
كيف تعرف أن المكالمة الواردة هي مكالمة احتيالية أم لا؟
جو 24 :
تلقي المكالمات من أرقام مجهولة يُعد مصدر إزعاج شائعا هذه الأيام، في حين أن بعضها قد يكون من مسوقين عبر الهاتف فإن البعض الآخر يكون من محتالين يحاولون سرقة معلوماتك الشخصية وأموالك أو السيطرة على جهازك من خلال تكتيكاتهم المخادعة.
وفي عصر تهيمن فيه الاتصالات الرقمية أصحبت عمليات الاحتيال عبر المكالمات الهاتفية شائعة جدا، ولسوء الحظ فإن التقدم التكنولوجي الكبيرة وانتشار الذكاء الاصطناعي جعلا المكالمات الاحتيالية أكثر إقناعا وأصعب في الكشف، ولكن لا توجد جريمة كاملة ولا بد من ظهور ثغرات تدل على أن المكالمة الواردة غير موثوقة، وسنذكر أبرز النقاط الأساسية لمعرفة المكالمة الواردة هل هي احتيالية أم شرعية.
تنبيه المكالمات الاحتيالية
قد تظهر رسالة على الهاتف تنبهك بأن المكالمة الواردة على الأغلب هي مكالمة احتيالية، وهذه أسهل طريقة لتحديد هذا النوع من المكالمات، وأفضل ما يمكنك فعله هو حظر الرقم المتصل.
وتتوفر هذه الميزة في العديد من الهواتف الذكية بما في ذلك هواتف "آيفون" و"بكسل"، ولكن قد لا تتمكن من الوصول إلى هذه الميزة إلا في لغات ومناطق معينة.
ويعتمد ظهور هذه الميزة لمزود خدمة الاتصالات في بلدك، فالارتفاع الهائل في عدد مكالمات التسويق دفع العديد من شركات الاتصالات اللاسلكية إلى اتخاذ إجراءات بهدف الكشف التلقائي عن المكالمات الواردة من مصادر غير مرغوبة كالمسوقين والمحتالين، وتتحقق هذه الشركات من المكالمات الواردة عن طريق قاعدة بيانات تتضمن أرقاما معروفة يديرها المحتالون أو المسوقون، وفي حال حدث تطابق فسيظهر تنبيه على المكالمة الواردة بأنها قد تكون احتيالية.
البحث عن الرقم في الإنترنت
إحدى الطرق الفعالة في معرفة المتصل هي البحث عن الرقم في الإنترنت، وتُعد مواقع التواصل مفيدة جدا في ذلك، فالعديد من الأشخاص ينشرون تحذيرات بخصوص أرقام احتيالية حتى لا يقع أحد ضحيتها، فيمكنك البحث في "فيسبوك" أو "إكس" من خلال كتابة الرقم في شريط البحث أو كتابة كلمة "سكام" (Scam) مع الرقم للحصول على نتائج أكثر دقة.
ومن المفيد جدا استخدام غوغل والبحث عن الرقم بشكل مخصص من خلال وضع رقم المتصل بين علامتي تنصيص على هذا الشكل "رقم المتصل" والضغط على بحث، وسيظهر أي موقع يحتوي أو يتكلم عن هذا الرقم، وإذا كان رقما احتياليا فمن المتوقع جدا أن تظهر نتائج من منصات مثل "ريديت" (Reddit) و"كورا" (Quora)، ولكن إذا لم تظهر أي نتيجة فمن المحتمل أن هذا الرقم يُستخدم حديثا وليس له تاريخ احتيالي سابق.
ومن الأمور الأخرى التي يمكنك فعلها هو استخدام مواقع وتطبيقات مخصصة للبحث عن هوية المتصلين مثل "تروكولر" (Truecaller)، كما يوجد خدمات أخرى لهذا الغرض منها مجاني وأخرى مدفوعة، ورغم أن هذه الخدمات لا تحدد إذا كانت المكالمة الواردة احتيالية أم لا، فإنها تساعد في تحديد هوية المتصل.
truecaller
استخدام مواقع وتطبيقات مخصصة للبحث عن هوية المتصلين مثل "تروكولر" يمكنك من التأكد من هوية المحتال (شترستوك)
الرد على المكاملة
أكثر وسيلة فعالة لتحديد المكالمات الاحتيالية هي الرد عليها ببساطة وليس هناك أي تهديد من الرد على هذه المكالمات، ولا داعي للخوف من المكالمات الاحتيالية أو التحدث إلى محتال فإنه لن يستطيع فعل أي شيء ما لم تتجاوب معه، وسنذكر أهم الدلالات التي تشير إلى أن المتصل قد يكون محتالا.
