
الإعلام.. وبناء العقول
الإعلام.. وبناء العقول
قبل قرابة ثلاثة عقود، وتحديداً في منتصف تسعينيات القرن الماضي، التقيتُ بأحد المسؤولين المقربين من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ودار الحديث بيننا حول التغييرات التي بدأت تَظهر نتائجُها الإيجابيةُ في تنفيذ رؤية سموه في مختلف القطاعات بالإمارة.
وبما أن الحديث لم يتطرق إلى قطاع الإعلام تحديداً، فقد سألتُه مباشرةً: وماذا عن الإعلام؟ قال: في الطريق، والمشروع جاهز، وسوف يتم الإعلان عنه قريباً. وبالفعل، لم تمض على ذلك اللقاء فترة زمنية طويلة حتى أصبح الإعلام في دبي يشغل حيزاً كبيراً من أنظار العالم.
لكن ما الذي يدور في عقل متخذ القرار بعد هذا الإنجاز المبهر؟خلال اللقاء السنوي الرمضاني مع نخبة من الإعلاميين، أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الإعلام رسالة وسلطة وقوة لخير الشعوب إذا أحسنَّا توجيهَها، وهو صناعة لوعي المجتمع.. وشريك رئيسي في التنمية. ورسالتنا للجميع: الإعلام الجيد يبني العقول.. والإعلام السيئ يحرق المكتسبات.. ولدينا الخيار دائماً لاختيار مصلحة أوطاننا. كلمات موجزة، لكنها تحمل في طياتها برامج عمل متكاملة لبناء العقول التي تنجز وتحافظ على مكاسب الوطن عبر برامج تغذي الوعي في مرحلة أصبحت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي تسيطر على صناعة الإعلام في العالم، وهذا هو التحدي الحقيقي للمستقبل المنظور والبعيد معاً.
ولذا، فعلى أصحاب الذكاء الفطري والعاطفي والمجتمعي ضبط بوصلة الـ«إيه آي» و«الديب سيك» بما يصب في مصلحة المجتمع والوطن. وعلى صناع المحتوى مهام شاقة ومسؤوليات مجتمعية جمة لإبراز مواهبهم في صناعة الأفضل وليس عبر الـ«تريند» الأضخم. كنا في قمة «الجسر الإعلامي»، مع مجموعة من النخب الإعلامية من الذين قضوا العمر كله في قطاع الإعلام بمختلف فروعه، وكان الهمّ الأكبر للجميع هو تحدي «المحتوى»، وليس الأدوات والوسائل التي أصبحت متاحةً للجميع بمن فيهم الأطفال.
عرض أحد الضيوف محتوى كان عبارةً عن رجل بالغ يصفع طفلاً في دور تمثيلي من أجل جذب انتباه الجمهور، وحصل في حينه على متابعة أكثر من مليوني مشاهد! وبالمقابل دخل على الخط أحد خبراء الإعلام، كتابةً ومحاضرةً وإنتاجاً، رغم وجوده على منصة ما قبل مرحلة «الجسر»، إلا أنه لو وَجَدَ جمهوراً صغيراً يتابع محتواه لسجد لله شكراً وعرفاناً.
لا ينبغي السماح للشهرة وبريقها أن يطغيا على «المحتوى»، وعبور جسر الإعلام ينبغي أن تحكمه النوعية وليس الكم، أي البرامج التي تسطّح الفكر وتضحِّل العقل وتهدم الوعي، فقط من أجل الكسب الإعلاني وليس لصالح الحِرَفية الإعلامية ومصداقية المحتوى. لا بد من توجيه رسالة الإعلام وقوة سلطته نحو تحقيق المسؤولية المجتمعية، والذهاب بها إلى إنتاج برامج نوعية تُحدِث فارقاً ملحوظاً وقفزةً محسوبةَ الخطوات والنتائج، ليدرك الجميع أننا منصة «الجسر» العالمي، محلياً وإقليمياً وعالمياً، لكي نبقى شركاء استراتيجيين ذوي قيمة وأثر بيّنين.
الإعلام بمحتوياته الرصينة والمسؤولة والهادفة، هو القوة الناعمة التي تحرر العقل من الأوهام وتنتصر في معركة التنمية البشرية والبناء المؤسسي لمستقبل لا ينتظر كسل العقل حتى يصحو ولا انغلاق الفكر حتى يأسن.
