
فاطمة سلطان المزروعي: كل موهبة تحتاج إلى التشجيع لتستمر
#ثقافة وفنون
أكثر من رواية، وأكثر من ديوان شعري، وأكثر من مسرحية، والكثير من الجوائز الأدبية.. هكذا تدور مسيرة الأديبة والكاتبة فاطمة سلطان المزروعي، التي شغلتها الكلمة والخيال والقصة منذ طفولتها مع جدتها، فأخذتها إلى عوالم كثيرة، ما زالت تصنعها بدهشة. فاطمة المتفائلة، والإيجابية، والمبتسمة دائماً، كما يشهد لها كل من يلتقيها في معارض الكتب، أو في أروقة العمل، والفعاليات المختلفة، لم يشغلها البحث العلمي، وعملها، عن العطاء الأدبي والكتاب، فالقراءة رفيقتها الدائمة، والكتابة طوع يدَيْها كل حين.. التقتها «زهرة الخليج»؛ لنذهب معها في رحلتها الأدبية:
صغيرة.. مشغولة بالقصة
كيف بدأت رحلتك مع الكلمة والقصة، وما الذي شكّل هذا الاهتمام المبكر؟
كوني أكبر أخواتي سناً، فقد كنت ملاصقة لوالدتي في طفولتي، وأذهب معها إلى المجالس، ورغم أن «السوالف»، التي كانت تتردد في هذه المجالس كبيرة على من هنَّ في مثل عمري، إلا أنني كنت أستمع إليها، وأكبر معها. وفي صغري، كذلك، كانت تشدني كل الحكايات التي أسمعها، ولا أكتفي بما يقال، بل أنسج عليها زيادات في داخلي، وأعيد صياغتها بطريقتي، ومفاهيمي. كان الأطفال في «الفريج» يجتمعون لدى جدتي كل يوم بعد المدرسة، فقد كانت معروفة بروعتها في سرد القصص وحفظها، بالإضافة إلى حفظها الأغاني الشعبية، وغنائها بصوتها الجميل، ولم أكن أستمع للقصص كالبقية (قصة تقال، وتنتهي)، بل كنت أتعلق جداً بهذه القصص، وأحفظها، وأعيد صياغتها، وأضيف إليها.
فاطمة سلطان المزروعي: كل موهبة تحتاج إلى التشجيع لتستمر
كان خيالك نشطاً منذ الصغر.. كيف أثّر هذا في حياتك لاحقاً، وهل ما زلت تستفيدين منه؟
كنت أحكي القصص للآخرين كما تفعل جدتي، كما أن حديقة المنزل كانت مكاناً للإنصات إلى أحاديث الآخرين، وتخزينها في الذاكرة؛ للاستفادة منها في نسج القصص لاحقاً، بالإضافة إلى خيالي، الذي كان يجعلني أتحدث مع شخصيات خيالية كل الوقت؛ وكانت والدتي تسأل: مع من تتحدّثين؟.. استمر عقلي في تأليف القصص بداخلي؛ حتى التحقت بالمدرسة، وخيالي كان - ولا يزال - أساسًا لكل ما أكتبه.
الكتاب الأول.. النقد الأول
حدثينا عن تجربتك مع أول كتاب، والانطباع الأول عنه!
كتبت مجموعتي القصصية الأولى في «المرحلة الثانوية»، وكانت بعنوان «ليلة العيد». حينها كنت على تواصل دائم مع دائرة الثقافة بالشارقة؛ فعرضت عليَّ نشرها ضمن مشروعها «إشراقات»؛ فنشرتها. لكنها لم تكن بالمستوى الذي أتمناه، فقد كنت - وقتها - في بداياتي، ولم يكن هناك من يرشدني، فقط كنت أعتمد على ما سمعته، وقرأته، وتعلمته من الحياة التي أعيشها، والبيئة التي أنتمي إليها، والمفردات التي جمعتها من المدرسة والصديقات، فكل ما كتبته فيها كان تلقائياً، إذ لم أكن - حينها - على دراية بتقنيات الكتابة، لكنني تعلمت الكثير من هذه التجربة، وكنت فَرِحَةً بهذا العمل (فرحة المحارب الذي انتصر في معركته)، وشعرت بأنها أعظم إنجاز لي.
