
أوربان لوفيرييه.. الرجل الذي اكتشف كوكبًا دون أن يراه
في عالم الفلك، عادة ما تعتمد الاكتشافات على سنوات من الرصد بالتلسكوبات المتطورة، لكن في القرن التاسع عشر، تمكن العالم الفرنسي أوربان لوفيرييه من تحقيق إنجاز استثنائي: اكتشاف كوكب نبتون دون الحاجة إلى رؤيته مباشرة، وإنما عبر الحسابات الرياضية فقط، كان هذا الاكتشاف بمثابة ثورة في علم الفلك، حيث أثبت أن الرياضيات يمكن أن تكون أداة قوية في استكشاف الفضاء.
بدأت القصة عندما لاحظ الفلكيون أن كوكب أورانوس لا يتحرك وفق المسار المتوقع له، بل كانت هناك اضطرابات غامضة في مداره لا يمكن تفسيرها بسهولة.
أمام هذه الظاهرة، كانت هناك فرضيتان: إما أن قوانين الجاذبية تحتاج إلى تعديل، أو أن هناك كوكبًا غير معروف يؤثر على حركة أورانوس، بدأ لوفيرييه في دراسة المشكلة بعمق، مستخدمًا قوانين نيوتن للجاذبية وحساباته الرياضية لاستنتاج وجود كوكب آخر يقع وراء أورانوس.
بعد شهور من الحسابات الدقيقة، أرسل لوفيرييه نتائجه إلى الفلكي الألماني يوهان غالي في مرصد برلين، طالبًا منه التحقق من موقع الكوكب الجديد.
اكتشاف كوكب نبتون
في ليلة 23 سبتمبر 1846، قام غالي بتوجيه تلسكوبه إلى الإحداثيات التي حددها لوفيرييه، ليجد كوكب نبتون تقريبًا في الموقع الذي تنبأ به. كانت هذه لحظة تاريخية في علم الفلك، حيث تم إثبات أن المعادلات الرياضية وحدها يمكنها التنبؤ بوجود أجرام سماوية غير مرئية.
لم يكن لوفيرييه الوحيد الذي عمل على هذه المشكلة، فقد قام الفلكي البريطاني جون كوش آدامز بحسابات مشابهة في الفترة نفسها، لكنه لم ينشر نتائجه في الوقت المناسب.
أدى هذا إلى تنافس علمي بين فرنسا وبريطانيا حول من يستحق الفضل في اكتشاف نبتون، لكن في النهاية، اعترف بأن لوفيرييه هو صاحب الفضل الأكبر في التنبؤ بموقع الكوكب الجديد.
أثبت اكتشاف نبتون بالدليل القاطع صحة قوانين نيوتن وعزز دور الحسابات النظرية في علم الفلك، كما فتح الباب أمام اكتشافات جديدة، مثل البحث عن كواكب خارج المجموعة الشمسية باستخدام الاضطرابات في حركة النجوم، وهو النهج الذي لا يزال يُستخدم حتى اليوم.
