logo
«الأوطان ليست حفنة من تراب».. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة

«الأوطان ليست حفنة من تراب».. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة

مستقبل وطنمنذ يوم واحد

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "الأوطان ليست حفنة من تراب".
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة بيان أهمية العقل والوطن، والتحذير من الفكر المتطرف الذي يفسد العقل ويدمر الأوطان، مع التأكيد على أن حب الوطن جزء من التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته، واقتصاده، من أعظم صور البر بالوطن.
الحمد لله رب العالمين، هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الوطن قصة تروى على ألسنة الأجيال، وروح تسكن في كل زاوية ودرب، الوطن شعب عريق، وحضارة سامقة، ومؤسسات تقوم بسواعد البناء، وانتصارات تسطر بدماء الأبطال، ورجال عباقرة نسجوا مجده، وعلماء ومخترعون ومبدعون وقفوا على ثغور العلم وأبهروا العقول، ومناضلون صنعوا المجد، فالوطن يعيش فينا كما نعيش فيه.
أيها الناس، إن من يختزل هذه الكلية الأبدية الساحرة في "حفنة تراب" إنما ارتكب عقوقا وطنيا، وشوه مفهوما عظيما، قال سيد الزهاد إبراهيم بن أدهم –رحمه الله - معبرا عن قيمة وطنه: "ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علي من مفارقة الأوطان".
أيها الكرام، هذه رسالة إلى من قست قلوبهم تجاه أوطانهم، ألم يأت القرآن والسنة بالآيات والأحاديث التي تدل على الأهمية العظمى للوطن؟، ألم يشر القرآن في عشرات الآيات إلى قيمة الوطن؟ ألم يقرن الله تعالى مفارقة الأوطان بقتل النفس في قوله: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}؟، ألم يجعل الله سبحانه وتعالى الجلاء عن الوطن عذابا للمخالفين، فقال: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}؟
أيها الكرام، هل تدركون أن الوطن ليس جمادا لا إحساس له، بل هو كائن يتنفس؟ ألم يخبرنا الحبيب المصطفى ﷺ أن الحجر سلم عليه قبل البعثة؟، ألم يحن إليه الجذع ويبك شوقا حتى سكن بين يديه الشريفتين، ألم يسبح الحصى في كفه الشريف، ألم تشك إليه الحيوانات والدواب، كل هذا ينبئنا أن الكائنات تعي وتشعر.
عباد الله تدبروا، إن الوطن يحزن ويفرح، يرضى ويغضب، فهو قيم وأخلاق، وعادات وتقاليد، وولاء وانتماء، وإخلاص ووفاء، وحضارة وثقافة، وجمال يأسر الألباب، إنه حنين إلى البقاع، وشوق إلى المراقد، وإحساس بكل ذرة فيه، وتأملوا قوله ﷺ عن جبل أحد: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، فكيف بوطن بأسره؟
أيها المكرمون، لقد ضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن، فقال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها؛ من حبها"، ويعقب الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا الحديث في "فتح الباري" فيقول: (وفي الحديث دلالة على مشروعية حب الوطن والحنين إليه)، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله معبرا عن هذا الحب الفطري: "وكانت العرب إذا سافرت، حملت معها من تربة بلدها تستشفي به عند مرض يعرض".
