
شهدت كوارث مدمرة.. ما "حلقة النار" في المحيط الهادي؟
وتوصف "حلقة النار" في المحيط الهادي، بكونها سلسلة من المناطق النشطة زلزاليا وجيولوجيا، تُحيط بالمحيط الهادي، حيث تقع العديد من أكبر الزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي في العالم.
تمتد هذه المنطقة على شكل حدوة حصان من نيوزيلندا مرورا بأجزاء من جنوب شرق آسيا، ثم اليابان، وألاسكا، وصولا إلى الساحل الغربي لأميركا الشمالية والجنوبية.
وعلى طول هذه الحلقة، حدثت بعض الكوارث الأكثر تدميرا في الذاكرة الحديثة وفي التاريخ البعيد، مثل كارثة زلزال فوكوشيما في اليابان عام 2011، والزلزال الكبير في تشيلي عام 1960 وزلزال المحيط الهندي الذي تبعه تسونامي عام 2004، وزلزال ألاسكا عام 1964.
ويتوقع العلماء أن تحدث العديد من الزلازل الكبيرة المستقبلية التي تستعد لها الحكومات والعلماء ومسؤولو الطوارئ على حد سواء في مسارها، على سان أندرياس في كاليفورنيا، وفي حوض نانكاي في اليابان، وعلى صدع كاسكاديا قبالة شمال غرب المحيط الهادي.
"حلقة النار" مفهوم عامي أقرب إلى البساطة لوصف حدود الصفائح المحيطة بحوض المحيط الهادي، وليس مصطلحا علميا. بدأ الأمر بملاحظة الجيولوجيين لكثرة البراكين على طول هذه الحلقة، ومن هنا جاء اسم النار.
ولم يتبلور فهمها إلا في العقود الأخيرة مع التطورات في نظريات الصفائح التكتونية التي تفسر سبب وقوع الكثير من النشاط الزلزالي العالمي على طول حافة المحيط الهادي. وتتكون الحلقة من حدود بين صفيحة المحيط الهادي، وهي أكبر الصفائح المكونة لقشرة الأرض، وصفائح أصغر مجاورة لها.
وصرح مايكل بلانبيد، عالم الجيوفيزياء، بأن معظم هذه الحدود تتكون من مناطق الاندساس، إذ تُجبر إحدى الصفيحتين على الانضغاط تحت الأخرى، وهذا يُسبب بعضا من أكبر الزلازل وأكثرها خطورة.
وأضاف بلانبيد وهو أيضا المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن "المحيط الهادي فريد من نوعه لأنه محاط بالكامل بحدود نشطة للغاية".
وتمكّن شبكات الأجهزة الزلزالية شديدة الحساسية من توصيل المعلومات حول الزلازل والمخاطر التي تليها مثل التسونامي إلى جميع أنحاء العالم في غضون دقائق، إن لم يكن خلال ثوان، وهذا يحسن بشكل كبير قدرة العلماء على مراقبة ودراسة هذه المخاطر في الوقت الحقيقي تقريبا.
كما تتمثل المهمة الأبرز لتلك الشبكات في دراسة النشاط الزلزالي على طول حلقة النار في تحديد مدى قرب الزلزال التالي، وذلك لتحضير السكان بشكل أفضل وتوجيه القرارات الاحترازية المتعلقة بالكوارث والوقاية منها.
وحتى مع صعوبة التنبؤ بدقة بموعد ومكان وقوع الزلازل، فإن الوعي بالمخاطر المتزايدة على الدول الواقعة على طول حلقة النار يُتيح فرص التعاون لتبادل المعلومات والتقنيات والتعلم من كل نشاط زلزالي، كبيرا كان أم صغيرا، وفقا للباحثين.
وتقول آنا كايزر، عالمة الزلازل في معهد علوم الأرض بنيوزيلندا: "يربط هذا الأمر بين العديد من الأبحاث حول المحيط الهادي، ويطرح أيضا مشكلة مشتركة. من المهم جدا لنا كعلماء أن نتعاون ونتعلم من أجزاء أخرى من العالم، وخاصة حول المحيط الهادي".
