logo
أبعاد القرار الأممي بتخفيف حظر القيود المفروضة على الأسلحة في ليبيا

أبعاد القرار الأممي بتخفيف حظر القيود المفروضة على الأسلحة في ليبيا

Independent عربية٢٠-٠١-٢٠٢٥

تشير تقديرات أممية ودولية إلى أن هناك 29 مليون قطعة سلاح منتشرة في ليبيا خارج الأطر القانونية، ولم يمنع حجم هذه الأسلحة مجلس الأمن الدولي من التصويت على تبني قرار تخفيف حظر القيود المفروضة على الأسلحة هناك، إذ صوّت الخميس الماضي 14 عضواً على القرار وسط امتناع روسي.
وحدد القرار الأممي إعفاءات بحظر الأسلحة، إذ سيسمح للطائرات العسكرية والسفن البحرية بدخول ليبيا بصورة موقتة لتسهيل أنشطة معينة مثل المساعدات الإنسانية، مع حق الدول الأعضاء بالمجلس في تقديم المساعدة التقنية والتدريب لقوات الأمن الليبية بهدف الذهاب في اتجاه توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية المنقسمة منذ عام 2011.
استجابة للمنفي
وجاء تعديل قرار حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011 على خلفية طلب تقدم به رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية محمد المنفي في الـ 18 من سبتمبر (أيلول) الماضي، حين طالب بتعديل العقوبات المفروضة على ليبيا بهدف دعم قدرات البلد في مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، ولتسهيل التعاون الأمني مع بقية الدول المتداخلة في ليبيا.
وفيما رحب المندوب الأميركي في مجلس الأمن الدولي روبرت وود، بالقرار مؤكداً أنه يأتي لدعم التكامل بين الشرق والغرب وتعزيز استقرار البلاد، فقد قالت مندوبة المملكة المتحدة باربرا ودوورد، "تبني قرار تخفيف الحظر الجزئي على التسلح في ليبيا سيمنح الدول الأعضاء تقديم الدعم العسكري والأمني لبناء مؤسسات قوية"، بينما حذر مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا من تعمق الصراعات المسلحة والانقسامات العسكرية بسببه، وبخاصة في ظل انقسام ليبيا إلى قطبين عسكريين غربي وشرقي، معرباً عن تحفظ بلاده.
تنتشر داخل ليبيا 29 مليون قطعة سلاح (أ ف ب)
قرار شكلي
ويذهب المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر إلى التوجه نفسه الذي أكده المندوب الروسي، إذ وصف القرار بـ "عديم الفائدة" وقال في حديث إلى "اندبندنت عربية" إنه سواء رفع الحظر عن التسلح في ليبيا كلياً أو جزئياً فلن يقدم أية إضافة للعملية السياسية التي تعاني الجمود منذ وقت طويل، معللاً بأن مشكلة ليبيا لا تختزل في عملية رفع الحظر عن السلاح وإنما في كيفية استخدامه.
وقال المتخصص في الشأن الليبي إن "الجميع يعلم أن السلاح الليبي استخدم منذ عام 1969 لفرض واقع على الدولة الليبية أثناء الانقلاب الذي قاده الرئيس السابق معمر القذافي على الملك إدريس السنوسي"، مضيفاً أنه قبل انتفاضة فبراير (شباط) 2011 كان السلاح حكراً على مجموعة سياسية معينة ليصبح بعدها في متناول الجميع، إذ أضحى "توافره في ليبيا أسهل من توافر المواد الغذائية الأساس".
وواصل لاصيفر حديثه حول قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتخفيف حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011، مبيناً أنه "ليس بأكثر من عملية شكلية، فالإحصاءات الأخيرة للأمم المتحدة تتكلم عن أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج أطرها القانونية في ليبيا، وهو ما يعتبر دليلاً قاطعاً على أن عملية إدخال السلاح إلى البلد المنقسم لم تتوقف وكانت تجري بصورة غير قانونية وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي".
اختراقات سابقة
