
خبيرة الفن العالمية فاليري ديدييه: نعمل حاليا على توثيق أعمال الفنانة المصرية جاذبية سري
مصطفى طاهر
كشفت خبيرة سوق الفن العالمي الفرنسية فاليري ديدييه في فعاليات "فن القاهرة" المنعقدة اليوم بالمتحف المصري الكبير، أنها تعمل حاليا مع الخبير المصري د. حسام رشوان على توثيق أعمال الفنانة التشكيلية جاذبية سري (1925/ 2021).
موضوعات مقترحة
جاذبية سري، واحدة من جيل الرائدات في عالم الفنون الجميلة، فالفنانة التي عاشت 96 عاماً أسهمت بنصيب وافر في تعزيز الحركة التشكيلية المصرية، التي بدأ تبلورها مع تأسيس مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1908".
وقالت فاليري إن جاذبية سري هي آخر الرائدات اللواتي قمن بصياغة الحالة التشكيلية المصرية خلال العقود الأخيرة.
وصنعت جاذبية سري حالة خاصة، فإلى جانب نزعة واقعية طغت على إنتاج أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، بسبب الالتزام بالقضايا القومية، مالت هي تدريجياً إلى السوريالية، وفي مرحلة أخرى نحو التعبيرية التجريدية، وتتواجد لوحاتها في مجموعة "مدام فرانسين هنريش" في فرنسا، ومجموعة متحف قطر للفن العربي الحديث، ومتحف الفن المصري الحديث، ومتحف الفن الحديث في الإسكندرية، ومتحف جاذبية سرى بمركز الفن بالشونة - العجمي بالإسكندرية - القاهرة، والبنك الأهلي المصري، وجريدة الأهرام بالقاهرة، ومتحف الفنون والعلوم إيفانسفيل - إنديانا أمريكا، مجموعة فنسنت برايس الفنية لوس أنجلوس أمريكا، متحف جوزيف لدول عدم الانحياز بلجراد يوغوسلافيا، متحف الفن الحي بتونس، المتحف الوطني لفنون المرأة بواشنطن، معهد العالم العربي في باريس فرنسا، متحف الفنون والعلوم في ايفانسيل إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومتحف المتروبوليتان للفن في نيويورك.
كما تحدثت فاليري ديدييه في اللقاء عن تجربة العمل على الكتب التوثيقية في الفن التشكيلي التي عملت عليها بصحبة د. حسام رشوان.
وركزت فاليري في حديثها عن تجربة العمل على الكاتالوج المسبب العالمي للفنان المصري عبد الهادي الجزار، وعن تفاصيل العمل عليه طوال ٦ سنوات.
وقالت فاليري ديدييه ان هناك تحديات كبيرة تواجه إصدار الكتب الوثائقية الفنية في العالم، وان الكاتالوجات المسببة التي صدرت لمحمود سعيد وعبد الهادي الجزار ، لا تقل أهمية عن أهم الإصدارات الوثائقية العالمية لكبار الفنانين مثل بيكاسو وغيره.
فعاليات فن القاهرة
فعاليات فن القاهرة
فعاليات فن القاهرة
فعاليات فن القاهرة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 9 ساعات
- الدستور
هل روجت أفلام لبنى عبد العزيز للقيم الأمريكية في السينما المصرية؟
كان عشق لبنى عبد العزيز للثقافة والفنون سببا في اشتراكها في فريق التمثيل أثناء دراستها بالجامعة الأمريكية، حيث قدمت عروضًا مسرحية على مسرح الجامعة لفتت أنظار النقاد المسرحيين إلى موهبتها التمثيلية. كما حدث عندما قدمت مسرحية «الشقيقات الثلاث» لتشيكوف؛ والتي جسدت فيها شخصية «ماشا» مما دفع الدكتور رشاد رشدي لكتابة أربع صفحات كاملة عنها وعن موهبتها في مجلة آخر ساعة. هذا غير ما كتبه الدكتور يوسف إدريس وفتحي غانم عنها. وتقول لبنى عن تلك المرحلة: «أعشق التمثيل وتجسيد الأدوار بالفطرة ولم أكن أتوقع وقت انضمامي لفريق الجامعة أن ألفت نظر هؤلاء العظماء». هل روجت أفلام لبنى عبد العزيز للقيم الأمريكية فى السينما المصرية ؟ حصلت الفنانة لبنى عبد العزيز على منحة للدراسة في جامعة كاليفورنيا بأمريكا وهو ما أبعدها بعض الشيء عن هوايتها في عالم التمثيل؛ وبعد حصولها على الماجستير في الفن المسرحي والسينوغرافي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، راسلت لبنى جريدة الأهرام بعدد من التحقيقات التي كانت تكتبها عن استوديوهات هوليوود التي كانت تنقل أخبارها أيضًا، ثم ما لبثت أن عادت للقاهرة مرة أخرى لتعمل كمحررة بجريدة الأهرام. ولتلعب الأقدار دورها في اقتحام لبنى عالم التمثيل مرة أخرى. ورغم أن فيلم "أنا حرة" ةيعد فيلمها الثالث الذي قامت ببطولته في السينما؛ والذى عرض في عام 1959، ومن إخراج صلاح أبو سيف، وتدور أحداثه في فترة ما قبل ثورة يوليو عام 1952 وهو عن قصة لإحسان عبد القدوس، بعد فيلميها "الوسادة الخالية" 1957، و"هذا هو الحب" 1958؛ حيث جسدت في فيلمها الثالث دور الشخصية الرئيسية هي شخصية أمينة؛ وهي فتاة متمردة على تربيتها وتقاليد وعادات المجتمع التي تفرض على المرأة قيودا معينة؛ وهو ما اتسق مع ما سعت لترويجه آئنذاك الجامعة الأمريكية من قيم تتفق مع الثقافة الأمريكية التي سعت لترسيخها في المنطقة العربية في تلك الفترة في أعقاب جلاء الإمبراطورية البريطانية عن مصر ومغادرة الملك للبلاد، وتولي مجلس قيادات الضباط الأحرار قيادة البلاد في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
