
المرأة في مجال الرياضة: قصص تحديات وإنجازات
استطاعت المرأة في مجال الرياضة أن تحدث فرقًا واضحًا على مرّ العصور، وأثبتت أن الرياضة، التي كانت في الأصل حكراً على الرجال،أنها قد تغيرت وذلك على مرّ التاريخ بفضل الإنجازات التي حققتها النساء، فقد كانت بعضهن ضحايا للتمييز، لكن نضالهن وإنجازاتهن شكلت سابقة وأصبحت مصدر إلهام لكثيرات أخريات، ولقد نما الاهتمام بالرياضة النسائية في العقود الأخيرة، لكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به قبل تحقيق المساواة الحقيقية.
المرأة في تاريخ الرياضة
الرياضة التنافسية قديمة منذ قرون
إن الرياضة التنافسية قديمة منذ قرون، والواقع أن الألعاب الأوليمبية بدأت منذ زمن بعيد في اليونان القديمة عندما كانت القوة البدنية للمشاركين موضع إعجاب، ولكن شعبية الرياضة كحدث للجماهير لم تحدث إلا في النصف الأخير من القرن الحادي والعشرين في ذلك الوقت كانت البيئة ذكورية إلى حد كبير بدايةً من كرة القدم والرجبي إلى التنس والجمباز وألعاب القوى، وبقيادة عدد قليل من الرائدات العنيدات، نجحت النساء في كسر الحواجز شيئا فشيئا، وبلغن مراحل بارزة وقضين على التمييز لتحقيق شيء أصبح اليوم طبيعيا تماما.
ولقد كسرت العديد من النساء القوالب من أجل تحقيق المساواة أو لمجرد السماح لهن بممارسة الرياضة، على سبيل المثال، تم نقش اسم كاثرين سويتزر بأحرف ذهبية في تاريخ الرياضة لهذا السبب على وجه التحديد، وفي عام 1967، قاتلت بكل ما أوتيت من قوة للتغلب على الحظر الذي منع النساء من المنافسة في الماراثون، ولقد وضعت هي والعديد من النساء الأخريات سابقة بمجرد المنافسة.
ودخلت أخريات كتب التاريخ لتحقيق التميز، مثل لاريسا لاتينينا بميدالياتها الأولمبية الثماني عشرة، وفي العقود الأخيرة، مارست المزيد والمزيد من النساء الرياضة بانتظام، كما يمارسنها على أعلى مستوى.
وسنلقي الآن نظرة على رياضيات صنعن التاريخ الرياضي، ولم يفعلن ذلك فقط من خلال مسيرتهن المهنية التي لا تشوبها شائبة، بل من خلال كونهن رائدات وكسرن السقف الزجاجي، وكن مصدر إلهام وتمهيد الطريق للنساء الأخريات للسير على خطاهن.
سيرينا ويليامز
سيرينا ويليامز
اشتهرت سيرينا ويليامز بسرعة كبيرة مع شقيقتها فينوس وظلت على قمة رياضتها لأكثر من عقدين من الزمان، ولقد فازت بأربع ميداليات ذهبية أولمبية وإجمالي 39 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى: 23 منها في الفردي (رقم قياسي في العصر المفتوح لكل من النساء والرجال)، و14 في الزوجي للسيدات (مع شقيقتها فينوس) ولقبان في الزوجي المختلط.
ناديا كومانشي
ناديا كومانشي
سيظل اسم ناديا كومانشي مرتبطًا دائمًا بكلمة الكمال، وفي سن الرابعة عشرة ونصف في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1976 في مونتريال، حققت 10 نقاط (الأولى في التاريخ) في تمرين العارضتين غير المتماثلتين.
سيظل اسم ناديا كومانشي مرتبطًا دائمًا بكلمة الكمال
والموهبة والتوازن والمرونة والتركيز والقوة والكثير من التدريب جعلوا من لاعبة الجمباز الرومانية أسطورة، وخلال مسيرتها المهنية، فازت بإجمالي تسع ميداليات أولمبية واعتزلت المنافسة في عام 1981، في سن العشرين فقط.