وكشف لاصيفر عن العثور على صواريخ "جافلين" التي سبق واشترتها فرنسا من أميركا داخل غرفة عمليات أمنية في مدينة غريان أثناء حرب الرابع من أبريل (نيسان) 2019 التي شنها حفتر على العاصمة طرابلس، والتي وُجدت أيضاً في طريقها إلى الدولة التونسية في محاولة لتهريبها إلى هناك، إضافة إلى قيام رئيس القوات البرية الفريق ركن صدام حفتر بتهريب قطع سلاح إلى الدولة الليبية على أساس أنها شحنة أغذية، وهي قضية قدمتها إسبانيا إلى الإنتربول متهمة إياه باختراق قرار حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا.
وذكر لاصيفر أنه سبق لسلطات غرب ليبيا إحباط دخول شحنة من الأسلحة التركية إلى البلاد عبر ميناءي مصراتة والخمس، في خرق من قبل أنقرة لقرار مجلس الأمن الدولي على حظر وبيع ونقل الأسلحة إلى ليبيا، إذ أكدت مصلحة الجمارك في ميناء مصراتة عام 2020 أنها "تمكنت من ضبط شحنة أسلحة تحوي مسدسات تركية داخل حاوية مخصصة للمواد المنزلية بغرض التمويه"، وأنه بعد فرز البضاعة "عثرت على 556 كرتونة تحوي كل واحدة منها 36 مسدساً، أي ما يعادل أكثر من 20 ألف مسدس".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المسار السياسي
ووصف لاصيفر القرار الأممي بـ "الغريب لأن الأزمة الليبية حالياً ليست بحاجة إليه بقدر ماهي بحاجة إلى إحياء المسار السياسي حتى تذهب البلاد نحو انتخابات وطنية تنهي وجود بعض الأجسام السياسية"، مستدركاً أن "جنوح المجتمع الدولي إلى هكذا قرار يؤكد أن شبح الاقتتال في ليبيا قد ولّى وأن الفرقاء الليبيين أصبحوا أكثر ميلاً إلى استخدام أساليب أقل خشونة من عمليات الحرب، بخاصة وأن القرار يقصد به توريد الأسلحة الخفيفة التي تستخدم من طرف الشرطة وحرس الحدود، وهي أسلحة لا تشكل أي خطر على العملية السياسية الليبية، ولا سيما أن عملية وصول الأسلحة إلى البلاد لم تتوقف طوال الأعوام الـ 14 الماضية، وقرار تخفيف الحظر شكلي فقط"، موضحاً أن القرار الأممي لا يشمل حكومة أسامة حماد المكلفة من البرلمان وذراعها العسكري الذي يقوده المشير خليفة حفتر في الشرق الليبي، لأنه مقدم من قبل المجلس الرئاسي التابع لحكومة "الوحدة الوطنية" برئاسة عبدالحميد الدبيبة التي تعد وزارة دفاعها الوزارة الشرعية.
شرق وغرب
هذا الكلام عارضه الكاتب السياسي عبدالله الكبير الذي أكد أن القرار يشمل أيضاً قوات حفتر، قائلاً "إن القرار بحسب ما ورد في بيان مجلس الأمن جاء بناء على طلب من رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوحدة الوطنية في الغرب الليبي، ولكن رفع الحظر سيكون جزئياً والتسليح سيكون لمهمات أمنية دفاعية لا عسكرية هجومية، وسيشمل قوات موحدة من القطبين العسكريين الشرقي والغربي تحت قيادة اللجنة العسكرية".
وساند الكبير طرح لاصيفر بأن التخفيف من حظر التسلح في مجمله لا معنى له لأن دولاً عدة بعضها أعضاء في مجلس الأمن سبق وخرقت الحظر وجلبت السلاح إلى البلاد، قائلاً إن "ليبيا ليست بحاجة لأي رفع للحظر بقدر ماهي بحاجة إلى تفعيل قراره وتشديد الرقابة لمنع خرقه".
ورجح الكبير أن يكون دافع القرار تحركاً غربياً لمواجهة التمدد العسكري الروسي في أفريقيا انطلاقاً من الشرق والجنوب الليبي، باعتبار أن فتح بند السماح لبعض الأسلحة بالدخول إلى ليبيا سيمكن من تسليح بعض الفصائل التي ستخوض حرباً ضد تمدد الفيلق الأفريقي الروسي، منوهاً بأن حالي الانقسام والصراع لا ينبغي تغذيتهما بالسلاح الذي قد يغري بعض الأطراف بحسم صراعها مع أخرى بالقوة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقالبريطانيا وأوروبا.. بين الخروج والعودة
المقالبريطانيا وأوروبا.. بين الخروج والعودة