طلب المعلومات الحساسة
في أغلب الحالات يتقمص المحتال شخصية دعم العملاء ويبدأ بطلب معلومات حساسة وتفاصيل شخصية، ولكن كن متأكدا أن دعم العملاء لن يطلب منك معلومات تسجيل الدخول الخاصة بك أبدا، وقد يطلب أحيانا إجابات لأسئلة الأمان، ولكن ليس كلمة مرورك.
في الواقع لا يجب عليك إعطاء تفاصيلك لأي أحد يتصل بك مثل كلمة مرورك أو معلوماتك الشخصية كعنوان منزلك أو تاريخ ميلادك أو عنوان بريدك الإلكتروني، وكن متيقنا بأن دعم العملاء لن يتصلوا بك ما لم تكن قد اتصلت بالدعم الفني، ومن الشائع جدا أن يتظاهر المحتالون بأنهم جزء من فريق الدعم، لذا يمكنك التأكد تقريبا من أن هذه عملية احتيال إذا لم تكن قد طلبت المساعدة.
التكلم بفظاظة وعدوانية عندما تواجهه
ليكن بعلمك أن المحتال لا يهتم بمصلحتك، وسيصبح عدائيا وفظا في حال لم تتعاون معه، فإذا لجأ المتصل إلى الإهانات والصراخ فمن المحتمل أنه يحاول خداعك وأنت لم تعطه مجالا، حتى لو كانت نوايا المتصل صادقة فلن ترغب في التعامل مع هذا النوع من الأشخاص على أي حال.
وفي هذه الحالة أغلق الهاتف بكل بساطة ولا تحاول التفاوض مع هؤلاء الأشخاص لأن تهدئة هذه المواقف غالبا تكون غير مجدية، وفي حال كان المتصل يتظاهر بأنه موظف شركة ما فمن الحكمة إبلاغ تلك الشركة بذلك.
التهديدات القانونية
غالبا ما يلجأ المحتالون لاستخدام عامل الخوف للحصول على المعلومات التي يريدونها منك، وإحدى الطرق التي يفعلون بها ذلك من خلال تهديدك باتخاذ إجراء قانوني. على سبيل المثال، قد يدّعي المتصل أنك مدين بأموال لسداد أقساط سيارتك ويذكر عواقب عدم الامتثال له بهدف تخويفك وجعلك تدفع المال.
وإذا لم تكن متعاونا، فقد يهددك بأنه سيتصل بالشرطة، وقد يتكلم معك بكل ثقة ولا يكون فظا أو عدوانيا في التعامل، ولهذا السبب يمكن أن يكون اكتشاف هذه الأنواع من الاحتيال أمرا صعبا، وحتى لا تقع ضحية هذه المكالمات الاحتيالية يمكنك الاتصال بجهة رسمية وسوف يوضحون ما إذا كانت المكالمة شرعية أم لا.
العروض الترويجية المزيفة
اعتادت الشركات على استخدام المكالمات الهاتفية في الترويج لمنتجاتها، وقد ينجذب لذلك كثير من الأشخاص، ويستغل المحتالون هذا الأمر لتقديم عروض ترويجية أو مكافآت مبالغ فيها.
وينبغي تجاهل هذا النوع من المكالمات، ويمكنك التحقق من حقيقة هذه العروض من خلال الموقع الرسمي للمتجر أو الشركة المصنعة، ومن الجدير بالذكر أن المحتالين يمكنهم استخدام معلومات ملفاتك الشخصية على وسائل التواصل لتخصيص عروضهم، لذا من الجيد تعزيز خصوصيتك.
