logo
استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

المغرب اليوم٠٥-٠٥-٢٠٢٥

يأخذ بنيامين نتنياهو المنطقةَ نحو أخطار كبرى. يدفعها إلى أنفاق تنذر بحروبٍ لا نهاية لها في حال تمكّنه من تمرير مشروعه. يحاول استثمارَ الضربات التي وجهها جيشُه في الحروب الأخيرة لفرض وقائعَ جديدة داخل أراضي جيرانه. يحلم بإحاطة إسرائيل بدول ضعيفة أو مفككةٍ تنشغل بنزاعاتها الداخلية كي يتفرَّغَ هو لتمرير مخططات التهجير.
يتصرّف وكأنَّ لإسرائيلَ «الحقَّ» في استباحة الأجواء المجاورة لها وشنّ الغارات على «أخطار» قائمة أو يمكن أن تقوم مستقبلاً. يعتبر العالمَ غابة وأنَّ من حق القوي أن يفرضَ قانونه ويشطبَ حقوق الآخرين.
الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا أشدُّ خطورة من كلّ ما سبقها. ليس بسيطاً على الإطلاق أن تتذرّع إسرائيل بحماية مكوّنٍ سوري لتبرير استباحة الأجواء والأرض. واضح أنَّها تأمل في دفع سوريا إلى حرب مكونات تضعها على طريق تفكك دائم. وتفكك سوريا سيشكّل في حال حصوله مأساةً لسوريا وجيرانها. إنَّه مشروع نارٍ جوالة وعابرة للخرائط.
وفي هذا المناخ من حقّ لبنان أن يقلقَ والأمر نفسُه بالنسبة إلى العراق والأردن، وحتى بالنسبة إلى تركيا. وفي الأيام الأخيرة بدا الرئيس أحمد الشرع مقيماً بين جروحٍ عديدة وألغامٍ كثيرة من ذيول أحداث الساحل إلى الملف الدرزي وصولاً إلى المطالب الكردية.
فاجأني سياسيٌّ قديم الصلة بسوريا وعلاقاتها بجيرانها بالقول إنَّ «المسألة تتخطَّى محاولة زعزعة حكم أحمد الشرع. إنَّها تتعلّق بزعزعة سوريا نفسِها. أغلبُ الظن أنَّنا لن نشهد عودةَ سوريا التي كنَّا نعرفها. علينا عدم الاستهانة بكلام نتنياهو عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط خصوصاً في المنطقة المحيطة بإسرائيل. سلوك نتنياهو يوحي أنَّ مشروعه الفعلي هو تفكيكُ سوريا. وواضحٌ أنَّ ترمب أطلق يدَه مكتفياً بمطالبته بعدم الاصطدام بتركيا».
لفت المتحدث إلى ما اعتبره تطوراً خطراً على الصعيد الدولي. قال إنَّ موافقة إدارة دونالد ترمب على فوز فلاديمير بوتين - ليس بالقرم فقط بل أيضاً بخمس مساحة أوكرانيا - تشكل اعترافاً صارخاً بسقوط حصانةِ الحدود الدولية واعترافاً صريحاً بحق القوة الساحقة في التلاعب بحدود الخرائط.
هذه المسألة لا تعني أوروبا وحدَها. نتنياهو الذي يرفض وضعَ علامات نهائية لحدود بلاده سيكون في طليعة المستفيدين من سقوط حصانة الحدود الدولية. طمعُ إسرائيلَ في أراضي جيرانها قديمٌ لكن المقصود هو أنَّها قد تستفيد من نتائج الصراع الأوكراني. فإذا كانت روسيا ستغير خريطةَ أوكرانيا بسبب ادعاءات تاريخية وحسابات أمنية تتعلَّق بحلف «الناتو» فإنَّ إسرائيل لا تكفُّ عن استخدام الذرائع الأمنية لإقامة «أحزمة أمنية» داخل أراضي جيرانها.
لاحظ المتحدث أنَّ نتنياهو لم يكتفِ بمعاقبة بشار الأسد على انغماسه في البرنامج الإيراني و«محور الممانعة» بل ذهب أبعد في برنامج لإنهاك سوريا نفسِها وبهدف إصابتها بعطبٍ دائم يضمن وقوعَها في حالة من التفكك واضطراب العلاقة بين المكونات. لا يريد نتنياهو فقط منع قيام حكمٍ قوي في دمشق، بل يريد وضع الأسس لقيام سوريا ضعيفة ومنشغلة بجروحها وألغامها.