ثقافة : حصاد الثقافة فى أسبوع.. تشغيل مبنى السلطان حسين وآليات تعاون لصون التراث
الجمعة 23 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - على مدار أسبوع قدمت وزارة الثقافة، العديد من الفعاليات الثقافية التى منها بحث آليات تعاون ثقافى مع ولى عهد الفجيرة وأيضا توقيع بروتوكول تشغيل مبنى السلطان حسين. وزير الثقافة يستقبل ولى عهد الفجيرة لبحث آليات التعاون الثقافى استقبل الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الشيخ محمد بن حمد الشرقى، ولى عهد إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، فى زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافى بين الجانبين، وبحث سبل الشراكة فى مجالات صون التراث والحفظ الرقمى، وتنظيم الفعاليات الفنية والمعارض المتخصصة التى تُبرز ثراء التراث العربى المشترك. واصطحب وزير الثقافة ولى عهد الفجيرة فى جولة بمبنى دار الكتب بباب الخلق، أحد أعرق المؤسسات الثقافية فى مصر والعالم العربى، حيث اطلع على مجموعة من أندر المخطوطات والمقتنيات التراثية التى تُجسد مراحل تطور الفكر الإنسانى فى مختلف الحقول المعرفية. وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، خلال اللقاء، عمق ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية على المستويين الشعبى والرسمى، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكات الثقافية باعتبارها جسرًا للتقارب وتبادل الخبرات، وبوابة لانفتاح المجتمعات على آفاق أرحب من الإبداع والمعرفة، وأضاف أن التعاون بين وزارة الثقافة وإمارة الفجيرة يمكن أن يشكل نموذجًا فاعلًا للتعاون العربى المشترك، وبناء مستقبل ثقافى عربى أكثر إشراقًا، من خلال الابتكار والاحتفاء بالموروث الحضارى المشترك. من جانبه، أعرب الشيخ محمد بن حمد الشرقى عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن التعاون مع مصر فى مجالات الإبداع والمخطوطات والوثائق التاريخية يُعد من المحاور الأساسية لصون الذاكرة الثقافية العربية، ويُسهم فى نقل هذا الإرث للأجيال القادمة، وأشار إلى أن دار الكتب تُعد منارات فكرية مهمة تحتضن كنوزًا معرفية نادرة، تُبرز التنوع الثقافى وثراء الحضارة الإسلامية، وتمثل مرجعًا أساسيًا لفهم تطور الفكر العربى والإنسانى عبر العصور. وأشاد ولى العهد بالدور الرائد الذى تضطلع به دار الكتب فى إتاحة هذا التراث للباحثين والجمهور، مشددًا على أهمية دعم المبادرات التى تدمج بين حماية التراث وتوظيف التكنولوجيا الحديثة فى تقديمه وصيانته، بما يُواكب تطورات العصر ويُسهّل الوصول إليه عالميًا. وخلال الجولة قدّم الدكتور أسامة طلعت، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، عرضًا موجزًا عن تاريخ الدار ونشأتها، وما تضمه من مقتنيات نادرة تشمل نحو 60 ألف مخطوط مكتوب بالعربية والتركية والفارسية، تغطي طيفًا واسعًا من المعارف مثل العلوم الدينية والطبيعية، الرياضيات، الأدب، اللغة، التاريخ، والاجتماع، كما تضم مجموعات من أوراق البردى، الخرائط، المسكوكات، ألبومات الخط، وأوائل المطبوعات، إضافة إلى دوريات علمية وأغلفة كتب منفصلة. وأشار طلعت إلى أن متحف دار الكتب بباب الخلق يضم مجموعة مختارة من هذه المقتنيات تُعرض بأسلوب يراعي المعايير البيئية، حفاظًا على سلامة المواد الأصلية، وإتاحة تجربة متجددة للزائرين. وزير الثقافة ورئيس البنك الأهلى يشهدان توقيع بروتوكول تشغيل مبنى السلطان حسين شهد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والمهندس محمد الأتربي، الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة، ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية، والبنك الأهلي المصري، لتشغيل واستغلال مبنى "السلطان حسين" التراثي المملوك للبنك بمحافظة الإسكندرية، وتحويله إلى مركز للعروض المتحفية والفنية، تحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية، بما يُبرز الهوية الثقافية المصرية وتنوعها الحضاري. وقد وقّع البروتوكول كل من الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ويحيى أبو الفتوح، نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري. وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو أن المشروع يُمثل خطوة نوعية نحو تعزيز التعاون البنّاء بين المؤسسات الثقافية والمالية، ونموذجًا رائدًا للتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع المصرفي، بما يُسهم في الحفاظ على المباني التراثية وإعادة تقديمها في إطار ثقافي معاصر يعكس عراقة التاريخ المصري. وأضاف أن البروتوكول يأتي في إطار استراتيجية الدولة لتعظيم الاستفادة من الأصول التراثية ذات القيمة المعمارية والثقافية، وإعادة توظيفها لخدمة التنمية الثقافية المستدامة، في سياق رؤية مصر 2030. وأشار وزير الثقافة إلى أن إعادة إحياء المباني التراثية وتحويلها إلى فضاءات ثقافية تفاعلية يُعد من أبرز أدوات بناء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء، مشيدًا بروح الشراكة المؤسسية التى تثمر مشروعات تخدم المجتمع وتُرسخ قيمة الثقافة في الحياة العامة. من جانبه أعرب المهندس محمد الأتربي عن فخره بالتعاون مع وزارة الثقافة فى هذا المشروع، مؤكدًا أن البروتوكول يُمثل امتدادًا لشراكات مثمرة تهدف إلى تطوير البنية التحتية الثقافية في مصر، وتعزيز دور الفن والإبداع في بناء الإنسان، وأوضح أن الحفاظ على التراث لا يتوقف عند الترميم، بل يتطلب إعادة توظيفه لحمايته والاستفادة منه بالشكل الصحيح. بدوره أوضح يحيى أبو الفتوح أن البنك الأهلي المصري، بوصفه مؤسسة مصرفية وطنية رائدة، يلتزم بدور مجتمعي يتجاوز الوظائف المالية، من خلال دعم المبادرات الثقافية والفنية التي تسهم في تنمية الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أن مشروع تشغيل مبنى "السلطان حسين" يُعد بداية لمسار أوسع لإحياء عدد من الأصول المعمارية المملوكة للبنك ذات الطابع التراثي. وأكد الدكتور وليد قانوش أن قطاع الفنون التشكيلية سيتولى إعداد السيناريو المتحفي للمحتوى المزمع عرضه داخل المبنى، مع اختيار المقتنيات الفنية وتجهيزها للعرض، فضلًا عن الإشراف الكامل على الجوانب الفنية والإدارية للمشروع، بما يضمن التقديم الراقي والمتكامل للمحتوى، وفق أرفع المعايير الدولية. كما صرح الدكتور أشرف البكري، رئيس تنفيذ أعمال المشروعات والمنشآت العقارية بالبنك الأهلي المصري، بأن البنك سيتكفّل بتمويل أعمال الترميم والتجهيز اللازمة، وتوفير منظومة أمنية متكاملة لضمان سلامة المعروضات، إلى جانب الدعم اللوجستي الكامل لضمان نجاح المشروع جدير بالذكر أن مبنى السلطان حسين يُعد من أهم المعالم التراثية في مدينة الإسكندرية، وقد بُني عام 1907 بتصميم من المهندس الفرنسي الشهير 'جان ساين'، وكان مملوكًا في الأصل للسيد أوزوالد فيني، الملحق التجاري البريطاني بمصر وإفريقيا، ومدير 'بورصة القطن' آنذاك. ويُعد المبنى أحد أصول البنك الأهلي المصري ذات الطابع المعماري التراثي، والذي حرص البنك على ترميمه وتطويره بما يحفظ طابعه التاريخي الفريد، وفق أحدث المعايير العالمية في الحفاظ على المباني التراثية. "الثقافة" تشكر "الخارجية" على تنسيق المشاركة المصرية بتنصيب البابا ليو الرابع عشر وجّه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خالص الشكر والتقدير إلى السيد السفير الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والسيد السفير حسن السحرتي، سفير مصر لدى الفاتيكان، والسيد المستشار تامر شاهين، بسفارة مصر في الفاتيكان، على جهودهم المخلصة في تنسيق وترتيب مشاركة مصر الرسمية في مراسم تنصيب قداسة البابا ليو الرابع عشر، والتي مثّل فيها وزير الثقافة الدولة المصرية نائبًا عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأكد وزير