logo
فخاخ البوكر و"قلق" سمير ندا

فخاخ البوكر و"قلق" سمير ندا

المدن٢٩-٠٤-٢٠٢٥

ضجت القاعة بتصفيق حار وطويل، عقب الإعلان عن رواية "صلاة القلق" للكاتب المصري محمد سمير ندا ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. كان ندا حاضراً وقتها بقاعة مكتبة الإسكندرية التي احتضنت الحفل، ولمس لأول مرة التفاعل الكبير مع جمهور متحمس. لكنه بالتأكيد لم يكن ليتخيل حجم التفاعل الذي سيحدث بعد شهرين من هذه اللحظة، بالتحديد عقب إعلان فوز روايته بالجائزة فعلا مساء الخميس الماضي، ولا يتوقع بطبيعة الحال انقلاب قطاع من هذا الجمهور عليه وعلى روايته، ولا الأسئلة التي أثيرت، ولا إلى أين حلقت النقاشات حول نصه. متابعة الساعات الأخيرة التي أعقبت الإعلان تكشف طبيعة الفخاخ التي ألقيت في طريقه، وطريقته في تجاوزها وعبورها.
في ظهور لم يتعد الدقائق الخمس عبر فيديو نشره على صفحته الشخصية بفيسبوك في اليوم التالي للإعلان، بدا ندا هادئا ومدركا للأسئلة التي كانت في بدايتها، ليس عن أحقيته، ولكن حول اعتبار جائزته فوزا لمصر، قياسا لرفض عدة دور مصرية نشر روايته واضطراره لنشرها مع ناشر تونسي، وتصريحاته القديمة التي جرى استعادتها. في الفيديو القصير قال ندا إنه لن يعلق على أي شيء ولا يحمل ضغينة لأي مخلوق، وأن ما يحدث ضريبة متوقعة للجائزة يتقبلها بكل رحابة صدر. شكر قراءه وأهدى الجائزة لوالده، وعبر الفخ الأول بنجاح، قال: "الأغلبية سعداء بفوز كاتب مصري بأكبر جائزة عربية في مجال الرواية" معتبرا أن النجاح لا يخصه وحده، بل لجيل كامل من الكتاب المصريين. ثم قفز على الفخ الثاني ببراعة مؤكدا أن فوزه لا يعني أنه أفضل من الآخرين الذين زاملوه في قوائم الجائزة، بل رفض حتى مساواته بمن فاز بها من المصريين من قبل "فوزي لا يعني أنني أجاور بهاء طاهر أو يوسف زيدان. من الضروري ألا نحلق عاليا، وأن نهبط على الأرض سريعا، حتى يكون الموضوع منطقيا ولا نفرط في السعادة، فالإفراط في الشعور بالتفرد والتميز ضار جدا لأي كاتب".
في تصريحاته التالية تخلّى عن وعده بعدم التعليق، لأن التفاعل والهجوم فاق توقعاته، وربما لأنه انتبه لما يجري فعلا على الأرض، أو في الفضاء الإلكتروني إن شئنا الدقة، فقال بوضوح في تصريحات تلفزيونية إنه سعيد بفوز رواية "مصرية" بهذه الجائزة العربية الكبيرة، وزاد قائلا إن ارتباط اسمه بمصر يصيبه بالفخر و"القشعريرة". وردا على ما يقال حول مسألة النشر قال إن كثير من اللغط يثار حول هذا الموضوع، وأنه بات يستخدم لـ"جلد الذات" أو "لتخليص الحسابات مع دور النشر"، مؤكدا على أن قبول الأعمال أو رفضها حق أصيل لكل ناشر، لكن ما يؤلمه ويزعجه هو التجاهل أو عدم الرد "أرفع القبعة لكل من رفضوا روايتي وأعلنوا أسبابهم، ولهم كل الاحترام. تحدثت مع دور مصرية ولم نتفق على التعديلات المقترحة أو التحرير. لذلك وضعت الرواية في الدرج وبدأت في غيرها".
لكن ربما ما أخرج الفائز عن صمته لم يكن مسألة النشر، ولا كون فوزه انتصارا لمصر أم لا، وإنما قلقه من العقبة الثالثة والأهم، إذ تدحرجت كرة الثلج حتى رأى البعض في فوزه "مؤامرة على مصر" مفسرا روايته باعتبارها إنكارا سافرا لنصر 1973 عبر رمزية واضحة، وهجوما لاذعا على جمال عبد الناصر! وهو ما دفعه للخروج لنفي التهمة فوقع مضطرًا في فخ التأويل، مغامرا بنصه لإنقاذ نفسه وسمعته، حتى لو جاء ذلك على حساب القارئ الذي صودر حقه في التأويل والتفسير.
إذا عدنا مجددا لحفل الإسكندرية، سنجد أن الرمزية كانت أولى ملاحظات بلال الأرفه لي، الأكاديمي والباحث اللبناني، وعضو لجنة تحكيم الجائزة، في كلمته عن الرواية، والتي يصبح لها دلالة أكبر حاليا، إذ تأكد ما كانت توحي به من مؤشرات، باعتبارها حيثيات للصعود للقائمة القصيرة ثم الفوز النهائي. أشار بوضوح لرمزية الرواية التي تدور في "نجع المناسي" تلك القرية المعزولة في صعيد مصر، في مرحلة فارقة تمتد من نكسة 1967 إلى 1977، محملة بالتحولات السياسية والاجتماعية التي تركت بصمتها الواضحة في حياة الشخصيات. حيث تتجلى العزلة لا كواقع جغرافي فحسب، بل كـ"حالة فكرية ونفسية تغلف ساكنيها فتجعلها مسرحا لاستكشاف أسئلة السلطة والخوف والهروب من الحقيقة". بالتالي فالعالم الذي ينسجه ندا في روايته تتداخل فيه الحكاية بـ"الرمزية العميقة" في سرد متعدد الأصوات يعكس تعقيدات التجربة الإنسانية، ضمن سياق اجتماعي تاريخي نابض بالحياة.