أطلق الرجلُ سلسلةً من الأسئلة؛ هل يمكن أن يتقبَّلَ الرأي العام العربي مثلاً القول إنَّنا بصدد هزيمة مدوية أخطر وبكثير من هزيمة 1967 حين قصمَ الجيش الإسرائيلي ظهرَ الجيوش العربية التي واجهها؟ هل يحتمل القول إنَّ أوضاع غزةَ عشية «طوفان الأقصى» كانت على رغم الحصار الإسرائيلي أفضلَ بكثير من وضعها الحالي الذي يمكن وصفه بالدمار الشامل للبشر والحجر؟ هل كنَّا نحتاج إلى تجربة جديدة للتأكد من وحشية الكيان الإسرائيلي وقدرته الواسعة على القتل؟ هل يحق للمراقب مثلاً أن يسأل لماذا لم ينفذ زعيم «حماس» يحيى السنوار عمليةَ لخطف جندي إسرائيلي أو ثلاثة ومبادلتهم بالسجناء الفلسطينيين وهو عاش هذه التجربة شخصياً؟ لماذا ذهب السنوار إلى عملية واسعة لا يمكن أن تردَّ إسرائيل عليها بأقل من حرب واسعة؟ هل كان «الطوفان» في النهاية جزءاً من ضربة أوسع يتقاسم الأدوار فيها حلفاء إيران ومن خرائط عدة؟ وهل هذا هو السبب الذي دفع «حزب الله» اللبناني والحوثيين إلى الانخراط في الحرب؟
لاحظ المتحدث أنَّ سوريا الأسدين تصرَّفت دائماً وكأنَّ التهديدات تأتي من الخارج. رفضت التعامل علانية مع مشكلات الداخل خصوصاً ما يتعلَّق بحقوق المكونات والعلاقات بينها. نظر الحكم السابق إلى أي تحرك يطالب بحقوق وكأنَّه عمل من صنع الخارج وأدرجه في باب التآمر الذي يستحق العقاب الشديد. وهكذا أوكلت العلاجات عملياً إلى جهاز الاستخبارات الذي عمّق المشكلات بدلاً من علاجها. هل كان الموضوع الكرديُّ ليتحول مشكلةً أمام عهد الرئيس أحمد الشرع لو عولج على قاعدة المواطنة والمساواة في عهد حافظ الأسد وبعده عهد نجله بشار؟ وهل كانت أحداث الساحل الأخيرة لتقعَ وبهذه القسوة لولا جروح الماضي وممارساته ولو كانت المكونات تلتقي طبيعياً في رحاب المؤسسات؟ وهل كانت إسرائيل تستطيع الاصطياد في ملف دروز سوريا لو كان القانون هو المظلة والحكم؟
تقيم أطرافٌ كثيرة عند مفترق خطر. هذا يصدق على غزةَ والقضيةِ الفلسطينية برمتها. يصدق على لبنانَ إذا لم يتمكن من بدء رحلة العودة في اتجاه دولة طبيعية تمتلك حكومتُها قرار الحرب والسلم. ويصدق أكثر على سوريا التي تبدو مجدداً في عين العاصفة الإسرائيلية.
الاعتداءات الإسرائيلية تتخطَّى عملية استنزاف الشرع أو ابتزازه. إنَّها تستهدف قصمَ ظهر سوريا ولعقود مقبلة. يحظَى الشرع حالياً باحتضان عربي ودعم تركي. أرسل أكثرَ من إشارة تقول إنَّه ليس في وارد الانخراط في نزاع مع إسرائيل. لكن لجم مشروع نتنياهو يحتاج إلى قرارٍ صارم من ترمب. ولهذا القرار ثمن لا بدَّ لسوريا الشرع من دفعه. وهو ثمن ليس بسيطاً على الإطلاق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا وفرنسا وكندا تهدّد إسرائيل بإجراءات ملموسة والأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في غزة
بريطانيا وفرنسا وكندا تهدّد إسرائيل بإجراءات ملموسة والأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في غزة

المغرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • المغرب اليوم

بريطانيا وفرنسا وكندا تهدّد إسرائيل بإجراءات ملموسة والأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في غزة

أعلن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في بيان مشترك الاثنين، معارضتهم "بشدة لتوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، معتبرين أن إعلان إسرائيل "عن سماحها بدخول كمية أساسية من الغذاء إلى غزة غير كافٍ إطلاقاً". وطالب قادة الدول الثلاثة أيضاً بإفراج حركة حماس عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. وفي بيان مشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف البيان الأوروبي بأنه بمثابة "مكافأة للهجوم الإرهابي" الذي تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر، معتبراً أن الدعوات لوقف الحرب وإقامة دولة فلسطينية تؤدي إلى "مزيد من الفظائع". وأشار نتنياهو إلى أن الحرب ستنتهي بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع السلاح من عزة وإبعاد حماس عن القطاع. وقال نتنياهو إن "كل القادة الأوروبيين ينبغي عليهم أن يستنسخوا موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم لإسرائيل". وأضاف: "هذه حرب التحضُّر على البربرية، وستواصل إسرائيل الدفاع عن نفسها بالوسائل العادلة حتى يتحقق لها النصر الكامل". في غضون ذلك، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، توم فليتشر، من أنّ حوالي 14 ألف رضيع قد يموتون في غزة في غضون الـ 48 ساعة المقبلة إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية. وسألت صحفية بي بي سي، أنّا فوستر، المسؤول الأممي كيف حسبت الأمم المتحدة هذا الرقم؟ فأجاب فليتشر: "لدينا فِرَق قوية على الأرض – وبالطبع كثير من هؤلاء قُتلوا، لكن لا يزال هناك الكثير من عناصرنا على الأرض – في المراكز الطبية، وفي المدارس – يحاولون تقييم الاحتياجات". إلى جانب الانتقادات الخارجية على مسلك إسرائيل في غزة، جاءت أيضا انتقادات من الداخل الإسرائيلي؛ فقال يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين من يسار الوسط، إن إسرائيل أصبحت "منبوذة بين الأمم" بسبب مسلك الحكومة في الحرب. وفي حديث لإذاعة "ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية، أضاف الجنرال المتقاعد غولان بالقول إن "الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال ضد مدنيين، ولا تقتل الرُضّع كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً بطرد شَعب". وسارع نتنياهو إلى الردّ على تصريحات غولان، واصفاً إياها بأنها "تحريض طائش" ضد الجنود الإسرائيليين، مُتّهماً صاحِبها بترديد "افتراءات دموية معادية للسامية". وتدرس محكمة العدل الدولية "ما إذا كانت هناك إبادة جماعية تحدث في غزة". وكانت دولة جنوب أفريقيا قد اتهمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب "إبادة جماعية في غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل. وكان نتنياهو، قد أعلن اعتزام إسرائيل السيطرة على قطاع غزة بأكمله. وقال في شريط مصوّر إن "القتال شديد ونحن نحقق تقدماً. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع... لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له". ويأتي هذا الإعلان في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته العسكرية البرية على غزة وتزايد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في القطاع، الذي دخلته الاثنين شاحنات محمّلة بالمساعدات للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين. ولقي ما لا يقل عن 50 شخصاً، بينهم 33 طفلا وامرأة، مصرعهم في هجمات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة منذ ليل الاثنين، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة. واستهدفت ضربتان في شمالي القطاع منزل عائلة ومدرسة يتخذها الناس ملجأ، مما تسبّب في مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا، أكثر من نصفهم نساء وأطفال، بحسب ما أضاف بيان وزارة الصحة الفلسطينية. وأعلن مستشفى شهداء الأقصى، وسط مدينة دير البلح، أن ضربة إسرائيلية استهدفت المستشفى، ما تسبب في مقتل 13 شخصا. وغير بعيد، أدى استهداف لمخيم النصيرات للاجئين إلى مقتل 15 شخصا. وفي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تسببت ضربتان إسرائيليتان في مقتل 10 أشخاص، وفقاً لمجمع ناصر الطبي. ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل قوله: "نقلت طواقم الدفاع المدني 44 شهيداً على الأقل غالبيتهم من الأطفال والنساء، وعشرات الجرحى جراء مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل فجر اليوم (الثلاثاء) في مناطق عديدة في قطاع غزة". وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني نقلت "15 شهيداً من عائلة نصار، وعدداً من المصابين غالبيتهم من الأطفال إثر قصف طائرات حربية لمحطة راضي للوقود غرب مخيّم النصيرات" في وسط قطاع غزة. وأشار إلى نقل "12 شهيداً" وعدد من المصابين جراء استهداف من الطيران الإسرائيلي منزلاً لعائلة أبو سمرة في دير البلح وسط قطاع غزة. كما أفاد بسقوط "8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين" نقلوا إلى المستشفى المعمداني، في استهداف لمدرسة "موسى بن نصير" التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة (شمال)، متحدثاً عن إصابة "الغرف الصفّية المزدحمة بالنازحين مباشرة". وفي مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، قتل تسعة أشخاص بينهم "عدد من الأطفال" جراء غارة جوية استهدفت منزلاً لعائلة المقيد في المخيّم، وفقاً للمتحدث باسم الدفاع المدني. ونوّه بصل "لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض لا تستطيع طواقم الدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القصف الإسرائيلي المتكرر في شمال قطاع غزة، وفي خان يونس ورفح" بجنوب القطاع. من جهتها، لم تعلق إسرائيل بشكل فوريّ، لكنها تقول إن الجيش لا يستهدف غير المسلّحين، وإن حركة حماس هي المسؤولة عن مقتل المدنيين لأنها تقوم بعمليات في مناطق مزدحمة بالسكان. وشرعت إسرائيل في هجوم موسع جديد في القطاع، خلال الأيام الماضية، قائلة إنها تستهدف استعادة عشرات المختطفين لدى حماس فضلاً عن تدمير الجماعة المسلحة. أعلنت إسرائيل دخول "خَمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة محمّلة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك طعام الأطفال، إلى قطاع غزة عبر (معبر) كرم أبو سالم"، وأشارت إلى أنها ستسمح "لعشرات من شاحنات المساعدات" بالدخول "في الأيام المقبلة". من جهته وصف منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر دخول شاحنات المساعدات بأنه "قطرة في محيط" الاحتياجات في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يعاني من الجوع. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن "المساعدات لم تسلَّم" في غزة لأن "الليل قد حل" وبسبب "ظروف أمنية". وكان نتنياهو أشار الى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر "لأسباب دبلوماسية"، مع السماح بدخول كميات محدودة من الغذاء ابتداء من يوم الاثنين. وندّدت كلير نيكوليه من منظمة أطباء بلا حدود بما سمّتها عملية "ذرّ الرماد في العيون" وقالت "إنها طريقة للقول نعم نحن نسمح بدخول الأغذية، لكنها خطوة شبه رمزية". وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث يوجد "مليونا شخص يتضورون جوعاً". وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من دون تسجيل تقدم يُذكر للتوصل لاتفاق. وقال مكتب نتنياهو إن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح. ومنذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت شهرين واستئناف إسرائيل عملياتها في قطاع غزة في 18 آذار/مارس، فشلت المفاوضات التي تتوسط فيها كل من قطر والولايات المتحدة في تحقيق اختراق. وقال مصدر في حماس إن الحركة مستعدة "لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين دفعة واحدة بشرط التوصل لاتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى "للإفراج عن أسراها على دفعتين أو دفعة واحدة مقابل هدنة مؤقتة"، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. ويُصر نتنياهو على عدم إنهاء الحرب دون "القضاء بشكل كامل على حماس" التي ترفض تسليم سلاحها أو التخلي عن الحكم في القطاع. من جانبها أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي اليمنية، "فرض حظر بحري على ميناء حيفا"، بحسب بيان صدر عنهم مساء الاثنين. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع في بيان مصور نشر عبر حسابه على منصة تلغرام: إن "القوات المسلحة اليمنية، بالتوكل على الله، وبالاعتماد عليه قررت بعون الله تنفيذ توجيهات القيادة ببدء العمل على فرض حظر بحري على ميناء حيفا. وعليه، تنوه إلى كافة الشركات التي لديها سفن متواجدة في هذا الميناء أو متجهة إليه، بأن الميناء المذكور صار منذ ساعة هذا الإعلان، ضمن بنك الأهداف، وعليها أخذ ما ورد في هذا البيان وما سيرد لاحقاً بعين الاعتبار". واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك على مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، وأعلنوا أن ذلك بهدف "التضامن مع الفلسطينيين في غزة"، على الرغم من موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأمريكية. وتشير رويترز إلى اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقتها الجماعة على إسرائيل، في حين نفّذت إسرائيل ضربات رداً على ذلك، بما في ذلك ضربة في 6 مايو/أيار ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في صنعاء وأسفرت عن مقتل عدة أشخاص. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

