
الحرس الثوري الإيراني يهدد بقصف القواعد الأمريكية بعد تصريحات ترامب
أعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء اليوم الثلاثاء (17 حزيران 2025)، استعداده لتوجيه رد عسكري مباشر في حال جرى استخدام أي قاعدة أمريكية في المنطقة لشن هجمات على إيران، محذرًا من أن تلك القواعد 'ستُسوّى بالأرض' حال تورطها في عمليات عدائية.
وقال بيان صادر عن الحرس الثوري إن 'أي استخدام للمنشآت الإقليمية ضد أراضينا سيواجه برد ساحق وشامل، والدول المستضيفة لهذه القواعد ستكون مسؤولة بالكامل عن تبعات التصعيد'.
وجاء التهديد الإيراني بعد ساعات من تصريحات نارية أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته 'تروث سوشال'، زعم فيها أن 'الولايات المتحدة سيطرت بالكامل على المجال الجوي الإيراني'، مطالبًا بـ'استسلام غير مشروط' للنظام الإيراني.
يأتي هذا التصعيد في ظل اشتداد المواجهات بين طهران وتل أبيب، وسط مخاوف من دخول واشنطن على خط الصراع بشكل مباشر، ما قد يؤدي إلى انفجار إقليمي واسع متعدد الجبهات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
تقرير بريطاني يحذر من تكرار سيناريو العراق في ايران: داعش يتربص
شفق نيوز/ حذرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يوم الأربعاء، من تكرار سيناريو العراق في ايران، وذلك في حال تدخلت إدارة دونالد ترامب لاسقاط النظام، مؤكدة أن داعش سيظهر بقوة هناك وستتحول البلاد إلى بقعة للصراع الداخلي. وذكرت الصحيفة في تقرير لها تابعته وكالة شفق نيوز، أن "القوة التي ستُطلقها واشنطن لن تدمر فقط المخابئ النووية الرئيسية للنظام والمخبأة على عمق مئات الأقدام تحت جبال بأكملها، بل ستُدمّر الجمهورية الإسلامية نفسها". ورأت، أنه "بسقوط نظام المرشد علي خامنئي المحتمل، ستكتشف واشنطن أن العالم لن يكون أفضل مثلما روّجت بعد الإطاحة بصدام حسين، إذ أصبحت المنطقة بأسرها "مستنقعًا"، مذكّرة كيف "حوصر جنود أمريكيون وبريطانيون، كانوا يحاولون فرض نوع من النظام، وقُتلوا على يد مُوالين لصدام وميليشيات مُستلهمة من إيران" وفق رأيها. كما استذكرت الصحيفة، "كيف ظهر تنظيم داعش بعد سقوط نظام صدام بسنوات، وسط محيط مضطرب وفوضوي، انتقل إلى أوروبا، حيث نفذ التنظيم الإرهابي هجمات عابرة للحدود"، معتبرة أن "إسقاط النظام في طهران سيكون "إبرة حياة" لداعش". وتابعت، انه "سيكون لانهيار نظام خامنئي تأثير مماثل مزعزع للاستقرار، مثل سقوط نظام صدام، إذ سيشعل فتيل صراع مسلح وفوضى سياسية ويعطل التجارة ويقيد إمدادات النفط لسنوات، وربما لعقود"، مرجحة أن "تتصارع الدول الإقليمية الكبرى مثل روسيا والصين والهند، ناهيك من الولايات المتحدة وإسرائيل، على النفوذ أو السلطة أو السيطرة على حقول النفط الإيرانية "في نسخة جديدة من اللعبة الكبرى"، وفق تعبير "ديلي ميل". ولفتت الصحيفة إلى أن "أول من سيشعر بالفوضى في حال سقوط نظام خامنئي، هي إيران نفسها، التي تواجه احتمال التفكك الداخلي، وستتحول من أمة عريقة إلى أراضٍ يسيطر عليها أمراء حرب متصارعون"، منوها الى أن "عدد سكان إيران يبلغ أكثر من 90 مليون نسمة، ونبهت على أن هذا يعادل ثلاثة أضعاف سكان العراق"، كما أشارت إلى أن "التركيبة العِرقية أكثر تعقيدًا، في تلميح إلى أن ما سينتج عن الفوضى في إيران أضعاف ما جرى في جارتها". واستدركت الصحيفة، انه "وفي حين أن الناطقين بالفارسية هم الأغلبية، تضم إيران العديد من الجماعات العرقية الأخرى، وإذا انهار النظام، فقد يتفكك "الدور الموحد للدين المشترك، وهو الإسلام الشيعي"، بحسب "ديلي ميل" التي توقعت أيضًا انفصال غير الفرس بمن فيهم الأذربيجانيون والأكراد والبلوش، عن سيطرة طهران". ووفقا للتقرير، "سيشعر جيرانها مثل روسيا وتركيا باستياء شديد إذا انهارت إيران إلى أجزاء مكونة، مثلما حدث مع يوغوسلافيا في التسعينيات"، كما ستشعر تركيا بالقلق من أن يحذو كورد إيران حذو كورد العراق، إذ تخشى أنقرة من أن يلهم كوردها البالغ عددهم 28 مليون نسمة للتمرد والانضمام إلى دولة كوردية مكتظة بالسكان تُقسّم إلى أجزاء من إيران والعراق وتركيا نفسها".


