
انكماش الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأول من عام 2025 بنسبة 0.3 في المئة
انكمش الاقتصاد الأميركي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، مع تسارع الشركات إلى تخزين الواردات قبل دخول تعريفات إدارة ترمب حيز التنفيذ وتباطؤ إنفاق المستهلكين.
وقالت وزارة التجارة الأميركية إن الناتج المحلي الإجمالي (القيمة الإجمالية لجميع السلع والخدمات المنتجة في الاقتصاد) انخفض بنسبة سنوية معدلة حسب التضخم والموسمية، بلغت 0.3 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، ويعد هذا أول انكماش منذ الربع الأول من عام 2022.
وارتفع إنفاق المستهلكين، الذي يعد المحرك الرئيس للاقتصاد، بنسبة 1.8 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، وهو أبطأ معدل نمو منذ منتصف عام 2023، وانخفض إنفاق الحكومة الفيدرالية نتيجة خفض الوظائف والعقود من قبل وزارة الكفاءة الحكومية.
لكن المحرك الرئيس لانكماش الربع الأول من عام 2025 كان الحرب التجارية التي أطلقها ترمب، فقد أسهم صافي الصادرات (الفارق بين ما تستورده الولايات المتحدة وتصدره) بسحب يقارب خمس نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي الإجمالي، وهو أكبر تأثير سلبي فصلي لصافي الصادرات منذ بدء تسجيل البيانات عام 1947.
ارتفاع الواردات الأميركية بسبب رسوم ترمب
وسارعت الشركات إلى الاستيراد قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، والتي شهدت زيادة كبيرة خلال الربع الثاني الحالي، وارتفعت الواردات بأسرع وتيرة منذ الربع الثالث من عام 2020، عندما كان الاقتصاد يُعاد فتحه بعد الإغلاقات المرتبطة بجائحة كورونا.
وتحتسب الواردات كعامل ينقص من الناتج المحلي الإجمالي في حسابات وزارة التجارة الأميركية، لأنها تمثل إنفاقاً على سلع وخدمات مصنوعة في الخارج.
وقالت الاقتصادية في بنك "ويلز فارجو" شانون غرين "الانخفاض الظاهر في العنوان الرئيس يبالغ في تصوير الضعف، لأن جزءاً كبيراً منه ناتج من تسريع الاستيراد بسبب الرسوم الجمركية".
وأضافت "بصورة عامة، أعتقد أن التقرير يظهر قوة أساس معقولة في الطلب".
وارتفعت "المبيعات النهائية للمشتريات المحلية الخاصة (مقياس للطلب من الشركات والمستهلكين من دون احتساب البيانات الحكومية أو التجارية أو المتعلقة بالتجارة الدولية الأكثر تقلباً)، بمعدل ثلاثة في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، ارتفاعاً من 2.9 في المئة خلال الربع السابق، ومن الإشارات الإيجابية الأخرى، أن الشركات زادت من استثماراتها في المعدات ومن حجم مخزوناتها.
ومع ذلك، يظل التقرير انعكاساً لماضي الأداء خلال وقت لا تزال فيه التقلبات الناجمة عن الرسوم الجمركية المتبدلة والتقلبات في الأسواق المالية مستمرة خلال الربع الحالي، وتراجعت الأسهم أمس الأربعاء.
وجاءت قراءة الناتج المحلي الإجمالي أقل من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت صحيفة "وول ستريت جورنال" آراءهم، إذ توقعوا نمواً بنسبة 0.4 في المئة.
وألقى الرئيس دونالد ترمب باللوم على الرئيس السابق جو بايدن في وضع سوق الأسهم، ودعا إلى التحلي بالصبر حتى تؤتي التعريفات الجمركية التي فرضها ثمارها.
وكتب ترمب على منصة "تروث سوشال"، "هذا سوق بايدن، وليس سوق ترمب، لم أستلم المنصب حتى الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي.
لكن مسؤولاً اقتصادياً بارزاً في إدارة بايدن السابقة رفض تعليقات ترمب، قائلاً "عندما يتعلق الأمر بسوق الأسهم، فلا رصيد له يذكر".
وقال جاريد برنستين الذي ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض خلال عهد بايدن، "سوق الأسهم كان في حال أفضل بكثير في عهد بايدن مما هو عليه في عهد ترمب".
وأضاف "حرب ترمب التجارية والتعريفات الجمركية التي فرضها تظهر جلياً في هذه البيانات"، مشيراً إلى التأثير القياسي السلبي لصافي الصادرات في الناتج المحلي الإجمالي.
الرسوم الجمركية حجر أساس
وجعل ترمب من الرسوم الجمركية حجر الأساس في أجندته الاقتصادية، قائلاً إنها "ستجعل أميركا أكثر ثراءً على المدى الطويل وتعيد الوظائف الصناعية إلى البلاد".