أعود إلى البدء وأقف عند أهمية بناء العقل، كما عبر عن ذلك الإمام أبو حامد الغزالي في قوله: «العقل لا يخدع، هو الذي يملك اليقين، حتى لو حول الساحر العصا إلى ثعبان فلن يصدق، ولكنه يصدق أن ما في يده هو ثلاثة أقلام، وأن ثلاثة أقلام بالإضافة إلى أربعة تصبح الأقلام سبعة، والسبعة أقل من العشرة، هذه أشياء تعقل وتفهم». لكن هل يقدّر الإعلامُ منزلةَ عقل الجمهور في برامجه للمستقبَل والمُستقبِل؟
*كاتب إماراتي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
دبي تفوز باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026
دبي (الاتحاد) فازت دبي باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية (ISEA) 2026، في إنجاز عالمي جديد يضاف إلى سجلها الحافل، ويرسّخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب. جاء الإعلان عن ذلك خلال اختتام نسخة المؤتمر لهذا العام التي تستضيفها مدينة سيول في كوريا الجنوبية خلال مايو الجاري، ما يعكس حجم الجهود، التي بذلتها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وجامعة زايد، في دعم ملف الإمارة والتعريف بإمكاناتها ومقوماتها الثقافية والإبداعية، وما تمتلكه من بنية تحتية قوية وبيئة داعمة لأصحاب الكفاءات المميزة. ويُعد المؤتمر الدولي للفنون الرقمية، حدثاً عالمياً في مجال الفنون والأكاديميا، وتأسّس في عام 1988 في هولندا، ويندرج حالياً تحت مظلة جامعة الفنون الإبداعية في المملكة المتحدة، وسبق أن أقيم في أكثر من 30 مدينة عالمية من بينها العاصمة الفرنسية باريس، ومونتريال، وبرشلونة، وغيرها. رؤية مستقبلية للثقافة وبهذه المناسبة، أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن فوز الإمارة بتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية يعكس ريادتها وقوة حضورها على خريطة الفنون العالمية، ويجسّد مفهوم الرؤية المستقبلية للثقافة والفن. وقالت سموّها: «تواصل دبي اهتمامها بالابتكار والفنون الرقمية وتجربة الأفكار الجديدة، لتصبح بفضل تفرّد نهج صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ورؤاه الاستشرافية مركزاً عالمياً وحيوياً للثقافة والإبداع يتميز بقدرته على المنافسة والتفوق»، لافتةً سموّها إلى أن استضافة الحدث العالمي يعكس تطلّعات دبي وثراء مشهدها الإبداعي، وتطور منظومتها الاقتصادية والفنية، وما تتميز به من مشاريع ومبادرات طموحة تسهم في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتدفع مسيرة دبي الحضارية والتنموية نحو الأمام. وأشارت سموّها إلى أن المؤتمر يُمثل منصة عالمية مُلهمة قادرة على دعم أهداف استراتيجية الفنون الرقمية، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وإثراء الحوار الفكري العالمي، وتطوير قطاع الفنون الرقمية في دبي وتعزيز إمكاناته، ورفع قدراته على جذب الاستثمارات العالمية لضمان استدامته. وأضافت سموّ رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي قائلةً: «يشكل المؤتمر الدولي محركاً قوياً لاقتصاد دبي الإبداعي، بما يتضمنه من فرص نوعية تسهم في بناء شبكة علاقات عالمية وإقامة شراكات ثقافية جديدة، وتفتح الآفاق أمام روّاد الفنون الرقمية وأصحاب المواهب لإطلاق العنان لأفكارهم الغنية، التي تسهم في ردم الفجوة بين الإبداع الفني والخبرة التكنولوجية، من خلال تطوير مهارات الفنانين وصقل خبراتهم وتمكينهم من استكشاف التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة أعمالهم ومشاريعهم المتفردة». شعار وبرنامج المؤتمر وسيُقام المؤتمر الدولي الذي ستتولى «دبي للثقافة» تنظيمه بالتعاون مع جامعة زايد، خلال الفترة من 10 وحتى 17 أبريل 2026، تحت شعار «الياه: فنون تربط المكان والبيانات والهوية». من جانبها، قالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي إن الحدث يبرز اهتمام الإمارة بتطوير قطاع الفنون الرقمية، وتمكين الأجيال الجديدة من المواهب وإلهامهم للتواصل والإبداع. أربعة محاور يسلّط المؤتمر الضوء في نقاشاته على أربعة محاور رئيسة، هي: محور «نسج كوكبات رقمية»، ومحور «حوارات بين العوالم»، ومحور «مستقبلات بيئية – تكنولوجية»، ومحور «عوالم مترابطة». وقال الدكتور مايكل ألين، مدير جامعة زايد بالإنابة: «يسرّنا أن نعلن عن شراكتنا مع «دبي للثقافة» لاستضافة «المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026»، الذي يُعدّ محطة مفصلية تؤكد مكانة دبي كمحور عالمي للفنون الرقمية والابتكار الإبداعي. من خلال هذا الحدث، نهدف في جامعة زايد إلى توفير مساحة تجمع نخبة من الفنانين والعلماء والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف آفاق جديدة في الفنون الإلكترونية، وتعزيز التفاعل بين التكنولوجيا والإبداع. ويعكس الملتقى التزامنا العميق بتمكين الجيل القادم من القيادات الثقافية، ودفع عجلة التعاون متعدد التخصصات، وبناء مستقبل تُسهم فيه الفنون الرقمية في إحداث التغيير المجتمعي المستدام وتعميق الحوار الثقافي العالمي».