أيها النبلاء... اقدروا للوطن قدره، فإن حب الوطن ليس مجرد شعارات ترفع، بل هو عمل جاد وإتقان في كل موقع، فالموظف الأمين، والعامل المتقن، والطالب المجتهد، والمعلم المربي، والطبيب الحريص، والتاجر الصدوق، كل هؤلاء يبنون وطنهم بإخلاصهم، وحفاظهم على هويته الثقافية والدينية، ولغته المبدعة العلية، ومرافقه العامة.
دامت لنا نعمة مصر محفوظة مرعية مجبورة منصورة، ببركة دعوة صالحة من آل بيت الجناب المعظم.
وإلى نص خطبة الجمعة بعد جلسة الاستراحة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فيا أيها الناس، إن الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أفعالنا، في مدى حرصنا على كل ما يخص هذا الوطن، وأولى هذه المظاهر وأوضحها، الحفاظ على الممتلكات العامة التي هي ملك لنا جميعا، هذه الممتلكات، أيها الإخوة، هي ملك لنا جميعا، ومن صور ذلك الحفاظ على وسائل النقل العام، ومنها القطارات، فإنها شرايين حياة تربط أرجاء الوطن، فهل يعقل أن تلقى الحجارة عليها؟، كيف لإنسان أن يخرب قطارا ويعبث بمرافقه التي تنفع الركاب؟ هل يقبل أن تؤذي إنسانا، أو تكون سببا في هلاكه؟ إن من يقوم بذلك لا يدرك أنه يعيق تقدم بلده، ويؤخر مسيرة التنمية، ويؤثر سلبا على آلاف المواطنين الذين يعتمدون على هذه الوسيلة الحيوية.
أيها الكرام، واعلموا أن من أهم دلالات حب الوطن الحفاظ على هويتنا الثقافية الأصيلة، ولغتنا العربية الشريفة، هويتنا الثقافية هي مرآة تعكس تاريخنا وحضارتنا وقيمنا، وعمود هذه الهوية لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، لغة الضاد، التي بها نفكر، وبها نتواصل، وبها نعبر عن ذواتنا، فهل يرضى محب لوطنه أن يرى لغته تضعف، وأن تهجر كلماتها، وأن يستولي عليها الأجنبي؟ إن الاعتزاز بلغتنا واستخدامها الصحيح، وتشجيع أبنائنا على تعلمها وإتقانها، هو جزء لا يتجزأ من حب الوطن، إن الحفاظ على ثقافتنا ولغتنا هو صون لتراث الأجداد، وبناء لمستقبل الأبناء.
واعلموا أن من صور حب الوطن العملية المساهمة في بناء اقتصادنا الوطني، فاقتصاد الوطن هو عصب الحياة، وقاطرة التنمية، فكل جهد يبذله الواحد منا في عمله، كل إخلاص في وظيفته، كل إتقان لمهنته، يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، شراء المنتجات المحلية، دعم الصناعات الوطنية، تشجيع الاستثمار، محاربة الفساد، كلها خطوات عملية تعزز من قوة اقتصادنا، وتوفر فرص العمل لأبنائنا، وتمكن بلدنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم، إن الجندي الذي يدافع عن وطنه، والعامل الذي يخلص في صنعته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر الحاضرة دائما فى قضية فلسطين
مصر الحاضرة دائما فى قضية فلسطين

