
جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني
في لحظة إقليمية محتقنة، يطلّ مهرجان جرش كحالة سيادية، لا مجرد فعالية فنية. فحين تُضاء المسارح في المدينة الأثرية، لا تُضاء فقط للقصائد والموسيقى، بل يُضاء معها وجه الوطن الآمن.
أيمن سماوي، المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أجاب في صالون عمّان الثقافي على سؤال من الصحفية لما شطارة: 'كيف يعبّر المهرجان عن الأمن والأمان في الأردن؟' فأجاب ببساطة مذهلة: 'بإقامة المهرجان نفسه.' هذه الجملة، تحمل في جوهرها فلسفة سياسية وثقافية عميقة، وتُترجم ببلاغة العلاقة العضوية بين الأمن والهوية، بين الفن والسيادة.
فالأردن لا يُقيم مهرجان جرش لأنه بلدٌ مستقرّ فحسب، بل ليُعلن بهذا الاستقرار نفسه. فكل دورة من دورات جرش، هي رسالة استراتيجية تُرسل إلى الداخل والخارج: نحن بلدٌ آمنٌ بما يكفي ، ونُعلن الحياة لا الطوارئ.
الفنانين الأردنيين يصعدون على مسارح جرش، لا يُقدّمون عرض فقط، بل يُشاركون في طقس جماعي يؤكّد معنى الانتماء. هم يُجسّدون قدرة الدولة على توفير مساحة حُرّة للتعبير، آمنة، مشرعة، ومفتوحة على الجمال لا الخوف.
وعندما أعلن سماوي عن مشاركة فرقٍ من أكثر من ثلاثين دول عربية وأجنبية، لم يكن يعلن فقط عن تنوّع البرنامج، بل عن عمق الثقة الدولية بالأردن: ثقة بأن هذا البلد، برغم ما يحيط به من حرائق، لا يزال يفتح أبوابه للفنّانين كما يفتح قلبه للضيوف. الأمن هنا ليس إجراءً، بل ثقافة.
في جرش، لا تُرفع لافتات الأمن كشعار، بل يُمارَس كحقيقة معيشة. يُمنح الفنّان كامل حريته، ويُقابل الإبداع بالتقدير، هذا هو الأمن الحقيقي: أن تؤمّن للمبدع خشبة، لا أن تحاصره بسياج.
جرش هو الأمن حين يُغنّى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
حقيقة مقتل بطل مسلسل 'يوسف الصديق' بغارة إسرائيلية
تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي خبرا عن مقتل الممثل الإيراني مصطفى زماني، المعروف بدوره في مسلسل 'يوسف الصديق'، إثر قصف صاروخي استهدف منطقة قريبة من الحدود الشمالية للعراق خلال زيارته إقليم كردستان. وزعمت التقارير غير المؤكدة أنه كان يحضر فعالية ثقافية مغلقة قرب موقع القصف، ما أدى إلى إصابته بشظايا ومقتله. لكن سرعان ما نُفيت هذه الأنباء، إذ أصدر مدير أعماله بياناً عبر منصة 'إكس' أكد فيه أن الفنان بخير ولم يكن في موقع الاستهداف، موضحاً أن الشائعة انتشرت بعد الغارات الجوية الأخيرة على شمال العراق. وأضاف في تصريح لوسائل إعلام عراقية، أن زماني يقيم حالياً في طهران ويتمتع بصحة جيدة. يُذكر أن مصطفى زماني من مواليد فريدون كنار شمالي إيران، وبدأ مسيرته الفنية من خلال مسلسل 'يوسف الصديق' عام 2008، إذ أدى دور النبي يوسف في الكبر، وكان هذا أول ظهور له في عالم التمثيل.


الغد
منذ 9 ساعات
- الغد
7 أفلام تتناول الحرب النووية.. تعرف عليها
اضافة اعلان عمان- الغد- لطالما كانت الحرب النووية موضوعا مرعبا يتجنبه معظم الناس، لكن مع تصاعد التوترات العالمية بات تصور احتمال اندلاعها مصدرا للقلق، وموضوعا يثير الفضول في آن واحد. ولأن السينما سلطت الضوء مرارا على هذه التجربة، ولا سيما خلال توترات الحرب الباردة في ثمانينيات القرن الماضي، نستعرض في ما يأتي، أبرز الأفلام التي حاول صناعها تجسيد هذا الكابوس الذي يهدد بفناء البشرية.وفي زمن ما تزال فيه الترسانات النووية قائمة، تدق هذه الأفلام ناقوس الذاكرة، مؤكدة أن الفناء ليس خرافة، بل احتمال تقني داهم. إنها ليست مجرد أفلام عن الحرب، بل مرآة تعكس هشاشة الحضارة من جهة، ومن جهة أخرى تبرز قدرة الفن على صوغ المخاوف الجمعية في صور بصرية تهز الوجدان والضمير الإنساني. بحسب ما نشر موقع "الجزيرة نت".فإذا أردت مشاهدة السينما وهي تنبهك بدلا من أن تسليك، فهذه القائمة لا بد أن تكون نقطة انطلاق:- فيلم "دكتور سترينغلوف" (Dr. Strangelove): من أبرز الأعمال في هذا السياق فيلم "دكتور سترينغلوف"، من إخراج ستانلي كوبريك المعروف باستخدامه التركيبات البصرية المتقنة والزوايا الواسعة، لإبراز هشاشة الشخصيات في مواجهة العالم.صدر الفيلم العام 1964، وترشح لـ4 جوائز أوسكار، كما حل في المرتبة 78 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما في تاريخ السينما. تناول الفيلم فكرة الدمار المتبادل وعبثية سباق التسلح النووي بأسلوب ساخر اعتمد على الكوميديا السوداء والرمزية التي تعكس القلق الذكوري في عالم يوشك على الانفجار في ظل جنون المؤسستين السياسية والعسكرية.