logo
العزف الصامت لروايات الرصاص: معرض عن الذاكرة وتطوراتها

العزف الصامت لروايات الرصاص: معرض عن الذاكرة وتطوراتها

الديارمنذ 2 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يحتفي الفنان الموسيقي والتشكيلي اللبناني، جورج يمين، هذا الأسبوع، بختام معرضه "روايات الرصاص" (Narratives of Bullets) بعنوان رديف "العزف الصامت" (Silent Impact) الذي أقيم في غاليري "تانيت" في مار مخائيل في بيروت.
أكثر من إشكالية تختبيء في ثنايا العناوين، بالترادف مع الاهتمام الأساس للفنان، أي الموسيقى، لكن المعرض صور فوتوغرافية استطاع الفنان وحده قراءة الرابط بين الصورة والصوت.
رصاص وصامت إشكالية أولى في طرح يمين، فالرصاص، على النقيض، صاعق، وليس صامتاً، لكنه تحوّل صامتاً بالتفاعل معه، وتتبع آثاره، وتطورات حضوره، وعندما أصبح موضوعاً في الذاكرة الطاعنة في الطفولة، فتحوّل صوت أزيزه عزفاً، شاءه الفنان صامتاً، رغم صخبه.
لا يخرج يمين عن نمط الحياة التي عاشتها غالبية أجيال الاستقلال اللبناني التي تعايشت مع الرصاص بصورة دائمة، والبداية مع مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية بأحداث سنة 1958.
لكنّ طفولة يمين تعود للثمانينيات من القرن العشرين، أمضاها في بيروت يوم كانت الأعمال العسكرية تطغى على الحياة العامة، وربما كان الرصاص أخفها وطأةً، وضجيجاً مقارنة مع مواد الأعمال العسكرية الأخرى من قذائف وصواريخ.
تنبىء نشرة تعريفية مترافقة مع المعرض أن يمين، وأثناء توثيقه لحياته الموسيقية من خلال التصوير الفوتوغرافي، "قاده تجواله في المدن والطبيعة والصحاري إلى اكتشافٍ مفاجئٍ لِصلةٍ بطفولته".
مثله مثل مختلف الأجيال التي عايشت الرصاص- الحروب اللامتهاودة في لبنان، و"خلال جولاته، يجمع الرصاصات الطائشة. عندما كان صبياً في العاشرة من عمره، نشأ في لبنان أواخر ثمانينيات القرن الماضي، واجه يمين بالفعل بقايا الحرب مع خراطيشها"، إلى أن أصبح التفاعل مع الرصاص أمراً مألوفاً، خصوصاً بعد أن تسرب إلى الخصوصيات اللبنانية، وبات نظراً لوفرته، موضوعاً غير جاذب لجمعه.
تَسَرّبَ الرّصاص إلى احتفالات "النصر"، النجاح بالشهادة، ولادة طفل، حَمَلُ بقرة، فلم تعد الرصاصة أمراً غير مألوف، إلّا أن التباينات بتفسير حصولها هي غير المألوفة. فالرصاصة الطائشة، برأي النشرة، "تحمل معانٍ غامضة، إذ يُمكن أن تُشير إلى الفرح والحزن. ويظل لغز نيّة مُطلقها قائماً حتى يعثر المرء بالصدفة على الرصاصة أو غلافها المفقود، مما يزيد من غموض العمل".