الثقافة أن هذه المشاركة خرجت بصورة تليق باسم مصر ومكانتها، وعكست وجهًا مشرفًا للدولة المصرية في هذا المحفل الدولي المرموق. مشيداً بالدور البارز الذي قامت به وزارة الخارجية في الإعداد لهذه الزيارة المهمة، التي جسّدت مكانة مصر الرائدة في دعم الحوار الحضاري والتعايش الإنساني. وزير الثقافة يجتمع بلجنة اختيار رئيس أكاديمية الفنون الجديد عقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، اجتماعًا مع أعضاء اللجنة المشكلة لاختيار رئيس جديد لأكاديمية الفنون، برئاسة الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي، وتضم في عضويتها كلًا من: الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة السابقة وعميدة معهد النقد الفني الأسبق، الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد نوار، أستاذ الجرافيك المتفرغ بكلية الفنون الجميلة، الدكتور ياسر صقر، رئيس جامعة حلوان الأسبق، الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، والدكتور أيمن الشيوي، عميد معهد الفنون المسرحية، بالإضافة إلى أعضاء الأمانة الفنية للجنة. وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن تشكيل اللجنة جاء إعمالًا لقواعد الشفافية والمساواة، اتباعًا للنهج المتبع في اختيار رؤساء الجامعات بالمجلس الأعلى للجامعات، وأوضح أن هذه اللجنة الاستشارية المتخصصة تضم قامات أكاديمية مرموقة، بهدف اقتراح مرشحين لشغل منصب رئيس أكاديمية الفنون، وذلك استنادًا إلى أسس موضوعية وأكاديمية، ووفقًا لأحكام قانون أكاديمية الفنون. وأشار وزير الثقافة إلى أن الأكاديمية تُعد منارة للفنون والإبداع في مصر والعالم العربي، وأن اختيار قيادتها الجديدة مسؤولية كبيرة تتطلب التدقيق والموضوعية، وشدد على حرص الوزارة على دعم استقلالية اللجنة وتوفير كل ما يلزم لضمان عملية اختيار شفافة، تفرز قيادة قادرة على تطوير الأكاديمية والنهوض بدورها التنويري والثقافي، واستكمال مسيرة النجاح التي أرسى دعائمها رؤساء الأكاديمية السابقون. من جانبه، أكد الدكتور مفيد شهاب أن اللجنة تضطلع بوضع شروط الترشح لرئاسة الأكاديمية، بالإضافة إلى الجدول الزمني لاختيار الرئيس الجديد، وأوضح أنه تم نشر جميع الشروط الخاصة بالترشح على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الثقافة المصرية وأكاديمية الفنون، حتى يتسنى لمن تنطبق عليه الشروط التقديم للمنصب. وزير الثقافة يفتتح 3 قصور ثقافة بأبو سمبل وأخميم وجاردن سيتي خلال أيام يفتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خلال الأيام المقبلة ثلاثة مواقع ثقافية جديدة تشمل: قصر ثقافة أبو سمبل بمحافظة أسوان في 26 مايو الجاري، يليه بيت ثقافة أخميم بمحافظة سوهاج، ثم قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي في قلب القاهرة. وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية، انطلاقًا من إيمانها العميق بالدور المحوري لقصور الثقافة في بناء الوعي المجتمعي، وتشكيل شخصية المواطن المصري القادر على الإبداع والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. وأشار وزير الثقافة إلى أنه جارٍ وضع اللمسات النهائية لافتتاح قصر ثقافة أبو قرقاص بالمنيا، وبيت ثقافة قاطية، وقصر ثقافة نخل بمحافظة شمال سيناء، وقصر ثقافة المحلة بمحافظة الغربية، وقصر ثقافة حلوان بمحافظة القاهرة، وذلك في إطار خطة الوزارة الرامية إلى التوسع في تقديم الخدمة الثقافية. وشدد على أن التوسع في إنشاء وتحديث قصور الثقافة يُعد ركيزة أساسية في استراتيجية الوزارة لتحقيق العدالة الثقافية، والوصول بالخدمات الثقافية إلى مختلف الفئات والمناطق، لدعم الهوية الوطنية وتمكين الشباب والمواهب في شتى المجالات الفنية والأدبية. وأوضح وزير الثقافة أن الخطة الحالية تشمل أيضًا الاستمرار في أعمال التطوير والتجديد لعدد من المواقع الثقافية القائمة، مع التركيز على تهيئة بيئة محفزة وآمنة تُمكّن الجمهور من ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية بجودة عالية، مؤكدًا أن الوزارة تمضي قدمًا في رفع كفاءة الكوادر العاملة، وتوسيع الشراكات المجتمعية، بما يضمن قيام هذه المنشآت بدورها التنويري والتنموي بكفاءة.