أشاد الأرفه لي كثيرا بلغة النص وبنيته السردية، لكنه يعود مجددا للمضمون، ليشير إلى الأسئلة التي تطرحها الرواية حول الهوية والحرية والمصير، عبر شخصيات تعيش أزمات نفسية "يتجلى ذلك بوضوح في حكيم الطفل مقطوع اللسان الذي يصبح الراوي الخفي للحكاية، كأنه صدى لصمت المجتمعات أمام الظلم والاضطهاد، وفى الوقت ذاته رمز لقوة الكتابة كأداة للتحرر". ويلخص المسألة بقوله إن "قيمة هذه الرواية تتجلى في قدرتها على استدعاء الأسئلة الكبرى في الحياة عبر سرد يبدو بسيطا في ظاهره لكنه مشحون بطبقات من المعاني والدلالات"، هذا التفاعل بين الواقع والخيال يمنح الرواية في نظره بعدا تاريخيا واجتماعيا يجعلها أكثر من مجرد نص أدبي، بل "شهادة على مرحلة محورية من تاريخ مصر والمنطقة".
وفي النهاية أكدت الجائزة على المعاني نفسها فقالت في بيانها الرسمي الختامي إن السرد في الرواية "يتداخل مع الرمزية في نص مقلق ذي أصوات وطبقات متعددة، يصوّر فترة محورية في تاريخ مصر، العقد الذي تلا نكسة 1967" وزاد البيان فاعتبر الرواية "مساءلة سردية لمرويات النكسة وما تلاها من أوهام بالنصر". وهو ما أكد عليه أيضا ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إذ اعتبر أن الرواية مؤهلة لأن تصبح "رواية مكرّسة من روايات الأدب العربي في المستقبل". حيث تنطلق في تأطير سرديتها الرمزية من حرب 1967 والسنوات العشر التي تلتها، "جاعلة منها مناسبة لنسج عالم من الديستوبيا المُطْبِقة، شخّصه الكاتب في نجع المناسي التي يتطابق "اسمها مع جسمها" أغلق الطغيان على قاطني النجع منافذ النجاة، فوقعوا ضحية لا تستطيع الفكاك من عواهن الاستغلال والتضليل والاستقطاب وحجب المعلومة، مع أنّ إمامهم حاول، فاشلًا، أن يستنّ لهم "صلاة للقلق" تساعدهم على الخلاص".
كل تلك التفسيرات لم توقف حدة النقاش المستمر والمتصاعد منذ الإعلان وحتى الآن، بل ربما زادت من حدته وأكدت الهواجس الدائرة في نفوس البعض، وهو ما دفع ندا ليرد بنفسه في تصريحات تلفزيونية قال فيها إنه سيحاول قبول ما يجري باعتباره "سوء فهم" لا "سوء ظن". وقال بوضوح: "أنا لا أنتقد شخص جمال عبد الناصر"، بل يتحدث عن مرحلة مفصلية في تاريخ مصر، بالتحديد الفترة من 67 وحتى 77، والرواية قائمة بالأساس على فكرة فانتازية تصور تاريخا مغلوطا، وكأننا قد حررنا فلسطين في 67 وانتصرنا، ثم نتابع حياة الناس وفق هذا التصور في قرية معزولة اختطفها شخص ما "هذا الشخص ليس جمال عبد الناصر، بل يتاجر به ويستغل اسمه، لكن عبد الناصر ليس مستهدفا في الرواية، بل آخر، يحاول تغييب العقول لتحقيق هدف ومجد شخصي".
أكد أيضا أن الرواية تقول إننا ومنذ 48 نصلي صلاة سادسة بخلاف الصلوات الخمس المفروضة، هي صلاة القلق، لأننا نعيش في قلق دائم ونمارس طقوسا تشبه طقوس الصلاة "أدعوا الشعوب العربية أن تتوقف عن أدائها لأنها ما تعطلنا". وهو الهدف الأساسي للرواية في نظره؛ البحث في الطريقة التي يتم بها تغييب الوعي الجمعي للشعوب، وكيف يزيف التاريخ وتتم السيطرة على المواطنين من خلال اختلاق حروب غير حقيقية "نحن لا ننتقد الحروب التي تدافع عن الأرض، ولكن الحروب الوهمية المصطنعة التي تهدف إلى خفض سقف الطموح عند المواطن".
وهو ما دفعه مجددا لاستدعاء كلمة والده التي غص بها خلال حفل إعلان فوزه: "تحرير الأرض مرهون بتحرير العقل".
محمد سمير ندا كاتب مصري، يعمل مديراً مالياً لأحد المشروعات السياحية. نشر العديد من المقالات في الصحف والمواقع العربية، وصدر له رواية "مملكة مليكة" عام 2016، ورواية "بوح الجدران" عام 2021. أدرج في قوائم الجائزة العالمية للرواية العربية لأول مرة هذا العام، وهي أيضًا المرة الأولى التي يفوز فيها كاتب مصري بالجائزة منذ عام 2009. صدرت "صلاة القلق" عن منشورات مسكلياني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى رحيله.. سمير غانم أيقونة الضحك الخالدة
في ذكرى رحيله.. سمير غانم أيقونة الضحك الخالدة