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
"حان الوقت لربط الأفعال بالأقوال"، والحرب قد تكون "بلا حدود"
دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل صريح ومباشر على خط المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وذلك من خلال سلسلة منشورات مثيرة على منصته "تروث سوشال"، كان أبرزها منشور قال فيه: "نحن نسيطر بالكامل على الأجواء فوق إيران". وطالب ترامب في منشور آخر طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"، مضيفاً: "صبرنا ينفد ... لا نريد استهداف جنودنا". هذه التصريحات، كانت محل اهتمام الصحف الإيرانية والإسرائيلية. وفيما يلي نعرض أبرز ما تناولته الصحف الصادرة من طرفي المواجهة، وما تقترحه من رؤى وسيناريوهات للمواجهة القادمة. اشترك في قناتنا على واتساب ليصلك يومياً أبرز ما تتناوله الصحف حول العالم اضغط هنا "على ترامب اتخاذ إجراء حاسم ضد إيران" دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في مقال لهيئة تحريرها، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "مساعدة إسرائيل في إتمام مهمة تفكيك نظام خامنئي". وأشارت الهيئة في مقالها إلى العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل مؤخراً ودمرت فيها قاعات تخصيب اليورانيوم في نطنز، بحسب قولها، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثوري الإسلامي، وتعجبت من صمود آية الله خامنئي، الذي شبهته بـ"ظلام الصحراء". وذكّرت الصحيفة بعدد من تصريحات خامنئي العلنية المعادية لإسرائيل، وتشير إلى أنه "يكره الولايات المتحدة أيضاً، ربما أكثر من إسرائيل" على حد قولها. وترى الصحيفة أن تصريحات خامنئي تلك ليست مجرد "انتقادات لاذعة"، بل "تهديدات استراتيجية، مُعدّة لحشد المتشددين في الداخل وترهيب الخصوم في الخارج"، في وجه إسرائيل وأمريكا اللتين يعتبرهما "تجسيداً مزدوجاً للغطرسة العالمية والعدوان الصهيوني" على حد وصف الصحيفة. وتقول هيئة التحرير في المقال، إن الرئيس الأمريكي لم يعد يملك رفاهية الانتظار، وقد "حان الوقت لربط الأقوال بالأفعال، واتخاذ خطوات حاسمة تجاه النظام الإيراني". وتنصح الصحيفة الرئيس الأمريكي بأن "يتبنى تغيير النظام الإيراني كسياسة أمريكية رسمية"، باعتبار أن طهران - بحسب الصحيفة - أثبتت مراراً أنها "محصنة أيديولوجياً ضد الردع، وأن الضربات العسكرية التقليدية تزيد من صلابة خطابها الدعائي". وتطالب الصحيفة واشنطن بأن تعلن صراحة أن "نظام آية الله خامنئي هو نظام خارج عن القانون، وأن يكون إسقاطه هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة". وتختم الصحيفة بأن خطاب خامنئي ضد إسرائيل والغرب يتطلب "رداً جذرياً"، مشيرة إلى أن العقوبات الجزئية والضربات المحدودة "لن تؤدي إلا إلى إطالة عمر النظام". نحن في قلب "حرب بلا حدود" أما في الصحف الإيرانية، فنشرت صحيفة "رسالت" مقالاً للكاتب محمد كاظم أنبارلويي تحت عنوان "الحرب بلا حدود"، اعتبر أن إيران تخوض حالياً "حرباً