إدورن باسابان
إدورن باسابان
وربما لا توجد امرأة أخرى في الرياضة تبتلع الأرقام القياسية مثل إدورن باسابان، وتسلقت الفتاة من غيبوزكوا جبل مونت بلانك في السادسة عشرة من عمرها، وفي الثامنة والعشرين من عمرها تغلبت بالفعل على جبل إيفرست، وهو أول جبل يبلغ ارتفاعه ثمانية آلاف متر في مسيرتها، ولكن اسمها نُقِش في كتاب سجلات تسلق الجبال عندما وصلت في السابع عشر من مايو/أيار 2010 إلى قمة شيشا بانجما (8027 متراً فوق مستوى سطح البحر) وأصبحت أول امرأة تكمل إنجاز تسلق 14 جبلاً يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف متر.
أليس كوتشمان
أليس كوتشمان
ولا يمكن فهم قصة المرأة في الرياضة بالكامل بدون شخص غير معروف تقريباً لعامة الناس وهي أليس كوتشمان، وفي عام 1900، أصبحت لاعبة التنس شارلوت كوبر أول بطلة أوليمبية، ولكن مرت 48 عاماً قبل أن تفوز امرأة سوداء بالميدالية الذهبية لأول مرة.
بينما فازت الأمريكية بالميدالية في القفز العالي في دورة لندن للألعاب الأوليمبية عام 1948، حيث تجاوزت العارضة بارتفاع 1.68 متر، وعندما عادت إلى موطنها ألباني، تم إعداد حفل تكريم لها، لكن القاعة كانت منفصلة؛ فقد رفض رئيس البلدية، الذي كان أبيض اللون، مصافحتها، واضطرت إلى مغادرة الحفل الذي كانت نجمة فيه من خلال باب جانبي.
يلينا إيسينباييفا
يلينا إيسينباييفا
فيما تحتل يلينا إيسينباييفا أيضًا مكانة في فئة الرياضيات الأسطوريات، فقد تم اختيار لاعبة القفز بالزانة، التي فازت مرتين بالميدالية الأولمبية وثماني مرات ببطولة العالم، كأفضل رياضية في العام ثلاث مرات.
ويمكننا أن نستمر في سرد إنجازاتها، لكن تفوقها على مدار عقد من الزمان في هذا المجال تجاوز الأرقام القياسية، فهي لم تكن أول امرأة تقفز فوق ارتفاع خمسة أمتار فحسب، بل إنها حطمت أيضًا رقمها القياسي العالمي في 28 مناسبة، في الهواء الطلق وفي الأماكن المغلقة، وهو أمر لن نراه مرة أخرى على الأرجح.
مارتا فييرادا سيلفا
مارتا فييرادا سيلفا
وفي البرازيل، تُعرف مارتا فييرادا سيلفا باسم مارتا فقط، وعلى نفس النحو الذي يُطلق فيه على إدسونأرانتيس دو ناسيمنتو اسم بيليه أو رونالدو يُطلق على لويس نازاريو دي ليما اسم رونالدو، كانت لمارتا مسيرة طويلة وناجحة، فقد فازت على مستوى النادي بكل شيء تقريبًا وسجلت مع فريقها 111 هدفًا في 131 مباراة، وهي أرقام مذهلة.
وبالإضافة إلى ذلك، فهي لاعبة كرة القدم الوحيدة التي فازت بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعبة في العالم خمس مرات متتالية، وأضافت إليها جائزة سادسة بعد ثماني سنوات.
نوال المتوكّل
نوال المتوكّل
عربيا يبرز دائما أسم المغربية نوال المتوكّل، التي تركت بصمة عربية مغاربيةفي ألعاب القوى، كانت المرأة العربية الأولى التي أحرزت ميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لتصبح أول امرأة أفريقية وعربية تحرز ميدالية أولمبية ذهبية. لاحقا وبعد اعتزالها، أصبحت نوال المتوكّل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية عام 1998، ووزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب 2007، وفي 2012 انتُخبت لمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب.