صدى البلد

timeمنذ 2 أيام

  • صدى البلد

في ذكرى رحيله.. سمير غانم أيقونة الضحك الخالدة

في مثل هذا اليوم، 20 مايو، رحل أحد أساطير الكوميديا في مصر والعالم العربي، النجم الكبير سمير غانم، الذي غادر عالمنا عام 2021، تاركًا إرثًا فنيًا ضخمًا، ومكانة خاصة في قلوب جمهوره ومحبيه. من كلية الزراعة إلى خشبة المسرح رغم تخرّجه من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، لم يكن سمير غانم يعرف أن طريقه الحقيقي هو المسرح، حيث التقى مع زميليه الضيف أحمد وجورج سيدهم، وكونوا معًا فرقة ثلاثي أضواء المسرح، اللي قلبت موازين الكوميديا في الستينيات والسبعينيات. ثلاثي أضواء المسرح... بداية الطريق أحدثت فرقة ثلاثي أضواء المسرح ضجة كبيرة في الساحة الفنية آنذاك، وحققت نجاحًا باهرًا من خلال الاسكتشات الكوميدية التي قدمتها الفرقة مثل: روميو وجولييت، طبيخ الملايكة، بالإضافة إلى مشاركتهم في مجموعة من الأفلام والمسرحيات التي حصدت إعجاب الجمهور وأثبتت موهبتهم الفريدة. استمرار المسيرة بعد رحيل الضيف أحمد في عام 1970، وبعد رحيل الضيف أحمد، قرر سمير غانم الاستمرار في العمل مع الفنان جورج سيدهم، وقدم الثنائي عددًا من المسرحيات الناجحة، كان من أبرزها: مسرحية المتزوجون: إحدى علامات المسرح الكوميدي المصري مسرحية أهلاً يا دكتور: والتي شكلت نهاية التعاون المسرحي بينهما وبداية قصة حب جديدة... قصة حب خالدة: سمير غانم ودلال عبد العزيز أثناء عرض مسرحية "أهلاً يا دكتور"، نشأت قصة حب بين الفنان سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز، تكللت بالزواج، ليشكلا معًا ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا محبوبًا، ونتج عن هذه الزيجة ابنتين أصبحتا نجمتيْن في الساحة الفنية هما: دنيا سمير غانم، وإيمي سمير غانم. تألق في السينما والتلفزيون تميّز الفنان الراحل سمير غانم بخفة دمه وحضوره الطاغي، مما مكّنه من تقديم عدد كبير من الأفلام الناجحة، منها: البعض يذهب للمأذون مرتين، خلي بالك من زوزو، أذكياء لكن أغبياء أما في التلفزيون فكانت أبرز أعماله الخالدة هي: حكاية ميزو، الكابتن جودة المسرح العشق الكبير لسمير غانم المسرح كان بمثابة العشق الأكبر في حياة سمير غانم، حيث أبدع وارتجل بطريقته الخاصة التي أكسبته لقب "ملك الإفيه"، ومن أشهر مسرحياته: أخويا هايص وأنا لايص، جحا يحكم المدينة، أنا ومراتي ومونيكا، بهلول في إسطنبول، فارس وبني خيبان، دو ري مي فاصوليا الإصابة بفيروس كورونا والرحيل في يوم 20 مايو 2021، رحل سمير غانم عن عالمنا متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 84 عامًا، وسط حالة من الحزن الشديد في الوسط الفني والجمهور.