رغم أن أوربان لوفيرييه لم يكن رائدًا في الفلك البصري، فإن طريقته الفريدة في البحث جعلته واحدًا من أعظم العلماء في مجاله، لا يزال اسمه مرتبطًا بنبتون، وتستخدم منهجيته حتى اليوم لدراسة اضطرابات المدارات وتحديد مواقع الأجرام السماوية غير المرئية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
ناسا تلتقط عبورا نادرا لأورانوس بين الأرض ونجم بعيد
في حدث فلكي نادر، تمكن علماء ناسا هذا الشهر من دراسة الغلاف الجوي وحلقات كوكب أورانوس، عندما مر الكوكب بين الأرض ونجم بعيد، فيما يعرف بظاهرة 'الاحتجاب النجمي'. استمرت هذه الظاهرة الفريدة نحو ساعة في 7 أبريل/ نيسان، وكانت رؤيتها ممكنة فقط من أمريكا الشمالية الغربية. وكانت آخر مرة شهد فيها العلماء احتجابا ساطعاً لأورانوس أمام نجم في عام 1996، ما دفع ناسا إلى الاستعداد بشكل مكثف هذه المرة. وبقيادة علماء مركز لانغلي للأبحاث التابع لوكالة ناسا في فرجينيا، شارك أكثر من 30 عالماً من جميع أنحاء العالم، مستخدمين 18 مرصداً مختلفاً لجمع البيانات الحيوية. وقال وليام سوندرز، عالم الكواكب في مركز لانغلي: 'هذه هي المرة الأولى التي نتعاون فيها بهذا الحجم لرصد احتجاب نجمي. أشعر بامتنان كبير لكل عضو في الفريق ولكل مرصد شارك في هذا الحدث الاستثنائي'. وأوضح سوندرز أن رصد الاحتجاب من خلال العديد من التلسكوبات الكبيرة سمح للعلماء بقياس منحنيات الضوء بدقة، ما مكنهم من تحديد خصائص الغلاف الجوي لأورانوس عبر طبقات ارتفاعات متعددة. ومن خلال هذه البيانات، تمكن الفريق من قياس درجات الحرارة وتركيب طبقة الستراتوسفير (الغلاف الأوسط) للكوكب، ومقارنتها بما تم رصده خلال احتجاب عام 1996. وترى وكالة ناسا أن هذه البيانات الجديدة قد تساهم في تمهيد الطريق لبعثات مستقبلية لاستكشاف أورانوس بشكل أعمق. ويُصنف أورانوس، الذي يبعد عن الأرض حالياً نحو ملياري ميل (3.2 مليار كيلومتر)، ككوكب 'عملاق جليدي'، حيث يتكوّن داخله من مزيج من الماء والأمونيا والميثان، إضافة إلى غلاف جوي غني بالهيدروجين والهيليوم. وقالت إيما دال، الباحثة بمعهد كاليفورنيا للتقنية والتي ساعدت في جمع البيانات عبر تلسكوب ناسا للأشعة تحت الحمراء في هاواي: 'تُعد أجواء الكواكب الغازية والعملاقة الجليدية مختبرات طبيعية استثنائية لدراسة تكون السحب والعواصف والأنماط الريحية، لأنها تفتقر إلى سطح صلب قد يعقد المحاكاة العلمية'. وتتوقع ناسا أن يحتجب أورانوس أمام عدة نجوم خافتة خلال السنوات الست المقبلة، مع استعداد العلماء لرصد احتجاب مهم آخر في عام 2031، أمام نجم أكثر سطوعا من نجم هذا الشهر.


النهار
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
هذه الصورة لمجرة درب التبانة فوق هرم مصري مركبة FactCheck#
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر ما يبدو أنّها مجرّة تبدو من الأرض كأنها تحيط بأحد أهرامات الجيزة، في ما اعتُبر دليلاً إضافياً على عبقريّة المصريين القدماء. لكن هذه الصورة مركّبة. تُظهر الصورة أحد أهرامات الجيزة في مصر، وتبدو فوقه في السماء مجرّة تحيط بأضلاعه بشكل متناسق. وجاء في التعليقات المرفقة "مشهد حقيقي، وليس فوتوشوب، لمجرة درب التبانة تماماً أعلى أهرامات الجيزة". وتندرج هذه الصورة ضمن المنشورات التي تتغنّى بالتقدم العلمي والحضاري عند المصريين القدماء. وقد عرف المصريون بالفعل علم الفلك، وتبيّن أنهم أقاموا مراصد فلكيّة اكتُشف أحدها في العام 2024 في محافظة كفر الشيخ في شمال مصر، وتبيّن أنّه يعود للقرن السادس قبل الميلاد، بحسب السلطات. ومن المعروف أن المصريين القدماء وظّفوا معارفهم في الفلك والهندسة معاً. فعلى سبيل المثال، تتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل في الجنوب المصريّ مرّتين في السنة. ويقول علماء الآثار المصريون أن هذين التاريخين يرتبطان بذكرى ولادة الملك وتتويجه. حقيقة الصورة لكن الصورة المتداولة مركّبة. فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنّها منشورة في العام 2021 على صفحة المصّور المصري حسام عبّاس على موقع فايسبوك. وأوضح المصوّر في التعليق المرفق أن الصورة عمل فنّي. ورداً على سؤال من أحد المتابعين، أعاد التأكيد أن الصورة عمل فنيّ. وفي اتصال بخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة "فرانس برس"، قال حسام عبّاس في الخامس عشر من نيسان/أبريل الجاري "التقطتُ صورة هرم خوفو قبل سنوات، وقررت أن أضيف اليها صورة أخرى ليست من تصويري تُظهر مجرة درب التبانة، مستخدمًا في ذلك برنامج فوتوشوب لدمج الصورتين الحقيقيتين". وأضاف تعليقاً على انتشار صورته في سياق مضلّل "بعض الحسابات على وسائل التواصل تهدف فقط لجمع التفاعلات على حساب الحقيقة". وصورة درب التبانة التي دمجها حسام عباس مع صورة هرم خوفو نشرها المصور الأوسترالي تريفور دوبسون على حسابه على موقع فليكر في آذار/مارس من العام 2017. (أرشيف). وكتب دوبسون أن الصورة البانوراميّة هذه مكوّنة من 53 صورة التُقطت في غرب أوستراليا.