بوابة الأهرام

timeمنذ 15 دقائق

  • بوابة الأهرام

مصر الحاضرة دائما فى قضية فلسطين

قبل 77 عاما حدثت النكبة الأولى بتوطين الكيان الصهيونى واحتلاله أرض فلسطين التاريخية، ومنذ هذه النكبة وحتى اليوم، كانت مواقف مصر ومازالت وسوف تستمر فى العمل لتحصل فلسطين على دولة مستقلة، ولم تتراجع مصر فى أى وقت، ورغم ما تلاقيه من محاولات صغيرة تصدر من هنا أو هناك، فإنها لاتنظر لهذه الحملات المشبوهة والمعروف أهدافها، حدث ذلك تاريخيا وتتواصل هذه الحملات حاليا من أطراف عديدة، دور مصر يستحيل القفز فوقه، ومن الصعوبة أن يتم إجراء تحركات فى هذا الإقليم دون وجود مصر، دائما يدعو الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنذ توليه المسئولية 2014 ومع الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى أن يصنعوا السلام كما صنعه الرئيس السادات والرئيس الأمريكى جيمى كارتر 1979، فالولايات المتحدة هى القادرة على فرض السلام على إسرائيل، باعتبارها الحليف الأهم والذى يوفر لإسرائيل كل احتياجاتها، ولا يمكن السماح لأى طرف دولى أن يستبدل مكانة الولايات المتحدة، ومانراه على الساحة الدولية من نفاق عالمى وعدم مصداقية يظهر فى صورته الأخيرة، جيش الاحتلال قتل أكثر من 55 ألف فلسطيني، ويرتكب جرائم إبادة ويحول قطاع غزة إلى سجن كبير يعيش داخله مليونا فلسطيني، ويمنع عنهم الأكل والشرب والدواء، وهذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولم يشهد العالم مثل هذه الجرائم، ويصمت العالم أمام هذه المأساة التى تدخل 20 شهرا، وتهدد إسرائيل أى دولة تدين تلك الجرائم، وتدعم الولايات المتحدة مع إدارة ترامب إسرائيل بكل قوة، وللأسف توقفت الولايات المتحدة عن الحديث عن حل الدولتين، بل تعارض عقد المؤتمر الدولى فى الأمم المتحدة خلال يونيو الحالى برئاسة فرنسية ــ سعودية، للحصول على دعم دولى للاعتراف بدولة فلسطين، وتسير بعض الدول مع الموقف الأمريكى ومنها ألمانيا، لكن الرئيس الفرنسى ماكرون ومعه إسبانيا والنرويج يقود التحرك لحشد الدعم الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية. تحليل المواقف من حولنا يدفع إلى التدبر والانتباه لما يحاك لهذه المنطقة التى تعانى بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية والاستهداف وصولا للأطماع فى ثرواتها وإدخالها فى صراعات متتالية، لضمان إشغال كل دولة بأوضاعها ومشكلاتها، بل العمل على التقسيم الجيوسياسى وإشعال الحروب على أسس طائفية وتغذيتها، لكى يستمر التفوق الإسرائيلى فى ظل الدعم الذى تتلقاه من الولايات المتحدة، لكن مصر بفضل الله وصمود ووعى شعبها، تظل الدولة ذات الثقل الكبير ولديها استقرار سياسى ومجتمعي، وتحمل الشعب الإصلاحات القاسية، وحافظ على الوطن وسط الظروف الخطيرة والتحديات التى تمر بها المنطقة، ساعدنا الجميع وفضل مصر على الكل رغم ظروفنا. يتحدث العالم بلغتين أو وجهين، ولديه معايير مزدوجة تتسبب فى حالات الكراهية نتيجة التعامل السيئ مع الشعب الفلسطيني، وفى وقت يباد فيه أهل غزة بآلة الحرب الصهيونية، وتصدر الأصوات الأمريكية ـ الإسرائيلية بأنه لايحق لهذا الشعب العيش على أرضه وحتى سلب حقهم فى الحياة، وعندما يتعرض بعض الأشخاص لجرائم قتل تبادر أمريكا لتقديم الدعم والملاحقة القانونية ضد هؤلاء، بينما تدعم جيش الاحتلال ليستمر فى إبادة شعب بكامله، دون كلمة رثاء أو حزن ولا إدانة، هذا النفاق العالمى سيؤدى إلى حالات الكراهية فى المنطقة، وعدم الثقة فى الولايات المتحدة، باعتبارها الطرف الذى سيقود لعملية سلام حقيقية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ورغم هذا الألم والغضب من المعايير المزدوجة فمازال لدينا الأمل فى الرئيس ترامب، ليحقق ما وعد به فى حملته الانتخابية من تحقيق السلام فى العالم بما فيه الشرق الأوسط، فهو القادر على الوصول لذلك فى ظل السيطرة الأحادية على القرار الإسرائيلي. ويتطلب الموقف الحالى من الأشقاء فى فلسطين، جعل مصالح الشعب هى الأولوية التى تستحق من كل إنسان مراعاتها لوقف الإبادة، ومنح أبناء غزة فرصة للحياة، فالوضع الفلسطينى يمر بواحد من أصعب أوقاته، وعلى الجميع فى غزة ورام الله أن يضعوا مصالح شعبهم فوق مصالحهم الخاصة، ليس مهما اليوم من يريد الحكم والسلطة بل الأهم كيف ننقذ هذا الشعب الذى يدمر، ويبحث عن طوق النجاة من آلة الحرب الصهيونية التى جعلت غزة مقبرة. وفى النهاية ستكون هناك دولة فلسطينية لأن الاحتلال لن يستمر ولن يهاجر أبناء غزة من وطنهم.

