logo
«بداية جديدة وأمل جديد».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة

«بداية جديدة وأمل جديد».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة

الخميس 26 يونيو 2025 11:10 صباحاً
نافذة على العالم - أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة، وهي تحت عنوان «بدايةٌ جديدةٌ وأملٌ جديد»، والهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بأهمية تجديد الأمل مع استقبال العام الهجري الجديد، ومن المقرر أن يكون موضوع الخطبة الثانية عن التحذيرًا من أضرار الإدمان، والأمل في بداية جديدة مشرقة بالقوة والعافية.
الحمدُ للهِ العزيزِ الحميدِ، القويِّ المجيدِ، وأشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً مَن نطق بها فهو سعيدٌ، سبحـانَه هدى العقولَ ببدائعِ حكمِه، ووسع الخلائقَ بجلائلِ نِعَمِه، أقام الكونَ بعظمةِ تجلِّيه، وأنزل الهدى على أنبيائِه ومرسلِيه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شرحَ صدرَه، ورفعَ قدرَه، وشرَّفَنا به، وجعلَنا أُمتَه، اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فمعَ بزوغِ فجرِ عامٍ هجريٍّ جديدٍ هذه رسالةُ أملٍ، وبُشـرى بمستقبلٍ مشـرقٍ، فيا أيها الكرامُ تفاءلوا، فإنَّ أيامَ خيرٍ وبركةٍ تنتظرُكم، املأوا قلوبَكم بالأملِ، فالأملُ نبراسُ الروحِ، ووقودُ العزيمةِ، الأملُ هو النورُ الذي يجعلُنا ننهضُ بعدَ كلِّ سقطةٍ، ونحاولُ بعد كل إخفاقٍ، متحققين بهذا البيانِ الإلهيِّ العظيمِ: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَوْحِ اللهِ إنَّه لا ييأسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلَّا القومُ الكَافرُون}.
أيها الكرامُ أبشِرُوا، فإنَّ هذا العامَ الجديدَ بمثابةِ فجرٍ جديدٍ يطلُّ علينا بنورِه وبركتِه، فهل نستقبلُ هذا الفجرَ بقلوبٍ يقظةٍ وعزائمَ متجددةٍ؟ ماذا لو علمْنا أنَّ كلَّ مَن وصل إلى القمةِ قد مرَّ بآلامٍ وعثراتٍ؟ ماذا لو كانت محنةُ اليومِ هي مفتاحَ السعادةِ غدًا؟! ألم ترَ إلى الأحوالِ النبويةِ وهي تنتقلُ من قبضٍ إلى بسطٍ، ومن شدةٍ إلى فرَجٍ؟! هل تعلمون أنَّ تأخيرَ الإمدادِ قد يكون لخيرٍ لا نعلمُه؟ فما أخرَّك إلا ليقدمَك، وحاديك قولُه تعالى: {فَإِنَّ معَ العُسر يُسرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}، فَلَا يغلبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ!
عبادَ اللهِ، أبشروا، فالأملُ قوةٌ دافعةٌ للإنسانِ على الاستمرارِ في الحياةِ، وأداةُ النجاحِ في مواجهةِ الصعابِ، فهو ليس مجردَ شعورٍ عابرٍ، بل هو صناعةٌ تحتاجُ إلى إرادةٍ وعملٍ مستمرٍّ، وتوجيهُ النفسِ نحو التفكيرِ الإيـجابيِّ، والتفاؤلُ ليس مجردَ فكرةٍ إيـجابيةٍ، بل هو مجموعةٌ من المبادئِ العمليةِ التي تتطلبُ إيمانًا عميقًا بالله، وعملًا جادًّا في أصعبِ الظروفِ، وصبرًا على مواجهةِ التحدياتِ بثقةٍ مع التوكلِ على اللهِ واليقينِ بأن الفرجَ آتٍ مهما طال الزمنُ، فأبشِرُوا وادْخُلُوا عَلى الكَرِيمِ الوَهَّابِ مِنْ بابِ المعيةِ كَمَا دخل الجنابُ المعظمُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا}، فَكُونُوا معَ اللهِ تَجِدُوا اللهَ مَعَكُم.