هل تعرضتِ للنقد بعد هذه التجربة؟
بعد نشر هذه المجموعة، قرأت منها في أمسيتين أدبيتين: الأولى بأبوظبي، في مسرح «المجمع الثقافي»، وكان مليئاً بالجمهور. والأخرى في الشارقة، وكانت القراءة مع مجموعة من الكتاب. في هذه الأمسية، تعرضت لنقد لاذع من أحد النقاد، حينما أثقل عليَّ بكلماته، واصفاً المجموعة بأنها «صف للكلمات بلا معنى»، هذه الكلمات كادت أن تُنهي مسيرتي الأدبية ببدايتها؛ وقد أثرت فيَّ كلماته كثيراً؛ فالمرء - في بداياته - يكون بحاجة إلى التشجيع؛ لكي يستمر. عدت إلى المنزل، وأخذت قرارًا بالتوقف عن الكتابة تمامًا. وبمرور الوقت، أدركت أنني كنت أبالغ في ردة فعلي، فعدت إلى الكتابة بعد التخرج في الجامعة.
اليوم.. كيف تنظرين إلى النقد، خاصة الحاد منه؟
النقد جزء أصيل من رحلة الكاتب، ويجب على كل كاتب أن يدرك أن النقد يمكن أن يكون دافعًا للتطور، وليس كسرًا للروح. فالأهم هو أن تكون لدينا القدرة على التمييز بين النقد البنّاء، والذي يهدف إلى التحطيم.
إبداع.. وتجديد
عند الكتابة.. كيف تستعدين لكل مشروع جديد؟
أعتمد على التجديد، فالكتابة كالنفس بحاجة إلى التجديد دائماً، لأن القارئ ملول، والقصة يجب أن تأخذه دائماً إلى مستوى جديد من الإبداع، ومن أكثر من زاوية. دائماً أسأل نفسي: «ما العمل الذي سأقدمه للقارئ؟.. وما الذي سأضيفه إليه؟.. وكيف أجعله يتفاعل مع العمل؟». أعتقد أن الكتابة ليست فقط كلمات تُنسج، بل تجربة تنبع من الحياة.
فاطمة سلطان المزروعي: كل موهبة تحتاج إلى التشجيع لتستمر
ما نصيحتك لكل كاتب جديد؟
دائماً، أنصح كل كاتب جديد بعدم الاستعجال في النشر؛ فربما يدمر هذا مسيرته بالكامل؛ فالهدف ليس امتلاك كتاب وحسب، بل ما الذي يمكن أن يُحدثه هذا الكتاب، للكاتب والمتلقي. قد يكون لديك 20 كتاباً ليس لها أي تأثير، وقد تملك كتاباً واحداً يحدث فرقاً في حياتك، ويغير مسيرتك. إذا وضعتُ للكتابة مفهوماً معيناً، وعبّرت عني، وعن شخصيتي ورغباتي؛ فإنها تأتي كما أريد. كما أنني كثيراً ما أستمع إلى الأحاديث التي تدور بين النساء من حولي، وأرى أن هناك الكثير من الأفكار، التي يمكنني استخدامها، وإعادة تدويرها في كتاباتي. فالعملية لا تعتمد - لديَّ - على القراءة فقط، بل أستخدم حواسي الخمس في قراءة ما حولي ومَنْ حولي.
علاقتك بالإيجابية تجاوزت التعامل اليومي إلى كتابك الأخير «100 محور لحياة أفضل».. كيف ذلك؟
بسبب موقف الناقد الذي ذكرته، أرى أن كل شخص منا إذا استمع إلى كلمة أو شيء يكسره في الحياة، وانغمس في حالة من الحزن، فلن يتجاوز هذا الظرف؛ لذلك يجب أن يعيد كلٌّ منا حساباته مع نفسه كل حين، ليس فقط على مستوى الكتابة، بل وفي حياته عامة؛ فيجب ألا نسمح لكلمة، أو موقف، بكسرنا. ولنعيشَ بشكل أفضل، يجب أن نكون أكثر إيجابية، وفاطمة - في أعمالها - تحاول إنشاء هذه العوالم، ونشرها، لتمنح الناس الإيجابية التي يحتاجون إليها. «100 محور لحياة أفضل» احتوى على مقالات كتبتها خلال خمس سنوات، وفيها الكثير من المعاني الإيجابية، التي أتمنى أن تصل إلى الآخرين؛ فلعل كلمة إيجابية نقولها لشخص اليوم، تجعله يؤلف كتاباً غداً.
