محمد الشعراني سائق أجرة...المسرحيون السوريون يخشون مصير الكتّاب والتشكيليين
"في يوم المسرح العالمي: تكسي أبو جودي… الطلب بـ10 ليرة!". ستختصر هذه العبارة التي كتبها المخرج والممثل المسرحي محمد الشعراني، على صفحته الشخصية في الفيس بوك، حال "أبي الفنون في سوريا". فالشعراني، الذي كتب وأخرج الكثير من أعمال المونودراما، ومثل في عروض مهمة مثل "النمور في اليوم العاشر" و"خارج السرب"، لم يجد مفراً اليوم، من العمل على سيارته الخاصة، كسائق تاكسي بأجرة رخيصة، داخل مدينته سلميّة، ليس لأن المسرح لا يطعم خبزاً فقط، بل بسبب غياب الداعمين والمتحمسين وربما موت الشغف!
أكثر من ستة أشهر على انتصار الثورة وسقوط النظام، ولم تشهد مسارح دمشق أو غيرها من المدن السورية، رفع الستارة إيذاناً ببدء عرض جديد! فالمسرح القومي متوقف تماماً عن العمل، ومعظم المراكز الثقافية التابعة للوزارة، مغلقة بلا نشاطات، سوى ما يجتهد به بعض أهالي البلدات والقرى، من أمسيات وندوات، يرونها ضرورية لنشر الوعي في هذه المرحلة.
يقول الشعراني: "لسنا بخير كمسرحيين. والمسرح ليس بخير. عاد يوم المسرح العالمي في 27 آذار الماضي، من دون أن نتمكن من تقديم اي عمل هذا العام! نتمنى أن نكون بخير. بعيداً من المتسلقين والمحبطين. نتمنى فضاء أوسع نحلق فيه، ننشر المحبة والأمل، فنحن مازلنا محكومين بالأمل. محكومون بقيم الحق والخير والجمال".
ويبدو أن الأمل، الذي تحدث عنه الراحل سعد الله ونوس، في كلمته لليوم العالمي للمسرح1997، لم يكن كافياً لبث الحيوية في "أبي الفنون"، فقد هاجر معظم المخرجين والممثلين باتجاه الدراما، نتيجة ضعف الإمكانات وتدني الموازنات، كما لم تظهر حتى الآن، بوادر من الحكومة الجديدة، تشرح نظرتها للعمل الثقافي والفني، فدار الأوبرا مغلقة، لولا أعمال بسيطة يقدمها القطاع الخاص في الدار عبر استئجار إحدى الصالات.
وإلى جانب هموم المسرح، المتراكمة منذ عقود طويلة، يحضر عامل التوجّس من السياسات الثقافية الجديدة، وسقف الحريات المتاح، وينتظر المسرحيون ليعرفوا، هل المسرح موجود أصلاً، في أجندة حكومة محافظة وميّالة للماضي؟
يستشهد المسرحيون بما حصل في نقابات ثقافية مهمة، مثل اتحاد التشكيليين السوريين واتحاد الصحافيين واتحاد الكتّاب العرب، التي عُزلت قياداتها، ثم عُيّن أشخاص لا رصيد لهم وبعيدون تماماً من المشهد؟ ويقولون: طالما ألغوا الانتخابات في هذه النقابات، ولجأوا إلى سياسة التعيين، فهذا يعطي انطباعاً عن طبيعة المشهد الثقافي والفني للأيام المقبلة، خصوصاً في مجال المسرح الذي يمكن أن يعتبروه بدعة"!
يرجع الشعراني، إلى ما حصل مع جدّنا أبي خليل القباني، مؤسس المسرح الغنائي العربي، ويقول: "اتُّهم القباني بالموبقات، وهاجمه شيوخ دمشق وشكوه للوالي، كما أرسلوا الصِّبية خلفه في الشوارع، وهم ينادون: ارجع كارك أحسنلك!".