المعلومات الغامضة
لا يُقدم المحتالون معلومات مفصلة في مكالماتهم المخادعة على عكس الأشخاص العاديين الذي يقدمون أكبر قدر من المعلومات، فمثلا إذا وردتك مكالمة تخبرك بفوزك بمسابقة ما فقد لا يكشف جميع التفاصيل الأساسية، وبالمثل إذا أخبرك عن مشكلة فلا يشرح الأسباب الكاملة.
المحتالون يستخدمون الذكاء الاصطناعي في المكالمات الهاتفية
مع انتشار الذكاء الاصطناعي أصبح لدى المحتالين أدوات جديدة لاستهداف مجموعة أكبر من الضحايا وجعل هجماتهم أكثر إقناعا وحتى أكبر ربحا، وقد استخدم المحتالون التقنيات الجديدة للتعديل على المكالمات الهاتفية وجعلها تبدو أكثر واقعية، مثلا يمكنهم جلب مقطع صوتي لشخص تعرفه مثل صديقك أو أحد أفراد عائلتك واستخدامه في إنشاء محادثة مفبركة معك وتوجيهك كما يشاؤون.
وتُشكّل المكالمات الاحتيالية المُنشأة بالذكاء الاصطناعي تحديا كبيرا لدى معظم المستخدمين، وأهم شيء يمكنك فعله في هذه الحالات هو التحلي بالحكمة، فلن تقع في فخ المكالمات الاحتيالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلا إذا تصرفت وفقا لرغبة المحتال، فإذا وردتك مكالمة من رقم مجهول يدّعي أنه أحد أصدقائك وبدأ يطلب معلومات شخصية أو تحويلات مالية فيمكنك ببساطة الاتصال بصديقك والتحقق مما إذا كان هو المتصل المجهول أم لا، كما يمكنك سؤال المتصل بعض الأسئلة التي تتعلق بصديقك والتي سيتهرب المحتال من الإجابة عنها بالتأكيد.
ومن المهم أن تعرف أنه لا يجب عليك تقديم أي معلومات شخصية أو سرية إلى أدوات الذكاء الاصطناعي حتى لو كنت تفعل ذلك عن علم، فقد سُجلت حالات اختراق لمعلومات المستخدمين لأنهم أخبروا أداة دردشة الذكاء الاصطناعي بشيء سري.
ورغم أن تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المكالمات الهاتفية أصبحت أكثر دقة من الناحية التكنولوجية، فإن الأدوات لمكافحة الاستخدام الخبيث للذكاء الاصطناعي أصبحت كذلك أيضا لذلك لا تقلق بهذا الشأن ولكن كن حذرا فقط.
المصدر : الجزيرة
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 11 ساعات
- خبرني
12 جريحا في هجوم بسكين في محطة للقطارات في هامبورغ
خبرني - جُرح 12 شخصا في هجوم بسكين في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ في شمال ألمانيا، الجمعة، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء والشرطة المحلية التي أعلنت توقيف مشتبه به. وجاء في منشور لشرطة هامبورغ على منصة إكس "وفق المعلومات الأولية، جرح شخص عددا من الأشخاص بسكين في محطة القطارات الرئيسية"، في حين أفاد متحدث باسم جهاز الإطفاء بإصابة 12 شخصا، حياة بعضهم بخطر.


سرايا الإخبارية
منذ 12 ساعات
- سرايا الإخبارية
12 جريحا في هجوم بسكين في محطة للقطارات في هامبورغ
سرايا - جُرح 12 شخصا في هجوم بسكين في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ في شمال ألمانيا، الجمعة، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء والشرطة المحلية التي أعلنت توقيف مشتبه به. وجاء في منشور لشرطة هامبورغ على منصة إكس "وفق المعلومات الأولية، جرح شخص عددا من الأشخاص بسكين في محطة القطارات الرئيسية"، في حين أفاد متحدث باسم جهاز الإطفاء بإصابة 12 شخصا، حياة بعضهم بخطر.


