
قاهر صفا في ذمة الله
تاريخ النشر : 2025-05-03 - 11:19 am
د. حازم قشوع
كان أبو خالد رحمه الله قائدا نقابيا من طراز كبير، وقائد انتخابي عميق التأثير ناضل من اجل قضيته فلسطين بالسلاح والكلمة، وعمل من أجل المواطنة سياسيا ونقابيا ومع أنه كان رحمه الله قليل الكلام كونه صاحب كلمة موزونة الا ان لكلماته وقع وتأثير كانت تنقل مجرى الحديث من مدار الى مسرب ومن فاصله إلى نقطة، حتى أن أهل "المضافة" حيث نلتقي أسبوعيا كانوا ينتظرون عميق كلماته بشغف و يرددونها بتجليات صفا.
تعلق المهندس قاهر صفا في الأردن حيث ولد وعمل من أجلها مهنيا و نقابيا وفى محيط رئاسته للمكاتب الهندسية بنقابة المهندسين كما فى محتوى قيادته لشركته الهندسية، وهذا ما جعله يرسم صورة مهنية مقدرة عند كل من تعامل معه في محيطه، فمن خاصمه ارتبط معه بحالة وئآم ومن يصادقه يرتبط معه بعظيم موده، وهو ما جعل من المهندس قاهر صفا رحمه الله يمتلك سمة نقابية في القائمة الخضراء تميز فيها وابدع كما كان يمتلك سمة اجتماعية تضيف لمجلسه إضافة نوعية، حيث يكون بدماثة المعشر والعشرة حتى باتت دماثة الخلق والتخلق تغلب على صفاته، وكان لا يكره فى الحياه الا الظلم ودائما يردد ويقول حسبنا الله على الظالم وحسبنا الله على المحتل القاهر ... قهره الله.
ومن أجل هذه الكلمات وبكل ما تحمل من معاني ناضل المهندس قاهر صفا بالسلاح من أجل معشوقته فلسطين، وكان يقول لي مخاطبا يا ابو يوسف "لا كرامة لنا الا ب فلسطين" فهى ليست هوية معيشة بل هوية رجوله وعنوان حياه، فلا أصعب أن تعيش حاملا صفة لاجىء فنحن لا نناضل من أجل الجغرافيا والتاريخ الفلسطيني فحسب من مدخل منهجية التشخيص على حد وصفك المعرفي، ولكننا نناضل من باب علوم التجريد الإنسانية التى تربطنا بحاضره روح فلسطين وقيمها التي تقوم عليها كرامة الإنسان من باب هوية حضارته الإنسانية.
رحل عنا "قاهر صفا" المهندس والنقابي والسياسي المقدر، عضو المجلس الوطني الفلسطيني رجل المهام النضالية وصاحب الكلمة التي تحمل تأثير، رحل عنا ابو خالد الذى ناضل في بيروت من أجل فلسطين حتى أبعدته رياح الترحيل الى اليمن، ومن ثم طاف مع الراحل ياسر عرفات أينما ارتحل، الا انه عاد الى حيث معشوقته الأردن الأقرب لنفسه حيث تسكن فلسطين هواه الذي تنفس من أجلها وعمل من اجل رفع الظلم وجور الاحتلال الذى يجثم على صدرها حتى انتهت انفاسه مفارقا الحياة الى "جنات النعيم" الذي نسأل الله تحمله واسع رحمته ليكون، فلقد كان المهندس قاهر صفا صادق العهد والوعد، وهي السمة التي تؤهله أن يكون مع الصديقين وحسن اولئك رفيقا ببركات رحمة من اللطيف الرحمن الرحيم.
ونحن إذ نعزي "اهل المضافة " حيث نلتقى دوريا بهذا المصاب الجلل، فاننا ننقل خالص عزائنا وعظيم مواساتنا إلى أسرته وعائلة صفا والى كل من عرف هذا الانسان الخلوق طيب الذكر ابو خالد الذي ندعوا الله له بالرحمة ببركة قراءة الفاتحة.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 18 دقائق
- السوسنة
نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال
مسقط – السوسنة - رفع نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان، ممثلًا برئيس مجلس الإدارة السيد عمار علي عبيدات وأعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية.وأكد النادي في بيان بهذه المناسبة الوطنية الغالية، أن يوم الاستقلال سيبقى محفورًا في وجدان الأردنيين، بما يحمله من معاني الفخر والاعتزاز والوفاء لكل من بذل وقدّم وضحّى في سبيل رفعة الوطن، مستذكرين أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للأردن.وجاء في البيان:"نستقبل هذه المناسبة بكل مشاعر الفرح بما تحقق، والفخر بما أُنجز، والوفاء لتضحيات الأجداد، والدعاء بأن يديم الله نعمة الأمن والاستقرار على أردننا الغالي تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة."كما عبر النادي عن اعتزازه بالماضي، وفخره بالحاضر، وتطلعه إلى مستقبل أفضل، مؤكدًا التزامه بالعمل الصادق والإخلاص في سبيل تقدم الأردن وازدهاره.وختم النادي تهنئته بالدعاء إلى الله أن يحفظ الأردن، قيادةً وشعبًا وحكومة، وأن يديم على جلالة الملك وولي عهده موفور الصحة والعافية.