مريم جمال
مريم جمال
دخلت العداءة البحرينية مريم جمال تاريخ الأولمبياد، عندما أصبحت أول بحرينية تحصد ميدالية أولمبية، وهي الميدالية البرونزية، في سباق 1500 متر في2012 أولمبياد لندن، وكانت قد توّجت مرتين في بطولة العالم في سباق 1500 متر عامَيّ 2007 و2009. كما مثّلت البحرين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 في بكين.
أحلام الزيد
أحلام الزيد
الرياضية السعودية أحلام الزيد، دخلت التاريخ كونها أول بطلة لسباق الدرّاجات الهوائية في السعودية، بعد فوزها عام 2020 بالميدالية الذهبية في بطولة المملكة للدرّاجات الهوائية لفئة الشابات، وأحرزت أحلام لقب بطولة سباق السيدات للدرّاجات الهوائية الذي استضافته جامعة الملك سعود في الرياض عام 2021.
إيمان خليف
إيمان خليف
الملاكمة العربية الجزائرية إيمان خليف، التي خطفت القلوب قبل أن تخطف الميداليات، وُلدت عام 1999، ومثّلت الجزائر في عدة محافل دولية، أبرزها الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في مدينة طوكيو، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 التي حازت فيها الميدالية الذهبية، وأثناء مشاركتها في أولمبياد 2024، تعرضت إلى حملة تشويه عالمية هدفت إلى التشكيك في جنسها، وذلك بعدما فازت على منافستها أنجيلا كاريني، فاتُّهمت بالخداع بكونها متحوّلة جنسياً، لكن الأمر لم يكن إلا محاولة لتشويه سمعتها، ودافعت اللجنة الأولمبية الدولية عنها، وقادت الأميرة السعودية ريما بنت بندر سعود، سفيرة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وعضو اللجنة الأولمبية الدولية، قادت حملة الدفاع عن إيمان خليف التي خلدت اسمها عربيا وعالميا.
رنا سعد الدين
رنا سعد الدين
من السودان أرض الذهب والقلوب الطيبة، خرجت المراهقة ذات الـ 15 رنا سعد الدين،كأصغر رياضية تمثّل بلادها في دورة الألعاب الأولمبية 2024، ورغم أنها لم تحصل على أي ميداليات في منافسات السباحة، لكن أداءها في بطولة العالم للألعاب المائية في اليابان وقطر وموريشيوس، ساعدها على التأهّل للانضمام إلى بطولة العالم في باريس.
التونسية أنس جابر
التونسية أنس جابر
لاعبة التنس العالمية التونسية أنس جابر، أفضل رياضية عربية في لعبة التنس عبر التاريخ، وحققت الكثير على مدار مسيرتها في اللعبة، وتحتل جابر المركز 32 في تصنيف لاعبات التنس في العالم، بحسب التصنيف الصادر في شهر مارس الجاري.
حبيبة الغريبي
حبيبة الغريبي
العداءة التونسية حبيبة الغريبي، أول امرأة تونسية تحصل على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في لندن،حصلت على العديد من الألقاب، من بينها بطلة العالم لألعاب القوى في عام 2011، وحطّمت أرقام قياسية، سباق 3000 متر حواجزفي موناكو عام 2015.
غادة شعاع
غادة شعاع
رفعت اللاعبة السورية غادة شعاع اسم بلادها عاليا في أولمبياد أتلانتا عام 1996، حين حصلت على الميدالية الذهبية في ألعاب القوى، وحصلت على العديد من البطولات من بينها، الميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى في السويد عام 1995.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 6 أيام
- الشرق الأوسط
باوليني أول إيطالية تصل لنهائي روما للتنس منذ 11 عاماً
أصبحت جاسمين باوليني أول إيطالية منذ أكثر من عقد من الزمان تصل إلى نهائي دورة إيطاليا المفتوحة للتنس بتغلبها 7 - 5 و6 - 1 على الأميركية بيتون ستيرنز الخميس. وتسير باوليني على خطى زميلتها في الزوجي سارة إيراني التي وصلت للنهائي في 2014 عندما خسرت أمام سيرينا ويليامز. وكانت باوليني قد خسرت المجموعة الأولى وتأخرت و4 - صفر في الثانية أمام ديانا شنايدر في دور الثمانية قبل أن تنتفض وتحسم الفوز. وتجددت معاناة المصنفة الخامسة عالمياً في المجموعة الافتتاحية قبل أن تعود في النتيجة. وقالت باوليني: «أنا سعيدة للغاية، لا أعرف ماذا أقول! إنه حلم أن أكون هنا، إنه حلم أن ألعب في إيطاليا، إنه حلم أن أتمكن من خوض النهائي». باوليني أصبحت أول إيطالية منذ أكثر من عقد من الزمان تصل إلى نهائي دورة إيطاليا (رويترز) وتأخرت باوليني 3 – صفر، وبدت اللاعبة الأميركية في طريقها للفوز بالمجموعة الافتتاحية قبل أن تعود باوليني عندما أنقذت نقاط المجموعة لتتعادل 5 – 5، رافعة قبضتها بصرخة انتصار جعلت الجمهور يهتف مرة أخرى. واكتملت العودة عندما فازت باوليني بأربعة أشواط متتالية، وحسمت المجموعة الافتتاحية بعد أكثر من ساعة من اللعب. وواصلت باوليني التألق وكسرت ستيرنز للمرة الخامسة لتتقدم 4 - 1 في المجموعة الثانية ومضت في طريقها للفوز بالمباراة. ولعبت ستيرنز ضربة أمامية خارج الملعب في نقطة المباراة لتنطلق احتفالات واسعة بين الجمهور وترفع باوليني ذراعيها احتفالاً. باوليني ستواجه إما تشنغ تشينوين أو كوكو غوف في النهائي (إ.ب.أ) وأضافت: «أنتم (أيها المشجعون) أعطيتموني دفعة معنوية، لأن اليوم كانت البداية صعبة بعض الشيء، وواجهت صعوبة في البداية، وأشكر الرب على وجودكم». وتابعت: «فزنا بهذه المباراة معاً. نقطة تلو الأخرى، تمكنت من القتال، وقلبتُ النتيجة، حتى وإن لم يكن شعوري جيداً في البداية. لكنني سعيدة بالطريقة التي نجحت بها في قلب هذه المباراة». وفي النهائي المقرر يوم السبت ستواجه باوليني إما تشنغ تشينوين أو كوكو غوف.


الرجل
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الرجل
بثروة قياسية.. مايكل جوردن يتفوق على رونالدو وتايغر وودز
كشف تقرير جديد صادر عن "Sportico" عن مفاجأة في عالم المال والرياضة: مايكل جوردن، نجم كرة السلة المعتزل منذ عام 2003، لا يزال في صدارة الرياضيين الأعلى دخلاً حول العالم لعام 2024، متفوقًا على أسماء لا تزال نشطة في الملاعب. 300 مليون دولار في عام واحد فقط حقق جوردن أرباحًا مذهلة بلغت 300 مليون دولار في 2024 وحدها، بفضل استمرار نجاح شراكته التجارية طويلة الأمد مع علامة Nike، وهو ما رفع إجمالي ثروته منذ دخوله عالم الاحتراف عام 1984 إلى 3 مليارات دولار، تعادل حوالي 4.15 مليار دولار بعد احتساب التضخم. تايغر وودز ورونالدو في المركزين الثاني والثالث حلّ أسطورة الجولف تايغر وودز في المركز الثاني، رغم مشاركته المحدودة بـ12 جولة فقط خلال 2024، مستفيدًا من ثروته التراكمية البالغة 1.91 مليار دولار (2.79 مليار بعد التضخم). وجاء كريستيانو رونالدو ثالثًا، بثروة بلغت 1.83 مليار دولار (2.23 مليار بعد التضخم)، متفوقًا على غريمه الأزلي ليونيل ميسي الذي حل خامسًا. سيرينا ويليامز.. المرأة الوحيدة في القائمة من بين جميع الأسماء اللامعة، برزت سيرينا ويليامز كأول سيدة تنضم إلى قائمة أغنى 50 رياضيًا على مرّ التاريخ، محتلة المركز 40 بثروة بلغت 485 مليون دولار (660 مليون بعد التضخم)، لتؤكد مكانتها كواحدة من أبرز الرياضيات في التاريخ. نجوم سابقون لا يزالون يحصدون الملايين رغم وفاته عام 2016، ظهر اسم آرنولد بالمر ضمن القائمة بثروة بلغت 1.82 مليار دولار بعد التضخم، إلى جانب مواطنه جاك نيكلاوس الذي حقق 1.75 مليار دولار. كما ظهر روجر فيدرر (1.59 مليار)، وفلويد مايويذر (1.52 مليار)، وديفيد بيكهام (1.61 مليار) ضمن المراكز العشرة الأولى. الأسطورة لا تُنسى.. والمال لا يتقاعد يثبت مايكل جوردن أن التأثير الحقيقي للنجومية لا يتوقف عند صافرة النهاية. فرغم اعتزاله منذ أكثر من عقدين، إلا أن إرثه الرياضي والتجاري لا يزال يتوسع، ما يجعل منه نموذجًا فريدًا في عالم الرياضة والمال.