نتنياهو يتوعد بالسيطرة على كامل تراب غزة
نتنياهو يتوعد بالسيطرة على كامل تراب غزة

عبّر

timeمنذ 7 ساعات

  • عبّر

نتنياهو يتوعد بالسيطرة على كامل تراب غزة

مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وتوسيعها بالتزامن مع المفاوضات، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن الجيش في طريقه للسيطرة على جميع مناطق القطاع. وأضاف في مقطع فيديو نشره اليوم الاثنين على حسابه في تليغرام، أن القوات الإسرائيلية بعد توسيع العملية باتت في طريقها للسيطرة على جميع مناطق القطاع المحاصر، وفقاً لوكالة 'فرانس برس'. أما عن عملية خان يونس ودخول قوة إسرائيلية خاصة لتنفيذ مهمة إخراج أسرى إسرائيليين، فأكد أن الجيش يقوم بعمله. كما شدد على أنه لا يستطيع الخوض في تفاصيل تلك العملية. أيضاً اعتبر نتنياهو أن من الضروري عدم الوصول إلى حالة المجاعة في غزة حتى لا تفقد إسرائيل الدعم، و 'لأسباب دبلوماسية' أيضا ، وفق قوله. إذ شرح أن 'أصدقاء إسرائيل' أبلغوه أنهم لم يعودوا قادرين على دعم استمرار الحرب إذا بُثّت صور مجاعة جماعية في الأراضي الفلسطينية. لكنه رغم ذلك شدد على'منع حركة حماس من نهب المساعدات'. جاء هذا بينما كثّفت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة منذ أمس الأحد. كما دخلت قوة إسرائيلية خاصة وسط خان يونس، بوقت سابق اليوم لتنفيذ مهمة إخراج أسرى إسرائيليين. إلا أن مصادر العربية/الحدث أوضحت أنه 'لم يتم إطلاق سراح رهائن إسرائيليين في العملية'. بدوره أفاد مصدر إسرائيلي بأن 'العملية هدفت لاختطاف قيادي في كتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس)، بالإضافة إلى إخراج أسرى'. من جهته، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تنفذ عملية 'عربات جدعون' في كافة أنحاء غزة، من دون الإشارة إلى عملية خان يونس. وأفاد مسؤولون في جيش الدفاع الإسرائيلي أن خمس فرق مشاة ومدرعات تشارك في العملية، التي تشمل إعادة احتلال أجزاء من القطاع الفلسطيني بالكامل وتسويته بالأرض. وكان رئيس الورزاء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أعلن أمس الأحد، بدء 'معركة عسكرية قوية في غزة'، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية دخلت إلى القطاع الفلسطيني. وقال في فيديو نشره على حسابه في منصة 'إكس': 'نحن ندخل بقوة إلى غزة لتحقيق أهداف الحرب'.

نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات جديدة ضد إسرائيل
نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات جديدة ضد إسرائيل

بديل

timeمنذ 10 ساعات

  • بديل

نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات جديدة ضد إسرائيل

انتقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سلطات بريطانيا وفرنسا وكندا لمطالبتها بوقف العملية في قطاع غزة وخططها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وغرد نتنياهو على منصة 'إكس' قائلا: 'بمطالبتهم إسرائيل بوقف حربها الدفاعية من أجل بقائها قبل القضاء على إرهابيي حركة حماس على حدودنا، وبمطالبتهم بإنشاء دولة فلسطينية، فإن القادة في لندن وأوتاوا وباريس يقدمون مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بينما يحفزون في نفس الوقت فظائع مماثلة جديدة'. وأضاف نتنياهو: 'إسرائيل تتبنى رؤية الرئيس ترامب وتدعو جميع القادة الأوروبيين إلى فعل الشيء نفسه. يمكن أن تنتهي الحرب غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ونزع سلاح حماس، وطرد قادتها القتلة. لا يمكن لأي دولة أن تقبل بأقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل'. ويوم الاثنين، أعلنت سلطات بريطانيا وفرنسا وكندا أنها ستتخذ 'إجراءات ملموسة' ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري الجديد في قطاع غزة ولم ترفع القيود عن المساعدات الإنسانية. كما عارضت هذه الدول أي محاولات لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مهددة إسرائيل بفرض عقوبات مستهدفة. وجاء في البيان أيضا عزم حكومات هذه الدول على الاعتراف بدولة فلسطينية. وقد بدأت القوات الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة كجزء من عملية 'عربات جدعون' لتوجيه ما وصفته بـ 'ضربة حاسمة ضد حركة حماس'، ويتم التوسع في العمليات القتالية بالتزامن مع مفاوضات في قطر عبر وسطاء، ما زالت تحاول التوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store