ترامب والسلطوية المهيمنة
ترامب والسلطوية المهيمنة

بوابة الأهرام

timeمنذ 15 دقائق

  • بوابة الأهرام

ترامب والسلطوية المهيمنة

فى بداية 2025 أعلن نائب الرئيس الأمريكى دى فانس أن الخطر بالنسبة لأوروبا يأتى من الداخل... ولكن يرى المراقبون أن الخطر فى الواقع يأتى من الخارج ومن الولايات المتحدة نفسها التى تريد الإنفصال عن أقدم حليف وتهاجم كل تحركاته وأفعاله بما فيها مساندة أوكرانيا فى مواجهة أعز صديق لترامب فلاديمير بوتين.. إن المساس بأوروبا ليس هينا أو بسيطا بالنسبة للولايات المتحدة، كما أن القارة العجوز لاتستطيع أن تتخلى عن أمريكا أيضا، فالقضية تتعلق بصداقة قديمة وذات حميمية تاريخية، ولا شك أن هناك علاقة فريدة من نوعها ومتبادلة تربط أمريكا بأوروبا... إن الجنود الفرنسيين جاءوا لمحاربة البريطانيين بهدف مساندة الحرية الأمريكية، كما أن جزءا من أوروبا الذى تعرض للعنف وجد فى الولايات المتحدة ملجأ آمنا… إن العسكريين الأمريكيين أسرعوا لنجدة أوروبا فى الحربين العالميتين الأولى والثانية. وعقب 1945 شكلت أوروبا والولايات المتحدة جبهة موحدة ضد روسيا الستالينية، قبل أن تتخلى عن الشيوعية، المؤيدون لترامب يريدون الآن معالجة «المريض الأوروبي» وتدافع الآن الحكومة الأمريكية عن «تحالف حضارى» يضم أحزاب اليمين المتطرف الذى يقاسمها القيم المسيحية الجوهرية. يفيد تحليل مجلة «القارة الكبيرة» والذى يتناول حجج اليمين الدينى الذى يحكم واشنطن ويطالب بـ«تغيير الأنظمة السياسية بأوروبا» مثل التجمع الوطنى بفرنسا وأمثاله من الأحزاب اليمينية فى ألمانيا وبولندا وإنجلترا والمجر أن قياداتها التى تؤمن بالسلطة المطلقة تؤكد ان أوروبا تهدد حرية التعبير بإقامة إجراءات خاصة بالمضامين الرقمية وتتهم أوروبا بأنها تخنق الديمقراطية من خلال أمثلة مضادة مثل الاستفتاءات التى ينظمها الروس فى أوكرانيا فى حين أنهم خبراء ومرجع مهم على مستوى التلاعب الانتخابي... إن اليمين المسيحى وفقا للمراقبين أصبح منذ عصر ريجان ركيزة ومدافعا غير مشروط للحزب الجمهوري.. إن المجتمع الأكثر مادية وفردية على وجه الأرض يمتلكه اليمين المسيحى بمعالجته لمنع الإجهاض ــ حتى فى حالة الاغتصاب ــ ورفض الزواج للجميع ومنع وسائل منع الحمل. ويرى هذا المجتمع ان الله قد خلق الكرة الأرضية وكل الأصناف والفصائل والأنواع مرة واحدة. هذه الأيديولوجية وفقا لعلماء الاجتماع تتجاهل داروين مؤسس التطور العلمى وتقاوم الاستنارة والتقدم. ويؤكد المراقبون أن المؤسسة الأمريكية القومية للعلوم التى أنشئت 1950 والتى لعبت دورا رياديا فى الابتكارات العالمية ويعمل بها 1500 عالم مهددة بسبب إجراءات تخفيض الميزانية الأمريكية. إن الترامبية المنبهرة بالائتلافات السياسية ـ الدينية التى تخلط بين القومية ـ الشعبوية والسلطوية تنوى تحييد جميع السلطات التى صنعت قوة الدستور الأمريكي. ويرى المحللون أن ترامب يهاجم القضاة ويتلاعب باستقلال القضاء.. وبعد أن شلت المحاكم قراراته حول رسوم الجمارك وترحيل الطلبة الأجانب اتهم الرئيس الأمريكى القضاة بأنهم يساريون..إن ترامب عندما يستعرض توقيعه اليومى لقراراته الرئاسية على الملء فهو ينتهج أسلوب الديكتاتور الذى يتمتع بسلطة مطلقة.. انه يتصور انه «أبو الأمة» وانه منتخب لمدى الحياة وانه لن يساءل أبدا. ويتصور أنه يملك تصريحا قانونيا مطلقا على الزمن وعلى المؤسسات وعلى القانون وعلى دولة القانون. وبالنسبة لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار فى غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر فلقد أثار استنكارا لدى بقية أعضاء مجلس الأمن لأنه يعطى صلاحيات لإسرائيل ومجرم الحرب نيتانياهو باستمرار الإبادة الجماعية بغزة ويجسد انحياز إدارة ترامب لإسرائيل ويدعم جرائمها ضد الإنسانية وهو وصمة عار فى ضمير مجلس الأمن، ولابد من ممارسة جهود دبلوماسية ضاغطة لإصلاح النظام الدولى وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تزامنا مع تعديل ميثاق الأمم المتحدة التى أصبحت غير جديرة بثقة المجتمع الدولى من أجل الحفاظ على الأمن الدولى وإقرار العدالة وردع الهولوكوست الغزاوى وإبادة الشعب الفلسطينى الذى يتحمل مالم يتحمله أى شعب عبر تاريخ الإنسانية.