بوابة ماسبيرو
منذ 2 أيام
- بوابة ماسبيرو
«العريش».. قصص المقاومة ترسم هوية «أرض الفيروز»
ملتقى أدبى أوصى بتدريب أبناء المنطقة لجمع التراث السيناوى شومان يفوز فى مسابقة الغطس.. وشوشة لا يتوقف عن ضبط المصطلح إبراهيم داوود يطلق النكات ويتذكر حكاياته مع «الفاجومى» وخيرى شلبى متحف التراث السيناوى.. كنوز الثقافة الشعبية تنتظر قرارًا من الوزير كنتُ أسحبُ حقيبة سفرى الصغيرة ذات العجلات، متأملا كلاب السكك التى نشطت مبكرا، وبدأت روتينها اليومى مع النباح والمعارك التى لا طائل من ورائها، من دون أن تُفزع المارة أمام بوابة القصر الذى يحمل لافتة 'مبنى وزارة التربية والتعليم'، خلف ضريح سعد زغلول وسط القاهرة، حيث كنت أتأمل نمط العمارة القديم وأقارنه بقصور منطقة التجمع و'القاهرة الجديدة'، كنتُ أسحب حقيبة سفرى الصغيرة إلى 'شارع المبتديان' محاولا الوصول إلى المقهى المواجه لمبنى 'عمارات العرايس' فى الموعد الصباحى المحدد، حيث ينتظر أتوبيس 'الهيئة العامة لقصور الثقافة' نخبةً من الأدباء والمثقفين المصريين، من أجيال وأعمار وتوجهات مختلفة، للمشاركة فى أعمال ملتقى أدبى يقام فى 'مدينة العريش'، خلال الفترة من 6 إلى 8 مايو الجارى، تحت عنوان 'الثقافة والهوية الوطنية'، وقد كان الكاتب الكبير المصرى سيد الوكيل هو شخصية الملتقى فى دورة هذا العام. على المقهى كان واحد من أجمل من عرفت شاعرا وإنسانا يجلس متأملا المارة، إنه ذلك الرجل الوسيم الذى حين تقول له 'صباح الخير يا عمنا الغالى' يرد عليك بحضن دافئ وسن ضاحك قائلا: 'الله كريم'.. إنه الشاعر الكبير إبراهيم داوود، الكاتب فى جريدة الأهرام ورئيس تحرير مجلة 'إبداع' فتعرف على الفور أنك سوف تمضى ثلاثة أيام فى جنة الحكايات، وأنك ستكون محظوظا بالصحبة فى هذه الرحلة. انطلق الميكروباص ـ الذى يقوده أحد أمهر سائقى الهيئة 'على' ـ بعدما أطلق إبراهيم داوود واحدةً من قفشاته الصباحية الرائقة، وطوال الطريق كان الشعور أننا فى مهمّةٍ وطنية، حيث لم يتوقف الناقد الدكتور محمد سليم شوشة عن محاولته ضبط المصطلح، بحضور الكاتبة الصديقة القاصة صفاء عبد المنعم، والناقدة الدكتورة نانسى إبراهيم من جامعة قناة السويس، والصديق الشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير 'مجلة أدب ونقد'، الصادرة عن حزب التجمع، وبحضور الشاعرة جيهان عمر، وكاتبنا الكبير سيد الوكيل، وبعد نصف ساعة من السير فى شوارع القاهرة وبالتحديد فى منطقة العبور على طريق الإسماعيلية، كان القاص الدكتور شريف صالح ينتظرنا مُبتسما هو الآخر. طبعا، لابد أن أعترف ـ بداية ـ أننى أصلا من عشاق العريش، فقد كانت مقر أولى رحلاتى الجامعية وأول مصيف فى حياتى، يوليو من العام 1990، وكلنا يعرف أن الرحلة إلى سيناء الآن وتقديم نشاط ثقافى هناك ـ لايزال أمرا محفوفا بالمتاعب، لأنه يمثل تحديا أمنيا وثقافيا كبيرا، خصوصا خلال سنوات الحرب على الإرهاب التى عرفتها المنطقة فى مرحلة سابقة، وبعد سنوات من خسارة المئات من الشهداء الأبرياء من أبناء الوطن، سواء كانوا من أبناء الجيش أو الشرطة أو الشعب، وعلى بعد حجر من حرب إسرائيلية بشعة على غزة الفلسطينية الباسلة، الأمر الذى رسم خريطة للمقاومة على أرض الفيروز. لقد اعتقد المثقفون دائما ـ وأنا أولهم ـ أن الثقافة والشعر والغناء والموسيقى والمسرح وكل أشكال الفنون هى رأس الحربة الفعلى فى الصراع مع التيارات الدينية المتشددة، وأن انسحاب الدولة من معركة الوعى الثقافى العام لا يعنى إلا أن نترك الساحة خالية لذلك التيار الإسلامى الفاسد، الذى تأسس بمعرفة الاستعمار البريطانى، وظل يتخبط سياسيا إلى أن قادته ضلالاته إلى شن حرب ضد مؤسسات الدولة التى