
مايسترا من سوريا إلى كندا... غادة حرب لـ"النهار": هذه موسيقاي وهويتي
لا تهتم غادة حرب كثيراً بالألقاب، ولا تعير أهمية للسؤال عمّا إذا كانت أول امرأة تقود كورالاً في سوريا. ما يعنيها حقاً هو أن تكون في المكان الصحيح موسيقياً، وأن تقدّم نتيجة جميلة تلامس روح الجمهور.
تخرّجت حرب من المعهد العالي للموسيقى في دمشق عام 1999، وتخصّصت في آلة الفلوت، قبل أن يتقدّم الغناء الأوبرالي إلى واجهة اهتماماتها. لكنّ الأداء الفردي لم يكن غايتها، بل انحازت سريعاً إلى العمل الجماعي، فأسّست عام 2016 كورال "غاردينيا" النسائي، لتقدّم من خلاله مشاريع تنشد السلام، وتعيد إحياء التراث، وتحاكي الذاكرة الجمعية للسوريين، من شارات الطفولة، إلى الزغاريد، مروراً بالألوان الغنائية المتعددة للبيئة السورية المتنوّعة.
مشاريعها لم تكن مجرّد عروض، بل مبادرات متكاملة لزرع القيم الإيجابية كما في "مشروع تناغم" الذي ضمّ مئات المشاركين من الشباب برعاية الأمم المتحدة.
View this post on Instagram
A post shared by Ghada Harb (@ghada.harb.gogo)
حملت من دمشق إلى كندا شغفها بالتراث، وأطلقت من غربتها مشروعاً فنياً يسعى إلى بثّ الحياة في أغنيات ربما لم يسمع بها من قبل بعض أفراد الجيل الجديد . وبكلماتها تصف إيقاع حياتها اليوم في كندا، بعد عام ونصف عام على انتقالها مع عائلتها: "نحن نركض بلا توقف".
في عام 2023، قدمت غادة أكثر من 30 حفلة في الوطن العربي، وتقول في حديث الى "النهار": "كنت في ذروة الشغل. ومع ذلك، اخترنا الرحيل من أجل العائلة ومستقبل الأولاد. الوضع صار خانقاً، خصوصاً للشباب، ولم أرد أن أربّي أولادي في أجواء ضاغطة".
تقول عن بداياتها في وطنها: "في بلدي، كنت أعمل منذ عشرين عاماً. بدأت من الصفر، وأنا خريجة معهد موسيقي. ما وصلت إليه هو ثمرة تعب سنوات طوال، وأنا فخورة جداً، خصوصاً بفرقتي "غاردينيا" و"تناغم"، وبما حققناه من نجاحات وجوائز ومشاركات في مهرجانات كبرى".
وتعلّق على تلك الرحلة الفنية بالقول: "أن أقود الفرقة الموسيقية والكورال لم يأتِ عن عبث، بل عن خبرة ودراسة. قد أكون أول مايسترا، لكن ما يعني لي فعلاً أن الجمهور أحبّ ما قدمته، وأنني حفظت التراث السوري وأدّيت واجبي نحو بلدي وهويتنا الموسيقية".
في كندا، أطلقت غادة مشروعها الجديد: كورال "أصالة"، ووصل عدد المنضمين إليه إلى 24 شاباً وشابة. قدّم الفريق أولى حفلاته في أيار/مايو الفائت، ونفدت بطاقات العرض بالكامل.
وتوضح: "نغنّي الموشحات، المواويل الجبليّة، الحواريات، وكل ما هو فن عربي أصيل. هذه الألوان الغنائية تلامس القلب. بعض الشباب لم يسمع بهذه الأغنيات من قبل، والآن صار يبحث عنها على يوتيوب. هذا إنجاز في ذاته".
وتضيف: "رغم أن المنضمين إلى كورال "أصالة" من فئات عمرية ليست صغيرة، إلا أننا نجحنا في جذب الجمهور الشبابي إلى الموسيقى العربية. السفر والهجرة والعولمة تنسينا موسيقانا وهويتنا. من الجميل أن نعيد تقديمها في قالب جديد، يحاكي الجيل الجديد بطريقة معاصرة".
