشهر قضاها ماسك في "إدارة الكفاءة الحكومية" (Doge)، بدا وكأنه مكتوف الأيدي، فقد ركز على دوره الإداري الحكومي بدلاً من قيادة الشركة. ومع تراجع مبيعات سيارات تِسلا وتوقف مشروع "روبوتات الأجرة"، يجد ماسك نفسه في موقف حرج: عليه إنقاذ جوهرة إمبراطوريته الصناعية الضخمة، قبل أن تقودها التحديات الناجمة عن ارتباطه بالسياسة الأمريكية نحو الانزلاق مجددًا. ورصدت المجلة الفرنسية تحديات ماسك في التصدي للأزمة، موضحة أنه لمواجهة هذه الضغوط المتراكمة، يجد إيلون ماسك نفسه مضطرًا إلى تبني استراتيجية متكاملة تعيد تِسلا إلى موقعها الريادي وتعيد الثقة إلى السوق. وقالت "لوبوان"، ينبغي لماسك أن يعيد تركيز قيادته داخل تِسلا، وذلك بالتخلي عن المهام الجانبية والالتزامات التي تقع خارج نطاق عمل الشركة، موضحة أن الحاجة ملحة إلى عودته الكاملة إلى قيادة العمليات التنفيذية اليومية، خصوصًا في الملفات الحساسة مثل تطوير السيارات ذاتية القيادة ومشروع "روبوت الأجرة"، إلى جانب الإشراف المباشر على خطوط الإنتاج. تعزيز الثقة في هوية تِسلا كما رأت المجلة الفرنسية أنه من المهم تعزيز الثقة في هوية تِسلا واستقرارها المؤسسي. وقالت إن على الشركة أن تنأى بنفسها عن الارتباط المفرط بصورة ماسك الإعلامية والسياسية، وأن تبعث رسالة طمأنة للمستثمرين مفادها أن تِسلا قادرة على الاستمرار بثبات، وأن بنيتها التشغيلية متينة بما يكفي لتجاوز أية أزمات مرتبطة بشخص مؤسسها. ودعت المجلة الفرنسية إيلون ماسك إلى العمل على إعادة ترتيب الأولويات طويلة المدى، خصوصًا فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، موضحة أنه لم يعد من المقبول أن تبقى التقنيات الرائدة مثل الروبوتات والقيادة الذاتية مجرد شعارات أو وعود بعيدة المدى. على العكس، يتعين تحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق من خلال وضع خطط واضحة، بمواعيد تنفيذ محددة وآليات متابعة دقيقة لمشاركة التقدّم مع المستثمرين. وشددت المجلة الفرنسية على أن هناك حاجة ملحّة إلى تحسين مستوى الشفافية والتواصل مع السوق، موضحة أنه يجب أن تعتمد تِسلا منهجية أوضح وأكثر تنظيمًا لعرض تطورات مشاريعها، خصوصًا "روبوتات الأجرة"، مع تحديد المدى الزمني المأمول لتطبيقها تجاريًا. الشفافية هنا لا تقتصر على نشر البيانات، بل تشمل بناء علاقة ثقة متبادلة مع المستثمرين والإعلام. أي مستقبل ينتظر تِسلا؟ في ضوء كل ما سبق، يبدو أن تِسلا تقف عند مفترق طرق. فقد تكون هذه الأزمة فرصة للتحول نحو مرحلة أكثر نضجًا وتماسكًا، تعزز من مكانتها في سوق السيارات الكهربائية العالمي. لكن بالمقابل، فإن استمرار الصراعات السياسية والمبالغة في المشاريع غير الناضجة قد يؤدي إلى تقويض ما بُني خلال سنوات من الابتكار والطموح. aXA6IDE1NC4zMC4yNDYuMTgg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
عمالة وتجنيد.. جرائم الحوثي تسلب براءة أطفال اليمن
في اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال، الذي يوافق 12 يونيو من كل عام، تتجدد معاناة الطفولة اليمنية في ظل واقع مأساوي فرضته سنوات الحرب والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق الأطفال. مع استمرار النزاع المسلح منذ أكثر من عقد، باتت الطفولة في اليمن مرادفًا للفقر، والنزوح، والاستغلال. وتدفع الظروف الاقتصادية القاسية كثيرًا من الأسر إلى إرسال أطفالها إلى سوق العمل، بينما تستغل المليشيات الحوثية هذه الأوضاع لتجنيدهم قسرًا والزجّ بهم في جبهات القتال. وتصف منى البان، مديرة وحدة حماية الأطفال العاملين بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، المشهد بـ"الصورة القاتمة"، مؤكدة أن واقع الطفولة يتدهور عامًا بعد عام، مشيرة إلى أن انهيار المنظومة التعليمية وانقطاع رواتب المعلمين ساهم في إخراج ملايين الأطفال من المدارس، ودفعهم إلى الشارع أو ميادين الحرب. "المراكز الصيفية".. مصانع تفخيخ العقول وتقول الحقوقية والإعلامية اليمنية أمة الرحمن العفوري، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تُعد الطرف الأبرز في استغلال الأطفال، مشيرة إلى أن "المراكز الصيفية" التابعة للحوثيين تحولت إلى أدوات لتلقين الأطفال أيديولوجيا متطرفة، حيث يُدرّبون على القتال بدلًا من تلقي التعليم. وأضافت: "يُجبر الأطفال في مناطق الحوثيين على ترك المدارس والالتحاق بأعمال قاسية، من التسول إلى جمع القمامة والبيع في الأسواق، وسط تجاهل مقلق من الجهات المحلية والدولية المعنية بحمايتهم". أرقام صادمة تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.4 مليون طفل يمني منخرطون في سوق العمل، وأن نحو 34% من الأطفال بين 5 و17 عامًا يؤدون أعمالًا شاقة، تشمل الزراعة والبناء والعمل في الورش والصيد. أما على صعيد التجنيد، فقد وثّق فريق الخبراء الأمميين أكثر من 4,000 حالة تجنيد لأطفال من قِبل مليشيات الحوثي بين عامي 2015 و2023، مع تأكيدات بأن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير نظرًا لصعوبة الوصول والتوثيق. دعوات لتحرك دولي ودعت منى البان إلى ضرورة تجاوز الشعارات الرمزية في هذا اليوم العالمي، والتحرك الجاد من أجل استعادة العملية التعليمية، ودعم الأسر الفقيرة، وتطبيق القوانين التي تحمي الأطفال من الاستغلال والانتهاكات. وختمت بالتأكيد أن أطفال اليمن بحاجة ماسة إلى حماية شاملة تضمن لهم الحق في التعليم والحياة الكريمة، بعيدًا عن سطوة الحرب ومآسي الاستغلال. aXA6IDE4NS4xODQuMjQxLjExNSA= جزيرة ام اند امز IT