أحد الكتّاب المسرحيين السوريين المعروفين، شاء التعبير عن المشهد المسرحي بشكل شعري، مع حرصه على عدم ذكر اسمه تحسباً للمتربصين، فقال: "فليأتِ الزلزال، لن يجد ما يأكله، لن يجد إلا حطام قلوبٍ قلبتها اللوعة كدجاجات على منقل شواء، فليأتِ الزلزال الرحيم على هيئة أبٍ غاضب أو جدٍّ من أجدادنا الأشاوس، بُعِث للتو من قبره العالي، فوجَدنا على ما نحن عليه من التربص والشكوى".
أحد المسؤولين عن الشأن الثقافي، في الحكومة السابقة، قال في لقاء مع الفنانين التشكيليين، إن التشخيص في الرسم غير مستحب، أما فن النحت فهو مرفوض تماماً! وهو ما دفع فنانين في مجالات أخرى للتساؤل، ما مصير المسرح والسينما إذن؟
مصدر خاص في وزارة الثقافة، قال لـ"المدن" إن هذا الكلام مبالغ فيه، وإن الوزارة منهمكة في إعادة هيكلة مديرياتها، من أجل عودة عجلة إنتاج الفنون للدوران، وفي مقدمتها المسرح. وأضاف: "في لقاء جمع مسؤولي الثقافة بالرئيس الشرع، أكد الأخير دعمه لجميع أنواع الفنون وفي مقدمتها المسرح، واعداً بتقديم كل أساليب الدعم الممكنة للفن السوري بأنواعه كافة". لكن هذا التصريح الرسمي، لا يبدد التوجس عند الفنانين، فيتساءل أحدهم: "ومَن يضمن لنا، ألا تدخل عناصر مسلحة إلى المسرح أثناء العرض، فتقوم بإطلاق النار، طالبة من الناس المغادرة؟".
يعلق الكاتب المسرحي الشهير، بالشعر، حاذفاً اسمه بدافع التوجس وغموض الانتظار، فيقول: "فليأتِ الزلزال، ويخلع رقبتنا جميعاً… أبرياء ومجرمين. سادة ومعدمين. فليأتِ اللهم آمين. على الضالين والمضلين. على النباتيين واللاحمين… على التائبين والخطّائين.. فليأتِ المأمون المؤتمن الأمين، فلن يجد ما يأكله هنا، سوى أطفال تحجروا… وثعابين!". نخبر الكاتب الشهير، بأنه مغرق في التشاؤم والاعتماد على الرموز السوداوية في تصوير المشهد المسرحي المتوقع مستقبلاً. فيقول: "فلننتظر انتهاء الهيكلية في وزارة الثقافة، لتعلن توجهها ونهجها حول الفنون، فهو الفيصل في ما نقول".
وبالمقارنة مع الأعمال المسرحية السورية التي قدمت خلال الثورة في المنفى، توقع الكثيرون أن تبدأ حركة مسرحية نشطة، فور سقوط النظام، لكن مسرح الشتات السوري، بقي متفوقاً حتى الآن على مسرح الداخل، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على سقوط النظام الأسدي وانتصار الثورة. وقد اشتهرت أعمال في مسرح الشتات مثل: "الخوف من التنفس" للمخرجة زوي لافرتي، وعرضت في لندن العام 2012، و"فيك تطلع عالكاميرا" لمحمد العطار 2012 وعرضت في باريس 2017، في حين عرضت مسرحية "حبك نار" لمُضر الحجي في برلين في العام نفسه. ولمعت في الشتات أيضاً تجربة الأخوين ملص من خلال فرقة "يوميات ديكتاتور صغير".
(أبو خليل القباني)
ثمة أنباء تفيد بأن المخرج محمد حميرة في صدد تقديم مسرحية قريباً بعنوان "سوق الأسئلة"، مأخوذة عن رواية الراحل فؤاد حميرة "رصاصة"، في مسرح القباني بدمشق. كما أن عرضاً قُدم في آذار الماضي، بعنوان "قراءات ممسرحة"، على خشبة القباني، إلا أن هذا العرض اليتيم، لا يبدو كافياً بالنسبة إلى مسرح تاريخي اشتُهر بتقديم الكثير من الأعمال المهمة. فما زال مسرح الحمرا مقفلاً، لم تشهد منصته أي عرض!