يُريد أن يحكم شعبها. فى الطريق إلى العريش كنا متحمسين لزيارة البلد التى تحارب الإرهاب نيابة عن بقية ربوع الوطن، الأمر الذى جعلنا نتحمل وعثاء السفر وعذاب الطريق، ونتجاهل ما سمعناه من حكايات عن تعقيدات إجراءات التفتيش فى 'أنفاق تحيا مصر'، فى الطريق كنا نحلم بزيارة 'متحف للتراث السيناوى' لكننا وجدنا متحفا أعد على عجل بعد اضطرارهم لنقل آثار متحف كان مقاما فى منطقة عمليات وهم فى انتظار قرار من وزير الثقافة، كما حلمنا بوجود أكثر من دار عرض سينمائى وأكثر من مسرح، فوجدناهما فى قصر ثقافة العريش، وحلمنا بالاستماع إلى شعراء البدو وفرحنا لأن واحدة من ليالى الملتقى كانت مخصصة لهم. حقل ألغام فى الطريق الذى استغرق نحو ست ساعات سوف تتأمل القاهرة التى تركتها وراء ظهرك، وعليك أن تتأقلم مع إجراءات التفتيش والنزول والصعود، وحين تجاوزنا الأنفاق بنجاح كانت قد تمت قراءة خطاب وزارة الثقافة ـ الذى يحمله السائق ـ أكثر من سبع مرات. وصلنا العريش بينما كانت أشعة الشمس قد صارت هشة وبرتقالية اللون، صعدنا إلى غرف الفندق الجديد لكى نرى البحر من الأدوار العليا، بسرعة استبدلنا ملابسنا وتناولنا الغداء، ثم انطلقنا إلى الشارع فى الطريق إلى حفل افتتاح الملتقى على مسرح قصر ثقافة العريش الذى يتمتع بفرقة فنون استعراضية على أعلى مستوى، كانت أبرز فقرات الحفل الافتتاحى. فى كلمته نيابة عن رئيس الهيئة قال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر مسعود شومان فى افتتاح الملتقى إن ثقافة المناطق الحدودية -خصوصا ثقافة المعابر- لها سمات جمالية وفنية وتعبيرية خاصة، وإن دراسة الثقافة الشعبية لمكان ما تنطوى فى الوقت نفسه ـ على محاولة عميقة لفهم هويته، أما الجلسة الافتتاحية فجاءت بعنوان "الهوية المصرية: إشكالية المفهوم وتحديات المستقبل"، وقدم فيها الباحث الدكتور شريف صالح ورقته التى تعتمد على رؤيته للتاريخ المصرى المتأثرة بمرحلة مصر القديمة، ثم جلسة "تشكلات الهوية فى عصر الذكاء الاصطناعي" وتحدث فيها الدكتور محمد سليم شوشة عن الدور الجوهرى الذى تلعبه اللغة فى تطوير برامج الذكاء الاصطناعى الحالية، والتى اتكأت على اللغة لتصنع ثورة الذكاء الاصطناعى الكبير أو الفائق، محذرا من هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى، يقول شوشة: 'أصبح هذا العقل الآلى فاعلا لأول مرة فى التاريخ، يملك دماغا محاكيا لدماغ البشر عبر شبكة عصبية مشابهة للشبكات العصبية التى فى مخ الإنسان، وهذه الشبكة العصبية لها منظومتها البنائية التى تأسست عليها، فى هذه المرحلة الجديدة من امتلاك الآلة لعقل شبه حقيقى، والأكثر دقة أن أقول حقيقيا؛ لأنه محاكاة متطابقة لعقل الإنسان أصبحت فاعلة ومنتجة بشكل حقيقى، ويجب أن ندرك أن قولنا شبه حقيقى إنما يرجع فقط لكونها اصطناعية، أى أنها حتى الآن ليست من لحم ودم، لكنها فى الحقيقة تؤدى -حتى الآن- غالبية وظائف العقل البشرى وبخاصة فى تعامله مع اللغة. فى هذه المرحلة وصل هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى إلى حدود عميقة من الفهم وتكوين معنى، والأهم أنه يؤدى ما يعرف بالتعلم العميق (deep learning) والقابلية للتطور ذاتيا'. فى اليوم التالى أقيمت جلسة "الأدب وتشكيل الهوية الوطنية – الأدب السيناوى نموذجًا"، بمشاركة الباحث الدكتور حمدى سليمان الذى توقف لقراءة أعمال عدد من أدباء سيناء، وقال: 'المتابع للمنتج الأدبى فى شمال سيناء يستطيع ملاحظة أن معظم أدباء سيناء حريصون فيما يقدمون من إبداعات، على تعزيز قيم وثوابت الهوية المصرية الأصيلة، التى تدعم وترسخ وحدة وتلاحم واستقرار الوطن، وتحافظ على ثقافته الوسطية، مع الاهتمام بإبراز التنوع