أيها الكرامُ، اعلموا أنَّ صناعةَ الأملِ تبدأُ من داخلِ كلِّ فردٍ منَّا وقدِ ازدادَ قلبُه يقينًا في ربِّه، لنجعلْ من كلِّ تحدٍّ فرصةً، ومن كل عقبةٍ سُلَّمًا نرتقي به، لنحولْ عقولَنا مصانعَ للأفكارِ النيِّرةِ، وأيديَنا أدواتٍ للبناءِ والتعميرِ، دعونا نطلقُ العنانَ لأحلامِنا، ونؤمنُ بقدرتِنا على التغييرِ، لنستلهم المنهجَ النبويَّ الشريفَ، فقد كان الجنابُ المعظمُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه دائمَ الفألِ، محبًّا لكلِّ ما مِن شأنِه أن يبعثَ على الأمل، ويكرهُ كلَّ ما مِن شأنه أن يدعوَ إلى التشاؤمِ أو الإحباطِ أو إشاعةِ اليأسِ، كما قال سيدُنا أبو هريرةَ رضي الله عنه: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ الفألَ الحسنَ، ويكرهُ الطِّيَرَةَ».
وهذه رسالةٌ إلى بِائِسٍ خائفٍ مِن المستقبلِ: قِفْ على بابِ مولاكَ، واطلبْ منه ما تريدُ، فربُّكَ يعطيكَ فوق المزيد مزيدًا، حزنُك سيتحولُ إلى فرحٍ، وهمُّك سيصيرُ فرَجًا، وضيقُك سيتسعُ إلى مخرجٍ، أحسن الظنَّ بربِّكَ، فمن كان يصدِّقُ أن الجنابَ المحمديَّ صلوات ربي وسلامه عليه الذي خاضَ كلَّ الصعوباتِ والمحنِ سيقفُ فاتحًا منتصرًا أمام ما يزيدُ عن مائةِ ألفٍ من أصحابِه رضي اللهُ عنهم، ليفتحَ بابَ الأملِ للمستضعفينَ، وبابَ الرحمةِ والعفوِ والمغفرةِ للناسِ أجمعين، «مَا تَظُنُّونَ أني فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، ونظنُّ خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: «فإنِّي أقولُ كما قال أخي يوسفُ: {لا تثريبَ عليكم اليومَ يغفرُ اللهُ لكم وهو أرحمُ الراحمينَ}»، فيا أيها الناسُ، أبشِروا وأمِّلوا، وظُنُّوا بربِّكم خيرًا، فهو القائلُ: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي»، {فما ظَنُّكُم بربِّ العالمينَ}؟!
موضوع الخطبة الثانية
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فلنجعلْ- أيها الكرامُ- هذا العامَ بدايةَ العودةِ إلى الذاتِ، عامَ التحررِ من الأغلالِ، فإلى مَن سلكَ دروبَ الظلامِ والمخدراتِ التي تدمِّرُ الفردَ والأسرةَ، وتضيِّعُ مستقبلَ الموظَّفين ومَن يعولونهم، وتعطِّلُ خططَ التنميةِ، لنقلْ: لا للتدخينِ قبل أن نقول: لا للإدمانِ، فإن التدخينَ باب دُخول عالمِ المخدِّرات، ولا لإدمانِ مشروبات الطاقة التي تضرُّ وتوهن، لا لمخدرات الاغتصاب التي تسلب العقولَ والألباب وتدمر الأجساد.
وإلى كلِّ من ابتلي بالإدمانِ: لا تيأسْ! فاللهُ لم يخلقكَ لتكون أسيرًا، بل لتكونَ حُرًّا طليقًا منيرًا، واعلمْ أنَّ أُولَى خطواتِ الشفاءِ الإرادةُ الصلبةُ، فمُدَّ يدَك ولا تخجلْ، فكم من أيادٍ تنتظرُ لتمسكَ بها، وكم مِن قلوبٍ تتمنى أن ترى نورَك مِن جديدٍ، وتذكرْ قولَ اللهِ تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
ويا أيُّها النبلاءُ، يا مَن ابتليتُم بعزيزٍ غالٍ يصارعُ الإدمانَ، لا تتركوه وحيدًا، بلْ مُدُّوا له يدَ العونِ، احتضنوه بحبِّكم، كونوا له السندَ والعونَ، فالحبُّ أقوى من أي مخدِّر، والدعمُ الأسريُّ هو أولُ مراحلِ التعافي، طمئنوهم، وبيِّنوا لهم أنَّ قانونَ مكافحةِ المخدراتِ يحرص على علاج المتعاطين وتأهيلهم ليكونوا قبسَ نورٍ وشعلةَ نشاطٍ في المجتمعِ، ولنعمل يدًا بيد للقضاء على هذا الوباء، بالتوعيةِ، بالدعمِ، ولنفتحْ أبوابَ الأملِ لمن أرادَ العودةَ، ولنساندْ كلَّ من قرَّرَ التحدي، فمجتمعٌ خالٍ من الإدمانِ مجتمعٌ قويٌّ، منتِجٌ، مزدهرٌ.
اللهم اجعل بلادَنا سخاءً رخاءً
وازرعْ في قلوبِنا الأملَ والبُشرى بكَ يا أكرمَ الأكرمينَ