- فيلم "الفشل الآمن" (Fail Safe): في العام نفسه، قدم سيدني لوميت المعروف بإخلاصه للواقعية الاجتماعية والسياسية فيلمه "الفشل الآمن"، الذي جاء برؤية قاتمة وجادة. تدور أحداثه حول خلل تقني يؤدي إلى توجه قاذفة أميركية نحو الاتحاد السوفييتي، فيضطر الرئيس الأميركي (أدى دوره هنري فوندا)، إلى اتخاذ قرارات مأساوية.جسد فوندا صراع رجل الدولة أمام كارثة محققة بأداء اتسم بالهدوء المأساوي والتماسك، عاكسا التوتر الداخلي بين ما هو إنساني وما هو وظيفي.- فيلم "لعبة الحرب" (The War Game): قررت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" منع عرض الفيلم الوثائقي "لعبة الحرب" منذ العام 1966 حتى 1985، بسبب واقعيته الشديدة التي اعتبرت مرعبة وغير مناسبة للبث التلفزيوني. ورغم ذلك، فاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، إلى جانب جائزتي بافتا.على مدى 48 دقيقة فقط، استعرض الفيلم آثار الضربات النووية على مدينة "كنت" وسكانها، كاشفا زيف خطة الدفاع المدني البريطانية.- فيلم "اليوم التالي" (The Day After): تناول فيلم "اليوم التالي" الذي عُرض العام 1983، مشاهد مؤثرة عن المحرقة النووية والإشعاع، وانهيار الخدمات العامة، وشاهده أكثر من 100 مليون شخص، وأدى إلى نقاشات سياسية حول فاعلية استخدام السلاح النووي.- فيلم "خيوط" (Threads): أما فيلم "خيوط" (Threads)، فتميز بواقعيته المرعبة، إذ عرض آثار الحرب من وجهة نظر المواطنين العاديين بعيدا عن زوايا نظر السياسيين والعسكريين.- فيلم "ميراكل مايل" (Miracle Mile): ينتمي فيلم "ميراكل مايل" إلى التيار الرومانسي، ويحكي عن هاري (أنتوني إدواردز)، الذي يكتشف مصادفة أن ضربة نووية ستستهدف لوس أنجلوس خلال ساعة واحدة.يركز الفيلم على السباق مع الزمن، ويطرح تساؤلات الأولوية عند اقتراب النهاية، هل يجب إنقاذ العالم أم عيش ما تبقى من اللحظات مع من نحب؟ ويعكس هذا العمل، التوتر النفسي والقلق الجمعي وسط تساؤلات فلسفية حادة.- فيلم "عندما تهب الرياح" (When the Wind Blows): يعد فيلم "عندما تهب الرياح" للمخرج جيمي تي. موراكامي، والمقتبس عن رواية مصورة صدرت العام 1982، من أبرز أفلام الرسوم المتحركة للكبار التي تناولت الحرب النووية.يروي العمل قصة زوجين متقاعدين يحاولان اتباع التعليمات الحكومية استعدادا للحرب، لكنهما يعجزان عن فهمها فينتهي بهما الأمر إلى مصير مؤلم.


رؤيا نيوز
منذ 9 ساعات
- رؤيا نيوز
جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني
في لحظة إقليمية محتقنة، يطلّ مهرجان جرش كحالة سيادية، لا مجرد فعالية فنية. فحين تُضاء المسارح في المدينة الأثرية، لا تُضاء فقط للقصائد والموسيقى، بل يُضاء معها وجه الوطن الآمن. أيمن سماوي، المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أجاب في صالون عمّان الثقافي على سؤال من الصحفية لما شطارة: 'كيف يعبّر المهرجان عن الأمن والأمان في الأردن؟' فأجاب ببساطة مذهلة: 'بإقامة المهرجان نفسه.' هذه الجملة، تحمل في جوهرها فلسفة سياسية وثقافية عميقة، وتُترجم ببلاغة العلاقة العضوية بين الأمن والهوية، بين الفن والسيادة. فالأردن لا يُقيم مهرجان جرش لأنه بلدٌ مستقرّ فحسب، بل ليُعلن بهذا الاستقرار نفسه. فكل دورة من دورات جرش، هي رسالة استراتيجية تُرسل إلى الداخل والخارج: نحن بلدٌ آمنٌ بما يكفي ، ونُعلن الحياة لا الطوارئ. الفنانين الأردنيين يصعدون على مسارح جرش، لا يُقدّمون عرض فقط، بل يُشاركون في طقس جماعي يؤكّد معنى الانتماء. هم يُجسّدون قدرة الدولة على توفير مساحة حُرّة للتعبير، آمنة، مشرعة، ومفتوحة على الجمال لا الخوف. وعندما أعلن سماوي عن مشاركة فرقٍ من أكثر من ثلاثين دول عربية وأجنبية، لم يكن يعلن فقط عن تنوّع البرنامج، بل عن عمق الثقة الدولية بالأردن: ثقة بأن هذا البلد، برغم ما يحيط به من حرائق، لا يزال يفتح أبوابه للفنّانين كما يفتح قلبه للضيوف. الأمن هنا ليس إجراءً، بل ثقافة. في جرش، لا تُرفع لافتات الأمن كشعار، بل يُمارَس كحقيقة معيشة. يُمنح الفنّان كامل حريته، ويُقابل الإبداع بالتقدير، هذا هو الأمن الحقيقي: أن تؤمّن للمبدع خشبة، لا أن تحاصره بسياج. جرش هو الأمن حين يُغنّى.