
لوتان: يجب التعرف على جريمة الإبادة الجماعية لمنح ما يحدث بغزة اسما مناسبا
تعجز الكلمات عن وصف ما عاناه أهل غزة على مدار 600 يوم الماضية، وقد حان الوقت لإعادة قراءة اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1946 بشأن جريمة الإبادة الجماعية ، لمنح ما يحدث اسما مناسبا.
هكذا قدمت صحيفة لوتان لتقرير بقلم فريدريك كولر قال فيه إن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت تعريف جريمة الإبادة الجماعية في ديسمبر/كانون الأول 1946 بهدف منع تكرار إبادة يهود أوروبا البشعة على يد ألمانيا النازية.
وتنص المادة الثانية من اتفاقية منع هذه الجريمة والمعاقبة عليها -حسب الكاتب- على أن "الإبادة الجماعية تعني أيا من الأفعال التالية المرتكبة بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، على أساس صفتها هذه، كليا أو جزئيا، ونتقسم إلى:
1 قتل أعضاء من الجماعة.
2 إلحاق أذى جسدي أو نفسي جسيم بأعضاء من الجماعة.
3 إخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية يقصد بها إهلاكها المادي كليا أو جزئيا.
4 منع الإنجاب داخل الجماعة.
5 نقل أطفال الجماعة قسرا إلى جماعة أخرى.
منطق يتشكل تدريجيا
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي نفذه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، والجيش الإسرائيلي يقصف قطاع غزة يوميا، باستثناء هدنتين، متذرعا بحق الدفاع عن النفس ، ومتبنيا خطة للتدمير المنهجي للأرض، وإعلان نيته القضاء على سكانها أو تهجيرهم جميعا أو جزئيا، وقد تم تأكيد منطق الإبادة المتعمد هذا على مراحل.
وذكر الكاتب بأن محكمة العدل الدولية أكدت، بموجب قراري جنوب أفريقيا الصادرين في 26 يناير/كانون الثاني و28 مارس/آذار 2024، وجود "خطر إبادة جماعية محتمل" في غزة، وألزمت إسرائيل بمنعها، ولكن تل أبيب لم تأخذ هذا الأمر في الاعتبار ولم تأخذه أي دولة أخرى.
وبالفعل واصل حلفاء إسرائيل تزويدها بالأسلحة، واستمرت المجازر، ولكن المساعدات الإنسانية ظلت تصل غزة، قبل أن يتغير الأمر خلا 80 يوما الماضية، عندما اعتبرت الحكومة الإسرائيلية بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أنها صاحبة الحق في حل قضية غزة، وأعلنت صراحة عزمها إقامة دولة إسرائيل الكبرى، مما يحرم الفلسطينيين من حقهم في الوجود، وتم التعبير رسميا عن نية "تدمير غزة بالكامل"، مع "خطة ترحيل". كما يقول الكاتب.
ومنذ بداية مارس/آذار خضعت غزة لحصار شامل، مما أدى إلى غرق سكانها في المجاعة، وذلك بالتزامن مع تسارع الاستيطان في الضفة الغربية، ومع تحول المساعدات الإنسانية إلى أداة سياسية لتنفيذ خطة الحكومة الإسرائيلية.
وقد وصلت المأساة في قطاع غزة إلى حد، عجز شهود العيان عن وصفه، إذ لم يشهد العاملون في المجال الإنساني قط دمارا مثل هذا في منطقة مغلقة، يستهدف داخلها المقاتلون والمدنيون عشوائيا، وتستهدف المستشفيات والمدارس وعمال الإنقاذ والأطباء والصحفيون.
واستنادا إلى الحقائق الموثقة واللغة التي تستخدمها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يدعي بعض المؤرخين الإسرائيليين الآن أن ما نشهده في غزة "إبادة جماعية"، وإن كان البعض يقول إنه ليس من اختصاص المؤرخين أن يقرروا ذلك.