مجلة هي
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- مجلة هي
المرأة في مجال الرياضة: قصص تحديات وإنجازات
استطاعت المرأة في مجال الرياضة أن تحدث فرقًا واضحًا على مرّ العصور، وأثبتت أن الرياضة، التي كانت في الأصل حكراً على الرجال،أنها قد تغيرت وذلك على مرّ التاريخ بفضل الإنجازات التي حققتها النساء، فقد كانت بعضهن ضحايا للتمييز، لكن نضالهن وإنجازاتهن شكلت سابقة وأصبحت مصدر إلهام لكثيرات أخريات، ولقد نما الاهتمام بالرياضة النسائية في العقود الأخيرة، لكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به قبل تحقيق المساواة الحقيقية. المرأة في تاريخ الرياضة الرياضة التنافسية قديمة منذ قرون إن الرياضة التنافسية قديمة منذ قرون، والواقع أن الألعاب الأوليمبية بدأت منذ زمن بعيد في اليونان القديمة عندما كانت القوة البدنية للمشاركين موضع إعجاب، ولكن شعبية الرياضة كحدث للجماهير لم تحدث إلا في النصف الأخير من القرن الحادي والعشرين في ذلك الوقت كانت البيئة ذكورية إلى حد كبير بدايةً من كرة القدم والرجبي إلى التنس والجمباز وألعاب القوى، وبقيادة عدد قليل من الرائدات العنيدات، نجحت النساء في كسر الحواجز شيئا فشيئا، وبلغن مراحل بارزة وقضين على التمييز لتحقيق شيء أصبح اليوم طبيعيا تماما. ولقد كسرت العديد من النساء القوالب من أجل تحقيق المساواة أو لمجرد السماح لهن بممارسة الرياضة، على سبيل المثال، تم نقش اسم كاثرين سويتزر بأحرف ذهبية في تاريخ الرياضة لهذا السبب على وجه التحديد، وفي عام 1967، قاتلت بكل ما أوتيت من قوة للتغلب على الحظر الذي منع النساء من المنافسة في الماراثون، ولقد وضعت هي والعديد من النساء الأخريات سابقة بمجرد المنافسة. ودخلت أخريات كتب التاريخ لتحقيق التميز، مثل لاريسا لاتينينا بميدالياتها الأولمبية الثماني عشرة، وفي العقود الأخيرة، مارست المزيد والمزيد من النساء الرياضة بانتظام، كما يمارسنها على أعلى مستوى. وسنلقي الآن نظرة على رياضيات صنعن التاريخ الرياضي، ولم يفعلن ذلك فقط من خلال مسيرتهن المهنية التي لا تشوبها شائبة، بل من خلال كونهن رائدات وكسرن السقف الزجاجي، وكن مصدر إلهام وتمهيد الطريق للنساء الأخريات للسير على خطاهن. سيرينا ويليامز سيرينا ويليامز اشتهرت سيرينا ويليامز بسرعة كبيرة مع شقيقتها فينوس وظلت على قمة رياضتها لأكثر من عقدين من الزمان، ولقد فازت بأربع ميداليات ذهبية أولمبية وإجمالي 39 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى: 23 منها في الفردي (رقم قياسي في العصر المفتوح لكل من النساء والرجال)، و14 في الزوجي للسيدات (مع شقيقتها فينوس) ولقبان في الزوجي المختلط. ناديا كومانشي ناديا كومانشي سيظل اسم ناديا كومانشي مرتبطًا دائمًا بكلمة الكمال، وفي سن الرابعة عشرة ونصف في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1976 في مونتريال، حققت 10 نقاط (الأولى في التاريخ) في تمرين العارضتين غير المتماثلتين. سيظل اسم ناديا كومانشي مرتبطًا دائمًا بكلمة الكمال والموهبة والتوازن والمرونة والتركيز والقوة والكثير من التدريب جعلوا من لاعبة الجمباز الرومانية أسطورة، وخلال مسيرتها