مستقبلاً.. ما الذي تحلمين بتحقيقه، من خلال كتاباتك؟
أحلم بأن تكون كتاباتي مصدر إلهام للآخرين، وأن أتمكن من تقديم أعمال تجعل القارئ يعيد التفكير في حياته، ويبحث عن جوانب الجمال والإيجابية فيها. فبالإيجابية التي نغرسها في الآخرين، قد نصنع مجتمعاً كاملاً، قائماً على هذه القيمة، وذلك من خلال محاضراتنا، وفعالياتنا، وتعاملنا.. ومن خلال الكتاب كذلك!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«الست لما».. أول تجربة تجمع ماجد المصري ويسرا على الشاشة الكبيرة
يجتمع الفنان ماجد المصري مع النجمة يُسرا للمرة الأولى في مشروع سينمائي مشترك، من خلال فيلم جديد بعنوان "الست لما". حيث تم الإعلان عن التعاقد الرسمي على بطولة الفيلم، المقرر انطلاق تصويره بعد انتهاء موسم عيد الأضحى المقبل. ويأتي العمل في إطار درامي اجتماعي، وهو من تأليف كيرو أيمن. لأول مرة ماجد المصري يتعاون مع يسرا أبرم الفنان ماجد المصري اتفاقه مؤخراً على بطولة الفيلم السينمائي " الفيلم من تأليف كيرو أيمن، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي، وسط تطلعات بأن يشكل هذا اللقاء الفني إضافة مختلفة للعمل. أحدث أعمال ماجد المصري وكان ماجد المصري قد شارك في الموسم الدرامي لشهر رمضان الماضي من خلال بطولة مسلسل "إش إش"، إلى جانب مي عمر، إدوارد، شيماء سيف، طارق النهري، ندى موسى، محمد الشرنوبي وآخرين، وهو من تأليف وإخراج محمد سامي. وحقق المسلسل نسب مشاهدة مرتفعة خلال فترة عرضه، وتصدر قوائم البحث على عدد من منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مواقع البث ومتابعات الجمهور عبر الإنترنت. كما وقع المصري عقداً جديداً للمشاركة في فيلم "السلم والثعبان 2"، من بطولة عمرو يوسف، وتأليف أحمد حسني، وإخراج طارق العريان، وذلك ضمن مجموعة من المشاريع السينمائية التي يستعد لتنفيذها في الفترة المقبلة. أحدث أعمال يسرا أما الفنانة يُسرا، فقد كان أحدث أعمالها السينمائية مشاركتها في فيلم "ليلة العيد"، الذي شارك فيه عدد من الفنانين، من بينهم ريهام عبد الغفور، هنادي مهنا، وأحمد خالد صالح. الفيلم من تأليف أحمد عبد الله، وإخراج سامح عبد العزيز، وقد عُرض مؤخرًا ضمن خطة توزيع الأفلام الاجتماعية. وفي مجال الدراما التلفزيونية، كانت آخر مشاركة ليسرا من خلال مسلسل "1000 حمدالله ع السلامة"، الذي عُرض في موسم رمضان خلال نيسان / أبريل 2023، وشاركت في بطولته إلى جانب شيماء سيف ومحمد ثروت، وهو من تأليف محمد ذو الفقار، وإخراج عمرو صلاح. aXA6IDgyLjI0LjIwOC4xNDUg جزيرة ام اند امز FI


الاتحاد
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
يسرا اللوزي تعود إلى السينما مع شيكو وإمام