وتؤكد: "الكلاسيك هو تخصصي، لكن التراث يسكننا. لا يحتاج إلى جهد كبير، هو كنز موجود بداخلنا، فقط يحتاج الى من يزيح الغبار عنه. موسيقانا الشرقية تصل من القلب إلى القلب".
بعيداً من الكورال، واصلت غادة الغناء منفردة، فشاركت في مناسبات مهمة مع فرق كندية وعربية: "قدّمتُ حفلة كبيرة في ميسيساغا مع الأوركسترا العربية الكندية، غنيتُ فيها للمطربات السوريات. كما شاركتُ كالسوليست العربية الوحيدة في حفلة ضخمة مع أوركسترا "أوتاوا بوبس" (Ottawa Pops Orchestra)، وقدّمنا أعمال الموسيقار العالمي هانز زيمر، كان شرفاً كبيراً لي".
View this post on Instagram
A post shared by Ghada Harb (@ghada.harb.gogo)
لقب "أول مايسترا في سوريا" لا يزال يرافقها، لكنه ليس ما تعلّق عليه أهميته الشخصية أو المهنية: "أنا فخورة طبعاً، لكنه ليس هدفي. أعمالنا أهم من الألقاب، مثل ألبوم "زغاريد سورية" الذي قُدّم في حفلة في بيروت بالتعاون مع اليونسكو، حيث جمعنا تراث الأعراس من كل المحافظات والمكونات الاجتماعية. هذا هو النجاح الحقيقي".
حفل كورال تناغم في دار الأوبرا بدمشق عام 2022
لا تنكر غادة حرب الحنين، ولا تستبعد فكرة العودة، لكنها ترى أن هذه العودة مرهونة بتحقيق حلم أكبر: "نحب بلدنا، وإذا صار كما نحلم، فسنعود. نحن مع الدولة المدنية التي تحترم الحقوق والكرامات. آمل أن نتوصل إليها. الفن هو مرآتنا أمام العالم وسوريا إلى طريق الاستقرار، ولكن الطريق لا يزال صعباً في الوقت الراهن".
وتختم برسالة تحمل حباً كبيراً لسوريا: "أتمنى أن تهتم الحكومة الجديدة أكثر بالفن والموسيقى، لأننا شعب موهوب، ولأن الفن هو الهوية... وإذا فقدنا هويتنا، فنفقد كل شيء".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 42 دقائق
- الديار
ما جديد الاعلامي وسيم عليا؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتح الإعلامي وسيم عليا دار للترفيه والتعليم للأطفال والشباب ولاجديد عليه التعامل مع الأطفال وجيل الشباب وسبق أن شارك في تدريب الأطفال كرقص وتمثيل مسرحي والمشاركة في حفلات خيرية للطفولة وهدفه الأساسي معنوي و زرع بسمة على وجوههم. وأشار إلى أن هدف المعهد في قريته ترفيهي وتعليمي وفي مكان آمن في ظل الأحداث المتسارعة لعلّ و عسى تأمين وخلق فرص وإمكانيات مكبوتة في دواخلهم والبداية كانت مع دورة الرسم التي انطلقت منذ أيام، وإعلانه لدورة تمثيل و في القادم من الأيام سيعمل على دورات جديدة وفيها فائدة و تفتيح ذهن الطفل كما صرّح بوجود مفاجآت خلال التدريب والأنشطة. أما عن فكرة المعهد فقد استثمر غرف في منزله الريفي ليكون منارة للأجيال ومنذ أربعون عامًا كان البيت مدرسة وها هو يعود بحلّته الجديدة ومع تردّي الوضع الاقتصادي لجأ لفتح مشروعه الخاص وبمساعدة أهل الخير.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