التحري
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- التحري
كم يبلغ طول اليوم على كوكب أورانوس.. علماء يكشفون
اكتشف العلماء أخيرًا طول اليوم على كوكب أورانوس باستخدام أحدث تحليل لبيانات تلسكوب هابل الفضائي التي جُمعت على مدار عقد من الزمن، ووفقًا للعلماء، يستغرق أورانوس 17 ساعة و14 دقيقة و52 ثانية لإكمال دورة كاملة، أي أكثر بـ 28 ثانية من التقدير الذي قدمته مركبة فوييجر 2 التابعة لناسا. وقد أُتيح هذا التقدير من خلال قياس المجالات المغناطيسية والموجات الراديوية القادمة من هالات الكوكب، ويساعد هذا الفهم على رسم خرائط سطحية وتقدير محاذاة الكوكب في بيئات مُعقّدة، وقد تحتاج بعض هذه الخرائط إلى إعادة النظر بناءً على أحدث الأبحاث. ووفقًا للتقارير، أكدت دراسة تلسكوب هابل الفضائي أن أورانوس أكمل دورة كاملة في 17 ساعة و14 دقيقة و52 ثانية، وهذا يزيد بمقدار 28 ثانية عن زمن مهمة ناسا فوييجر 2، التي أُطلقت في ثمانينيات القرن الماضي. ويذكر التقرير أيضًا أنه من خلال فحص سجلّ لعشر سنوات من رصد الشفق القطبي، كشف فريق بقيادة لوران لامي في مرصد باريس في فرنسا عن الأقطاب المغناطيسية للكوكب، وقد وفّر هذا الرصد طويل المدى فترات دوران أكثر دقة – أي ما يقارب 84 سنة أرضية لدوران أورانوس حول الشمس. وعلى أورانوس، يستمر اليوم أطول بكثير، ومن شأن الرصد الدقيق لزمن دوران الكوكب الغازي العملاق أن يُمكّن العلماء من التخطيط لزيارات لاستكشافه، وعلى عكس المريخ والأرض، تُصعّب العواصف الريحية العاتية تحديد أوقات دوران أكبر كواكب النظام الشمسي. وأُجري أول تقدير لدوران أورانوس بالقرب من مسبار فوييجر 2، الذي اقترب منه في 24 كانون الثاني 1986، واكتشف الباحثون خلال ذلك الوقت أن المجال المغناطيسي للكوكب كان بزاوية 59 درجة عن الشمال السماوي، وعلاوة على ذلك، لاحظ الباحثون انحراف محور دورانه بمقدار 98 درجة. ويذكر التقرير أيضًا أن أورانوس يدور فعليًا 'مستلقيًا' مقارنةً بالأرض؛ خلال هذه الفترة، تجد أقطابه المغناطيسية دائرة عملاقة أثناء دوران الكوكب، وتعني هذه الانحرافات العالية، بهامش أمان يزيد أو ينقص 36 ثانية، أن أورانوس يُكمل دورة كاملة كل 17 ساعة و14 دقيقة و24 ثانية من خلال قياس المجال المغناطيسي للكوكب، بالإضافة إلى الانبعاثات الراديوية من الشفق القطبي عند أقطابه المغناطيسية. (اليوم السابع)