المصدر الخاص بـ"المدن" في وزارة الثقافة، يتحدث عن إعادة النظر في أجور المسرحيين، ليتم حسمها قريباً، بحيث تكون منصفة للجهد الذي يبذلونه طوال مدة التدريب والتقديم. ويضيف: "إذا حلّت هذه المشكلة، تمكنّا من إيقاف ظاهرة الهجرة من المسرح إلى التلفزيون".
ويبقى فضاء الحريات، وطبيعة الرقابة التي ستمارس على النصوص المسرحية، هاجساً إضافياً يحسب له المسرحيون ألف حساب. فما جرى مع اتحاد الناشرين السوريين مؤخراً، يؤكد أن الرقابة ستواصل ممارسة عملها، على عكس ما تخيل البعض بعد انتصار الثورة، فقد طالب "مكتب التقييم الإعلامي" جميع الناشرين، بنيل الموافقات على مطبوعاتهم قبل بيعها في المكاتب أو مشاركتها في المعارض الداخلية والخارجية.
ويبدو أن وزارة الثقافة، كما يقول المسرحي الشعراني، تضع المسرح في أسفل لائحتها للتطوير والهيكلة، نظراً للتعقيدات الكثيرة في هذا الملف، وارتباطه بالدرجة الأولى بتوفير الموازنات الكافية التي ترضي المسرحيين وتشجعهم على الانطلاق بأعمال جديدة ومختلفة. وحتى نسمع الإعلان عن أول عرض للمسرح القومي بعد سقوط النظام، سيبقى أبو الفنون منتظراً رؤية أبنائه يحتشدون في الصالات، يصفقون ويصيحون: برافووو!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 3 أيام
- المدن
محمد الشعراني سائق أجرة...المسرحيون السوريون يخشون مصير الكتّاب والتشكيليين
"في يوم المسرح العالمي: تكسي أبو جودي… الطلب بـ10 ليرة!". ستختصر هذه العبارة التي كتبها المخرج والممثل المسرحي محمد الشعراني، على صفحته الشخصية في الفيس بوك، حال "أبي الفنون في سوريا". فالشعراني، الذي كتب وأخرج الكثير من أعمال المونودراما، ومثل في عروض مهمة مثل "النمور في اليوم العاشر" و"خارج السرب"، لم يجد مفراً اليوم، من العمل على سيارته الخاصة، كسائق تاكسي بأجرة رخيصة، داخل مدينته سلميّة، ليس لأن المسرح لا يطعم خبزاً فقط، بل بسبب غياب الداعمين والمتحمسين وربما موت الشغف! أكثر من ستة أشهر على انتصار الثورة وسقوط النظام، ولم تشهد مسارح دمشق أو غيرها من المدن السورية، رفع الستارة إيذاناً ببدء عرض جديد! فالمسرح القومي متوقف تماماً عن العمل، ومعظم المراكز الثقافية التابعة للوزارة، مغلقة بلا نشاطات، سوى ما يجتهد به بعض أهالي البلدات والقرى، من أمسيات وندوات، يرونها ضرورية لنشر الوعي في هذه المرحلة. يقول الشعراني: "لسنا بخير كمسرحيين. والمسرح ليس بخير. عاد يوم المسرح العالمي في 27 آذار الماضي، من دون أن نتمكن من تقديم اي عمل هذا العام! نتمنى أن نكون بخير. بعيداً من المتسلقين والمحبطين. نتمنى فضاء أوسع نحلق فيه، ننشر المحبة والأمل، فنحن مازلنا محكومين بالأمل. محكومون بقيم الحق والخير والجمال". ويبدو أن الأمل، الذي تحدث عنه الراحل سعد الله ونوس، في كلمته لليوم العالمي للمسرح1997، لم يكن كافياً لبث