logo
:Black Bag مواجهة بين بلانشيت وفاسبندر

:Black Bag مواجهة بين بلانشيت وفاسبندر

الجمهورية٢٢-٠٣-٢٠٢٥

Black Bag هو ثالث فيلم يكتبه ديفيد كويب ويُخرجه ستيفن سودربيرغ منذ عام 2022، وهو عمل مذهل. إنّه أيضاً أنيق، بارع، ومضبوط بإحكام، ولغز ممتع ومثير عن جواسيس رائعين يقومون بأشياء استثنائية لا يقرأ عنها معظمنا إلّا في الروايات - أو إذا كنا محظوظين - نشاهدها على الشاشة.
إنّه هراء، لكنّه ذلك النوع المجيد الموجّه إلى البالغين الذي يُحبّ النقاد القول إنّ «هوليوود» لم تعُد تصنعه. وهذا صحيح إلى حدٍ كبير، على رغم من وجود استثناءات مثل كويب وسودربيرغ، حتى لو كانا غير تقليديَّين بدرجة تجعل من الصعب تصنيفهما كأعمال هوليوودية نموذجية.
في هذا التعاون الأحدث، تلعب كيت بلانشيت ومايكل فاسبندر دور كاثرين وجورج. يعيشان حياة زوجية دافئة وسعيدة في منزل مستقل فخم في لندن، حيث يقضيان ساعات طويلة مليئة بالأحداث أثناء عملهما لدى وكالة الاستخبارات البريطانية، مقر الاتصالات الحكومية.
بصفتهما جاسوسَين، فإنّهما يُجسّدان تماماً الأدوار المنوطة بهما، أو على الأقل النسخ الخيالية منها: فهما ماكران، أنيقان، وغامضان تماماً كما يوحي عنوان الفيلم. لكن على عكس نظيرهما الشهير جيمس بوند (الذي يعمل في MI6)، فإنّهما يقضيان وقتاً طويلاً في المكتب. داخل برج زجاجي، يُراقِبان ويخضعان إلى المراقبة بدورهما، يتتبّعان الأعداء، وأحياناً يقضيان عليهم.
تدور الحبكة حول تهديد خطير متمثل في برنامج خبيث يُدعى Severus، على الأرجح سُمِّي تيمّناً بالإمبراطور الروماني المستبد. يبدو أنّ هناك جاسوساً داخل الوكالة، وجورج واحد من بين قلة مكلّفة بتحديد هويّته. لديه قائمة بـ5 مرشحين محتملين، جميعهم يعملون في المناصب العليا داخل الوكالة. ومن بين المشتبه فيهم - مفاجأة! - كاثرين.
وبما أنّ هذه ليست مشكلة يمكن أن يناقشها جورج مع مستشار زواج - حتى لو كان إحدى الشخصيات الرئيسة طبيباً نفسياً في الوكالة - فإنّه يفعل ما تدرّب عليه: يتجسّس عليها. وهنا تُصبح الأمور معقّدة. كما تُصبح مضحكة وعنيفة بشكل متوقع، فتدور بعض أكثر المشاهد حدةً وشراً حَول مائدة العشاء العائلية.
كويب وسودربيرغ بارعان في استغلال النوع السينمائي، وBlack Bag يأتي ضمن هذا الإطار تماماً. لكل منهما مجموعة واسعة من الأعمال (كما يعمل كويب أيضاً كمخرج)، وكان آخر تعاون لهما في فيلم الرعب Presence الذي صدر في وقت سابق من هذا العام. وإذا كان الاثنان يتألّقان في أفلام الإثارة، فذلك جزئياً لأنّ الحبكات المشوّقة تمنح صنّاع الأفلام مساحة لدفع القواعد إلى أقصى حدودها وحتى التخلّي عنها. فيلمهما KIMI، هو مثال آخر على عمل منضبط ضمن هذا النوع السينمائي، حيث يتبنّى القواعد ويُفجّرها في آنٍ. تتعدّد تأثيراته، وتشمل أفلاماً عن نساء محاصرات بالإضافة إلى أفلام الإثارة البارانوية من السبعينات مثل The Conversation وThree Days of the Condor، وهي نقاط مرجعية تُلاحَظ أيضاً في Black Bag.