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكاتبة مروة محمد مصطفى تكتب: الهِجْرَةُ إِلى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرِة  النهار نيوز
الكاتبة مروة محمد مصطفى تكتب: الهِجْرَةُ إِلى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرِة  النهار نيوز

النهار نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • النهار نيوز

الكاتبة مروة محمد مصطفى تكتب: الهِجْرَةُ إِلى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرِة النهار نيوز

عندما عَلِمَت "قُرَيْشٌ" بِأَمْرِ بَيْعَةِ العَقَبَةِ الثَّانِيَةِ وَتَحَالُفِ الرَّسُولِ ﷺ مَعَ أَهْلِ "يَثْرِبَ" خَافَتْ عَلَى مَكَانَتِهَا وَتِجَارَتِهَا، وأَخَذَتْ تُعَذِّبُ المُؤْمِنِينَ بِكُلِّ قَسْوَةٍ وَغِلْظَةٍ حَتَّى تَرُدَّهُم عَنْ دِينهِم، وَتُرْجِعَهُمْ عَنْ إيْمَانِهِم، فَلَمَّا وَجَدَ الرَّسُولُ ﷺ مَا يُعَانِيهِ أصْحَابُهُ مِنَ الاضْطِهَادِ وَالتَّنْكيِلِ، أذِنَ لَهُمْ بِالهجْرةِ إلَى "يَثْرِبَ" فَخَرَجَ المُسْلِمُونَ مِنْ "مَكَّةَ" سِرًا، تَارِكِينَ وَرَاءَهُم كُلَّ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ مَالٍ وَمَتَاعٍ. أدْرَكَ زُعَمَاءُ "قُرَيْشٍ" أنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَوْفَ يَلْحَقُ بِأَصْحَابِهِ فِى "يَثْرِبَ"، فَعَقَدُوا اجْتِمَاعًا كَبِيرًا فِى دَارِ النَّدْوَةِ لِيَتَشَاوَرُوا جَميِعًا فِى كَيْفِيَّةِ القَضَاءِ عَلَيهِ ﷺ وَعَلَى دَعْوَتِهِ، واستعدَّوا لتنْفيذ خطَّتهم، وَفِى اليَوْمِ الَّذِى حَدَّدَهُ الكُفَّارُ لِتَنْفِيذِ المُؤَامَرَةِ أرْسَلَ اللهُ "جِبْرِيلَ" ـــ عَلَيْهِ السَّلامُ ـــ فَأَخْبَرَ النَّبِىَّ بِمَا دَبَّرَتْهُ "قُرَيْشٌ"، وَأَمَرَهُ ألاَّ يَبِيتَ فِى دَارِهِ فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ، كَما أَخْبَرَهُ أَنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لَهُ بِالهِجْرَةِ إلَى "يَثْرِبَ" ففي يثرب بعضُ المسْلمين الذين عاهدوا الرَّسول ﷺ على نُصْرته، والدّفاع عنه. بَدَأَ النَّبِىُّ يُعِدُّ العُدَّةَ لِلْهِجْرَةِ، فَذَهَبَ إلَى دَارِ صَدِيقِهِ "أبِى بِكْرٍ" فِى وَقْتِ الظَّهِيرَةِ وَأَخْبَرَهُ أنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لَهُ بالهِجْرَةِ، وَأَنَّهُ سَوْفَ يَصْحّبُهُ فِى رِحْلَتِهِ المُبَارَكَةِ، بَكَى "أَبُو بَكْرٍ" مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ، وَعَادَ النَّبِىُّ ﷺ إلَى بَيْتِهِ يَنْتَظِرُ مَجِئَ اللَّيْلِ، وأَمَرَ ﷺ "عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ" أنْ يَبْقَى فِى "مَكَّةَ" لِيَرُدَّ الأَمَانَاتِ الَّتِى كَانَتْ عِنْدّهُ إلَى أَصْحَابِهَا كَمَا أمَرَهُ أَنْ يَنَامَ فِى فِراشِهِ ﷺ فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ، ومع أن عليًّا كان يْدرك ما سيناله من أذى إلا أنه أَطاع رسول الله ﷺ، ونام فى فراشه. وَقَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ النَّبِىُّ ﷺ مِنْ بَيْتِهِ أحَاطَ الكُفَّارُ بِمَنْزِلِهِ لِيَقْتُلُوهُ وَيُنَفِّذُوا مَا دَبَّرُوه، لَكِنَّ اللهَ عَصَمَهُ مِنْهُم فَخَرَجَ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ وَمَرَّ بَيْنَ صُفُوفِهِم فَأَعْمَى اللهُ أَبْصَارَهُم فَلَمْ يَرَوْهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [يس: 9]. ذَهَبَ النَّبِىُّ ﷺ إلى دَارِ "أَبِى بَكْرٍ"، وَخَرَجَا مَعًا فِى اتِّجَاهِ الجَنُوبِ حَتَّى وَصَلا إلى غَارٍ يُسَمَّى غَارَ "ثَوْرٍ" فَاخْتَفَيَا فِيهِ مُدَّةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَ "عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ" يَنْقُلُ إلَيْهِمَا أخْبَارَ "قُرَيْشٍ" أَوَّلاً بِأَوَّلٍ، وَكَانَتْ أُخْتُه "أَسْمَاءُ" تَحْمِلُ إلَيْهِمَا الطَّعَامَ والشَّرَابَ، أمَّا "عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ" مَوْلَى "أبِى بَكْرٍ" فَقَدْ كَانَ يَرْعَى أَغْنَامَ سَيِّدِهِ فَوْقَ آثارِ الأقدامِ حَتَّى لا تَتْرُكَ أثَرًا يَهْدِى الكُفَّارَ إلَى الغّارِ. وبينما هو فى غار ثور، كان الكفارُ يبْحثون عنه ﷺ، دخلوا حُجْرته، ولم يجدوا إلا عليًّا بن أبي طالب، وعندما ذهبوا إلى أبى بكر، لم يجدوه، بل وجدوا ابنتيه أسْماء وعائشة، وولَدْيه عبد الله وعبد الرحمن، فأدركوا أن محمّدًا وصاحبه قد هربا. انْطَلَقَ الكُفَّارُ يُفَتِّشُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ بَيْنَ السُّهُولِ وَالهِضَابِ وَالجِبَالِ والوِدْيَانِ، وَبَعْدَ تَعَبٍ وَعَنَاءٍ وَصَلُوا إلَى فَتْحَةِ الغَارِ، قال أحدهم: إنّهما فى هذا الغار، لكن العَنْكبوت كان قد نَسَجَ خيوطه على فَتْحة الغَار، وكانت يمامتان ترقُدَان على بيض لهما. ردَّ الكُفارُ فى دهشة: كيف يكَونان قد دخلا هذا الغار، وهذا نسيجُ العنكبوت قد مضى عليه أعْوام كثيرة!