الحيوية في "أبي الفنون"، فقد هاجر معظم المخرجين والممثلين باتجاه الدراما، نتيجة ضعف الإمكانات وتدني الموازنات، كما لم تظهر حتى الآن، بوادر من الحكومة الجديدة، تشرح نظرتها للعمل الثقافي والفني، فدار الأوبرا مغلقة، لولا أعمال بسيطة يقدمها القطاع الخاص في الدار عبر استئجار إحدى الصالات. وإلى جانب هموم المسرح، المتراكمة منذ عقود طويلة، يحضر عامل التوجّس من السياسات الثقافية الجديدة، وسقف الحريات المتاح، وينتظر المسرحيون ليعرفوا، هل المسرح موجود أصلاً، في أجندة حكومة محافظة وميّالة للماضي؟ يستشهد المسرحيون بما حصل في نقابات ثقافية مهمة، مثل اتحاد التشكيليين السوريين واتحاد الصحافيين واتحاد الكتّاب العرب، التي عُزلت قياداتها، ثم عُيّن أشخاص لا رصيد لهم وبعيدون تماماً من المشهد؟ ويقولون: طالما ألغوا الانتخابات في هذه النقابات، ولجأوا إلى سياسة التعيين، فهذا يعطي انطباعاً عن طبيعة المشهد الثقافي والفني للأيام المقبلة، خصوصاً في مجال المسرح الذي يمكن أن يعتبروه بدعة"! يرجع الشعراني، إلى ما حصل مع جدّنا أبي خليل القباني، مؤسس المسرح الغنائي العربي، ويقول: "اتُّهم القباني بالموبقات، وهاجمه شيوخ دمشق وشكوه للوالي، كما أرسلوا الصِّبية خلفه في الشوارع، وهم ينادون: ارجع كارك أحسنلك!". أحد الكتّاب المسرحيين السوريين المعروفين، شاء التعبير عن المشهد المسرحي بشكل شعري، مع حرصه على عدم ذكر اسمه تحسباً للمتربصين، فقال: "فليأتِ الزلزال، لن يجد ما يأكله، لن يجد إلا حطام قلوبٍ قلبتها اللوعة كدجاجات على منقل شواء، فليأتِ الزلزال الرحيم على هيئة أبٍ غاضب أو جدٍّ من أجدادنا الأشاوس، بُعِث للتو من قبره العالي، فوجَدنا على ما نحن عليه من التربص والشكوى". أحد المسؤولين عن الشأن الثقافي، في الحكومة السابقة، قال في لقاء مع الفنانين التشكيليين، إن التشخيص في الرسم غير مستحب، أما فن النحت فهو مرفوض تماماً! وهو ما دفع فنانين في مجالات أخرى للتساؤل، ما مصير المسرح والسينما إذن؟ مصدر خاص في وزارة الثقافة، قال لـ"المدن" إن هذا الكلام مبالغ فيه، وإن الوزارة منهمكة في إعادة هيكلة مديرياتها، من أجل عودة عجلة إنتاج الفنون للدوران، وفي مقدمتها المسرح. وأضاف: "في لقاء جمع مسؤولي الثقافة بالرئيس الشرع، أكد الأخير دعمه لجميع أنواع الفنون وفي مقدمتها المسرح، واعداً بتقديم كل أساليب الدعم الممكنة للفن السوري بأنواعه كافة". لكن هذا التصريح الرسمي، لا يبدد التوجس عند الفنانين، فيتساءل أحدهم: "ومَن يضمن لنا، ألا تدخل عناصر مسلحة إلى المسرح أثناء العرض، فتقوم بإطلاق النار، طالبة من الناس المغادرة؟". يعلق الكاتب المسرحي الشهير، بالشعر، حاذفاً اسمه بدافع التوجس وغموض الانتظار، فيقول: "فليأتِ الزلزال، ويخلع رقبتنا جميعاً… أبرياء ومجرمين. سادة ومعدمين. فليأتِ اللهم آمين. على