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
إعلام الأمل
إعلام الأمل اختُتمت في «دانة الدنيا»، مساء الأربعاء الماضي، قمة الإعلام العربي 2025، التي انطلقت برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وقد كانت واحدة من أكبر دورات القمة، حيث استمرّت لثلاثة أيام، وشهدت مشاركة غير مسبوقة لأكثر من ثمانية آلاف من رموز الإعلام والسياسة من 26 دولة. وشهدت القمة ثلاثة منتديات رئيسية: منتدى الإعلام العربي للشباب، ومنتدى الإعلام العربي، وقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، إضافةً إلى أكثر من 175 جلسة رئيسية، وما يزيد على 35 ورشة عمل، إلى جانب إبرام خمس اتفاقيات لتعزيز التعاون الإعلامي العربي، وتبني التحول الرقمي، ودعم المبادرات الإعلامية الشبابية، ضمن رؤية استراتيجية لتحديث وتكامل الإعلام العربي. وحرص راعي القمة ونصير الإعلام والإعلاميين على «تجديد دعوته لإعلام عربي تنموي، يبني ولا يهدم، يوحّد ولا يفرّق، يصنع الأمل لا اليأس، إعلامٍ يحارب الجهل والتخلّف والمرض الفكري والثقافي، ويصنع مستقبلاً أجمل لأجيال عربية شابة تمتلك الثقة بنفسها لتصنع نهضتها ومستقبلها». وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في تدوينة على حسابه بمنصة «إكس»: «سعدنا باستضافة 8000 إعلامي عربي في دولة الإمارات ضمن قمة الإعلام العربي في دورتها الثالثة والعشرين». لقد أرست الإمارات نموذجاً ملهماً في البناء الوطني، والتنمية، والاقتصاد المزدهر، والعلاقات الدولية الواسعة، واكبته تجربة إعلامية تحمل نضجاً يقدّر الكلمة والحقيقة حق قدرها، وينأى بنفسه عن المهاترات والانزلاق نحو تلك القيعان التي لا تولد إلا الأحقاد والكراهية وتغذي التطرف. وفي ذات الإطار الذي دعا إليه راعي القمة، جاء إطلاق سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسم «محتواك أثرك» كحلقة وصل بين أفراد المجتمع، ورسالة قبل نشر أي محتوى لتسخيره بشكل إيجابي. وقالت سموّها، في جلسة «دور الإعلام في عصر الخوارزميات» في اليوم الختامي للقمة: «بعيداً عن المنافسة بين المؤثرين، على الإعلام أن يعيد بناء الثقة، وكشف الحقائق المضللة، وتقديم محتوى موثوق». رؤية إماراتية بناءة للإعلام، ومبادرات متواصلة لإنجاح رسالته، التي تلقى متابعات دؤوبة من معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، حيث قاد معاليه بنجاح حملة «تبليك بلا تعليق». نُهنّئ نادي دبي للصحافة وفرق عمله على النجاح الكبير الذي تحقق للحدث، بكل فخر واقتدار واعتزاز.