إعلان
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ ساعة واحدة
- جريدة الوطن
«القسام» تعلن استهداف موقع وآلية عسكرية وقوات إسرائيلية
غزة- الأناضول- أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، أنها استهدفت تجمعا لقوات إسرائيلية وموقعا لجيش الاحتلال وآلية عسكرية في قطاع غزة بقذائف هاون وصواريخ. وقالت الكتائب، في بيان: «بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو القسام استهداف تجمعا لقوات العدو شرق بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بـ 13 قذيفة هاون عيار 120ملم و60 ملم». كما جرى «استهداف موقع العين الثالثة شرق المدينة بـ3 صواريخ «رجوم» قصيرة المدى بتاريخ 31 - 05 - 2025»، حسب البيان. وفي بيان ثانٍ، قالت «القسام» إن عناصرها استهدفوا «جرافة عسكرية من نوع (D9) بقذيفة الياسين 105، يوم أمس الأول الأحد، في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع».


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
محللون: إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من اليمن وغزة ومتورطة بحرب استنزاف
اتفق محللون وخبراء سياسيون على أن إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من قطاع غزة و اليمن ، وأنها تدفع ثمنا متصاعدا لحرب استنزاف طويلة الأمد أرهقت المجتمع الإسرائيلي وفرضت عليه أعباء نفسية واقتصادية، في ظل عجز واضح عن تحقيق أهدافها العسكرية أو كبح الهجمات المتواصلة التي تستهدف عمقها الحيوي. جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "مسار الأحداث" على قناة الجزيرة، تناولت تزامن تطورين ميدانيين بارزين، تمثَّل الأول في عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والثاني في إطلاق صاروخ جديد من اليمن وصل إلى أجواء القدس، في تصعيد وصفه ضيوف الحلقة بأنه يمثل تحولا ميدانيا لافتا يزيد من مأزق الاحتلال. ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن إسرائيل باتت أمام مشهد غير مسبوق، إذ تجد نفسها عاجزة عن التعامل مع صواريخ الحوثيين رغم امتلاكها منظومة دفاعية متقدمة، مشيرا إلى أن الأثر السيكولوجي لهذه الضربات ينعكس على أكثر من 1.5 مليون إسرائيلي يضطرون للنزول إلى الملاجئ في كل إنذار. وأكد أن جماعة الحوثي استطاعت فرض معادلات جديدة باستخدام وسائل محدودة تحقق أثرا إستراتيجيا كبيرا، بينما تنفق إسرائيل موارد ضخمة دون تحقيق مردود فعلي، مشيرا إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن رغم الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يكشف محدودية قدرة الردع الإسرائيلي والأميركي. في موازاة ذلك، أشار حنا إلى أن الكمين الذي نفذته المقاومة في جباليا تميز بتعقيده واستمراره رغم محاولات طائرات الاحتلال إجلاء المصابين، موضحا أن استخدام مروحيات قتالية بدلا من طائرات الإنقاذ يؤكد أن الاشتباكات كانت على مسافة صفر، وأن جيش الاحتلال عجز عن تأمين ميدان القتال بما يسمح بعمليات الإنقاذ. تعميق أزمة الاحتياط من جهته، رأى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة، وفي جباليا تحديدا، تعمّق من أزمة قوات الاحتياط، خاصة بعد خفض فترة الخدمة الموعودة من 130 يوما إلى 75 فقط، في ظل اتساع رقعة العمليات وارتفاع الخسائر البشرية. وأكد مصطفى أن حرب الاستنزاف الجارية حاليا تنعكس سلبا على المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من إرهاق نفسي وانقسام داخلي حاد، لافتا إلى أن جنود الاحتياط هم من مختلف شرائح المجتمع، وأن تراجع حماستهم للخدمة يعكس انحسار التأييد الشعبي لاستمرار الحرب. وأوضح أن الانخراط في العمليات العسكرية تراجع من نسبة 85% عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى أقل من 50% حاليا، مشددا على أن