غير تقليدية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخصوصاً إسرائيل". ويرى الكاتب أن هذه الحرب تجاوزت المفاهيم الكلاسيكية للمعركة، مشيراً إلى "تراجع خطوة" بعد تهديدات قبل أشهر بالهجوم على إيران، وهو ما قابلته طهران "بحكمة وقوة عبر عباس عراقجي"، الذي أوصل رسالة مفادها أن أي "عدوان" سيُقابل بردّ إيراني "بلا حدود". وأشار الكاتب إلى أن مفهوم "الحرب بلا حدود"، هو صراع لا يعتمد على ساحات قتال تقليدية أو خطوط جبهات معروفة، بل ينطلق في الجو، وفي الفضاء السيبراني، وأحياناً في عمق أراضي الخصم، دون الحاجة إلى حدود مشتركة، مؤكداً أن إيران الآن "في قلب هذا النوع من الحرب". ويرى الكاتب أن القيادة العليا في البلاد - التي تتمثل في خامنئي - "تدير المشهد بصبر وحكمة وشجاعة"، بينما يقف "الشعب الإيراني والجيش والحرس الثوري صفاً واحداً خلف قيادته" على حد تعبيره. ويعتبر الكاتب موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مقامرة سياسية"، إذ "دخل مغامرة عسكرية ستكون الأخيرة في حياته السياسية والاقتصادية" بحسب وصف الكاتب. ويشير الكاتب إلى أن "أصابع طهران على الزناد، لا على مفاتيح التفاوض" حسب تعبيره، مضيفاً أنه "لا خط أحمر" في هذه الحرب، معتبراً أن "انتصار إيران سيغير معادلات القوة في المنطقة، بما يضمن السلام والهدوء والأمن في العالم" على حد قوله. " ترامب لا يسعى لقيادة الغرب بل لتفكيكه" ترامب كان أيضاً محور حديث الصحف الغربية، إذ كتب رافاييل بير مقالاً في صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان " قادة مجموعة السبع لا يتحركون بسبب خوفهم من إزعاج دونالد ترامب". ويرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي لم يعد مجرد "حالة سياسية" في الغرب، بل أصبح مشروعاً واضحاً لـ"تفكيك النظام الليبرالي من الداخل"، بدءاً من تعامله مع حلفائه في قمة مجموعة السبع، وصولًا إلى إعجابه العلني بـ"الحكام المستبدين" على حد وصفه. ويشير الكاتب إلى أن ترامب، وخلال قمة مجموعة السبع الأخيرة، وصف طرد روسيا من المجموعة بأنه "خطأ كبير"، متجاهلاً تعليق عضويتها الذي كان بسبب ضمّها غير القانوني لشبه جزيرة القرم. كما انتقد الكاتب انسحاب ترامب المبكر من القمة، مذكّراً بأنه سبق أن انسحب من قمة 2018 للقاء كيم جونغ أون، ويقول: "بالنسبة لترامب، الجلوس على طاولة مستديرة مع المستشارة الألمانية أو رئيس وزراء كندا هو أمر مهين، لأنه لا يؤمن بفكرة الشراكة المتساوية". يرى الكاتب أن مبدأ "أمريكا أولاً" لم يكن يوماً مجرد شعار انتخابي، بل هو عقيدة ترفض فكرة الالتزامات المتبادلة، معتبراً أن "لا وجود للمجموعة في عقل ترامب، بل فقط يوجد دولة واحدة (أمريكا)". ويحذّر المقال من صمت الحلفاء، خصوصاً في بريطانيا، التي "لطالما اعتبرت العلاقة الخاصة مع واشنطن أولوية استراتيجية"، مختتماً بأن "تجنّب قول الحقيقة باسم الواقعية السياسية، يجعل القادة متواطئين في مشروع لتجريد الديمقراطية الأمريكية من جوهرها" على حد وصفه.