وخلال مارس (آذار) الماضي وصل العجز التجاري في السلع إلى مستوى قياسي، مع تسابق الشركات لتخزين البضائع قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ.
وأظهر تقرير منفصل لوزارة التجارة نشر أمس ويتعلق بشهر مارس الماضي فحسب، أن الإنفاق الاستهلاكي سجل أقوى وتيرة له هذا العام، مع قفزة كبيرة في مبيعات السيارات، إذ سعى المستهلكون لشراء السيارات قبل أن ترتفع الأسعار بفعل الرسوم.
وقال كبير الاقتصاديين في "موديز" مارك زاندي، إن تقرير الناتج المحلي الإجمالي "ربما يبالغ في تقدير ضعف الاقتصاد، لكن الاقتصاد بالفعل ضعيف"، مشيراً إلى تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وتراجع الإنفاق الحكومي الفيدرالي خلال الربع الأول من هذا العام. وأضاف أن تراجع ثقة المستهلكين خلال أبريل (نيسان) الماضي، لا يوحي بأنهم سيصمدون كثيراً خلال المرحلة المقبلة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع زاندي "إذا لم تتمكن الإدارة من إيجاد مخرج من دوامة الرسوم الجمركية قريباً، فأعتقد أننا سنشهد مزيداً من أرقام الناتج المحلي الإجمالي السلبية خلال المستقبل القريب، وفي نهاية المطاف خسائر ضن الوظائف".
ويعد تقرير الناتج المحلي الإجمالي أول بطاقة تقييم اقتصادية رئيسة للفترة من يناير إلى مارس الماضيين، وهي الفترة التي انتقلت خلالها السلطة في البيت الأبيض من بايدن إلى ترمب.
وتأثر شهر يناير الماضي (معظمه قبل تسلم ترمب منصبه) بحرائق الغابات في لوس أنغليس وعواصف شتوية عطلت مناطق عدة داخل البلاد.
وكان الاقتصاد الأميركي دخل عام 2025 من موقع قوة، فقد سجل نمواً مطرداً عام 2024 واستمرت وتيرة التضخم في التراجع، وظل سوق العمل صامداً حتى الآن خلال العام الحالي.
تعقُّد جهود التخطيط للشركات
وبعد تولي ترمب منصبه خلال يناير الماضي، سارعت الإدارة الجديدة إلى الإعلان عن رسوم جمركية على المكسيك وكندا (قبل أن تعلقها لاحقاً)، إضافة إلى فرض رسوم على الواردات الصينية.
وجاء إعلان "يوم التحرير" في الثاني من أبريل الماضي مع بداية الربع الثاني، ليشمل رسوماً جمركية أوسع نطاقاً.
وحذر رؤساء كبرى الشركات، بما في ذلك "أميركان إيرلاينز" و"بيبسيكو" و"بروكتر أند غامبل"، من أن الإعلانات المتقلبة في شأن الرسوم الجمركية تعقِّد جهود التخطيط وتثير قلق المستهلكين. وفي المقابل، بدأت شركات أخرى خفض الكلف، فقد سحبت "جنرال موتورز" توجيهها في شأن أرباح عام 2025 أول من أمس الثلاثاء، مشيرة إلى تأثير الرسوم الجمركية في السيارات.
ومع ذلك، فإن الشركات والأفراد باتوا يعبرون عن قلق متزايد في شأن الأوضاع الاقتصادية، بسبب حال عدم اليقين التي تكتنف السياسات الجمركية والمخاوف من أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وأصيب المستثمرون بحال من الذعر، فقد أدت المخاوف من الرسوم الجمركية والتباطؤ الاقتصادي إلى تسجيل مؤشري "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" أسوأ أداء ربعي لهما منذ عام 2022.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "كولغيت-بالموليف" نويل والاس، الأسبوع الماضي عند خفض الشركة لتقديرات أرباحها السنوية، "حال عدم اليقين تخلق مستهلكاً متوتراً ومتحفظاً"، مضيفاً "نرى المستهلكين يفرغون مخزوناتهم في المنازل، ويتجنبون شراء أنبوب معجون أسنان إضافي أو عبوة غسول للجسم إضافية".
وأظهرت بيانات وزارة التجارة أن معدل التضخم السنوي تباطأ خلال مارس الماضي. ومع ذلك، يتوقع اقتصاديون أن تؤدي الرسوم الجمركية في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار.
ويضع احتمال ارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية، إلى جانب تباطؤ الزخم الاقتصادي، "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي" في موقف صعب. فالمركزي الأميركي يسعى إلى تحقيق هدفين متوازنين وهما الحفاظ على تضخم معتدل، وضمان قوة سوق العمل.