من خلال نظّارات جورج الأنيقة والقمصان ذات الياقات العالية، يبدو أنّ صنّاع الفيلم استلهموا بعض التفاصيل من أفلام مايكل كين القديمة أيضاً. لا يمتلك فاسبندر سحر كين، كما أنّه أقل إقناعاً كشخصية رومانسية.
يحتوي Black Bag على العديد من اللحظات المبالغ فيها عمداً، بعضها مضحك للغاية، لكن من بين أقل عناصر الحبكة إقناعاً هو الولاء المزعوم بين جورج وكاثرين لبعضهما البعض.
على الشاشة، يمتلك فاسبندر، وخصوصاً بلانشيت، هالة من الغموض تجعل من المستحيل صرف النظر عنهما، لكنّها في الوقت عينه قد تُشعِر المشاهد وكأنّهما معزولان عن الأشخاص العاديِّين. إنّهما يجذبانك نحَوهما، لكن، على عكس براد بيت مثلاً، لا يدعوانك للدخول إلى عالمهما.
سواء كانت هذه الشكوك حول علاقة جورج وكاثرين مقصودة أم لا، فإنّها تعمل بشكل جيد في فيلم يُثيرك بالأسرار والأسلحة، والتنقّل عبر الحدود والتضليل، ويكتمل بطاقم دعم مثالي يشمل ريجي-جان بيج، نايومي هاريس، توم بيرك، وماريسا أبيلا.
حتى مع تصاعد القصة وازدحامها بالشخصيات، يظل جورج علامة الاستفهام المركزية في الحبكة. يدخل الفيلم وكأنّه هنري هيل يتجوّل في الملهى الليلي في اللقطة الطويلة الشهيرة في Goodfellas، وهو مشهد يوحي بذكاء أنّ جورج لا يمكن الوثوق به. قد يكون مغرماً بكاثرين، لكن هناك شيئاً «بارداً وغير إنساني» فيه أيضاً، كما كتب جون لو كاريه عن جاسوسه الشهير، جورج سمايلي.
سودربيرغ مخرج يتميّز بالكفاءة الفائقة، وهو ما يتجلّى في وضوح اختياراته البصرية شبه الهيروغليفية وفي عملية المونتاج التي يقوم بها بنفسه.
من بين الإضافات في فيلمه Erin Brockovich عدد من المشاهد التي حذفها من النسخة الأولى أثناء تعديل الفيلم ليصل إلى الكمال. هنا، عندما يتوقف سودربيرغ للحظة وهو يتابع كاثرين وهي تعبُر ساحة ما، فإنّ ذلك ليس فقط لنقل الشخصية من النقطة A إلى النقطة B. قد تكون جاسوسة، لكن هناك جانباً استعراضياً ساخراً في شخصيّتها.
طوال Black Bag، يستمتع سودربيرغ برومانسية وجاذبية عالم التجسس. تنفجر القنابل ويفقد الناس حياتهم، لكنّ العنف هنا مجرّد إلهاء بصري لامع، بعيد كل البُعد عن وحشية القوة الحقيقية والسياسة الدولية في العالم الواقعي.
شخصيات هذا العالم لا تتسخ أبداً؛ فعندما تظهر بقعة على قميص جورج الأبيض المثالي والمكوي بعناية، كل ما عليه فعله هو تغييره. هكذا تسير الأمور بالنسبة إليه ولزوجته، اللذَين يتمتعان بالأناقة والبريق. وعندما يظهر بيرس بروسنان، قد تجد نفسك تضحك على هذه المتعة السينمائية. وقد تجد نفسك أيضاً تأمل بحماس أنّه عندما يحين وقت إعادة إحياء سلسلة جيمس بوند، سيكون لدى أحدهم الذكاء الكافي للاتصال بكويب وسودربيرغ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