المعرض يتعمّق في استكشافٍ مُثيرٍ للذاكرة، ويتلمّس الفنان ما وراء الغرض المُقصود من الرصاصة، ويرى في تشوهها قصة تغيير ومرور الزمن، لذلك صوّرها منكسرة، أو متآكلة، أو مهترئة، أو سليمة، فلكل حالة معنىً، ولكل شكل إشارة يمكن وصفها بالتوثيقية لمرحلة تاريخية، أو حدث عابر.
فمن خلال الاستكشاف الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية والحضرية، ممارسة لا بد منها لفنان تصوير فوتوغرافي، من هنا يُعيد هذا العمل النظر في ذكريات الطفولة التي شكّلتها الحرب، حيث تُعاد صياغتها كعلامات للزمن والذاكرة والتحول.
يُبرز كتابه "الأثر الصامت: روايات الرصاص" جانباً من أعمال يمين، كما نَشر كتاب "العزف الصامت: أوركسترا الديوان الغربي الشرقي وفن الموسيقى" عام 2014، يستكشف القوة التحويلية للموسيقى في تعزيز الحوار، من خلال أعمال فرقة موسيقية تجمع موسيقيين من خلفيات متنوعة.
منذ عام 1999، وخلال جولاته العالمية العديدة مع أوركسترا الديوان الغربي الشرقي، اكتشف يمين أن التصوير الفوتوغرافي وسيلة ثانية للتعبير عن نفسه، مما مكنه من التقاط الروابط الموسيقية بصرياً وتجربة الحركة والأشكال، ويعكس كتابه المصور "شرارة أمل"، الذي صدر عام 2014 عن دار نشر "كورسو" في ألمانيا، هذه المرحلة.
تُعرض أعمال جورج يمّين في مجموعات خاصة ومؤسسات مثل مؤسسة بارنبويم - سعيد (إشبيلية). وقد عرض أعماله في معرض بيرنهايمر (لوسرن)، ومعرض لايكا (سالزبورغ)، وفوتوكينا كولونيا (كولونيا)، ومعرض أنيما (الدوحة)، ومعرض المرخية (الدوحة).
كما عُرضت أعماله في العديد من المعارض الفنية الدولية مثل لايكا غاليري/سالزبورغ، وبرنهايمر للفنون الجميلة. معرض/لوسرن، معرض أنيما/الدوحة وجمعتها مؤسسات مثل مؤسسة بارنبويم سعيد/برلين وغيرها.
وعلى هامش المعرض، أقيمت ندوة فنية تناولت "المكانة الفريدة للتصوير الفوتوغرافي في لبنان"، جمعت 3 شخصياتٍ في المشهد الفني اللبناني، وهم: ميشال الزوق، فنانٌ عالميٌّ في مجال التصوير والراب، يستكشف من خلال سلسلته "الحيوانية والحضرية" التوترَ بين العنف والجمال،
ونايلة كتانة كونيغ، مؤسسة الغاليري، والفنان يمين، وتناول كل من المتحدثين تحديات التصوير في مجتمعٍ مُجزّأ، ومسؤولية الفنان في مواجهة الأزمة، والآفاق المستقبلية لهذه الممارسة في المنطقة، كل من خلال تجربته الفنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رحيل حسونة المصباحي... تنبأ بوفاته وكان ينتظر الموت ليلاً ونهاراً
رحيل حسونة المصباحي... تنبأ بوفاته وكان ينتظر الموت ليلاً ونهاراً

الديار

timeمنذ 8 ساعات

  • الديار

رحيل حسونة المصباحي... تنبأ بوفاته وكان ينتظر الموت ليلاً ونهاراً

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب غيّب الموت الأديب التونسيّ حسونة المصباحي عن عمر ناهز 75 عاماً، تاركاً العديد من الكتابات المميّزة في القصة القصيرة والرواية وأدب الرحلات، والترجمة وفنّ المقال. واللافت أنّ آخر أعماله رواية "موت سالمة"، التي تنبأ فيها بوفاته بعد صدورها مباشرة، الأمر الذي حدث بالفعل. وقال الناشر التونسي الحبيب الزغبي: "كان حسونه يعلم أنه سيموت قريبا وكان يتحاور مع الموت على فترات النهار والليل ويجهز نفسه للرحيل".

30 فتاة يفزن بفرصة أن يصبحن "سفيرات ليوم واحد" في مبادرة دبلوماسية ملهمة
30 فتاة يفزن بفرصة أن يصبحن "سفيرات ليوم واحد" في مبادرة دبلوماسية ملهمة

الديار

timeمنذ 12 ساعات

  • الديار

30 فتاة يفزن بفرصة أن يصبحن "سفيرات ليوم واحد" في مبادرة دبلوماسية ملهمة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في احتفال مشترك استضافته السفارات البريطانية والكندية والأردنية في بيروت، تم تكريم ثلاثين فتاة لبنانية من مختلف المناطق والخلفيات لفوزهن بمسابقة "سفيرة ليوم واحد"، التي تدخل عامها الثالث، وتهدف إلى تمكين الشابات عبر منحهن فرصة مرافقة سفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية ليوم كامل. المبادرة التي أُطلقت في 8 آذار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، استقطبت هذا العام أكثر من 300 مشاركة تراوحت أعمارهن بين 15 و18 عامًا. وجاءت المشاركات في إطار التفاعل مع شعار يوم المرأة العالمي 2025: "لجميع النساء والفتيات: الحقوق، المساواة، التمكين". وطُلب من المتقدمات تقديم مداخلات عن الإجراءات التي سيتخذنها لتسريع المساواة بين الجنسين لو أصبحن سفيرات ليوم واحد. وخلال الحفل، شدد السفراء المشاركون على أهمية المبادرة في بناء جيل قيادي من الشابات. فقد صرّح السفير البريطاني هايمش كاول قائلًا إن "أصواتكن قوية وتأثيركن حقيقي. قادة شابات مثلكن يرسمن مستقبلًا أكثر إشراقًا وشمولًا للبنان." أما السفيرة الكندية ستيفاني ماكولوم، فأكدت أن "كندا تؤمن بأن الشمول لا يقتصر على النوع الاجتماعي فقط، بل يشمل أيضًا كل أشكال التمييز، وعلينا مراعاة تلك التجارب في مسيرتنا التعليمية والمهنية." ومن جانبه، قال السفير الأردني وليد الحديد إن "تمكين المرأة ليس خيارًا بل أساس لمجتمعات مزدهرة، وأصوات الفتيات المشاركات تعكس روح العزيمة والإبداع التي نثمّنها وندعمها." ويحظى البرنامج بدعم وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، والمجلس الثقافي البريطاني، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين المحليين والدوليين، ويُعدّ من أبرز المبادرات الداعمة لتمكين الفتيات في لبنان. فتاة يفزن بفرصة أن يصبحن "سفيرات ليوم واحد" في مبادرة دبلوماسية ملهمة في احتفال مشترك استضافته السفارات البريطانية والكندية والأردنية في بيروت، تم تكريم ثلاثين فتاة لبنانية من مختلف المناطق والخلفيات لفوزهن بمسابقة "سفيرة ليوم واحد"، التي تدخل عامها الثالث، وتهدف إلى تمكين الشابات عبر منحهن فرصة مرافقة سفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية ليوم كامل. المبادرة التي أُطلقت في 8 آذار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، استقطبت هذا العام أكثر من 300 مشاركة تراوحت أعمارهن بين 15 و18 عامًا. وجاءت المشاركات في إطار التفاعل مع شعار يوم المرأة العالمي 2025: "لجميع النساء والفتيات: الحقوق، المساواة، التمكين". وطُلب من المتقدمات تقديم مداخلات عن الإجراءات التي سيتخذنها لتسريع المساواة بين الجنسين لو أصبحن سفيرات ليوم واحد. وخلال الحفل، شدد السفراء المشاركون على أهمية المبادرة في بناء جيل قيادي من الشابات. فقد صرّح السفير البريطاني هايمش كاول قائلًا: "أصواتكن قوية وتأثيركن حقيقي. قادة شابات مثلكن يرسمن مستقبلًا أكثر إشراقًا وشمولًا للبنان." أما السفيرة الكندية ستيفاني ماكولوم، فأكدت أن "كندا تؤمن بأن الشمول لا يقتصر على النوع الاجتماعي فقط، بل يشمل أيضًا كل أشكال التمييز، وعلينا مراعاة تلك التجارب في مسيرتنا التعليمية والمهنية." ومن جانبه، قال السفير الأردني وليد الحديد: "تمكين المرأة ليس خيارًا بل أساس لمجتمعات مزدهرة، وأصوات الفتيات المشاركات تعكس روح العزيمة والإبداع التي نثمّنها وندعمها." البرنامج يحظى بدعم وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، والمجلس الثقافي البريطاني، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين المحليين والدوليين، ويُعدّ من أبرز المبادرات الداعمة لتمكين الفتيات في لبنان.