وقال رئيس "الفيدرالي" جيروم باول منتصف أبريل الماضي، إن هناك "احتمالاً قوياً" بأن يواجه المستهلكون ارتفاعاً في الأسعار، وأن يشهد الاقتصاد زيادة في البطالة نتيجة الرسوم الجمركية على المدى القصير.
وأشار إلى أن هذا الوضع سيخلق "سيناريو معقداً" أمام البنك المركزي، لأن أي تحرك في أسعار الفائدة لمعالجة ضغوط التضخم قد يؤدي إلى تفاقم البطالة، والعكس صحيح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة عيون
منذ 2 ساعات
- شبكة عيون
تراجع الدولار مع ترقب مشروع قانون الضرائب
مباشر- انخفض الدولار اليوم الأربعاء مواصلا تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه . ويتوخى المتعاملون أيضا الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأمريكيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حاليا في كندا . وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترامب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يوما التي تشهد تعليقا لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة . وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسول فقدت زخمها . ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت ضغط . وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة "لا نعتبر أن الدولار الأمريكي، والأصول الأمريكية عموما، في بداية دوامة من الانهيار ". واستطردوا "مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجددا في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي ". ويقول محللون إن مشروع قانون ترامب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد. ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأمريكية . وكتب محللو جولدمان ساكس في مذكرة بحثية "معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة ". وأضافوا "لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونجرس، فإن تراجع التفوق الأمريكي يُثبت - حرفيا - أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة ". وتابعوا "يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحدارا لسندات الخزانة الأمريكية ". وتراجع الدولار 0.55 بالمئة إلى 143.715 ين بحلول الساعة 0520 بتوقيت جرينتش، ونزل 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري . وارتفع اليورو 0.42 بالمئة إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3 بالمئة إلى 1.34315 دولار . وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلا انخفاضا بلغ 1.3 بالمئة على مدار يومين. Page 2 الخميس 01 مايو 2025 07:27 مساءً Page 3


الموقع بوست
منذ 5 ساعات
- الموقع بوست
يديعوت أحرونوت: إسرائيل تبدو "منبوذة" وتواجه تسونامي حقيقيا
وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت وضع إسرائيل بأنها وصلت إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية على الإطلاق، ونقلت عن مسؤول بالخارجية الإسرائيلية قوله إن تل أبيب تواجه تسونامي حقيقيا سيتفاقم "ونحن في أسوأ وضع مررنا به على الإطلاق، والعالم ليس معنا". جاء ذلك وفق تقرير مفصل لصحيفة يديعوت أحرونوت، مساء الثلاثاء، تطرق للإجراءات المتخذة على الساحة الدولية ضد إسرائيل على خلفية استمرارها في حرب الإبادة على قطاع غزة، وأبرزها تعليق بريطانيا مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع إسرائيل، وقالت الصحيفة إنه قد تكون له آثار اقتصادية خطيرة. وحسب الصحيفة، بعد مرور 592 يوما على بدء الحرب بغزة، وصلت إسرائيل إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية، إذ هددت 3 من أبرز حلفائها في العالم -بريطانيا وفرنسا وكندا- مساء الاثنين بفرض عقوبات إذا استمرت الحرب في غزة. وأضافت تقرير الصحيفة الإسرائيلية أنه بعد ذلك بأقل من 24 ساعة، أعلنت بريطانيا إلغاء المفاوضات بشأن اتفاق تجارة حرّة مستقبلي مع إسرائيل، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفيلي، لجلسة توبيخ، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين. وعرجت الصحيفة على الموقف الأميركي إزاء إسرائيل مع إصرارها على مواصلة حرب الإبادة. وفي هذا السياق، قالت يديعوت أحرونوت إن مصادر في البيت الأبيض عبّرت عن إحباطها من الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي لا تعمل على الدفع قدما نحو صفقة شاملة. وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة كبار أعضاء الوفد المفاوض بالعاصمة القطرية الدوحة والإبقاء على طواقم فنية بعد إصراره على استمرار حرب الإبادة على غزة. آثار اقتصادية خطرة وشددت الصحيفة على أن التصريحات والخطوات التي تتخذ حاليا ضد إسرائيل قد تكون لها أيضا آثار اقتصادية خطرة. وأوضحت أن بريطانيا، على سبيل المثال، تُعد من أهم شركاء إسرائيل التجاريين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري معها نحو 9 مليارات جنيه إسترليني، مما يجعلها رابع أكبر شريك تجاري لإسرائيل وأكدت أن الاتفاق الذي علقت لندن التفاوض بشأنه مع إسرائيل حيوي للغاية بالنسبة