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

المقالبريطانيا وأوروبا.. بين الخروج والعودة

هذا الأسبوع، كان لدينا حدث استثنائي، فقد أصبحت "بريكست" قصة من الماضي، مع إعلان المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عن اتفاقيات تاريخية تغطي ملفات التجارة والدفاع والحدود، مما يطوي عملياً صفحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فإن هذه ليست سوى البداية لمفاوضات طويلة الأمد تهدف إلى تحديد تفاصيل التعاون الوثيق في مجالات مثل التجارة، وحرية التنقل، والطاقة، وبسبب تمسك المملكة المتحدة بخطوطها الحمراء المتعلقة بعدم الانضمام للسوق الأوروبية الموحدة، أو السماح بحرية التنقل، فإننا نعتقد أن المفاوضات المرتقبة ستكون محدودة النطاق نسبيًا. لن تُحدث المفاوضات المقبلة تغييرًا جذريًا في العلاقة بين الطرفين، حيث تقتصر الاستفادة الكبرى على قطاعات محددة، وبالتالي، فإن التأثير الاقتصادي الكلي يظل متواضع نسبياً، لكن، هذا لا يعني أن المفاوضات القادمة ستكون سهلة أو خالية من الخلافات، لأن المفاوضون سيواجهون تحديات مهمة مثل تحديد الحصص، والحدود الزمنية، والاستثناءات، والمساهمات المالية، وسيتعين عليهم إيجاد حلول وسط وتسويات، ورغم وجود رغبة مشتركة في اختراق بعض الملفات العالقة، إلا أن هذه العملية ستواجه مقاومة محلية من كلا الجانبين، وعلى سبيل المثال، هناك مخاوف من احتمالية معارضة فرنسا لمشاركة شركات الأسلحة البريطانية في برامج المشتريات الدفاعية للاتحاد الأوروبي. بالعودة للماضي، فقد مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تجربة مرهقة، ومليئة بالصراعات والتوترات، حيث تركت وراءها شعورًا بالخسارة والندم لدى كافة الأطراف، إلا أنه توجد الآن فرصة مواتية لتغير مسار التاريخ، وإعادة ضبط العلاقات بين أبناء القارة الواحدة، ونعتقد أن المفاوضات الراهنة أسهل وأسرع بكثير، أولا: لأنها أقل أهمية، وثانيا: لأنها مدعومة بوجود إرادة سياسية قوية، وعلينا أن نتذكر كيف كانت "بريكست" مسرحية مأساوية، يملأها الضجيج والتوتر، أما الآن، فإن بزوغ شمس جديدة من رحم هذا الفراق يشبه حلاً "رومانسياً" يرضي الجميع، وبينما كان الشعور السائد بعد استفتاء 23 يونيو 2016، أن الجميع سيخسر، فإن الاتفاقيات الموقعة للتو تمنح الجميع فرصة فريدة لإعادة ضبط العلاقات على أساس الربح المشترك. وبالنسبة للمستهلكين، يبشر هذا الاتفاق ببعض التحسينات المهمة في أسعار المواد الغذائية، لأن انخفاض عمليات التفتيش والبيروقراطية المسيطرة على واردات الأغذية، وخاصةً المنتجات الحيوانية والنباتية، سيجعل سلاسل التوريد أكثر سلاسة وكفاءة، مما يعني تأخيرًا أقل في الشحنات، وانخفاضًا في أسعار السلع اليومية، وهذا أمر بالغ الأهمية في ظل أزمة تكاليف المعيشة، وبالنسبة لشركات مثل منتجي اللحوم، فإن هذا يعني عودة البرجر والنقانق البريطانية إلى موائد الأوروبيين، مما يعد نصراً كبيرًا لمنتجي الأغذية البريطانيين، وهزيمة للبيروقراطية والقيود التي أثقلت كاهلهم لسنوات، إذ يفتح الباب أمام المزيد من الصادرات، وفرص العمل، ويعطي مزيداً من الثقة في هذا القطاع الحيوي للغاية، وبالرغم من أن الاتفاق خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أن له حدود، فهو لا يعيد الوصول الكامل للسوق الموحدة، ولا يعيد نطاق حماية المستهلك الذي تضمنه عضوية الاتحاد الأوروبي.

الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"
الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"

Independent عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • Independent عربية

الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"

قال معاون كبير للرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين إن إدارة ترمب تعتزم وضع اللمسات الأخيرة، اليوم الأربعاء، على أقرب تقدير على بنود جديدة مكتوبة ربما تشكل الأساس لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" وقال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترمب "نحن على وشك إرسال ورقة شروط جديدة نأمل تسليمها في وقت لاحق اليوم"، وأضاف "سيراجعها الرئيس. لدي شعور إيجابي جداً بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع"، وأدلى ويتكوف بهذه التعليقات في البيت الأبيض إلى جانب ترمب الذي قال إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف للصحافيين "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان غزة، الوضع شنيع جداً". "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة" في الأثناء، اعتبرت موفدة الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن الدولي أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر "الى الهاوية"، يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة"، وقالت إن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدل أن يقولوا: الى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة. فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلاً نابضاً بالحياة"، وأضافت "منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلاً غرقت في الهاوية أكثر وأكثر" داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتابعت "عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها"، وتابعت "يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى. نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم. لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات". واستمع مجلس الأمن الدولي إلى شهادة مؤثرة لجراح أميركي عاد من غزة. وقال الطبيب فيروز سيدهوا "رأيتُ بأم عيني ما يحدث في غزة خصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أتظاهر بأنني لم أرَ ذلك. ولا يمكنكَ أن تتظاهر بأنك لا تعرف ما يحدث"، وأضاف "كان معظم مرضاي أطفالاً في سنّ ما قبل المراهقة اخترقت أجسادهم شظايا وقطع معدنية جراء الانفجارات وقضى كثر منهم. أما الناجون فاستيقظوا ليجدوا أن اسرهم بأكملها قد ابيدت عن بكرة أبيها". في المقابل، حمل السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون "حماس" مسؤولية الوضع في غزة. وقال للصحافيين "صحيح أن هناك معاناة في غزة، لكن حماس تتحمل المسؤولية. ستستمر المعاناة في القطاع طالما أن حماس لم تقتنع بأنها لا تستطيع البقاء في غزة". توزيع المساعدات وسط هذه الأجواء، قالت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إن توزيع المساعدات في غزة توقف موقتاً بسبب الفوضى، مضيفة أنها تعمل على حل المشكلات لضمان السلامة. وذكرت في بيان "نأسف لإبلاغكم بأنه أوقف توزيع المساعدات موقتاً، بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد". وأضافت "نعمل حالياً على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة خلال الساعات المقبلة". وأصيب نحو 47 شخصاً بجروح، معظمهم جراء إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، عندما احتشد الآلاف عند مركز جديد لتوزيع المساعدات وسط غزة، بحسب ما أفاد مسؤول كبير في الأمم المتحدة الأربعاء. وسارع آلاف الفلسطينيين إلى المركز الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً الثلاثاء، مع تطبيق إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات يلتف على الأمم المتحدة. وجاءت الحادثة في رفح في جنوب قطاع غزة بعد أيام على التخفيف الجزئي للمنع التام لدخول المساعدات الذي فرضته إسرائيل على القطاع في الثاني من مارس (آذار) الماضي وأدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي لصحافيين في جنيف "هناك نحو 47 شخصاً أصيبوا بجروح" في حادثة أمس الثلاثاء، مضيفاً أن "معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي". وشدد سونغهاي على أن مكتبه لا يزال يقيّم ويجمع معلومات عن الصورة الكاملة لما حدث، وأوضح "قد يرتفع العدد، نحاول التأكد مما حصل لهم" في ما يتعلق بمدى خطورة الجروح التي أصيب بها الضحايا. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في المنطقة خارج المجمع" أمس الثلاثاء وبأنه تمكن من "السيطرة على الوضع". الوكالات الإغاثية لن تتعاون مع "مؤسسة غزة" وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية بأنها لن تتعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" في ظل الاتهامات لها بالتعاون مع إسرائيل من دون إشراك الفلسطينيين. وقال سونغهاي "أثرنا الكثير من المخاوف حيال هذه الآلية، ما رأيناه في الأمس هو مثال واضح جداً على أخطار توزيع المواد الغذائية في ظل الظروف التي تعمل مؤسسة غزة الإنسانية بموجبها حالياً". وفي السياق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم الأربعاء إن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركياً في غزة "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع". واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركياً في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات. وأوضح لازاريني في اليابان "رأينا أمس صوراً صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضوياً ومهيناً وغير آمن". وأضاف "أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض، والأوساط الإنسانية في غزة بما يشمل 'الأونروا' جاهزة، لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين"، وشدد "في الأثناء الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية القيام بعملها المنقذ للحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء بـ"فقدان السيطرة موقتاً" عند اندفاع الحشود، لكنه أكد "استعادة السيطرة". وقالت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً إن العمليات عادت إلى طبيعتها بعد الحادثة، وأظهرت مشاهد صورتها وكالة الصحافة الفرنسية حشوداً تخرج من المكان أمس الثلاثاء حاملة مساعدات في صناديق تحمل شعار المؤسسة. وألقت المؤسسة باللوم أيضاً على حواجز تقيمها "حماس"، محملة إياها مسؤولية التأخر في عمليات التسليم في أحد مراكزها لعدة ساعات. واليوم الأربعاء، أكد لازاريني أن "نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية"، ويرى أنه "سيحرم جزءاً كبيراً من سكان غزة، وهم الأكثر ضعفاً، من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها". وتابع "كان لدينا سابقاً 400 مكان توزيع في غزة، أما مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدث عن ثلاثة إلى أربعة أماكن توزيع كحد أقصى"، وأضاف "لذا، فهي أيضاً وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانية". واتهمت إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم الذي شنّته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وشكّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزة. ودفع الاتهام الاسرائيلي العديد من الدول المانحة إلى إعادة النظر، أقله موقتاً، في مساعداتها المالية للوكالة. تحذير إيطالي من جهته، حضّ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إسرائيل مجدداً اليوم الأربعاء على وقف ضرباتها على غزة، محذّراً من أن طرد الفلسطينيين من القطاع "لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وقال تاياني أمام البرلمان إن "رد الفعل المشروع للحكومة الإسرائيلية على عمل إرهابي فظيع وعبثي اتّخذ للأسف أشكالاً مأسوية للغاية وغير مقبولة، نطلب من إسرائيل وقفها فوراً"، في إشارة إلى هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل. وأضاف الوزير الإيطالي "على القصف أن يتوقف ويجب استئناف المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى احترام القانون الإنساني الدولي". وتابع أن "على 'حماس' فوراً إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم والذين لديهم الحق في العودة إلى ديارهم". ودان تاياني خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع على المغادرة، وقال "أرغب بالتأكيد اليوم في هذا المجلس وبأعلى درجة من الوضوح أن طرد الفلسطينيين من غزة لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وتابع "لهذا السبب ندعم بالكامل الخطة العربية بقيادة مصر من أجل تعافي وإعادة إعمار قطاع غزة والتي تتعارض مع أي نظريات للنزوح القسري". بدوره، دعا بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر اليوم الأربعاء إلى وقف إطلاق النار في غزة وحث إسرائيل ومسلحي حركة "حماس" إلى "الاحترام الكامل" للقانون الإنساني الدولي. وقال البابا خلال العظة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس "في قطاع غزة، تتعالى صرخات الأمهات والآباء، الذين يحتضنون بشدة جثامين أبنائهم القتلى، إلى السماء". وأضاف "أجدد ندائي إلى المسؤولين، أوقفوا القتال، أطلقوا سراح جميع الرهائن، واحترموا القانون الإنساني احتراماً كاملاً". وناشد البابا إنهاء الحرب في أوكرانيا.