، وهاتان اليَمامتان ترقُدان على بيضهما، ولم تطِيرا!، فَلَمَّا سَمِعَ "أُبُو بَكْرٍ" أَصْوَاتَهُم قَالَ فِى حُزْنٍ: "يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُم نَظَرَ إِلَى مَا تَحْتَ قَدَمِهِ لَرَآنَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهما"، فَلَمْ يَرَهُمَا المُطَارِدُونَ، وَارْتَدُّوا عَلَى أعْقَابِهِم إلَى "مَكَّةَ" خَائبيِنَ خَاسِرينَ، قال تعالى: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾[التوبة:40]. خرجَ الرسولُ ﷺ وصاحبه أبو بكر من الغارِ بعدَ ثلاثة أيامٍ، فكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَصَاحِبُه "أبُو بَكْرٍ" قَدِ اسْتَأْجَرَا "عَبْدَ اللهِ ابْنَ أُرَيْقِطٍ"، وَكَانَ مُشْرِكًا لَكِنَّ النَّبِيَّ ﷺ اسْتَعَانَ بِهِ لِخِبْرَتِهِ بِطُرُقِ الصَّحْرَاءِ، فَسَلَّمَاهُ بَعِيرَينِ لَهُمَا، وَوَاعَدَاهُ أنْ يَأتِى إلَيْهِمَا عِنْدَ الغَارِ بَعْدَ مُرُورِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، فَلَمَّا مَرَّتِ الأيَّامُ الثَّلاثَةُ جَاءَ "عَبْدُ اللهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ" فِى المَوْعِدِ المُحَدَّدِ بِالرَّاحِلَتَيْنِ، وسَارَ بِاالنَّبِىِّ وَ"أَبِى بَكْرٍ" فِى اتِّجَاهِ الجَنُوبِ نَحْوَ "اليَمَنِ" حَتَّى يُضَلِّلَ الكُفَّارَ فَلا يَعْرِفُونَ طَرِيقَهُم، ثُمَّ اتَّجَهَ بِهِم شَمَالًا عَلَى مَقْربَةٍ مِنْ شَاطِئ البَحْرِ الأحْمَرِ، وَسَلَكَ بِهِمْ طَرِيقًا لَمْ يَكُنْ يَسلُكُهُ أَحَدٌ إلا نَادِرًا، لَكِنَّ المُطَارِدِينَ لَمْ يَهْدَأ لَهُمْ بَالٌ طَمَعًا فِى اللَّحَاقِ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَالحُصُولِ عَلَى جَائزَةِ كانت قد رَصَدَتْها قُرَيْشٌ عبارة عَنْ مُكَافَأَةٍ ضَخْمَةٍ قَدْرُهَا مِائةُ نَاقَةٍ لِمَنْ يَصِلُ إلَى النَّبِيِّ ﷺ وَيَعْرِفُ مَكَانَهُ. أَسْرعَ "سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ" أحَد الكفار، ومضى فى الطَّريق يبْحثُ عن محّمد ﷺ، حتى رآه مع صَاحبه أبى بكر، ومَا إنْ عَلِمَ سراقةُ بِمَكَانِ النَّبِىِّ ﷺ حَتَّى طَارَ بِفَرَسِهِ خَلْفَهُ، وَمَا