لصناعة التكنولوجيا الفائقة، وكان من المفترض أن يشمل مجالات لم تكن مدرجة في السابق، وفق المصدر ذاته. واعتبرت الصحيفة أن التهديد الأوروبي بإلغاء اتفاق الشراكة مع إسرائيل غير مسبوق، ورغم أن إسرائيل تُقدّر أن احتمال إلغائه منخفض، فإن الأضرار المحتملة تُقدّر بعشرات المليارات، وهو ما يجعل الأمر تهديدًا اقتصاديا بالغ الخطورة. بالإضافة إلى ذلك، صرّح رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا بايرو، مساء الثلاثاء أن الدول الثلاث (فرنسا وبريطانيا وكندا) قررت معًا معارضة ما يحدث في قطاع غزة، وستعترف بشكل مشترك بدولة فلسطينية. ووصفت يديعوت أحرونوت هذا التهديد غير المسبوق من 3 قوى غربية كبرى بأنه يُعد عمليا أشدّ إعلان صيغ حتى الآن ضد إسرائيل، بل إنه يجعلها "تبدو دولة منبوذة على الساحة الدولية". وخلصت إلى أن إسرائيل مع تزايد الضغوط عليها لوقف الحرب، وإصرارها على مواصلتها، أصبحت الآن معزولة بالكامل على الساحة الدولية. واعتبرت الصحيفة أن أحد أكثر الأمور المقلقة في ما يخص وضع إسرائيل على الساحة الدولية هو رد الفعل الأميركي على التطورات الأخيرة. وأشارت في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة، التي وقفت مرارًا إلى جانب إسرائيل ودافعت عنها بشدة، باتت الآن تلتزم الصمت. وتساءلت عن الموقف الأميركي في حال وصلت المطالب بوقف الحرب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإذا ما كانت واشنطن ستستخدم سلطة حق النقض (الفيتو) كما فعلت في السابق. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه على الرغم أن إدارة ترامب صرّحت في عدة مناسبات بأنها ستدافع عن إسرائيل، لكن التطورات المختلفة والتوترات المتزايدة قد تؤثر على القرار الأميركي هذه المرة، مما يثير حالة من عدم اليقين بشأن مدى استعداد واشنطن لمواصلة دعمها لإسرائيل في الساحة الدولية. تسونامي حقيقي ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن إسرائيل تواجه تسونامي حقيقيا سيزداد سوءًا، وفق تعبيره. وأضاف المصدر -الذي لم تكشف الصحيفة الإسرائيلية عن هويته- "نحن في أسوأ وضع وصلنا إليه على الإطلاق. هذا أسوأ بكثير من كارثة، العالم ليس معنا". وأشار المصدر إلى أن "العالم لم ير منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 سوى أطفال فلسطينيين قتلى ومنازل مدمرة"، لافتا إلى أن إسرائيل لا تقدم أي حل ولا خطة لليوم التالي، فقط موت ودمار. وختم المصدر بالتحذير مما وصفها "بالمقاطعة الصامتة" التي قال إنها كانت موجودة، "لكنها ستتسع وتشتد ويجب ألا نقلل من خطرها"، وأضاف أنه لن يرغب أحد في أن يرتبط اسمه بإسرائيل. وصباح الثلاثاء، قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض يائير غولان للإذاعة العامة التابعة لهيئة البث العبرية الرسمية إن "الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين (الفلسطينيين)، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تنتهج سياسة تهجير السكان". وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


الوئام
منذ 6 ساعات
- الوئام
الدولار يواصل الهبوط وسط تعثر قانون الضرائب
انخفض الدولار، اليوم الأربعاء، مواصلاً تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه. ويتوخى المتعاملون أيضًا الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأمريكيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حاليًا في كندا. وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترمب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يومًا التي تشهد تعليقًا لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسول فقدت زخمها. ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت ضغط. وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة 'لا نعتبر أن الدولار الأمريكي، والأصول الأمريكية عمومًا، في بداية دوامة من الانهيار'. واستطردوا 'مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجددًا في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي'. ويقول محللون إن مشروع قانون ترمب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد، ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأمريكية. وكتب محللو جولدمان ساكس في مذكرة بحثية 'معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة'. وأضافوا 'لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونجرس، فإن تراجع التفوق الأمريكي يُثبت -حرفيًا- أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة'. وتابعوا 'يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحدارًا لسندات الخزانة الأمريكية'. وتراجع الدولار 0.55 بالمئة إلى 143.715 ين بحلول الساعة 0520 بتوقيت جرينتش، ونزل 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو 0.42 بالمئة إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3 بالمئة إلى 1.34315 دولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلاً انخفاضًا بلغ 1.3 بالمئة على مدار يومين.