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
الإعلام.. وبناء العقول
الإعلام.. وبناء العقول قبل قرابة ثلاثة عقود، وتحديداً في منتصف تسعينيات القرن الماضي، التقيتُ بأحد المسؤولين المقربين من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ودار الحديث بيننا حول التغييرات التي بدأت تَظهر نتائجُها الإيجابيةُ في تنفيذ رؤية سموه في مختلف القطاعات بالإمارة. وبما أن الحديث لم يتطرق إلى قطاع الإعلام تحديداً، فقد سألتُه مباشرةً: وماذا عن الإعلام؟ قال: في الطريق، والمشروع جاهز، وسوف يتم الإعلان عنه قريباً. وبالفعل، لم تمض على ذلك اللقاء فترة زمنية طويلة حتى أصبح الإعلام في دبي يشغل حيزاً كبيراً من أنظار العالم. لكن ما الذي يدور في عقل متخذ القرار بعد هذا الإنجاز المبهر؟خلال اللقاء السنوي الرمضاني مع نخبة من الإعلاميين، أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الإعلام رسالة وسلطة وقوة لخير الشعوب إذا أحسنَّا توجيهَها، وهو صناعة لوعي المجتمع.. وشريك رئيسي في التنمية. ورسالتنا للجميع: الإعلام الجيد يبني العقول.. والإعلام السيئ يحرق المكتسبات.. ولدينا الخيار دائماً لاختيار مصلحة أوطاننا. كلمات موجزة، لكنها تحمل في طياتها برامج عمل متكاملة لبناء العقول التي تنجز وتحافظ على مكاسب الوطن عبر برامج تغذي الوعي في مرحلة أصبحت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي تسيطر على صناعة الإعلام في العالم، وهذا هو التحدي الحقيقي للمستقبل المنظور والبعيد معاً. ولذا، فعلى أصحاب الذكاء الفطري والعاطفي والمجتمعي ضبط بوصلة الـ«إيه آي» و«الديب سيك» بما يصب في مصلحة المجتمع والوطن. وعلى صناع المحتوى مهام شاقة ومسؤوليات مجتمعية جمة لإبراز مواهبهم في صناعة الأفضل وليس عبر الـ«تريند» الأضخم. كنا في قمة «الجسر الإعلامي»، مع مجموعة من النخب الإعلامية من الذين قضوا العمر كله في قطاع الإعلام بمختلف فروعه، وكان الهمّ الأكبر للجميع هو تحدي «المحتوى»، وليس الأدوات والوسائل التي أصبحت متاحةً للجميع بمن فيهم الأطفال. عرض أحد الضيوف محتوى كان عبارةً عن رجل بالغ يصفع طفلاً في دور تمثيلي من أجل جذب انتباه الجمهور، وحصل في حينه على متابعة أكثر من مليوني مشاهد! وبالمقابل دخل على الخط أحد خبراء الإعلام، كتابةً ومحاضرةً وإنتاجاً، رغم وجوده على منصة ما قبل مرحلة «الجسر»، إلا أنه لو وَجَدَ جمهوراً صغيراً يتابع محتواه لسجد لله شكراً وعرفاناً. لا ينبغي السماح للشهرة وبريقها أن يطغيا على «المحتوى»، وعبور جسر الإعلام ينبغي أن تحكمه النوعية وليس الكم، أي البرامج التي تسطّح الفكر وتضحِّل العقل وتهدم الوعي، فقط من أجل الكسب الإعلاني وليس لصالح الحِرَفية الإعلامية ومصداقية المحتوى. لا بد من توجيه رسالة الإعلام وقوة سلطته نحو تحقيق المسؤولية المجتمعية، والذهاب بها إلى إنتاج برامج نوعية تُحدِث فارقاً ملحوظاً وقفزةً محسوبةَ الخطوات والنتائج، ليدرك الجميع أننا منصة «الجسر» العالمي، محلياً وإقليمياً وعالمياً، لكي نبقى شركاء استراتيجيين ذوي قيمة وأثر بيّنين. الإعلام بمحتوياته الرصينة والمسؤولة والهادفة، هو القوة الناعمة التي تحرر العقل من الأوهام وتنتصر في معركة التنمية البشرية والبناء المؤسسي لمستقبل لا ينتظر كسل العقل حتى يصحو ولا انغلاق الفكر حتى يأسن. أعود إلى البدء وأقف عند أهمية بناء العقل، كما عبر عن ذلك الإمام أبو حامد الغزالي في قوله: «العقل لا يخدع، هو الذي يملك اليقين، حتى لو حول الساحر العصا إلى ثعبان فلن يصدق، ولكنه يصدق أن ما في يده هو ثلاثة أقلام، وأن ثلاثة أقلام بالإضافة إلى أربعة تصبح الأقلام سبعة، والسبعة أقل من العشرة، هذه أشياء تعقل وتفهم». لكن هل يقدّر الإعلامُ منزلةَ عقل الجمهور في برامجه للمستقبَل والمُستقبِل؟ *كاتب إماراتي