كَادَ "سُرَاقَةُ" يَلْحَقُ بِرَكْبِ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى غَاصَتْ قَدَمَا فَرَسِهِ فِى الرِّمَالِ فَسَقَطَ مِنْ فَوْقِهِ، ثُمَّ قَامَ وَكَرَّرَ المُحَاوَلَةَ، فَغَاصَتْ قَدَمَا فَرَسِهِ فِى الرِّمَالِ فَسَقَطَ مِنْ فَوْقِهِ، ثُمَّ قَامَ وَكَرَّرَ المُحاوَلَةَ، فَغَاصَتْ قَدَمَا فَرَسِهِ فِى الرِّمَالِ مَرَّةُ أُخْرى فَخَافَ وارْتَعَدَ، وَعَلَمَ أنَّ عِنَايَةَ اللهِ تَحْفَظُ نَبِيَّهُ ﷺ فَاَخَذَ يُنَادِى بِأَعلَى صَوْتِهِ لِيَطْلُبَ الأمَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَمَّنهُ النَّبِىُّ، وَطَلَبَ مِنْهُ أنْ يُعَمِّىَ أعْيُنَ المُشْرِكِيَن عَنهُ ثُمَّ سَارَ الرَّكْبُ بَعْدَ ذَلِكَ فِى أمَانِ اللهِ. وفى حوالى منْتصفِ الطَّريق بين مكة ويْثرب، وجدَ الرَّسولُ ﷺ وصاحبُه خيمةً لامرأة اسمها أمّ معْبد، وبجوارِ الخْيمِة شاةٌ ضعيفةٌ هزيلة، سألَ الرسولُ ﷺ أَمّ معبد عن طعام، فأخبرته أنه ليس عندها طعام، فطلبَ منها أن تحضِرَ له وعاء، مسَّ الرسول ﷺ ضَرْعَ الشاة، وهو يقول: (بسم الله) وحلبها، فحلبت لبنًا كثيرًا، شرب منه أبو بكر والرسول ﷺ وأم معبد، وبقى بعضه. عادَ أبو معبد، فوجد لبنًا كثيرًا، فقال لامرأته: من أين لكِ هذا اللبن؟. حكت أم معبد لزوجها ما كانَ من أمرِ الرجلين اللذين مرَّا بها، وأن أحَدهما مسحَ على ضْرع الشاةِ، وهو يقول (بسم الله) فتساقط اللبن غزيرًا. قال أبو معبد: صفى لى الرجل الذى حَلب الشَّاة. أخذت أمُّ مْعبَد تصف لزوجها رسُول الله ﷺ، فقال لها: هو محْمد رسول الله حقًّا ثم جرى الرجل، يريد أن يلحقَ بالرسول ﷺ ليعلن إسلامه. وصل رسولُ الله ﷺ وأبو بكر إلى يثرب، فإذا كثيرٌ من أهلِها فى انتظارهما، علَّقوا الزينات على مَشارف يثرب وشَوارِعها، الرِّجال والأطفال والنساء سُعداء وهم يُنشدون: طَلعَ البدْرُ عليْنا من ثَنِيَّات الوَداعْ وَجَبَ الشُّكرُ عليْنا ما دعا للهِ داعْ أيَّها المبعوثُ فينا جئْتَ بالأمرِ المطاعْ جئتَ شرَّفت المدينة مْرحبًا يا خيرَ داعْ مضت ناقةُ الرسول ﷺ في طريقها، وكلُّ واحدٍ يريد أن يكونَ الرسولُ ضيفًا عليه، حتى بَرَكتْ الناقةُ عندَ دارِ أَبي أيوب الأنصاري، فكانَ رسولُ اللهَ ﷺ ضيفًا عليه، ولقد عظَّم اللهُ (عزَّ وجلَّ) أجرَ المهاجرينَ، يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ [الحج:58 ـــ 59].

الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي
الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي

خبر صح

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر صح

الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الموافق الثامن عشر من شهر بشنس بذكرى القديس جرجس المزاحم، أحد أبرز القديسين في تاريخ الكنيسة، ويُعتبر رمزًا للإيمان والثبات في مواجهة التحديات الروحية والجسدية، وُلِد القديس جرجس في أسرة مسيحية تقية، حيث كان يرعى غنم والده في صغره، لكن منذ نعومة أظافره كان يحمل في قلبه شغفًا عميقًا للحياة الروحية والرهبنة. الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي مقال مقترح: خبير يكشف حقائق مثيرة حول لعنة نقل قناع الملك توت عنخ آمون وفي سن الرابعة عشرة، قرر القديس جرجس ترك حياة الرعي والتوجه إلى صحراء القديس مكاريوس، حيث بدأ حياته الرهبانية وسط التجارب الروحية الصعبة، وخلال رحلته، واجه العديد من المحن، منها ظهور الشيطان له في صورة رجل عجوز يحاول إغوائه، لكنه صمد بإيمانه القوي وصلواته المستمرة، وهذا الثبات جعله مثالًا حيًا على قوة الإيمان والتوكل على الله في مواجهة الشر. شوف كمان: محافظ أسوان يزور منطقة الكرور لمتابعة أعمال الصرف الصحي وتخفيف معاناة السكان شهيد الطهارة والإيمان ما يُميز القديس جرجس المزاحم أنه جمع بين حياة الرهبنة والشهادة، فقد تم القبض عليه في وقت لاحق بسبب تمسكه بإيمانه المسيحي ورفضه إنكار المسيح، ورغم التعذيب والتهديدات، حين عُرض عليه المال والمناصب، لم يتراجع، بل تمسك بإنجيله حتى النفس الأخير، وقدم حياته قربانًا حيًا على مذبح الإيمان، لذلك تعتبره الكنيسة من الشهداء الأبطال الذين سطروا أسماءهم في سجل المجد الروحي. طقوس كنسية وروحية متميزة تُقام في هذه الذكرى القداسات الإلهية والصلوات الخاصة التي تجمع أبناء الكنيسة لتجديد العهد مع الله والاقتداء بحياة القديس جرجس، كما تُلقى كلمات روحية تبرز أهمية القديس جرجس في تاريخ الكنيسة ودوره كشفيع وحامي للمؤمنين، ويُزين المذبح بصورته، ويُرفع بخور الشكر لله الذي أعطى كنيسته قديسين مثل جرجس المزاحم. قدوة في زمن التحديات تُعد هذه الذكرى فرصة للمؤمنين للتأمل في حياة القديس جرجس والاستفادة من دروس إيمانه وصبره، خاصة في زمن تكثر فيه التحديات الروحية والاجتماعية، كما تعزز هذه الاحتفالات الروح الجماعية والمحبة بين أبناء الكنيسة، وتُذكر الجميع بأهمية التمسك بالقيم المسيحية الأصيلة، والرجوع الدائم إلى الله كمصدر للقوة والسلام. تراث حيّ في وجدان الكنيسة في الختام، تبقى ذكرى القديس جرجس المزاحم من أهم المناسبات الروحية التي تعكس عمق التراث القبطي الأرثوذكسي، وتدعو الجميع إلى الاقتداء بحياة القديسين في الإيمان والعمل الصالح، إنه نموذج حيّ لشباب مصر الذين قدّموا أعظم شهادة في التاريخ: المحبة حتى الاستشهاد

أخبار عربية : السعودية تُجهّز أكثر من 1000 مسجد بمكة المكرمة لاستقبال موسم العمرة
أخبار عربية : السعودية تُجهّز أكثر من 1000 مسجد بمكة المكرمة لاستقبال موسم العمرة

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار عربية : السعودية تُجهّز أكثر من 1000 مسجد بمكة المكرمة لاستقبال موسم العمرة

الخميس 26 يونيو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، أنها جهزت 1013 مسجدًا وجامعًا فى المنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة (مكة المكرمة)، ضمن خطة متكاملة لاستقبال المعتمرين والزوار مع انطلاق موسم العمرة لعام 1447هـ. وأوضحت الوزارة - فى بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم /الخميس/ - أن الاستعدادات شملت متابعة أعمال الصيانة والتشغيل والنظافة، إلى جانب تكثيف الجولات الرقابية لمتابعة أداء الشركات المشغلة والتأكد من جودة الخدمات المقدمة، فضلًا عن تنفيذ برامج صيانة دورية للمرافق لضمان استمرار جاهزيتها على مدار الساعة. وأشارت إلى أن ذلك يأتى ذلك فى إطار الجهود الرامية إلى تهيئة بيوت الله لضيوف الرحمن، بما يوفر لهم بيئة إيمانية مريحة تُمكّنهم من أداء الشعائر بكل يسر وطمأنينة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store