22 May 2025 13:26 PM بالفيديو: متحف "مدام توسو" في لندن يكشف عن تمثال جديد لكيت ميدلتون
22 May 2025 13:26 PM بالفيديو: متحف "مدام توسو" في لندن يكشف عن تمثال جديد لكيت ميدلتون

MTV

timeمنذ 2 أيام

  • MTV

22 May 2025 13:26 PM بالفيديو: متحف "مدام توسو" في لندن يكشف عن تمثال جديد لكيت ميدلتون

كشف متحف "مدام توسو" في لندن عن تمثال جديد لأميرة ويلز، الأميرة كاثرين، زوجة الأمير وليام ولي العهد البريطاني، الأربعاء. ووصف المتحف التمثال الجديد في بيان بـ "المذهل"، والـ "نابض بالحياة"، وقال إنه تم تجديد "التمثال الملكي" للأميرة كاثرين "من التاج إلى أصابع القدم"، بمناسبة احتفالها وزوجها الأمير وليام بالذكرى الـ 14 لزواجهما. وبحسب البيان، الإطلالة الجديدة للأميرة: "تُشيد بالزيّ الآسر الذي ارتدته في حفل الاستقبال الدبلوماسي السنوي في كانون الأول 2023، خلال السنة الثانية لتولي الملك تشارلز الثالث العرش". وتوّجت بـ "نسخة طبق الأصل من تاج (عقدة العشاق) الشهير" المأخوذ من أرشيف المتحف الخاص، و"الذي ارتدته الأميرة ديانا في الثمانينيات، لتبدو بذلك أيقونة ملكية عصرية بكل معنى الكلمة"، وفقًا لبيان متحف "مدام توسو"- لندن. كما تم تجديد إطلالة التمثال الشمعي للأمير وليام، ليتناسب مع الإطلالة الجديدة لتمثال الأميرة كاثرين، وكان تمثالها الأول قد انضم لمجموعة "التماثيل الملكية" في المتحف، بعد عام على زواج الأميرين في 2012.

"ديزني" تواجه اختبارا صعبا رغم تصدر "سنو وايت" لشباك التذاكر الأميركي
"ديزني" تواجه اختبارا صعبا رغم تصدر "سنو وايت" لشباك التذاكر الأميركي

MTV

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • MTV

"ديزني" تواجه اختبارا صعبا رغم تصدر "سنو وايت" لشباك التذاكر الأميركي

تصدر فيلم "سنو وايت" (Snow White)، أحدث إنتاجات شركة "ديزني"، شباك التذاكر في أميركا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع، محققا إيرادات بلغت 43 مليون دولار، وفق تقديرات شركة "إكزبيتر ريليشنز" المتخصصة، ليحتل المركز الأول رغم التحديات الفنية والنقدية التي واجهته. الفيلم الذي تؤدي بطولته رايتشل زيغلر يشكل إعادة تخيّل حية لقصة "سنو وايت" الكلاسيكية التي أطلقت أول فيلم طويل في تاريخ "ديزني" قبل نحو 90 عاما. وعلى الرغم من تصدّره شباك التذاكر، فإن التكلفة الإنتاجية الضخمة التي بلغت 250 مليون دولار تجعل مهمة تغطية النفقات صعبة في ظل أداء افتتاحي وصفه محللون بأنه "مخيّب للآمال". الفيلم واجه سلسلة عقبات منذ انطلاق العمل عليه، من بينها تأخيرات متكررة بسبب جائحة كوفيد-19، إضافة إلى موجة انتقادات لاستخدام المؤثرات البصرية لتجسيد الأقزام السبعة بدلا من ممثلين حقيقيين، وذلك ما أثار جدلا واسعا بين محبي القصة الأصلية. وقد تفاوتت الآراء النقدية حيال الفيلم؛ إذ اعتبرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية "سيئا للغاية"، في حين وصفته "واشنطن بوست" الأميركية بأنه "ممتع بشكل لافت". وعلى الرغم من هذه التقييمات المختلطة، حظي الفيلم بردود فعل إيجابية نسبيا من جانب الجمهور. وقال دانيال لوريا، نائب الرئيس الأول لشركة "بوكس أوفيس كومباني"، إن انطلاقة الأسبوع "كانت مخيبة للآمال، لكن من المبكر إصدار حكم نهائي على أداء الفيلم قبل معرفة مدى صموده في الأسابيع المقبلة". وجاء في المركز الثاني فيلم الإثارة والتجسس "بلاك باغ" (Black Bag) من إنتاج "فوكس فيتشرز"، بإيرادات بلغت 4.4 ملايين دولار، متقدّما مرتبة واحدة عن الأسبوع الماضي. ويؤدي بطولة الفيلم مايكل فاسبندر وكايت بلانشيت. واحتل المرتبة الثالثة فيلم "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" (Captain America: Brave New World)، من إنتاج "مارفل" و"ديزني"، بإيرادات بلغت 4.1 ملايين دولار. ويشهد الفيلم عودة شخصية "كابتن أميركا" إلى الشاشة من خلال أداء أنتوني ماكي، إلى جانب هاريسون فورد. وتراجع إلى المركز الرابع فيلم "ميكي 17" (Mickey 17)، من نوع الخيال العلمي والكوميديا السوداء، بإيرادات بلغت 3.9 ملايين دولار. الفيلم من إخراج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، الحائز جائزة الأوسكار، ومن بطولة روبرت باتينسون وستيفن يون وتوني كوليت. أما فيلم الحركة الكوميدي "نوفوكايين" (Novocaine)، الذي تصدّر شباك التذاكر الأسبوع الماضي، فتراجع بشكل حاد إلى المركز الخامس بإيرادات لم تتجاوز 3.8 ملايين دولار. وفي ما يلي ترتيب الأفلام العشرة الأولى في شباك التذاكر في أميركا الشمالية: سنو وايت (Snow White) – 43 مليون دولار بلاك باغ (Black Bag) – 4.4 ملايين دولار كابتن أميركا: برايف نيو وورلد (Captain America: Brave New World) – 4.1 ملايين دولار ميكي 17 (Mickey 17) – 3.9 ملايين دولار نوفوكايين (Novocaine) – 3.8 ملايين دولار ذي ألتو نايتس (The Alto Knights) – 3.2 ملايين دولار ذا داي ذي إيرث بلو أب: إيه لوني تيونز موفي (The Day the Earth Blew Up: A Looney Tunes Movie) – 1.8 مليون دولار ذا مانكي (The Monkey) – 1.55 مليون دولار دوغ مان (Dog Man) – 1.5 مليون دولار ذا لاست سابر (The Last Supper) – 1.3 مليون دولار