السوسنة
منذ 19 دقائق
- السوسنة
الأردن في عيد استقلاله
على مدار التاسعة والسبعين، ونحن على ثبات موقف واحد تجاه أردننا الحبيب، يكبر كل يوم معنا، لكنه لا يشيخ، ويبقى في عرين شبابه معطاءً، قويًا، يزيد صلابة. الأردن لم يكن في الوجود حلمًا يريد أن يتحقق، بل الأردن واقع جميع رسمته حدوده أحلامنا، وحرسه عيون جنودنا، وحفظت أرضه أقدامنا. الأردن لم يكن وسيلة في يوم، بل كان جسرًا للعطاء والخير، حافظ على كرامة الإنسان، بل صانها كما صان ترابه وسمائه. وحينما يسألوننا: "أنت من الأردن؟" بكل فخر نقول نحن أردنيون، من ديار الهاشميين، وأسماؤنا النشامى، وعروبتنا أصيلة، وجذورنا متينة. نحن من عرفنا بالجود، وقضيتنا الأردن في عالم يختل فيه مبادئ العدالة والوجود. هناك حروب، وهناك قتل، وهناك دمار، وهناك نزوح، وهناك في الأردن وطن وسع الجميع، رحب بالزائرين، قدم العون بالرغم من الإمكانيات المحدودة، لكن أثبت دور الأردن على مستوى العالم بالرغم من زمن زادت فيه قوى التشكيك، وبعض زخم الإعلام السلبي الذي لم يؤثر علينا، لأننا وطن عرف نفسه وأثبت أنه لم يتخلَ عن دوره تجاه العرب.ولن نقول إن التحديات قد انتهت، لكننا على يقين أن للوطن قائدًا وجيشًا وشعبًا، كالدماء في الجسد يسري في عروقه. بدون مجاملة على حساب الوطن أبدًا، لكن الحقيقة في واقع صخب الإعلام وبث الإشاعات وكثرة وسائل الاتصالات وتزييف الأخبار. وما زلنا ننظر إلى وطننا على أنه حقيقة تتجدد. رفع علمه كل الأجيال وعلى مدار تسعة وسبعين عامًا، لم تغادرنا سنة إلا ونحن نحتفل في يوم الاستقلال، ونحن بفضل الله في أحسن حال. كان الأردن قد وُلِد من جديد، بنفس الشعور. حب الأردن يولد ويكبر معنا، ولن يغادرنا.


خبرني
منذ 31 دقائق
- خبرني
عيد الاستقلال: مجد متجدد ووطن يزهو بالعزة
عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى في تقويم الوطن، بل هو تاج المجد الأردني، يوم تتجلى فيه كرامة الأمة وعزتها، ويقف فيه الأردنيون بكل فخر واعتزاز أمام راية رفرفت بعزيمة الأحرار، وإرادة لا تلين. في الخامس والعشرين من أيار عام 1946، كتب الأردنيون بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين فصلاً جديداً من تاريخهم المجيد، حيث خرج الوطن من عباءة الانتداب إلى رحاب الحرية، معلناً قيام الدولة الأردنية المستقلة ذات السيادة، لترتفع راية الاستقلال فوق كل التحديات، ويبدأ عهد البناء والنهضة. في عيد الاستقلال يتجدد الكبرياء الوطني، نستذكر فيه محطات الفخار، ونستحضر فيه تضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وآمنوا بأن الاستقلال ليس غاية فحسب، بل بداية لمسيرة لا تعرف التراجع، عنوانها: الكرامة، والبذل، والعطاء. القيادة الهاشمية، منذ التأسيس وحتى اليوم، كانت وما زالت القائد الأمين للمشروع الوطني الأردني، والضامن لوحدة الوطن واستقراره. فها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يحمل الراية بجدارة، ويقود الوطن نحو آفاق من التقدم والتحديث، مُجسّداً رؤية هاشمية تستند إلى شرعية تاريخية، وولاء شعبي راسخ، وحكمة في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. في يوم الاستقلال، يزهو الوطن بأبنائه، وتنبض القلوب بالوفاء، وتتعانق رايات العز على امتداد الجغرافيا الأردنية رافعين رؤوسنا عالياً بهذا اليوم الخالد، مجددين العهد بأن نظل الأوفياء لمسيرة الأجداد، والحماة لمنجزات الوطن، والبناة لمستقبله المشرق. إن تمجيد الاستقلال لا يكون فقط بالكلمات، بل بالفعل، بالولاء، وبالانتماء. أن نحب الأردن يعني أن نحمي مؤسساته، نحترم قانونه، نعمل بإخلاص، نرفض الفساد، نزرع الأمل، ونتسلح بالعلم والمعرفة. ونحمي المنجزات الوطنية وصونها. فالتحديات التي يواجهها الأردن داخلياً وخارجياً تتطلب وعياً شعبياً، وعزيمة وطنية، واستمرار العمل بروح الجماعة والمسؤولية. إن الاستقلال لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة طويلة من العطاء والتحدي. والوفاء لتلك اللحظة التاريخية يتطلب منّا جميعاً أن نكون شركاء حقيقيين في الحفاظ على الدولة ومكتسباتها، والسير خلف قيادة هاشمية حكيمة أثبتت، في كل مفصل من مفاصل التاريخ، أنها جديرة بثقة الشعب وتطلعاته. فالمحافظة على منجزات الاستقلال مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل أردني وأردنية، وتبدأ بالتمسك بالقيم الوطنية، واحترام القانون، والإخلاص في العمل، وتعزيز ثقافة الحوار والانتماء، والمشاركة الفاعلة في مسيرة الإصلاح والتحديث. ففي يوم الاستقلال نجدد عهد الولاء والانتماء، ونرفع أكفّنا بالدعاء أن يحفظ الله الأردن، قيادةً وشعبًا، جيشًا وأمنًا، حاضرًا ومستقبلًا. كل عام والأردن بألف خير، وكل عام ورايتنا تعانق السماء. وفي هذه المناسبة العزيزة، نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والأسرة الأردنية الواحدة، سائلين الله أن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار، وأن تبقى رايته خفّاقة في سماء المجد.