
مقتل موسيقي بجنوب أفريقيا يكشف تشابك الجريمة والسلطة والثروة
ثم في أبريل/نيسان 2024، أُعدم المهندس أرماند سوارت في حادثة إطلاق نار مماثلة بعد أن كشفت شركته عن مناقصة حكومية مشبوهة تضخمت فيها الأسعار بأكثر من 4500%.
لكن الاعتقالات الدراماتيكية التي جرت مؤخرا تربط بين هذه الجرائم وغيرها الكثير، كاشفة عن عالم سفلي غامض يتواطأ فيه المجرمون مع كبار السياسيين للفوز بمناقصات حكومية مربحة.
وجاءت الاعتقالات بعد مزاعم صادمة من قائد شرطة كبير اتهم فيها الشرطة ووزير شرطة جنوب أفريقيا بالتستر على الجريمة.
ويقول الباحث الأمني ديفيد بروس لوكالة الصحافة الفرنسية إن فساد المشتريات المتجذر قد تسرّب إلى جميع مستويات الحكومة على مدى عقود.
وأضاف بروس، المستشار في معهد الدراسات الأمنية: "إن قضية قتل المُبلّغين عن المخالفات والاغتيالات عموما مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه القضية".
ومن بين المعتقلين هذا الأسبوع ضابط شرطة سابق في جوهانسبرغ وقت مقتل دي جي سومبودي، بالإضافة إلى المشتبه به الرئيسي، رجل أعمال يُدعى كاتيسو موليفي.
وأفادت وسائل إعلام بريطانية أن رجلا من جنوب أفريقيا يحمل نفس اسم موليفي وعمره حُكم عليه بالسجن 4 سنوات في المملكة المتحدة عام 2003 بتهمة الاتجار بالمخدرات.
ويُعتقد أيضا أن رجلين آخرين، محتجزان بالفعل بتهمة محاولة قتل نجم تلفزيون الواقع السابق والمؤثر تيبوجو ثوبيجان عام 2023، لعبا دورا في الجريمة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فخلال المداهمة الأسبوع الماضي، عثرت الشرطة على السياسي البارز في جوهانسبرغ، كيني كونيني، في منزل رجل الأعمال موليفي.
وأُوقف كونيني، عضو مجلس مدينة جوهانسبرغ، عن العمل منذ ذلك الحين من قِبل زعيم حزبه، وزير الرياضة غايتون ماكنزي، على الرغم من أن الشرطة لم تُدنه رسميا.
إعلان
وأنكر كونيني ارتكاب أي مخالفة، قائلا إنه كان يحاول فقط مساعدة صحفي كان يسعى لإجراء مقابلة مع موليفي.
"مُقايضون"
في قلب هذه الشبكة الآخذة في الاتساع، رجل الأعمال فوسيموزي ماتلالا، الذي يُوصف محليا بأنه "مُقايض"، وهو مصطلح يُشير إلى الأفراد الذين جنوا ثروات من خلال عقود حكومية.
وأُلقي القبض على ماتلالا -وهو أيضا رئيس شركة أمن خاصة- في مايو/أيار على خلفية محاولة اغتيال شريكته السابقة ثوبيجان عام 2023.
بدورها، أنكرت ثوبيجان -الممثلة في مسلسل تلفزيوني محلي- في وقت سابق من هذا الشهر "الوشاية" بماتلالا. وقالت لصحيفة محلية: "أنا ضحية".
وفي عام 2024، حصلت ماتلالا على عقد بقيمة 20 مليون دولار مع الشرطة الوطنية -والذي أُلغي الآن- على الرغم من تورطها في فضيحة اختلاس في مستشفى عام بقيمة 125 مليون دولار.
وكلّفت قضيةُ مستشفى تيمبيسا المبلغة عن المخالفات بابيتا ديوكاران حياتها عام 2021، عندما أُطلقت عليها النار 9 مرات خارج منزلها. ولم يُعتقل أي شخص في قضية مقتل ديوكاران، وهذا يعكس حالة الإفلات من العقاب السائدة، إذ لم تُحل سوى 11% من جرائم القتل، وفقا لإحصاءات الشرطة لعام 2024.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة أثليندا ماثي، في إشارة إلى دي جي سومبودي وسوارت وثوبيجان: "جميع هذه القضايا الثلاث مرتبطة بطريقة ما".
وأضافت أن 4 أسلحة، بما في ذلك البندقية المستخدمة في قتل دي جي سومبودي، قد رُبطت من خلال المقذوفات بما لا يقل عن 10 قضايا بارزة.
وزير الشرطة متهم
والشهر الماضي، اتهم مفوض مقاطعة كوازولو ناتال، الفريق نهلانهلا مخوانازي، زملاءه ووزير الشرطة سينزو مشونو بإخفاء التحقيقات التي تستهدف ماتلالا.