:Black Bag مواجهة بين بلانشيت وفاسبندر
:Black Bag مواجهة بين بلانشيت وفاسبندر

الجمهورية

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • الجمهورية

:Black Bag مواجهة بين بلانشيت وفاسبندر

Black Bag هو ثالث فيلم يكتبه ديفيد كويب ويُخرجه ستيفن سودربيرغ منذ عام 2022، وهو عمل مذهل. إنّه أيضاً أنيق، بارع، ومضبوط بإحكام، ولغز ممتع ومثير عن جواسيس رائعين يقومون بأشياء استثنائية لا يقرأ عنها معظمنا إلّا في الروايات - أو إذا كنا محظوظين - نشاهدها على الشاشة. إنّه هراء، لكنّه ذلك النوع المجيد الموجّه إلى البالغين الذي يُحبّ النقاد القول إنّ «هوليوود» لم تعُد تصنعه. وهذا صحيح إلى حدٍ كبير، على رغم من وجود استثناءات مثل كويب وسودربيرغ، حتى لو كانا غير تقليديَّين بدرجة تجعل من الصعب تصنيفهما كأعمال هوليوودية نموذجية. في هذا التعاون الأحدث، تلعب كيت بلانشيت ومايكل فاسبندر دور كاثرين وجورج. يعيشان حياة زوجية دافئة وسعيدة في منزل مستقل فخم في لندن، حيث يقضيان ساعات طويلة مليئة بالأحداث أثناء عملهما لدى وكالة الاستخبارات البريطانية، مقر الاتصالات الحكومية. بصفتهما جاسوسَين، فإنّهما يُجسّدان تماماً الأدوار المنوطة بهما، أو على الأقل النسخ الخيالية منها: فهما ماكران، أنيقان، وغامضان تماماً كما يوحي عنوان الفيلم. لكن على عكس نظيرهما الشهير جيمس بوند (الذي يعمل في MI6)، فإنّهما يقضيان وقتاً طويلاً في المكتب. داخل برج زجاجي، يُراقِبان ويخضعان إلى المراقبة بدورهما، يتتبّعان الأعداء، وأحياناً يقضيان عليهم. تدور الحبكة حول تهديد خطير متمثل في برنامج خبيث يُدعى Severus، على الأرجح سُمِّي تيمّناً بالإمبراطور الروماني المستبد. يبدو أنّ هناك جاسوساً داخل الوكالة، وجورج واحد من بين قلة مكلّفة بتحديد هويّته. لديه قائمة بـ5 مرشحين محتملين، جميعهم يعملون في المناصب العليا داخل الوكالة. ومن بين المشتبه فيهم - مفاجأة! - كاثرين. وبما أنّ هذه ليست مشكلة يمكن أن يناقشها جورج مع مستشار زواج - حتى لو كان إحدى الشخصيات الرئيسة طبيباً نفسياً في الوكالة - فإنّه يفعل ما تدرّب عليه: يتجسّس عليها. وهنا تُصبح الأمور معقّدة. كما تُصبح مضحكة وعنيفة بشكل متوقع، فتدور بعض أكثر المشاهد حدةً وشراً حَول مائدة العشاء العائلية. كويب وسودربيرغ بارعان في استغلال النوع السينمائي، وBlack Bag يأتي ضمن هذا الإطار تماماً. لكل منهما مجموعة واسعة من الأعمال (كما يعمل كويب أيضاً كمخرج)، وكان آخر تعاون لهما في فيلم الرعب Presence الذي صدر في وقت سابق من هذا العام. وإذا كان الاثنان يتألّقان في أفلام الإثارة، فذلك جزئياً لأنّ الحبكات المشوّقة تمنح صنّاع الأفلام مساحة لدفع القواعد إلى أقصى حدودها وحتى التخلّي عنها. فيلمهما KIMI، هو مثال آخر على عمل منضبط ضمن هذا النوع السينمائي، حيث يتبنّى القواعد ويُفجّرها في آنٍ. تتعدّد تأثيراته، وتشمل أفلاماً عن نساء محاصرات