ومن الاستعداد للكوارث التي ستقع على طول حلقة النار دراسة الكوارث السابقة، بما في ذلك الكوارث التي تعود إلى قرون مضت والموثّقة بدرجات متفاوتة.
ويشير العلماء إلى أن ما سيُحدّد مدى جسامة الزلزال المُقبل هو كمية الطاقة المُخزّنة على صدع منذ آخر انزلاق كبير، وهذا يُتيح إمكانية حدوث حركة أرضية واسعة النطاق.
ويقول أنتوني ريد، المؤرخ في جنوب شرق آسيا الذي بحث في سجلات موجات المد العاتية (تسونامي) السابقة في إندونيسيا بعد الزلزال والتسونامي المدمر الذي ضرب البلاد عام 2004: "إن هناك نمطا أو إيقاعا، فإذا عرفنا ما حدث في الماضي، فسوف نعرف المزيد عما قد يحدث في المستقبل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- الجزيرة
ثورة البراكين بعد زلزال كامتشاتكا الروسية تثير تفاعل المنصات
شبكات أيقظ زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية سلسلة براكين متزامنة غير معتادة في المنطقة، مما أحدث مخاوف وتحذيرات وتساؤلات حول هذه الظاهرة الطبيعية. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟
في السادس من أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية على هيروشيما. لماذا اختيرت هذه المدينة؟ جمع هذا الاختيار المدروس بعناية بين اعتبارات إستراتيجية وعسكرية وسياسية، وهو ما يوضحه الكاتب فينسان جوبير في تقرير له بمجلة لونوفيل أوبسرفاتور الفرنسية. ورغم الجدل الداخلي، كما يقول الكاتب، حيث أراد بعض العلماء والمسؤولين العسكريين عرضًا غير مميت أو إنذارًا مسبقًا، اتخذ البيت الأبيض القرار، إذ كان يرى أنه "لا بد من أن تكون الصدمة النفسية في أقصى درجاتها". ولفت جوبير، في تقريره، إلى أن لعلماء الذين كانوا يعملون على الأسلحة النووية منذ البداية طرحوا فكرة عدم استخدامها على الإطلاق لتجنب العار العالمي. وطالبوا سرا الرئيس الأميركي هاري ترومان بالتخلي عن فكرة ضرب اليابان، واقترحوا بدلا من ذلك تفجير القنبلة الأولى "في الصحراء أو على جزيرة مهجورة" أمام ممثلي الأمم المتحدة. واقترح باحثون آخرون، مثل الفيزيائي روبرت أوبنهايمر نفسه، "تدويلًا" فوريًا لهذا السلاح، ومشاركة المعرفة مع الحلفاء، بما في ذلك فرنسا ، التي كانت قد تحررت للتو. ومن جانبه، اقترح وزير البحرية الأميركية رالف بارد إصدار "تحذير" واضح للغاية لليابان حتى تتمكن أميركا من الحفاظ على مكانتها "كدولة إنسانية عظيمة". غير أن الكاتب أبرز أن مثل تلك الأفكار لم تجد آذانا مصغية لدى البيت الأبيض، لتدشن أميركا في فجر السادس من أغسطس/آب 1945 أول استخدام لهذه القنبلة، قائلا إن الجيش الأميركي ألقى قنبلة "ليتل بوي" النووية على هيروشيما. ولفت إلى أن هذا الهجوم، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، شكل بداية العصر النووي وكان السبب المباشر في نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن جوبير تساءل: لماذا هيروشيما؟ ولماذا لا تكون طوكيو أو كيوتو؟ ليجيب بأن الكشف التدريجي عن الأرشيفات الأميركية واليابانية سلط الضوء الآن على الأسباب الحقيقية لذلك القرار ذي العواقب التاريخية الكبيرة. ويضيف أنه قد اتضح الآن أن الأميركيين بدؤوا نقاش أهدافهم المستقبلية في اليابان منذ الخامس من مايو/أيار 1943، رغم أن مصنع تخصيب اليورانيوم الخاص بهم لم يكن قد بدأ العمل آنذاك، مما يعني أن واشنطن لم تكن تمتلك بعد المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع جهاز ذري. لماذا هيروشيما؟ وحتى في ذلك الوقت المبكر، يقول الكاتب، يبدو أن الأميركيين وضعوا نصب أعينهم عدة أهداف في اليابان وبالذات: طوكيو، وجزر تروك، ونيغاتا، وكيوتو، لكن هذه الأخيرة، التي كانت أولوية في البداية نظرًا لقيمتها الرمزية، استُبعدت في النهاية بناءً على توصية وزير الحرب هنري ستيمسون، الحريص على الحفاظ على "جوهرة ثقافية". واقترح أحد الضباط ضرب طوكيو لكن تم رفض فكرته، ليس لأسباب أخلاقية أو سياسية، وإنما لأن "القنبلة يجب أن تستخدم حيث يكون عمق المياه كافياً لمنع استعادتها في حالة عدم انفجارها". وتحدث ضباط آخرون عن يوكوهاما لكن تم العدول عن ذلك بعدما تبين أن تلك المدينة كانت تتمتع "بأفضل حماية مضادة للطائرات" في اليابان، كما تم النظر في قصف قصر الإمبراطور في طوكيو نظرا لـ"قيمته الرمزية العالية"، ولكن تم رفض ذلك بسبب "قلة أهميته الإستراتيجية"، حسب تقدير أولئك الضباط. وفي النهاية اختيرت هيروشيما، وهي مدينة متوسطة الحجم غير أنها مركز عسكري وصناعي مهم، فهي حسب تقييم الأميركيين: "مستودع عسكري كبير" و"ميناء صناعي، حجمه كبير لدرجة أنه قد يُدمر جزءًا كبيرًا من المدينة، لا سيما وأن التلال المجاورة له قد تُحدث تأثير تركيز، مما يزيد بشكل كبير من الضرر الناجم عن الانفجار". وبعد هيروشيما، اكتشف الأميركيون أن القادة اليابانيين لا يزالون مترددين في الاستسلام وأنهم كانوا مستعدين لمواصلة الحرب، عندها أمر ترومان بإلقاء القنبلة الثانية هذه المرة على ناغازاكي وذلك بعد 3 أيام من قنبلة هيروشيما. وكانت هناك خطة لاستخدام قنبلة ثالثة لضرب طوكيو لولا أن اليابان استسلمت أخيرا بعد 6 أيام، أي في 15 أغسطس/آب 1945 ليمثل ذلك نهاية للحرب العالمية الثانية. لماذا اليابان؟ وعلى عكس ألمانيا، التي لم تُستهدف قط بالأسلحة الذرية، صُنفت اليابان كعدوٍّ يجب ضربه. وبالنسبة لترومان ومستشاريه، كانت القنبلة ستمنع غزوًا بريًا قاتلًا (كان مخططًا له في نوفمبر/تشرين الثاني 1945) وستجبر اليابان على الاستسلام السريع. كان الضغط الإستراتيجي شديدًا، إذ كان الاتحاد السوفياتي يبرز كمنافس مستقبلي في المنطقة، وأرادت واشنطن تحديد مراكز نفوذها. وعلاوة على ذلك، "اختير اليابانيون" كأهداف، كما تشير المذكرة السرية للغاية، على وجه التحديد لأنهم إذا ما استعادوا الجهاز، فإنهم سيكونون "أقل قدرة من الألمان على استخلاص المعرفة المفيدة منه"، وفقا لما نقله الكاتب. منذ ذلك الحين، احتدم الجدل: هل كان هذا القصف ضروريا؟ يبدو أن المعلومات التي كان الأميركيون يحصلون عليها بالتجسس على الاجتماعات الإمبراطورية كشفت لهم أن اليابان لم تكن مستعدة للاستسلام، رغم ضخامة الخسائر، وهكذا، كانت القنبلة الذرية ستُعجّل بنهاية الصراع، حسب الرأي الأميركي. ولكن بأي ثمن؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يُطرح، بعد 80 عاما، في ذكرى هيروشيما.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
زلزال قوي في إقليم كامتشاتكا الروسي يعيد تنشيط براكين خامدة
تعرض إقليم كامتشاتكا الروسي مؤخرا لزلزال، صنف كأقوى هزة أرضية تضرب المنطقة منذ منتصف القرن الماضي. وقد تسبّب الزلزال في إعادة تنشيط عدد من البراكين الخامدة في الإقليم. اقرأ المزيد