وفي مؤتمر صحفي متلفز، بحضور قوات الأمن المسلحة، زعم مخوانازي أن الوزير مشونو تلقى أموالا من مشتبه به في قضايا فساد، واتهم المدعين العامين بتأخير العدالة.
وقال: "نأمل أن نشهد قريبا بعض التغييرات مع وجود مدعين عامين متفانين، وقد نشهد اعتقالات"، مضيفا أن قضايا الفنانين المقتولين ستبرز أخيرا.
ومنذ ذلك الحين، أوقف الرئيس سيريل رامافوزا ، وزير الشرطة عن العمل وأعلن عن تحقيق قضائي في هذه الادعاءات. لكن لم يُتخذ أي إجراء ملموس.
وتواجه جنوب أفريقيا أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، بمعدل يزيد على 75 جريمة قتل يوميا.
وارتفعت جرائم القتل المأجورة بدوافع سياسية بنسبة 108% خلال العقد الماضي، وفقا لتقرير صادر عام 2024 عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
وتشير الدراسات إلى أن تكلفة توظيف قاتل مأجور قد لا تتجاوز 145 دولارا في بلد معتاد على العنف.
وفي هذا السياق يقول تشاد توماس، وهو رئيس شركة تحقيقات خاصة إن "إسكات شخص برصاصة أسهل من مواجهة تحقيق".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 38 دقائق
- الجزيرة
اتفاق أميركي رواندي لاستقبال مهاجرين مرحّلين
وقّعت الولايات المتحدة ورواندا اتفاقا يقضي باستقبال الأخيرة ما يصل إلى 250 مهاجرا مرحّلين من الأراضي الأميركية، في خطوة تعكس تشديد إدارة الرئيس دونالد ترامب لسياسات الهجرة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤول رواندي ومتحدثة باسم الحكومة. وقال المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن الاتفاق جرى توقيعه في العاصمة كيغالي خلال يونيو/حزيران الماضي، مشيرا إلى أن واشنطن أرسلت بالفعل قائمة أولية تضم 10 أسماء للنظر في إمكانية إعادة توطينهم. ولم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية حتى الآن، بينما أحالت وزارة الأمن الداخلي الاستفسارات إلى الخارجية. من جانبها، قالت يولاند ماكولو، المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، إن الاتفاق يعكس القيم المجتمعية للبلاد، مضيفة "عانت تقريبا كل أسرة رواندية من مشاق النزوح، وقيمنا تقوم على إعادة الدمج والتأهيل". وأوضحت أن من تتم الموافقة على توطينهم سيحصلون على تدريب مهني ورعاية صحية ودعم سكني، بما يمكّنهم من بدء حياة جديدة في رواندا والمساهمة في اقتصادها الذي يُعد من الأسرع نموًا في أفريقيا خلال العقد الأخير. وبحسب المسؤولة ذاتها، ستقدّم الولايات المتحدة دعما ماليا لرواندا على شكل منحة، دون الكشف عن قيمتها. كما أشارت إلى إمكانية توسيع الاتفاق بالتراضي ليشمل أكثر من 250 شخصا، مؤكدة أن المرحّلين لن يكونوا ملزمين بالبقاء في رواندا ويمكنهم المغادرة في أي وقت. وشدد المسؤول على أن كيغالي لن تستقبل سوى من أنهوا مدة عقوبتهم أو لا يواجهون قضايا جنائية، مع استثناء مرتكبي الجرائم الجنسية ضد الأطفال، إذ ينص الاتفاق على عدم تنفيذ العقوبات الصادرة في الولايات المتحدة داخل رواندا. وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة أوسع تنتهجها إدارة ترامب لترحيل مهاجرين إلى دول ثالثة، حيث تم ترحيل أكثر من 200 فنزويلي إلى السلفادور في مارس/آذار الماضي، بعد اتهامهم بالانتماء إلى عصابات، قبل أن يُفرج عنهم في عملية تبادل سجناء الشهر الماضي. وكانت المحكمة العليا الأميركية قد سمحت في يونيو/حزيران بترحيل مهاجرين إلى دول ثالثة دون منحهم فرصة لإثبات تعرضهم للخطر، وهو قرار يواجه طعونا قانونية أمام محكمة اتحادية في مدينة بوسطن. كير ستارمر الاتفاق العام الماضي.