محمود الشاذلى يكتب : تعالوا نتصدى لضلالات النفس ، وخداع المحبه الزائفه .
محمود الشاذلى يكتب : تعالوا نتصدى لضلالات النفس ، وخداع المحبه الزائفه .

الدولة الاخبارية

timeمنذ 23 دقائق

  • الدولة الاخبارية

محمود الشاذلى يكتب : تعالوا نتصدى لضلالات النفس ، وخداع المحبه الزائفه .

الجمعة، 13 يونيو 2025 12:47 صـ بتوقيت القاهرة الكيد للناس على خلفية الخلاف خطيئة مجتمعية تستوجب ردع مرتكبيها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان من الطبيعى أن يتمخض عن الصراعات المجتمعيه تنامى ظاهرة إنعدام الإحترام بين الناس فى التعامل والتعايش وحتى السلوك ، الذى بتناميه ألقى ظلالا من الشك حول وجود مجتمعى صادق للكيانات الأسريه المحترمه ، بل ويدمر كل معنى نبيل ينشده الناس منطلقا لهم بالحياه ، إلى الدرجه التى جعلت الناس يدركون أن التجاوز والتدنى بات منطلقا لتشويه أى جهد طيب يبذل ، أو هدف نبيل كان منطلقا للخلاف ، من أجل ذلك كان التصدى لضلالات النفس ، وخداع المحبه الزائفه الذى بات سمه أساسيه فى حياة الناس من الواجبات المحتمه ، والعمل على تصويب مسلك الشاردين ، وتوضيح الحقائق ، لعلنا نستطيع تهيئة المناخ وضبط مجريات الأحداث ، وتنبيه الغفلى لكارثة تشويه الناس ، وتصدير المهازل والمساخر فى مجريات حياتهم ، وضرورة الإنتباه أيضا لمصيبة النتائج التى تترتب عن تعميق نهج المراوغه ، وخداع الذين لم يدركوا مأساة مايتم إرتكابه من أفعال ، فيندفعون فى طريق لايدركون أنه ملىء بالأشواك ، كما يفتقدون الحق الذى هو إسم من أسماء الله تعالى رب العالمين سبحانه ، ولاأعتقد أنه يختلف معى أحدا كائنا من كان على ذلك اللهم إلا من تعمق لديهم هذا النهج . أصبحت أخشى أن يفتقد الناس لأقل مراتب الإنسانيه تأثرا بإدراك أنه لم يعد يتأثر البعض من هؤلاء إلى أبعاد مايحدث من ترديات ، ومايخطط من أفعال ، تأثرا بمايتعايشون معه من حوادث تزلزل الكيان ، وتدمى القلوب ، وتعمل على تشويه أى عطاء تشويها بشعا يتنافى مع الحد الأدنى من الأخلاق الكريمه التى يجب أن يتحلى بها الإنسان قبل أخاه الإنسان ، فالنبحث فى المضمون ، ونهتم بالتفاصيل ، وننتبه لتلك الأفعال التى تعمق الخلافات ، وتدمر الكيانات العائله فى النفوس