عبيدة تطلق أغنية "قلبي دليل"..حياة جديدة في الغربة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بعد ساعات من طرح فيديو كليب أغنية "كام فراق"، صدر فيديو كليب أغنية "قلبي دليل" للفنانة المصرية عبيدة على موقع الفيديوهات العالمي يوتيوب. ويُعتبر بمثابة الجزء الثاني من فيديو كليب "كام فراق"، حيث قدمت المخرجة بتول عرفة فكرة مصورة واحدة لأغنيتين، وتُعد الأولى من نوعها في عالم الأغنية المصورة. جاءت أغنية "قلبي دليل" باللهجة المصرية، وبقالب غنائي "لايت" من حيث الكلمة واللحن، بينما التوزيع الموسيقي "هاوس". وتميزت بنقل صورة حقيقية عن الحب والفرح والأمان الذي تجسده العلاقة بين الطرفين. وجسدت عبيدة بأداءها وإحساسها صدق الحب والمشاعر التي تؤدي الى نهاية سعيدة لأي علاقة حب صادقة. على صعيد الصورة، صُورت أغنية "قلبي دليل" في بودابست، وتناول قصة حب جمعت بين اثنين، وغيرت تلك القصة مجريات الحياة في الغربة بعد المشاكل والوحدة التي عانت منها عبيدة، وكيف تغيرت حياتها واختلفت رأساً على عقب، وفتحت فصل جديد في الغربة نتيجة الحب والإستقرار. وتلقى أغنية "كام فراق" أصداء ايجابية بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وإجماع على أداء عبيدة وتقديمها للون الغنائي الدرامي بطريقتها الخاصة. أغنية "قلبي دليل" من كلمات خالد ڤرناس والحان كريم فتحي وتوزيع اسلام غلاب.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
افتتاح "حديقة الصلاة" وتكريس "كنيسة سيّدة الأرز" في مزار سيّدة لبنان – حريصا: واحة جديدة للصلاة والتأمّل
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في احتفال مهيب، افتتح صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك الماروني الكلي الطوبى، مجمع "حديقة الصلاة" و"درب الصليب" و"كنيسة سيّدة الأرز" وصالة العرض السينمائية، في مزار سيّدة لبنان – حريصا، بحضور جمع من المؤمنين والكهنة والشخصيات الروحية والرسمية. استهلّ الاحتفال بعرض فيلم وثائقي من اخراج اسعد شديد عن تاريخ المزار، تخلّله محطات مضيئة من مسيرة إيمان وتجذّر وطني شكّلتها جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة منذ تأسيس هذا الصرح الإيماني. بعدها، انتقل صاحب الغبطة إلى تكريس تمثال "المسيح القائم من بين الأموات والصاعد إلى السماء"، من إبداع الفنان رودي رحمة، والذي بات يزيّن "حديقة الصلاة" برمزيّته اللاهوتية والفنية العميقة. وتابع غبطته مراسم التدشين بتكريس "درب الصليب"، الذي استُوحي تصميمه من أبرز المزارات العالمية الكبرى، ليمنح المؤمنين مسلكًا تأمليًا يُعيد إحياء درب يسوع نحو الفداء. ثم توجّه إلى تكريس "كنيسة سيّدة الأرز"، حيث أقيمت صلاة المسبحة الوردية وسط جو من الخشوع والرجاء. وفي ختام الاحتفال، ألقى الأب فادي تابت، رئيس مزار سيّدة لبنان، كلمة عبّر فيها عن شكره العميق لصاحب الغبطة، ولجميع من ساهموا في إنجاز هذا المشروع الروحي-الفني، مؤكّدًا أنّ "ما نُنجزه اليوم هو تتمّة لما بدأه الآباء الأوائل، ونؤمن بأن الرسالة واحدة، والرسولون يتناوبون على حمل الشعلة". وقدّم الأب تابت أيقونة سيّدة الأرز، التي أبدع رسمها الفنان ربيع صوما، عربون محبة وامتنان لغبطته. واختُتمت المناسبة بالبركة الرسولية، حيث نوّه صاحب الغبطة بهذا الإنجاز الروحي قائلاً: "ليكن هذا المكان واحة صلاة وتأمل لكلّ العابرين فيه، تلتقي فيه الأرض بالسماء، والقلوب بنعمة الله".