سواليف احمد الزعبي
منذ 19 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
'فعلتُ ذلك من أجل غزة'.. صرخة رودريغيز تشعل منصات التواصل
#سواليف شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا بعد حادثة اقتحام فعالية نظمتها السفارة 'الإسرائيلية' في #واشنطن من قِبل ناشط يُدعى إلياس #رودريغيز، من أصول لاتينية، أسفرت عن مقتل موظفَين 'إسرائيليين' وإصابة آخرين. وقد تداول ناشطون مقاطع مصورة تُظهر رودريغيز وهو يهتف لحظة اعتقاله: 'فعلتُ ذلك من أجل #غزة' و'فلسطين حرّة'، واصفين ما حدث بأنه 'صرخة عدالة ضد جرائم الاحتلال'. مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار في واشنطن بامريكا شرطة واشنطن: مطلق النار المعتقل يدعى إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عاما، وكان يرتدي كوفية وصرخ لحظة تنفيذ العملية "الحرية لفلسطين". May 22, 2025 الحادثة أثارت موجة من التصريحات والتحليلات، أكدت أن ما جرى ليس عملاً عبثيًا بل نتيجة طبيعية لحالة #الغليان_العالمي من #فظائع_الحرب على غزة. حيث علّق أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك عبدالله الشايجي، قائلاً: 'لم يتحمل الشاب مشاهد القتل الممنهج، و #المجازر التي يرتكبها #جيش_الاحتلال في غزة والضفة، من إبادة جماعية، وتجويع، وتدمير ممنهج للمستشفيات'. وأشار في تغريدة عبر حسابه على منصة 'إكس' (تويتر سابقاً)، اليوم الخميس، إلى أن الحادث 'دفع سلطات الاحتلال لتشديد الإجراءات الأمنية في سفاراتها وبعثاتها حول العالم'، مضيفًا أن 'نتنياهو وعصابته المتطرفة يحصدون زرعهم الفاسد.' في حين قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن 'الدوافع سياسية بحتة، الشاب لم يكن عربيًا ولا مسلمًا، وهذا ما يفضح دعاية ترامب وغيره ممن يسارعون لاتهام أي فعل مناصر لفلسطين بأنه معاداة للسامية.' وأضاف في تغريدة على منصة 'إكس'، أن 'ما يجعل الحدث مفصليًا هو توقيته، بعد أسبوعين من موجة غضب عالمي على جرائم (إسرائيل) في غزة، ما وضع الكيان في زاوية تجريم غير مسبوقة، وصفها محللوه بأنها (تسونامي سياسي)'. وختم بالقول: 'فلسطين تتصدر المشهد العالمي منذ 7 أكتوبر، ليس بفضل خطابات الاستجداء ولا بعشرات السفارات، بل عبر دماء وتضحيات أسطورية.' كما اعتبر الكاتب والمحلل فايد أبو شمالة، أن ما فعله رودريغيز هو تعبير عن تحوّل عالمي في وعي الشباب، وكتب عبر حسابه على منصة 'إكس': 'لقد تجاوز العالم مرحلة الاحتجاج السلبي، وبدأت تظهر أفعال تحمل رسائل قوية في وجه التواطؤ الدولي مع الاحتلال.' وذهب الباحث الفلسطيني علي أبو رزق إلى أن 'الحدث كان متوقعًا في ظل جرائم بشعة تُرتكب على الهواء مباشرة، من قتل للرضّع والنساء، وقصف للمدارس والمستشفيات، لا يمكن أن يبقى العالم صامتًا. هذا الفعل وغيره قد يكون بداية لسلسلة ردود أفعال غير تقليدية'. وأشار إلى أن 'الاحتلال سيحاول استغلال الحادث لتحريض الغرب ضد النشطاء المناصرين لفلسطين، تحت ذريعة (معاداة السامية)'، لكنه شدّد على أن 'ما ارتكبته (إسرائيل) من جرائم يحتاج ألف سنة لغسله، وستبقى كيانًا مارقًا في نظر أحرار العالم'. وقُتل موظفان في السفارة (الإسرائيلية) في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن مساء أمس الأربعاء (بالتوقيت المحلي) في حادث صنفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن 'معاداة السامية'. وقالت شرطة العاصمة واشنطن إن مطلق النار يدعى إلياس رودريغيز من مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، ويبلغ من العمر (30 عاما)، وأوضحت أن سجله يخلو من أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون.