logo
لبنان يسير على حبل مشدود فوق 'جبل النار'

لبنان يسير على حبل مشدود فوق 'جبل النار'

صوت لبنانمنذ 5 ساعات

جاء في 'الراي الكويتية':
عشية دخولِ حرب 13 حزيران، الإسرائيلية – الإيرانية أسبوعَها الثاني، بدا لبنان وكأنه «يرفع رأسَه» من كوةٍ في «مخبأ» محاوِلاً الرؤية بين غبار عاصفة النار من حوله، غير مصدّق أنه حتى الساعة في منأى عن رياحها اللاهبة وعن وليمة الدم والدمار المرشّحة لمزيدٍ من فصولٍ دراماتيكيةٍ في الطريقِ إلى شرقٍ جديد بخريطةِ نفوذٍ انقلبتْ معها الموازين و… الأدوار.
ففي وقت كان المَشهدُ في تل أبيب وطهران وعواصم القرار، مشدوداً إلى ما يَجْري في غرف الأزمات والعمليات وفي المَقرّات المحصّنة، بقي لبنان على «تأثُّر الحد الأدنى» بارتداداتِ «حرب الفيلة» التي تُنْذر بالتمدّد إلى البحار و«جوف الجبال» وسط انتظارٍ ثقيلٍ لمآلات «الموْقعة» الإسرائيلية – الإيرانية وتعاطٍ مع بقاء بلاد الأرز «على الحياد» بإزائه على أنه:
– ليس وليد «مناعة» ذاتية تنبع من قرارٍ للدولة «لا شراكة» فيه مع أحدٍ وينطلق من اعتبارات لبنانية بحت تعكس امتلاك الدولة وحدها قرار الحرب والسلم.
– بل نتيجةً لامتناع «حزب الله» حتى اليوم عن الالتحاق بالحرب، لمقتضياتٍ تتّصل بكيفية إدارة طهران ما بقيَ من أوراقٍ لها في الإقليم، وتحديداً الأذرع والمجموعاتِ التي قامتْ بـ «تخصيبها» على مدى عقود والتي يُعتقد أنه سيتمّ «تفعيل» انخراطِها في المواجهة متى بلغتْ حدّ تهديد النظام الإيراني في ذاته خصوصاً بحال ضغطت واشنطن على زرّ تدمير «أمّ» البرنامج النووي الإيراني ومفتاح التخصيب القابل لتصنيع سلاح نووي، أي قلعة فوردو.
«حزب الله»
وعلى وقع وضْع واشنطن «القنبلة الخارقة» على الطاولة وترقُّب إذا كان وَهْجُها سيحقّق «السلام بالاستسلام غير المشروط» أم أن الولايات المتحدة ستدخل الحربَ لفرْض تدمير النووي الإيراني، بحال لم يُنْتِج البابُ الخلفي للتفاوض الذي بدا أنه أعيد فتْحه أمس ولو مواربةً، لم يكن عابراً اعتبار كتلة نواب «حزب الله» في معرض إدانة «الهجوم العدواني الدموي السافر ضد الجمهورية الإسلامية في إيران» أنّ «قيام الولايات المتحدة بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكماً إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل».
وإذ أكدت الكتلة «أن الحرب العدوانيّة الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلاميّة، ما كانت لتحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي، ورهان الصهاينة على جهوزيّة واشنطن لدعمهم»، اعتبرت «أنّ التهديدات المدانة التي يطلقها العدو الصهيوني وأسياده الأميركيون ضدّ شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي هي تهديدات عنصريّة حمقاء تمسّ كرامة المكوّن الذي يمثّله هذا المرجع في أنحاء العالم كلّه، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلا ودائما أمن الشعوب واستقرار الدول».
زيارة برّاك
في هذا الوقت، يَفترض أن يُجْري المبعوثُ الأميركي الخاصّ إلى سورية توماس برّاك – الذي يحلّ مكان مورغان اورتاغوس وعلى الأرجح مرحلياً – محادثات في بيروت مرجّحة اليوم تتناول ملف سلاح «حزب الله» وأين وصل لبنان الرسمي في التزامه سحْبه، مع حضٍّ متوقَّع على تسريع الخطى في هذا الاتجاه، كما في قضية سلاح المخيمات الفلسطينية وتطبيق كامل مندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل (27 تشرين الثاني الماضي) والقرار 1701.
وفي رأي أوساط مطلعة، أن ملف سلاح «حزب الله» باتتْ له أهمية مُضاعَفة في ضوء انفجار الحرب الإسرائيلية – الإيرانية والخشية من تحويله صاعقاً ينفجر ببلاد الأرز إذا جرّها الحزبُ لحلقة النار المشتعلة، وهي الخشية نفسها التي تنسحب على أي تراخٍ لبناني بإزاء السماح لمجموعات فلسطينية باستباحة الجنوب وإطلاق ولو «رصاصة» على إسرائيل يمكن أن تكون فاتحةَ موجات تدميرية، وسط اقتناعٍ بأن أي توريط للبنان في الحرب سيكون بلا طائل ولن يغيّر في «المكتوب» لإيران، ولا بطبيعة الحال للحزب بعد سكوت المدافع حيث سيضيق الخناقُ أكثر على ما بقيَ من ترسانته.
«اليونيفيل»
وعشية زيارة براك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيار لاكروا الذي زاره مع وفد ضم قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان «لبنان متمسك ببقاء القوة الدولية في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر الماضي بكل مندرجاته».
وأشار عون إلى أن «المحافظة على الاستقرار في الجنوب أمر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور«اليونيفيل»أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار»، لافتاً إلى أن «التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز»، ومعرباً عن أمله في أن «تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من أن توفر التمويل اللازم لعمل«اليونيفيل»كي لا تتأثر سلباً القوات الدولية العاملة في الجنوب»، ولافتاً إلى أن «لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه».
وشدد على أن لبنان «يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم».
من جهته، أكد لاكروا أن «اليونيفيل» مستمرة في أداء مهامها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتاً إلى أن«طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور «اليونيفيل» ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد قبل حلول موعد التمديد نهاية اغسطس المقبل». وشدد على أن«الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل «اليونيفيل» ولا سيما أن التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام».
وخلال استقباله لاكروا، أكد رئيس البرلمان نبيه بري«تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه واستقراره واستقرار المنطقة، ودور هذه القوات في رعاية اتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية، كما اتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل إسرائيل خرقه يومياً وتستمر باحتلالها لأجزاء من الأراضي اللبنانية في الجنوب».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عن تدخل "الحزب" بالحرب.. باراك: سيكون قراراً سيئاً
عن تدخل "الحزب" بالحرب.. باراك: سيكون قراراً سيئاً

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 30 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

عن تدخل "الحزب" بالحرب.. باراك: سيكون قراراً سيئاً

زار السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك، رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، وفي تصريح له، قال باراك: "نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل"، وأضاف أنه "بحال تدخل حزب الله في الحرب فسيكون قرارًا سيّئًا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

احتمالات تدخّل الحزب تكبر.. هل تتمكّن الدولة  من لجمه؟
احتمالات تدخّل الحزب تكبر.. هل تتمكّن الدولة  من لجمه؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 30 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

احتمالات تدخّل الحزب تكبر.. هل تتمكّن الدولة من لجمه؟

قالها نائب وزير الخارجية الإيرانية كاظم غريب آبادي بوضوح اليوم: إذا دعمت واشنطن إسرائيل بشكل مباشر سنستخدم أدواتنا للدفاع عن أنفسنا. قبله بساعات، كان الكلام بالتلميح، حيث قال مسؤول إيراني رفيع لقناة "الجزيرة" إن "دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيتحرك". بدوره، وبعد ان كان اكتفى الحزب ببيانات إدانة واستنكار للهجوم الإسرائيلي على ايران، أصدرت امس كتلة الوفاء للمقاومة بيانا اعتبرت فيه أن قيام الولايات المتحدة الأميركية بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكمًا إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل. مصيرنا اذا مربوط اليوم، بمسار الحرب الاسرائيلية على ايران. ورقابنا تحت رحمة المرشد الأعلى للثورة في ايران علي خامنئي، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية". فاذا شاركت واشنطن في الحرب على ايران، سيُطلب من الحزب - بما انه من أدوات ايران التي تحدث عنها الدبلوماسي الإيراني اعلاه - التدخل ومساندة الجمهورية الإسلامية في مهاجمة إسرائيل. رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ومجلس الوزراء، اتفقوا كلهم على موقف واحد هو ان قرار الحرب والسلم بيد الدولة وان من الضروري عدم توريط لبنان في هذه المواجهة، على حد تعبير سلام، وقد تردد ان تم نقل رسائل الى حزب الله عبر قيادة الجيش تطلب من الحزب ضبط النفس. لكن انكفاء الحزب حتى اللحظة والذي ظنه البعض عقلانيةً مِن قِبله، يبدو انه كان ظرفيا في انتظار كلمة سر من طهران. فماذا لو أتت كلمة السر هذه بعد تدخّل غير مستبعد للولايات المتحدة في الحرب؟ وماذا لو أتت بعد اسابيع اذا شعر النظام انه في خطر، حتى ولو لم تتدخل أميركا؟ هل ستتصرف الدولة واهل الحكم والحكومة بحزم مع الكلام الإيراني الخطير الذي كثر في الساعات الماضية لانه يتهدد امن لبنان وامانه؟ وهل سيعرف اهل الحكم ايضا كيف يلجمون حزب الله قبل ان يدمّر لبنان على رؤوسنا مجددا، ام سيستمرون في مراعاة خاطره وسلاحه؟ تسأل المصادر. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء إسرائيل
التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء إسرائيل

النهار

timeمنذ 32 دقائق

  • النهار

التوسع الاستراتيجي لدائرة عداء إسرائيل

تتواصل العملية العسكرية التي أطلقتها إيران منذ يومين رداً على القصف الصهيوني الغادر، الذي أوقع عدداً مهماً من قياداتها العسكرية، واستهدف منشآتها الاستراتيجية في أكبر هجوم تتعرض له من طرف عدوّها التاريخي في المنطقة. ولئن كان الردّ الايراني سريعاً جداً، فإنه يتضح يوماً بعد يوم أنه ردّ مدروس تم الإعداد له جيداً والتحضير له وفقاً لقاعدة ردّ الفعل. استهداف حيفا وتل أبيب: لم تكن الضربات الإيرانية مجرد ردّ انفعالي على الهجوم الصهيوني، فاستهداف حيفا وتل أبيب بالذات يفهم منه مسألتان: الأولى أن حيفا، التي تبعد قرابة الألفي كيلومتر عن طهران، تشكل هدفاً عسكرياً متاحاً أمام الصواريخ الإيرانية فضلاً عن تعطيل مينائها الاستراتيجي عسكرياً واقتصادياً. أما المسألة الثانية فتتصل باستهداف تل أبيب مركز القرار السياسي في رمزيته، بعد نقل مقر رئاسة الحكومة عنوة إلى القدس، فضلاً عن أهمية وجود السفارات الأجنبية فيها. وبالتالي، فإن استهداف حيفا وتل أبيب يجعلان العمق الإسرائيلي في مرمى النيران الإيرانية، ويسقطان حصونها الاعتبارية، التي صدقت إيران بـ "وعدها" بأن تخترقها خلال ساعات من انطلاق العملية العسكرية. تخبط إسرائيل في داخل دائرة العداء الإقليمي: عديدة هي الأسباب التي جعلت الكيان الصهيوني يسجّل ارتياحه جزئياً جراء تحول عدة جبهات إلى جبهات خامدة. إسرائيل اطمأنت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وانشغال حزب الله بإعادة هيكلة نفسه بعد اغتيال قياداته. سوريا أصبحت إلى حدّ ما النفق المغلق أمام الإسناد الإيراني لحزب الله؛ وإن كان هذا الارتياح يشمل الجبهة الشمالية، فإن إسرائيل تراهن على تحديد أعدائها وفقاً لخصوصيات المرحلة التي أخذت في إعادة تشكيل الخريطة بعد طوفان الأقصى. بالتالي، حركت إسرائيل من حيث لا تعلم موجة العداء الخامد عبر بوابة أشد أعدئها الإقليميين، الذين جروا حلفاءهم في المنطقة إلى التصعيد، وعلى رأسهم جماعة أنصار الله الحوثيين، فضلاً عن تحييد الدول العربية المطبعة عن أيّ أدوار محتملة بما لا يقبله الشارع العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store