بالإضافة إلى أفلام الإثارة البارانوية من السبعينات مثل The Conversation وThree Days of the Condor، وهي نقاط مرجعية تُلاحَظ أيضاً في Black Bag. من خلال نظّارات جورج الأنيقة والقمصان ذات الياقات العالية، يبدو أنّ صنّاع الفيلم استلهموا بعض التفاصيل من أفلام مايكل كين القديمة أيضاً. لا يمتلك فاسبندر سحر كين، كما أنّه أقل إقناعاً كشخصية رومانسية. يحتوي Black Bag على العديد من اللحظات المبالغ فيها عمداً، بعضها مضحك للغاية، لكن من بين أقل عناصر الحبكة إقناعاً هو الولاء المزعوم بين جورج وكاثرين لبعضهما البعض. على الشاشة، يمتلك فاسبندر، وخصوصاً بلانشيت، هالة من الغموض تجعل من المستحيل صرف النظر عنهما، لكنّها في الوقت عينه قد تُشعِر المشاهد وكأنّهما معزولان عن الأشخاص العاديِّين. إنّهما يجذبانك نحَوهما، لكن، على عكس براد بيت مثلاً، لا يدعوانك للدخول إلى عالمهما. سواء كانت هذه الشكوك حول علاقة جورج وكاثرين مقصودة أم لا، فإنّها تعمل بشكل جيد في فيلم يُثيرك بالأسرار والأسلحة، والتنقّل عبر الحدود والتضليل، ويكتمل بطاقم دعم مثالي يشمل ريجي-جان بيج، نايومي هاريس، توم بيرك، وماريسا أبيلا. حتى مع تصاعد القصة وازدحامها بالشخصيات، يظل جورج علامة الاستفهام المركزية في الحبكة. يدخل الفيلم وكأنّه هنري هيل يتجوّل في الملهى الليلي في اللقطة الطويلة الشهيرة في Goodfellas، وهو مشهد يوحي بذكاء أنّ جورج لا يمكن الوثوق به. قد يكون مغرماً بكاثرين، لكن هناك شيئاً «بارداً وغير إنساني» فيه أيضاً، كما كتب جون لو كاريه عن جاسوسه الشهير، جورج سمايلي. سودربيرغ مخرج يتميّز بالكفاءة الفائقة، وهو ما يتجلّى في وضوح اختياراته البصرية شبه الهيروغليفية وفي عملية المونتاج التي يقوم بها بنفسه. من بين الإضافات في فيلمه Erin Brockovich عدد من المشاهد التي حذفها من النسخة الأولى أثناء تعديل الفيلم ليصل إلى الكمال. هنا، عندما يتوقف سودربيرغ للحظة وهو يتابع كاثرين وهي تعبُر ساحة ما، فإنّ ذلك ليس فقط لنقل الشخصية من النقطة A إلى النقطة B. قد تكون جاسوسة، لكن هناك جانباً استعراضياً ساخراً في شخصيّتها. طوال Black Bag، يستمتع سودربيرغ برومانسية وجاذبية عالم التجسس. تنفجر القنابل ويفقد الناس حياتهم، لكنّ العنف هنا مجرّد إلهاء بصري لامع، بعيد كل البُعد عن وحشية القوة الحقيقية والسياسة الدولية في العالم الواقعي. شخصيات هذا العالم لا تتسخ أبداً؛ فعندما تظهر بقعة على قميص جورج الأبيض المثالي والمكوي بعناية، كل ما عليه فعله هو تغييره. هكذا تسير الأمور بالنسبة إليه ولزوجته، اللذَين يتمتعان بالأناقة والبريق. وعندما يظهر بيرس بروسنان، قد تجد نفسك تضحك على هذه المتعة السينمائية. وقد تجد نفسك أيضاً تأمل بحماس أنّه عندما يحين وقت إعادة إحياء سلسلة جيمس بوند، سيكون لدى أحدهم الذكاء الكافي للاتصال بكويب وسودربيرغ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store