الفشل في حسم الحرب أو تحقيق أهداف أمنية واضحة عمّق من أزمة الثقة بين المجتمع والحكومة. أما الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، فرأى أن العملية الأخيرة في جباليا نكأت جراح الاحتلال وأظهرت إخفاقاته المتكررة رغم محاولاته السابقة لاحتلال المنطقة، مضيفا أن الصاروخ اليمني الذي وصل أجواء القدس جسد فشلا جديدا في احتواء التهديدات القادمة من الجبهة الجنوبية. وأشار شاكر إلى أن الاحتلال بات يعيش مأزقا مركبا، فهو عاجز عن فرض سيطرته الميدانية، ويواجه عزلة دولية متزايدة نتيجة ممارساته، لافتا إلى أن عمليات المقاومة تعيد فرض معادلة ميدانية رغم الجوع والمعاناة في غزة، وتعزز الشعور بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم. إرباك متزايد في السياق نفسه، أكد العميد إلياس حنا أن الأثر النفسي الذي تسببه الصواريخ اليمنية لا يقل أهمية عن أثرها الميداني، موضحا أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل لحماية منشآتها الحيوية كإغلاق مطار بن غوريون وإنزال السكان إلى الملاجئ تشير إلى مستوى الإرباك الذي تحدثه هذه الهجمات. وأوضح أن إسرائيل تفتقر إلى "دواء" فعّال لوقف هذه الصواريخ، فهي عاجزة عن استهدافها قبل إطلاقها، ولا تملك معلومات كافية عن البنية اللوجستية التي تمكّن الحوثيين من الاستمرار في إطلاقها، مما يفرض تحديات أمنية حقيقية لا يمكن تجاوزها عبر التصريحات السياسية. بدوره، شدد مصطفى على أن المجتمع الإسرائيلي بات أسير الحرب الممتدة، وأن تعطشه للعودة إلى الحياة الطبيعية يواجهه قصف من غزة وصواريخ من اليمن، مشيرا إلى أن المأزق لا يكمن فقط في فشل عسكري، بل في هشاشة داخلية تهدد بإعادة إنتاج الهزيمة على المستويين السياسي والاجتماعي. وأضاف أن استمرار الحرب بات وسيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على سلطته، مستندا إلى حالة الطوارئ لتمرير سياسات تتعلق بالقضاء وبنية الدولة، مرجحا أن يسعى إلى إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول 2026. رسالة تاريخية في المقابل، رأى حسام شاكر أن صمود غزة وتواصل الضربات اليمنية يوجهان رسالة تاريخية بأن الاحتلال لم يعد قادرا على فرض هيبته، وأن الرأي العام العالمي بدأ يغيّر نظرته بشكل جذري تجاه إسرائيل، حتى داخل الدوائر التي كانت داعمة تقليديا لها. وأوضح شاكر أن التحولات الجارية على الأرض وتغير المزاج الدولي، بما في ذلك تصريحات لمسؤولين أميركيين تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، تعكس حالة انكشاف غير مسبوقة للاحتلال، وتقلص من قدرته على ترويج صورته كدولة طبيعية أو مسالمة. من جانبه، اعتبر حنا أن العمليات الميدانية للمقاومة مثل كمين جباليا وقصف الشجاعية ليست معزولة بل تخدم رؤية إستراتيجية تقوم على استنزاف الاحتلال وتفكيك خططه العسكرية، عبر معارك مركّبة تنفذها مجموعات صغيرة بأسلحة متواضعة لكن فاعلة. أما الدكتور مهند مصطفى، فرأى أن إسرائيل لن تكون جاهزة لأي مراجعة كبرى في ظل استمرار الحكومة الحالية والحرب المستمرة، مرجحا أن تبدأ هذه المراجعة فقط بعد توقف العمليات وسقوط حكومة نتنياهو، باعتبار أن استمرار حالة الطوارئ هو ما يضمن بقاءها. وأكد مصطفى أن الأفق السياسي في إسرائيل بات مسدودا، وأن حالة الاصطدام مع كل الأطراف -بما فيها المؤسسة القضائية والمجتمع الدولي- أصبحت سمة المرحلة، فيما تزداد المعضلات نتيجة إخفاقات ميدانية وتقديرات إستراتيجية أثبت الواقع بطلانها.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر..مقتل 3 جنود للاحتلال بالقطاع ودعوة للتحقيق بمجزرة المساعدات
في اليوم الـ78 من استئناف حرب الإبادة على غزة، خاضت المقاومة اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في جباليا أسفرت عن مقتل 3 جنود وإصابة 11.