الضالين والمضلين. على النباتيين واللاحمين… على التائبين والخطّائين.. فليأتِ المأمون المؤتمن الأمين، فلن يجد ما يأكله هنا، سوى أطفال تحجروا… وثعابين!". نخبر الكاتب الشهير، بأنه مغرق في التشاؤم والاعتماد على الرموز السوداوية في تصوير المشهد المسرحي المتوقع مستقبلاً. فيقول: "فلننتظر انتهاء الهيكلية في وزارة الثقافة، لتعلن توجهها ونهجها حول الفنون، فهو الفيصل في ما نقول". وبالمقارنة مع الأعمال المسرحية السورية التي قدمت خلال الثورة في المنفى، توقع الكثيرون أن تبدأ حركة مسرحية نشطة، فور سقوط النظام، لكن مسرح الشتات السوري، بقي متفوقاً حتى الآن على مسرح الداخل، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على سقوط النظام الأسدي وانتصار الثورة. وقد اشتهرت أعمال في مسرح الشتات مثل: "الخوف من التنفس" للمخرجة زوي لافرتي، وعرضت في لندن العام 2012، و"فيك تطلع عالكاميرا" لمحمد العطار 2012 وعرضت في باريس 2017، في حين عرضت مسرحية "حبك نار" لمُضر الحجي في برلين في العام نفسه. ولمعت في الشتات أيضاً تجربة الأخوين ملص من خلال فرقة "يوميات ديكتاتور صغير". (أبو خليل القباني) ثمة أنباء تفيد بأن المخرج محمد حميرة في صدد تقديم مسرحية قريباً بعنوان "سوق الأسئلة"، مأخوذة عن رواية الراحل فؤاد حميرة "رصاصة"، في مسرح القباني بدمشق. كما أن عرضاً قُدم في آذار الماضي، بعنوان "قراءات ممسرحة"، على خشبة القباني، إلا أن هذا العرض اليتيم، لا يبدو كافياً بالنسبة إلى مسرح تاريخي اشتُهر بتقديم الكثير من الأعمال المهمة. فما زال مسرح الحمرا مقفلاً، لم تشهد منصته أي عرض! المصدر الخاص بـ"المدن" في وزارة الثقافة، يتحدث عن إعادة النظر في أجور المسرحيين، ليتم حسمها قريباً، بحيث تكون منصفة للجهد الذي يبذلونه طوال مدة التدريب والتقديم. ويضيف: "إذا حلّت هذه المشكلة، تمكنّا من إيقاف ظاهرة الهجرة من المسرح إلى التلفزيون". ويبقى فضاء الحريات، وطبيعة الرقابة التي ستمارس على النصوص المسرحية، هاجساً إضافياً يحسب له المسرحيون ألف حساب. فما جرى مع اتحاد الناشرين السوريين مؤخراً، يؤكد أن الرقابة ستواصل ممارسة عملها، على عكس ما تخيل البعض بعد انتصار الثورة، فقد طالب "مكتب التقييم الإعلامي" جميع الناشرين، بنيل الموافقات على مطبوعاتهم قبل بيعها في المكاتب أو مشاركتها في المعارض الداخلية والخارجية. ويبدو أن وزارة الثقافة، كما يقول المسرحي الشعراني، تضع المسرح في أسفل لائحتها للتطوير والهيكلة، نظراً للتعقيدات الكثيرة في هذا الملف، وارتباطه بالدرجة الأولى بتوفير الموازنات الكافية التي ترضي المسرحيين وتشجعهم على الانطلاق بأعمال جديدة ومختلفة. وحتى نسمع الإعلان عن أول عرض للمسرح القومي بعد سقوط النظام، سيبقى أبو الفنون منتظراً رؤية أبنائه يحتشدون في الصالات، يصفقون ويصيحون: برافووو!