معرض سنوهيتا: "الناس ومكتبة الإسكندرية" يحطّ رحاله في أبوظبي يوم 16 مايو
معرض سنوهيتا: "الناس ومكتبة الإسكندرية" يحطّ رحاله في أبوظبي يوم 16 مايو

صوت لبنان

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صوت لبنان

معرض سنوهيتا: "الناس ومكتبة الإسكندرية" يحطّ رحاله في أبوظبي يوم 16 مايو

يفخر فندق "إرث" أبوظبي بالإعلان عن استضافة معرض "الناس ومكتبة الإسكندرية"، الذي تنظّمه مجموعة "سنوهيتا" العالمية المُتخصّصة في الهندسة المعمارية والتصميم، بالتعاون مع الاستوديو الإبداعي "سلاش" ومقرّه في أبوظبي. بعد أن تمّ افتتاحه لأول مرة في معرض الأرشيف التابع لـ"سنوهيتا" في أوسلو، ينطلق معرض "الناس ومكتبة الإسكندرية" في أبوظبي يوم 16 مايو 2025 في فندق "إرث" أبوظبي، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر. يستكشف المعرض حياة وميراث مكتبة الإسكندرية الجديدة، أحد أبرز المعالم الثقافية في مصر، ويسلّط الضوء على روابطها الوثيقة والدائمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. بدأت حكاية هذا المعلم الثقافي التاريخي في عام 1988، عندما أطلقت منظمة اليونسكو والحكومة المصرية مبادرة مشتركة لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وتُبرز هذه القصة دوراً قلّما تطرّق إليه التاريخ، ألا وهو الدور الجوهري للأب المؤسّس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. فبفضل تقديره للأدب والثقافة، قدّم الشيخ زايد أحد أكبر التبرعات المالية لدعم المشروع، مساهماً في تحويله من فكرة إلى واقع ملموس. وقد شكّل دعمه حجر الأساس لافتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة في عام 2002، إيذاناً بنهضة جديدة لهذا الصرح التاريخي وتأكيداً على التزام مصر بالمعرفة والتعليم والتبادل الثقافي. اليوم، تقف مكتبة الإسكندرية الجديدة شامخة بالقرب من موقع المكتبة القديمة، وتُعد من أكبر المكتبات والمشاريع الثقافية في العالم، إذ تضمّ واجهات من الحجر المنحوت يدوياً بمساحة تقارب 6,000 متر مربع، وتحتضن أكثر من خمسة ملايين كتاب في مجموعتها. لكنها ليست مجرد مكتبة بحثية عامة؛ بل هي مركز ثقافي نابض بالحياة، تحتضن متاحف ومساحات عرض ومراكز تعليمية وغيرها الكثير. وتستقبل المكتبة سنوياً حوالي 1,500 برنامج ومحاضرة وفعالية، تستقطب ما يقارب المليون زائر، غالبيتهم من فئة الشباب. ويستعرض المعرض في "إرث" أبوظبي، المُتاح مجاناً للجمهور من خلال الحجز المسبق، المسيرة المعمارية للمكتبة منذ عام 1989، حين فازت "سنوهيتا"، وكانت آنذاك شركة ناشئة وغير معروفة، في المسابقة الدولية التي نظّمتها اليونسكو لإحياء المكتبة القديمة. كما يُبرز الدور المحوري للشيخ زايد "رحمه الله"، وارتباط الإمارات الأوسع في إعادة إحياء هذا المعلم التاريخي العريق لمواكبة عصرٍ جديد. لم يعكس هذا المشروع رؤية الشيخ زايد والتزامه الراسخ بالتبادل الثقافي والحفاظ على التراث، وإيمانه بالتعليم وتبادل المعرفة فحسب، بل ألهم أيضاً قادة آخرين ودولاً حول العالم للانضمام إلى هذه المبادرة، ممّا رفع مكانة المكتبة لتُصبح رمزاً عالمياً للتعاون المشترك. ومن هذا الإرث المعماري، تنبع سلسلة من القصص الشخصية والصور الأرشيفية والمقابلات، التي ترصد التأثير الاجتماعي العميق للمكتبة، تُروى بأصوات من عاشوا التجربة ولامسوا أثرها. كل تفصيلة في هذا الصرح، من واجهته المنحوتة بعناية إلى برامجه وشراكاته ومشاريعه التعاونية، تنطق بروح التواصل الإنساني والتجارب المشتركة، مؤكدة كيف تواصل مكتبة الإسكندرية الجديدة تشكيل حياة الأفراد والمجتمعات على حدٍّ سواء. يمثّل معرض "الناس ومكتبة الاسكندرية" المرتقب تكريماً لهذه الرواية الخالدة والإرث المُتجدّد، واحتفاءً بالمكتبة كمركز مجتمعي نابض بالحياة، وملاذٍ للتعلّم، ومنارة للمعرفة.