ساحة التحرير
منذ 7 ساعات
- ساحة التحرير
قمة مجموعة السبع:بين أزمة الشرق الأوسط، ومأزق النظام العالمي!سعيد محمد
قمة مجموعة السبع: بين أزمة الشرق الأوسط، ومأزق النظام العالمي سعيد محمد* تحت شعار 'التعاون من أجل عالم أكثر أمناً' عقدت مجموعة الدول الغربيّة السبع الكبرى (G7) قمتها الحادية والخمسين (الإثنين) في منتجع 'كاناناسكيس' وسط جبال الروكي الكندية، لكنّ الانحياز الكليّ من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة لإسرائيل، والتوترات بين الفرقاء عبر جانبي الأطلسي، كما مخاوف العديد من الدول من تحول النزاع الإسرائيلي-الإيراني إلى حرب إقليمية كبرى أخذها إلى ما هو عكس شعار القمّة: امبراطوريّة أمريكيّة متفلتة، وعالم أكثر انقساماً، وعجز ظاهر لما تبقى من النظام الدولي الليبرالي عن احتواء أزمات العالم المتلاحقة. وكما كان متوقعاً فإن العدوان الإسرائيلي على إيران سيطر على الحدث الذي أريد له تعميق وحدة الغرب تجاه روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وكسر حدة التطرفات في حرب التعرفات الجمركية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد شركاء بلاده التجاريين، وكذلك مناقشة قضايا مثل الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والمعادن النادرة. وقد اختار ترامب أن يغادر القمة مبكراً مساء الإثنين، معلناً أن 'ما يجري في الشرق الأوسط' يستدعي عودته الفورية إلى واشنطن، بعدما دعا الإيرانيين – عبر صفحته على تطبيق تروث سوشال – إلى 'إخلاء طهران فوراً'، ما أثار تكهنات عن تدخل عسكريّ أمريكي وشيك إلى جانب إسرائيل، وهي تكهنات نفتها وزارة الدفاع الأمريكية تالياً، لكنها لم تهدئ المخاوف من توسع رقعة الحرب. الخلافات ظهرت مبكراً حول صيغة البيان الختامي بين مواقف قادة الدول الأعضاء – إلى الولايات المتحدة كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان – حيث حاول الأوروبيون تضمين دعوة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ومن ثم العودة للحلول الدبلوماسية لحل عقدة المشروع النووي الإيراني، لكن ترامب رفض التوقيع على تلك الصيغة، ما حدا برئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى تقديم صياغة منحازة تضمنت تكرار الدّعم لأمن إسرائيل وحق مزعوم لها بالدفاع عن نفسها، والتأكيد الحاسم على أن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، مع دعوة خجولة إلى الأطراف ل'خفض التصعيد'. وعلى هامش القمّة استمر ترامب بترداد لازمته 'إن إيران ليست بصدد كسب هذه الحرب'، وحثها على التفاوض – أي القبول بإنهاء مشروعها النووي -، مضيفاً: 'كان عليهم توقيع الاتفاق النووي الذي عرضته عليهم'. ترامب سرق الأضواء مبكراً في بداية القمة، بعدما قال إن طرد روسيا من المجموعة التي كانت تعرف بمجموعة الثماني – عام 2014 بعد ضم شبه جزيرة القرم – كان 'خطأ كبيراً'. وأشار إلى أنه وحده من يستطيع التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: 'بوتين يتحدث إليّ، لا يتحدث إلى أحد غيري… لأنه شعر بالإهانة حين طُرد من المجموعة'، ورأى أن روسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا لو بقيت عضوة فيها. كما قال إنه لا يعارض ضم الصين إلى المجموعة، واصفاً الأمر ب'الفكرة غير السيئة إطلاقاً'، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل المجموعة التي بُنيت أصلاً على أسس الديمقراطية الليبرالية، وتوحيد المواقف الغربية تجاه العالم. ووسط انشغال القادة بالحرب المستجدة في الشرق الأوسط، تراجعت أولوية الملف الأوكراني رغم حضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي للقمة. وتباهى ترامب بعلاقته مع بوتين، وقلل من أهمية الضغط على موسكو، وأربك الزعماء الأوروبيين الذين سعوا إلى تشديد العقوبات عليها. ووفق مصادر دبلوماسية، لم تنجح محاولات الرئيس الأوكراني في حشد موقف موحد يعزز موقع بلاده التفاوضي. وفي لحظة صادمة، انسحب ترامب من القمة قبل لقاء مخطط له مع رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي، ما ألغى محادثات حيوية بشأن صفقة الغواصات النووية الثلاثية التي تجمع البلدين وبريطانيا. وفشلت القمة أيضاً في التوصل إلى مقاربة موحدة في مجالات عدة، مثل الهجرة والذكاء الاصطناعي، بسبب تحفظات أمريكية أساساً، فيما استبعد المنظمون موضوعات كانت تُشكل صلب أجندات القمم السابقة، كالتغير المناخي ومكافحة الفقر إلى المساواة الجندرية وحقوق المثليين وذلك لتجنب استفزاز ترامب، تفادياً لتكرار سيناريو قمة 2018 (التي عقدت في كندا أيضاً) حين انسحب الوفد الأمريكي قبل دون الموافقة على البيان الختامي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يُخفِ خيبته من مغادرة ترامب المبكرة. لكنه صرّح للصحافة بأن وراءها 'عرضاً طُرح لبدء هدنة وفتح قنوات حوار أوسع'، رغم إقراره بأن فرص نجاحه 'مرهونة بإرادة الطرفين الإيراني والإسرائيلي' ما أوحى للمستمعين بأن الرئيس الأمريكيّ يعمل خلف الكواليس لإنجاز صفقة. على أن تلك التصريحات قوبلت بسخرية علنية من ترامب، الذي كتب على منصة 'تروث سوشال': 'ماكرون لا يعرف لماذا غادرت القمة، وهو دائماً ما يُخطئ. الأمر أكبر بكثير من وقف إطلاق نار'. أما المستشار الألماني فريدريش ميرتس، فقد حاول قيادة موقف أوروبي موحد خلال لقاء غير رسمي عُقد مساء الأحد لتنسيق المواقف مع قادة بريطانيا وإيطاليا وفرنسا، تم التوافق خلاله على ضرورة منع تفاقم الحرب بين إسرائيل وإيران إلى مستوى إقليمي يهدد الملاحة العالمية وسوق الطاقة. لكن افتقار القادة الأوروبيين إلى أدوات ضغط حقيقية على إسرائيل، ناهيك عن إيران، جعل هذه المداولات أقرب إلى جلسة تأمل أكثر منها تخطيطاً استراتيجياً قبل وصول ترامب. رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر شدد على 'الإجماع داخل مجموعة السبع حول ضرورة خفض التصعيد'، لكن دون تقديم آليات واضحة، لا سيما بعدما فقدت طهران الثقة بالثلاثي الأوروبيّ برلين-باريس-لندن كوسيط نزيه. رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حضر القمة كضيف شرف، للمرة السادسة على التوالي، في إشارة إلى الأهمية المتزايدة لدور الهند على المسرح العالمي، وفي كلمته، شدد على أهمية 'الاستقرار في الطاقة، والتحول الرقمي الآمن، والتوازن في الأمن الإقليمي'، لكنه تفادى ذكر الحرب بشكل مباشر، مراعياً علاقات بلاده المعقدة مع كل من إسرائيل وإيران. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فقد حضر جلسة حول 'أمن الطاقة' لكنه التقى بعدد من القادة على الهامش لمناقشة 'الحاجة إلى ضبط النفس وتفعيل القانون الدولي بشأن النزاع الإسرائيلي- الإيراني'، وفق ما ورد في بيان للمنظمة. ومع ذلك، غاب صوت الأمم المتحدة فعلياً عن التأثير في مجريات القمة، في مشهد كرس هشاشة النظام الدولي المتعدد الأطراف أمام صلف الولايات المتحدة. في الاقتصاد، أصر ترامب على أن الرسوم الجمركية 'أداة ضرورية' لحماية الصناعة الأمريكية. وعلى الرغم من تصديقه على اتفاق مع بريطانيا لخفض بعض الحواجز التجارية، فإن تصريحاته تجاه كندا وأوروبا كانت تصعيدية. كما ناقش القادة مستقبل سلاسل الإمداد في المعادن النادرة والذكاء الاصطناعي دون التوصل إلى تفاهم بشأنها في البيان الختامي. وبحسب دبلوماسي أوروبي، فإن 'الولايات المتحدة لم توافق على أي من المسودات، مما يجعل من الصعب التحدث عن أي نتائج ملموسة للقمة'. ستسجل كاناناسكيس 2025 دون شك كواحدة من أكثر القمم فشلاً وتناقضاً في تاريخ المجموعة. فلم تنجح في بناء موقف موحد تجاه أخطر صراعين يواجهان العالم: لا الحرب الأوكرانية المستمرة منذ سنوات، ولا حرب الشرق الأوسط الأحدث المستمرة منذ أيّام، وكشفت عن عمق المأزق الذي يواجهه النظام العالمي الليبرالي ما بين نزعة ترامب الانعزالية–البراغماتية، وتصاعد النزاعات الجيوسياسية، وفقدان قوى أوروبا القديمة أي وزن استراتيجي، ما جعل من المجموعة أقرب إلى ناد مأزوم، منه إلى محور قيادة عالمية، وأبقى السؤال معلقاً حول مبررات وجودها من حيث المبدأ. – لندن 2025-06-18