المهنية، فازت بإجمالي تسع ميداليات أولمبية واعتزلت المنافسة في عام 1981، في سن العشرين فقط. إدورن باسابان إدورن باسابان وربما لا توجد امرأة أخرى في الرياضة تبتلع الأرقام القياسية مثل إدورن باسابان، وتسلقت الفتاة من غيبوزكوا جبل مونت بلانك في السادسة عشرة من عمرها، وفي الثامنة والعشرين من عمرها تغلبت بالفعل على جبل إيفرست، وهو أول جبل يبلغ ارتفاعه ثمانية آلاف متر في مسيرتها، ولكن اسمها نُقِش في كتاب سجلات تسلق الجبال عندما وصلت في السابع عشر من مايو/أيار 2010 إلى قمة شيشا بانجما (8027 متراً فوق مستوى سطح البحر) وأصبحت أول امرأة تكمل إنجاز تسلق 14 جبلاً يبلغ ارتفاعها ثمانية آلاف متر. أليس كوتشمان أليس كوتشمان ولا يمكن فهم قصة المرأة في الرياضة بالكامل بدون شخص غير معروف تقريباً لعامة الناس وهي أليس كوتشمان، وفي عام 1900، أصبحت لاعبة التنس شارلوت كوبر أول بطلة أوليمبية، ولكن مرت 48 عاماً قبل أن تفوز امرأة سوداء بالميدالية الذهبية لأول مرة. بينما فازت الأمريكية بالميدالية في القفز العالي في دورة لندن للألعاب الأوليمبية عام 1948، حيث تجاوزت العارضة بارتفاع 1.68 متر، وعندما عادت إلى موطنها ألباني، تم إعداد حفل تكريم لها، لكن القاعة كانت منفصلة؛ فقد رفض رئيس البلدية، الذي كان أبيض اللون، مصافحتها، واضطرت إلى مغادرة الحفل الذي كانت نجمة فيه من خلال باب جانبي. يلينا إيسينباييفا يلينا إيسينباييفا فيما تحتل يلينا إيسينباييفا أيضًا مكانة في فئة الرياضيات الأسطوريات، فقد تم اختيار لاعبة القفز بالزانة، التي فازت مرتين بالميدالية الأولمبية وثماني مرات ببطولة العالم، كأفضل رياضية في العام ثلاث مرات. ويمكننا أن نستمر في سرد إنجازاتها، لكن تفوقها على مدار عقد من الزمان في هذا المجال تجاوز الأرقام القياسية، فهي لم تكن أول امرأة تقفز فوق ارتفاع خمسة أمتار فحسب، بل إنها حطمت أيضًا رقمها القياسي العالمي في 28 مناسبة، في الهواء الطلق وفي الأماكن المغلقة، وهو أمر لن نراه مرة أخرى على الأرجح. مارتا فييرادا سيلفا مارتا فييرادا سيلفا وفي البرازيل، تُعرف مارتا فييرادا سيلفا باسم مارتا فقط، وعلى نفس النحو الذي يُطلق فيه على إدسونأرانتيس دو ناسيمنتو اسم بيليه أو رونالدو يُطلق على لويس نازاريو دي ليما اسم رونالدو، كانت لمارتا مسيرة طويلة وناجحة، فقد فازت على مستوى النادي بكل شيء تقريبًا وسجلت مع فريقها 111 هدفًا في 131 مباراة، وهي أرقام مذهلة. وبالإضافة إلى ذلك، فهي لاعبة كرة القدم الوحيدة التي فازت بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعبة في العالم خمس مرات متتالية، وأضافت إليها جائزة سادسة بعد ثماني سنوات. نوال المتوكّل نوال المتوكّل عربيا يبرز دائما أسم المغربية نوال المتوكّل، التي تركت بصمة عربية مغاربيةفي ألعاب القوى، كانت المرأة العربية الأولى التي أحرزت ميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لتصبح أول امرأة أفريقية وعربية تحرز ميدالية أولمبية ذهبية. لاحقا وبعد اعتزالها، أصبحت نوال المتوكّل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية عام 1998، ووزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب 2007، وفي 2012 انتُخبت لمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب. مريم جمال مريم جمال دخلت العداءة البحرينية مريم جمال تاريخ الأولمبياد، عندما أصبحت أول بحرينية تحصد ميدالية أولمبية، وهي الميدالية البرونزية، في سباق 1500 متر في2012 أولمبياد لندن، وكانت قد توّجت مرتين في بطولة العالم في سباق 1500 متر عامَيّ 2007 و2009. كما مثّلت البحرين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 في بكين. أحلام الزيد أحلام الزيد الرياضية السعودية أحلام الزيد، دخلت التاريخ كونها أول بطلة لسباق الدرّاجات الهوائية في السعودية، بعد فوزها عام 2020 بالميدالية الذهبية في بطولة المملكة للدرّاجات الهوائية لفئة الشابات، وأحرزت أحلام لقب بطولة سباق السيدات للدرّاجات الهوائية الذي استضافته جامعة الملك سعود في الرياض عام 2021. إيمان خليف إيمان خليف الملاكمة العربية الجزائرية إيمان خليف، التي خطفت القلوب قبل أن تخطف الميداليات، وُلدت عام 1999، ومثّلت الجزائر في عدة محافل دولية، أبرزها الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في مدينة طوكيو، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 التي حازت فيها الميدالية الذهبية، وأثناء مشاركتها في أولمبياد 2024، تعرضت إلى حملة تشويه عالمية هدفت إلى التشكيك في جنسها، وذلك بعدما فازت على منافستها أنجيلا كاريني، فاتُّهمت بالخداع بكونها متحوّلة جنسياً، لكن الأمر لم يكن إلا محاولة لتشويه سمعتها، ودافعت اللجنة الأولمبية الدولية عنها، وقادت الأميرة السعودية ريما بنت بندر سعود، سفيرة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وعضو اللجنة الأولمبية الدولية، قادت حملة الدفاع عن إيمان خليف التي خلدت اسمها عربيا وعالميا. رنا سعد الدين رنا سعد الدين من السودان أرض الذهب والقلوب الطيبة، خرجت المراهقة ذات الـ 15 رنا سعد الدين،كأصغر رياضية تمثّل بلادها في دورة الألعاب الأولمبية 2024، ورغم أنها لم تحصل على أي ميداليات في منافسات السباحة، لكن أداءها في بطولة العالم للألعاب المائية في اليابان وقطر وموريشيوس، ساعدها على التأهّل للانضمام إلى بطولة العالم في باريس. التونسية أنس جابر التونسية أنس جابر لاعبة التنس العالمية التونسية أنس جابر، أفضل رياضية عربية في لعبة التنس عبر التاريخ، وحققت الكثير على مدار مسيرتها في اللعبة، وتحتل جابر المركز 32 في تصنيف لاعبات التنس في العالم، بحسب التصنيف الصادر في شهر مارس الجاري. حبيبة الغريبي حبيبة الغريبي العداءة التونسية حبيبة الغريبي، أول امرأة تونسية تحصل على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في لندن،حصلت على العديد من الألقاب، من بينها بطلة العالم لألعاب القوى في عام 2011، وحطّمت أرقام قياسية، سباق 3000 متر حواجزفي موناكو عام 2015. غادة شعاع غادة شعاع رفعت اللاعبة السورية غادة شعاع اسم بلادها عاليا في أولمبياد أتلانتا عام 1996، حين حصلت على الميدالية الذهبية في ألعاب القوى، وحصلت على العديد من البطولات من بينها، الميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى في السويد عام 1995.