حتى وإن كان لها واقع مجتمعى عبر وريقات تم وضعها فى الجهة الإداريه يمكن أن تكون واقعا هى والعدم سواء . بحق الله كباحث وراصد ومحلل لأننى لست جزءا منها ، الأمر فى حاجه لعقلاء وأصحاب نفوس طيبه ، بداخلهم خير يتصدوا لأصحاب هذا النهج بإيجابيه ، وينقذوا المضللين فى أى شأن ، لأن مايحدث إنطلاقا من هذا النهج لايضر فقط بالناس ، بل يصدر صورة فى منتهى البشاعه لسلوك البشر ونمط تفكيرهم ، وهذا لاشك أمر جلل وخطير أتصور أنه لايقبل به أى مواطن مخلص لبلده محب لأهله .. بحق الله أطرح ذلك إنطلاقا من واقع الحياه وحسبة لله تعالى ، وإحتراما لكل الكرام الباحثين عن الحقيقه الذين ينشدون الصدق ، ويعمقون اليقين بالحق ، مؤكدا على أن كشف العوار وعلاج الخلل من أفضل الأعمال ، وكذلك بذل الجهد لخدمة الأهل والأحباب ، وتصحيح المفاهيم من أعظم مايتمتع به الإنسان فى حياه بات الصدق فيها مستهجن ، والكذب من المسلمات ، والحب يتعجب له الناس ، والكراهيه يتعايش معها كل البشر . خلاصة القول .. إن إفتقاد الصدق هو إفتقاد للقيمه ، وماطرحته ماهو إلا تحليل لواقع مرير وأليم شمل كيانات مجتمعيه ، ومحاوله لتنبيه الغفلى حتى من الذين يبتهجون بالتجاوز فى حق مخالفيهم خاصة على المستوى المجتمعى ، ويبقى علينا ألا نتوقف كثيرا أمام تلك الترديات ، ونجتهد ببث الأمل فى النفوس ، وتطييب خاطر الناس ، ودفعهم للعطاء بإيجابيه ، والعمل على تعميق الحب اليقينى والحقيقى والخالى من الزيف ، والسعى لتصحيح المفاهيم المغلوطه ، وترميم النفوس التى طالها الإحباط ، وسيطر عليها التردى ، وهذا لن يتأتى إلا بتوضيح الحقائق ، وتعميق الفضائل التى يجب أن نتمسك بها بعد أن أصبحنا فى زمن الهزل . يبقى الحمد لله تعالى رب العالمين أن أنعم على بنى البشر بالإبتعاد عن الذين يتعمق لديهم نهج سوء الخلق والكيد لعباد الله ، إستغلالا لمنصب ، هو لامحاله زائل ، وعدم إدراك أن الخلاف الذى هو من سنة الحياه ، لايعنى التدمير ، والتآمر ،والتشويه ، والتخلى عن الأخلاق الحميده وفضيلة الإحترام ، ولله الأمر من قبل ومن بعد . على أية حال بهدوء ، وتأمل ، يكون تحليل واقعنا الأليم ، لعلنا ندرك الحقيقه . الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store