الثرى الذى تتمتع به البيئات الثقافية المختلفة فى مصر'. فى اليوم الثانى كانت الجلسة الأولى بعنوان "محور الشعر الفصيح"، وقدم فيها الشاعر عيد عبد الحليم قراءته للمشهد الشعرى فى سيناء، مختصا اثنين من شعراء سيناء بالاهتمام، وهما الشاعر حسونة فتحى صاحب ديوان 'قصائد فرت من الحرب'، والذى أهدانى نسخة منه العام الماضى، حين تشاركنا القراءة الشعرية فى واحد من مؤتمرات بيت الشعر بالأقصر، ومن أجواء الديوان التى تتجلى فيها لحظات المعاناة ومفردات الحياة تحت القصف: 'تدربتُ كثيرًا على قراءةِ الحزنِ فى عَيْنَيْ أمي فقد كانتِ البلادُ أيضًا ديارَ حربٍ، لنمارسَ لعبتَنا إذن أصمُتُ.. وتصمُتينَ دون أن أُصَرِّحَ بما أعلمُ فنَهلَك أو بما تحمله أفكاركِ فيحترقُ وجهَ البلاد' توقفت قراءة عيد أيضا عند تجربة الشاعر سالم الشبانة الذى يقول فى ديوانه 'أصابع العازف الأعمي' ليكشف جانبا من الحياة القاسية التى عاشها: 'صحراء تصحو على الحربِ، خطوتى حقل ألغامٍ بدو جاهزون للأماثيل، علبة التبغ لن تصنع نبيا، ولا القلق قادرٌ أن ينجينا رجلٌ غامض يجمع زهورا سوداءَ، وينتظرُ ألاعيب الحياة ساهيا' الجلسة المسائية كانت لحسن الحظ مخصصة لـ "محور الشعر البدوي"، بمشاركة الباحث مسعد بدر، والتى أدارها الباحث مسعود شومان وغنى فيها عبد الكريم الشعراوى أحد شعراء البادية، واختتم الملتقى مساء الخميس بإعلان التوصيات ومنها: 'رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى، مع الإشادة بالدور الوطنى لأبناء سيناء على مر العصور، والتوصية بضرورة زيادة الفعاليات والأنشطة الثقافية بما فيها مهرجانات المسرح والفنون الشعبية والموسيقى العربية على أرض شمال سيناء، بالإضافة إلى إقامة معرض كتاب يشمل إصدارات جميع هيئات وزارة الثقافة، مع إقامة منفذ دائم لبيع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب فى مدينة العريش، وضرورة إقامة برامج تدريبية لباحثين وباحثات من أبناء شمال سيناء لتأهيلهم لجمع التراث السيناوى. عن البحر و 'اللصيمة' بالتوازى مع جلسات الملتقى، حددنا صباح اليوم الأخير لننزل البحر، وقد كنا خلال الأيام الثلاثة حريصين على الفرار إلى المقاهى القريبة لنسمع أدباء ومثقفى العريش وشمال سيناء وهم يتكلمون ويحلمون، وكان الشاعران مسعود شومان وإبراهيم داوود خيرَ دليل إلى هذه المقاهى، حيث كان الحديث يدور عن آلام عاشها الناس فى سنواتٍ سابقة، وقتها كانت إجراءات الحرب سببا فى تخريب حياة بعض الناس، وهو أمر يبدو بديهيا فى 'ميدان المعركة'، إلا أنه يبقى بشعا ومُضنيا لأهالى المنطقة من المدنيين، ويبقى قصة تستحق أن تُروى وأن تعرفها الأجيال المقبلة، لكى تتعلم قيمة أن تساعد قدر الإمكان فى دعم ونشر كل قصص المعاناة فى الحرب. الإيقاع الصاخب للمقاهى فى العريش وليد المساحات الواسعة دائما، ما يضطر الناس إلى رفع أصواتهم واستخدام مكبرات الصوت، لكن الحديث الهامس يكون من نصيب الكلام عن الأوضاع الاقتصادية خلال فترة الحرب، التى دارت بين عامى (2018 ـ 2023)، يُقال لك إنه فى هذه الفترة الحرجة كنت تسمع عن أسر مستورة اضطرت إلى التسول لكى يطعموا صغارهم، فــى فترة 'حظر الـتجول' لــم تكن بعض السلع الأساسية ـ حتى ـ متوافرة فى الأسواق، لكن الآن كل شىء اختلف، يتنفس الكل بحرية وهم يقولون لك: 'كل ما نريده أصبح الآن سهلا ومتاحا'، وإن كان انتشار القوات والمدرعات حول المبانى الحكومية يبدو أمرا ضروريا ولا يخلو منه شارع فى العريش، بينما الشوارع التجارية حيث محلات العطارة وزيت الزيتون والآيس كريم والملابس غارقةٌ فى الزحام إلى منتصف الليل، كأيّ مدينة مصرية. حكاية الأديب عبدالله السلايمة، تجسِّد معنى الصمود، فعبدالله