صدى البلد
منذ 3 أيام
- صدى البلد
مصطفى بكري يناشد مباحث الإنترنت بالتدخل وإلغاء صفحة مزيفة له
أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن هناك صفحة عبر موقع التواصل الإجتماعي 'الفيس بوك'، غير خاصة بي، مناشدا مباحث الإنترنت بالتدخل وإلغاء هذه الصفحة التي تحتوي على صور مسيئة ومخلة بالأداب. وقال مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج 'حقائق وأسرار'، عبر فضائية 'صدى البلد'، أن مثل تلك الأمور تدعو للاستياء وأناشد الجهات المعنية بألغاء هذه الصحفة والغائها، لأنها ليست صفتي وينشر بها صور مخلة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه الصفحة وكان الإعلامي مصطفى بكري، تقدم ببلاغ إلى مباحث الإنترنت ضد صفحة مزيفة تنتحل صفته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي مؤكدا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه الصفحة.

المدن
٣١-٠٥-٢٠٢٥
- المدن
شكران مرتجى لـ"المدن":أصنع بطولتي ولو بدَور ثانٍ...ومتفائلة بمستقبل سوريا
لا تخفي الممثلة السورية شكران مرتجى تفاؤلها بمستقبل سوريا، مؤكدة أن التفاؤل بطبعها، وعندما سئلت عن مشاريعها المقبلة قالت: "الفن تحصيل حاصل والأهم أن تكون سوريا بخير. الفن يحتاج الى بيئة حاضنة وطبيعية وصنّاع الدراما يتمهلون بعض الشيء لكي يحددوا مخططاتهم للفترة المقبلة ويباشروا بتنفيذها، لكني متفائلة دائماً". وعن الدور الذي تنتظره قالت مرتجى في حديث مع "المدن": "لا دور معيناً، لكن ربما يعرض عليّ أحياناً دور فأقول هذا هو الدور الذي أتمناه، لكني أتمنى في المرحلة الحالية دوراً اجتماعياً خصوصاً أني أصبحت في عمر الأم، وأدوار الأمهات فيها غنى كبير لأنها تضم حالات كثيرة، فهي الأم والزوجة والأخت والعاملة". وإذا كانت تشترط أن تطل في أدوار البطولة قبل الموافقة على أي دور، بعدما تقاسمت مع باسم ياخور وسلوم حداد البطولة في مسلسل "قطع وريد" مؤخراً، قالت مرتجى: "كنت بطلة في مسلسل جميل وهناء رغم أني لم أكن بطلة العمل. أنا أصنع من دوري وأجعله دوراً أساسياً ومحورياً ومحركاً للأحداث. أحياناً يكون الدور الثاني هو دور البطولة، لكنهم يسمونه دوراً ثانياً من دونه يفشل المسلسل". في "يوميات جميل وهناء" في المقابل، لا تهتم مرتجى بأن يكون اسمها الأول في ترتيب الأسماء كما يفعل بعض النجوم: "لا أقبل إلا أن يكون اسمي في المكان المناسب، لكن عندما يكون دور غيري أكبر من دوري فمن الطبيعي أن يكون اسمه الأول، وهذا الامر لا يزعجني أبداً، لكني لا أقبل أن يكون اسمي العاشر بين الأسماء بل يجب أن يُدرج في الترتيب المناسب بالاتفاق مع المخرج وشركة الإنتاج وبما يليق به وبتاريخي ومسيرتي الفنية". مرتجى التي خاضت تجربة التمثيل في الدراما التركية المعرّبة من خلال مسلسل "لعبة حب"، أكدت أنها تتمنى تكرارها في أعمال أخرى لاحقة: "كل الفنانين الذين خاضوا تجربة تمثيل النسخ المعرّبة، يحبون تكرارها، ومن يقول العكس يكون كاذباً، لأن ظروف التصوير مريحة كما أنها توفر للممثل الراحة المادية والمعنوية والنفسية، وكل شيء فيها يكون على الأصول". وعن الانتقادات التي