وفاة فنان مصري شهير بعد صراع مع المرض
وفاة فنان مصري شهير بعد صراع مع المرض

صوت بيروت

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • صوت بيروت

وفاة فنان مصري شهير بعد صراع مع المرض

غيب الموت، مساء اليوم الاثنين 5\5\2025، الفنان المصري نعيم عيسى عن عمر يناهز 92 عاماً، بعد صراع مع المرض. ولفظ الفنان المصري أنفاسه الأخيرة بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة الإسكندرية، حيث كان يرقد بغرفة العناية المركزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، نظراً لإصابته بالتهاب رئوي حاد. وتعرض نعيم عيسى لأزمة صحية شديدة استدعت دخوله غرفة العناية المركزة وتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي. وكشف سامي عيسى، نجل الفنان في تصريحات سابقة عن الحالة الصحية لوالده، حيث قال إن بداية الأزمة كانت منذ فترة عندما أصيب بـ'نزلة برد' شديدة، لكن سرعان ما تحولت إلى التهاب بالشعب الهوائية، مضيفا أن الحالة تدهورت بشكل كبير ووصلت إلى التهاب رئوي حاد. وأضاف سامي أن والده يعاني من غيبوبة شبه تامة، حيث لم يكن يعي بشكل كامل، ولم يستطع النطق أو الحركة، إلا أن الطبيب المعالج له، أكد خطورة حالته وأن أجهزة التنفس الصناعي التي تم وضعها له عن طريق الفم من الممكن أن تتسبب في تلف بالأحبال الصوتية. وتابع أن الطبيب اقترح إجراء عملية شق حنجري لوالده، حتى يتمكنوا من وضع أجهزة التنفس الصناعي، وأن يتفادوا تأثر أحباله الصوتية، موضحا أنه جرى بالفعل عمل الشق الحنجري له. يذكر أن نعيم عيسى، يبلغ من العمر 92 عاما، حيث ولد في يناير عام 1933، وبدأ مشواره الفني من خلال المسرح. كما التحق الفنان الكبير بفرقة 'مدبولي' وفرقة 'الإسكندرية'، وشارك في عدد من المسرحيات الشهيرة منها: 'ناس كده وكده'، و'ريا وسكينة'، و'الواد سيد الشغال'. كذلك شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية: منها 'الجوع'، و'أصدقاء الشيطان'، و'سفر الأحلام'، و'مين فينا الحرامي'، و'سري للغاية'، و'الهلفوت'، 'وتمضي الأيام'، و'إسكندرية ليه'، و'المتسول'، و'الباشا تلميذ'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store