الصواريخ الكورية الشمالية تشكل ضغوطا على الدفاعات الاستراتيجية الأميركية
الصواريخ الكورية الشمالية تشكل ضغوطا على الدفاعات الاستراتيجية الأميركية

الدفاع العربي

timeمنذ 9 ساعات

  • الدفاع العربي

الصواريخ الكورية الشمالية تشكل ضغوطا على الدفاعات الاستراتيجية الأميركية

الصواريخ الكورية الشمالية تشكل ضغوطا على الدفاعات الاستراتيجية الأميركية وفقًا لمعلومات نشرتها دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي (CRS) تواصل كوريا الشمالية تكثيف تطوير برامجها النووية والصاروخية الباليستية. متحديةً قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجهود خفض التصعيد الدولية. وتشير مجموعة من التجارب الصاروخية والاستعراضات العسكرية والتصريحات الرسمية الصادرة عن بيونغ يانغ إلى أن النظام. يعمل على بناء قدرة حربية نووية موثوقة، مصممة خصيصًا لتفادي أنظمة الدفاع الصاروخي الإقليمية. ويتماشى هذا الموقف مع استراتيجية ردع هجومية قد تُقوّض الاستقرار في ظل الأزمات الإقليمية والدولية. يرفض زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون باستمرار أي مبادرة لنزع السلاح النووي، مؤكدًا أن الأسلحة النووية ضرورية لبقاء نظامه. وقد أدى هذا الموقف، الذي أُعيد تأكيده في تقييم التهديدات السنوي لعام 2025 الصادر عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية. إلى تعزيز مستمر للقدرات النووية للبلاد، مما ساهم في زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وردًا على ذلك، عززت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تنسيقهما العسكري، لا سيما من خلال المجموعة الاستشارية النووية. بهدف تعزيز الردع الموسع. وينص استعراض الوضع النووي لعام 2022 على أن أي هجوم نووي كوري شمالي سيؤدي إلى نهاية النظام. العقيدة النووية الكورية الشمالية أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد من الناحية العقائدية، صرح كيم في عام 2016 بأنه لا يمكن استخدام الأسلحة النووية إلا بموجب أمره المباشر، ولكن منذ عام 2022. وسعت التشريعات المحلية شروط الاستخدام لتشمل الضربات الاستباقية في حالة وجود تهديد وجودي. في المؤتمر الثامن لحزب العمال في عام 2021، تم الإعلان عن خطة دفاع مدتها خمس سنوات بأهداف تشمل تطوير صواريخ باليستية. عابرة للقارات متعددة الرؤوس (ICBMs)، وأسلحة نووية تكتيكية، وغواصة مسلحة نوويًا. في يناير 2023، أكد كيم الإنتاج الضخم. للأسلحة النووية التكتيكية. ملتزمًا أكثر بالتوسع العسكري. و أكد تقييم التهديدات السنوي لعام 2024 عرض رأس حربي نووي تكتيكي تدعي كوريا الشمالية أنه متوافق مع ثمانية. أنظمة توصيل، بما في ذلك صواريخ كروز ومركبات تحت الماء بدون طيار.أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد يقدّر الخبراء أن كوريا الشمالية قد تمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج ما يصل إلى 90 رأسًا نوويًا، مع العلم أنه قد لا يتم تجميع . سوى حوالي 50 رأسًا. كما يعمل النظام على تصغير الرؤوس الحربية لنشرها على مجموعة من الصواريخ، من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. ويعكس هذا الجهد في تصغير الرؤوس، إلى جانب تنويع منصات الإطلاق، هدفًا استراتيجيًا يتمثل في إنشاء قوة نووية معيارية ومرنة. تجارب الصواريخ الباليستية أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد ازدادت وتيرة تجارب الصواريخ الباليستية بشكل ملحوظ منذ عام ٢٠٢٢، في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتواصل بيونغ يانغ تطوير أنظمة قادرة على تجاوز شبكات الدفاع الصاروخي، مثل باتريوت، وإيجيس، وثاد. ومنذ عام ٢٠١٧، أثبتت تجارب الصواريخ الباليستية . العابرة للقارات قدرة كوريا الشمالية على الوصول إلى الولايات المتحدة القارية. لا سيما باستخدام صواريخ هواسونغ-١٤، وهواسونغ-١٥، وهواسونغ-١٧. وفي عام ٢٠٢٣، سجِّلت ثلاث تجارب لصاروخ هواسونغ-١٨ الذي يعمل بالوقود الصلب، تلاها في أكتوبر ٢٠٢٤ اختبار لصاروخ. هواسونغ-١٩، الذي ورد أنه مجهز بمركبات إعادة دخول متعددة قابلة للاستهداف بشكل مستقل (MIRVs)، مما يمكّن صاروخًا واحدًا. من ضرب أهداف متعددة. وفقًا لتقرير نشرته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) في 13 مايو 2025، قد تمتلك كوريا الشمالية ما يصل إلى 50 صاروخًا . باليستيًا عابرًا للقارات بحلول عام 2035، وهو تطور من شأنه أن يشكل تحديًا كبيرًا لقدرات الدفاع الصاروخي الأمريكية الحالية. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد و يشغّل النظام حاليًا ما يقرب من 17 منصة إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، تتراوح من هواسونغ-14 إلى هواسونغ-18 . مع وجود هواسونغ-19 قيد التطوير. ويمثّل التحوّل إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب، مثل هواسونغ-18 و-19، تطورًا هامًا: إذ تتطلب هذه الأنظمة وقتًا أقل للتحضير. للإطلاق، وهي أكثر قدرة على الحركة، ويصعب اكتشافها، مما يُعقّد جهود الاعتراض. صواريخ الغواصات أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد يشمل تنويع كوريا الشمالية أيضًا الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، وتحديدًا من طراز بوكجوكسونغ-3 إلى بوكجوكسونغ-6. يقال إن صاروخ بوكجوكسونغ-6، الذي كُشف عنه عام 2022، يعمل بالوقود الصلب وقادر على حمل رؤوس نووية متعددة العائدات. ورغم عدم إدراج هذه الأنظمة رسميًا في مخزونات وكالة استخبارات الدفاع، إلا أنها توفر خيارات إطلاق إضافية . من منصات بحرية. متفرقة يصعب تتبعها. في عام 2023، كشفت كوريا الشمالية . عن غواصة مصممة لإطلاق الصواريخ الباليستية، مما عزز مرونتها الاستراتيجية. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد على المدى القصير والمتوسط، حسّنت كوريا الشمالية قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (SRBM) والصواريخ الباليستية . متوسطة المدى (MRBM) من خلال دمج الوقود الصلب والتوجيه عبر الأقمار الصناعية. وصممت أنظمة مثل KN-23 وKN-24 وKN-25 للإطلاق من منصات متحركة، مما يجعلها أقل عرضة للضربات الاستباقية. ويمكن إطلاق بعض هذه الصواريخ في دفعات تهدف إلى إغراق الدفاعات الصاروخية. تعد هذه التطورات التقنية جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز مصداقية الردع النووي الإقليمي لكوريا الشمالية. رغم عقود من العقوبات الاقتصادية وتزايد العزلة الدبلوماسية، تواصل كوريا الشمالية إحراز تقدم في تطوير قدراتها الاستراتيجية. وتشير الجهود المستمرة لتنويع أنظمة الإطلاق، وتحسين تصغير الرؤوس الحربية، ودمج منصات إطلاق جديدة. إلى تحول جذري في البنية العسكرية للنظام. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد تشكل هذه الاستراتيجية، إلى جانب التعاون الدولي المتزايد مع دول مثل روسيا، تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة وحلفائها. الذين يتعين عليهم تكييف أوضاعهم التكنولوجية والعملياتية بسرعة لمواجهة تهديد متطور متعدد الجوانب. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store