سعيد ياسين (القاهرة) تعود يسرا اللوزي إلى السينما بعد غياب منذ مشاركتها في فيلم «ليلة العيد»، الذي عُرض في يناير 2024. قالت يسرا إن عودتها تأتي من خلال فيلم جديد لم يتم الاستقرار على اسمه بعد، ويشاركها بطولته محمد إمام وشيكو وتأليف أيمن وتار، وتدور أحداثه في إطار كوميدي، يجمع بين الطرافة والمواقف الساخرة. وأشارت اللوزي إلى أنها تتمنى التواجد بشكل مكثف في السينما التي تمثل حالة عشق خاصة بالنسبة لها، شريطة حصولها على نصوص جيدة وأدوار مناسبة تمثل إضافة مهمة لمشوارها الفني، ولمشاركاتها السينمائية السابقة في أفلام «جروب الماميز»، و«العنكبوت»، و«المحكمة»، و«شنطة حمزة»، و«فين قلبي»، و«الهرم الرابع»، و«ساعة ونص». وأوضحت اللوزي أنها لا تزال تحصد نجاح دوريها في مسلسلي «لام شمسية» و«المداح 5». وكشفت عن أن شخصية «رباب» التي جسدتها في «لام شمسية» كانت صعبة للغاية، مشيرة إلى أنها خلال التحضير وتجسيد الشخصية كانت تستشير الطبيبة النفسية الخاصة بها، لتتمكن من تحديد الحدود المرضية للشخصية وملامحها بصورة أوضح. وأعربت عن اعتزازها بشخصية «تاج» التي جسدتها في «المداح 5»، لافتة إلى أن الشخصية حضرت بقوة في الجزء الخامس، وكانت عنصراً محورياً أضاف عمقاً وتشويقاً للأحداث، وذلك بعد حضورها الأول في الجزء الثالث وظهورها كضيف شرف في الرابع، موضحة أن شخصية «تاج» استلزمت منها دراسة عميقة لفهم جوانبها الإنسانية والعاطفية، لتتمكن من نقل مشاعرها وعواطفها بصدق وواقعية.


العين الإخبارية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«الست لما».. يسرا تخوض تجربة كوميدية جديدة
تبدأ النجمة يسرا تصوير فيلمها الجديد "الست لما" خلال أسابيع، في عمل كوميدي جديد يؤكد حضورها في السينما المصرية. وتعاقدت يسرا على بطولة فيلم جديد بعنوان "الست لما"، من نوعية الكوميديا الخفيفة، لتستأنف من خلاله تقديم الأدوار الكوميدية التي اشتهرت بها على مدار مشوارها الفني الطويل. الفيلم يأتي ضمن فئة اللايت كوميدي، وتعد يسرا أول اسم يتم التعاقد معه رسميًا، لتتصدر قائمة أبطال العمل الذي تشرف على إنتاجه رنا وندا السبكي، ويُعد تعاونًا جديدًا بين يسرا وعائلة السبكي التي سبق أن قدمت عدة أعمال ناجحة في السينما المصرية. "الست لما" من تأليف الثنائي كيرو أيمن ومحمد بدوي، ويتولى إخراجه خالد أبو غريب، ومن المقرر أن تبدأ عملية التصوير خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسط تحضيرات مكثفة لإنجاز الفيلم. في السياق نفسه، أوضحت المنتجة ندا السبكي أن الترتيبات لا تزال جارية لاختيار باقي فريق العمل، مشيرة إلى أن التعاقدات مع عدد من النجوم البارزين في طريقها للانتهاء، على أن يتم الإعلان عنها بشكل رسمي قريبًا. ولفتت إلى أن الفيلم يتضمن مفاجآت عدة موجهة لجمهور يسرا وعشاق الكوميديا في مصر والوطن العربي. آخر ظهور سينمائي ليسرا كان في فيلم "شقو"، حيث قدمت دور ضيفة شرف إلى جانب نخبة من الفنانين من بينهم عمرو يوسف، محمد ممدوح، ودينا الشربيني. كما شاركت أيضًا في فيلم "ليلة العيد"، الذي تناول قضايا اجتماعية وإنسانية. وعلى الصعيد الدرامي، ظهرت يسرا ضيفة شرف في الحلقة الختامية من مسلسل "كامل العدد ++"، الذي عرض في رمضان الماضي، وشارك فيه عدد من النجوم من أبرزهم دينا الشربيني وشريف سلامة. aXA6IDE5My4xNTEuMTYxLjI5IA== جزيرة ام اند امز US