تطاول مضمون تلك الأعمال، أشارت مرتجى إلى أن بعضها يتم تقديمه بما يتناسب مع مجتمعنا: "هي نسخة مأخوذة عن عمل تركي والشركة المنتجة واضحة في هذا الأمر ولذلك لا داعي للبحث عن الأخطاء لأنها لم تدّع أبداً بأن المسلسل من تأليفها وإخراجها، أما من يرى فيها تطويلاً، فبإمكانه مشاهدة نوع آخر من الأعمال، ولو لم يكن هذا النوع ناجحاً لما استمرت محطة كبيرة مثل أم بي سي في إنتاجه، فهو يحظى بمشاهدة عالية ويؤمن لها نسبة من الأرباح". ورداً على من يرى أن الدراما المعربة سرقت النجوم وغيّبتهم عن الدراما المحلية، خصوصاً في رمضان، أجابت مرتجى: "بعض النجوم يغض الطرف عن الموسم الرمضاني لترتيب أوضاعه. ورغم أن تجربتي في هذا النوع لا تتعدى العمل الواحد، لكني أحبها على كافة الأصعدة، عدا عن أنها أضافت إليّ فنياً لأن الأتراك محترفون جداً وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ومن يعمل في امُعرّب وفي تجارب درامية أخرى لا بد أن يقارن بينهما". وتوافق مرتجى على أن هذه الدراما شكلت محطة مهمة في مسيرتها في السنوات الأخيرة، لكنها ليست الأهم، بل هنالك "سي بي أم" و"ديو المشاهير" رغم أنه ليس مسلسلاً، وهذه السنة كان مسلسل "قطع وريد" من أهم المسلسلات لأنه بطولة مطلقة مع باسم ياخور وسلوم حداد، حسب تعبيرها. في "قطع وريد" وعما إذا كان تقديمها لدور البطولة في مسلسل "قطع وريد" "جبر بخاطرها" أوضحت: "لا، بل أنا جبرت بخاطره. شعرت بسعادة كبيرة لأنه برز في رمضان ولأن جهدنا فيه كان واضحاً، واستطاع أن يفرض نفسه مقارنة مع تجارب ضخمة عرضت بالتزامن معه وتقف وراءها شركات إنتاج كبيرة، رغم أني كنت أتمنى لو أنه تم عرضه في أكثر من محطة لكي يحظى بنسبة مشاهدة أكبر، علماً أنه حلّق بعد الحلقة الـ15 واستقطب متابعة الناس، وكان من المفترض أن ينال حقه أكثر، لكن دخوله المنافسة الرمضانية أمر لا يمكن الاستهانة به خصوصاً في ظل الظروف التي نعيشها والتسويق لبعض الأعمال بشكل كبير وإنتاج المحطات الكبيرة لبعض الأعمال". مرتجى التي يضم أرشيفها الفني عدداً كبيراً من الأعمال، ترى أن الفن أنصفها في السنوات الأخيرة لكنها تقول: "الأعمال التي قدمتها في مراحل متفرقة أسست لهذا الإنصاف. كان يفترض أن تعطيني مرحلة الثلاثينات أكثر، لأني كنت قادرة على تقديم أدوار لم أقدمها ولا أنكر أني تعرضت لظلم كبير، والتعويض بدأ قبل 10 سنوات تقريباً. وبشكل عام كل عمل جيد يعوّض على الفنان، بعيداً من الاعتبارات الزمنية، مثلاً مسلسل وردة شامية عوضني عن أعمال قدمتها قبله وهو أنصفني كثيراً. وأحياناً يأتي الإنصاف من لقاء إعلامي أو من مهرجان ما". في "وردة شامية" في المقابل اعترفت مرتجى بأن الفرص لا تتاح لكل الممثلين بشكل متساوٍ، كما كل شيء في الحياة: "هذا الأمر يجب أن تُسأل عنه شركات الإنتاج لأني كممثلة أقوم بعملي على أكمل وجه، لكن هناك ممثلين تصلهم الفرص على طبق من ذهب، أحياناً بسبب الشكل، وأحياناً بسبب الحظ، أو الإثنين معاً، كما أن الجمهور يلعب دوراً كبيراً في تحديد الممثلين الذين يجب أن يتواجدوا في الساحة، إضافة إلى دور المحطات والسياسة. كل شيء يتدخل في الفن".