نقابة المطاعم تطلق صيف 2025: لبنان يثبت مجددا مكانته كوجهة سياحية عالمية
نقابة المطاعم تطلق صيف 2025: لبنان يثبت مجددا مكانته كوجهة سياحية عالمية

الديار

timeمنذ 12 ساعات

  • الديار

نقابة المطاعم تطلق صيف 2025: لبنان يثبت مجددا مكانته كوجهة سياحية عالمية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري عن اكتمال التحضيرات لصيف 2025، مؤكدة جهوزية القطاع السياحي والترفيهي لتقديم أفضل الخدمات في الموسم المرتقب، وذلك خلال حفل ضخم أقيم في فندق فينيسيا – بيروت، حمل شعار: "Connect with People. Connect with Ideas. Connect with Opportunities"، بحضور حاشد ضمّ أصحاب مؤسسات سياحية، شركاء، رعاة، وممثلي وسائل الإعلام. الحفل الذي شكّل محطة مفصلية في مشوار النهوض بالقطاع، تخلله تكريم بعنوان "Meet Our Local Heroes"، خصص لتوجيه الشكر والدعم لشركاء النقابة، وللاحتفاء بأصحاب المؤسسات المطعمية الذين اعتبرتهم النقابة "الأبطال الحقيقيين"، نظراً لثباتهم وسط الأزمات وتحويلهم صناعة المطاعم إلى رمز للإبداع والتميز رغم التحديات. وأكد نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، طوني الرامي، أن القطاع السياحي في لبنان بات في كامل الجهوزية لصيف واعد، مشيراً إلى أن "التحضيرات تجري على قدم وساق، واجتمع أهل القطاع لتبادل الأفكار ووضع الخطط بما يعكس رؤية موحدة ومتكاملة". وأضاف: "السياحة ليست موسماً، بل حياة. ولبنان يظل عنواناً للفن والكرم والضيافة". وتابع الرامي: "خمس سنوات من الأزمات المتلاحقة شهدت صمود النقابة وإدارتها الحكيمة للأزمة، لتثبت أنها المرجع الأول للسياحة في لبنان. اليوم نعلن عن لبنان جديد، وطن يعيد بناء نفسه بقوة وإيمان". وشكر الرامي شركاء النقابة ورعاتها الذين دعموا القطاع منذ عام 2014، مؤكداً أن دعمهم أتاح إطلاق مبادرات وطنية، أكاديمية، مهنية واجتماعية انعكست إيجاباً على القطاع. وقال: "بفضل ثقتكم استطعنا الاستمرار والمضي قدماً. نحن أهل السياحة، أهل الفرح والبهجة، وسنظل الصورة الحقيقية للبنان". كما ألقى الإعلامي موريس متى كلمة حيّا فيها القطاع السياحي على صموده، واعتبره ركيزة أساسية في الاقتصاد اللبناني. وأشار إلى أن لبنان استعاد مكانته على الخريطة السياحية العالمية بفضل مقاومة أصحاب المؤسسات للظروف القاسية، وذكّر بدور النقابة في اعتماد الدولرة صيف 2022 كخيار واقعي للإنقاذ والاستمرار. واختُتم الحفل بتكريم الشركاء والرعاة، والتقاط صورة تذكارية جامعة على الدرج التاريخي لفندق فينيسيا، تأكيداً على وحدة وتكاتف العاملين في قطاع الضيافة والسياحة، ورمزاً للبدايات الجديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store