الجزيرة
منذ 21 ساعات
- الجزيرة
السودان يتحدث عن مشاركة مرتزقة أجانب مع الدعم السريع
كشفت الحكومة السودانية عن مشاركة مرتزقة من جمهورية كولومبيا في الحرب والقتال في صفوف الدعم السريع في ظاهرة قالت، إنها تهدد السلم والأمن في الإقليم وفي القارة الأفريقية. وقال الجيش السوداني ـ للجزيرة نت ـ إنه منذ اندلاع الحرب ظلت مليشيا الدعم السريع تستعين في الحرب بالمرتزقة الذين يشاركون في الأعمال التخصصية كأطقم المدفعية والمسيّرات بمختلف أنواعها وكمقاتلين. وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد اللّه في حديثه ـ للجزيرة نت – مشاركة الآلاف من المرتزقة في حرب السودان. من جهتها قالت وزارة الخارجية السودانية، إن الحكومة تملك كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار برعاية وتمويل من جهات خارجية، وقد قدّمت بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة هذه الوثائق إلى مجلس الأمن التابع للمنظمة. وأضافت الوزارة، أن هذا المنحى الخطِر في مسار الحرب يشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين ويغير من مسار الحرب، كي تصبح حربا إرهابية عابرة الحدود، تدار بالوكالة وتفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها. وكشفت معلومات تحصلت عليها ـ الجزيرة نت ـ تجنيد قوات الدعم السريع مقاتلين من تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا والنيجر. ووفق المعلومات نقلًا عن مصادر الجزيرة نت، جُند نحو 800 مقاتل من تشاد بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وفبراير/شباط 2025، تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عامًا، ويتقاضون بين مليون إلى مليوني فرنك أفريقي (نحو 1650 إلى 3300 دولار أميركي) مقابل ستة أشهر من الخدمة ويدربهم أجانب، إذ يتدرب بعضهم على تشغيل الطائرات المسيّرة والصواريخ. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى جُند أكثر من 1300 مقاتل بحلول أوائل عام 2025، مع خطط لزيادة العدد إلى 3300 مقاتل ينشرون في الجنينة ونيالا بإقليم دارفور. وقالت مصادر الجزيرة نت، إنه جُند أكثر من 900 مرتزق تشادي سابق في ليبيا (كانوا مرتبطين سابقًا بالجيش الوطني الليبي) بين ديسمبر/كانون الأول 2024 وفبراير/شباط 2025. وأكدت المصادر مشاركة أجانب في التدريب وروابط شبه عسكرية روسية في عمليات التجنيد بجمهورية أفريقيا الوسطى. ولفتت الحكومة السودانية المجتمعين، الإقليمي والدولي إلى "حجم التآمر الذي تتعرض له الدولة السودانية عبر الاستهداف الذي تواجهه من مليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفها منذ تمرد المليشيا في 15 أبريل/نيسان 2023". وكشف موقع La Silla Vacía في تحقيق عن مشاركة أكثر من (300) عسكري كولومبي سابق جُندوا في عملية تُعرف باسم "ذئاب الصحراء" حيث يقود عقيد كولومبي متقاعد عملية المرتزقة الكولومبيين في السودان، ويعمل بعضهم في معسكرات تدريب، جنوب مدينة نيالا ، عاصمة ولاية جنوب دارفور تضم من 1000 إلى 3000 سوداني للتدريب، بعضهم أطفال بعمر 10 و11 و12 سنة.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
قتيل و4 إصابات بغارة إسرائيلية على بلدة الخيام جنوبي لبنان
قتل شخص وأصيب 4 آخرون في غارة إسرائيلية على بلدة الخيام جنوبي لبنان بعد ظهر اليوم الاثنين، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية عددا من المواقع رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "غارة العدو الإسرائيلي على بلدة الخيام أدت في حصيلة محدثة إلى استشهاد جريح متأثرا بإصاباته البليغة، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 4″. وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان قد أفادت بأن مسيّرة إسرائيلية شنت غارة على حي المسلخ القديم في بلدة الخيام بقضاء مرجعيون. وقصفت المدفعية الإسرائيلية بعدد من القذائف المنطقة الواقعة بين بلدتي مارون الراس ويارون في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان، كما قصفت بلدتي راميا وعيتا الشعب بالقذائف المدفعية والصوتية. من ناحية أخرى، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بالعثور على كاميرا تجسس في بلدة عيترون بجنوب لبنان بعد ظهر اليوم. وتصاعدت الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية في الآونة الأخيرة، ولا سيما القصف بالطائرات المسيرة، وأسفر عدد منها عن قتلى وجرحى، في حين تزعم إسرائيل استهداف عناصر وبنى ل حزب الله اللبناني. ويسري وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لكن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات تجريف وتفجير بجنوب لبنان ويشن غارات شبه يومية. ولا تزال القوات الإسرائيلية تحتل 5 تلال لبنانية كانت قد سيطرت عليها خلال العدوان الذي تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.