كاتب القصة ابن القبيلة العرايشية كبر فجأة وتهدم، وحين رأيته لم أكد أتبينه، فقد فوجئت أنه فَقَد خلال شهور قليلة جزءا من حاسة السمع بعدما فقد كثيرا من وزنه، عرفتُ من وجهه وأصابعه أنه أصيب بمرض البهاق، وبعد قليل اعتذر بصوت واهن مستأذنا فى الانصراف، لأنه سيجرى 'عملية قسطرة' خلال ساعات، فى أحد المستشفيات العامة، انصرف فجأة ولم أعرف السبب فى كل ما جرى له، إلى أن عرفت أنه فَقَدَ محل سكنه، الذى كان فى قلب منطقة اشتباكات بين الشرطة والإرهاب، من دون أن يُصيبه الدور ـ بعد ـ فى سكنٍ حكومى ملائم. طبعا، لم تكن القبضة الأمنية الصارمة أمرا يسيرا فى حياة الناس أبدا، بل إنك وقتها كنتَ تسمع الشكوى من انقطاع الكهرباء والمياه لمسافات زمنية طويلة عن مناطق كبيرة فى العريش، خصوصا خلال المرحلة المعروفة بالخطة الأمنية الشاملة العام 2018، والتى انطوت بالتأكيد على 'إجراءات استثنائية' فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى لمحاصرة العناصر الإرهابية ومنع تسربهم إلى الداخل، وهى 'الإجراءات' التى طالما وجهت وزارة الداخلية الشكر إلى أهالى هذه المناطق لتفهمهم طبيعة هذه 'الإجراءات'. فى اليوم الأخير، تناولنا إفطارا سريعا واتجهنا إلى البحر، الذى كان صافيا وهادئا كما فى الأساطير، كان مسعود شومان المشغول دائما بالفولكلور يحدثنا عن أكلة عرايشية خالصة اسمها 'اللّصيمة' التى تتكون من بدنجان وبطيخ نيئ وخبز، حين وصلنا إلى الشاطئ كان الشباب من أبناء العريش يشوون شيئا على الفحم، اتضح أنه 'اللصيمة' بعينها، وحينما انتهوا جاءوا لنا بعلبة منه، فكانت مفاجأة 'لصيمة' جدا، فقد تذوقت طعمها المملح ولم أبح برأيى لأحد. فى البحر، اكتفى سيد الوكيل بالمشى على الشاطئ بينما جلست صفاء عبدالمنعم تتأمل البحر، وتمشت جيهان عمر كأنها تبحث عن شىء ما، وفى حين تسابق 'شومان وشوشة وشريف صالح' فى مسابقة للغطس وفاز شومان مرتين، بينما حكى إبراهيم داوود وهو يقاوم الموج عن علاقته باثنين من رموز الجيل الماضى، وقال إنهما تركا فى شخصيته آثارا لا تنسى، هما: الأديب والروائى الكبير الراحل خيرى شلبى والشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم 'الفاجومي'، وبمناسبة الحديث عن جائزة البوكر المصرية، تذكر البعض ونحن نحاول أن نسبح فى مياه العريش الصافية أديبا مصريا من أبناء الجنوب هدد وزارة الثقافة فى حقبة الثمانينيات فى حال لم يفز بإحدى جوائز الدولة. فى البحر وقفت جيهان عمر على الشاطئ وبدت من بعيد كأنها تلقى شيئا فى الماء ثم تعود لتحصل عليه لتلقى به من جديد، تحتفظ جيهان بوجه طفولى ساعد صوتها الرقيق فى تأكيده، خصوصا وهى تلقى قصيدة من شعرها، ورغم أنها صوت نسائى مميز فى جيل التسعينيات إلا أنها لا تعتبر نفسها واحدة من هذا الجيل، كما أنها خالفت نهج الشعراء وأصدرت العام الماضى مجموعة قصصية بعنوان 'قبل أن يرتد إليك طرفك'، أحب كتابة جيهان وبورتريهاتها التى تلتقطها بتلك الكاميرا العتيقة التى تحملها معها دائما، وأصبحت أتفاءل بوجودها فى أى مكان، منذ ساعدتنى بقدراتها السحرية ـ قبل أن أعرفها ـ على الخروج من مأزق مالى تعرضتُ له فى فرنسا العام 2015، عبر واحدة من صديقاتها (شاعرة إنجليزية). بعد ثلاثة أيام من الحديث عن أشكال المقاومة فى العريش عدتُ إلى القاهرة ظهر الجمعة، لأجدنى أجر حقيبتى الصغيرة وقد امتلأت بالكتب والحكايات والأحلام فى 'شارع التسعين' بالتجمع فى ظهيرة قائظة، فى انتظار سيارة تقلنى إلى البيت، مررت أمام قصور وعمارات زجاجية حديثة، لكنها كانت جميعا شحيحة الظل، فالمبانى الزجاجية الحديثة ـ للأسف ـ لا تجود لا هى ولا الأشجار الهزيلة التى تقف أمامها على المارة فى الشارع بأىّ ظل.